الفصل الثاني
****************
و لما جاء عمى و قبل ان يخبروه بما فعلت ، توجهت إليه بكلماتى و التى صعقته من صدمتها .. فما كان منه إلا أن سكت حتى استمع لزوجته و هى تخبره بما كان ، لينظر فى عينى و هو يبتسم ثم يقول : و انت ناوى تعيش لوحدك عشان كده يا هيثم ؟ ده انا فكرت انك ما غلطتش يعنى و ان فيه حد هنا ضايقك أو زعلك ، و اتاريك انت اللى بتغلط م الاول و طبيعى يا ابنى ان مرات عمك تخاف عليك ، اقعد يا هيثم ، و استنانى فى الصالة و انا راجع لك يا حبيبى ..
و اصطحب زوجته و دخل إلى غرفتهما و لا أدرى ما دار بينهما من حديث جعلها تخرج صاغرة لتعتذر لى عما كان منها ، و تتعلل بأنها قد تفاجأت بما كنت أفعله ، و انها لا تحتمل أن ترانى عابثا بهذا الشكل غير عابئ بأخلاقيات الحى و تقاليد المنطقة .. و انها كانت تخشى علىّ من السقوط فى براثن أى كائن يدمر مستقبلى أو يسطو على أحلامى أو يش*ه سمعتى و يورطنى فيما لا يحمد عقباه ..
و أمام هذا الضعف منهم جميعا كان موقفى الثابت و قلت لن أبقى هنا و لن أعيش فى بيت تمت إهانتى فيه ، و سأعود لبيت والدى فى ذلك الحى الراقى و كفانى ما أعانيه من تضييق و إحساس بأنى غريب بينكم .. حاول عمى استعطافى و محايلتى و محاولة تغيير اعتقادى بأننى قد أٌهنت فى بيته .. و لكن موقفى كان صلبا ثابتا ، فلأول مرة سأتخذ قرارا ، و عليهم أن يطيعوه حتى تكون سياستى القادمة فى التعامل معهم ..
و لم يجد عمى مفرا من الاستجابة لقرارى و حاول عمى استعادة طابور الخدمة الذى كان يعاوننا على عهد أبى و لكنه فشل فى الوصول إليهم فلجأ إلى غيرهم ، وعدت إلى بيتى لأجد عمى قد جهز طابور الخدمة و الذى كان يتكون من رجلين و امرأة طاعنة فى السن ، و صرت أطلب من عمى كل ما أريد بكبرياء و تحدى ، هو قيم فقط على حقوقى و لكن لا يحق له منعى من أى شئ أطلبه .. و لم يكن عمى يجرؤ على معارضتى خوفا منه على المستقبل القريب عندما أتولى بنفسى شئونى المالية ..
و صار المال بين يدىّ كما أريد ، و حولى من ينادوننى بكلمة : هيثم بيه ، شعرت بمشاعر جديدة ما كنت لأعرفها من قبل ، و أمرت عمى أن يجهز لى سيارة أبى من جديد و يستقدم لى سائقا إلى أن أتعلم القيادة ، و طلبت منه تغيير المدرسة الثانوية و إلحاقى بأرقى المدارس فى منطقتى بعد أن كنت زميلا لابنتهم فى مدرسة متواضعة فى ذلك الحى الشعبى الذى كانوا يقيمون فيه ..
و هناك وجدت عالما مختلفا لم أعهده من قبل ، و تكونت لى صداقات جديدة ، و من الأصدقاء الجدد تعلمت ما لم أكن لأتعلمه إلا على أيديهم .. و بفضل ما كنت أنعم به من مال و رفاهية كان الكل يتسابق لإرضائى ، و كان موعد النادى كل يوم بعد المدرسة موعدا لا يمكن تفويته ، و هناك التقيت بـ ( ميرفت ) صديقتى الجديدة ، و رغم أنها كانت أرقى و أجمل و أشيك بكثير من هند ، إلا أن هند بقيت فى قلبى صاحبة السمو ، بحثت عنها كثيرا لكنها كانت مثل الحلم الذى راودنى ليلة صيف .. تاهت منى و فقدت الأمل فى الوصول إليها ، وحدها نوال هى من تستطيع ذلك و لن أطلب منها شيئا مهما بلغت عذاباتى ، و تدريجيا بدأت أنغمس فى الصداقة الجديدة مع ميرفت ، و التى كانت تتمتع بحرية لا تقل عن حريتى ..
كان لنا الحرية فى اللقاء فى اى وقت و فى اى مكان ، فى بيتها أو فى النادى إلى ان دعوتها فى بيتى لتناول الغداء ، و كنا حينها فى الثانوية العامة ، فأدخلتها غرفتى بعد الغداء و لكنى لاحظت أن تلك الخادمة المسنة تطرق الباب بين لحظة و أخرى بحجة انها تريد ان تطمئن لو كان لنا أى طلبات ، حتى همست ميرفت فى أذنى و قالت : لو خبطت تانى زعق لها و قول لها ما تجيش الا لما انت تطلبها ، و حدث بالفعل ان طرقت الباب فأسمعتها ما لا ترضى ثم خرجت لها و قلت : انتى هنا عشان خدمتى و بس ، و لو كان عمى قال لك تاخدى بالك منى يبقا قصده من طلباتى ، لكن انا اعمل اللى انا عاوزه .. فأجابت بصوت معتذر : حاضر يا هيثم بيه ..
و بالفعل تعددت لقاءاتى بها و تنوعت اماكنها و معها تعلمت الكثير و الكثير من مظاهر حياة الترف و التنعم .. و بدأ فصل آخر فى حياتى على يد فتاة اخرى ، لكنها حياة أجمل بكثير مما عشته سابقا ، حتى و ان كنت بين حين و آخر أفتقد لأول فتاة فتحت امامى نافذة تطل على الحياة ، هى هند ، التى لا تزال صورتها منحوتة فى عقلى و هى تقف خلفى متحصنة بى فى مواجهة اعصار زوجة عمى و ابنتها .
اتسعت الفجوة بينى و بين خادمتى العجوز ، و لم يعد بيننا كلام ، و لم احاول ان أصالحها بعدما نهرتها من قبل و لكنها عقدت العزم على الرحيل ، و لم تزل تتحين الفرصة حتى خرجت فى يوم و لم ترجع بعدها ، و هنا أخبرنى ( سعيد ) الطباخ أنها أخبرته بعدم عودتها مرة أخرى إلى البيت و تطوع ان يبحث لى عن غيرها ، فأذنت له أن يبحث و بسرعة .. و لم يمر يومان حتى رأيته يأتى إلى غرفتى و هو مبتسم و بيده امرأة متوسطة الطول ، جميلة الملامح و ستتولى مهام الراحلة العجوز ..
كان اول ما نطق به سعيد و هو يبتسم : دى بقا اللى هاتفضل هنا العمر كله يا هيثم بيه ، لو بإيدى كنت جبتهالك هنا من أول يوم لكن شكرى بيه عمك هو اللى دوّر بنفسه بعيد عنى ، الست سعاد بقا من أشطر الستات اللى شوفتهم فى حياتى .. و هاتخلى لك البيت ده قصر .. فابتسمت و سلمت عليها و قلت لها : اهلا بيكى يا ست سعاد ، فابتسمت و قالت : سعاد بس يا سى هيثم بيه ، سعاد بس ، انت اللى سيد الكل ..
سعاد ، هكذا كان اسمها ، امرأة تخطت الثلاثين من عمرها ، سمراء اللون ، ممتلئة الجسد قليلا ، وجهها طبيعى الجمال دون اى زينة ، مبتسمة دائما ، صوتها برغم عنائها رقيق يحمل دلال الأنثى .. كانت ترتدى ثيابا محتشمة و طرحة ملفوفة فوق الايشارب ، و فى البيت كان أغلب لبسها هو الجلباب البلدى المخيط ، و تكتفى بالايشارب دون الطرحة ، و تسلمت عملها و الحقيقة انها كانت نشيطة جدا لا تدخر جهدا فى اضافة لمسة جمالية لكل شئ فى البيت ، و لما رأتنى أرسل ( نزيه ) الى المكوجى ، قالت انها تجيد ذلك و ستقوم لى به تطوعا ، و بالفعل كانت محترفة فى ذلك مما جعل إعجابى بنشاطها يزيد .. و كنت أمنحها زيادة من المال من حين لآخر ..
كان دور سعيد يتلخص فى طهى و تحضير الوجبات فقط ، و لم يكن مقيما فى البيت ، اما ( نزيه ) فكان معاونا له أثناء وجوده ، و بعد انصرافه يكون قائما على خدمتى من مشروبات و عصائر و معاونة سعاد فى اعمال التنظيف و الغسيل ، و كل لياليه يقضيها فى بيتى باستثناء بعض الايام التى تتم بالتنسيق بينه و بين سعيد حتى لا أبقى بمفردى فى البيت .. أما سعاد فكانت تختص بتنظيف البيت و تنسيقه و غسل الملابس و مسح الأرضيات ، و لظروفها العائلية كانت تأتى فى الصباح و ترحل فى المساء ، كانت متزوجة و لديها أربع أولاد ، أما زوجها فكان يعمل بوابا فى احدى العمائر التى تبعد قليلا عن بيتى و يقيم هو و اسرته هناك .. و للحق كانت لمساتها الجمالية فى تنظيم و تنظيف البيت لها أكبر الأثر لأن تجعلنى ألعن تلك العجوز التى رحلت دون إذن ..
اقتربت امتحانات الثانوية ، و ابتعدت قليلا عن الاصدقاء حتى أحقق حلم أبى فى الالتحاق بكلية الهندسة ، و انشغلت بين المراجعة و الدروس حتى أننى كنت أمكث فى البيت بالايام دون خروج .. و انتهت الامتحانات على خير ما يرام و بينما كنت أستعد لقضاء إجازة يملؤها السهر و الخروج حدث لى أمر طارئ غير الكثير من خططى المستقبلية للأجازة ..
..
فى آخر يوم امتحانات عدت الى البيت ، و دخلت مسرعا و الفرحة تملؤنى ، و بينما كنت فى غرفتى أبحث عن بعض الروايات التي كنت قد قررت قراتها بعد الامتحانات ، و لم أكن أدرى وقتها أين احتفظت بها قبل الامتحانات ، و كان الوقت بعد العصر و بينما انا ابحث عنها ، دخلت سعاد الى الغرفة و حدثتنى و انا اقف على حرف سريرى المواجه للدولاب و استند عليه و اثناء الحوار سقطت و لم احفظ توازنى و ارتطم وجه قدمى بحافة الدرج السفلى فى دولابى و فى لحظات كنت أصرخ من الألم أمام عينيها ..
دخلت سعاد و هى تلطم خديها و القلق و الاضطراب على وجهها و جاءت مسرعة لتمسك بقدمى و تتفحصها و الدم يسيل منها و جلست امامى و هى تأخذ بقدمى لتسندها على قدمها اليمني و تكتم الجرح بيدها ، ثم خلعت ايشاربها القماش و كتمت به الجرح حتى لا ينزف
و بعدما أيقنت أن الدم قد توقف جاءت لتساعدنى فى الوصول الى السرير حتى تذهب لجلب بعض الشاش و القطن و كريم الجروح
و جلست عند قدمى تنظر الى الجرح و لمست حوله بيدها لتطمئن على توقف الدم تماما .. و بعدما انتهت ، طلبت منها الجلوس فى السرير الى جوارى و انا أصطنع الألم .. فجاءت و لا زالت تتمنى لى الشفاء و قلقها يظهر فوق ملامحها ..
كانت قد جاءت الى حجرتى لتخبرنى بموعد الغداء قبل سقوطى ، و بعد ان اطمانت كررت دعوتها مرة اخرى لأن اتناوله ، فطلبت منها أن تحضره إلى سريرى لأنى لن أتمكن من الخروج فذهبت و أحضرته إلى الغرفة ، فطلبت منها أن تغلق الباب خلفها ، فجاءت بالطعام و قدمته لى ، فطلبت منها أن تساعدنى فى تناوله و انا أتمنى فرصة لأنال ما أردت.. طلبت منها الصعود الى جوارى حتى تتمكن من إطعامى بيدها ففعلت .. و سألتها حثيثا عن سعيد و نزيه فأجابتنى بأن سعيد قد انتهى من ترتيبات العشاء ثم انصرف و سيتعهد نزيه بتقديمه لى ، اما نزيه كان يجلس فى المطبخ يستمع الى المذياع و ينتظر أى أمر منّى ..
لم أعد أحتمل ما أنا فيه و حاولت تهدئة نفسى فلم أقدر .. طلبت منها أن تذهب بالأوانى إلى المطبخ ثم تعود ، و انا اتابع جسدها و هى تمشى فى خطوات هادئة رشيقة ، و عندما عادت طلبت منها مرة أخرى ان تغلق الباب و تأتى لتجلس إلى جوارى حتى لو شعرت بالتعب تتولى هى الأمر ..
وما ان جلست بجواري حتي لثمتها بقبلة على خدها و تتابعت قبلاتى كأسواط متتابعة على وجهها وشفتيها و هى لا تردد إلا : هيثم بيه .. لأ مش كده ،بلاش يا هيثم بيه .. نزيه برة ، أحسن يدخل علينا ..
هى لا تمانع و لا ترفض ما أنوى القدوم عليه ، لكن ذلك الو*د الذى يجلس فى المطبخ ، لابد من التخلص منه ، ظللت أفكر فى حل
ذهبت إليه فى المطبخ و منحته عنوان بيت عمى ، و قلت : بلغه رسالة بأننى أريد مبلغ كذا لقضاء الأجازة ، و انتظر حتى يعطيك ما طلبته .. فذهب على الفور ، و عدت إلى غرفتى لأجد سعاد و هى تنصت خلف الباب ، دخلت و انا أضمها بكل قوة !!
