**البارت السادس**
**في منزل ريم:**
الساعة كانت تقترب من الثالثة صباحًا، لكن النوم كان بعيدًا عن عين ريم. كانت جالسة على سريرها، تُفكر في كل ما مر بها في الأيام الأخيرة. التهديدات، المكالمات الغريبة، علاقتها بفارس، والضغط الذي تعيشه من كل اتجاه، كل هذه الأشياء جعلت عقلها مشوشًا. أما قلبها، فقد كان يغلي بالأسئلة، وكأنها تقف على حافة حافة الهاوية، في انتظار أن يسقط شيء آخر من هذا العالم المظلم الذي دخلت فيه فجأة.
**ريم (همسات لنفسها):** "مين وراء كل ده؟ وليه بيركزوا عليَّ؟ لو كانوا بيستهدفوا والدي، ليه يدخلوني في القصة؟ هل فارس يعرف حاجة أكتر؟ هل فيه شخص تاني وراء الموضوع؟"
كل الأفكار كانت تدور في ذهنها بسرعة، مثل دوامة لا تنتهي. فجأة، رنَّ هاتفها. كان الرقم نفسه الذي اتصل بها قبل أيام. لم تتردد هذه المرة في الرد.
**ريم (بتوتر):** "مَن المتكلم؟"
**الصوت المجهول (بصوت خافت ومبهم):** "ريم، الوقت مش في صالحك. كل شيء هيتكشف قريب، لكن لو كنتِ عايزة تعرفي الحقيقة، لازم تكوني مستعدة تتعاملي مع كل ما هو قادم."
**ريم (وهي تجيب بعصبية):** "إزاي يعني؟ مين أنت؟ وإيه اللي بتقول عليه؟"
**الصوت المجهول (بابتسامة شريرة):** "مش هقولك كل شيء دلوقتي، بس خلي بالك من فارس. هو مش اللي بيظهر لك. لو كنتِ عايزة تكتشفي سر عائلتك، لازم تواجهي الحقيقة مهما كانت."
ثم، فَجأة، انقطع الاتصال.
**ريم (وهي تلقي الهاتف على السرير بتوتر):** "كل حاجة بتبقى واضحة أكتر... فارس... هو مش مجرد مدير. في حاجة مش مفهومة تمامًا."
في تلك اللحظة، دخلت جني الغرفة. كانت قد لاحظت القلق على وجه ريم طوال اليوم، وكان قلبها مشغولًا بحالة أختها.
**جني (بحذر):** "ريم، فيه حاجة غلط. مش قادره أقولك ليه، بس حاسة إن فيه شخص تاني داخل الصورة، حد غريب في القصة دي."
**ريم (بصوت متردد):** "ممكن تكوني محقة. بس مين ده؟ إزاي ممكن يكون في حد تاني؟ فارس ولا حد تاني؟"
**جني (بقلق شديد):** "مين زي فارس؟ حد قوي، وبيتحكم في الشركة... أو مش بس كده. فيه شخص جديد في حياتنا، وده شيء أكيد. كل شيء هيظهر قريب."
**ريم (بتن*دة):** "أنا عايزة أعرف الحقيقة... حتى لو كانت قاسية."
**في الشركة:**
في اليوم التالي، دخل فارس مكتبه في الشركة في وقت مبكر. كان يعرف أن اليوم سيحمل له المزيد من الأسرار. كان يشعر بشيء غريب في قلبه، شيء مش قادر يفسره. منذ أن أصبح مديرًا، كان دائمًا يحاول أن يحافظ على تركيزه. لكن الآن، كل شيء أصبح معقدًا أكثر من أي وقت مضى. علاقته بريم أصبحت أكثر من مجرد علاقة عمل. كان يشعر بمشاعر مختلطة، لكنه كان أيضًا ملتزمًا بمهمته.
بينما كان يراجع تقريرًا جديدًا عن خالد الهاشمي، لاحظ شخصًا جديدًا في الشركة. كان يراقب تحركاته بدقة. هذا الشخص كان "مروان"، أحد الموظفين الجدد في قسم الأمن. مروان كان في أوائل العشرينات، وكان يملك ملامح هادئة، لكن عيناه كانتا تحملان شيء من الغموض. فارس لاحظ كيف كان يراقب الجميع عن كثب، وهو ما أثار فضوله.
**فارس (وهو يراقب مروان عن كثب):** "مين ده؟ شكلته غريب، مش من الموظفين اللي كنت عارفهم."
وبينما كان فارس يحاول أن يلتقط تفاصيل أكثر عن مروان، شعر بشيء يشده إلى مكتب ريم. كان يعرف أنه يجب عليه التركيز في مهمته، لكنه شعر بشيء غريب يدفعه للاهتمام بها أكثر. يبدو أن كل شيء في حياته كان متشابكًا في خيوط غير مرئية.
