الفصل الخامس
? اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ?
قال رسولنا الكريم ﷺ : -{ إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً}-....
?صاحب من يأخذ بأيده لطريق لجنة?
عند المعلم مرسي
كان يجلس كلا من مرسي ويرافقه عزت ومن حولهم الشياطين ، كان المعلم مرسي جالسا على كرسيه الجلدي ويضع رجلا فوق الأخرى وهو يستند بظهره الى الخلف ، وهو يدخن الشيشة " النرجيلة " باستمتاع ، بينما عزت جالسا على ركبتيه أمامه ليضع عليها جمرات النار الملتهبة بحذر ، نافخا بها حتى تزداد توهجا .....
مرسي : امال بتك عملت ايه مع الظابط اياه ...
عزت : اهي بتكلمه من الوقت للتاني.... بس دي غشيمه يا معلم مش هتعرف تدخله سكه وهو شكله حوييط
مرسي: لا قولها تفتح دماغها كده ومتعملش فيها مؤدبة... الراجل يحب المناغشة.. خلينا نخلص قوام قوام عندنا بضاعة متلتلة عاوزه تتنقل
تنحنح عزت وهو يحك زقنه قائلا
-: امال عماد عامل ايه انا مش شايفه يعني ..
مرسي : كان مسافر بورسعيد كام يوم يغير جو واهو يشوف الشغل الي هناك ، وبعدين انا بعته عشان ميوجعش دماغنا ويسيب البت بتك تركز في موضوع الظابط...
عزت : خير ما عملت يا معلم ، انا كنت شايل همه انه ينشف دماغه ويقعد البت من الشغل...
زفر الدخان باستمتاع وقال
- : سيبك من عماد خالص ، هو مش فاضلها دلوقتي ، انت بس خلي البت بتك تشد حيلها شويه..
في بيت زينة
كانت تجلس زينة أمام والدتها التي كانت منشغله بإطعام اختها المريضة لتقول
-: انا زهقت يا ماما من الكدب ده خايفه ربنا يعاقبني ولا ذياد باشا يكشفني في اي وقت...
وضعت طبق الطعام على المنضدة وقالت
-: طب ما تحكيله يا بنتي وهو اكيد هيساعدك ويقف جنبك و أهو يسجن عزت ونرتاح من شره ...
**تت زينه لدقائق وهي تفكر لتقول
- : منا بفكر في كده بس خايفة من المعلم مرسي مش هيسبنا في حالنا ..
زاغت ام زينة بعينيها وهي تفكر كيف لهم ان يتخلصوا من عزت ومرسي في ان واحد لتبتسم عندما هداها عقلها لفكره فتسرع قائلة
-: ما أنتي بلغي عنه بردو يروح في داهية ، وأهو نكون خلصنا من الاتنين مرة واحدة...
زينه: حتي لو بلغت المعلم مرسي واصل وهيطلع عشان مفيش دليل و مش هيسبنا ، وبعدين عماد مش هيسمي عليه لما يعرف ان انا ورا سجن أبوه... انا عاملة زى الى بدور فى ساقية واحاول أحلها من ناحية تبوظ من الناحية التانية ...
نظرت لها بحزن وأسى ، ليتلاشى الأمل الذي زرعته ، لتجني الحزن والأسى بدلا منه
-: طب هتعملي ايه يا بنتي ...
زفرت انفاسها وهى تقول
- : مش عارفه ادعيلي يا ماما ربنا يحلها من عنده... انا اخدت اجازه من المطعم وهقابل ذياد باشا النهارده ... واهو بقى الى ليه نصيب فى حاجه هيشوفها ..
ام زينه بحب: ربنا يريح بالك يا بنتي ويطمن قلبك يارب
زينه : يارب يا امي.. انا هقوم بقي اجهز عشان انزل ...
وقفت زينة وخرجت من الغرفة لتتجه الى غرفتها حتى تستبدل ملابسها بأخرى وتذهب لمقابلة ذياد ، ولكن استوقفها صوت والدتها حينما قالت
- : معلش يا زينه هاتي الدوا بتاع اختك قبل ما تمشي عشان خلص بقاله يومين وعزت منه لله مرضيش يجيبه معلش يا بنتي انا بتقل عليكي ....
أسرعت زينة بقولها
: لا يا ماما ولا يهمك لما تعوزي حاجه قوليلي علي طول وبلاش تطلبي منه حاجه ، هو اصلا فلوسه حرام عمر ما ربنا هيبارك فيها...
اثناء حديثهم سمعت زينة رنين هاتفها لتذهب الى غرفتها وترى من المتصل .....
وحينما اجابت وجدته يقول
ذياد : صباح الخير
زينه : صباح النور.. احنا علي ميعادنا النهارده ان شاء الله ...
ذياد ": اه انا بتصل اكد عليكي وعشان اقولك علي المكان كمان ...
زينه : تمام هقابل حضرتك فين ؟
ذياد : هستناكي عند النادي عشان ابني عنده تمرين ومش هقدر اسيبه...
زينه بتعجب : ايه ده انت عندك ابن ؟
ذياد : اه لما تيجي هعرفك عليه
زينه : تمام... مع السلامة
اغلقت الهاتف واستعدت لتبديل ملابسها ولكن قاطعها صوت الباب يطرق بقوة ، لتسرع نحوه لتفتح الباب قائلة
زينه : استنا يلي عالباب هي الدنيا هطير ..
.....لا مش هطير بس وحشتيني يا مزه وجيت اشوفك ( عماد)
امتعضت ملامحها وتغيرت حينما رأته ، لتمسح وجهها بضيق قائلة
-: ازيك يا عماد
كانت عينيه تجوب داخل الشقة ، وهو يزيحها بيده حتى يتسع له الطريق للدخول ..
عماد : وسعي كده دخليني ..
اغتاظت هي من طريقته ، فهي تعلم جيدا نواياه الخبيثه لتقول
- : لا مش هينفع ابويا مش هنا ..
ليصر هو على الدخول وهو يدفعها برفق نحو الداخل متجاهلا لحديثها
عماد : مانا عارف انا عاوز اعد معاكي شويه..
تجمدت هي في مكانها وهي تمسك الباب من الناحيه الاخرى حتى تسد عليه الطريق ..
زينه : لا مش هينفع لما ابويا يكون موجود وبعدين انا عندي شغل مش فاضية...
تغلب عليها بسبب قوته الجسمانيه ليتخطى عتبه الباب وهي امامه تكتف يدها امام ص*رها .....
شهقت حينما وجدته يقترب منها ويهمس لها بوقاحة قائلا
-: طب ما تجيبي بوسة
دفعته بقوتها الضئيلة نحو الباب وهي تقول بغضب
- : لم نفسك واتفضل أمشى من هنا ...
لم يتحرك من موضعها بل اقترب اكثر منها حتى حاصرها بين ذراعيه وهو يتأملها بنظرات خبيثة
-: انا بقالي سنه خاطبك مشوفتش منك حاجة فيها ايه لو نعد مع بعض شويه ...
حاولت زينة التخلص من أسره لها فدفعته بعيدا عنها ، فكانت اشبه بالفريسة التي قد وقعت بشباك الصياد لتقول من بين دموعها الممزوجه بالقهر والحزن
- : اطلع برا انت سافل وقليل الادب...
اشمئزت من رائحته الكريهة التي تفوح منه بسبب احتسائه للخمور لتشعر به يشدد من حصاره لها وهي عاجزه على التخلص منه ، في ذلك الوقت قد سمعت ام زينه استنجاد ابنتها بها لتسرع للخارج وهي تحاول ان تخلص ابنتها منه لتقول
-: ايه يا عماد عاوز ايه ابو زينه مش هنا ، البيت ليه اصول وعيب الي انت بتعمله ده...
عماد : انا مش عاوز عزت انا عاوز زينه وهي مش مدياني ريق حلو ، وصيها يا حماتي عليه شوية
ام زينه : امشي يا عماد واغزي الشيطان ، انت شكلك شارب ومش في وعيك...
عماد : ومالو يا حماتي انا همشي بس هجي تاني عشان اعد مع المزه براحتي.... كلميها وليني دماغها دانا بردو خطبها....
خرج عماد لتسرع زينة باغلاق الباب بقوة من خلفه ، حتى اهتزت جدران المنزل ...
اندفعت بعدها الى غرفتها لتحتضن وسادتها وهي تبكي بقهر على حالها ، لتتذكر موعدها مع الضابط لتسرع بالنهوض وتبديل ملابسها ....
