الفقر _ الفصل الاخير

3424 Words
: وصنعت القهوة وعدت له أضعها أمامه وهو يشير لي ان أحضر له سيجارة ، وضع سيجارته بين شفتيه وأشعلتها له ثم أشار لي مرة اخري لأجلس بجواره ، شايفه الستات اللي في الشارع دي يا هدي اه يا سيدي تفتكري كام ست منهم خاينة ؟، وكام ست منهم متخانه ؟، وكام واحدة فيهم مبسوطة وكام واحدة مقهورة ؟ معرفش يا سيدي ، بس الدنيا فيها وفيها تفتكري كام واحدة فيهم ممكن تبيع جسمها بالفلوس ؟ لم أستطع الإجابة وشعرت أني المقصودة بشكل أو بأخر حتي نظر لي وإبتسم بهدوء ، الفلوس يا هدي ، الفلوس أقوي من الشيطان ، الشيطان بيغوي النفوس وممكن النفس تعاند وتحبس شهوتها وتعيشه كأنه يادوبك حلم ، إنما الفلوس متشافه ومحسوسه وملموسه وليها طعم وريحة عندك حق يا سيدي عارفه انا عشت قد ايه بغلب الشيطان ؟ قد ايه يا سيدي ؟ لحد ما غلبته ووقفت ند لند قصاد الفلوس ، واتهزمت من غير ما ألحق حتي أدافع عن نفسي مش فاهمة !!! دي الحرب الوحيدة اللي تتمني تتهزمي فيها وتتغلبي ، لما إرتشيت وسرقت ونهبت ملايين كنت مهزوم بس مبسوط سيدي ، أنا خايفة ليه خايفة مش عايزة أعرف أسرار ولا تقلق مني يوم وتخاف متخافيش يا هدي مش هاعيش لدرجة اني اخاف منك وافكر انك هتأذيني انا معايا ملايين كتيرة ، عملت اللي الشيطان نفسه مافكرش يعمله ، خليت رجالة باعت ستاتها ، وخليت ستات خانت رجالتها وباعت نفسها بس دلوقتي اتهزمت تاني وعايش مقدرش ابين اني عندي ملايين ، يادوب ابان مرتاح ومستور وده مضايقك يا سيدي ؟ اللي إتعود ع الشر لو سابه مايقدرش يعيش ، في حاجة بتبقي نقصاه .. في حاجة بتاكل ص*ره وعايز يعملها سيدي انا مش قادرة افهم الفلوس يا هدي تشتري كل حاجة حتي الشرف والكرامة ، بس كل ما غلي اللي هيتباع زادت الفلوس قصدك انا يا سيدي ، إشترتني بالفلوس [٢٢‏/٧‏/٢٠١٩ ١٠:٥٣ ص] NouR: الجزء الثالث خطواتي الأولي في عالمي الجديد ، عالم بلا قيود بلا محظورات بلا هواجص الخوف من المجتمع ، المجتمع المريض الذي يصنف ولا يرحم ولا يتراجع ولا يعترف بخطأ التقييم ، دخلت شقة عصام بيه ومنها لحجرتي الجديدة أتلمس الجدران وأستنشق هوائها المنزوع منه رائحة الرطوبة وعرق الفقراء ، فتحت دولابي أعيد إمتاع بصري بملابسي الجديدة وأنتقي منهم الاجمل تركت شعري الأ**د يسقط بحرية فوق اكتافي بدون حارس او رقيب وتركت قلم الروج الأحمر الداكن يخط أولي حروفه فوق شفاهي جهزت الحمام الكبير ونثرت العطر في جنباته وتحركت بحذائي الجديد لحجرة عصام بيه ، اقتربت من فراشه الفاخر الوثير بقلب وعقل هدي جديدة سيدي ينام عاري الص*ر يتدلي غطاء رقيق فوق نصفه الاسفل ووجهه ترتسم عليه ملامح الراحة والهدوء ، أمسك بكفه العريض ألثمه بفمي وأطبع إمضاءاً بأحمر الشفاه الجديد فوق جبينه ، فتح سيدي عينيه ينظر إلي بإبتسامة رضا وهو يتفحصني من قدمي لرأسي ، صباح الخير يا سيدي صباح النور يا هدي ثواني وجيبيلي الفطار لم تفارق وجهي الإبتسامة وانا أقف كجواري العصور الوسطي بجوار فراش سيدي وهو