٨
الصباح التالي:
استيقظوا من النوم الساعة الخامسة صباحا .
عم الارتباك والاستنفار في المنزل , يغيرون ملابسهم ويجمعون اغراضهم , لديهم طريق طويل حقا حتى منزل البحيرة الموجود بقرب بحيرة الالمانور , فهي تبعد مسافة تقارب الاربع ساعات قيادة بالسيارة …
ايلينا: هيا يا كارلين سنترك سبايك لدى السيدة ليزا !!
كارلين: ولكن امي أنا حقا ارغب باصطحابه معنا !!
داني: هناك لن تتفرغي للاعتناء به . هيا حبيبتي !
ديانا تنحني لمستوى كارلين: حبيبتي لا تقلقي على سبايك , لن نتفرغ هناك للاعتناء به , هنا سيبقى بخير ونحن لن نغيب طويلا, ثم أنا اريد تمضية الوقت معك واخشى انه إذا ذهب سبايك إلا تمضي معي وقتا كافيا !!
كارلين تسرح بكلمات ديانا: إذا انتي تريدين أن نمضي وقت فتيات سويا..
ديانا تضحك على كلمتها: اجل بالضبط وقت للفتيات فقط !!
كارلين باقتناع: حسنا..
تايلر يجر حقيبته: سنذهب بسيارة اليس كذلك ؟؟
ايلينا: اجل ..
ديانا: كم المسافة ؟؟
داني: اربع ساعات بالسيارة..
ديانا: وااه~ هذا كثيرا !
ايلينا: اقل من الوقت الذي قضيناه من لوس انجلوس حتى هنا, لن تشعري بالوقت سنحضى بوقت ممتع حقا..
ديانا: أنا متأكدة من ذلك..
وضعوا سبايك لدى السيدة ليزا , ثم انطلقوا لسيارتهم العائلية..
ديانا تركب بالخلف من جهة النافذة: أنا بالقرب من النافذة لاني لا احتمل القيادة الطويلة واريد استنشاق الهواء النقي…
كارلين تبتسم: وأنا اريد بجانب النافذة ايضا , أنا مثل ديانا..
ايلينا: اركبا هيا لن تشعرا بالدوخة لا تقلقا الدواء الذي تناولتماه سيمنع حدوث ذلك..
تايلر ينظر لكارلين وديانا: هذا يعني إنني سأجلس بالمنتصف ؟؟؟؟
غضب تايلر فهو لا يريد الجلوس بجانب ديانا بتاتا !
****
استمرت القيادة لمدة ساعة قبل الوصول للاستراحة الاولى , استراحوا لمدة ربع ساعة ثم عاودوا للأنطلاق مجددا حتى يصلوا بوقت مبكر..
….
أثناء القيادة غفت ديانا فقد كانت تشعر بنعس شديد , لم تنم ليلة امس لشدة شوقها لهذا النهار !!
لا شعوريا سقط رأسها على كتف تايلر , شعر تايلر بقلبه يهوي ! التفت ليساره ليرى ديانا النائمة, شعر بالغضب ؟ ” هل تفعل هذا متعمدة ؟ هل تتظاهر بالنوم ؟”
ابعد رأسها عن كتفه بقسوة ليرتطم رأسها بالنافذة فاستيقظت بفزع !!
: اوه يا الهي كيف غفوت !! * قالت بصوت مبحوح لنعاسها *
ايلينا تنظر لها: لا بأس حبيبتي نامي قليلا سأيقظك عندما نصل ..
ديانا: لا بأس امي سأنام بالليل لا احب نوم النهار..
ايلينا: براحتك حبيبتي
فركت ديانا عيونها الناعسة , رفعت يديها وهي تتثائب بنعاس..
اخرجت هاتفها والتقطت صورة للطريق , وضعتها على الفيسبوك وكتبت عليها.
” في الطريق الى منزل البحيرة , بحيرة الالمانور .. المزاج: اشعر بالحماس “
….
مرت ساعة اخرى وهنا كانوا قد وصلوا لمنزل البحيرة وأخيرا !
وصلوا الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا , ما زال الوقت مبكرا !
ما أن خطت ديانا خارج السيارة خطوتها الاولى حتى ابتسمت ابتسامة عريضة جدا !
وااه~ رائع الجمال!! انه اجمل مما تخيلته حتى , منزل خشبي بالقرب من البحيرة محاط بأشجار السرو والصنوبر !!
ابتسمت بحماسة ثم دخلت مع باقي عائلتها..
مدخل المنزل كان عبارة عن غرفة جلوس بها اريكتين بللون البني المخمل , امامهما مدفأة حجرية فخمة تعبر عن جو دافئ جميل بهذا المنزل.. تلفاز وطاولة بين الاريكتين , غرفة جلوس مرتبة وراقية..
ايلينا: ديانا غرفتك انتي وكارلين بأخر الرواق بالطابق العلوي هيا اذهبي, بها سريرين , وكانه كان معدا لكي هههههه..
ابتسمت ديانا وركضت هي وكارلين حتى الغرفة المذكورة , كانت غرفة جميلة ومرتبة , نظيفة جدا ايضا !!
ديانا بعد أن وضعت اغراضها وخرجت: امي من رتب المنزل انه نظيف جدا وانتي تقولين انكم لم تأتوا منذ ستة شهور ؟؟
ايلينا: اتصلت بعمال التنظيف امس , لقد جاءوا ونظفوه صباح اليوم
ديانا: هذا رائع..
كارلين تخرج من الغرفة بملابس السباحة: أنا مستعدة للانطلااااق !!!
ديانا تنظر لها: الن ترتاحي ؟؟
كارلين: لا راحة ! ارتحت بما فيه الكفاية بالسيارة !!
تايلر يخرج من غرفته: ايلينا أنا جائع حقا !!
ايلينا تبتسم له: لا تقلق عزيزي سأبدأ بتحضير الطعام
داني يضع على الارض ثلاجة الطعام الكبيرة التي احضروها معهم: هيا لنرتب المؤونة بالثلاجة..
ديانا تبتسم: سأساعدك..
اتجهت للمطبخ . مطبخ مفتوح على غرفة طعام وتقابله غرفة الجلوس , الد*كور خشبي فاتح اللون , والاجهزة الالكترونة باللون الاسود القاتم..
ابتسمت ديانا , كل هذه الاخشاب الطبيعية من حولها تجعلها تشعر بالهدوء التام والطمأنينة.. تعتقد انها ستقضي هنا اجمل ثلاثة ايام في حياتها !!
……
دخل تايلر لغرفته وهو يخلع التي شيرت ليرتدي واحدة اخرى ..
: سأساعدك !! * يسخر من ديانا * يا لها من فتاة متصنعة !! كم اكرهها ؟
ارتدى التي شيرت وخرج من الغرفة متجها للمطبخ..
: ابي هل تريد المساعدة ؟؟
داني ينظر لتايلر: اجل , ناول هذه الاغراض لديانا لترتبها. أنا سأذهب لمراقبة كارلين ..
تايلر ينظر لديانا بغضب: من قال إنني اريد مساعدتها قلت مساعدتك أنت !! * قال بداخله *
داني: ماذا قلت ؟؟
تايلر: حسنا ابي ..
خرج داني لمراقبة كارلين التي تسبح قلقا عليها , ايلينا تتفقد المنزل وترتب الاغراض , وتايلر وديانا يرتبان المؤونة بالمطبخ وبالثلاجة ..
تايلر يناول ديانا الاشياء , وديانا ترتبها..
: لقد انتهيت من ترتيب اغراض الثلاجة * قالت بابتسامة عريضة*
تايلر يعقد حاجبيه: هذا جيد..
ديانا: بقيت المعلبات والاشياء الاخرى, سنضعها بخزانة المطبخ..
تايلر يتن*د بغضب: حسنا !!
ديانا بتردد: أنت.. لست مضطرا لمساعدتي ! سأفعل كل شيء بنفسي أن اردت يمكنك الذهاب ! * تقول وهي تقف امامه وتنظر للأرض خوفا من النظر في عينيه*
تايلر يتجه نحو خزانة المطبخ العلوية ويفتح احدى رفوفها: لا اعمل شيء مجبرا عليه, تجنبي خوض الحديث معي وناوليني المؤونة..
ديانا تسحب كرسي وتقربه من الخزانة ثم تقف عليه: ناولني أنت المؤونة, سكون افضل لو رتبتها أنا ..
اخذ تايلر يناولها الاغراض من الصندوق دون أن يقول أي كلمة , اما هي اخذت ترتب ما يناولها وهي تبتسم بكل لطف وجمال..
هل ذكر كم يكره ابتسامتها الجميلة تلك ؟؟
هز رأسه بتمتمة واستنكار , انحنى ليخرج اخر علبة في الصندوق, وعند انحناءه ارتطم بالكرسي عن غير قصد, فالصندوق بجانبه وهو يقف بين الصندوق والكرسي, ارتطم بالكرسي ليهتز من تحت ديانا التي فقدت توازنها , صرخت بفزع فنهض تايلر ليلتفت وبنفس اللحظة سقطت ديانا عن الكرسي , كانت تسقط باتجاهه ففتح ذراعيه كرد فعل بكل عفوية , وقعت بين ذراعيه , ارتطم انفها بجبهته فعادت للخلف بكل قوة والم انحنت للوراء كثيرا اما تايلر فعانقها خوفا من أن تسقط , تنحني للخلف وهو يلف يده حول خصرها , فقدت الاحساس برأسها فكانت تلقيه للوراء , فقدت توازنها وتركيزها , تحولت رؤيتها للون الاسود , شعرها يلامس الارض لطوله, يداها مرتخيتان !!
اخذت الدماء تسيل من انفها وهي شبه فاقدة للوعي .. رأسه صلب كالجدار !
شعر تايلر بالفزع , انحنى على ركبيه وهي بين ذراعيه, رفع رأسها ووضعه على فخذه , انها مستلقية على الارض ورأسها على فخذه ..
انتابته نوبة من الخوف والهلع !! ضغط على انفها بأصبعيه ليوقف سيل الدماء , هنا ديانا بدأت تستعيد تركيزها ورؤيتها !!
ضربة انفها لم تكن سهلة حقا ! حتى تايلر شعر بالالم ولكن كان الم ديانا اكبر!
: احتملي سأنادي على ايلينا لتراك !! * قال بصوت مرتجف *
كانت ديانا تقاوم الالم وتحاول النهوض , بعد أن سمعت تايلر يقول انه سينادي على والدتها , رفعت يدها بصعوبة ووضعتها على كتفه , هزت رأسها بالنفي .. لم ترد أن تراها والدتها بهذه الحالة ! ستموت من الخوف عليها !
رفعها و وضعها على الاريكة , احضر لها المناشف الورقية و مسح دماءها , كم كان حنونا لحظتها !! ربما لأنه كان بسببه ؟؟
احضر كيس الثلج , عبأه بالثلج و وضعه بين عينيها , قريبا من انفها وجبهتها حيث تعرضت للضربة !!
رفعت يديها بصعوبة وامسكت بالكيس, مرت ربما عشر دقائق على حالها هذا , كان تايلر قد مسح دماءها عن الارض و وضع اخر علبة بالخزانة ورتب الفوضى التي حدثت , ايلينا ما تزال مشغولة بالترتيب فلم تعرف بما حدث, وداني وكارلين بالخارج .
استفاقت ديانا واستطاعت النهوض وأخيرا عن الاريكة . بينما تايلر يجلس على قبالتها يراقبها بخوف !
: هل انتي على ما يرام ؟؟ * قال وهو ينهض *
ديانا تنظر له بعيونها التي بالكاد تستطيع فتحها: لا تقلق أنا بخير !!
تايلر ينهض وهو يضع يدا على ذقنه والاخرى على خصره : أنا حقا أسف !
ديانا تتوقف وتلتف للخلف حيث كانت تهم بالمغادرة: لا بأس.. لم تكن غلطتك!
اكملت السير حتى غرفتها…
هناك استلقت على سريرها ما يقارب النصف ساعة, استعادت بها وعيها بالكامل , نهضت ونظرت لوجهها بالمرآة لتجد بين حاجبيها باللون الازرق تماما !
وضعت بعض الماكياج ونزلت لتجد والدتها تحضر الغداء..
ايلينا: هل نمتي جيدا ؟؟
ديانا باستغراب: ماذا ؟؟
ايلينا: قال تايلر انك صعدت للراحة قليلا..
ديانا تبتسم: اها , لقد نمت بشكل جيد * تبتسم * هيا لنعد الغداء سويا.
مر الوقت سريعا تجولت ديانا في المنزل وحوله وكان رائعا حقا ..