الفصل الأول
يقول نزار قباني في قصيدته:
اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ.
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ.
وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا
الفصل الأول
١
أمير نصر الدين دكتور الهندسة العقل الفذ اللامع المصمم لعديد من المعالم المشهورة و التي سجلت باسمه في صفحات التاريخ المعماري لطالما كان طموح الكثيرين العمل معه و التدرب علي يديه و الصحافة كانت تتمايز من الغيظ منه فهو لا يظهر في المجلات إلا نادرا و لا يعقد لقاء صحفي و لا يعلم أحد أي شيء عن حياته كان لغزا يسعي الكل لحله لكنهم فشلوا جميعا
اليوم هو يوم تخرج طلاب كلية الهندسة و كالعادة الأوائل سيعملون تحت إشرافه سيذهب حتما لرؤيتهم فهو يذهب دون أن يعلم أحد بانه هناك يريد رؤيتهم و فقط من يستحق سيكون معه لا أولئك الذين يشترون كل شيء بالمال و يظنون الناس ملك لهم
قاد السائق به إلى الجامعة و خلفه الحراسة الخاصة به نزل من سيارته و طلب من حراسته البقاء في السيارة و ذهب وحده جلس في الصف الأخير سمع صوت بكاء من إحدى الفتيات أمامه و كانت صديقتها تحاول تهدئتها
أيار بصوت به بكاء حزين : هل تصدقين ما فعله سامي بي ؟؟
مهيرة بتأنيب : تستحقين ذلك ألم أخبرك بكونه نذل جبان لكنك كنت تدافعين عنه دوما و تقولين لي إنه يحبك
أيار بأسف : أسفة مهيرة كنت محقة بشأنه كان يجب أن أصغي إليك
مهيرة بسخرية : انظرى إليه يسير كالطاووس و كأن الدرجات تخصه و لم يستبدل ورقته بورقتك و يصير الأول بينما أنت باقيه للعام القادم
كانت أيار تظن سامي يحبها لكنها كانت مخطأه فهو فقط يريد أن يعمل مع أمير ليصير من الأغنياء تاركا خلفه تلك الفتاة محطمة دون مبالاة منه بأن والدتها مريضة تحتاج لعلاج و لكنه أوهمها أنه عندما يعمل سيتزوج بها و يساعدها في علاج والدتها و قد صدقته بسهوله تامة و في النهاية ها هو يتخرج و ينسي كل ما وعدها به أو يتنسي
سمع أمير كلامهما و لكنه لم يري أي وجه منهما فنظر لذلك الشخص ليجده شاب تلمع بعينيه نظرات المكر و الخداع التي يحيطها الذئب بفريسته قبل التهامها كانت نظراته لتلك الفتاة التي تبكي ثم خرج لتلحق به لم يستغرق أمير وقت للتفكير و لحق بهما
وقفا في حديقة الكلية اخفي أمير نفسه خلف الجدار ليراها أخيرا أيار سالم الطالبة المتفوقة و الأولي علي الجامعة إلا تلك السنة الجميلة الناعمة ذات العيون البنية الدامعة و الشعر الأ**د المسترسل كانت من أسرة متوسطة الحال مات والدها منذ سنتين في حادث سيارة لم يتبقى سوي والدتها المريضة القعيدة منذ سماعها بوفاة زوجها الذى تحب لتتحول حياتهم الجميلة لكئيبة فجأة خاصة بعدم وجود السند لهما في الحياة و قد ظنت أخيرا أنها وجدت من يساندها و يعينها لكنها كانت مخطئة ربما كان لديه سبب لتصرفه و هي لم تفهم لكن أي سبب يدفعه خاصة بعد تضحيتها بالكثير لأجله بمستقبلها الذي تنتظره والدتها القعيدة لتقوم بعملية تمكنها من المشي مجددا لتريح والدتها من حياتهما الصعبة علي كلتهما
************************************
في انتظار التعليقات و التصويت
???????????