٧
كانت ديانا تضحك بشدة وتتحدث بعفوية متناسية كم أن علاقتها سيئة مع تايلر, اما تايلر كان يضحك على والده وعندما اخبرته ديانا عن عدد حبات الدونات مع ضحكهما , مرت لحظة تحديق بعيون بعضهما! كانت عيون ديانا تلمع بشكل جميل مما سحر تايلر الذي يدقق بعيونها اول مرة !!
ابتلع ريقه وادار وجهه وعاد للنظر في النص, اما ديانا شعرت بتجاهله لها فشعرت بالحرج وادارت وجهها…
اليوم التالي:
اعتادت ديانا على النهوض ورؤية تايلر بوجهها.. ولكن كل واحد بحاله ولا يتدخل بالاخر ..
حتى قبل الظهيرة مر نهارها بشكل عادي وبدون أي عقبات حتى رن هاتفها..
: اجل امي * ردت على الهاتف *
ايلينا: مرحبا حبيبتي ماذا تفعلين ؟؟
ديانا: لا شيء .. اشرب الشاي بالحديقة..
ايلينا: واين تايلر ؟
ديانا: انه بالداخل لا اعرف ماذا يفعل !
ايلينا: اريدك أن تأتي انتي وهو لمكتبي بسرعة !!
ديانا: لماذا ؟؟؟
ايلينا: عندما تصلا ستعرفان هيا تعالا..
ديانا: لا اعرف أين مكتبك !
ايلينا: تايلر يعرف !
ديانا: ولكن امي…. أنا لا أتحدث معه !! اخبريه انتي * قالت بتردد *
ايلينا: حسنا ساتصل به.. ارتدي ملابسا انيقة جدا اوك ؟؟
ديانا: حسنا امي
أغلقت ايلينا الهاتف واتصلت بتايلر تخبره بضرورة قدومه هو وديانا لمكتبها..
تايلر: هل من شيء مهم ؟؟
ايلينا: حبيبي لا تقلق , احضر ديانا انها لا تعرف مكتبي واعتني بها في الطريق..
تايلر: كيف سأخرج معها ماذا سيقول الناس ؟
ايلينا: حبيبي تنكر وتعال بسرعة أنا بحاجة للمساعدة !!
تايلر: حسنا اتصلي بها واخبريها أن تجهز نفسها..
ايلينا: حسنا..
غيرت ديانا ملابسها وارتدت شيء رسميا كما طلبت منها والدتها فقد قامت بارتداء فستان باللون البطيخي مقلم بخطوط طولية بلون اسود ,وتحته تايت اسود , و ارتدت حذاء بكعب عالي اسود , رفعت شعرها ذ*ل حصان بشكل منسق وحملت بيدها جزدان اسود ..
كانت تبدوا جميلة جدا مع الميك الناعم الخفيف الذي وضعته, اما تايلر فقد ارتدى تي شيرت كحلية اللون وسروال جينز..
وتأكد من ارتداء قبعة ونظارات شمسية كي يخفي ملامح وجهه عن العامة..
خرج من غرفته ليجد ديانا تجلس على الاريكة تنتظر به , تجلس بكل هدوء وسكون, هذه اول مرة يراها تايلر بملابس رسمية وماكياج.. تبدو فاتنة!
بالرغم من كرهه لها ولكنه لا يمكن أن ينكر كم انها فاتنة !
تنظر له بعينيها اللوزيتين: هل نخرج ؟؟
تايلر يشعر بخفقة قوية بقلبه بسبب جاذبية عيونها..
تايلر ببرود: هيا بنا..
سحب مفتاح سيارته عن علاقة المفاتيح الموجودة عند الباب وخرج لتلحق به ديانا, هذه اول مرة تخرج معه على مكان ما !!
تشعر بالارتباك وبالخوف بنفس اللحظة , انها تخشى النظر باتجاهه حتى.
ركب بالسيارة , اقتربت ديانا من السيارة, فتحت الباب الخلفي وجلست بالمقاعد الخلفية , لا تريد أي تعليق من تايلر , تشعر بان مزاجها لطيف ولا تريد أن تعكره !!
شغل السيارة وانطلق حيث مكتب ايلينا الذي يبعد قرابة النصف ساعة…
******
: وصلنا.. * قال تايلر ببرود تام *
ديانا: حقا ؟ * تنظر للاعلى *
شركة كبيرة فخمة ابتسمت ديانا عند رؤيتها, نزل تايلر فنزلت من خلفه ولحقت به بكل طفولية وبراءة..
سارا حتى وصلا المصعد..
: بأي طابق هي ؟ * سألت ديانا تايلر بابتسامة جميلة *
تايلر: الرابع عشر..
ديانا: اوووه~ الرابع عشر !!!
تايلر ينظر لها: هل تخافين المصاعد ؟
ديانا : لا ولكن ادوخ إذا بقيت به فترة طويلة !
لم يجب تايلر , فتح باب المصعد ودخل هو وديانا, بالبداية كانا لوحدهما يقفان بجانب بعضهما , ما كاد المصعد يصل للطابق الخامس إلا وهو ممتلئ جدا !! كان هناك رجل قريب جدا من ديانا فشعرت بالضيق من قربه منها ! انها لا تحب أن تكون قريبة من احد بهذا الشكل !! خصوصا أن الرجل سمين جدا !!
تايلر على يمينها والرجل على شمالها, تضايقت جدا ففضلت نيران تايلر على هذا الرجل !!
ديانا تهمس لتايلر : هلا بدلنا مواقعنا !! أنا متضايقة من هذا الرجل !!
تايلر يرفع حاجبه: وما شأني ؟؟
شعرت ديانا بالحزن لرده عليها, لم يكن بجانب تايلر احد لأنه بزاوية المصعد وهناك فقط ديانا على يمينه , والطريق تبدوا طويلة جدا حتى الطابق الرابع عشر خصوصا أن المصعد يتوقف بكل طابق !!
شعرت ديانا بالاختناق والضيق اكثر عندما اخذ الرجل السمين يرمقها بنظرات اعجاب, ولم يبعد عينيه عنها , انتبه تايلر على ذلك ولكن لم يفعل أي شيء حتى رأى ذلك الرجل يكتف يديه وبما انه اطول من ديانا لمس بكوعه ص*ر ديانا وكان يقصد ذلك ! احتقن وجه ديانا باللون الأحمر وكانت ستنفجر من فعلته, تايلر استغرب منها بشدة !!! كيف لها أن تصمت وهذا الرجل يتحرش بها ؟؟
ضغط على قبضته وانفجر من الغضب, امسك بذراع ديانا وسحبها لتصبح مكانه وهو مكانها, خاف الرجل السمين ولم يلفظ أي كلمة ,توسعت عيون ديانا عندما الصقها تايلر بزاوية المصعد و وقف بشكل يقابلها حيث يعطي باب المصعد ظهره ويعطي ديانا ص*ره , وعندما فتح باب المصعد بالطابق السابع دخل شخصان للمصعد مما ضيق المساحة فاضطر تايلر للاقتراب من ديانا بشكل اكثر حتى اصبح ملتصقا بها !!
شعرت بقلبها يخفق بجنون , انه قريب هكذا منها لاول مرة !!! نظرت للأسفل خوفا من أن تلتقي عيونها بعيونه , ص*رها ملتصق بص*ره , تتنفس بصعوبة وص*رها يهبط ويصعد بقوة !! لا بد انه يشعر بخفقان قلبها السريع! كان ينظر امامه مباشرة, لا ينكر انه مرتبك هو الاخر !!
رفعت ديانا رأسها قليلا لتختلس النظر لوجه تايلر القريب, وبنفس اللحظة انزل هو رأسه لينظر للأسفل , وهنا تماما التقت نظراتهما الاثنان …
توسعت عيونها وازدادت خفقات قلبها اضطرابا ! انه تايلر لوتنر ,انه بمثابة عدوها !! ارتفعت حرارة جسدها وشعرت بوجهها يشتعل نيرانا , وهو شعر بنفس الشعور, لماذا هو مرتبك امام هذه الفتاة التي يكرهها ؟؟؟
توقف المصعد في الطابق الثاني عشر لينزل الرجل السمين, واثناء نزوله دفش تايلر عن غير قصد مما جعله يلصق ديانا بالجدار وهو يلتصق بها اكثر من السابق!!
لم تعد ديانا تحتمل, جسده ملتصق بجسدها تماما.. ادارت وجهها للشمال , فقد كان وجه تايلر قريب جدا من وجهها لدرجة انه إذا حرك وجهه سنتمتر واحد سوف يلامس بأنفه خدها, رفعت يدها وامسكت بذراعه بشدة لقد كانت ردة فعل عفوية منها !! لم تعرف كيف تتصرف انها بقمة الارتباك ..
قفز قلب تايلر عندما امسكت ديانا بذراعه , شعرا وكأنه لا احد غيرهما بالمصعد !
وصلوا للطابق الرابع عشر , رفع تايلر رأسه ليرى رقم الطابق وعندما رأى الرقم 14 تنفس الصعداء, ادار ظهره لديانا وخرج بسرعة من المصعد !
اما هي ابتلعت ريقها واخذت نفسا عميقا ثم لحقت به .
توقف تايلر وكانت ديانا قد استمرت بالسير ولكنه امسك بيدها فجأة و اوقفها, عندما فعل ذلك توسعت عيونها وشعرت بقلبها يهوي !!
: مـ..ماذا ؟؟؟؟ * قالت بارتباك *
تايلر: لماذا لم تصرخي ؟؟
ديانا: ماذا ؟؟
تايلر: عندما تحرش بك ذلك الرجل بالمصعد !
ديانا تحتقن الدموع بعيونها: لم ارغب أن اسبب فظيحة !
تايلر يضغط على يدها: المرة المقبلة سببي فظيحة … ولكن لا تسكتي لشخص يتحرش بك ! يا لشخصيتك العجيبة !!! انتي ضعيفة حقا !!
افلت يدها وادار وجهه واكمل طريقه تجاه مكتب ايلينا,و لحقت به ديانا بعد أن هدأت من روعها..
عادوا للمنزل سويا هم الخمسة …
ديانا: لم اكن اعرف انك تريدين أن اساعدك بالتصوير ! * تبتسم *
ايلينا: انتي مصورة بارعة حقا… يليق بك التخصص بحق
تايلر: لماذا لم تحضري مصورين محترفين ؟؟
ايلينا: كان الموضوع أن تكون صورا من قبل مصورين هاويين, انتما المناسبين
ديانا: لقد استمتعت حقا ^_^
داني: انتم خونة امضيتم يوما ممتعا بدوني..
كارلين: وامضوا النهار بدوني ايضا !!
انتشروا في المنزل , وبالنسبة لديانا وتايلر, كانا يتحاشيان النظر بعيون بعضهما بسبب ما حدث اليوم !!
وقت النوم:
تغمض عيونها وكل ما يخطر ببالها هو ذلك الموقف في المصعد ظهر اليوم , غطت وجهها بالغطاء وهي تصرخ محاولة أن تنسى ما حدث ولكن عبث !!
***
***
عند تايلر..
مغمضا عيونه يحاول النوم , ولكن كل ما يتذكره هو تفاصيل وجه ديانا الجميل وقربها منه , ضغطها على ذراعه بيدها ! كم كانت قريبة منه , ورائحة عطرها المميزة التي كانت مطبوعة على عنقها الطويل.
وضع يده على قلبه بكل عفوية وتلقائية, ولكنه سرعان ما فتح عيونه وعقد حاجبيه وهو يقنع نفسه بأنه لا يطيق وجودها في المنزل !!!
مساء اليوم التالي:
الجميع يشعر بالفرحة والراحة..
وأخيرا عطلة نهاية الاسبوع !!
داني: لقد اتخذت قراري , بما أن غدا هو اول يوم في اجازة نهاية الاسبوع, سنذهب في رحلة لمدة ثلاثة ايام ..
ايلينا: هل فكرت الى أين حبيبي ؟؟؟
كارلين: لم لا نذهب لمنزل البحيرة ؟ نحن لم نذهب هناك منذ مدة طويلة !!
داني يعانق كارلين: اوووه~ طفلتي الصغيرة انها عبقرية..
ايلينا: لنذهب لمنزل البحيرة انها فكرة رائعة..
داني: لنخبر الاولاد بأن يجهزوا انفسهم..
****
عند ديانا:
التقطت صورة لد*كور غرفتها بعد أن رتبتها ووضعت صورتها على الفيس بوك..
كتبت تعليقا عليها: ” غرفة ديانا ” , ” المزاج: سعيدة “
كانت تعبث بالفيس بوك وتتحدث مع اصدقاءها , وبالطبع الملل يسود المنطقة !
****
في فلسطين:
الوقت متأخرا نوعا ما..
تستلقي على سريرها , ممسكة بالايباد الخاص بها وتقوم بمراقبه التحديثات على التويتر والفيس بوك, سرعان ما خرج تحديث ديانا لصورة غرفتها الجديدة..
رفعت حاجبيها باستهزاء واستنكار , كظمت غيظها عند رؤيتها لتلك الغرفة اللطيفة التي علقت عليها ديانا بعبارة ” غرفة ديانا ! “
ابتسمت بسخرية وهي تشد على قبضتها بحقد..
: الن ارتاح منك أبدا ؟؟ كم اكرهك !! توقعت أن تعيش حياة ساخطة هناك, لكن يبدوا انها تعيش برخاء ونعيم !!
القت الايباد من يدها وغطت نفسها لتغط بنوم عميق .
*******
في كاليفورنيا ( سان جوس تحديدا )
خرجا من الغرفة على صوت ايلينا وداني وهما يناديان عليهما ..
ديانا: اجل ؟؟
تايلر يخرج من وراءها: ماذا ؟؟؟
ايلينا: فلتوضبا حقائبكما بسرعة..
ديانا وتايلر معا: لماذا ؟؟
داني: سنذهب صباح الغد الى منزل البحيرة , سنقضي عطلة نهاية الاسبوع هناك.. * قال بابتسامة عريضة *
ديانا: هل لد*كم منزل بحيرة ؟؟
ايلينا: لا تقولي لد*كم, قولي لدينا.. اجل لدينا منزل بحيرة.
ديانا تبتسم: اها..
كارلين تركض لتعانق ديانا: سنمرح كثيرا معا , المكان هناك جميل جدا !
ايلينا: هيا لتوضبا اغراضكما !!
التفت تايلر وهو يضع يديه في جيوب سرواله واتجه لغرفته بكل صمت, واتجهت ديانا لغرفتها بكل سعادة وشوق للغد ..
وضبت حقيبتها وهي تضع الملابس والكريمات والاشياء الضرورية..
مضى الوقت ببطئ شديد كما كانت ترى ديانا ! لقد خطف النوم من عينيها , وكأنها طفل صغير ينتظر شيء ما بكل لهفة..
******
عند تايلر:
اغلق حقيبته و وضعها بهدوء بجانب سريره ..
: لم قد اذهب برفقة هذه الفتاة لمنزل البحيرة ؟؟ * يصمت للحظة* مهلا وكأنه منزلها انه منزلي سأذهب رغما عنها ! * قال وهو واثق بنفسه *
************