يتناول الطعام وهو يهز رأسه راضياً ممتناً لخادمته المخلصة ، هدي القديمة كانت غيرك خالص هدي خدامتك يا سيدي اللي قدامي دلوقتي هدي تانية تستاهل تتفرش الكنوز تحت رجليها خدامتك يا سيدي وتحت أمرك أنهي سيدي طعامه ومد يده لي يتكأ علي مع**ي كما يحب ليأخذ حمامه الصباحي ، وصنعت القهوة وعدت له أضعها أمامه وهو يشير لي ان أحضر له سيجارة ، وضع سيجارته بين شفتيه وأشعلتها له ثم أشار لي مرة اخري لأجلس بجواره ، شايفه الستات اللي في الشارع دي يا هدي اه يا سيدي تفتكري كام ست منهم خاينة ؟، وكام ست منهم متخانه ؟، وكام واحدة فيهم مبسوطة وكام واحدة مقهورة ؟ معرفش يا سيدي ، بس الدنيا فيها وفيها تفتكري كام واحدة فيهم ممكن تبيع جسمها بالفلوس ؟ لم أستطع الإجابة وشعرت أني المقصودة بشكل أو بأخر حتي نظر لي وإبتسم بهدوء ، الفلوس يا هدي ، الفلوس أقوي من الشيطان ، الشيطان بيغوي النفوس وممكن النفس تعاند وتحبس شهوتها وتعيشه كأنه يادوبك حلم ، إنما الفلوس متشافه ومحسوسه وملموسه وليها طعم وريحة عندك حق يا سيدي عارفه انا عشت قد ايه بغلب الشيطان ؟ قد ايه يا سيدي ؟ لحد ما غلبته ووقفت ند لند قصاد الفلوس ، واتهزمت من غير ما ألحق حتي أدافع عن نفسي مش فاهمة !!! دي الحرب الوحيدة اللي تتمني تتهزمي فيها وتتغلبي ، لما إرتشيت وسرقت ونهبت ملايين كنت مهزوم بس مبسوط سيدي ، أنا خايفة ليه خايفة مش عايزة أعرف أسرار ولا تقلق مني يوم وتخاف متخافيش يا هدي مش هاعيش لدرجة اني اخاف منك وافكر انك هتأذيني انا معايا ملايين كتيرة ، عملت اللي الشيطان نفسه مافكرش يعمله ، خليت رجالة باعت ستاتها ، وخليت ستات خانت رجالتها وباعت نفسها بس دلوقتي اتهزمت تاني وعايش مقدرش ابين اني عندي ملايين ، يادوب ابان مرتاح ومستور وده مضايقك يا سيدي ؟ اللي إتعود ع الشر لو سابه مايقدرش يعيش ، في حاجة بتبقي نقصاه .. في حاجة بتاكل ص*ره وعايز يعملها سيدي انا مش قادرة افهم الفلوس يا هدي تشتري كل حاجة حتي الشرف والكرامة ، بس كل ما غلي اللي هيتباع زادت الفلوس قصدك انا يا سيدي ، إشترتني بالفلوس لأ ، عايزة تشوفي بنفسك ؟ اللي تحبه يا سيدي هاتي التليفون ناولته التليفون لأسمعه يتصل بشاكر البواب ويطلب منه الصعود هو وزوجته في الحال ، دقائق قليلة قبل ان يدق شاكر الباب وأفتحه له هو وزوجته بعد ان أخبرني عصام بيه بالجلوس وعدم النطق او فعل اي شئ مهما حدث ، دخل شاكر الرجل الثلاثيني صاحب الجسد الضئيل وخلفه نجية زوجته البيضاء المتوسطة الحجم فتبدو كجميلات الريف أصحاب البشرة ناصعة البياض وإحمرار الوجه الرباني ، أامر يا عصام بيه اهلا يا شاكر ، أخبار العمارة ايه ؟ كله تمام بنفس سعادتك يا سعادة البيه عيالك كويسين يا شاكر بيبوسوا إيدك يا سعادة البيه إشتريت الأرض اللي في بلدكم ولا لسه ؟ لسه شوية يا سعادة البيه ناقصك ايه يا شاكر ؟ معجزه معايا علي عشر تلاف جنيه يا باشا ، صاحب الارض طمعان وضارب في العلالي لا ... لا ، دي حاجة بسيطة أشار لي عصام بيه أن أحضر له المبلغ من حجرة المكتب ، هاتي عشر تلاف من جوه من فضلك يا هدي هانم كنت في حيرة شديدة وتداخل الافكار برأسي وأنا أسمعه يناديني بلقب هانم وكرمه الشديد مع بواب عمارته برغم ان الموضوع شراء أرض وليس علاج مريض او حل أزمة مستعصية ، والأهم من كل ذلك زوجته التي تقف والتوتر يعلو وجهها المحمر بشدة ، أعطيت النقود لعصام بيه والذي بدوره أعطاها لشاكر الذي تقفز الفرحة من وجهه جلية ، كتر الف خيرك يا سعادة البيه ، مش عارفين نودي جمايلك دي كلها فين دي حاجة بسيطة يا شاكر ، الصبح تسافر البلد وتشتري الأرض وماترجعش من غير ال*قد من النجمة هاطير علي البلد يا سعادة البيه تمام ... تمام أامر سعادتك يا سعادة البيه لا دي حاجة بسيطة ، بس كنت عايز نجية تمسح تحت رجليك كده بالظبط علشان حاسس الارض مش نظيفة وانت عارف قد ايه انا بحب النظافة من عينينا يا سعادة البيه هاتلها من جوه المساحة والميه يا شاكر من عيني يا سعادة البيه هرول شاكر باتجاه المطبخ فيبدو عليه معرفة الشقة جيداً بينما نجية بكل جدية تزيح اي شئ في أرض الصالة إستعداداً للمسح وهي تتحاشي النظر ناحيتي ، لم أفهم ما يدور ولماذا يطلب من نجية ذلك والارض غير متسخة علي الاطلاق ولماذا لم يطلب مني ذلك رغم اني خادمته بالفعل ؟!!!!!!، عاد شاكر يحمل جردل الماء الصغير والمسّاحة وناولهم لنجية بحماس ، يلا يا ولية اعمليلك همة ايه يا شاكر ؟!!!، هي نجية هاتمسح الارض بالشكل ده برضه ؟ كانت الكلمات تخرج منه قوية حادة كأنه شخص اخر حتي اني شعرت بالخوف ، لأ طبعاً يا سعادة البيه ، عينينا ... إخلعي خلاجاتك يا ولية لأ يا شاكر ، قلعها بإيدك حاضر سعادتك يا سعادة البيه لم أصدقك أن ما سمعته صحيحاً الا وشاكر يمسك بجلباب زوجته نجيه يخرجه من رأسها تماماً لتبقي فقط بجلباب فلاحي قصير نصف كم ترتديها تحت الجلباب الخارجي ههههه ، انتي لسه بتلبسي اللبس بتاع الفلاحين ده يا نجية ؟!!! هرول شاكراً تعبيراً عن الذكاء والفطنة وهو يمسك ملابس زوجته هي تقوم بعملها بجدية واهتمام وكأن كل ما يحدث هو أمر عادي يحدث لكل اهل الأرض ، انهت نجية عملها وهي تنظر لزوجها ثم عصام بيه قبل ان ينطق الاول بكل جدية ، خدمة تانية سعادتك يا سعادة البيه ؟ لأ يا شاكر كتر خيرك ، شكراً يا نجية تعبناكي تعبك راحة يا سعادة البيه اتفضلوا يا شاكر ومستنيك بكرة تقولي انك اشتريت الارض كله من خيرك يا سعادة البيه ، ربنا ما يحرمنا منك إرتدت نجية جلبابها الفلاحي الطويل حتي اعاد زوجها الاشياء للداخل ثم خرجا من الشقة وانا مفتوحة الفم والعين تدور الدنيا بي ولا أستطيع استيعاب ما رأيته بعيني من لحظات ، شفتي ازاي الفلوس اقوي من الشيطان يا هدي ؟ لم أجاوب بحرف وتطلعت له بخوف شديد وحيرة لا تنتهي حتي استطرد ، مين فيهم في رأيك الخاين ، شاكر اللي عري مراته ولا مراته اللي اتعرت لراجل غير جوزها ؟ الاتنين يا سيدي خاينين الفلوس يا هدي ، زي ما قلتلك الفلوس بتعمل اللي مايقدرش عليه الشيطان وقفت في المطبخ أعد الطعام وانا استميت في محاولة فهم ما يحدث وماذا يريد مني عصام بيه وماذا يمثل له شراء فتاة فقيرة مثلي يستطيع شرائها عامل فقير بقليل من النقود مع عقد زواج ، قدمت له الطعام وبطيبة أمرني بمشاركته الغذاء وهو يشرح لي طبيعة وجودي في بيته ، انتي هنا ست البيت ، هانم تأمري والف يخدموكي كيف يكون للخادمة خدم يخدومها ؟!، ماذا يفعل ؟!، ماذا يريد ؟!، انتهينا من الطعام ليدخل حجرته بعد تناول دوائه لينام قليلاً وذهبت لحجرتي ألقي بجسدي فوق فراشي الجديد لأشعر كما لو كنت القيت بجسدي في حمام سباحة من شدة نعومة ملمسه وليونة وسائده ، الثراء ممتع ويف*ن ال*قول ، يجعلنا نتعلق به ونتمسك بتفاصيله ويتمكن منا الفزع من زواله ، بعد ساعتين ذهبت له كالصباح أوقظه بهدوء حتي إستيقظ وارتدي ملابسه مجدداً واتصل بجاره وصديقه فريد بيه يدعوه لتناول فنجان القهوة معه ، [٢٢‏/٧‏/٢٠١٩ ١:٣٤ م] NouR: روحي اعدلي مكياجك يا هدي وغيري لبسك عشان الضيف حاضر يا سيدي قلتها وانا لا أعلم علي وجه الدقه ماذا أرتدي بالظبط فشعر بحيرتي التي بدت واضحه علي وجهي ، مالك يا هدي محتارة ليه ؟! مش عارفة يا سيدي اللبس المناسب لوجود الضيف ايه ؟! كنت متوقع كده ، عموماً فريد طول عمره صاحبي وشريكي ف كل حاجة عملتها ف حياتي ومش بخبي علية حاجة علشان تفكري اني هعاملك قدامة ك خدامة هو عارف وفاهم كل حاجة حضر فريد بيه وفتحت له الباب لأري رجلاً نحيفاً جدا في مثل عمر صديقه غير انه أصلع فلا يوجد برأسه غير شعر ابيض خفيف في جوانب رأسه ، إبتسم لي ومد يده يمسك بيدي وهو يرفعها لفمه يقبلها ، مساء الخير يا هدي هانم مساء النور يا فريد بيه هاهاهاها ، عصام بيه حكالك عني بالتأكيد زي ما حكالي عنك دخل امامي يتقدمني بخطوة وصافح صديقه وجلس بجواره ، إعمليلنا القهوة يا هدي ، قهوة فريد بيه علي الريحة تحت أمرك يا عصام بيه توجهت للمطبخ عدت لهم بالصينية وقدمت القهوة ميرسي يا هدي هانم ، ذوقك دايما ذوق ملوك يا عصام بيه هدي جميلة جداً يا فريد ، اجمل من اي حد مش محتاج تقولي يا عزيزي ، جمالها يبان للكفيف ، بس ... بس ايه يا فريد ؟ محتاجة شوية رتوش ، شوية تفاصيل علشان تبقي هانم مليون في الميه خلاص يا فريد ، التفاصيل دي عليك شايف ايه ؟ زي ما قلتلك حاجات بسيطة ، بعد اذنك يا عصام بيه بكرة مدام جيجي هاتيجي للهانم مخصوص علشان تعملها شوية رتوش تمام ، تنور طبعا يا فريد . غادر فريد بيه واخذ سيدي حمامه بطريقته المحببة وبعدها نام كطفل صغير حتي ذهب في ثبات عميق ودخلت حجرتي أنام وأنا أفكر في جيجي القادمة في الغد ومستقبلي مع العجوزين أصحاب التفكير الغريب . ف الصباح حضر فريد بية ومعة مدام جيجي وكانت سيدة فى حدود الخمسين تبدو من ملامحها من ج*سية قديمة مختلفه ومعها بنتين مساعدات لها ، أفهمها سيدى المطلوب ودخلا معى حجرتى ولمدة تزيد عن ثلاث ساعات فعلوا بى كل شئ حتى لم يتركوا اي شئ يمكن عملة ثم رسموا مكياجاً خاصاً كأنى عروسة ليلة زفافها والبستنى من دولابى فستاناً اخترته بنفسها من فساتين السواريه كان يظهر جسدى من تحته كأنه من البلور اللامع خصوصاً انه قصير فوق ركبت ، خرجت لسيدى الذى فتح فمه لاول مرة متخلياً عن هيبته وهو يصفق بيده معجباً ويمدح مدام جيجى ويشكرها ويضع بين يديها عدة رزم من النقود هى ومن معها ، وقفت امامه استعرض شكلى الجديد وانا اشعر بداخلى انى بالفعل واحدة من هولاء السيدات الاثرياء كريمة الطبقة الغنية ، لم يتأخر فريد بيه فى الحضور ليشارك فى هذه اللحظة ويمسك بيدى يقبلها وهو مفتون بشكلى ، شفتى يا هانم الفلوس بتعمل ايه ؟ شفت ومش مصدقة نفسي يا سيدى لأ صدقى والصبح هتاخدى الشنطة اللى جوه لما السواق يجي وتروحى تفتحى حساب فى اى بنك تختاريه وتحطى الفلوس باسمك قاطعه فريد بيه مبتسماً ، اسمحلى اروح معاها بنفسي يا صديقى وبالمرة احولها مبلغ يليق بيها على الحساب اللى هاتفتحه كل ذوق يا فريد بيه ، كويس انك هاتبقى معاها وهى بتاخد لقب مليونيرة الصبح علشان متلفتش نظر حد علشان كده هاروح معاها وهاوديها البنك الاجنبى اللى حسابى فيه متشكر لذوقك يا فريد بيه وضعت يدى فوق جبينى وانا اسمعهم وهم يصفونى بمليونيرة وان الحقيبة الضخمة بالداخل ستصبح لى حتى تمكن منى الدوار الناتج عن الدهشة وسقطت على الارض مغشياً على ، فتحت عينى على يد فريد بيه وهو يمررها امام انفى بعطر حتى افيق وانظر له وانا غير مصدقة فسندنى واجلسنى على المقد بجوارهم وهو يربت على كتفى ، يا هانم مفيش متعة اكبر من انك تغيرى حياة انسان ، غنى ويبقى فقير او فقير ويبقى غنى مش عارفة اقولك ايه يا سيدى حاسة انى بحلم كل ده كلام فارغ ، المبلغ اللى معاكى اتنين مليون وفريد بيه هايديلك مليون يبقى ثروتك الصغيرة تلاته مليون ودى حاجة قليلة عليكى يا هانم ابوس ايدك يا سيدى كفاية حاسة ان روحى هاتطلع هاهاهاها ، تستاهلى اكتر من كده يا هانم خلاص بقى يا هانم ، عصام بيه واضح انه راضى جدا عنك في الصباح بعد أن قمت بمهامي مع سيدي عصام بيه تجهزت جيداً بشكل راقي ومحتشم نوعاً حتي جاء فريد بيه وذهبت معه بسيارته الفارهة إلي أحد فروع بنك أجنبي وأودعت المبلغ كاملاً في حسابي وقام ايضا فريد بيه بتحويل مليون جنيه كاملاً لحسابي الجديد مع تلميحه للموظفين أني زوجته الجديدة حتي لا يبحث احد خلفي عن هذا الثراء المفاجئ ، في طريق العودة حاولت معه لعلي افهم اي شئ مما يدور حولي ولماذا يفعلون ذلك وما هي متعتهم من كل ذلك ، شوفي يا هانم ، تلاتين سنة وانا مساعد عصام بيه في الشغل ، كل حاجة عملناها سوا من اول جنيه حرام لحد ملايين منعرفش عددها جمعنها سوا طب ما تدوها لولادكم ، مش لخدامة فقيرة زيي الولاد خدوا وهايخدوا اكتر من احلامهم ، لكن يا هانم اللي فيه داء ما يسلهوش وايه الداء ده يا فريد بيه لحد كده يا هانم وكفاية ، ومتنسيش بكرة هاتيجيلي علشان ولاد عصام بيه هايكونوا موجودين حاضر ، فاكرة وعاملة حسابي عدت لسيدي عصام وقبلت يده اشكره علي كل هذا وقد اصبح حقيقة وليس مجرد خيال ، تستاهلي اكتر يا هانم ، شفتي شاكر وانتي طالعة ؟ ايوة يا سيدي موجود تحت مجاليش ليه الحيوان ده ، كلميه خليه يطلع ومعاه نجيه حاضر يا سيدي لم يمر وقت طويل وحضر شاكر ونجية ووقفوا أمام سيدي عصام بيه وهو ينظر لهم بحدة ، عملت ايه يا شاكر ؟ تمام سعادتك يا سعادة البيه ، اشتريت الارض وكله تمام ولما هو كله تمام مجتش ليه تعرفني زي ما قلتلك وصلت واخري يا سعادة البيه وقلت اطلع لسعادتك وخري علشان مضايقكش كان لازم تعرفني اول ما وصلت يا شاكر حقك علي راسي يا سعادة البيه طيب انزل انت دلوقتي وسيب نجية كان سيدي يجلس في مقعده الخاص وانا في المقعد المقابل بينما نجية تقف امامنا تنظر في الارض بعد ان خرج زوجها ، وتماما كالمرة السابقة قامت نجية بتنظيف الارضيات بعد ان غيرت ملابسها واصبحت بشكلرمهين حتي انا نفسي خجلت منة وبدات دموعي تنزل بسبب منظرها بتلك الطريقة بعد اذنك يا هانم مش عايز اشوف دموعك تاني ، من فضلك اعدلي مكياجك علشان في ضيف زمانه علي وصول دخلت حجرتي وأعدت تهذيب مكياجي حتي سمعت صوت الجرس فخرجت ولم يكن بالباب سوي رجل كبير بنظارة طبية ويحمل حقيبة سوداء عرفني عليه سيدي بانه محاميه الخاص ، اخرج المحامي بعض الاوراق وطلب مني بطاقتي وسجل بياناتي ثم طلب مني التوقيع ، نظرت لسيدي مستفهمة فهز رأسه مبتسماً ، وقعي يا هانم علي عقد ملكية شقتك الجديدة فتحت فمي مندهشة وقمت بالتوقيع باصابع مرتعشة وعندما انتهيت سلمني المحامي نسختي من ال*قد واخبرني انه سيقوم بالتسجيل غدا ويمكنني المرور عليه في اي وقت لاستلام ال*قد النهائي ، رحل المحامي واغلقت الباب خلفه وعدت الي مقعد سيدي ، جلست امامه وانا اقبل قدميه وساقه وامسح وجهي في قدمه ، شقة كمان يا سيدي ، معقول كل اللي بتعمله ده ؟!!! قلتلك قبل كده تستاهلي اكتر يا هدي هانم انا مش هانم ، انا خدمتك وانت سيدي لأ يا هانم ، انتي هانم وعندك حساب محترم في البنك وشقة كبيرة مفروشة بالكامل في انظف مكان في البلد كتير يا سيدي .... كتير قوي مفيش كتير عليكي يا هانم .!! مر اليوم بشكل عادي وانا افكر كثيراً اني اصبحت املك الملايين وايضا شقة كبيرة مجهزة من كل شئ حتي جاء المساء وطلب مني سيدي ان اخرج مبكراً قبل حضور ابناءه لشقة فريد بيه حتي ينتهي اليوم ، في الصباح المبكر ارتديت ملابس الخروج ولم اخذ اي شئ معي سوي حقيبة يدي وصعدت لشقة فريد بيه والذي كان نشيطاً كعادته مستيقظاً فتح لي وهو مبتسم ويرتدي زي رسمي كمن يستعد للخروج ، صباح الخير يا فريد بيه صباح النور يا هانم هو حضرتك خارج ؟ خارجين ، قصدك خارجين قالها وهو يشير باصبعه نحونا ويتحرك معي وهو يغلق باب شقته لننزل سوياً ونركب سيارته الفارهة ونتحرك ، علي فين يا فريد بيه ؟ اولا وانتي معايا لوحدي كل جمعة مفيش بيه ، تقوليلي يا فريد بس ، ثانياً انا قلت كفاية حبسة عليكي لحد كده ونخرج نغير جو زي ما تحب يا فريد بيه ها ؟؟؟ زي ما تحب يا فريد تحرك بنا وبدئنا نخرج من زحام المدينة للطريق الصحرواي وهو لا يكف عن سرد قصص مسلية جعلتني اشعر بالسعادة والبهجة ، وصلنا لإحدي القري الخاصة بمدينة ساحلية راقية ودخلنا شاليه جميل منمق جدا وبه اثاث فاخر ، تذكرت فجأة اني لا أحمل معي أي ملابس غير التي ارتديها ليضحك بشدة وهو يشير لي نحو الطابق الاعلي ، اطلعي فوق يا هانم هتلاقي الدولاب مليان هدوم نقي مايوه علي قدك وبينا ننزل البحر صعدت ووقفت امام الدولاب مبهورة من كثرة الملابس وتنوع اشكالها ومقاستها ، انتقيت مايوهاً طالما حلمت ان ارتديه ذات يوم اصفر اللون ونزلت له وقد تجهز مثلي وخرجنا سوياً نجلس تحت احدي الشمسيات وكان الشاطئ لا يوجد به الا عدد قليل جدا وبينهم جميعاً مسافات كبيرة ، نزلت الماء معه و***بت كما لو كنت طفلة صغيرة وغمرتني سعادة شديدة لم اعرفها من قبل حتي وانا اضع ملايين في حسابي او حتي اوقع عقد شقة فارهة ، انتهينا وتناولنا طعاماً فاخراً علي الشاطئ ثم عاد بي للشاليه قبل الغروب ركبنا سيارته للعودة ووصلنا لا اعلم لحسن حظي ام الع** في نفس توقيت رحيل ابناء سيدي عصام لتتقابل نظراتي بنظرات مدام وفاء وهي تشير برأسها لي بالتحية ويلقي الازواج التحية لصديق والدهم فريد بيه ، كان هذا اللقاء كفيلاً لاعرف انه حان الموعد لسيدي عصام الذي يجلس وحيداً الان واوصلني فريد بيه بنفسه حتي الباب ولم يدخل معي ، لا اعرف لماذا شعرت بالاشتياق لسيدي عصام فوجدتني اجري عليه كالاطفال وانا القي بجسدي بين ذراعيه وهو ممد في فراشه واقبل جبينه ويده ، شكلك اتبسطتي يا هانم اوي اوي يا سيدي انتي هاتمشي امتي ؟ امشي فين ؟ تسيبيني وتخونيني وتلعنيني ليه ؟!!!، اعمل كده ليه يا سيدي ؟!!!!!!!! انتي دلوقتي مليونيرة عندك فلوس كتير وشقة ، ايه يخليكي تفضلي مع راجل عجوز مريض زيي كل حاجة ملكك وبتاعتك ، حتي انا بتاعتك وخدامتك لأ يا هانم ، اتعلمي الدرس وافهمي ، الفلوس بتعمل اللي الشيطان مايعملوش الفلوس ما بتعملش حاجة يا سيدي ، هو الشيطان اللي بيخلينا نعمل اللي عايزه بالفلوس الفلوس الحرام اكبر واقوي من الشيطان يا هانم ، انا اديتك من فلوسي الحرام وانتي بنفس الفلوس لازم تعملي فيا اللي عملته في كتير قبلك ، تخونيني وتسيبيني وتبدئي حياة جديدة تعمليها علي مزاجك مقدرش ياسيدي ، انا مش قليلة الاصل انتي تستاهلي اكتر يا هانم وانا استاهل تعملي ده فيا ، وفاء هاتجيب واحدة جديدة بكرة خلاص علشان اغير حياتها زيك من الصبح تمشي ارجوك يا سيدي ، مش هاعرف ابقي لوحدي بفلوسك مش هاتبقي لوحدك ، عدي ع المحامي خدي عقد الشقة ولمي كل حاجاتك من هنا وعيشي بالطريقة الي تعجبك قبل ان انطق وضع اصبعه فوق فمي يمنعني من الكلام ويطلب مني مغادرة حجرته ، جمعت كل اشيائي وانا لا اعرف ماذا سأفعل ولكني اشعر بالاقتناع بكل كلمة سمعتها من سيدي واني لابد ان ارحل ، هذا الرجل العجوز ينتقم من نفسه ومن كل من حوله ويمارس شره حتي اخر نفس في حياته ، في الصباح ودعته بنظرة خاطفة دون ان اوقظه وخرجت لعالمي الجديد ، عالمي الذي لن أصبح فيه بعد الان .... بنت فقيرة . " تمت "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD