الفصل الثامن

1171 Words
يقول نزار قباني في قصيدته: اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ. يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ. وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا ٨ خرجت أيار من مكتب أمير منزعجة منه و من أسلوبه معها الغير مفهوم فهو تارة قاسي و غاضب و أخري حنون ليتها تفهم كل ما أرادت معرفته هو ما حل بسامي لما فقط لا يخبرها بما يعلمه ؟؟؟!!!! جلست علي الكرسي ناظرة أمامها بغضب مما جعل السكرتيرة تنظر لها بتعجب السكرتيرة ( حبيبة) بتسأل : ما بك أيار ؟؟؟ أيار بغضب : لما لا يجيب علي سؤالي فقط بدلا من غضبه علي حبيبة بعدم فهم : عما تتحدثين ؟؟؟ أيار بعدم اهتمام : لا تهتمي دعينا نعد للعمل قبل أن يغضب و نكون بمشكلة معه فهو لا يبدو ممن يتحكمون بأعصابهم حبيبة بهدوء : السيد أمير شخص هادئ جدا و محترم و لم أر شخصا بحياتي قادرا على التحكم بنفسه مثله حتي في أصعب المواقف و الظروف أيار بتسأل : لما كان غاضبا إذن عندما تحدثت معه ؟؟؟!!!! حبيبة بجهل : لا أعلم عادت حبيبة و أيار للعمل مجددا فأمير يهتم بعمله و يحافظ عليه و يكره الإهمال و رغم انشغالها بالعمل لا يزال السؤال يدور برأسها أين سامي ؟؟؟؟ لما قال إنها لن تراه مجددا ؟؟؟؟ و ما سبب عدم وجوده هنا ؟؟؟؟ من المعروف أن الأوائل دوما يتدربون هنا و رغم غرابه اختيار أمير لها يظل السؤال حاضرا كغيره من الأسئلة لما هي بالتحديد من وافق على عملها هنا و هي لم تتخرج بعد ؟؟؟!!!! أمير ذاك شخص من الصعب فهمه و العثور على إجابات تخص أسئلتها منه لكنها لن تتوقف حتي تحصل على إجابات و إن كان عنيدا فهي أعند منه و كأنه شعر بها إذ سرعان ما طلب حضورها لمكتبه فورا و هذه المرة لن تخرج دون إجابات و لن تهتم بغضبه عليها أو غيره وقفت أمامه و لم تخفي عنه إنزعاجه مما فعله مها و تصرفه ذاك دون مبرر أيار بهدوء مصطنع : سيد أمير كان يري غضبها في عينيها و علي وجهها رغم نبرة صوتها الهادئة نهض من كرسيه واقفا أمامها و قال بهدوء : يبدو أن جميلتي غاضبة مني جدا أيار بسخرية : و لما قد أفعل أنت مديري و من حقك الصراخ بوجهي كما تشاء و ليس علي سوى السمع و الطاعة أليس كذلك سيد أمير ؟؟؟!!!! أمسك يدها و قبلها ثم شبك يده مع يدها : لا ليس صحيحا أبدا لكني كنت غاضبا و أنت أصررتي علي الحديث معي لو تركتني أهدأ لكنت أجبتك أيار بعناد : و ها قد هدأت أين سامي و ماذا حل به ؟؟؟!!!! أمير بعدم اهتمام : لقد نال ما يستحق علي ما فعل عليك نسيان أمره أيار أيار بإنزعاج : هل هذا أمر جديد علي تنفذه ؟؟؟!!! أمير بهدوء : أنت عنيدة أيار و هذا أمر جميل بالنسبة لي لا تتخلي عنه مادامت علي حق أيار بتعجب : و هل سؤالي خطأ ؟؟؟!!!! أمير ببرود : عندما تكونين مهتمة بشخص حاول الاعتداء عليك لولا وجودى و انقاذي فبلي عندما تسألين عن شخص خدعك ليأخذ جهودك ليكون بمكان لا يفترض أن يكون فيه فبلي عندما تريدين معرفة شخص حطم قلبك بالكذب و الخداع فبلي أيار بحزن : يكفي سيد أمير أمير بجدية : لم أقل ذلك لتحزني بدل لتجعلي ذلك هدفا للتقدمي للأمام و تحققي ذاتك و التي استحقت التواجد هنا حيث يحلم الكل بأن يكون ************************************ في انتظار التعليقات ???
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD