الفصل الثاني

3475 Words
الجزء الثاني .. (3)سأعترف لها بكل شيء يقول بدر : لم تخرج من تفكيري هكذا يروي بدر ، في الليل لم أنم أفكر فيها ، أمسكت هاتفي فإذا برقم نيرمين أمامي ، لا أعلم ما حدث ، بدأت مقارنة بينهما ، وجدتها بعد برهة مقارنة ظالمة بكل المقاييس و من كل النواحي ، العلم والأدب و جمال الروح ، لم أكره نيرمين أعترف ، وحتى قبل أقل من أربع و عشرون ساعة كنت أتمناها ، لكن بعدما رأيته من جمال أسماء أصبح الأمر غير ذي أهمية ، لم أستمر في التفكير فقد حسمت أمري ، لكن شيئاً ما كان قد بقي لها. في اليوم التالي ، وجدت أسماء تنتظرني في غرفة المعيدين ، دخلت و رحبت بها ، و شربنا سوياً فنجانين قهوة أنا قمت بعملهما ، ثم قالت لي أن دكتور المادة يريد مقابلتي ، حيث أنها قابلته و تحدثت معه بشأني ، ذهبنا سوياً إلى غرفة الدكتور الذي رحب بنا "أهلاً بالناس الشاطرة أتفضلوا" ابتسمت أسماء في خجل "شكراً يا دكتور أنا عندي محاضرة ،دكتور بدر أهو مع حضرتك ، على فكرة من الطلبة المتفوقة جداً " ثم تستأذن و تتركنا و تذهب : كان دكتور جمال يحدثني بلطف ، كما أخبرني أن دكتورة أسماء تعامل من يعملون معها بكل ود و احترام ، و أنها دوماً تتوسط لهم ، كما أخبره أنه لا يرفض لها واسطة. بعد وصلة المديح من دكتور جمال في حقها خرجت و قد ازددت تعلقاً بها ، حتى أن أمي عندما أخبرتني بالذهاب إلى أسرة نيرمين رفضت و حاولت إثناءها لكنها أصرت على الذهاب ، فاتفقنا أن تذهب غداً ، لم أقابل أسماء في هذا اليوم بالجامعة ، رغم أنني كنت حريص على ذلك ، لكنها كانت مشغولة بين المحاضرات و ذهبت مبكراً. ============================== بعد أن أخبرتني امي بما تم مع نيرمين و أهلها انتهى كل شيء ، بعد أن عدت إلى البيت يومها كنت أريد وبشدة محادثة أسماء أو رؤيتها ، ملكتني بكل ما في بمعنى الكلمة ، لا أعلم كيف مرت هذه الليلة ، ذهبت إلى الجامعة مبكراً لرؤيتها ، ذهبت لغرفتها فعلمت أنها في محاضرة ، انتظرت حتى انهت محاضرتها ، لتخرج من المدرج لتجدني أمامها "صباح الخير يا دكتور بدر ، أيه مستني حد" ، يقف الكلام في حلقي لكنني اتشجع "بصراحة مستني حضرتك"، تنظر مستغربة"أنا ؟ أيه خير تحت أمرك" ، ارتبك "ميرسي بجد ، ممكن نشرب قهوة مع بعض عندي في غرفة المعيدين؟" تضحك ببساطة " شكلك قريت أفكاري ، موافقة". جلست على نفس الكرسي الذي تجلس عليه دوماً أمام مكتبي ، بينما كنت أنا أعمل القهوة "أنا معطلك عن حاجة يا دكتورة" تلتفت إلي "لا خالص ، بصراحة كنت هاروح الكانتين أطلب قهوة ، بس أهي جت ببلاش" ثم تضحك بعفوية يسقط قلبي من عفويتها من برائتها ، نسيت كل شيء و نظرت لها مفكراً كيف لم أرها من قبل ؟ هل أنا أعمى لهذه الدرجة؟ ، قطعت أفكاري " دكتور روحت فين؟" ابتسمت " آسف سرحت في حاجة كدا" ، تقول باهتمام "آه صحيح كنت عاوزني في إيه؟" ، لم أجد ما أقوله ، حقيقةً ، كل ما كنت أريده رؤيتها "مفيش ، حاجة مهمة ، بصراحة قلت نشرب القهوة مع بعض" ، كنت أحاول أن أضع يدي أمام وجهها لترى أنها خالية من دبلة نيرمين ، و بالطبع انتبهت لذلك لكن حياؤها منعها من السؤال فقررت أن أقتحم "انا فسخت خطوبتي مع نيرمين" ، تتوقف فجأة عن الكلام و تتأثر بشدة "ليه كدا يا دكتور، بجد زعلتني" ، كان في وجهها تأثر حقيقي ، فرددت عليها "مفيش نصيب ، بعد ما كنا خلاص هاندخل الشهر الجاي كل حاجة باظت" ، تتأسف "يعني مفيش أمل ترجعوا ، أنا ممكن أكلمها لو عاوز" ، أقدم لها القهوة فتمد يدها و تأخذها شاكرة "لا يا دكتورة ، الموضوع اتقفل خلاص" . أصبح فنجان القهوة الصباحي لا يتم سوى بمشاركتها ، هي لم تسألني عما دار بيني و بين نيرمين ، لكنني أنا من أخبرتها بما حدث على عدة أيام ، كنت أسمع منها و تسمع مني ، كنت خائفاً أن أصرح لها بحبي حتى لا تفهم أنها مجرد بديل لنيرمين لذلك اخترت التريث لأستغل الفرصة و قد حانت سريعاً. ============================== بعد أسبوعين تقريباً لا أعرف كيف تجرأت ، بينما كنا نتحدث و قد أصبح بيننا شيء من الصداقة و فُتحت بيننا حوارات ، وجدتني أقول لها "هو مش ممكن أعزمك على فنجان قهوة في أي مكان برة يا دكتورة؟" **تت برهة "لا يا دكتور، أنا مبخرجش مع حد" شعرت بخجل بادي على وجهي و **تي فأرادت أن تلطف فقالت مازحة "لو عاوزني أعزمك على الغدا ممكن تيجي عندنا البيت نتغدى مع بعض و تتعرف على ماما و بابا" ، تجرأت "و انا مستعد آجي أقابل بابا في أي وقت ، بس حضرتك توافقي" لا أعلم هل ما قلته كان بإسلوب غير لائق ؟ تركت الغرفة و خرجت و لم تستجب لندائاتي. مر عدة أيام لم نلتقي سوى في إجتماعات مع الدكتور جمال ، و كان الحديث بشكل رسمي ، وكلما أردت الإقتراب ابتعدت هي ، فقررت أن أقتحم و توجهت لغرفة دكتور جمال ، وطلبت الحديث معه فرحب بذلك ، ثم أخبرته بما دار بيني و بين أسماء فنظر إلي و قال بنبرة تحذير "بدر انت من اشطر المعيدين هنا و انا بعزك معزة خاصة ، و أسماء دي بنتي ، فاهم يعني إيه بنتي ؟ لو ناوي تلعب أو تضيع وقت أنا اللي هاقفلك" تلعثمت في الكلام و شعرت بتهديد "لا يا دكتور أنا بتكلم جد ، و بوسط حضرتك ، تعرف إذا كان في موافقة ولا أنسى" يفكر قليلاً "انت عارف إنها أكبر منك؟" بدأت أشعر برضاه و أنه قد بدأ يلين فرددت متحمساً "عارف يا دكتور باربع سنين تقريباً ، لكن ولا حاجة بالنسبالي" يهز رأسه "متحرجنيش يا ابني ، البنت دي من عيلة محترمة ، بلاش تحطني في موقف وحش معاها و مع أهلها" أقسمت له "أعدك سأكون عند حسن ظنك" ، يبتسم و على وجهه شيء من علامات الرضا "طيب يا بدر سبلي الموضوع دا و انا يومين و هارد عليك" ============================== يومان ، كأنهما الدهر ، كأنهما لا يريدان أن يمرا تلفت أعصابي بما تعنيه الكلمة ، حتى و جدت الساعي يدخل غرفتي "دكتور جمال عاوز حضرتك" ، قمت مسرعاً ، حتى لم أشكر الرجل ، وقفت أمام باب غرفة الدكتور جمال ، طرقت الباب ، فتحته ، دخلت ، إنه يجلس خلف مكتبه مشغولاً بشيء ما ، نظر إلى ، ملامحه لا تعطي أي إنطباع "تعالى يا بدر" اقتربت منه و جلست أمامه ، فإذا به يخرج و رقة صغيرة و يمدها لي "اتفضل" نظرت في الورقة فإذا هو رقم هاتف محمول ، نظرت له "أنا أسف حضرتك ، أيه دا؟" ، ينظر لي مبتسماً "رقم المباحث العامة" ثم يضحك ، فانظر له ببلاهة غير فاهم فيتحول إلى الجد "رقم عمك منير أبو أسماء" ، لا أعرف ما حدث قلبي يرقص كلي يرقص ، لكنني تمالكت نفسي "أعمل بيه أيه حضرتك؟" ، ينظر إلى "تعمل بيه أيه؟ يا ابني انت مش عاوز تتقدم لبنته؟" ، استفقت و رددت بتلعثم "آه فهمت حضرتك ، اتصل بيه صح؟" ، ابتسم و حاول أن يمسك نفسه لكنه إنفجر ضحكاً و رد بين ضحكاته "اجمد ياد ، طبعاً اتصل بيه ، وقوله عاوز أقابلك ، هو انا هاغششك؟" لا أعلم هل ألقيت عليه السلام أثناء خروجي أم لا المهم أنني وجدت نفسي وحيداً في غرفة المعيدين ، أخرجت الورقة و كتبت الرقم و ضغط على رقم الاتصال ، وبسرعة ضغطت على رقم الإلغاء ، تردد كبير لكنني قررت و حسمت أمري "أنا بدر يا عمي" ،"بدر مين ؟ انت عاوز مين يا حبيبي" ، "عم منير معايا؟" ، "أيوة ، انت مين" ، " أنا عاوز أقبلك بعد اذن حضرتك" ، "ماشي يا ابني ، بس اعرف بخصوص إيه؟" ، تلعثمت فماذا أقول لكنني استجمعت قوايا " بخصوص دكتورة أسماء" ، يرتبك الرجل "أسماء بنتي مالها طمني؟" ، أرد مسرعاً و مطمئناً " أطمن يا عمو هي بخير ، بس أنا عاوز أقابل حضرتك بخصوصها يعني". يتنفس الصعداء "بخصوص أيه يعني" ، "يعني عاوز أتقدملها لو مفيش مانع عند حضرتك" ، " انت تعرفهما منين يا حبيبي ؟" ، " أنا معاها في الجامعة" ، "طيب و بعدين؟" ، " مفيش حضرتك عاوز أقعد معاك ، لو وقت حضرتك يسمح" ، "انت عارف البيت؟" ، "بصراحة لا" ، "طيب شوف الوقت اللي يناسبك و تنور في أي وقت اتصل بيا و انا هاوصفلك البيت" ، "حضرتك فاضي إنهاردة بعد العشا؟" ، "تنور يا حبيبي" . ============================== لم يصدق ما يحدث ، هل يُعقل أن تبتسم له الحياة بهذه السرعة ؟، أخرج هاتفه و اتصل بصديقه بلال "عايز أشوفك كمان ساعة عالقهوة من غير أعذار ، سلام" ، بالفعل بعد ساعة كنت أجلس مع بلال ، أخبرته كل شيء ، وطلبت منه ان يأتي معي لحضور المقابلة ، رفض في البداية لكنه جاء معي. وقفنا سوياً أمام باب الشقة بعدما تأكدنا من البواب الذي كان يعلم بقدومنا ، ضغطت جرس الباب و انتظرت ، فتح لنا رجل مسن الباب ، بالتأكيد والدها " اتفصلوا يا ولاد"، دخلنا بعد أن سلمنا عليه ، و جلسنا معاً ، ثم بدأ حديثه مازحاً "أولاً كدا عشان منتلغبطش، مين فيكم بدر؟" ، ضحكنا ثم رددت "أنا يا عمو ، دا بلال صحبي" ، "منورين يا ولاد " ، ثم بدأنا الحديث ، أخبرته بكل شيء برغم علمي أن أسماء بالتأكيد قد أخبرته أو أنها اعطته فكرة.بعد أن انتهيت من كلامي ، نظر إلي الرجل "بص يا بدر يا ابني ، انت شاب ناجح و محترم ومفيش فيك عيب ، بس أنا أخاف يكون جوازك من بنتي بتسرع بسبب فشل خطوبتك " ، أردت الرد لكنه مد يده بما يعني انتظر ليكمل "أنا أسماء بنتي عندي أغلى من الدنيا كلها حتى أغلى واحدة في أخوتها البنات التانيين ، فكر يا ابني وبلاش تجرحها" ، بدون تفكير "بص يا عمي ، أنا مش صغير ، و بجد دكتورة أسماء بالنسبالي حلم ، و أوعدك إني هاسعدها ، لأن سعادتي معها فعلاً" ، ربت الرجل على قدمي مبتسماً و قد شعرت بشيء من الإرتياح "طيب ، بص يا بدر، طبعاً دا مش قراري ، هاشوف أسماء و ارد عليك" بتسرع و اندفاع "أمتا؟" ، يضحك الرجل "أكيد مش دلوقتي ، يومين بالظبط" ، قمنا و ودعنا الرجل بود عند باب الشقة. ============================== يومان، لن أكون مبالغاً إذا وصفتهما بالأصعب في حياتي ، هي امتنعت عن الحضور للجامعة ، علمت أنها طلبت إجازة مفتوحة فلم أعد أراقبها من بعيد كما كنت أفعل سابقاً، مر اليومان بلا أي شيء ، كنت التقي بصديقي بلال أتحدث معه في كل شيء ، في العمل كنت أشغل وقتي بشدة حتى لا أفكر في الأمر. أحلم بها في منامي و في صحوي ، لم أفكر في جمالها الشكلي رغم أنها سمراء بملامح طيبة ودودة و إن كنت عندما تراها لأول مرة تشعر أنها إنطوائية ولا تريد مواصلة الحديث معك ، خجولة حتى أن البعض يشعر أنها متكبرة إلا أنها بالفعل ودودة و قريبة من نفوس من يقتربون منها . بعد اليومين كان هاتفي لا يفارقني ، فقد أصبح أملي و حلمي بل وحياتي كلها تتوقف عليه ، و بينما أنا في أحد السكاشن عند الواحدة ظهراً إذا به يرن نظرت و لم أصدق 'عم منير' رددت "ازيك يا عمو ، طمني" ، " عاوز اشوفك يا بدر " ، " تحت أمرك" ، "تقدر تيجي إنهاردة ؟" ،" طبعاً". أغلقت معه و بدأ تفكيري يأكلني "يا ترى وافقت ولا رفضت ؟ لو رفضت كان قاللي مفيش نصيب خلاص، يبقا أكيد عاوز يقابلني عشان نتكلم في التفاصيل " أفكار بلا نهاية حتى حان الوقت. كنت أجلس أمامه اتصبباً عرقاً "انا كلمت أسماء ، في البداية رفضت ، بس انا عودتها على المواجهة و قولتلها تقعد معاك قبل ما تاخد قرار" ، "طبعاً يا عمو حقها". كانت تجلس أمامي ناظرةً إلى موضع قدميها بحياء شديد و بكلمات متقطعة " نعم يا أستاذ بدر ، اتفضل" ، " يا دكتورة اكيد والد حضرتك و دكتور جمال عرفوكي انا عاوز أيه" بتردد "بس انا مش موافقة ، مينفعش أكون بديلة لحد" ، باندفاع شديد أقسمت لها أني لم أفكر فيها كبديل ، بل ان قراري هذا بعد تفكير عميق ، و انني وجدتني بالفعل أريدها لا غيرها و انني كنت سأندم ما بقي من عمري إن أنا أضعتها مني. كتمت ابتسامة فرح شعرت أنا بها واسألوا قلب المحب كيف يعلم بمن أحب؟ "طب و نيرمين ؟" ، "نيرمين انتهت من حياتي يا دكتورة ، و لو كان بقيلها حاجة عندي مكونتش اتجرأت" ، "أستاذ بدر ، ارجوك بلاش تسرع ، فكر بعقل و أدي لنفسك فرصة تقرر" ، "انا اللي ارجوكي تدي لقلبي الحياة يا دكتورة" ، هذه المرة لم تستطع إخفاء ابتسامة الرضا فقامت "طيب استأذنك" ثم تتركني و تخرج ، لحظات مرت و كانت لا تريد ان تمر ، حتى دخل والدها مبتسماً "ها يا بدر ، هاتجيب والدتك أمتا؟" ، "نص ساعة و أجيبها و أجي " ، يضحك "تنورنا في اي وقت ، بس خليها بكرة ". كنت أحيا أيام خارج الحياة سعادة لا توصف ، كل شيء تم كأنه حلم ، لم أصدق حتى هذه اللحظة. ============================== ============================== ============================== (4) أجمل أيام العمر "كنت بين الخوف و القلق مش عارفة أفرح ، كل حاجة جت فجأة ، كنت حاسة بسعادة مستكتراها على نفسي ، متعودتش على الفرحة لدرجة أني صرفت نظر عن الجواز خالص ، و رسمت حياتي بشغلي و دراستي و بس ، بدر ظهر من غير مقدمات ، حسيت الدنيا بتتقلب بس لحاجة حلوة و جميلة تخوف ، حتى الأفكار مكنتش متجمعة في دماغي ، حاسة كل فكرة بتهرب مني" بعد ان تم الاتفاق على كل شيء تمت الخطبة في بيتنا ، اقتصر الحضور على بعض أهلي و أهله و بعض الأصدقاء ، لكنها كانت ليلة لا توصف ، بعدها ذهبت انا و بدر و اخواتي و والدي لرؤية الشقة فوافقت عليها دونما تجديد ، ثم اتفقنا على كل شيء ، اخترنا أثاث شقتنا معاً ، تحدثنا في كل التفاصيل ، لم يكن هناك وقت للفسح و الخروجات ، و لم التقي ببدر وحدنا أبداً كان دوماً معنا مرافق دون قصد ، لكنني رأيت في بدر جانبه الإنساني الودود المرح و الطيب ، هل أحببته ؟ لماذا أصبحت انتظر لقاءه ؟ او افرح بمكالمته ؟ لا أعرف. ذهبت مع اخواتي البنات لاختيار فستان الزفاف ، بدر قال لي "مليش دعوة انتي اختاري اللي نفسك فيه " ، "كنت محتارة بس اخواتي البنات اختاروا فستان عريان من الكتاف ، رفضت بشدة بالذات أني محجبة ، بابا قاللي شوفي بدر هايقول ايه و بعدين دا هي ليلة في العمر افرحي فيها ، بدر قاللي اعملي اللي نفسك فيه". اقل من شهر و حان يوم الزفاف ، لبست الفستان و وقفت أمام المرآة و شعرت بخجل شديد "يالهوي هاخرج كدا ازاي؟" ، ردت اختي بعد ان نظرت إلي "واو ايه القمر دا يا ناس"، علقت أخرى "اجمل عروسة دي ولا أيه؟" ، قلتلهم "بابا فين؟" ، دخل بابا و نظر إلي و غرغرت عيناها بدموع السعادة ، ثم احتضنني برفق "الف مب**ك يا اجمل عروسة" ، كلامه و فرحته أعطوني دفعة سعادة لا توصف ، لم اشعر بنفسي في هذه الليلة ، سعادتي أفقدتني ما عرفه عني الجميع ، ضحكت كما لم اضحك من قبل ، رقصت و لم اكن اعرف أني ارقص من قبل ، نسيت نفسي بالفعل ، و لم انتبه إلا عندما وجدتني أقف في منتصف الصالة و بدر يُغلق باب الشقة و يلتفت ليقف أمامي ، فاستفقت . ============================== لا اعرف فيما كنت افكر ، فقد شعرت بخوف او خجل ، او غير ذلك ، كنت شاردة الذهن ، بعيدة عن كل ما حاولي ، كنت انظر إلى الأرض . فوضع يده اسفل ذقني و رفع وجهي لأنظر له ، كان يبتسم بكل وجهه "انا مش مصدق يا قلبي اننا بقينا مع بعض أخيراً" ، ابتسمت و كلي ارتعش و لم أقوى على الرد . كانت نظرته لي تحمل كل معاني الود و الحب و الشوق ، بينما كنت انا أحمل كل معاني القلق و شيء من الخوف ، لا أتمالك أعصابي ولا أستطيع ان أحدد ، هل هي سعادة كبيرة لم أتوقعها يوماً أم هي خوف مما سيحدث، يبدو أنه قد شعر بي فأمسك يدي فسرت في جسدي رعشة فوق ارتعاشي ، شعر بي فابتسم "طب أدخلي غيري و انا هستناكي ، بس متعوقيش عليا". كأنه طوق نجاة ، بسرعة كنت في غرفة النوم و أغلقت الباب ، مرتبكة ، ماذا أفعل ؟ نظرت حولي ، كل شيء رائع ، غرفة مرتبة بشكل مميز ، بالفعل تستحق أن تكون غرفة للحب في ليلة الدخلة ، أمسكت قميص نوم أبيض موضوع بعناية فوق السرير ، أمسكته ، بين يدي أنظر له ، ابتسمت ، كيف سأقف أمامه هكذا؟ لكنني قررت بدأت أفك فستاني بهدوء ، الرعشة تؤخر كل شيء ، القلق يسيطير على كل أجزائي ، أعرف أن الوقت قد طال ، و هو ينتظر دون ملل أو تأفف ، بدلت كل شيء ، وضعت فستاني في الدولاب بعناية ، وقفت أمام المرآة "أيه دا ؟ طب ازاي؟ لو حد كان قالي ان ممكن دا يحصل كنت قتلته ، لكنه بيحصل " جلست فوق السرير أفكر"أنا فرحانة ولا مالي بالظبط ؟ طب أنا فعلاً حبيت بدر ولا دا من أثر اللي بيحصل و مش ملاحقة أفهمه؟ يالهووووي" طرقات على الباب ثم صوته الحنون "دكتورة ، أظن حضرتك اتأخرتي ، وصراحة مش متعودين منك على كدا ، في طالب عند حضرتك مستني على أحر من الجمر ، و خايف أوي من الامتحان" . أسلوبه يدهشني ، كلماته جعلتني أضحك بصوت عالٍ ولا أتمالك نفسي ، لا أعلم وجدتني أفتح باب الغرفة و أنظر في الأرض ، أعلم أن وجهي الأسمر قد تحول إلى حُمرة الخجل ، أعلم أيضاً أنه ينظر إلي ، لا يقوة على الصبر ، عيناه تتأملني من أطراف شعري و حتى أنامل قدمي . ============================== إنه يقترب ، هل أهرب أم اتشجع و أظل واقفة؟ يرفع رأسي بيده من عند ذقني ، أنظر إليه ، لقد خلع بدلة الزفاف و يقف بالبنطلون و فانلته الداخلية فقط ، ما هذا إنه يضع يديه على كتفي و يقترب أكثر ، أووووه إنه يقبلني على خدي الأيمن ، شفتاه تلامس شفتاي ، ماذا أفعل ؟ سلمته شفتاي ، يضمني إليه ، أسمع نبض قلبه بعد أن اعتصرني بين يديه ، مصيبة قلبي يدق عنده ، إنها دقات قلبي أنا ، سأقع ... شفتاه تحتضن شفتاي ، سأقع ... أغمي علي بالفعل . رائحة عطر نفاذ تخترق رأسي ، أفتح عيني فأجده يقف إلى جواري ، القلق ي**و ملامحه "أسماء ، أسماء" أفتح عيني ، أخيراً يبتسم " مالك يا روحي ؟ انتي تعبانة؟" ، أنظر له دون أن أفهم شيئاً "هو أيه اللي حصل " ، يجلس إلى جواري ، يتنفس الصعدا" حرام عليكي وقعتي قلبي" ، أبتسم " أسفة بجد مس مصدقة كل السعادة دي" ، يضع يده خلف ظهري ، يطوقني فأتركه "سعادة أيه بقا ، ماخلاص"، استغرب " خلاص أيه؟" ، يضحك " يعني لو كنتي راسمة على حاجة بعد الخضة دي مفيش" ثم يغمز بعينيه بينما ا**ت و أنظر عند قدمي في خجل. أشعر بقبلته على شفتي ، فأنتفض فيضمني بقوة "خلينا نجرب طيب" ، أفتح عيني و أنظر له بقلق " نجرب أيه؟" ، يضحك بقوة ، لا يتمالك نفسه من الضحك ، أنا أيضاً أضحك على ضحكه ، يضمني مرة أخرى و نحن نضحك وقلت أنا "غير هدومك و أنا هجهز حاجة ناكلها". ============================== خرجت من الغرفة و أغلقت بابها خلفي و في طريقي للمطبخ ابتسمت ، لا أعرف السبب ، سعادتي غير معقولة ، سأموت سعادة ، وضعت الطعام فوق السفرة ، و جلست ، جاء و جلس إلى جواري ، و بدأنا نأكل ، لم أنظر له ، و لم أكلمه ، كنت بالفعل آكل ، أشعر بالجوع ، آكل بنهم ، تنبهت أنه لا يأكل فتوقفت و نظرت له ، فإذا به ينظر إلى مبتسماً ، أشعر بخجل "أنا آسفة ، بس معرفش أيه الجوع دا؟" ، يبتسم "ولا يهمك يا روحي ، كملي أكلك" ، لكنني بالفعل أشعر بالشبع فأتوقف عن الطعام "طب أنت مش بتاكل ليه؟" ، " يا حبيبتي أنا معاكي حاسس بالشبع بس نفسي أشبع منك انتي" . لا أرد بل أقوم و أدخل المطبخ ، أصنع الشاي فيتبعني ، "يا ترى هاتعمليلي معاكي شاي؟". نظرت ل مبتسمة ، و أنطلق كلامي بعفوية "من عنيا يا حبيبي" ، كأنني قد وقعت في المحظور ، فإذا به ينظر إلي و يقترب مني و يحتضنني من الخلف يقبلني برقبتي و ما يصل إليه من خدي ، ثم يهمس في أذني "قوليها تاني" ، لا أقوى على الحديث ، فيلفني أمامه ، و ينزل على ركبيته و يُمسك يدي في منظر رومانسي كم حلمت به " أرجوكي قوليها تاني ، لا اعرف ما حدث و جدت نفسي أجلس أمامه كجلسته و أنظر في عينيه " بحبك يا بدر". قذيفة جديدة لم يتحملها ، وجدتني فوق يديه ، يحملني ، و يذهب بي إلى غرفة النوم ، كيف استطاع ذلك لا أعرف فأنا لست صغيرة الجسد ، أو قصيرة ، أو من نوع تلك النساء صغيرات التكوين ، بل أنا في نفس جسده تقريباً ، و إن كنت أزيد عليه ببعض الأماكن الممتلئة كطبيعة. = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = ( ( ( نهاية الجزء الثاني ) ) ) هل بدأت أم انتهت قصة بدر و أسماء ؟ هل تستمر السعادة كثيراً أم هناك ما يعكر صفوها؟ ما الجديد ؟ أنتظروني على وعد بالمزيد من الرومانسية .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD