حلقة ٦ قرار سعيد

1038 Words
خرج سعيد و زوجته سعاد و أولادهم و تركوا والده و والدته يجلسون مع سعد ، ركبوا السيارة فأدار سعيد عجلة القيادة و توجهوا إلى صالة الأل**ب الرياضية و أثناء الطريق دار بينهم حوار حول ما حدث في بيت والديه بدأته سعاد قائلة - أرجوك يا حبيبي لا تغضب من أي كلمة قالتها ماما أنها لا تقصد أن تؤذي مشاعرك - كنت أتصور أن أبنائي احب إليها من الدنيا و ما فيها - هم كذلك فعلا لا تعطي الأمر اكبر من حجمه - أنها تقريبا طردتهم - أرجوك لا تقل ذلك يا سعيد أولادنا فعلا عفاريت و لا يتركون شيء بالبيت على حاله - مهما يكن يا سعاد أنني كنت اظن انهم يؤنسون وحدتها هي و أبي لم أكن أتخيل أنني افرضهم عليها - أرجوك أهدأ يا سعيد لا تقل ذلك - ألا يكفي معاملتها القاسية لك - أنا لا أشتكي يا سعيد هي أمي و لا تقصد أن تضايقني - كلما حاولنا أن نرضيها لا ترضى ماذا نفعل أذن ؟ - سعيد أرجوك أنت بذلك ستصاب بأزمة قلبية مفاجئة أرجوك من أجل صحتك وصلوا إلى صالة الأل**ب الرياضية نزلوا جميعا من السيارة ثم ذهبوا اولا إلى تدريبات الجمباز ليذهب الاطفال إلى تدريباتهم ثم توجهوا هم الى صالة أل**ب اللياقة البدنية توجهت سعاد إلى مشاية كهربائية لتمارس رياضة المشي أما سعيد ذهب إلى جهاز دفع القدم و بدأ يلعب بعنف و عصبية غريبة بدأت تراقبه سعاد و هي قلقة عليه فكرت أن تقطع عليه تمارينه لكنها قررت أن تتركه كي يفرغ شحنة الغضب التي بداخله أنتقل من جهاز دفع القدم إلى جهاز دفع الص*ر و ظل يلعب بنفس العنف و العصبية بل ربما أزداد عنفا ، ظلوا لمدة ساعة هكذا حتى انتهى موعد التمارين خرجوا من صالة الأل**ب الرياضية ثم توجهوا إلى صالة تمارين الجمباز ليأخذوا الاولاد و يعودوا إلى بيتهم ركبوا السيارة و أدار سعيد عجلة القيادة و أثناء عودتهم قالت سعاد - كنت تمارس الرياضة بعصبية شديدة قلقت عليك و لكن تركتك تفرغ شحنتك من الغضب - لن اغضب بعد اليوم - يا ليت لا شيء يستحق الغضب صدقني - فعلا لا تنزلوا بعد اليوم من البيت لتذهبوا لأمي و أبي أجلسوا في بيتكم - ماذا تقول يا سعيد لا تتخذ قرارا سريعا و انت غاضب - لا تراجعيني في ذلك القرار حين يسألك أي أحد منهم قولي لهم أن هذا قراري - يا سعيد نحن نرضي الله لا نبحث عن رضا أحد - الله لا يرضى بما يحدث فلنبتعد قليلا وصلوا إلى البيت نزلوا من السيارة صعدوا إلى بيتهم دون أن يمروا على والديه و حين دخلوا بيتهم قال سعيد لأولاده - غدا حين تعودوا من المدرسة لا تمروا على جدتكم و جدكم تصعدون إلى بيتكم هنا مباشرة - لماذا يا أبي نحن نحب جدي و جدتي - أن جدتكم غضبت منكم لأنكم دائما تثيروا غضبها و عقابا لكم يجب أن لا تمروا عليها حتى تتأدبوا - لن نغضبها ثانية يا أبي أرجوك - هذا كلام لا رجعة فيه لا تمروا على جدتكم غدا - أمرك يا ابي في نفس الوقت كان سعد يستعد للرحيل كي يعود الى الاسكندرية و قبل أن يبلغهم برحيله قال معاتبا لأمه - لماذا يا امي أغضبت سعيد ؟ - و ماذا فعلت لأغضبه ؟ - أنت دائما هكذا لا ترين الا نفسك - أهدأ يا أبي امي لا تقصد أن تؤذي سعيد - أنها دائما يا ولدي تؤذيه هو و زوجته و أولاده - أنا يا ابو سعيد أنا أؤذي ابني و زوجته و أولاده - اهدئي يا أمي أبي لا يقصد صدقيني - بل اقصد يا سعد أنت لا تعرف كيف تعامل اخوك و زوجته و أبنائه - كيف اعاملهم يا ابو سعيد - الكلام معك لا يفيد ما دمت لا تعرفين حجم القسوة التي تعامليهم بها - أنا قاسية يا ابو سعيد أنا أعاملهم بقسوة - أنا مضطر أن اترككم في هذا الوضع و أغادر كي الحق موعد آخر قطار الاسكندرية - ماذا تقول لن تبيت معنا يا سعد ؟ - لا استطيع يا امي مضطر لان عندي عمل غدا - بعد كل هذا الغياب يا ولدي تغادرنا بهذه السرعة - لم أكن مستعدا يا امي و اتيت سريعا كي لا أتأخر حتى اطلب اجازة - أتركيه يا ام سعيد لابد يوما ما سيأتي - سامحني يا ابي - أذهب يا ولدي و لا تنسانا - سأأتي قريبا يا ابي - تذكر يا ولدي أننا لن نتدخل في حياتك مرة أخرى لا تقلق من ذلك - متأكد من ذلك يا أبي و قد نسيت ذلك الأمر تماما و ندمت على بعدي عنكم طوال هذه الفترة تركهم سعد و رحل متوجها إلى محطة القطار ، جلس ابو سعيد في مواجهة ام سعيد لفترة صامتين يتبادلون نظرة أسى و حزن ثم قال أبو سعيد لزوجته - تركك سعد حبيب قلبك و لم يبقى لنا سوى سعيد يا ام سعيد - سيعود سعد يا أبو سعد - أنا أبو سعيد هل سمعتي ما قلت يا ام سعد ؟ - سعيد ابني أنا أيضا يا أبو سعيد و لكن فقط أفضل سعد لأنه بعيد عني حين سألوا الحكيم من احب اولادك إليك قال صغيرهم حتى يكبر و غائبهم حتى يعود و سعد هو الصغير و هو الغائب - ما شاء الله أصبحتي حكيمة و لكنك دائما ما تفضلين سعد على سعيد حتى من قبل أن يتركنا و أنتي تعلمين ذلك جيدا - و لماذا افعل ذلك يا ابو سعيد الاثنين اولادي ؟ - لأن سعد هو الذي يشبهك و طباعه تشبه طباعك أما سعيد فيشبهني أنا يا أم سعد - ماذا تقول يا رجل ؟ ! - أقول الحقيقة يا ام سعد و أنا عشت لفترة طويلة أظلم ابني حبيبي بسببك - و فجأة أصبحت ام شريرة و حماة مجرمة و جدة قاسية فجأة أصبحت ظالمة افرق بين أولادي - ما دمت مصرة على طريقة تفكيرك هذه و ما دمت لا تشعرين بما تفعلين فلا فائدة من الكلام معك انتهى الحوار بينهم على هذا النحو و تركها زوجها و ذهب لحجرة النوم الأخرى التي كان ينام فيها سعيد و سعد و نام على سرير سعيد و ظلوا هكذا لساعة دخلت بعدها ام سعيد لزوجها في حجرة نوم سعيد و سعد قائلة بحزن - لأول مرة تترك لي حجرتنا و تأتي لتنام هنا في حجرة نوم سعيد و سعد - ليتني فعلت ذلك منذ زمن بعيد - الى هذا الحد وصل الأمر بيننا - حقيقة وصل الأمر لأبعد مما تتخيلي - حين كنت تغضب مني كنت تنام معي على نفس السرير - لم تعد لديا قدرة على الاحتمال أكثر من ذلك - 
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD