حلقة 9 عودة سعد

1075 Words
مرت الأيام و قرر سعد العودة للقاهرة بشكل نهائي و طلب نقله للعمل بفرع الشركة التجارية التي يعمل بها بالقاهرة و بعد الانتهاء من كل الإجراءات اللازمة قرر السفر إلى القاهرة بلا رجعه و لكنه لم يخبر أحد بقراره تفاجأ والديه حين طرق الباب ظنوه سعيد و لكن حين فتحوا الباب تفاجئوا مفاجأة سارة جدا قالت أمه بسعادة غامرة - سعد أخيرا اتيت لزيارتنا مرة أخرى منذ زرتنا منذ شهور - ليست زيارة يا أمي بل أتيت لأقيم معكم دائما - هل طلبت نقل عملك إلى فرع الشركة بالقاهرة يا بني - نعم يا أبي - الحمد لله انك اخيرا عدت لبيتك - الحمد لله يا أبي - أهذا صحيح يا سعد أخيرا يا حبيبي - صحيح يا أمي - حمدا لله على سلامتك يا بني - أين سعيد و أين زوجته و أولاده ؟ - أن سعيد لم يعد كما كان - كيف ذلك يا أمي ؟ - قرر سعيد أن يستقل بحياته بعيدا عنا - كيف يستقل بحياته ؟ - يأتي لدقائق معدودة يسألنا أذا كنا نحتاج شيء ثم يصعد إلى بيته و زوجته تفعل نفس الشيء و ظل لفترة يمنع عنا الأولاد ثم منح لهم الأذن أن يأتون الينا و لكنهم يفعلون مثل أبيهم يجلسون لدقائق معدودة يسألون أذا كنا نحتاج شيء يقضونه لنا ثم يذهبون يحدث هذا كل يوم - و لماذا تغير سعيد الى هذه الدرجة ؟ - هذا حقه يا أم سعيد يجب أن يعيش حياته دون قيود و هو لم يقصر معنا في شيء لا يمر يوم دون أن يسأل عنا هو و زوجته و أولاده - - هل فعل سعيد ذلك بسبب زيارتي السابقة لكم - لا يا ولدي لا تظلم أخاك أنه هو من اتصل بك و ألح عليك أن تزورنا - ماذا حدث أذن ؟ - حقه يا ولدي كان يأتي كل يوم هو وزوجته و أولاده يقضي يومه كله معنا و امك تتأفف من طول فترة وجودهم و من شقاوة الاطفال فقرر أن يقلل فترة وجودهم معنا كي لا يرهقنا - متى سيأتي سعيد لأسلم عليه هو و سعاد و الأولاد ؟ - لا اعرف لماذا تأخروا اليوم ؟ رغم أنهم يتناولون معنا وجبة الإفطار يوم الجمعة - الغائب حجته معه يا أم سعيد ربما سهروا ليلة أمس فتأخروا في النوم سمعوا صوت طرقات الباب قال أبو سعيد - بالتأكيد هذا سعيد أتى ليتناول معنا وجبة الإفطار - سأفتح أنا له الباب فتح سعد الباب لسعيد فتفاجأ و عانق أخاه قائلا - سعد يا لا سعادتي اشتقت إليك يا سعد - و أنا أيضا يا أخي اشتقت اليك و لأولادك - سعيد جدا انك قررت زيارتنا - سعيد هذا أسمك أو شعورك - ههههه اسمي و شعوري أيضا - ليست زيارة يا سعيد - هل طلبت نقل عملك إلى فرع الشركة بالقاهرة ؟ - نعم يا سعد - مبارك يا اخي العزيز أهلا بك في بيتك اخيرا حمدا لله على سلامتك - سلمك الله يا أخي العزيز - كيف حالك يا سعاد ؟ - الحمد لله يا سعد حمدا لله على سلامتك يا اخي العزيز - سلمك الله يا أختي - نحن سعداء يا عمي انك ستظل معنا - بل انا الأسعد يا حوريه سنلعب معا كل يوم يا سامر - و هل ستتركنا ماما نلعب يا عمي - ههههه مادام عمك سعد هو من سيلعب معكم هل يمكن لماما أن تتكلم - هيا الى السفرة لقد اعددت وجبة الإفطار - سلمت يداك يا أمي دائما نتعبك معنا - لم تعد تتعبني يا سعيد أصبحت ألمح كطيف يمر و يمضي - افعل ذلك لتشتاقي إليا فقط - لا حرمنا الله منكم يا أولادي - أطال الله عمرك يا أبي - ما رايكم يا أولادي أن ترتبوا أموركم و نسافر لمدة يومين أو ثلاثة نقضيهم مع عمكم بالفيوم - يا ليت يا أبي نحن بالفعل نحتاج إلى تغيير الجو و لكن ظروف عملنا - نسافر الخميس و نعود يوم السبت - أنا يا أبي صعب ان أطلب إجازة هذه الأيام لقد تم نقلي إلى فرع الشركة هنا و هذا يستلزم الكثير من الوقت كي اتمكن من طلب أجازه - ننتظرك يا سعد فأنا أيضا لا يمكنني الحصول على أجازه هذه الأيام - اتفق أبنائك علينا يا أبو سعيد - دعيهم يا ام سعيد هم و شأنهم كما يريدون - حاول يا سعيد أنا و الأولاد نحتاج إلى تجديد مسار حياتنا و **ر الروتين - أرجوك يا بابا نحن نريد أن نسافر إلى الفيوم - نحن نريد أن نهرب من المذاكرة أليس كذلك - قريبا ستأتي أيام عطلة نصف العام يا سعيد - ربما حين تأتي نحاول أنا و سعد طلب إجازة - تناولوا وجبة الإفطار أفضل من الكلام - حاضر يا أمي سنأكل و نحن صامتين - تكلموا بعد أن تأكلوا يا سعد انتم تتحدثون و لا تأكلون أنهوا طعامهم ثم ذهبوا لغسل أيديهم و عادوا و ذهبت سعاد إلى المطبخ لإعداد الشاي و غسل الصحون خرجت تحمل صينية الشاي وضعتها أمامهم حتى يبرد أما سعد فأندمج مع حورية و سامر يتحدث معهم و يلاعبهم و سعيد مندمج مع أبيه في الحوار و أمهم تنظر الى سعد مبتسمة شاردة الذهن تحلم بزواج سعد و أبنائه . تذكرت أم سعيد كل ما حدث و ندمت أنها رفضت زواج سعد من فتاته حبيبة قلبه و تسببت في تأخير زواجه إلى الأن ربما لو تزوجها لأسعدته و استقر في القاهرة و عاش بشقته بالطابق الثاني بمنزلهم و أنجب طفلين مثل سعيد و ربما أكثر فسعد يحب الأطفال كثيرا و بالتأكيد هذا هو سبب تعلقه الشديد بأبناء أخيه منذ أن رأهم ، لم تنقطع علاقة سعد بأمه و أبيه تماما طوال هذه الفترة بل دائما يتصل به سعيد و يسأل سعد دائما عن والديه و لكنه لم يأتي إلى القاهرة من يومها الا ليحضر فقط ليلة زفاف سعيد على سعاد ، و لم يرى أبنائه ابدا الا حين أتى منذ شهور قليلة ، ظلت ام سعيد تراقب سعد و هو يداعب حورية و سامر و تخيلت للحظات أنهم أبنائه هو و ليسوا ابناء سعيد و تصورت ابنة اختها هي زوجته و ظلت شاردة الذهن تتخيل و تتخيل هذه الأفكار التي تدور برأسها كشريط سينمائي ، لم يكن سعيد قد قرر الارتباط بسعادة حين طلب سعد من والديه الذهاب معه إلى بيت دينا لطلب يدها من والدها و حين عرض الأمر على والديه اعترضت أمه اعتراضا شديدا على ارتباطه بتلك الفتاة و كانت م**مه أن تزوجه من أبنة اختها و لذلك من المفترض أن سعد كان سيتزوج قبل أن يتزوج سعيد بالرغم أن سعيد هو الأكبر لهذا السبب تم توضيب الطابق الثاني لسعد و ليس لسعيد و بالرغم أن سعد لم يتزوج و قد تزوج سعيد أولا فقد أصرت أم سعيد أن يظل الطابق الثاني ملكا لسعد و أنه سيتزوج قريبا في هذه الشقة و سينفذ لأمه كل رغباتها .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD