**البارت الخامس**
**في منزل ريم:**
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والجو في المنزل كان هادئًا جدًا، لكن ريم لم تستطع النوم. كانت جالسة على السرير في غرفتها، عيونها شاردة ومشاعرها متشابكة. المكالمة الغريبة التي تلقتها في الليلة الماضية كانت تردد صداها في ذهنها. الصوت المجهول، الذي قال لها:
**"في شخص قريب منك هو جزء من الخطر. خلي بالك."**
كانت الكلمات تطرق قلبها وتثير القلق في روحها. كل شيء في حياتها كان يبدو طبيعيًا، حتى جاءت تلك المكالمة. ريم لم تعرف إذا كان تهديدًا حقيقيًا، أم مجرد محاولة لخداعها. لكن، في أعماقها، كانت تشعر أن ما يحدث ليس مجرد مصادفة.
**ريم (وهي تتحدث لنفسها بصوت منخفض):** "مين اللي بيهددني؟ وليه؟ هل فيه حد بيستهدفني؟ هل له علاقة بوالدي؟"
تأملت قليلاً، ثم تذكرت الارتباك في عيون ماما سعاد عندما تحدثت عن الماضي، وكم كانت حريصة على تجنب الحديث عن والدها. ربما كانت هناك أشياء أكثر من مجرد عمله في التجارة، أو ربما كانت هناك أسرار لم تكن تعرفها.
في تلك اللحظة، دخلت جني، شقيقتها الصغرى. كانت جني قد لاحظت التوتر في أختها منذ فترة، لكنها كانت تجهل السبب. كانت جني تدرس في السنة الأولى بكلية التجارة، وكانت تمر بضغط دراسي هائل، لكنها كانت دائمًا إلى جانب ريم، تحاول أن تكون الدعم الذي تحتاجه.
**جني (وهي تقترب من ريم بحذر):** "إنتِ كويسة؟ في حاجة مش مريحة عندك؟ عيونك مش زي ما تكون مطمئنة."
**ريم (بتنهيدة ثقيلة):** "مش عارفة يا جني. في حاجة مش مظبوطة، وكل شيء بيقول لي إن في شيء أكبر من اللي إحنا عارفينه. فارس بيقرب مني أكتر، المكالمات الغريبة، والتهديدات... وكل شيء بيشير إلى حاجة مش كويسة. أعتقد إن فيه سر كبير مش قادرين نفهمه."
**جني (بتوتر):** "يعني، بتحسي إن فيه خطر؟ وفيه حاجة عن والدنا مش واضحة؟"
**ريم (بتردد):** "ممكن يكون. لكن كل شيء بيؤدي إلى مكان واحد: والدنا، خالد الهاشمي. ما كانش مجرد تاجر. فيه حاجة أكبر من كده، وده مش مجرد شعور. يمكن ماما كانت عارفة أكتر مننا."
**جني (بدهشة):** "إزاي يعني؟ ماما ممكن تكون عارفة؟ طب ليه ما قالتش؟"
**ريم (بحزن):** "أظن إنها كانت خايفة. الحياة مش بسيطة زي ما إحنا فاكرين. لكن لو كانت تعرف، أكيد كانت هتقول لنا. لكن هي كانت حريصة على إخفاء الحقيقة. يمكن دلوقتي الوقت يضغط عليها."
**في الشركة:**
في اليوم التالي، استيقظ فارس مبكرًا كالعادة، وكان في ذهنه شيء واحد: اكتشاف كل شيء عن خالد الهاشمي، والد ريم. كان فارس يعمل في شركة كبيرة، وكان منصبه حساسًا. رغم أن ريم كانت مجرد موظفة جديدة، إلا أن له علاقة كبيرة بما يحدث حولها، وكان يحاول اكتشاف علاقتها بأبيها.
فارس كان يشعر بشيء غريب تجاه ريم. في البداية كان يتعامل معها كموظفة جديدة، لكنه بدأ يلاحظ شيئًا مختلفًا فيها. لم يكن مجرد اهتمام مهني، بل كان هناك شيء آخر، شيء لم يستطع فهمه. مشاعره كانت متضاربة. هل هو مجرد اهتمام بوالدها، أم إنه يشعر بشيء آخر تجاهها؟
**فارس (وهو يجلس في مكتبه يفكر):** "هي مش مجرد موظفة جديدة. ريم عندها سر، وأنا لازم أكشفه. لكن في نفس الوقت، مش قادر أتجاهل إحساسي تجاهها. هي مش زي باقي الموظفين."
في تلك اللحظة، دخل عماد مكتبه. عماد كان صديقه المقرب، ويعمل في قسم الأمن بالشركة. كان دائمًا في المكان الصح في الوقت الصح. كان يعرف كل شيء عن كل شخص في الشركة، بما في ذلك المعلومات عن خالد الهاشمي.
**عماد (بصوت هادي):** "فارس، عندي لك تقرير جديد عن خالد الهاشمي. ده مش مجرد تاجر عادي. التقرير بيقول إنه كان متورط في شبكات تهريب م**رات وغسيل أموال ضخمة. لكن ده مش كل شيء. فيه ارتباطات مع جماعات إرهابية، وده بيقول إن ريم مش مجرد ابنة عادية."
**فارس (بدهشة):** "إزاي يعني؟ ريم؟ مش معقول!"
**عماد (بجدية):** "إزاي مش معقول؟ التقرير ده رسمي، والحقائق واضحة. ريم مش مجرد موظفة. والدها كان في قلب شبكة كبيرة. ويمكن ريم تكون عارفة أو حتى تكون جزء من القصة دي، ممكن تكون المفتاح."
**فارس (بحيرة):** "لكن ريم مالها؟ هي مش متورطة في أي شيء. هي موظفة زي غيرها."
**عماد (بإصرار):** "بلاش تستعجل في الحكم. ممكن تكون متورطة بشكل أو بآخر، أو يمكن هي مش عارفة. لكن مهمتك دلوقتي تراقبها عن كثب. لو كانت جزء من القصة، لازم تعرف."
أثارت كلمات عماد قلق فارس أكثر. كان يشك في نفسه وفي مشاعره تجاه ريم. هل هو بيحاول اكتشاف الحقيقة عن والدها فقط؟ أم إنه متورط في مشاعر أخرى أكثر تعقيدًا؟
**في منزل ريم:**
في المساء، كان الجو في منزل ريم مليء بالقلق والتوتر. جلسوا جميعًا في الصالة، لكن الجو كان ثقيلاً. ريم كانت تفكر في كلام فارس، وفي تهديدات الصوت المجهول. كانت تشعر أن كل شيء يقترب من نقطة تحول حاسمة. لكن هل هي مستعدة لمواجهة الحقيقة؟
**ريم (وهي تلتفت لجني):** "جني، أنا مش قادرة أهرب من الحقيقة دي. فارس مش شخص عادي، والمكالمات دي مش مجرد تهديدات. فيه حاجة كبيرة بتتراكم حوالينا، ولسه مش قادرين نفهمها."
**جني (بقلق شديد):** "أنا مش عارفة إزاي نواجه ده. لو والدنا كان جزء من القصة دي، إحنا ممكن نكون في خطر. لكن ماما مش هتقول لنا كل شيء."
**ريم (بصوت مرتعش):** "أنا مش عارفة إذا كنا هنقدر نواجه ده. كل حاجة بتتجمع في لحظة واحدة، وأنا مش قادرة أهرب منها. فارس مش بس مدير شغل، هو جزء من لغز أكبر مننا."
فجأة، رنَّ هاتف ريم، ورقم غريب ظهر على الشاشة. كان قلبها في حلقها وهي ترفع السماعة.
**الصوت المجهول (بصوت خافت):** "ريم، الوقت ضيق. خلي بالك، فارس مش الشخص اللي بيظهر لك. الحقيقة هتظهر قريب، وما تقدرش تهربي منها."
**ريم (بقلق شديد):** "مين أنت؟!"
**الصوت المجهول (بابتسامة خبيثة):** "كل شيء هيتكشف قريبًا، خلي بالك. فارس ليس من يقف معك، هو في الطريق ليمسك بكل خيوط اللعبة. والد*ك كانوا جزءًا من شبكة أكبر، وأنتِ مفتاح لكل شيء."
**جني (بتساؤل):** "إيه ده؟ مين كان دا؟"
**ريم (بتن*دة):** "التهديدات بقت واضحة. لازم نكون جاهزين. كل شيء في حياتنا هيبقى مختلف."
**في مكان بعيد:**
في مكان مظلم، كان شخص غريب يراقب ريم من شاشة صغيرة. كان يبتسم ابتسامة شريرة وهو يشاهد كل التفاصيل. كان يعرف أن اللحظة الحاسمة قربت، وكل شيء سيصبح مكشوفًا.
**الشخص الغريب (بابتسامة مريبة):** "كل شيء هيتغير. فارس، ريم، وكل من حولهم، كلهم بيحاولوا يكتشفوا الحقيقة، لكن الحقيقة مش هتكون رحيمة."
**توقعاتكو ي حبايب قلبي ❤