بعد رحلة دامت طويلا….
لم يتبقى لها سوى بضع دقائق معدودة وتهبط الطائرة ! بعد دقائق معدودة ستطأ اقدامها كاليفورنيا ( لوس انجلوس تحديدا ) حيث والدتها تنتظرها !
لم ترى امها الا على كاميرات الكمبيوتر , كم ستختلف عن الواقع وكيف سيكون مظهرها ؟؟
كيف ستستقبلها ؟ هل سيكون استقبالا حميميا بعد 17 عاما ام ستكون اما اجنبية بدون مشاعر كما كانت تسمع منهم وهي صغيرة ! لطالما قالوا “امها كبتها وهي عمرها 3 سنين مو سائلة فيها ! “
هبطت الطائرة واخيرا , وطأت اقدام ديانا ارض لوس انجلوس , شهقت انفاسها الاولى هواء لوس انجلوس , شعرت بالدوخة , انها تحلق منذ ساعات طويلة..
ابتسمت وهي تضع يدها على رأسها, فتحت عيونها وحدقت جيدا بما استطاعت عيونها التقاطه من المطار.. كلما كانت تقترب من بوابة المغادرة كان قلبها يزداد خفقانا !
حملت حقيبة كتفها وجرت الحقيبة الاخرى …
وقفت امام بوابة المغادرة والقت نظرة عند البوابة على الاشخاص المنتظرين..
تجر حقيبتها وتخرج بعد ان اخذت نفسا عميقا , بحثت بعيونها متفحصة جميع الوجوه باحثة عن وجه والدتها من بينهم…. وبعد بحث دام طويلا بسبب الازدحام ,استطاعت ان تقرأ اسمها على لافتة بعد عناء وبصعوبة…
رفعت انظارها عن اللوحة لترى ذلك الوجه الذي يشع بدفء وحنان..
تمسك باللوحة بتشبث وكانها تخشى ان تهرب منها فتضيع طفلتها التي ضاعت منها ما يقارب السبعة عشر عاما !
انها لم ترها ابدا على ارض الواقع منذ 17 عاما ! وديانا لا تذكر وجهها ابدا ,عندما غادرت كان عمرها 3 سنوات فقط!
التقطت انفاسها بصعوبة بالغة ! تقدمت خطواتها المرتجفة بخوف وارتباك, شعرت بالغثيان لشدة الاضطراب ! تقدمت, وتقدمت…… وتقدمت باقدامها المرتجفة .
وقفت امام والدتها لا يفصلها عنها سوى بضعة سنتمترات !
: ماما ؟؟؟ * قالت بصوت مرتجف *
والدتها تحدق بها: ديانا ؟؟
لحظة تحديق وصمت, لحظات عدم استيعاب تلتها عناق مفاجئ , ودموع غزيرة تنساب بحرارة !! عناق دام طويلا, ودموع فاضت بعد انحباس لسنين..
بعد لحظات:
تضمان بعضهما في السيارة المتجهة للمنزل !!
والدتها تمسح دموعها: حبيبتي…. نسيت ان اعرفك على زوجي داني,,,,
داني يبتسم بلطف: مرحبا يا صغيرة ^^
ديانا بارتباك وخوف: اهلا !! * ومشاعر مضطربة لاعتقادها انه كزوجة ابيها *
والدتها: وهذه اختك غير الشقيقة كارلين …
كارلين: مرحبا اختي J * ترسم ابتسامة عريضة وهي تضم والدها الذي يقود السيارة *
في المنزل:
كانت الطريق طويلة نوعا ما , من مطار LAX في لوس انجلوس حتى ولاية سان جوس , استغرقتهم الرحلة ما يقارب الخمس ساعات ونصف..
وضعت حقائبها عند الباب , دخلت للحمام و غيرت ملابسها وقامت بارتداء ملابس مريحة اكثر خرجت وهي تحاول التأقلم مع الوضع الجديد واستيعاب ما يحدث الان!
نظرت لوالدتها التي تقف بالمطبخ , ما زال الامر يبدوا كالحلم..
داني: ارتاحي , تصرفي وكأنك في منزلك.. * محدثا ديانا *
ديانا تبتسم بارتباك وخوف من داني: شكرا لك..
ايلينا تلتفت وهي ترتب الاطباق لديانا: لقد اعددت الكثير من الطعام لك , المسافة كانت طويلة جدا من فلسطين حتى كاليفورنيا, ومن لوس انجلوس حتى سان جوس كانت الطريق اطول !!
ديانا: لا بأس لقد نمت بالطائرة طويلا..
ايلينا : صنعت العديد من الاطباق لا اعرف ما هو طبقك المفضل !! * قالت وهي تلعب باصابعها بارتباك وتحاول حبس الدموع في عينيها *
ديانا بشفاه مرتجفة: سأحب كل ما تطهين لي يا… امي !!
حاولتا السيطرة على الوضع ولكن عبثا , ركضتا لبعضهما وعانقتا بعضهما وبكتا طويلا … طويلا جدا !
********
بعد لحظات:
تجلس على طاولة العشاء التي اعدتها والدتها, امسكت بالشوكة وحدقت بالطعام قليلا, امسكت امها صحنها واخذت تسكب لها الطعام.. نظرت لوالدتها واحتقنت عيونها بالدموع, حاولت كتم تلك الدموع التي فرت خارج عيونها بلا اي انذار ..
هذه اول مرة ستتناول طعاما من صنع امها, هذه اول مرة تجلس معها على مائدة واحدة..
سالت دموع امها مجددا , حتى كارلين بكت, وقام داني بكتم دموعه !!
ايلينا * والدتها*: انا لن اتخلى عنك مجددا…
ديانا: ارجوك لا تفعلي امي… انا لا اريد ان ابتعد عنك…
داني: يكفي دموع الايام الجميلة ستبدأ منذ الآن , لن يفرق بينكما أي احد !!
ديانا منصدمة برد داني الجميل: شكرا لك ..
بعد لحظات:
كانت الساعة السادسة والربع مساءا… الشمس على وشك الغروب, الجو حار جدا في كاليفورنيا …
ايلينا: عزيزتي ستمكثين هذه الفترة في غرفة شقيق كارلين حتى ننتهي من تجهيز غرفتك..
ديانا تنظر لكارلين: هل لد*ك شقيق ؟؟
كارلين: اجل.. انه اخي الكبير تايلر…
ديانا: تايلر..
كارلين تومئ برأسها: اها…
دخلت ديانا لغرفة تايلر وهي تمسك بحقيبتها وتضعها ارضا ..
سرحت حولها بغرفة واسعة مرتبة انيقة لم ترى لها مثيل من قبل…
كانت غرفة مصممة بد*كور اسود وابيض , شبه خالية من الاثاث , عدا بعض القطع المنتقاة خصيصا وبشكل راقي على ذوق ” تايلر “
دخلت تتفقد انحاء الغرفة بكل هدوء وصمت..
كارولين: انتبهي بالتعامل مع اغراضه , انه لا يحب أن يعبث بها احد !
ديانا: لا تقلقي.. سأضع ملابسي بالخزانة حتى موعد انتهاء إعداد الغرفة..
كارولين: ستحبين تايلر لديه قلب ابيض وروح مرحة..
ديانا: اتمنى هذا.. ولكن أين هو ؟؟ هل يعيش في منزل مستقل ؟؟
كارولين: لا.. لا يحب المنازل المستقلة ويحب منزل العائلة..
ديانا: إذا كيف سأنام في غرفته ؟؟
كارولين: تايلر نادرا ما يعود للمنزل بحكم عمله.. يحب أن يقضي عطلة الاسبوع هنا ولكنه مشغولا باستمرار ويزور المنزل كل ثلاثة او اربعة شهور.. أنا اشتاق له حقا !
ديانا: لماذا ؟ ماذا يعمل وكم عمره ؟؟
كارولين: عمره 22 عاما.. ويعمل…..
صوت ايلينا يقاطع حديثهما: كارولين حبيبتي تعالي لاطعام سبايك !!!
كارولين: اووه!!! نسيت أن اطعم سبايك !
ديانا: سبايك ؟؟؟
كارولين: انه كلبنا لحظة لقد نسيت أن اطعمه سأعود بعد قليل..
حملت ديانا الحقائب , فتحت خزانة تايلر قليلة الملابس المرتبة جدا … وضعت الحقائب كما هي, لفت نظرها الاطار الكبير المعلق بجانب اللوحات الفخمة, وقد كان يحتوي على صورة كبيرة جدا للمثل الشهير ” تايلر لوتنر “
ديانا باستغراب: اليس هذا ممثل جميلة المفضل ؟؟ يبدوا أن شقيق كارولين يحبه ايضا !
امسكت بالايباد الخاص بها, التقطت لها صورة على السرير وهي تبدوا ظريفة وجميلة جدا ..
ووضعتها على حسابها في الـ” فيس بوك ” وكتبت تعليقا عليها
: ” اول يوم لي مع امي,, يوم مثير J … المزاج : رائع “