الفصل التاسع

1142 Words
يقول نزار قباني في قصيدته: اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ.. فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا.. اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.. كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً.. فإنَّ قلبي دائماً غفورُ اغضب! فلنْ أجيبَ بالتحدّي فأنتَ طفلٌ عابثٌ.. يملؤهُ الغرورُ.. وكيفَ من صغارها.. تنتقمُ الطيورُ؟ اذهبْ.. إذا يوماً مللتَ منّي.. واتهمِ الأقدارَ واتّهمني.. أما أنا فإني.. سأكتفي بدمعي وحزني.. فالصمتُ كبرياءُ والحزنُ كبرياءُ اذهبْ.. إذا أتعبكَ البقاءُ.. فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ.. والأعين الخضراء والسوداء وعندما تريد أن تراني وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني.. فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ.. فأنتَ في حياتيَ الهواءُ.. وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ.. اغضب كما تشاءُ واذهبْ كما تشاءُ واذهبْ.. متى تشاءُ لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ. يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ. أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.. أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.. ومن ذهب الأحلامْ.. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ **ربِ حمامْ. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ.. يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ.. يا سيِّدتي: أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ.. ووردةُ كلِّ الحرياتْ. يكفي أن أتهجى إسمَكِ.. حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ.. وفرعون الكلماتْ.. يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ.. حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ.. وتُرفعَ من أجلي الرّاياتْ.. يا سيِّدتي لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ. لَن يتغيرَ شيءٌ منّي. لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ. لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ. لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ. حين يكون الحبُ كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ... يا سيِّدتي: ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني لا الأضواءُ.. ولا الزيناتُ.. ولا أجراس العيد.. ولا شَجَرُ الميلادْ. لا يعني لي الشارعُ شيئاً. لا تعني لي الحانةُ شيئاً. لا يعنيني أي كلامٍ يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ. يا سيِّدتي: لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ حين تدقُّ نواقيس الآحادْ. لا أتذكرُ إلا عطرُكِ حين أنام على ورق الأعشابْ. لا أتذكر إلا وجهُكِ.. حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ.. وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ.. ما يُفرِحُني يا سيِّدتي أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ بين بساتينِ الأهدابْ... ما يَبهرني يا سيِّدتي أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ.. أعانقُهُ.. وأنام سعيداً كالأولادْ... يا سيِّدتي: ما أسعدني في منفاي أقطِّرُ ماء الشعرِ.. وأشرب من خمر الرهبانْ ما أقواني.. حين أكونُ صديقاً للحريةِ.. والإنسانْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ.. وفي عصر التصويرِ.. وفي عصرِ الرُوَّادْ كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً في فلورنسَا. أو قرطبةٍ. أو في الكوفَةِ أو في حَلَبٍ. أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ... يا سيِّدتي: كم أتمنى لو سافرنا نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ حيث الحبُّ بلا أسوارْ والكلمات بلا أسوارْ والأحلامُ بلا أسوارْ .... يا سيِّدتي: لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ.. وأعنفَ مما كانْ.. أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ.. وفي تاريخِ الشعْرِ.. وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ... يا سيِّدةَ العالَمِ لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ أنتِ امرأتي الأولى. أمي الأولى رحمي الأولُ شَغَفي الأولُ شَبَقي الأوَّلُ طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ... يا سيِّدتي: يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها.. هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها.. قولي أيَّ عبارة حُبٍّ حتى تبتدئَ الأعيادْ. وعدتك الا احبك ثم امام القرار الكبير جبنت وعدتك الا اعود وعودت والا اموت اشتياقا وموت وعدت بي اشياء اكبر مني فماذا بنفسي فعلت لقد كنت اكذب من شدة الصدق والحمدلله الحمدلله اني كذبت الحمدلله وعدتك الا اكون اسيرت ضعفي وكنت والا اقولى لعينيك شعر وقولت وعدتك الا اسيرت ضعفي وكنت ولا اقولى لعيناك شعر وقولت وعدت بالا والا والا ٩ جلست مهيرة بمنزل أيار تستمع لما حدث معها و عند عملها بشركة أمير نصر الدين العقل الفذ اللامع بالهندسة وسط صدمة مهيرة مما تسمعه و لولا أنها تعلم أيار جيدا و أنها لا تكذب لكانت قد قالت عنها كاذبة تدعي ذلك فقط فالكل يعلم شروط أمير ليتدرب بشركته فقط لا أن تصير سكرتيرته الخاصة ؟؟؟؟!!!!! هناك حتما شيئا غير طبيعي بالأمر فهو مستحيل الحدوث مهيرة بصدمة : مستحيل أن يحدث ذلك أيار بهدوء : أنا نفسي لم أصدق ظننت أنني أحلم عندما حدث ذلك و حتي الآن لا أعلم لما وافق على عملي معه إن كان يعلم بأمر رسوبي مهيرة بتسأل و هي قلقة من رد فعل أيار علي ما ستقوله لها : و ماذا عن سامي ؟؟؟ ألا يفترض به العمل بالشركة كيف ستتحملين وجوده معك بمكان واحد بعد فعلته الحقيرة معك ؟؟؟!!! أيار بحيرة : لقد اخبرني أمير أنني لن أراه مجددا و أنه نال ما يستحق و لم أفهم معني كلامه ذاك و لا قصده منه مهيرة بمكر : ربما السيد أمير قد لقنه درسا قاسيا لأجل فعلته الحقيرة معك و لذا أخبرك أنك لن تريه أيار بتعجب : لو كان ذلك صحيحا لما لم يخبرني ؟؟؟!! مهيرة بجهل : لا أدرى حتما لديه أسباب المهم أنك تعملين الآن بشركة أمير نصر الدين عليك التعلم منه و الاستفادة مما يعلمك فهو الأبرع أيار بجدية : أمي لا تعلم بعد بذلك و لا أريدها أن تعلم شيئا عن الأمر يكفي ما بها مهيرة بطمأنينة : لا تقلقي لكن أخبريني كيف ستذهبين إلي الجامعة و تذاكرين لأجل الامتحانات و ماذا بشأن عملك مع أمير ؟؟؟؟!!!! أيار بهدوء : لم أفكر بكل ذلك غدا صباحا سأخبره و سأعلم منه ما سأفعل مهيرة بهدوء : حسنا لكن أخبرني ماذا سترتدين غدا بالعمل أيار بعدم اهتمام : أي شيء ليس ذاك مهما أمسكت مهيرة و أخذتها و اتجت لغرفتها و هي تقول : لا أريد سماع ذلك مجددا أنت تعملين في شركة أمير نصر الدين و يجب أن ترتدي ما يليق بالشركة و عملك بها هذا مهم وقفت مهيرة أمام ملابس أيار تختار لها ما ترتديه بينما أيار تنظر لها بعدم اهتمام ليس المهم الملابس بل العمل و ما علمته عن أمير أنه يهتم بعمله أشد اهتمام و لا يحب الإهمال و مادامت تقوم بما عليها فلن تهتم بالتزين و كأنها عروس لا سكرتيرة أمير الخاصة أخيرا اختارت مهيرة جيب قصيرة قليلا مع قميص أزرق اعجابها مهيرة بإبتسامة : ممتاز لقد وجدت المناسب لك ستكونين مذهلة غدا بالشركة أيار برفض : لن أرتدي تلك الملابس أنا ذاهبة للعمل و يجب أن تكون ملابسي اقل من هذه مهيرة بصدمة : أقل من ذلك ؟؟؟!!! و هل هناك ما هو أقل ؟؟؟!!!!! ألقت مهيرة الملابس علي الفراش و أمسكت أيار من ذراعيها و هي تقول بجدية : اسمعي أيار العمل بالشركات الكبيرة يتطلب مهارات و جدية و التزام و مع كل ذلك مظهرا جيدا لأنك سكرتيرة أمير الخاصة و تمثلين الشركة بأفعالك و كلامك و لذا عليك الانتباه لملابسك مثل الاهتمام بعلمك صدقيني هذا لصالحك ************************************ في انتظار التعليقات ???
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD