الثاني

1588 Words
بدأت ديانا تتعب من الكذب والافتراء على ظهرها, بدأ وجهها يذبل !! لم تعد تحتمل, لقد كبحت جماح تعبها قدر الامكان, ولكن بالفترة الاخيرة والدها لاحظ تعبها المستمر , والكدمات التي يعرف أن سببها سوسن او جميلة… ولكن لم يصبر على هذه المرأة ؟؟ السبب الاقوى ايهم , لا يريد له أن يعيش بعيدا عن امه وابيه , كان هذا سبب ديانا ايضا الاقوى , تحب ايهم كثيرا ولا تريد له أن يعاني المعاناة التي تمر بها هي الآن …. **** بعد اسبوع: في الجامعة , كانت ساشا قد تأخرت بالحضور للجامعة , لذلك جلست ديانا لوحدها على الطاولة تحت ظل اشجار الصنوبر منتظرة ساشا وتراجع دروسها… من بعيد اقترب ذلك الشاب الذي يشعر بقلبه يهوي كلما رأى ديانا ” مروان” اقترب منها بشجاعة , تحدثه معها المرة الماضية جعله يتجه لها بسهولة اكبر هذه المرة . وقف امامها والقى عليها التحية.. : صباح الخير… ديانا تبتسم له باشراق: صباح النور.. مروان تتلخبط مشاعره وتقلب كيانه ابتسامتها الجميلة: اهلا! * يبتلع ريقه * ديانا تضحك عليه: لقد القيت التحية للتو !! مراون بقلب يخفق بجنون: هل يمكنني الجلوس للحظة ؟؟ ديانا: هل تريد أن اشرح لك شيء جديدا ؟؟؟ مروان يبتسم وكأنه وجد حجة: اجل , لم استطع أن افهم الدرس الخامس من الوحدة الرابعة !! * قال وهو يجلس * ديانا تبتسم: ليس صعبا جدا! مروان: اجل ولكني لم افهمه.. ديانا: حسنا سأشرحه لك.. اخذت تشرح له الدرس, واخذ هو يحلل نصوص وجهها ومعاني عيونها وافكار شفاهها !! درسه تحديقه بملامحها الجميلة , انه يفهم كل شيء بالكتاب ولكنه يتلذذ برؤيتها منهمكة بالشرح , اصبح يجد حجة جيدة تجعله يجلس قريبا منها ويراقب ملامح وجهها بتمعن.. أثناء انهماك ديانا بالشرح وانهماك مروان بالتحديق بها , مرت جميلة وصديقاتها لترى ديانا ومروان يجلسان معا فشعرت وكأن احدا ما انهال على رأسها بالضربات القاسية !!! امل: انه يجلس معها مجددا !!! سجى: يبدوا انه معجب بها حقا !! جميلة: لاا~ انها تعتدي على حدودها الآن , لم افعل أي شيء المرة السابقة لاني ظننت انها لن تكررها , اما اليوم … أنا لن امرر الامر بخير !! سأنتقم من هذه الفتاة الوضيعة ! ******* ركنت سيارتها في كراج المنزل , صعدت لمنزلهم تجهل الامر العظيم الذي ينتظرها خلف ذلك الباب!! خلعت حذائها ودخلت وهي تعلن عن وصولها عن طريق ندائها بصوت عالٍ ” ها قد وصلت “ فجأة ولم تعرف كيف !! خرجت زوجة ابيها من غرفتها وهي تحمل حزام جلدي اسود ثقيل, وتتقدم نحوها كما يتقدم الاسد نحو فريسته ! صدمت ديانا من مظهر زوجة والدها التي تتقدم نحوها بوحشية, لماذا تفعل هذا ؟ وما كادت ديانا تستوعب الذي حدث لها حتى وجدت زوجة والدها تنقض عليها بوحشية وتجرها من شعرها بكل قوة لدرجة ان ديانا شعرت بان شعرها قد خرج كله بيدي زوجة ابيها, انهالت كالجلاد على ديانا بالضربات بكل قسوة بلا رحمة, اخذت تضربها بالحزام الجلدي في كل انحاء جسدها, وتصفعها على وجنتيها الورديتين حتى اصبحتا حمراوتين لشدة الصفعات وقوتها , امسكت ديانا بقدميها تتوسل اليها ان تتوقف عن ضربها فهي لا تعلم لماذا تضربها حتى !! اما جميلة فكانت تقف هناك تراقب بها وتبتسم بكل شماتة وحقد ؟ ***** قبل ساعتين: دخلت جميلة الى المنزل مبكرة على غير العادة ! دخلت وجلست وهي تضع قدما على قدم, تصنعت العبوس والحزن ! خرجت والدتها من المطبخ لتراها بتلك الحالة فهرعت اليها لترى مال طفلتها المدللة !!! : ماما قلت لك لا شيء !! * قالت جميلة بغنج وتصنع* ام جميلة: حبيبتي الن تقولي لي ماذا بك هذه اخر مرة اسئلك سأغضب ان لم تخبريني !! جميلة: ماما انا حقا لا اعرف ماذا اقول ! سيرة ديانا على كل لسان !!!! تبقى ابنة زوجك العزيز وانا لا ارغب بقول هذا ولكنها لا تترك شابا من شرها, لقد انتشرت صورتها مؤخرا في جميع انحاء الجامعة وهي تغازل مروان ! ام جميلة: ماذا تقولين ؟؟؟؟ ومن هذا مروان ؟ جميلة: انه اوسم واغنى شاب بالجامعة, حلم ملايين الفتيات, انظري لصورتهما * تريها صورة التقطها على الايباد الخاص بها* لقد شوهت سمعتنا بالجامعة , انها تفعل هذا مع معظم شباب الجامعة ! ام جميلة: ولماذا لم تخبرينني الا الان ؟؟؟؟ جميلة: لم اكن اعرف كيف اقولها لك ! ام جميلة: واين هي الان ؟؟ جميلة: لا اعرف ولكنني رأيتها تركب مع مروان بسيارته ! ام جميلة: ان لم احرمها من الجامعة لن يكون اسمي سوسن !!!! ******* الان: : ايتها الع***ة !! امك من قبلك , دمائك اجنبية نجسة ماذا يمكننا ان نقول؟ هل تعتقدين انك باميركا , اذهبي عند والدتك وافعلي ما شئت هناك لا يمكنك ان تقومي بما يحلو لك هنا هذا منزل شريف !!!!! انقذت نفسها من بين ذراعيها واخذت تركض لغرفتها فاغلقت الباب خلفها بسرعة وبعدم تصديق انها تملصت منها !!!! جلست امام الباب وهي تشعر بكل انش بجسدها يؤلم لدرجة الجنون, وضعت يدها على رأسها واخذت دموعها مجراها , بكت بشدة , بكاء ممتزج بصياح والم ! لقد طعنت بشرفها الذي يحلف به الجميع من ادب واخلاق !! طعنت بشرف والدتها التي لم تؤذ يوم احد ما وكان الجميع يحلف بحياتها في هذه المنطقة ! بالرغم من انها لم تكن عربية ولكنها كانت محبوبة لدى الجميع! ******* بعد لحظات: دخل للمنزل واغلق الباب من خلفه, خلع حذاءه ووضع حقيبته الجلدية ارضا ! انه مرهق بالفعل… ما ان سمعت سوسن ” ام جميلة” الباب حتى ركضت له… اخذت الجاكيت من يده , وحملت حقيبته وقادتهما للداخل… : يعطيك العافية حبيبي * قالت وهي تضحك ضحكتها الصفراء الخبيثة* والد ديانا يفك ربطة عنقه وهو يجلس على الاريكة في غرفة المعيشة: كيف حالكم اليوم ؟؟ سوسن: بخير حبيبي… لقد حضرت لك العشاء, استحم وغير ملابسك وستكون الطاولة جاهزة.. والد ديانا: حسنا.. ******* خرج من غرفته ليجد الجميع يجلسون على الطاولة.. زوجته وجميلة وابنه الصغير ايهم …… ولكن لم يجد ديانا ! : اين ديانا ؟؟؟ سوسن: بغرفتها ! : لماذا ليست هنا ؟؟ سوسن: يوسف حبيبي وقت ما تريد ان تتعشى ستخرج لا تخاف عليها ؟؟ يوسف: ليس من طبعها الا تخرج لاستقبالي ! جميلة: يووه ! لماذا تكبر الموضوع ؟؟؟؟؟؟ يوسف: ما الذي حدث ؟؟ ايهم بعفوية: لقد ضربتها ماما حتى سالت الدماء من انفها وفمها !!!!! يوسف تتوسع عيونه فينهض عن الطاولة بعنف ليقع الكرسي: ماذا ؟؟؟ سوسن تغلق فم ايهم: حبيبي ما ترد عليه … حـ …. !!! قاطعها يركض لغرفة ديانا , طرق الباب بشدة مناديا عليها, فتحت الباب بهلع وضمته اليها بقوة وهي تبكي بشدة !! امسك باكتافها وابعدها عنه, نظر لوجهها الجميل الملطخ بالدماء. وجنتيها الورديتين لونهما ازرق , انفها يرعف بالدماء, شعرها منفوش غير مرتب, عنقها ازرق اكتافها زرقاء… جميع جسدها الناصع البياض كالحليب النقي ملطخ بضربات زرقاء وحمراء وبنفسجية !! جن جنون والدها واستشاط غضبا ! لطالما خبت ديانا عن والدها حقيقة ضرباتها , ولكن الآن تأكد من سبب الضربات … لقد طفح الكيل ضربتها بما فيه الكفاية, ماذا ستفعل بها غدا ؟؟ هل سيعود ليجدها ميتة !! وتخرج زوجته بحجة جديدة ؟ اغلق الباب خلفه, ضمته حتى شعرت بالامان ونامت, كيف تفعل تلك الشريرة هذا الشيء بفتاة فاقدة لحنان الام ؟ فكان لها والدها اما وابا وخالا وعما وكل شيء ! لم تخبره باي شيء لانها لا تعرف حقا لماذا ضربتها ؟ خرج من الغرفة ليجد زوجته تجلس بغرفة المعيشة وهي تبحث من حولها عن مبرر وحجة, انها خائفة كثيرا جدا ! رمق زوجته نظرة غاضبة , نظرة تنتظر منها جوابا قد يكون منطقيا ! : يوسف حبيبي! يوسف يقاطعها: ماذا ؟؟؟ سوسن: بنتك فضحتنا !! يوسف: حقا ؟؟ بماذا ؟ كيف ؟؟ سوسن تناوله الايباد تريه صورة مروان وديانا: انظر ! يوسف ينظر بالصورة: وماذا بهذه الصورة من خطأ ؟ انهما يجلسان ويناقشان الكتاب , لا هو معانقا لها , ولا مقبلا لها !!!! سوسن: وهل كنت تنتظر ان نراه معانقا ومقبلا ؟ انه شرف العائلة ! يوسف يحمل سترته بغضب: لقد طفح الكيل !! لم اعد احتمل, لماذا لا تنظرين لابنتك يا صاحبة شرف العائلة, انظري كيف تخرج للجامعة ومع من تجلس… انتي لا تحقدين الا على ابنتي محاولة تشويه ملامحها ! صبرت كثيرا وصمت اكثر * يرتدي سترته* اليوم ضربتها بشراسة غدا من يعلم ماذا ستفعلين بها ؟ ربما تقتلينها * خرج واغلق الباب خلفه* اليوم التالي… الساعة السادسة والربع مساءا: دخل الى غرفتها ليجدها تمسك اللاب توب الخاص بها وتحدث ساشا فهي لم تذهب للجامعة اليوم… ديانا: بابا… * قالت وهي تضع اللاب توب جانبا * والدها يجلس بجانبها: كيف حالك اليوم ؟ ديانا تبتسم: بخير لا تقلق ! يمسح بيده على شعرها البني الناعم كالحرير: لم تشتكي يوما برغم الالم العميق بداخلك ! لم تنبسي ببنت شفة مهما اذتك تلك المرأة !! كم طال صمتك وصبرك عليها ؟ كم مرة ضربتك زورا بقسوة ؟ كم مرة القت اللوم عليك بدلا من ابنتها ! لو لم يكن بيننا طفل لما بقيت بمنزلي يوما واحدا !! ديانا تشهق: لا يا ابي لا تقل هذا ! تبقى زوجتك منذ 17 عاما وبينكما اخي الصغير ايهم …. والدها يبتسم وبعينيه دمعة محبوسة: كم ان قلبك طيب… سأشتاق لك كثيرا ! * قال وهو يضمها الى ص*ره * ديانا تتوسع عيونها بصدمة: هل انت راحل لمكان ما ؟؟؟؟ والدها يخرج لها جواز سفرها الامريكي : لا لست ذاهبا الى اي مكان… ولكنني قررت اطلاق سراحك !! ديانا : اي اطلاق سراح عن ماذا تتحدث بابا انا لست سجينة اي شيء ! والدها: بل انتي سجينة زوجة ابيك اللئيمة, انتي تعملين خادمة لها ! قلبي لم يعد يحتمل, كيد هذه المرأة عظيم…. انا رجل كبير بالسن الان ولست مرتاحا , لا ارغب بفراقك ابدا ولكن ان كان هذا لصالحك وخيرا لك ساحتمل الم فرقاك واتجرعه , كونك بخير لدي افضل من اي شيء ! ديانا: ولكن بابا !! انا لا احد لي غيرك!!! والد ديانا يمسح على شعرها برفق: لد*ك…. لد*ك والدتك ! ديانا بعبرة تخنقها: ماما ؟؟؟ انا لم ارها يوما على ارض الواقع !
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD