حلقة ١٠

1005 Words
مرضت إم سعاد و ذهبت سعاد للأطمئنان عليها و اضطرت للبقاء معها لعدة أيام هي و أولادها و ظل سعيد وحيدا ببيته دون أولاده و زوجته حبيبته ، تمر الايام ببطء و ملل فظيع لم يعتاد سعيد على الوحدة منذ تزوج سعاد منذ اللحظة الأولى و هي تملء فراغ حياته و فراغ قلبه شعر بفراغ لم يعد يحتمله منذ تركته و ذهبت لتمرض أمها ، أما سعد منذ أتى إليهم قرر أن يعيش مع والديه حتى يبحث عن شريكة حياته زوجة المستقبل التي ستعوضه عن سنين الوحدة و العزوبية و أما سعيد أصبح يعتمد على سعد في رعاية والديه و تمر أحيانا بعض الأيام دون أن يسأل عليهم كي يتركهم ينعمون بسعد بعد طول غياب و شعر سعد أن هناك سر ما وراء اختفاء سعيد و عدم سؤاله عنهم هناك سر ما وراء اختفاء سعيد ، و ذات ليلة جلس سعد مع والديه بعد عودته من عمله يوم الخميس و أثناء تناولهم لوجبة الغداء قال سعد متسائلا - لماذا أختفى سعيد تماما هكذا ؟ - لا ادري يا بني له فترة طويلة مختفي تماما لانعرف عنه شيء - دعوه كما يريد ربما يفضل أن يختلي بنفسه - لماذا يا أبي لم يكن يحب الانعزال بهذه الطريقة ابدا ؟ - بل كان يحبنا أكثر من نفسه و الان قرر أن يحب نفسه قليلا فدعوه و شأنه - هل هناك أمر ما يا أبي جعله يتصرف هكذا ؟ - حين أتى يسأل عنا أخر مرة سألته أن كان في نفسه شيء مما حدث أقسم أنه لا شيء بداخله و لا أي شعور بالحزن أو الغضب منا - ماذا حدث أذن ؟ - لقد ترجيته يا بني أن لا يغضب مني فأقسم أنه ليس غضبان - و لماذا يغضب منك يا أمي ؟ - ربما قلت له شيء أذى مشاعرة دون قصد يا بني - أنه دائما صبور متسامح لا يكترث بأفعالنا و يعاملنا دائما بطيبة قلبه المعهودة - فعلا كان كذلك - للصبر و التسامح حدود يا بني - أذن هو بالفعل غضبان - ليته غضبان - ليته غضبان. !؟ ماذا في نفسه أذن ؟ - كما قلت لك يا بني كنا الأولوية الأولى في حياته الأن قد رتب أولوياته و تغير - كيف رتب أولوياته ؟ - أصبح أولاده و بيته و زوجته هم الأولوية الأولى في حياته و نحن الأولوية الثانية - هل هو من قال لك ذلك يا أبي ؟ - لم يقله بشكل واضح و لكن معنى الكلام و التصرفات يدل على ذلك - ربما قرر أن يبتعد قليلا ليأخذ هدنة فقط - لا يا بني لقد قرر أن يغير مسار حياته تماما - كيف ذلك ؟ - قرر أن يعيش خصوصيته و أن لا يجعلنا نتدخل في حياته أو يتدخل في حياتنا كما كنا نفعل - و لما كل هذا التغيير ؟ - يا بني هو معه حق شعر أن وجوده معنا باستمرار يفقدنا شغفنا إليه بل و أوشك أن يشعر أننا نسأم من وجوده هو و أولاده و زوجته - ما هذا الكلام الغريب كيف نسأم منهم أنهم هم من يمنحون لحياتنا طعم ؟ - أكرمك الله يا بني و جعل قلبك دائما عامر بحب أخيك و أولاده - طبعا يا أبي بالتأكيد احبهم حين رحلت و تركتكم لم يكف عن السؤال عني - أنتم أولاد حلال يا بني لذلك مهما حدث لا يحمل أحدكم ضغينة في قلبه للأخر - ضغينة ؟! هذا أمر مستحيل يا أبي - ماذا حدث لكل هذا أنا مستعدة أن أصعد إلى سعيد و أراضيه بنفسي - لماذا يا أمي و هل سعيد غضبان ؟ - لا اعرف يا بني صدقني لا اعرف - أسمعني يا بني أريد أن أوصيك قبل موتي - أطال الله عمرك يا أبي لا تقل ذلك أرجوك - يا بني هذا مصيرنا جميعا و يجب أن اخلص ضميري - سأحقق لك كل ما تريد و أنت في خير حال أن شاء الله - مهما حدث يا بني من اخوك سعيد تحمله قدر استطاعتك و تذكر أنه أخيك الأكبر و مهما بعد عنك أقترب أنت و لا تبتعد هذه صلة رحم و أنتم أخوين فقط ليس لكم ثالث - سأفعل يا أبي أطمئن - أراح الله قلبك يا ولدي - لا حرمنا الله منكما و أطال أعماركم - سلمت لنا يا بني - لا تقلق يا أبي بشأن سعيد لا بد و أن أعرف السبب وراء اختفائه - لست قلق يا بني أنا أعرف تماما أن سعيد مهما اختفى سيظهر و مهما غاب سيعود - لا يمكن أن نكون مقيمين معا في بيت واحد و لا يعرف أحدنا أي شيء عن الأخر بالتأكيد هذا وضع غريب - بعد أن كان يسأل عنا كل يوم حتى و لو لدقائق معدودة أختفى فجأة. تماما - هل وجودي سبب في ذلك يا أمي. ؟ - لا تقل ذلك أرجوك يا بني - بالتأكيد هناك سبب - قلت لك يا بني حتى إذا تأكدت أن سعيد يبعد عنك لا تبتعد أنت - امرك يا أبي لا تقلق - سأعد لكم الشاي - أريد قهوة يا امي - عيون امك يا سعد - و أنا أيضا أريد القهوة - عيوني لك يا أبو سعيد - سلمت لنا عيونك و يدك يا حملت ام سعيد الصحون و ذهبت بها إلى المطبخ و أعدت لهم القهوة ، بينما سعد يفكر في الحوار الذي دار بينهم و ظل يفكر لماذا سعيد أصبح هكذا و هل فعلا هو السبب في انقطاعه عن زيارة والديه ، احتسوا القهوة هو و والده و هم صامتين فوالده يتصفح الجرائد و والدته ذهبت إلى المطبخ لتغسل الصحون و ترتب المنزل حتى أتى المساء و سعد يفكر لو كان معه الان حورية و سامر لقتلوا شعوره بالملل الذي يشعر به هذا و بعد العشاء خلد كل من والديه إلى النوم حيث أنهم لا يتحملون السهر ليلا فهم مسنين و مرضى و ظل سعد وحده في البيت لا انيس و لا جليس فقرر سعد أن يصعد ليلة الخميس للسهر مع أخوه سعيد ، صعد سعد الدرج ثم طرق الباب فتح سعيد مرحبا بأخيه سعد قائلا - أهلا سعد تفضل دخل سعد و جلس ثم تلفت حوله قائلا - أين سعاد و حورية و سامر ؟ - مرضت والدتها فذهبت لتبيت معها لتمرضها و تطمئن على صحتها - و لماذا تعيش هنا وحيدا ؟ - و ماذا افعل أذن ؟ - تأتي لتبيت معنا بدلا من العيش وحدك
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD