سافر سعد و باتوا جميعا ليلتهم و كل في حال فسبحان الله على ذلك اليوم
سافر سعد و باتوا جميعا ليلتهم و كل في حال فسبحان الله على ذلك اليوم الغريب أصبح الصباح و ذهب سعيد الى عمله بعد أن وصل أولاده للمدرسة كما يحدث كل يوم و لكن حين عادوا من مدرستهم لم يعودوا إلى بيت جدهم و جدتهم كما يفعلون و لكن سعاد نزلت صباحا و سألت عنهم هل يحتاجون شئ أو اي خدمة تؤديها إليهم أو لا ثم صعدت الى بيتها قبل أن يأتي أولادها و زوجها ، شعر أبو سعيد أن هناك أمر ما مريب لاختفاء أولاد سعيد و قد حدث أمر ما غريب عاد سعيد من عمله طرق باب بيت والديه فتح له أبوه قائلا
- اهلا يا سعيد لماذا لم يأتي أولادك من المدرسة الينا كما يفعلون كل يوم. ؟
- و لا ڜئ يا ابي لديهم الكثير من الواجبات المدرسية و المذاكرة
- لا يا بني لا تخفي عني الحقيقة
- أي حقيقة يا ابي
- أنت غضبت من ما حدث بالأمس و من كلام والدتك
- أبدا يا أبي و لا غضبت و لا شئ
- يا بني أنت الذي تسأل عنا و تملأ حياتنا أنت و أولادك و زوجتك لا تتركنا و تغضب منا أنت الآخر
- يا أبي لست غضبان
- أذا حدث أي شئ أذى مشاعرك فسامحنا سامحنا يا ولدي
صعد سعيد الى بيته و طرق الباب فتحت له زوجته دخل فوجدها هي و أطفالها يجلسون معا على السفرة و أمامهم الكتب و الكراسات لمراجعة دروسهم شعر أن هناك هالة كأبة تحوم حول البيت فبادرهم قائلا
- السلام عليكم
- و عليكم السلام يا بابا
- كيف حالكم
- الحمد لله
- ماذا بكم لماذا تجلسوا صامتين
- لأن جدتي غضبت منا
- جيد أن هذا ال*قاب أتى ثماره
- لن نضايق جدتي مرة أخرى يا بابا
- يجب أن نتعود أن لنا بيتنا و لنا حياتنا الخاصة منذ هذه اللحظة سنزور جدكم و جدتكم مرتين في الاسبوع و لكن سنمر عليهم يوميا تسألهم فقط عن أذا كانوا يحتاجون منا اي شئ أو اي خدمة نؤديها لهم و نذهب
- لماذا يا أبي ؟
- أن جدكم و جدتكم مسنين و صحتهم تحتاج للراحة و الهدوء
- لن نضايقهم يا أبي مرة أخرى
- نحن نحتاج أن ننفرد بأنفسنا و نعيش بخصوصية
ترك سعيد أولاده و ذهب إلى غرفته لتبديل ملابسه ثم خلد للنوم لينال قسطا من راحة قيلولة فترة الظهيرة و لكن دخلت سعاد فقطعت عليه راحته قائلة
- ماذا بك يا سعيد ؟ أنا قلقة عليك جدا
- لا شيء يا سعاد ماذا بك انت. ؟
- لماذا تغيرت فجأة و لماذا قررت كل هذه القرارات الغريبة أأنت غاضب من والدتك إلى هذا الحد ؟
- لست غاضب و ليست قراراتي ناتجة عن غضب أو قرارات متسرعة و لكن هذه القرارات كانت في عقلي منذ زمن فقط كانت قرارات مؤجلة و حان موعد التنفيذ
- و لماذا يا سعيد هذه القرارات من الاساس ؟ أنت تعلم أن والد*ك ليس لهم سواك الان
- و هل قصرت في حقهم يا امرأة ؟ ليكن في علمك أنا مريت لبيتهم قبل أن ااتي اليكم
- لماذا إذن هذا التغيير المفاجئ ؟
- نحن نحتاج لقسط من الراحة و نحتاج إلى قدر من الخصوصية أليس كذلك
- و لكن والد*ك اعتادوا على وجودنا
- نعم بالفعل هم اعتادوا على وجودنا اصبحنا متاحين أكثر من المطلوب حتى اثقلنا عليهم جدا
- ماذا بك يا سعيد ؟ أرجوك افتح لي قلبك و اشكوا لي ما يضايقك
- و هل لي سواك يا سعاد لأفتح له قلبي و اشكوا له معاناتي ؟
- أحكي أذن ما سبب تغيرك
- صدقيني لا شيء مما يخطر ببالك
- ما سبب تغيرك أذن
- فقط شعرت أننا نحتاج أن نعيش لأنفسنا و ننعم بحياتنا أن التصاقنا بوالديا مبالغ فيه جدا يجب أيضا أن نحترم خصوصيتهم و نبتعد عنهم قليلا ليشتاقوا الينا
- كما تريد يا سعيد لن اناقشك الان او اراجع قراراتك
- ظننت أن هذه القرارات ستسعدك
- أنا اتعامل مع والد*ك على اني اتاجر مع الله فيهم لذلك لا أتضايق منهم مهما حدث
- زادك الله عقلا و حكمة و إيمانا و بارك الله لي فيك يا حبيبة قلبي
- و زاد الله حبي في قلبك اكثر و اكثر هذا هو الشيء الوحيد الذي أحيا به يا حبيبي
- و زاد الله حبي في قلبك يا حبيبة قلبي
- يزيد أكثر من ذلك يا سعيد قلبي كاد ينفجر من فرط حبي لك
- سلامة قلبك يا حبيبة القلب و نبضه
نام سعيد على ص*ر زوجته و حبيبة قلبه سعاد و هي تعبث بأناملها في خصلات شعره و تحاول أن تشعره بالراحة و الأمان و تخفف عنه شعوره بضغوط الحياة ، دائما سعاد هي مص*ر سعادة سعيد و مص*ر شعوره بالأمان و هو لها كذلك منذ عرفها في زيارة عائلية حيث أمها أخت زوجة ابن عم والده و كانت هناك مناسبة لديهم و دعوا كل أفراد عائلاتهم و من أول لحظة شعرت سعاد أن قلبها يميل لسعيد بقوة فبادرت و أعطته طبق به بعض الحلوى و هي تبتسم ابتسامة خجولة لفتت انتباهه جدا و بعد ثواني راها ذهبت إلى البلكونة وحدها ليس في البلكونة أي مخلوق سواها فاستغل الزحام و انشغالهم جميعا مع بعضهم البعض و تبعها حيث ذهبت و كان ذلك الشخص المدعوين في بيته يسكن في الطابق الأرضي و البلكونة مفتوحة على حديقة صغيرة جدا فوجدها قد خرجت إلى الحديقة تستنشق رحيق الزهور فانطلق خلفها و بدأ بينهم حديث التعارف ، و اكثر ما أثار سعيد أن سعاد قد رأت سعد في نفس المناسبة و لم تنتبه إليه و الغريب أن سعيد قد سألها في بداية معرفته بها لماذا هو بالذات ؟ و كانت المفاجأة أنها ردت بنفس السؤال لماذا انا بالذات ؟
و سألها مرة أخرى لماذا لم يلفت سعد انتباها ؟ فكان ردها و لماذا لم يلفت انتباهك سلوى ؟ و كأن الأمر الذي جمع بينهما هو الشعور بالان**ار و كأن كل منهما و جد في الأخر ما يجبر **ر نفسه و يجبر **ر قلبه و كانت الصدمة حين قرر سعيد أن يتزوج من سعاد فكان رد والدته أنه لابد و أن يتزوج هو و سعد في نفس اليوم و كانت أم سعيد تريد أن تزوج سعد من ابنة اختها لأنها تحبها جدا و ترى أنها جوهرة لا يستحقها الا سعد و حين شعرت أن سعيد معجب بها بشكل عادي وبخته م**مه أنها عروس أخيه و ما كان سبب أعجاب سعيد بها هو حب أمه لها ليس أكثر و لم يكن يتخيل أن يحدث كل ما حدث بين أمه و سعد بسبب انها تريد تزويجه من ابنة خالته و هو يحب دينا جارتهم في نفس المنطقة و تطورت الأمور بينهم إلى قطيعة كبيرة دامت لأعوام طويلة .