خرج سعيد و زوجته سعاد و أولادهم و تركوا والده و والدته يجلسون مع سعد ، ركبوا السيارة فأدار سعيد عجلة القيادة و توجهوا إلى صالة الأل**ب الرياضية و أثناء الطريق دار بينهم حوار حول ما حدث في بيت والديه بدأته سعاد قائلة
- أرجوك يا حبيبي لا تغضب من أي كلمة قالتها ماما أنها لا تقصد أن تؤذي مشاعرك
- كنت أتصور أن أبنائي احب إليها من الدنيا و ما فيها
- هم كذلك فعلا لا تعطي الأمر اكبر من حجمه
- أنها تقريبا طردتهم
- أرجوك لا تقل ذلك يا سعيد أولادنا فعلا عفاريت و لا يتركون شيء بالبيت على حاله
- مهما يكن يا سعاد أنني كنت اظن انهم يؤنسون وحدتها هي و أبي لم أكن أتخيل أنني افرضهم عليها
- أرجوك أهدأ يا سعيد لا تقل ذلك
- ألا يكفي معاملتها القاسية لك
- أنا لا أشتكي يا سعيد هي أمي و لا تقصد أن تضايقني
- كلما حاولنا أن نرضيها لا ترضى ماذا نفعل أذن ؟
- سعيد أرجوك أنت بذلك ستصاب بأزمة قلبية مفاجئة أرجوك من أجل صحتك
وصلوا إلى صالة الأل**ب الرياضية نزلوا جميعا من السيارة ثم ذهبوا اولا إلى تدريبات الجمباز ليذهب الاطفال إلى تدريباتهم ثم توجهوا هم الى صالة أل**ب اللياقة البدنية توجهت سعاد إلى مشاية كهربائية لتمارس رياضة المشي أما سعيد ذهب إلى جهاز دفع القدم و بدأ يلعب بعنف و عصبية غريبة بدأت تراقبه سعاد و هي قلقة عليه فكرت أن تقطع عليه تمارينه لكنها قررت أن تتركه كي يفرغ شحنة الغضب التي بداخله أنتقل من جهاز دفع القدم إلى جهاز دفع الص*ر و ظل يلعب بنفس العنف و العصبية بل ربما أزداد عنفا ، ظلوا لمدة ساعة هكذا حتى انتهى موعد التمارين خرجوا من صالة الأل**ب الرياضية ثم توجهوا إلى صالة تمارين الجمباز ليأخذوا الاولاد و يعودوا إلى بيتهم ركبوا السيارة و أدار سعيد عجلة القيادة و أثناء عودتهم قالت سعاد
- كنت تمارس الرياضة بعصبية شديدة قلقت عليك و لكن تركتك تفرغ شحنتك من الغضب
- لن اغضب بعد اليوم
- يا ليت لا شيء يستحق الغضب صدقني
- فعلا لا تنزلوا بعد اليوم من البيت لتذهبوا لأمي و أبي أجلسوا في بيتكم
- ماذا تقول يا سعيد لا تتخذ قرارا سريعا و انت غاضب
- لا تراجعيني في ذلك القرار حين يسألك أي أحد منهم قولي لهم أن هذا قراري
- يا سعيد نحن نرضي الله لا نبحث عن رضا أحد
- الله لا يرضى بما يحدث فلنبتعد قليلا
وصلوا إلى البيت نزلوا من السيارة صعدوا إلى بيتهم دون أن يمروا على والديه و حين دخلوا بيتهم قال سعيد لأولاده
- غدا حين تعودوا من المدرسة لا تمروا على جدتكم و جدكم تصعدون إلى بيتكم هنا مباشرة
- لماذا يا أبي نحن نحب جدي و جدتي
- أن جدتكم غضبت منكم لأنكم دائما تثيروا غضبها و عقابا لكم يجب أن لا تمروا عليها حتى تتأدبوا
- لن نغضبها ثانية يا أبي أرجوك
- هذا كلام لا رجعة فيه لا تمروا على جدتكم غدا
- أمرك يا ابي
في نفس الوقت كان سعد يستعد للرحيل كي يعود الى الاسكندرية و قبل أن يبلغهم برحيله قال معاتبا لأمه