في مكان اخر
في احد زوايا الحارة كانت تقف امرأه بعباءتها السوداء الضيقة حتى كادت ان تكون جلدا اخر لها ، تلف على شعرها ايشاربا ويتدلى شعرها من الخلف والامام ، تمضغ العلكة كالراقصات ، تزين وجهها بمساحيق التجميل لتصبح كراقصات الموالد ، امامها يقف "هيما " وهو أحد صبيان المعلم مرسي ....
سلوى -: بقولك انا عاوزاك ترقبهالي لحظه بلحظه ..
هيما: ماشي بس انا حاسس ان البت دي مظلومه ملهاش في العوج..
سلوي-: ملهاش ايه!!! ... دي عملالنا فيها محترمه ومؤدبة وهي تلاقيها ميه من تحت تبن ، المهم مش هوصيك عالصور عاوزه اي لاقطه كده تكون حلوة... وكل ما كانت صورك حلوة هتشوف فلوس بردو حلوة ..
هيما: نفسي اعرف هتستفادي ايه؟
سلوي-: هستفااد كتير مش هي دي الي عماد فضلها عليه وقالي انها انضف مني وراح خطبها وسابني، بعد الحب الي حبتهوله .. انا بقي هثبتله انها متسواش وانها واحده زبالة.... واني احسن منها 100 مره.. يمكن يفوق من دور العاشق الولهان ده ، ويشوفها على حقيقتها ..
هيما: ده انتي دماغك سم. ، وافرضي ممسكناش عليها حاجه ..
لوت فمها باستنكار وهي تبتسم بشر لتقول
-: نبقا نلفق لها اي حاجه الصور دي مفيش اسهل منها ، يلا يلا روح شوف هتعمل ايه وزي مقولتلك حلوتك كبيرة أوي عندي .......
أسرع هيما فى الانصراف لتنفيذ مخططته الدنيئ بينما هى وقفت تبتسم وتحدث نفسها قائلة
-: وربنا يا عماد لأخليك تجيلى راكع وتقولى حقى برقبتى بعد ما تشوف السنيورة الى انت فضلتها عليه دى على حقيقتها ..
*********************
بعد وقت
وصلت زينة حيث كان ينتظرها ذياد امام النادي ، ترجل من سيارته حينما لمحها تقترب منه ، تبادلا التحية ليقول
ذياد : ازيك يا زينه يلا اركبي ندخل النادي ونتكلم جوه...
زينه : الحمد لله
شعرت بالاحراج الشديد حينما فتح لها باب السيارة لتجلس صعدت سريعا وأغلقت من خلفها الباب....
ابتسمت حينما لمحت ذلك الصغير الذي يحمل نفس ملامح ابيه لتجده يتطلع لها بفضول وعينيه منصبة عليها فمدت يدها وسلمت عليه وهى تبتسم له قائلة
-: ازيك يا جميل ، انا اسمي زينة ، وانت بقى اسمك ايه ؟
اجابها ببراءة قائلا
- : اسمي عز
- :اسمك جميل يا عز
ابتسم لها الصغير وهو يهز رأسه ...
ادار ذياد محرك السيارة ودخلوا النادى وصف سيارته بالمكان المخصص لها ونزل من سيارته ومن خلفه زينه وعز
انطلق عز ليتشبث بيد ابيه ، ومن خلفهم زينة تتأمل المكان بعيني متسعة ترى اصحاب الطبقة الخملية التي لم تراهم سوى بالتلفاز ، تراهم يعيشون بحرية .
الاشجار بكل مكان ، تشتم الهواء النقي و لكن لا يخلو من الضوضاء ، كانت تسير بهواده خلف ذياد وعز حتى وصلا الى المكان المخصص لتدريب السباحة ، سلم ذياد عز لمدربه ثم ذهب الي زينة...
ذياد : بعتزر لو كنت عطلتك او اتأخرت عليكي...
ابتسمت بخجل لتقول
-: لا عادي ولا يهمك...
ذياد : تحبي نعد في الكافيتريا ولا نتمشى
زينه : لا خلينا نتمشى المكان هنا حلو اوي
ذياد : طب يالا بينا.......
تفتكروا زينه هتقول لذياد الحقيقة ولا لأ ؟
تعليقات كتير عشان انزل الي بعده