ثم أمسكت بالهاتف بأنامل مُرتعشة، لتضع إبهامها المُرتعش على الشاشة، ثم سحبت زر الأتصال، و وضعت الهاتف على أذنها مغمضة عيناها، تقلصت معدتها و شعرت بألتفات أحشاءها حول بعضها عندما وجدت صوته .. يبكي!!!! يبكي!!!! لا تكاد تُصدق أذنيها، يبكي، كما بكت ليالي كثيرة، يبكي كما أبكاها و محى أبتسامتها من فوق شفتيها!!!! ليس بكاءاً عادياً، بل بُكاء أمتزج بندمٍ و أسف أستشعرتُه في نبرة صوته عندما قال: - عهد .. عهد!!!! وكأنه يستنجد بها في صوتُه، يرجوها و لا تعلم السبب، أنتفض قلبها عندما قال ببكاءٍ لأول مرة تسمعُه منُه، لأول مرة يبكي: - عهد سامعاني صح!!! رُدي عليا!!!!! لم تُجيبه، بل ظلت متمسكة بالهاتف تحاول فقط إستيعاب أم جلادها أصبح الضحية، تحاول إستيعاب أنه يبكي .. يبكي كالبشر، و هي التي ظنتُه شيطان، لا بل أخبث من سبعون شيطان، سمعتُه يكمل بشهقات متقطعة: - عهد .. أنا .. أسف يا عهد، عارف أن اللي عملته م