- لماذا يا امي أغضبت سعيد ؟
- و ماذا فعلت لأغضبه ؟
- أنت دائما هكذا لا ترين الا نفسك
- أهدأ يا أبي امي لا تقصد أن تؤذي سعيد
- أنها دائما يا ولدي تؤذيه هو و زوجته و أولاده
- أنا يا ابو سعيد أنا أؤذي ابني و زوجته و أولاده
-
اهدئي يا أمي أبي لا يقصد صدقيني
- بل اقصد يا سعد أنت لا تعرف كيف تعامل اخوك و زوجته و أبنائه
- كيف اعاملهم يا ابو سعيد
- الكلام معك لا يفيد ما دمت لا تعرفين حجم القسوة التي تعامليهم بها
- أنا قاسية يا ابو سعيد أنا أعاملهم بقسوة
- أنا مضطر أن اترككم في هذا الوضع و أغادر كي الحق موعد آخر قطار الاسكندرية
- ماذا تقول لن تبيت معنا يا سعد ؟
- لا استطيع يا امي مضطر لان عندي عمل غدا
- بعد كل هذا الغياب يا ولدي تغادرنا بهذه السرعة
- لم أكن مستعدا يا امي و اتيت سريعا كي لا أتأخر حتى اطلب اجازة
- أتركيه يا ام سعيد لابد يوما ما سيأتي
- سامحني يا ابي
- أذهب يا ولدي و لا تنسانا
- سأأتي قريبا يا ابي
- تذكر يا ولدي أننا لن نتدخل في حياتك مرة أخرى لا تقلق من ذلك
- متأكد من ذلك يا أبي و قد نسيت ذلك الأمر تماما و ندمت على بعدي عنكم طوال هذه الفترة
تركهم سعد و رحل متوجها إلى محطة القطار ، جلس ابو سعيد في مواجهة ام سعيد لفترة صامتين يتبادلون نظرة أسى و حزن ثم قال أبو سعيد لزوجته
- تركك سعد حبيب قلبك و لم يبقى لنا سوى سعيد يا ام سعيد
- سيعود سعد يا أبو سعد
- أنا أبو سعيد هل سمعتي ما قلت يا ام سعد ؟
- سعيد ابني أنا أيضا يا أبو سعيد و لكن فقط أفضل سعد لأنه بعيد عني حين سألوا الحكيم من احب اولادك إليك قال صغيرهم حتى يكبر و غائبهم حتى يعود و سعد هو الصغير و هو الغائب
- ما شاء الله أصبحتي حكيمة و لكنك دائما ما تفضلين سعد على سعيد حتى من قبل أن يتركنا و أنتي تعلمين ذلك جيدا
- و لماذا افعل ذلك يا ابو سعيد الاثنين اولادي ؟
- لأن سعد هو الذي يشبهك و طباعه تشبه طباعك أما سعيد فيشبهني أنا يا أم سعد
- ماذا تقول يا رجل ؟ !
- أقول الحقيقة يا ام سعد و أنا عشت لفترة طويلة أظلم ابني حبيبي بسببك
- و فجأة أصبحت ام شريرة و حماة مجرمة و جدة قاسية فجأة أصبحت ظالمة افرق بين أولادي
- ما دمت مصرة على طريقة تفكيرك هذه و ما دمت لا تشعرين بما تفعلين فلا فائدة من الكلام معك
انتهى الحوار بينهم على هذا النحو و تركها زوجها و ذهب لحجرة النوم الأخرى التي كان ينام فيها سعيد و سعد و نام على سرير سعيد و ظلوا هكذا لساعة دخلت بعدها ام سعيد لزوجها في حجرة نوم سعيد و سعد قائلة بحزن
- لأول مرة تترك لي حجرتنا و تأتي لتنام هنا في حجرة نوم سعيد و سعد
- ليتني فعلت ذلك منذ زمن بعيد
- الى هذا الحد وصل الأمر بيننا
- حقيقة وصل الأمر لأبعد مما تتخيلي
- حين كنت تغضب مني كنت تنام معي على نفس السرير
- لم تعد لديا قدرة على الاحتمال أكثر من ذلك
-