الفصل الرابع
(لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
أبدو لهم دائماً قويّة،شجاعة ،صامدة؛وفي حقيقتي أنا أملك مِن هشَاشة الرّوح ما يُبعثر تِلال مِن الثبات ويقسم جبال مِن الصلابة وأبداً لن أُشعرهم إلاّ بع** ذلك
يوما ما ستجد الشخص المناسب لحياتك.. شخص سيقبلك في جميع حالاتك.. سيكون بجانبك دائما.. ولن يتخلى عنك او يتلاعب في مشاعرك....?
#هدى_سالم
رجعت زينة الى المنزل وكان بانتظارها عزت لتقص له ما حدث كانت تعتصر ألما وهي تراه يبتسم لنجاح مخططه الدنيئ ظنا منه انه بذلك قد اقترب من تحقيق هدفه ، ولكن عزمت زينة أمرها على التخلص منه في اقرب وقت.....
في اليوم التالي ذهبت الى قسم الشرطة وقدمت بلاغا مثلما ارشدها ذياد وحينما انتهت من عمل المحضر هاتفت ذياد لتخبره بانها اتمت الامر وفي انتظاره بان يقبض على الجناة ، كان عزت هو مرافقها ، وهو من ضغط عليها للأتصال به...
وبعد اسبوع كانت زينة تتصل بذياد كل يومين تقريبا لمعرفة اخر الاخبار وكان عزت هو من يضغط عليها للأتصال به ، الى ان جاء اليوم الذي سيستكمل به عزت مخططته ، حينما كانت جالسه تذاكر دروسها جاءها عزت قائلا لها بصوته الرخيم
-: يلا يا زينه عشان تروحي شغلك ..
نظرت له بتعجب لتقول
:شغل ايه ؟
اقترب عزت منها خطوتين ، فدبت القشعريره في جسدها ، بينما هو تعمد ذلك لكى يخيفها فتوافق على العمل ....
عزت : هو مش انا قايلك عالمطعم الي بيعد فيه ذياد انه كان طالب جرسونات وانا اتكلمت مع المدير الي هناك ووافق يشغلك بس لازم تروحي دلوقتي....
تصنعت هي الشجاعة ع** داخلها لتقول
- : وانا قولتلك انا مش هشتغل جرسونه انا هرجع الاتيلية
اقترب عزت اكثر منها وامسك ذراعها بقوة قائلا بصوت جهوري حتى كاد ان ب** اذنيها
-: 10 دقايق وتكوني لابسه وهستناكي تحت
لو اتأخرتي دقيقة واحدة متلوميش غير نفسك..
ثم دفعها بقوه لتسقط على السرير وهي تبكي
زينه بدموع : ححح حاضر هاجي معاك....
تركها ليخرج وقبل ان يصل الى الباب ألتف لها قائلا بسخرية
- : طلعه لامك مبتمشيش غير بالض*ب ....
بعد وقت
وصل كلا من عزت وزينة الى المطعم وقابلا المدير ، وكان من حسن حظها ان العمل فتره مسائيه بعدما تنهي محاضرتها ، استراحت قليلا فبذلك قد تستطيع ان تقسم وقتها بين المحاضرات وعملها دون ان تهمل دراستها او تتقاعص عنها، ومن تارة اخرى تستطيع ان تدبر حاجتها الى المال الى ان يتم تخرجها ...
••••••••••••••••••••••••••
في مكتب ذياد
دلف سيف الى مكتب ذياد ، كان ذياد منهمكا في العمل على بعض الاوراق جالسا خلف مكتبه ، ليجلس سيف على الكرسي الموضوع امام المكتب محاولا جذب الحديث معه لعله استطاع هذه المرة ان يقنع ندى بمقابلته قائلا بنبرة يملؤها الامل
- : ايه الاخبار يا ذياد اقنعتها حتي تقابلني ولو مره ؟
لو ذياد ثغره وهو يهز رأسه بالرفض حزنا على قلب صديقه المفتور ليقول محاولا ان ينهى ذلك الامر حتى لا يعاود سيف في تكرار طلبه
-: منا قولتلك يا سيف اقفل الموضوع ده وسبها للوقت
اخفض سيف رأسه وهو ينظر بحزن الى الارضيه ، ويشعر بقلبه كاد ان يتمزق لأشلاء فكلما يتجدد الامل لديه بان حبيبته ندا ستعود اليه لكن سرعان ما يتبدل القدر ويحرمه منها ، فهي حتى الآن ترفض الحديث معه او حتى تسمع مبرره ، فهو لم يكن لي**نها ابدا ، ولكن اباه هو من اجبره على هذا الزواج الصوري من ابنة عمه ليقول بحزن
-: انا من ساعه الي حصل من 6 شهور وانا مبنمش ولا باكل ولا عايش اصلا وانت جيت ذوتها عليه وتقولي انها هتسافر انت عارف انا بحبها اد ايه انا بموت بالبطئ يا ذياد ومحدش حاسس بيه...
نظر له ذياد قائلا بعتاب
ذياد : ما أنت الي غلطان انا قولتلك من الاول.. تقولها انك متجوز.. وتحكلها علي ظروف جوازك ، ساعتها ندا كانت هتقدر الموقف الي انت فيه وبعدين ده كان جواز صوري لوقت معين...
كور سيف قبضته وهو يتذكر ما حدث حينما كان يخطط هو وندا بتأسيس بيتهما وقبل الفرح باسبوعين قام شخصا ما بارسال عقد زواج سيف الاول الى ندا لتنقلب الحياه راسا على عقب وتتخلى ندا عنه وترفض الاستماع اليه
سيف : اه لو اعرف بس مين الي بعتلها القسيمة ،ده كان فاضلنا اسبوعين عالفرح ، انا كنت هقولها بعد الفرح وهصرحها بكل حاجه ... انا عمري ما اخونها ولا اقدر اخونها ولا اقدر اتخيل حتى انها ممكن تكون لغيري...
ذياد: وهي بتقول الموضوع منتهي مش عاوزه تفتحه معايا حتي مش مدياني فرصه اشرحلها اسبابك..
سيف : طب انا مش عاوزها تسافر..
ذياد : تعوز ولا متعوزش ملكش فيه انا مش هضيع حلمها وفرحتها بالسفر عشانك وكفايه لغايه كده عشان انا اتخنقت منك ...
سيف : بقى كده يا ذياد شوف بقي مين يعزمك عالغدا النهارده ومين يديلك المعلومات الجديده بتاعت القضية
ذياد : لا سيف وحياه ابوك عاوزين نخلص القضيه دي مفتوحة بقالها شهور وعاوزين نوصل لاي حاجه ، اللواء مختار حاطط اعتماده عليه اني اقبض عليهم ، وانا بصراحه قتيل القضية دي يا قاتل يا مقتول...
سيف : بص يا سيدي انت كلف*ني اجبلك كام معلومه عن الخليه الي بتصنع المواد الم**ره وتبيعها ، بس اتضح انهم بدأو يحسوا ان في حد بيدور وراهم ، فنقلوا اماكن التصنيع واتفقوا مع ناس جديده هتنقل البضاعه وناس تانيه تسوقها وتبيعها...
ذياد : دول ولا تجار المافيا
سيف : طبعا امال انت فاكر ايه !!
****************
في بيت ذياد
تجلس كلا من ندا ووالدتها هدى يتبادلون الحديث ، بينما هدى كان يبدو عليها الحيره وكانها بين خيارين كلا منهما أصعب من الأخر..
ندا : ها يا ماما ذياد قالك ايه وافق انك تسافري معايا ولا لأ انا عاوزه اجهز الورق عشان اسافر
هدي : انا مش عارفه اسافر ازاي طب وعز هسيبه لمين وذياد ، انا حتى قلبي مش مطاوعني اطلب من ذياد اني اسافر معاكي وأسيبهم ، وعز يا حبيبي لسه صغير هسيبه لمين ؟
ندا : انا ممكن اكلم ساره تاخد عز نص الاسبوع وذياد النص التاني ...
هدي : يا سلام ذياد مش ممكن يوافق...
ندا : ماهي امه بردو من حقها انه يعد معاها ..
لوت هدى فمها لتقول بسخرية
- : امه!!! .....ليه هي كانت بتسأل عليه اصلا.... ده مبتفكرش تكلمه غير كل شهر مره ومبتشفهوش غير لما عز هو الي يعد يتحايل عليها عشان يشوفها ، دي واحده قلبها حجر تقوليلي امه !!
لتحاول ندا تبرير موقف سارة قائلة
- : ما أنتي عارفه ياماما انها لسه مخلفه من كام شهر ومشغوله بالبيبي الجديد....
حاولت هدى تصحيح وجهه نظرها لتقول
- : لا يا ندا هي مكنتش بتحب ذياد ومش عاوزه اي حاجه تفكرها بيه..
ندا : يعني هو ذياد الي كان بيحبها... !!!!
هدي : ربنا يسامحني بقا انا الي كنت عاوزه اجوزه بأي طريقه وكنت مفكره ان الحب هيجي بعد الجواز . .
ندا : مانا اتنيلت وحبيت اخدت ايه اهو طلع خاين لا ومتجوز كمان
هدي : امممممم....... ماهو يابنتي كنتي اديله فرصه واسمعي يمكن كان مجبور انه يتجوز البت دي وبعدين ذياد اخوكي قالي انه كان جواز عالورق بس ....
ندا بحزن : ماما لو سمحتي قفلي عالسيره دي ويلا ننزل نجيب شويه حاجات عشان السفر ..
عند زينة
____-: يارب يا انسه يكون الشغل عاجبك معانا.. انتي عارفه م***ع نشغل محجبات بس صاحب المطعم لما شافك بنفسه اعجب بيكي ووافق انه يشغلك ...
زينه لنفسها : اعجب بيه!!!!!! يادي النيله اهو في كل خرابه يطلعلي عفريت... ربنا يستر بقا...
____-: يا انسه سرحتي في ايه
زينه : احم ولا حاجه انا في ايام بروح فيها الكليه وممكن اخلص محاضراتي متاخر شويه يعني هتاخر ساعة او اتنين بالكتير ، وممكن اعوضها ايام تانيه اجي بدري ساعة او اتنين ...
_____-: تمام تمام ابقي ظبطي مواعيدك مع زمايلك ويلا شوفي شغلك....
دخل سيف وذياد الي المطعم ، ليتناولوا طعام غدائهم وهذا هو المطعم الذي اعتادوا الذهاب اليه .
جلسوا في المكان المعتاد طالما احبوا الجلوس به فهو بعيدا نسبيا عن الاعين حتى يتسنى لهم الحديث عن عملهم اثناء تناول الطعام......
نظر سيف الى البحر وامواجه المتسارعه لتذكره بحبيبته التي ادمت قلبه بفراقها ليقول بحزن
- : كنا كل اسبوع انا وندا نيجي نتغدي هنا ...
ذياد : يادي النيله والكآبه الي انت بقيت فيها تصدق انا بدات اكرهك
سيف : ليه يا عم انا عملت ايه ...
قاطعه ذياد : لو مقفلتش الموضوع ده همشي واسيبك..
سيف : خلاص شوف هنطفح ايه خلينا نرجع نشوف شغلنا ، انا مبقتش عارف افضفض معاك حتى....
أتى النادل بالطعام بعد قليل وعندما انتهوا من طعامهم ، ذهب سيف الى المرحاض بينما ذياد كان جالسا ليلمح زينه تقدم المشروبات لاحد الزبائن ، تفاجأ بها هنا لينادي عليها...
ذياد : زينة
إلتفت زينة لتتفاجا به ، خفق قلبها بشده وهي تقترب منه بينما هو بادر بالنهوض والاقتراب منها لتقول وهي تخفي توترها
- : اا.. ازيك يا ذياد باشا ...
عقد حاجبيه وهو ينظر الى الذي الخاص بعملها كنادله ليقول
-: انا اول مره أشوفك هنا !!
زينه : اه ده اول يوم ليه اصلي سبت الشغل القديم ودورت علي شغل جديد واشتغلت هنا..
ذياد : ربنا يوفقك لو عاوزه حاجه ابقي قوليلي انا علي طول باجي اتغدا هنا ...
هزت زينه رأسها وهي تبتسم له ، ليهم بالانصراف الا ان زينه استوقفته قائله
زينه بتردد وخوف : احم انا كنت عاوزه حضرتك في موضوع...
نظر لها باهتمام وهو يضع يده في جيب بنطاله ليقول
-: قولي يا زينة موضوع ايه ؟
زينه : لا مش هينفع هنا انا عندي شغل دلوقتي واكيد حضرتك مش فاضي ....
هز ذياد رأسه ليتذكر انه من المفترض ان يعود الى عمله الان ليقول
- : ماشي يا زينه هكلمك ونتفق علي معاد ايه رأيك ؟
ابتلعت ل**بها وهي تفكر مليا ما هي مقدمه عليه لتكتفي بهز راسها..
زينه لنفسها :ياترا لما احكيله هيعمل معايا ايه.... يارب انا مليش غيرك...
ذياد : ساكتي ليه
زينه : ايه هاه... اه ماشي نتفق علي معاد بعد اذنك عشان عندي شغل دلوقتي وانا هتصل بحضرتك....
انصرفت زينه سريعا لتستكمل عملها بينما ذياد عاد ليجد سيف بانتظاره ...
ذياد : مش يلا بينا ولا انت ناوي تبات هنا
سيف : امال مين المزه الي كنت واقف معاها دي...
استنكر ذياد اسلوب صديقه في الحديث ليقول
- : مزه!!!!! دي واحده معرفه كده ...
غمز سيف له بطرف عينيه وهو يبتسم بخبث قائلا
-: معرفه كده !!! انا مشوفتكش بتكلم واحده غير امك من ساعه ما سبت ساره ...
ضحك سيف بسخرية وهو يستكمل حديثه قائلا
-: لما واحده كانت تقولك ازيك كأنها شتمتك بتبقي هتولع فيها ودي الاقيك واقف ومبتسم واسمعك تقولها هكلمك ، لا ده انا لازم أشك بقى فالموضوع...
اغتاظ ذياد منه ليقول
ذياد : انت بتتصنت عليا ؟ ... وبعدين انت مالك اكلمها مكلمهاش ملكش فيه ... كانت عاوزاني في خدمة وقلتلها هكلمك نتفق علي ميعاد مش اكتر...
سيف بسخريه : خدمة بردو من اهني نوع بالظبط ، عموما انا كمان ممكن اخدمها ... ابقى شوف صحبك باي حاجه بدل بئر الحرمان الي انا واقع فيه ....
تركه ذياد ليرحل وهو يقول
-: انت شكلك مش هتجبها لبر لغايه لما اقطع علاقتي بيك ........
ضحك سيف قائلا
-: ذياد استنى بس ، احنا اصحاب والمفروض منخبيش على بعض اي حاجة.....