يقف "رعد" بشموخ يحدق في " توليب "
بنظرات تشبه نظرات الصقر ، اما " توليب "
تقف ضامة ذرايعها امام ص*رها بشرود في
الفراغ ، هتف "رعد" بخشونة :
- أنا للأسف مضطر اتجوزك .. مش عشان
سواد عيونك لمصلحتي أنا و أنتِ لو الصحافة
عرفت هتبقى مشكلة ف هتعالج عندك في
البيت ..
لم تستمع له مطلقـاً كل ما يشغل عقلها هو
شخص واحد فقط ، شخص إذا كان على
قيد الحياة كان لم يسمح لهذا ان يحدث أبداً
و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحصل عليه
للأسف ، ليته كان بجانبها الأن ، تعجب "رعد"
من **تها المفاجئ ليطقطق بأصابعه أمام
عيناها ، خرجت من شرودها تنظر له
بتساؤل :
- ها ؟ بتقول ايه ؟
تن*د بعمق ليشرد لحظة ثم نظر لها مجدداً
و لكن تلك المرة بخبث مقرباً وجهه من
وجهها يتلاعب بأعصابها :
- بقولك هنتجـوز !
أبعدت وجهها بإشمئزاز لتتركه مغادرة الغرفة
بأكملها ، ظهرت لمعة تسلية في عيناه ليقول
بنبرة ماكرة ورائها الكثير :
- شكلنا هنتسلى اوي !
خطى "رعد" نحو الكومود الموجود بجانب
ذلك الفراش ليخرج مسحوق الم**رات ينظر
له بتلذذ ليفرغ ما بداخله على الكومود
يشتّمه بإستمتاع و هو يتذكر كيف أحضره ..
Flashback ~
يعتصر رأسه يفكر كيف سيحضره بدون أن
يعلم أحد ، طُرق الباب لتدلف ممرضة ما
تلوك " لبانة " في فمها شعرها أصفر مصبوغ
تطالع "رعد" بإعجاب ، نظر لها "رعد" و قد
وجد كيف و من ستحضر تلك الم**رات ،
أقترب من تلك الممرضة و عيناه حمراوتين
يقول و هو يلهث :
- أسمعي يا بت أنتِ هد*كي عنوان تروحي
هناك تسألي على واحد تحبيلي منه حاجه
معينة ..
أدخل يداه بـ جيب بنطاله ليخرج رزمة من
المال يمد يديه بها ، أخذت الممرضة المال
بعينان جائعة تلمع من الجشع ، سارت لمعة
أنتصار في عيناه ليقول بتحذير :
- لو حد عرف اني بعتك تجيبي اللي عايزه
مش هخليكي تعيشي اليوم اللي بعده ، ده
نص المبلغ و لما تجيبي اللي متفقين عليه
هد*كي الباقي ..
اومأت قائلة بخفوت :
- متقلقش يا بيه أنا مش هقول حاجه لحد ..
و كل ما تعوز الحاجات دي قولي بس ..
End of flashback ~
انتهى "رعد" مما كان يفعله ليمسح الكومود
حتى لا يترك أثر للمسحوق أبداً ، سارت
الم**رات في جسده بالبكئ كالسم الذي
ينتشر في خلايا جسده ، جلس على الفراش
وهو يشعر بدقات قلبه تعود لطبعيتها ، دلفت
" توليب " تنظر له بجمود و هي تنطق بنبرة
باردة :
- أمتى ؟
عقد حاجبيه بتساؤل :
- هو ايه اللي امتى ؟
- الجواز .. جوازنا أمتى ؟
ظهرت شبه أبتسامة جذابة على ثغره لينهض
مقترباً منها و هي تبتعد تحدق بالأرض :
- ممم دلوقتي مثلاً ..!
حدقت به بذهول غير مستوعبة ما قيل لها :
- أفنـدم ؟! هو ايـه اللي دلوقتي ؟
قهقه بمرح رافعاً رأسه لأعلى من شدة
الضحك و هي تحدق به ببلاهة :
- اهدي بس يا بنتي ، هروح أنا و أنت للمأذون
و نتجوز .. شوفتي بسيطة ازاي ؟
تلك المرة هي من قهقهت لتقول بسخرية :
- أنت ع**ط ؟
أحتدت عيناه ليرفع أصبعه أمام وجهها :
- أحترمي نفسك لما تكلميني يا أموره !
تنحنحت تتراجعع للوراء لتقول معتذرة :
- أسفه هي طلعت كده معايا ، بس أنت بتهزر
صح ؟
ظهر على وجهه معالم الجدية ليمسك
بذراعيها متجاهلاً صراخها و أعتراضها ليقابل
في وجهه "جاسر" ينظر لهم بغرابة ليتجاهله
قائلاً بجدية ماداً يداه :
- مفاتيح عربيتك ..
تسائل "جاسر" و هو يعطيه المفاتيح :
- رايحين فين ؟!
لم يبالي له "رعد" ليأخذ المفاتيح و يذهب
وسط تذمرات " توليب " ، ذهب "رعد"
لسيارة "جاسر" ، فتح الباب الذي يجاور باب
السائق ليدخل " توليب " ليجلس هو بكرسي
السائق منطلقاً بالسيارة يضغط على مكابحها
ض*بت "توليب" يديها على باب السيارة
قائلة :
- وقـف الزفتـة دي !
لم يرد "رعد" عليها بل إزدادت سرعة السيارة
صرخت به بتهور :
- وقفهـا أنت مبتفهمـش !
اص*رت السيارة صريراً عالياً ناتح عن ضغطه
على المكابح فجأة ، نظر لها يعينان حمراواتان
تجعله مثل مصاص الدماء الذي شرب دماء
للتو ، أبتلعت ريقها تلعن ما قالته الأن ..
لم تفعل شئ سوى أنها أرجعت ظهرها للوراء
حتى أصبح ملاصق لباب السيارة ، نظرته
وحدها كفيلة لجعل قلبها يتحرك من محله
من شدة الخوف ، لم ينطق بكلمة ليدير
المقود بخدة يكاد ينفجر من غيظه ، اما هي
فكورت يداها تضعها عند فمها بتوتر
أخرج هاتفه وهو يوزع أنظاره على الطريق
وعلى الهاتف ، وضع الهاتف على أذنه ليقول
بخشونة :
- عمار .. عايز اغلى دبلتين عندك في المحل
، متكترش يا عمار هحكيلك بعدين ، سلام
ثم أغلق الخط لتنظر له وهي تشعر بجدية
موقفهما
مرت اللحظات سريعاً ليصلوا لقصر فخماً لم
تراه بحياتها إلا في بعض الصور و على
التلفاز ، و لكن القصر لم يكُن كأي قصر ،
كان يغلفه السواد من كل ناحيه ، منظره
مخيف لحدٍ كبير ، برغم الحديقه الواسعة
المحيطة به ولكن السواد هو بطل المكان
هي تعشق اللون الاسود
و لكن ليس لتلك الدرجة ابداً ، كيف السواد
يغلف حياته لتلك الدرجة !
ألتفت لها لتحل الدهشة معالم وجهه ، لم
يري لمعان الجشع في عيناها ، لم يرى طمع
و لو بنسبة صغيرة ، لم يبالي للأمر
كان قد
أوشك على أن يمسك بيديها ولكن أبعدت
يديها سريعاً بحدة لتصيح به في سخط :
- أنت جايبني هنا ليه !
شعر بإهانه بسيطة لما فعله ليتغاضي قائلاً :
- هنتجوز !
أبتسمت بسخرية لتقول بتحدي :
- بتحلم !
- بجد ؟ طيب هنشوف !
نطق بتحدي وعناد ليحاوط يديها بعنف
جاذبها ورائه وسط صياحها ..
قالت بعنف تحاول أن تنفض يديها عن يداه
- سيبني أنت اتجننت !
لم ينطق بحرف ليدلف للقصر بعد أن تعدى
تلك الحديقة الكبيرة ليخرج المفتاح من
جيب بنطاله ، أدخل المفتاح في الباب
ليدلف صافعاً الباب لذلك الحائط المسكين
المجاور له ، دهشه ثانية تحيط بها ، كانت
متوقعة أن يكون من الداخل أ**د ولكن
أن تتوقع شئ في خيالك له فرق كبير من
أن تراه بعيناك ، المنظر جعل قلبها ينقبض
بشدة ، يا الله حتى قلبها خائفاً
لم تنتبه حتى للمأذون وشابان جال**ن بجواره على
سفرة حديثة الطراز ، ترك "رعد" يداه
ليقبض على خصرها لترتعش كل خلية في
جسدها على هذا الأقتراب الغير مألوف
تغاضى عن رعشتها بين يداه ليقول بجمود :
- لا يا مأذون أحنا جاهزين ..
كادت أن تصيح رافضة قبل أن يعتصر
خصرها بين يداه لتقبض على فمها تكتم
شهقة موجعة كادت أن تص*ر من فمها
أومأ المأذون ينظر لهما بشك ليقول :
- ماشي يا بني تعالوا يلا عشان نبدأ
تخشبت في مكانها كأن احد أحضر مسمار
و دق به على قدميها ، لم يترك خصرها بل
شدد عليه ليتجهوا للمأذون ، جلسوا على
الكاولة وهي تطالع الفراغ بشرود
بدأ المأذون في المراسم التي أنتهت بعد
دقائق قليلة
أغلق المأذون الدفتر ليقول بوجه بشوش :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما
في الخير
ما أن سمعت تلك الجملة حتى تخبط عقلها
، لم تكُن تريد أن تبقى ملك لأحد آخر غيره ،
ذلك الذي عشقته سنوات عديدة ، ذلك الذي
تمحور في حياتها حتى أصبح يملكها ، لم
تستوعب للأن أن أسمها أصبح مرتبط بأسم
شخص غيره ، أن الخاتم الذي سيحاوط
أصبعها سيلبسها شخص أخر غيره ، تجمعت
تلك الأفكار في رأسها لتشعر كأن أحد يمسك
مطرقة يض*ب بها رأسها بأقوى ما لديه
نهضت ممسكة برأسها والصداع يحلته ، نظر
نظر "رعد" لها بقلق لينهض قائلاً :
- توليب ؟ أنتِ كويسة ؟
لم يجيبه سوى ال**ت ، خرج المأذون و
الشاهدان من القصر توصلهما الخادمة ،
نظرت له بعينان زائغة قائلة :
- أنا تعبانة ، م .. مش قادرة أتحرك ..
وضع يده حول خصرها والأخر عند ركبتيها
ليحملها بين يداه كالأطفال ، لم تكن في
وعيها حتى أنها لم تشعر أنه حملها ، نظر
لها بشفقة قليلة ليصعد بها لغرفته ، الغرفة
أيضاً سوداء ! ولكنها فخمة إلى حدِ كبير
فراش أ**د كبير يتوسطها و لوحات كثيرة
تزين الغرفة ، وضع "رعد" " توليب" على
الفراش ليجدها قد ذهبت في سبات عميق
، قام بتغطيتها برفق حتى لا تستيقظ ثم
خرج من الغرفة ، علِم أنه سيعاني الأيام
المقبلة كثيراً ..
***
أسفة جداً على التأخير عشان عندي
مدرسه وكدة بس أن شاء مواعيد الرواية
اتحددت هنزل فصل واحد كل أسبوع
وهيبقى يوم الجمعة الساعة 10 بليل
تصبحوا على خير ?