الفصل الاول من رواية لحظة وداع
يدخل آدم مكتبة في إحدى شركاته العالمية للسياحة والسفر وهو صارم دون حتى إلقاء التحية على موظفيه وقد اعتادوا هم على ذلك منه فهم لا يرون حتى إبتسامته عندما تحقق شركته أرباحا فخمة أو تكون في المراكز الأولى بين مصاف الشركات.
(آدم هو الشخصية التي ستسرد لنا الرواية كلها وهو أحد الشخصيات الرئيسية أيضا عمره ٣٥عاما شاب ذو جسد قوي وعيون سوداء طيب القلب صادق يساعد الآخرين ولكنه أصبح حاد الطباع في الآونة الأخيرة)
يجلس على مكتبه ويضغط زر موجود على سطح المكتب وسأل سكرتيرته أن تأتيه حالا.
تدخل السكرتيرة أمل عليه
أمل بابتسامة:صباح الخير يا افندم تؤمرني بايه حضرتك.
آدم بوجه صارم: حضري لي ملفات الفوج الألماني والفرنسي وخلي سهر تجيبلي التقارير بتاعتها لآخر رحلة كانت ليها وتجيب معاها البرنامج اللي حضرته للأفواج الألمانية والفرنسية عشان معدش فيه وقت.
واذا سمحتي عاوز فنجان قهوة مظبوط .
أمل بابتسامة هادئة:حاضر يا افندم.
يمر بعض الوقت وتدخل أمل بفنجان القهوة لآدم وتستأذنه لدخول سهر.
(سهر فتاة مرحة في السادسة والعشرين من عمرها ذات جسد ممشوق وشعر بني **تنائي اللون وعيون عسلية اللون تعمل بشركة ادم للسياحة والسفر كمرشدة سياحية منذ ثلاثة سنوات وخلال تلك السنوات أحبت آدم وتغلغل حبه داخلها دون أي مجهود فهو رجل تتمناه أي امرأة )
يأذن آدم لدخولها وتدخل.
سهر ابتسامتها المشرقة :طلبتني يا افندم.
آدم بوجه متجهم : جهزتيي الأوراق اللي طلبتها.
سهر وما زالت ابتسامتها الرائعة تزين وجهها وعيونها مليئة بالحب:
أيوة يا افندم اتفضل راجعها بنفسك.
آدم وهو يأخذ الأوراق منها دون أن يعطيها أي نظرة فهو يعلم تمام المعرفة أنها تحبه وتنتظر منه أن يتحرك ويخبرها أيضا أنه يحبها ولكن كيف يحبها وقلبه ختم بحب فتاة أخرى حب قد أصبح مستحيل ويتعمد بأن يعاملها بأسوأ معاملة وبطريقة جافة حتى لا تأمل أن يحبها فهو لن يحب مرة أخرى .
آدم(بعد أن فحص الأوراق جميعها ووضع توقيعه): تمام كله تمام تقدري تتفضلي على مكتبك وتكوني موجودة بكرة الصبح عالساعة ٧ جاهزة أمام الشركة عشان تطلعي مع الفوج الفرنسي تمام.
سهربنظرة عاشقة:تمام يا أفندم تؤمرني بأي حاجة تانية.
آدم وهو ينظر الى الاوراق التي بيده: لا شكرا تقدري تمشي .
خرجت سهر من مكتبه في قمة غضبها هي تعلم أنه يعامل كل موظفيه بجفاء ولكن معها تكون الأمور زائدة عن حدها ولكن لا يهمها ستظل خلفه حتى يحبها ولن يثنيها شئ.
آدم بعد أن خرجت سهر حزن عليها فهي إنسانة مرحة محبة للحياة ويعلم أنها تتمنى أن يصبح زوجها ولكن هذا موضوع انتهى منذ زمن بعيد و غير قابل طرحه عالساحة أبدا فقد أغلق قلبه منذ زمن.
ينتهي دوام العمل بالشركة عالساعة السابعة مساء ويذهب كل الموظفين الى منازلهم.
ولكن آدم يبقى بالشركة يتذكر حبيبته وضحكاتها وكلامها ثم يفتح درج مكتبه ويأخذ منه إطار ما لصورة شخص ما وما هو إلا محبوبته سيلين محبوبته التي سرقها الموت منه دون أن يقضيا العمر سويا فكانت فتاة ذات وجه ملائكي بيضاء البشرة عيونها عسلية اللون شعر اسود كالأبنوس.
ويبقى آدم على حاله هكذا مع ذكرياته حتى يرن هاتفه عالساعة العاشرة مساء وتكون والدته من تطلبه فهي قد اعتادت تلك الامور منه بعد أن توفيت محبوبته سيلين ويرد آدم.
آدم بصوت حاني: مساء الخير يا ماما في حاجة خير عاوزة حاجة مني؟
والدته السيدة رقية :لا يا بني أنا بس بطمن عليك عشان إنت اتأخرت بس وانا مستنياك عشان نتعشى سوا.
آدم وهو ينظر للساعة فيجدها اصبحت العاشرة مساء:انا اسف يا ماما بس انا كان عندي شغل ومخدتش بالي من الوقت أنا جاي حالا.
السيدة رقية وهي تشفق على حاله : ماشي يا بني مستنياك
آدم يقود سيارته ويتوجه بها الى منزله في أحد الأحياء الراقية جدا وصل إلى منزله بعد وقت قصير ويترجل من سيارته ويدلف الى المنزل فيجد والدته قد جهزت السفرة وتنتظره
آدم بوجه يصطنع الابتسامة ولكن ابتسامة لاتصل إلى عيونه مساءء الخير يا ماما عاملة ايه النهاردة؟
السبدة رقية بحب :بخير وكويسة طول ما إنت كويس يلا عشان نتعشى سوا.
آدم وهو يقبل يدها : حاضر يلا نتعشى.
السيدة رقية بابتسامة هادئة: وايه أخبار الشغل ماشي ولا نايم.
آدم :الحمدلله كويسين إحنا الحمدلله الشركة نمرة واحد في مصر كلها
السيدة رقية بخبث:طب ولما إنت نمرة واحد في مصر مش ناوي تفرح قلبي بقى وتتجوز وأشوف أحفادي.
آدم بغضب:ماما لو سمحتي احنا اتكلمنا في الموضوع دا مليون مرة وقلت خلاص مش هتجوز ومتنسيش اللي إحنا فيه دلوقت بسبب مين وإزاي؟!
السيدة رقية بتوتر وحزن:بس ...بس يا بني كدة مينفعش أنا من حقي أفرح بيك.
آدم وهو يحاول أن يسيطر على غضبه : و أناا فرحتي ماتت يا ماما من زمان واللي بيموت مبيرجعش ولا إيه
السيدة رقية:بس....
آدم مقاطعا حديثها ويضرب طاولة الطعام بيده : ماما قفلي على عالموضوع دا خلاص معدش ينفع وتركها وذهب الى غرفته يسترجع أيامه وذكرياته معها حتى يغفو فهذا كل ما تبقى له بعد ان مات حبه الوحيد.
وبعد تلك المشادة الكلامية بين آدم ووالدته تمر الأيام **ابقتها من منزله لعمله وهكذا حتى أصدقائه لم يعد لهم وجود في حياته حتى أتي يوما وحدث أمر ما
في مكتب آدم
وكالعادة عندما كان آدم جالس خلف مكتبه مغمضا عينيه وواضعا صورة سيلين بأحضانه وسارحا بأفكاره معها وبحبه لها ويبتسم نعم فهو يبتسم فقط عندما يتذكرها تدخل عليه سهر دون سابق انذار فينتفض من على الكرسي وكاد أن يسقط الإطار منه على الأرض ولكنه تمسك به جيدا ووضعه سريعا بدرج المكتب وتندهش هي من ذلك وتندهش اكثر لأنها لمحت طيف ابتسامة على وجهه وأصرت أن تعرف سر الابتسامة ومن وراءها؟! ويتحدث آدم أثناء ذلك بغضب
آدم بعيون حمراء وغضب :إنت ازاي دخلتي مكتبي من غير استئذان؟!
سهر بتوتر: انا اسفة يا افندم بس انا دقيت عالباب كتير ومحدش موجود برة وفي ورق عاوزةتوقيع حضرتك ضروري عليه عشان الفوج الروسي والإيطالي
آدم بصوت عالي:هاتي الورق و وقع عليه ، اتفضلي وتاني مرة متدخليش مكتبي من غير اذني فاهمة
سهربتوتر :تت....تمام يا افندم وانا آسفة تاني مرة؟
تخرج سهر من الغرفة وهي حانقة من غضبه عليها ولكن التمعت فكرة مجنونة عزمت على أن تقوم بها واليوم.
ومضي الدوام دون أي شئ آخر يذكروجاءت الساعة السابعة مساء وذهب كل موظفي الشركة الى منازلهم حتى آدم جلس قليلا على مكتبه يتأمل صورة سيلين ولكنه كان متعب كثيرا فقرر أن يذهب الى المنزل سريعا و بعد أن وصل الى سيارته تذكر تليفونه المحمول أنه تركه على مكتبه فعاد حتى يأخذه.
وفي تلك الأثناء سهر كانت في مكتبه لتعرف السبب في رؤية الإبتسامة على محيا آدم حتى وإن كانت حزينة.
بدأت سهر في البحث عن الصورة بادراج المكتب حتى وجدتها في أحد أدراج المكتب وكان الدرج مفتوح فقد خرج آدم سريعا دون أن ينتبه أنه تركه مفتوح فأخذت الصورة وتأملتها وجدتها صورة لفتاة تبتسم بسعادة وكأن السعادة وجدت لتكون لها هي فقط فقد كانت ابتسامتها عذبة وجميلة وكأن الحياة لم تدنسها قط.
وعندما كانت هي تتأمل الصورة كان هناك آدم يراقبها وهي تبحث في أشيائه حتى ذاد غضبه عندما وصلت إلى صورة حبيبته وحملتها بيديها الاثنين وهنا تمكن الغضب من آدم ولم يعد يستطيع السيطرة على غضبه،
آدم بغضب:بتعملي ايه في مكتبي؟
انتفضت سهر في مكانها وسقطت الصورة من يدها على أرضية الغرفة وتحطم الإطار.
سهر بتوتر وخوف:أنا أنا ..... أنا آسفة مكنش قصدي أنا كنت بس... اااا
آدم لم يعطيها فرصة لكي تكمل كلامها لانه قد رأى سهر ممسكة بصورة محبوبته ثم وقعت منها وتهشم الاطار فتملك الغضب منه ونظر لها نظرة أخافتها بل أرعبتهاوجمدتها مكانها.
آدم بغضب:من اللي اذنلك تدخلي مكتبي؟ بتدوري على إيه ؟انت مبسوطة باللي حصل دلوقتي؟ أخرجي برا برا و ياريت أشوف استقالتك على مكتبي بكرة الصبح عشان إنت تعديتي كل الحدود والخطوط الحمرا.
سهر وقد أدهشها ما حدث نعم هي أخطأت عندما سمحت لنفسها أن تعبث بأغراضه ولكنها لم تقصد أن ت**ر الصورة فهي سقطت دون قصدها وهل تستحق أن تترك وظيفتها بسبب ذلك الامر ثم سمعت صوت آدم ينهرها،
آدم بصوت عالي : انت لسة هنا اتفضلي من غير مطرود.
خرجت والدموع تسيل منها أنهارا فهي لم تقصد أن تغضبه كل هذا الغضب ولكنها أقسمت أن تعلم كل الحقيقة وأنها سوف تعترف له بحبها مهما كانت النتيجة.
اما آدم فكانت أفكاره ومشاعره غاضبة بسبب تحطم إطار الصورة ولكنه شعر أنه تمادى بغضبه عليها وأن تصل به المرحلة أن يطلب منها الإستقاله وهي من أنشط موظفيه فلقد ندم على تسرعه وغضبه ولكنه لا يتحمل أن يحمل أحد صورة حبيبته بل وتتحطم أيضا فكان هذا كثيرا عليه.
أتي الصباح مثقل بالأحزان والهموم على سهر ارتدت ملابسها وأخذت الإطار الجديد الذي إشترته أمس بعد أن خرجت من الشركة ووضعت استقالتها بحقيبة يدها واتجهت اليها ودلفت الى الشركة بوجه عابس وطلبت من أمل السكرتيرة أن تطلب اذنه لدخولها دخلت أمل وأخبرته أن سهر تود مقابلته فقبل ودخلت سهر.
سهربوجه عابس:استقالتي ياافندم واتمني من حضرتك تقبل الهدية المتواضعة دي تعويضا على اللي حصل امبارح واسفة.
آدم وما زال غضبه ظاهراعليه رغم أنه آسف على ما بدر منه ولكنه لا يسامح من يقترب من صورة سيلين.
آدم بصوت يحمل غضب مكتوم: أنا آسف على اللي عملته امبارح معاك بس انا اضايقت واتنرفزت لما لقيتك ماسكة صورة سيلين ووقعت وات**رت كمان دا نرفزني اكتر اعتبري انا مقلتش حاجة وروحي على مكتبك وباشري عملك.
سهر وهي تحاول أن لا تبكي أمامه : لا شكرا انا مصرة على استقالتي بس قبل ما استقيل عاوزة اعترفلك بحاجة قبل ما امشي لأن دا هيكون آخر يوم نتقابل ، أنااا ...انا ...أنا بحبك ومش من دلوقت ولا من شهر ولا من سنة أنا بحبك من ساعة ما شفتك واتعاملت معاك أكتر وعرفت أخلاقك وأظن انك عارف دا كويس ومتنكرش إنك عارف دا أو على الأقل حسيت بحبي دا واللي عملته امبارح دا كان جزء من حبي وغيرتي عليك بس أبدا مكنش قصدي ان الصورة تقع وت**ر.
آدم بحزن وأسف عليها:بس أنا مبحبكيش مش عشان إنت فيكي حاجة أو عيب ، المشكلة فيا أنا.
سهر يتساؤل : يعني اللي في الصورة دي أحسن مني فايه بالع** أنا أحلى وأحسن من....
ولم تكمل الكلمة إلا ووجدت صفعة قوية أخرستها وأوقعتها أرضا.
آدم بغضب :إخرسي متجبيش سيرتها على لسانك فاهمة مينفعش تقارني نفسك بيها لأن مفيش واحدة على الارض ممكن تيجي نصها وعشان هي كدة فماتت لأن الملاك اللي زيها مينفعش يعيش في دنيتنا القاسية دي.
سهرودموعها منهمرة علي وجنتيها ومصدومة مما سمعته و هو ان حبيبته ماتت ولكنه ما زال يحبها لهذه الدرجة.
وهو وقد تملك منه الغضب أعطاها ظهره ووقف بنافذة مكتبه.
وقف بنافذة مكتبه يتنفس بعض الهواء البارد بعد أن غضب منها أشد الغضب وعندما شعر أنها خلفه استدار لها وأصبح مواجها لها وعينه أصبحتا حمراء من شدة الغضب ومنع دموعه من النزول أمامها ثم أخبرها أن قلبه هذا دق مرة واحدة وأحب مرة واحدة ولم يعد بالامكان ان يدق لاحد او ان يتحمل حب آخر فقد اكتفى بما مضى وبذكرياته التي يعيش عليها للان :
فارجوك ابعدي عني انت متعرفيش حاجة.
سهر وهي تبكي:وهتفضل تحبها لامتى انا بحبك وهفضل احبك.
آدم ببرود وغضب :بس أنا بحبها هي مش إنت.
سهر وهي تصرخ:بس هي ماتت معدتش موجودة خلاص
ادم بابتسامة هادئة وكأنه يتذكرها ويراها أمامه :بس هي عايشة هنا(وشاور على قلبه)وهنا (وشاور على عقله)ازاي تكون ماتت.
سهر وهي مندهشة مما تسمع:وهي تستحق الحب دا كله حتى بعد ما ماتت؟
آدم بثقة :وأكتر من كدة رغم كل ما مرت به من حياة صعبة لم تفقد ايمانها وحبها لاحبابها حتى اللي كانوا سببا في حزنها يوما وأن تكون حياتها صعبة وأن تكدح في الحياة دون أن تحيد عن الطريق السليم أو تتخلى عن الاخلاق والشرف تفتكري بعد كل دا ما تستحقش حبي ليها القصة اكبر من حكاية حب الحكاية هي مشوار حياة ولحظة وداع .
سهر وهي تمسح دموعها : انت شوقتني ان اعرف حكايتها حتى اللحظة الاخيرة.
ادم وهو يحاول أن يسيطر على مشاعره حتى لا يبكي أمامها
:خلاص هحكيهالك يمكن لما احكيلك حكايتي وحبي دا يخليكي تشيليني من تفكيرك.
سهر وهي متلهفة لتسمع الحكاية : سيبني اقرر لوحدي وقول قصتك.
آدمم:خلاص اسمعي بس من غير ما تتكلمي وتقاطعيني.
تبدأ الحكاية من........