**البارت السابع - عالم مظلم**
**في أحد المقاهي الصغيرة في وسط المدينة:**
كانت الرياح تعصف بالمدينة، والجو ملبد بالغيوم، كما لو أن السماء تستعد لتطلق سيلًا من الأمطار. داخل أحد المقاهي المعزولة في زاوية هادئة، جلست ريم على طاولة صغيرة قرب النافذة، عيونها مشوشة، كما لو أنها فقدت بوصلة حياتها. كانت تفكر في كل شيء، كل لحظة مرّت عليها في الأيام الماضية، وكل خطوة قامت بها في عالم مليء بالأسرار.
فجأة، دخل شخص من الباب، وكان وجهه غريبًا. كان يرتدي معطفًا أ**د طويلًا، وخطواته كانت هادئة كأنه كان يعرف تمامًا أين يتجه. لم يكن كأي شخص آخر. كان له هالة من الغموض تلاحقه. لم يمض وقت طويل قبل أن يلاحظته ريم. قلبها بدأ ينبض بسرعة، وكانت عيناها تراقب تحركاته بدقة.
**ريم (همسات لنفسها):** "مين ده؟ هو شخص غريب، وأنا مش متعودة أشوفه هنا."
بينما كان الشخص يقترب من الطاولة، شعرت ريم أن شيئًا غير طبيعي يحدث. تذكرت حديث سامي عن الأشخاص الذين يراقبونها، وأصبحت على يقين أن هذا الشخص ليس مجرد صدفة.
**الشخص الغريب (بتأني، وهو يقف أمام الطاولة):** "أنتِ ريم الهاشمي، صح؟"
ريم نظرت إليه بتردد، لكن بدا عليها أنها قد التقت بهذا الرجل من قبل، أو على الأقل سمعت عنه.
**ريم (بتوتر):** "أنت مين؟"
**الشخص الغريب (بابتسامة غامضة):** "اسمي مروان، وأنا جاي علشان أساعدك. فيه حاجات لازم تعرفيها، ودي مش مجرد صدفة إنك تكوني هنا."
**ريم (بحذر):** "مساعدة؟ في إيه؟ ومين اللي أرسل لك؟"
**مروان (بحذر):** "الأمور مش زي ما إنتي فاكرة، ريم. وعارف إنك مش مستعدة تسمعي الحقيقة. بس لازم تسمعيها دلوقتي، علشان تكوني مستعدة لكل شيء جاي."
بدأت ريم تشعر بأن كل شيء بدأ يضغط عليها. كانت هناك إشارات قوية تؤكد أن حياتها كانت على وشك أن تنقلب رأسًا على عقب. لا شيء كان كما يبدو، وكل شيء كان أكبر من مجرد تهديدات عادية. سامي كان قد ذكر لها أن هناك شخصًا آخر وراء كل شيء، والآن كان هذا الشخص يقف أمامها.
**ريم (بتن*دة):** "إيه اللي بتقوله ده؟ يعني إيه مش زي ما فاكرة؟ إزاي أصدقك؟"
**مروان (بجدية):** "اللي بتقولي ده مش كلام عادي، ريم. فيه شبكة كبيرة حواليكِ. عيلة والدك مش مجرد تاجر م**رات، اللي أنتي مش عارفةه هو إن والدك كان ليه دور في حاجة أكبر. حاجة مش هتقدري تستوعبيها دلوقتي."
**ريم (باندهاش):** "إزاي؟ يعني إيه؟ قول لي كل حاجة، من فضلك."
**مروان (بهدوء):** "اللي هقولك عليه دلوقتي مش سهل، ولا هتقدر تستوعبيه مرة واحدة. بس الموضوع مرتبط بوالدك، والماضي اللي كان مخفي. والدك كان يتعاون مع جهات خفية، جهات كانت بتلعب في السياسة والأموال، ومع الوقت، أصبح عنده دخل في تجارة السلاح. مش بس الم**رات زي ما أنتي عارفة."
رياح المفاجآت كانت تعصف بريم، لدرجة أنها كادت تخرج عن توازنها. كل شيء كان يتكشف أمامها، كما لو أن الستار الذي كان يخفي الحقيقة عن عينيها قد بدأ في التلاشي.
**ريم (بصوت مبحوح):** "تجارة السلاح؟! إزاي ده ممكن؟! ليه ما قلت ليش ماما؟ ليه ما حدش قال لي حاجة؟"
**مروان (بحذر):** "ماما سعاد مش عارفة. هي كانت دايمًا بعيدة عن ده، ومش كل شيء في حياة والدك كان مكشوف ليها. بس المشكلة دلوقتي مش في والدك. المشكلة فيكِ إنتِ."
**ريم (بتساؤل):** "أنا؟ إزاي؟ أنا مالِي؟"
**مروان (بثقة):** "إنتِ مش مجرد ابنة خالد الهاشمي. أنتِ جزء من خطة أكبر، وده اللي لازم تعرفيه. فيه ناس هتحاول تستخدمك علشان توصل لحاجة. والدك كان بيشغل ملفات حساسة، ومش كل الملفات دي بتتعلق بالم**رات أو السلاح. فيه حاجات تانية، حاجات مش مسموح لحد يعرفها."
**ريم (بقلق شديد):** "يعني إيه؟ إيه اللي ممكن يكون موجود في الملفات دي؟ وهل أنا في خطر دلوقتي؟"
**مروان (بحذر):** "كل شيء ممكن يكون في خطر، ولو ما فهمتيش ده، هتكوني جزء من لعبة أكبر منك. اللعبه دي مش ليها قانون. واللي عايز يعرف أكتر هو فارس الجندي، مديرك في الشركة."
هنا، تجمدت ريم في مكانها. فارس الجندي؟! كان هو نفسه الشخص الذي شعرت أنها مرتبطة به بشكل غريب، الشخص الذي كانت تحاول أن تفهمه أكثر من أي وقت مضى. مشاعرها تجاهه كانت مختلطة، كانت تعرف أنه قد يكون وراء الكثير من الأسرار التي بدأت تظهر، لكنه أيضًا كان الشخص الذي بدا أنه يحاول مساعدتها.
**ريم (بصوت مضطرب):** "فارس؟! هو عارف عن كل ده؟"
**مروان (بتأكيد):** "فارس كان جزءًا من كل ده. هو مش مجرد مدير في الشركة. هو واحد من الناس اللي بيحاولوا يكتشفوا كل شيء عن عائلتك. ومش لوحده. فيه ناس تانية، وهم مش بعيد عنك."
**ريم (بتن*دة):** "يعني إيه؟! كل شيء كان مخفي عني؟ كل شيء اللي عرفته عن والدي كان كذب؟"
**مروان (بثبات):** "اللي لازم تعمليه دلوقتي هو إنك تتصرفي بحذر. لازم تلاقي الطريقة الصحيحة علشان تكشفي كل شيء، وتقفّي في وجه الناس اللي بيحاولوا يسيطروا على حياتك."
كانت ريم تفكر بعمق في كل كلمة قالها مروان. كانت تشعر بالارتباك، لكن في نفس الوقت كانت تعلم أنها وصلت إلى نقطة مفصلية في حياتها. إما أن تظل في الظلام، أو أن تفتح أبواب الحقيقة، مهما كانت العواقب.
**ريم (بصرامة):** "أنا هروح معاك. مش هقدر أعيش في الظلام أكتر من كده. هروح معاك علشان أعرف الحقيقة."
**مروان (بابتسامة مشبوهة):** "ده القرار الصحيح، ريم. بس خلي بالك، كل خطوة هتاخديها هتكون خطر. لو قدرتِ تواجهي كل ده، هتكتشفي الحقيقة، بس خلي بالك، اللعبة مش هتكون سهلة."
**في هذه اللحظة، شعر مروان أن الزمن بدأ يضغط عليه. كانت هناك مؤامرات تلتف حوله وحول ريم، وكل لحظة كانت تقربهم أكثر من اكتشاف شيء أكبر من قدرتهم على تصوره.**
**توقعاتكو ي حبايب قلبي ❤