**فارس (لنفسه):** "إزاي كل شيء بدأ يتشابك؟ ريم... مروان... خالد الهاشمي. فيه حاجة مش صح هنا."
وفي لحظة، قرر أن يلتقي بمروان ليعرف أكثر عن هذا الشخص. لم يكن يثق فيه تمامًا، خاصة بعد أن شعر أن مروان يراقب تحركاته. ربما كان جزءًا من القصة التي كان يحاول فك شفراتها.
**في منزل ريم:**
بينما كانت ريم جالسة في الصالة، كانت تفكر في كل شيء. التهديدات، فارس، والمكالمات الغريبة، كل شيء بدأ يظهر لها وكأنها قطعة من لغز كبير. كان قلبها ينبض بسرعة كلما تذكرت حديث الصوت المجهول. كان التحذير عن فارس، ووالدها خالد الهاشمي، وما كان قد خفي طوال السنوات الماضية.
في تلك اللحظة، رنَّ جرس الباب. قامت ريم لتفتح، وإذا بها تجد شخصًا غريبًا يقف أمامها. كان رجلًا في الأربعينيات من عمره، يرتدي بذلة رسمية، لكن كانت ملامحه تحمل شيئًا من التوتر والغموض.
**الرجل (بصوت حازم):** "أنا اسمي سامي، وأنا كنت قريب من والدك في بعض الأعمال. لازم نتكلم."
**ريم (بتفاجؤ):** "إنت مين؟ وما اللي جابك هنا؟"
**سامي (بهدوء):** "الوقت ضيق، وكل شيء على وشك الانكشاف. خالد الهاشمي كان جزء من شبكة كبيرة، وده مش سر. لكن، عائلتك كلها دخلت في دوامة مش هتقدري تخرجي منها بسهولة."
**ريم (بتوتر):** "ممكن تكون بتقول حاجة مش مفهومة. عاوز تقول إيه؟"
**سامي (بتن*دة ثقيلة):** "التهديدات مش من فارس فقط. فيه ناس تانية بتراقبك. وصدقيني، لو ما كانش أبوك متورط في كل ده، ما كنتيش هتكوني في المكان ده."
**ريم (بحيرة):** "إزاي ده ممكن يكون؟ كل شيء بدأ يظهر زي كابوس، وكل يوم بيزداد غموضه."
**سامي (بغموض):** "لو عايزة تعرفي أكتر، لازم تيجي معايا. فيه حاجات لازم تشوفيها عشان تحمي نفسك. مفيش وقت للتردد."
**ريم (بتردد شديد):** "مين الناس اللي بتتكلم عنهم؟ ومن فيهم بيستهدفنا؟"
**سامي (بابتسامة خفية):** "كل شيء هيتكشف قريبًا، لو كنتِ جاهزة تواجهي الحقيقة."
**في مكان آخر، في الشركة:**
مروان، الذي كان يراقب الجميع عن كثب، كان في قلب خطة أكبر. لم يكن مجرد موظف عادي في الأمن. كان يعمل لحساب شخص قوي في الظل، وكان يتابع تحركات فارس بشكل خاص. كان يعرف أن فارس قريب من ريم، وأنه قريب من كشف شيء لم يكن يجب أن يكتشفه.
**مروان (لنفسه):** "فارس مش هيفهم اللي بيحصل. ريم مش زي ما هو فاكر. كل شيء هيتغير قريبًا. لو عرفت الحقيقة، مش هتقدر تهرب منها."
كانت حياته مليئة بالسرية، وكان يعرف أن اللحظة المناسبة ستأتي قريبًا ليكشف كل شيء. كانت الأمور بدأت تزداد تعقيدًا أكثر من أي وقت مضى.
**في منزل ريم، في نفس الوقت:**
كان قلب ريم ينبض بقوة، لكن عزمها كان أشد. كانت على حافة اكتشاف شيء قد يغير حياتها للأبد. وقفت بجانب الباب، تتأمل ما قاله سامي. لكن مع كل كلمة، كان شعورها بالارتباك يزداد.
**ريم (لنفسها):** "هل لازم أذهب معاه؟ هل أستطيع الوثوق فيه؟ كل شيء بدأ يخرج عن نطاق السيطرة، ولكن لابد أن أكتشف الحقيقة... مهما كانت العواقب."
أغمضت عينيها للحظة، ثم قررت. كانت الخطوة التالية في طريقها مليئة بالظلام، لكن لم يكن أمامها خيار آخر.
**توقعاتكو ي حبايب قلبي ❤