تقول الحكمة : اذا اعتادت النفس أمرا تألفه ، و هذا ما قد كان
اعتدت على ممارسة فعل الفحشاء ، و كان لقائى بسعاد هو بداية هذا التعود .. على مدى شهور الأجازة كلها كانت لقاءاتى بها ، فى الصباح و فى الظهيرة و فى المساء ، ما كان يمنعنى عنها مانع ، و التحقت بالجامعة و لا زالت سعاد ركنا أساسياً فى البرنامج اليومى .
و تعلمت أن المال قد يجعل من سعيد و نزيه أمناء على لقاءاتنا و خدما لمتعتنا .. و كان سعيد دائما يشعر بفخر بجلبه لسعاد و التى كانت سببا دائما فى ملء جيوبه من مالى ، لا لشئ إلا لمكافأته على هديته ، أما نزيه فكان يعرف جيدا متى يخرج ليخلى البيت و متى يعود ، بقيت سعاد فى أحضانى حتى بلغت العشرين من عمرى ، و كان حنانها أهم عامل فى رسم الابتسامة على وجهى ، كانت وظيفتها فى بيتى تتلخص فى مهامها المرهقة فى غرفة نومى ..
و بدأت أشعر بالملل تدريجيا تجاه لقاءاتى بها رغم انها لم تبخل علىّ بالمتعة أبدا ، و لكنها طبيعة جديدة اكتشفتها داخل نفسى ..عندما انجذبت لغيرها ، شعرت تجاهها بعدم الرغبة ، و تمحورت رغبتى تجاه الجديدة ، و بالتراضى قررنا إيقاف لقاءاتنا ، و منحتها ما يشبه مكافأة نهاية الخدمة و حاول سعيد أن ( يعرض ) خدماته مرة أخرى فى جلب خادمة جديدة ، أو امرأة جديدة تؤنس وحدتى ، لكننى قررت أن أتخلى عن خدماته هذه المرة و أستجيب لنداء القلب تجاه فاتنة الجامعة فأبقى فى رحابها وحدها
و كانت صديقتى الجديدة ( چيهان ) زميلتى فى الفرقة الثانية بكلية الهندسة .. حلم كل طلاب القسم ، بهية الطلعة ، رقيقة المشاعر ، راقية الأسلوب ، جميلة وجها و جسدا ، كانت باختصار المعنى الحقيقى للفتاة المثيرة المغرية .. حاولت الوصول إليها بكل الطرق ، حتى وقعت فى شباكى .. و كان اول اللقاءات فى ( معملى ) أقصد غرفتى التى صارت أيقونة الممارسات القذرة فى حياتى ..
برغم كل ما بذلته من معاناة فى الوصول إليها ، إلا أننى و بعد اول لقاء بينى و بينها فى السرير ، شعرت بانطفاء الرغبة تجاهها ، و صارت كل لحظات الشوق الماضية فى قلبى لها مجرد حلم عابر ، تبدد مع شروق شمس جسدها فى غرفتى .. و صار هذا دأبى فيما بعد ..
كل شهر أو شهرين أمر بعلاقة جديدة تصل إلى غرفتى ثم يتوقف قطارها عند سريرى ف*نتهى رحلتها .. صرت أشتهر بين الزملاء بأننى ( ثعلب النساء ) ألقى بشراكى أمام أى فتاة ثم تتطور العلاقة و يعلو منحناها حتى يهبط إلى الصفر مرة أخرى فنعود غرباء ..
و عندما حان وقت استلامى لتركتى و إدارتها ، آثرت أن يبقى عمى فى إدارتها كما هو بينما أنا متفرغ لنزواتى و سقطاتى المتلاحقة .. كنت أهصر من عصارة الملذات ما طاب لى ، و ما تركت نوعا من النساء صادفنى إلا اقتربت منه ..
ها أنا بين أحضان الغانيات و بائعات الهوى و بين الآنسات ، بين الأرامل و المطلقات ، و لو أنى قمت بحصر لعدد النساء اللواتى ذقت معهن المتعة لتخطى عددهن الخمسين .. كانت هوايتى المفضلة هى نسج الشباك للمرأة و بذل كل جهد حتى أقترب ، و بعدما أقترب أتخذ فى علاقتى معها منحى آخر يؤدى بها إلى السرير ، حتى قررت الاستقرار و إقامة حياة زوجية مستقرة ..
و حتى اكون صادقا فى إقامة البيت و صيانة أركانه ، انتقلت لهذا الحى الفاخر ، و تخلصت من كل براثن الماضى ، و أقمت تجارتى الخاصة و سلمت عمى جانبا فقط من املاكى ليديره مراعاة لفضله و تقديرا لخدماته فى السابق .. و تكفلت أنا بالباقى ، و توسعت فى مشروعاتى ، و قررت البدء من جديد بكل نقاء ..
**************