والدها: ولكنها تستمر بالسؤال عنك , ولم تنقطع مرة عن اخبارك, انت تحبينها وهي تحبك, واعتقد انك معها ستكونين بافضل حال !
ديانا: لكن بابا, ماما امرأة متزوجة كيف اذهب للعيش معها ؟؟ كيف سيتقبلني زوجها وانا ابنة رجل اخر ؟ لا يمكن ان افسد حياتها !!!
والدها: تحدثت انا ووالدتك ليلة امس, وهي متشوقة للقائك, ارجوك لا تناقشيني فانا لن اتراجع , وبالنسبة للجامعة لقد تحدثت مع عميد الجامعة. سيقوم بتجهيز اوراقك حتى نهاية الشهر المقبل, بينما انت ستسافرين الاسبوع القادم, فلتبدأي بحزم امتعتك وتجهيزها !!
قبل جبهتها بحنان , نهض وخرج وهو يكبت دموعه من قراره الذي لن يتراجع عنه, والدتها رحبت بالفكرة فهي متلهفة لرؤية ابنتها ديانا, لن تنسى انها تزوجت يوسف عن حب عميق بالرغم من جميع المشاكل التي مرا بها ولكنهما لم ولن ينسيا الذي كان بينهما من حب واحترام !!
ضمت ديانا غطاءها واحتقنت عيونها بالدموع ! كيف ستترك كل ماعاشت عليهلـ 20 عاما وترحل هكذا ؟؟ كيف سيدعها والدها تغادر الى كالفورنيا ؟
والدها الذي ما توقعت ان يتنازل عنها , فكيف تخلى عنها هكذا واحضر لها جواز سفرها الامريكي بيده ؟؟
بعد ثلاثة ايام :
عندما خفت الكدمات وكانت قد استوعبت ما امره والدها بها !
لم يعد يتحدث اليها لا زوجة ابيها ولا حتى جميلة؟ لم تعودا تلقيان عليها الاوامر فقد قام والد ديانا بمنعهما من فعل هذا , وبالرغم من لائحة الممنوعات تلك , لم تتوقفا عن جرح مشاعرها ببعض الكلمات, وكانت تتحدث مع والدتها التي تنتظر بشوق قدومها الى كاليفورنيا ,كل ليلة..
…
انطلقت للجامعة مودعة اصدقاءها , لم تستوعب ساشا امر رحيل ديانا ولم تصدق انها سترحل بحجة انها ستكمل دراستها بالخارج !
: نحن صديقات منذ الصف الاول الابتدائي , كيف ستتركينني وترحلين ؟؟ * قالت ساشا وهي تمسح دموعها التي تخنقها *
ديانا: لن ننقطع, هناك الهواتف والانترنت سنتحدث كل ليلة وكاننا نجلس سوية !
ساشا: وعندما احتاج لعناقك ؟؟؟
ديانا: عانقي السيد بيري * تقصد دبدوب قامت ديانا باهداءه لساشا بعيد
ميلادها العاشر *
ساشا: ولكن سيد بيري لا يغني عن حضنك !!!
اثناء نقاشهما اقترب مروان من ديانا وعيونه تبدو حزينة..
: هل لي ان احدثك ؟؟ * قال مروان بكل حزن *
ديانا تبتسم: بالطبع !!
مروان: سمعت انك ستغادرين الى كاليفورنيا … الن تعودي الى هنا ؟؟
ديانا: بالطبع سأعود…… * وبعد صمت * يوما ما !!
مروان يضحك باستهتار: يوما ما ؟؟؟؟
ديانا: حقا هذا الامر ليس بيدي !
مروان: ولكنني معجب بك كثيرا, استغرقني الامر مطولا حتى اعترف لك, لم اكن اجرؤ على هذا ولكن الان ليس لدي شيء لاخسره , ربما كان علي ان اقول هذا بوقت ابكر قليلا !
ديانا تضع يدها على كتفه: لا تحزن… سنبقى على تواصل, لم يكتب لنا ان نكون اصدقاء الا بموعد رحيلي * تبتسم ابتسامة مطمئنة *
مروان يمسك بيدها: ان بقينا على تواصل سيكون الامر بالفعل رائعا…
ديانا تبتسم: اجل…
ساشا: ديانا هل لي ان احدثك على انفراد ؟
ديانا: حسنا…. عن اذنك مروان ^^
ابتعدت ديانا مع ساشا واخذت تحدثها على جنب..
اما من بعيد كانت جميلة وصديقاتها يراقبن الوضع بقلب يحترق ويتمزق غيرة وحقدا !
: انهم يعطونها اهتمام زائد ! * قالت امل صديقة جميلة *
جميلة: المهم انها سترحل وتفضي لنا الجو هنا, تلك الع***ة واخيرا سارتاح منها…
: كاليفورنيا مكان رائع جدا, ستعيش كالاميرات , كم انا احسدها ستكون هناك كما تريد !! ااااه~ كم هي محظوظة ديانا لو كنت مثلها بجنسية امريكية لما بقيت هنا يوما واحدا ! * قالت سجى وهي تسرح بخيالها بكل عفوية فلم تدرك عيون جميلة الحاقدة*
جميلة تمسك سجى من شعرها: هل انتي معي ام معها ؟؟
سجى تمسك بذراع جميلة وتضغط عليها لتفلت جميلة شعرها: زمن الضرب قد ولى…. لم اكن اسكت لك لضعفي ولكن احتراما مني…. يبدو ان الاحترام لا يليق بك * قالت سجى وهي تلقي بيد جميلة بعيدا عن شعرها ! *
استغربت جميلة من تمرد سجى عليها, لطالما كانت فتاة ضعيفة ما الذي جعلها قوية هكذا ؟؟؟
دخلت ديانا برفقة ساشا لصالة الرياضة, كانت معتمة جدا خافت ديانا قليلا فشدت بقبضتها على يد ساشا…
: لماذا الصالة معتمة هكذا ؟؟
ساشا بصوت هادء: لأنها…. * تصرخ بصوت عالي* مفاجأة !!!!
فجأة انيرت الاضواء جميعها فتفاجئت بمعظم الطلاب وخصوصا زملاءها في التخصص يتجمهرون بالقاعة مع قالب كعك كبير كتب عليه ” نتمنى له اقامة سعيدة في كاليفورنيا ” غير العبارات المشجعة التي كتبت على اللوحات المعلقة ..
وضعت يدها على فمها بدهشة غير مستوعبة الذي يجري, انهم يقيمون لها حفل توديع, حتى ان مروان هنا !
ديانا: منذ متى انتهم تخططون لهذا ؟؟
ساشا: مذ اخبرتني بامر رحيلك, اي منذ يومين J …
ديانا تضم ساشا غير مصدقة:اااااه~ انتم رائعون :’)
قضوا وقتا جميلا معا, التقطوا صورة جماعية تذكارية, ديانا وزملاء تخصصها واصدقاءها المقربون واساتذتها المفضلون J.. وكانت صورة رائعة بحق…
اليوم المنشود:
ابتعدت عن والدها بعد عناق دام طويلا !
مسحت دموعها التي انهمرت طوال الليل حتى موعد الطائرة …
لم تحضر لا جميلة ولا حتى امها سوسن, حضر فقط اخيها الصغير ايهم وصديقتها ساشا ومروان, ودعتهم بحرارة ودموع الم الفراق حتى نودي النداء الاخير معلنا انطلاق الطائرة بعد عشر دقائق !
عانقت ساشا ووالدها وايهم للمرة الاخيرة بسرعة وركضت حتى دخلت بوابة المسافرين, القت نظرة اخيرة عليهم وهي تمسح دموعها وتبتسم بالم…
هذا كان قرار والدها , انه يرى بأن هذا هو الحل الوحيد لما هم به من عذاب, هذه ليست اول مرة تضرب بها ديانا , ليست اول مرة تهان بها كرامتها, وجودها بين ذراعي امها وحنانها افضل لها, بالرغم ان والدها حاول كثيرا ان يكون لها اما حنونة ولكن عبث, مهما حاول لن يحل محل امها…
******
عودة للحاضر :
……
بعد رحلة دامت طويلا….
لم يتبقى لها سوى بضع دقائق معدودة وتهبط الطائرة ! بعد دقائق معدودة ستطأ اقدامها كاليفورنيا ( لوس انجلوس تحديدا ) حيث والدتها تنتظرها !
لم ترى امها الا على كاميرات الكمبيوتر , كم ستختلف عن الواقع وكيف سيكون مظهرها ؟؟
كيف ستستقبلها ؟ هل سيكون استقبالا حميميا بعد 17 عاما ام ستكون اما اجنبية بدون مشاعر كما كانت تسمع منهم وهي صغيرة ! لطالما قالوا “امها كبتها وهي عمرها 3 سنين مو سائلة فيها ! “
هبطت الطائرة واخيرا , وطأت اقدام ديانا ارض لوس انجلوس , شهقت انفاسها الاولى هواء لوس انجلوس , شعرت بالدوخة , انها تحلق منذ ساعات طويلة..
ابتسمت وهي تضع يدها على رأسها, فتحت عيونها وحدقت جيدا بما استطاعت عيونها التقاطه من المطار.. كلما كانتتقترب من بوابة المغادرة كان قلبها يزداد خفقانا !