2

1708 Words
هناك خطى في القاعة ، والدنا يدخل المطبخ .   " أب! "  لوريال يندفع نحوه .   " أحتاج حقًا إلى مساعدة ثاير للدراسة من أجل اللغة الإسبانية ، لكن ساتوريا لن تقودني رغم أنها ستقابل مادس! أخبرها أن هذا ليس عدلاً!  "   يعطيني أبي نظرة .   " يجب أن تأخذها ، ساتوريا .  ما هي الصفقة الكبيرة؟ "   أعصر عصير البرتقال بقوة ، راغبًا في **ر الزجاج .  بالطبع هو يأخذ جانبها .  لا يسألني عما يحدث في حياتي ، ولا يسألني لماذا قد لا أرغب في ذلك - كلا ، هذا ما تريده لوريال ، تحصل عليه لوريال .   لوريال مثالي .  مستقيم-  لوريال .  لا تتورط أبدًا في مشكلة لوريال .  في الأساس ، في نظر والديّ ، الع** تمامًا لي .  أحيانًا أتساءل عما إذا كان والداي سيتبنونني إذا كان لديهم لوريال أولاً .  أعني ، هي ووالداي يتشاركون في الدم الحقيقي .  كيف يمكنني منافسة ذلك؟  " حسنًا "  ، أتذمر ، أغلق زجاجي على المنضدة .   " لكن أعطني عشرين دقيقة ، حسنًا؟ "    " شكرا لك! "  تريلز لوريال .   خرجت من الغرفة دون إجابة ، أكره فوزها مرة أخرى .  لكن على الأقل لدي عشرين دقيقة .  وسأستخدمها بحكمة .  مع بعض المسافة ، فإن معركتي مع ثاير تبدو تافهة ومضحكة .  لم يكن يجب أن أحذف مرجع الصور من الصف الثامن .  ثم مرة أخرى ، لم يكن يجب أن يدعوني مهووسًا .   لكن إذا أراد اعتذارًا ، فسأكون الشخص الأكبر وأعطيه اعتذارًا .  ليس الأمر وكأنني يمكن أن أتحمل أن أفقده .  لأن هذا هو الشيء: في أعماقي ، ثاير مسيطر علي .  إنه شيء لا أستطيع شرحه .  شيء أشعر بالحرج تجاهه قليلاً - إنه الأخ الأصغر لأصدقائي ، بعد كل شيء .  لكن عندما ينظر إليّ ، أذوب .  عندما قبلني ، انفجرت الأل**ب النارية في رأسي .  عندما لا يتصل ، أشعر بالقلق .   أغلقت باب غرفة نومي ، وأسقطت على سريري ، وألتقط هاتف ايفون الخاص بي ، وأقوم بالمسح مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان ثاير قد أرسل رسالة نصية .  لا .  لكن بينما أنا على وشك الاتصال بخلية ثاير ، تضيء شاشتي .  إنه خط فيغاس الأرضي .  قلبي يقفز .  ربما جاء ثاير إلى رشده .  ربما هو يتصل بي .   أقوم بتحريك وظيفة الفتح .   " أهلا؟ "  أقول بصوت غير متأثر كما لو أنني لم أؤكد على هذا في اليوم الماضي .    " ساتوريا؟ "  إنها مادلين ، رغم ذلك ، ليست ثاير .  صوتها عالي النبرة .   " هل يمكنك القدوم الآن؟ "   عبس .   " أممم ، أنا بحاجة إلى بضع دقائق ، في الواقع .  لماذا؟ "    " لا ، أحتاجك هنا الآن .  "   يفيض القلق فوقي .  يتشقق صوت مادلين ويتذبذب - يبدو جادًا .   " هل انت بخير؟ "  أسأل بحذر .  حياتها المنزلية ليست رائعة تمامًا ؛ السيد فيغا لديه مزاج رهيب .    " إنه  .   .   .   "  تتعثر ، ثم تزيل حلقها .  عندما تتحدث مرة أخرى ، يكون صوتها ثابتًا .   " إنه ثاير .  هو .   .   .  ذهب .  "   ****  .  صيدي الوحيد، لم أرسل إلى هناك أحداً قبله ولا بعده .  كنت القاضي والجلّاد، وبمعنى تفهمه، كنت من اعتقله وشهد ضدّه .  زرته في محبسه مرتين أو ثلاث، بل ثلاث مرات على وجه الدقة .  الزيارة الأخيرة كانت يوم إعدامه .  لم يكن حضوري إلزامياً، لكنني ذهبت .  ومن المؤكد أنني لم أكن أرغب في ذلك .  كان الجاني قد أقدم على قتل فتاة في الرابعة عشرة من عمرها .  والحق أقول لك أنه لم يكن لدي أي دافع قوي للقيام بزيارته، فضلا عن حضور تنفيذ حكم الإعدام به، لكنني على أية حال ذهبت .  قالت الصحف يومها إنها جريمة عاطفية، لكنه كان قد أخبرني أنه لم يكن في الأمر عشق ولا أية عاطفة من أي نوع .  لقم قام بمواعدة تلك الفتاه، على الرغم من حداثة سنّها .  وكان هو يومها في التاسعة عشرة من عمره .  قال لي إنه كان يخطط لقتل شخص ما منذ مدة طويلة لدرجة أنه لا يتذكر أصلها ولا فصلها .  وقال أنه إذا أخرجوه من السجن فإنه لا بد له من العودة لتكرار جريمته من جديد .  قال إنه متأكد من ذهابه إلى جهنم .  سمعت هذا الكلام بأذني، وبعظمة ل**نه مباشرة .  ولم أدرِ ما يمكنني الاستنتاج من كل ذلك .  بل من المؤكَد أنني لم أدرِ كيف يكون رد فعلي بالضبط .  لقد دار في خُلَدي أنني لم التقِ شخصاً في مثل حاله أبداً، الأمر الذي جعلني أفكر في أنه يمثل نوعاً جديداً من البشر مستقلاً بذاته .  رأيتهم وهم يقومون بتقييده إلى كرسي الإعدام، ويغلقون عليه الباب خلفهم .  وربما بدا عليه بعض التوتر وذلك كان أقصى ما بدا منه .  وإني لأعتقد حقاً أنه كان على يقين من أنه سيطأ أولى درجات جهنم بعد ربع الساعة لا أكثر .  إني متأكد من اعتقادي هذا .  وقد قلبت هذه الفكرة كثيراً في ذهني .  لم يكن هذا الفتى من النوع الذي يصعب التواصل معه أو الحديث إليه .  كان يخاطبني بلقب الشريف .  لكنني لم أكن أدري بأي لقب أخاطبه .  ماذا تقول لرجل يعترف أنه بلا روح؟ وما الذي يدعوك لقول أيَّ شئ له من الأساس؟ لقد أمعنت التفكير في ذلك إلى درجة كبيرة .  لكن أمره لم يكن بالشئ المهم قياسا على ما سألقاه في المحطات البارزة من وظيفتي .   يقولون إن العينين هما نافذتان إلي الروح؛ لكني لم أتبيّن في عيني ذلك الشاب ما يدلني إلى أي شئ يمكن النفاذ إليه من خلالهما، كما أعتقد أن إجابة هذا السؤال أبعد من كل خيال .  ولكن المؤكد أن ثمة رؤية أخرى إلى هذا العالم خلف تلك الحدقتين، وعيون أخرى مستعدة لهذه النظرة، ولعل هذا هو بيت القصيد .  لقد أودت بي تلك المُعضلة إلى منطقة في حياتي لم أكن لأفكر أبدا في أنني سوف أنتهي إليها .  ففي مكان ما، من هذا العالم، يكمن ملك الدمار ورسول الشر، ولا قِبل لي بمواجهته .  أؤمن بوجوده وأعرف أنه حقيقي، ولقد مشيت مرة تحت نظر هاتين العينين، ورأيت أعماله .  في تجربة لن أكررها .  إنني لن ألملم شتات نفسي وأحشد حماسي الفاتر كي أمضي قدما لملاقاته .  ليس السبب في ذلك أن العمر تقدم بي فقط-ليته كان هذا هو السبب .  ولا أستطيع القول حتى إن هذا هو ما ترغب أيها القارئ الكريم في أن تقوم به أنت أيضا .  لقد عرفت على الدوام أنك ستتمنى الموت على أن تقوم بهذه المهمة .  كان هذا أيضا حقيقي .  عرف الآخرون بالأمر والتمسوه من ض*بات قلبك .  وإنني لأعتقد أن المسألة هي أكثر تعلقا برغبتك في ما سيؤول أمرك إليه .  وأعتقد كذلك أن أي إنسان سيضع روحه على محك المجازفة .  لا مجد هنالك ولا شهرة، فقط هذا الغرض .  ولست أرغب في القيام بذلك .  وإني الآن أستطيع الجزم بأنني لن أفعل ذلك أبداً .   *** ترك الضابط المعاون تشيجور واقفاً في زاوية المكتب مُكبّل اليدين إلى خلف ظهره، بينما جلس هو على كرسيه الدوار، نزع قبعته عن رأسه، ووضع قدميه فوق الطاولة في غطرسة وثقة، وبدأ الاتصال مع لامار من الهاتف المحمول .   لقد دخل من الباب ببساطة، أيها الشريف .  كان يحمل على ظهره شيئا ما، هو أشبه بأنابيب الأو**جين التي يحملها مرضى الإمفيزيما على ظهورهم، أو شئ من هذا القبيل .  كما أن على عاتقه أنبوباً يمتد في داخل كمه ليتصل بما يشبه مسدس التخدير الذي يُستعمل في المسالخ .  نعم سيدي .  هذا ما كان يبدو عليه هذا الجهاز .  ويمكنك معاينته ساعة حضورك .  نعم سيدي .  لقد قمت بتغطية هذا الأمر .  حاضر سيدي .   عندما وقف الضابط ناهضا عن كرسيه، أدار ميدالية المفاتيح التي تتدلى من حزامه، وفتح درج مكتبه الموصد، وأخرج منه مفاتيح الزنزانة .  وكان لا يزال يحني ظهره قليلاً عندما أقعى تشيجور على الأرض ومرر يديه المصفدتين من تحت مقعدته ثم إلي ما وراء ركبتيه .  ثم وأثناء الحركة نفسها، جلس ونخع نفسه إلى الوراء، وقام بتمرير السلسلة تحت قدميه، ثم وقف على الفور دونما مشقة على الإطلاق .  لقد بدا الأمر كله كما لو أنه حركة رياضية تدرّب عليها عشرات المرات .  طرح يديه المصفدتين حول رأس الضابط المعاون، وقفز قفزة في الهواء ثم ضغط ركبتيه فوق مؤخره عنق الضابط المعاون، وجذب السلسلة إلى الخلف بكل ما في قبضتيه من قوة .   سقط الاثنان معا على الأرض .  الضابط يحاول إدخال يديه في نطاق السلسلة، ولكنه لم يفلح في ذلك .  وبقي تشيجور على وضعيته يجذب السلسلة، بينما ركبتاه بين ذراعيه، ووجهه م***ف عن متناول يد خ**ه الذي يرفرف بذراعيه بوحشية، ثم بدأ يمشي مترنحاً فوق أرضية الغرفة في دوائر، يتعثَّر بسلة المهملات ثم يصطدم بالكرسي في وسط الغرفة، ثم يصطدم بالباب فيغلقه، وأخيرا تلتف السجادة حولهما .  وكان خلال ذلك يتغرغر متشبثا بالحياة كحيوان جريح ينزف من فمه .  لقد كان يختنق بدمه .  أما تشيجور فقد زاد من شدة جذبه للسلسلة .  وقد شقت الصفادتان المطليتان بالنيكل طريقهما في لحم عنق الضابط حتى لامستا العظم وانفجر الشريان السباتي الأيمن في عنق الضحية فانطلقت نافورة من الدم عبر الغرفة لتصيب الجدار وتسيل إلى الأرض .  ثم تباطأت حركة رجلا الضابط حتى توقفتا عن الحركة وتلوَّى الرجل وهو يرتجف في حركات تَشنُّجيِّة .  ثم ما لبِث أن توقَّف عن الحركة كُلياً .  وكان تشيجور يضطجع إلى جانبه .  يتنفس بهدوء الآن وهو يحتضنه .  يتلمَّس مفاتيحه المعلقة في وسطه، ثم قام بتحرير يديه، ودس مسدس الضابط في زنّاره ثم توجَّه إلى غُرفة الحمام .   أسال الماء على مع**يه حتى توقفا عن النزيف، وقام بتمزيق قِطع من مِنْشَفة الحمَّام بأسنانه، واستعملها لتضميد مع**يه ثم قفل راجعاً إلى غرفة المكتب .  جلس وراء المنضدة وقام بتثبيت قطع القماش على مع**يه بواسطة شريط لاصق استخرجه من صندوق إسعافات أولية، ثم ألقى نظرة متمعِّنة على الرجل المثلوم المُنطرح على الأرض .  وعندما انتهى من عمله، استخرج حافظة الرجل من جيبه، واستولى على ما فيها من نقود بحركة سريعة، ودسها في جيب قميصه، ثم طرح المحفظة أرضا .  ثم التقط أسطوانة الهواء، ومسدس التخدير خاصته، وسار في اتجاه السيارة، وانطلق بها متجهاً نحو الطريق العام .   علي الطريق الرئيس الذي يصل بين الولايتين، وقع اختياره على سيارة فورد سيدان حديثة الطراز، بمقعد للسائق دون رُكَّاب، فأشعل أنوار سيارة البوليس التي يقودها، وأطلق العنان للبوق للحظة وجيزة حتى أمتثل السائق، وتوقفت السيارة إلى حيِّد الطريق .  توقف تشيجور خلف السيارة، وأطفأ محرك سيارته ثم خرج منها ملقياً أنبوب الهواء بين كتفيه وكان الرجل يراقب من المرآة الخلفية بينما هو يتقدم نحوه .   قال السائق: - " ما الخطب سيدي الضابط؟ "   - " أيها السيد هلاّ نزلت من السيارة؟ "  فتح الرجل باب سيارته وترجَّل منها، قائلا: - " ولكن ما سبب كل هذا؟ "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD