مرت الأيام و قرر سعد العودة للقاهرة بشكل نهائي و طلب نقله للعمل بفرع الشركة التجارية التي يعمل بها بالقاهرة و بعد الانتهاء من كل الإجراءات اللازمة قرر السفر إلى القاهرة بلا رجعه و لكنه لم يخبر أحد بقراره تفاجأ والديه حين طرق الباب ظنوه سعيد و لكن حين فتحوا الباب تفاجئوا مفاجأة سارة جدا قالت أمه بسعادة غامرة
- سعد أخيرا اتيت لزيارتنا مرة أخرى منذ زرتنا منذ شهور
- ليست زيارة يا أمي بل أتيت لأقيم معكم دائما
- هل طلبت نقل عملك إلى فرع الشركة بالقاهرة يا بني
- نعم يا أبي
- الحمد لله انك اخيرا عدت لبيتك
- الحمد لله يا أبي
- أهذا صحيح يا سعد أخيرا يا حبيبي
- صحيح يا أمي
- حمدا لله على سلامتك يا بني
- أين سعيد و أين زوجته و أولاده ؟
- أن سعيد لم يعد كما كان
- كيف ذلك يا أمي ؟
- قرر سعيد أن يستقل بحياته بعيدا عنا
- كيف يستقل بحياته ؟
- يأتي لدقائق معدودة يسألنا أذا كنا نحتاج شيء ثم يصعد إلى بيته و زوجته تفعل نفس الشيء و ظل لفترة يمنع عنا الأولاد ثم منح لهم الأذن أن يأتون الينا و لكنهم يفعلون مثل أبيهم يجلسون لدقائق معدودة يسألون أذا كنا نحتاج شيء يقضونه لنا ثم يذهبون يحدث هذا كل يوم
- و لماذا تغير سعيد الى هذه الدرجة ؟
- هذا حقه يا أم سعيد يجب أن يعيش حياته دون قيود و هو لم يقصر معنا في شيء لا يمر يوم دون أن يسأل عنا هو و زوجته و أولاده
-
- هل فعل سعيد ذلك بسبب زيارتي السابقة لكم
- لا يا ولدي لا تظلم أخاك أنه هو من اتصل بك و ألح عليك أن تزورنا
- ماذا حدث أذن ؟
- حقه يا ولدي كان يأتي كل يوم هو وزوجته و أولاده يقضي يومه كله معنا و امك تتأفف من طول فترة وجودهم و من شقاوة الاطفال فقرر أن يقلل فترة وجودهم معنا كي لا يرهقنا
- متى سيأتي سعيد لأسلم عليه هو و سعاد و الأولاد ؟
- لا اعرف لماذا تأخروا اليوم ؟ رغم أنهم يتناولون معنا وجبة الإفطار يوم الجمعة
- الغائب حجته معه يا أم سعيد ربما سهروا ليلة أمس فتأخروا في النوم
سمعوا صوت طرقات الباب قال أبو سعيد
- بالتأكيد هذا سعيد أتى ليتناول معنا وجبة الإفطار
- سأفتح أنا له الباب
فتح سعد الباب لسعيد فتفاجأ و عانق أخاه قائلا
- سعد يا لا سعادتي اشتقت إليك يا سعد
- و أنا أيضا يا أخي اشتقت اليك و لأولادك
- سعيد جدا انك قررت زيارتنا
- سعيد هذا أسمك أو شعورك
- ههههه اسمي و شعوري أيضا
- ليست زيارة يا سعيد
- هل طلبت نقل عملك إلى فرع الشركة بالقاهرة ؟
- نعم يا سعد
- مبارك يا اخي العزيز أهلا بك في بيتك اخيرا حمدا لله على سلامتك
- سلمك الله يا أخي العزيز
- كيف حالك يا سعاد ؟
- الحمد لله يا سعد حمدا لله على سلامتك يا اخي العزيز
- سلمك الله يا أختي
- نحن سعداء يا عمي انك ستظل معنا
- بل انا الأسعد يا حوريه سنلعب معا كل يوم يا سامر
- و هل ستتركنا ماما نلعب يا عمي
- ههههه مادام عمك سعد هو من سيلعب معكم هل يمكن لماما أن تتكلم
- هيا الى السفرة لقد اعددت وجبة الإفطار
- سلمت يداك يا أمي دائما نتعبك معنا
- لم تعد تتعبني يا سعيد أصبحت ألمح كطيف يمر و يمضي
- افعل ذلك لتشتاقي إليا فقط
- لا حرمنا الله منكم يا أولادي
- أطال الله عمرك يا أبي
- ما رايكم يا أولادي أن ترتبوا أموركم و نسافر لمدة يومين أو ثلاثة نقضيهم مع عمكم بالفيوم
- يا ليت يا أبي نحن بالفعل نحتاج إلى تغيير الجو و لكن ظروف عملنا
- نسافر الخميس و نعود يوم السبت
- أنا يا أبي صعب ان أطلب إجازة هذه الأيام لقد تم نقلي إلى فرع الشركة هنا و هذا يستلزم الكثير من الوقت كي اتمكن من طلب أجازه
- ننتظرك يا سعد فأنا أيضا لا يمكنني الحصول على أجازه هذه الأيام
- اتفق أبنائك علينا يا أبو سعيد
- دعيهم يا ام سعيد هم و شأنهم كما يريدون
- حاول يا سعيد أنا و الأولاد نحتاج إلى تجديد مسار حياتنا و **ر الروتين
- أرجوك يا بابا نحن نريد أن نسافر إلى الفيوم
- نحن نريد أن نهرب من المذاكرة أليس كذلك
- قريبا ستأتي أيام عطلة نصف العام يا سعيد
- ربما حين تأتي نحاول أنا و سعد طلب إجازة
- تناولوا وجبة الإفطار أفضل من الكلام
- حاضر يا أمي سنأكل و نحن صامتين
- تكلموا بعد أن تأكلوا يا سعد انتم تتحدثون و لا تأكلون
أنهوا طعامهم ثم ذهبوا لغسل أيديهم و عادوا و ذهبت سعاد إلى المطبخ لإعداد الشاي و غسل الصحون خرجت تحمل صينية الشاي وضعتها أمامهم حتى يبرد أما سعد فأندمج مع حورية و سامر يتحدث معهم و يلاعبهم و سعيد مندمج مع أبيه في الحوار و أمهم تنظر الى سعد مبتسمة شاردة الذهن تحلم بزواج سعد و أبنائه .
تذكرت أم سعيد كل ما حدث و ندمت أنها رفضت زواج سعد من فتاته حبيبة قلبه و تسببت في تأخير زواجه إلى الأن ربما لو تزوجها لأسعدته و استقر في القاهرة و عاش بشقته بالطابق الثاني بمنزلهم و أنجب طفلين مثل سعيد و ربما أكثر فسعد يحب الأطفال كثيرا و بالتأكيد هذا هو سبب تعلقه الشديد بأبناء أخيه منذ أن رأهم ، لم تنقطع علاقة سعد بأمه و أبيه تماما طوال هذه الفترة بل دائما يتصل به سعيد و يسأل سعد دائما عن والديه و لكنه لم يأتي إلى القاهرة من يومها الا ليحضر فقط ليلة زفاف سعيد على سعاد ، و لم يرى أبنائه ابدا الا حين أتى منذ شهور قليلة ، ظلت ام سعيد تراقب سعد و هو يداعب حورية و سامر و تخيلت للحظات أنهم أبنائه هو و ليسوا ابناء سعيد و تصورت ابنة اختها هي زوجته و ظلت شاردة الذهن تتخيل و تتخيل هذه الأفكار التي تدور برأسها كشريط سينمائي ، لم يكن سعيد قد قرر الارتباط بسعادة حين طلب سعد من والديه الذهاب معه إلى بيت دينا لطلب يدها من والدها و حين عرض الأمر على والديه اعترضت أمه اعتراضا شديدا على ارتباطه بتلك الفتاة و كانت م**مه أن تزوجه من أبنة اختها و لذلك من المفترض أن سعد كان سيتزوج قبل أن يتزوج سعيد بالرغم أن سعيد هو الأكبر لهذا السبب تم توضيب الطابق الثاني لسعد و ليس لسعيد و بالرغم أن سعد لم يتزوج و قد تزوج سعيد أولا فقد أصرت أم سعيد أن يظل الطابق الثاني ملكا لسعد و أنه سيتزوج قريبا في هذه الشقة و سينفذ لأمه كل رغباتها .