زينة
روني محمد
الفصل السادس
( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
وخارج النادى
لم تعلم زينة ذلك بمخطط سلوى الدنيئ هى والمدعو هيما حتى تقع زينة فى شباكها ، كان هيما ير اقب زينة من بعيد وما ان رأها تركب السيارة وتدخل النادى ، فحاول ان يتبعها الا ان أمن النادى رفض دخوله ليمسك بهاتفه ويقرر ان يهاتف سلوى ويخبرها على اجدد الاحداث ..
هيما :انا لقيتها ركبت العربيه ودخلو النادي وانا معرفتش ادخل الامن وقفني بيقولي عاوز الكارنيه.....
**تت لثواني ثم قالت
-: وهي السنيورة كان معاها كارنيه عشان تخش النادى ؟
حك رأسه ليقول
-: مظنش ده لسه عارفها من كام يوم مظنش انه هيكون عملها كارنيه، وبعدين العضوية هنا بشئ الفولاني ده الناس النضيفة بس الي بتدخله ..
-: ماهى شكلها بتلعب على كبير دى سهونه وانا عرفاها ..
-: لا يا أبلة ده البت زينة دى بالذات للشهادة للحق طول عمرها فى حالها وبتمشى تبص فالأرض ..
كانت تتلوى مثل الحية وهى تشعر بالغيرة حينما تغزل هيما فى اخلاقها لتقول
-: اسكت انت مش فاهم حاجه دي بت عاملة زي الحية ، بتلعب على كل لون قال وعيشالنا فيها دور الشريفة.....
اراد ان يتم عمله للنهاية طمعا فى مكافاته التى سيلوذ بها ليقول
-: طب اعمل ايه دلوقتي امشي ولا اعمل ايه ؟
اسرعت بقولها : تمشي ايه لا خليك دانا مصدقت اعرف امسك عليها حاجه روح لبتاع الأمن واديله اي قرشين خليه يعد*ك ، وانا هد*ك الي انت عاوزه...
حك راسه وهو يقول -: حاولت معاه مرضيش.. ده انا كنت هديله خمسين جنيه بحالها بس هو شكله راجل فقرى ..
تذمرت وقالت
: طب كنت صورهم وهما فالعربية ، عالأقل كان يبقى معانا أى دليل ..
- : ملحقتش ولله يا ابلة وبعدين العربيه مطفيمة ميبنش الي جواها ...
-: بقولك ايه بلاش كلمة أبلة الى بتعصبنى دى انت شايفنى مسكالك الكراسة والقلم ، اتعدل كده فى كلامك ..
-: حاضر يا ابل... قصدى يا ست سلوى ..
- : اوووف انت شكلك مش هتنفع فالحوار ده انا هشوف واحد غيرك لو كان الواد حمامة مكانك كان زمانه جابلى قرار الموضوع ده ..
-: لا حمامة ده ايه الى هتركبيه عليه لا انا بعون الله اعرف اجيب كل المواضيع حتى لو كانت فى بطن سمكة ..
-: بطن سمكة !! طب لما نشوف هتعمل ايه ؟
رد عليها بغباء منقطع النظير قائلا
-: ايوه بقى انا هعمل ايه ؟
-: يا دي النيله اتصرف المهم مترجعليش بايدك فاضية ، فتح دماغك كده وليك عندي هد*ك على كل صورة حلوة متين جنيه....
اتسعت عينيه بطمع وهو يحسب عدد الصور التي قد يلتقطتها ليجني مبلغا كبيرا من المال ليقول
: طيب..... طيب هروح عالبوابه التانيه يمكن الامن يدخلني ، سلام دلوقتي وهبقى أكلمك تانى
-: ماشي يا خويا سلام عالله بس تفلح المرة دى ..
*****************
داخل النادي
جلس كلا من ذياد وزينة في الكافيتريا ، يتبادلون الحديث ، اراد ذياد ان يذيب جدار التوتر والخوف الذى يراه بعينيها ليحاول ان يسترسل معاها الحديث ليسالها
: مقولتليش بتدرسي ايه ؟
- : انا في اخر سنه كليه فنون جميلة
ابتسم وقال : فنانة ىعنى .. طب وناويه علي ايه بعد الكلية..
تذكرت امر زواجها من عماد المؤجل لبعد انتهاء دراستها ولكنها لم ترد ان تتطرق لذلك الحديث لتكتفى بقول
- : مش عارفه لسه ربنا يسهل ...
- : على كده انتي ممكن تعلمي عز الرسم
ده بيحبه اوي...
توترت قليلا وقالت : طبعا ....طبعا.... معنديش مانع انا مبحبش في حياتي اد الرسم والالوان....
(زينه لنفسها : بس معتقدش بعد الي هتسمعه مني النهارده هتوافق انه يعرفني اصلا.... )
- : مقولتليش بقي ايه الموضوع الي عاوزاني فيه؟
جف حلقها وشعرت بالعطش الشديد لتمسك كوب الماء فتجرعته مرة واحدة حتى سكبت بعضا منها على ملابسها دون قصد لتحاول ان تخفى تواترها قائلة
: احم الموضوع صعب عليه شويه بس اتمني ان حضرتك تفهمني وتقدر موقفي .. وانى ولله كنت مجبرة على الى حصل ..
كان سيسألها عما حدث الا ان قاطع حديثم صوت انثوي
--------: ازيك يا ذياد... فينك من زمان مبشوفكش فالنادي يعني !!
كان ذلك صوت سارة زوجة ذياد الأولى وهى والدة عز ..
ذياد: الحمد لله... كنت جايب عز للتمرين وقلت استناه لما يخلص ..
نظرت لزينة من أعلاها لأسفلها ، ولاحظت ملابسها التى لم تكن فى نفس مستوى المترددون على هذا النادى من اصحاب الطبقة المخملية، فلم تستطع ان تخفى غيرتها الهوجاء فقالت بسخرية
- : اها مستنيه ومعطل نفسك مع الناني بتاعت عز.... طب ما هي ممكن تروحه عادي ...
شعرت بالاحراج مما قالته ساره ، فأغمضت عينيها بحزن وألتزمت ال**ت ، وهي من**ه رأسها الى اسفل ، اما ذياد فلم يتحمل تلك الاهانه ، كور قبضته ليض*ب المنضده امامه لتنتفض الفتاتان بينما هو يطالع سارة بمزيج من الغضب والحقد وهو يعلم تمام المعرفة نواياها ليقول
- : لا دي مش الناني وبعد اذنك عشان زمان عز قرب يخلص تمرين وهنروح ناخده ونمشي...
كاد ان يهم بالنهوض الا ان سارة اسرعت وجلست على الكرسي المجاور له ، فاقتربت منه حتى لا تسمح له بالنهوض لتحاول ان تتحدث معه بصوت منخفض بعيدا عن مسامع زينة
- : انا كنت عاوزه اقولك حاجه علي فكره انا اطلقت...
لوى شفتيه وهو ينظر لها بسخرية
-: طب ماتطلقي ولا تتجوزي وانا مالي ...
شعرت بالاحراج ، وهي تنظر الى زينة بغيظ لتقول
-: انا كنت عاوزه اتكلم معاك لوحدنا ...
شعرت زينة بالأحراج لتقول
-: احم..... طب انا هقوم امشي دلوقتي وممكن نبقى نكمل كلامنا بعدين ...
: احسن بردو
قالتها سارة بصوت منخفض الا انه وصل الى مسامع زينة التى شعرت وكأنها طرفا بحربا لم تكن لها يد بها ...
وقفت زينة وجذبت حقيبتها وتنوي والرحيل ، الا ان صوت ذياد اوقفها حينما قال
-: استني يا زينه متمشيش ...
ثم وجه كلامه لسارة قائلا بسخرية بعدما فهم نواياها
-: احنا مفيش كلام بينا لما تعوزي تشوفي ابنك ابقي كلميه علي تليفونه وهو هيقولي وهبعت السواق يوصله للمكان الي تحبيه ، غير كده معتقدش ان في حاجة ممكن نتكلم فيها....
رجع بكرسيه للخلف وهم بالنهوض ، ولكن كانت يد سارة الاسرع اليه لتجذبه ليجلس مرة أخرى ، اما زينة فقد وقفت مبتعدة عنهم قليلا حتى تسمح لهم بالحديث بحريه...
ساره باستعطاف : ذياد لو سمحت انا عاوزاك تديني فرصه عشان خاطر عز
ذياد بسخريه : فرصة !!! ... فرصة ايه !!!! .... دانتي رميتي ابنك بعد ماخلفتيه بسنه عشان تلفي مع صحابك براحتك....
فكرتي تسألي عليه كام مره.... طب تشوفيه كام مره.... لا وايه رحتي بعد العده اتجوزتي... ولا همك .... واهو كررتي تاني الي حصل زمان رميتي ابنك االتاني وبتفكري في جوازه تالته
انتي عمرك ما هتتغيري يا ساره هتفضلي طول عمرك انانيه مبتفكريش غير في نفسك وبس...
فاجأها بحديثه الجاف معها لتقول بأسف ودموع
-: أنا أسفه يا ذياد انا عارفه اني غلطت في حقك كتير وفي حق عز ، انا كنت بعرف اخباره من ندا ، وكنت بحاول مكلمهوش كتير عشان كان قلبي واجعني عليه.... انا ندمانه اوي يا ذياد ونفسي نرجع نعيش مع بعض وأعوض عز عن كل الي فات...
ذياد : ندمك جه متاخر ، وأسفك ده مش ليه لأبنك الي سبتيه السنين دي كلها بعيد عن حضنك ، ولحد هنا خلص الكلام ، سلام... سلاااام يا سارة....
نهض سريعا قبل ان تستكمل حديثها ، بعد ان شعر بغليان الدماء بعروقه لينتفض مبتعدا عنها تركها تغوص في دموع الندم....
صدمت زينة حينما راته مقتربا منها ، قبض على كفها بقوه وسحبها بعيدا عن مكان سارة الى ان اختفوا عن انظارها ، توقف فجأه وهو مازال قابضا على يد زينه بقوه حتى انها سمعت صوت صك اسنانه ببعضها ، علمت من هيأته انه على وشك الانفجار من الغضب ، حاولت سحب يديها فقد شعرت بالم لا يحتمل بينما هو انتبه لذلك ليتركها وهو ينظر لها بأسف
ذياد : احم.... انا اسف ...مكنش قصدي انا اتعصبت ومحستش بنفسي ...
نظرت له وهي تحاول ان تتماسك حتى لا تبكي أمامه لتحاول ان ترسم ابتسامه على وجهه ، رغم ارتجاف جسدها من هيئته فقالت
-: لا عادي ولا يهمك
-: أصل دي بنئ ادمه مستفزه مفكرتش حتي تسأل علي ابنها ولا تشوفه وجيه دلوقتي ...... وقال ايه اطلقت...... وعاوزه ترجعلي... انا مندمتش في حياتي اد ما ندمت اني اتجوزتها بقالنا اكتر من 4 سنين منفصلين مبتفكرش تشوفه غير كل سنه مره .... وهو ديما يسأل عليها وعاوز يشوفها.... انا لو مكنش حرام عليه كنت خليته ينساها وقطعت كل حاجه توصلها بيه..
اطمئنت قليلا واخذت انفاسها حينما تحدث واخبرها عما يضيق به ص*ره ، ولكنها سرعان ما تذكرت ماذا سيفعل بها ان علم حقيقتها
زينه بحزن وتردد : .... يمكن كانت مضطره تعمل كده... احيانا الانسان بيضطر يعمل حاجات ويجي علي قلبه وممكن يخالف ضميره ويضغط علي نفسه لاسباب خارجه عن ارادته...
ذياد بسخريه : وايه الي يخلي ام تتخلى عن ابنها الي مكملش سنه... لمجرد انها عاوزه تسافر وتبقى حره ،، مش عاوزه حاجه تقيدها تحت مسمي الجواز والأمومه... فاختارت حريتها
زينه بتردد: اديها فرصه تانيه يمكن تكون اتغيرت فعلا
ذياد : خلاص مبقاش ينفع انا مبقتش طايقها ولا بطيق المكان الي هي فيه .... المهم.. اليوم راح علي الست هانم وحكايتها... ها ايه بقى الموضوع الي كنتي عاوزاني فيه ....
نظرت له طويلا ثم قالت بتردد
- : ل.. لا... لا خلاص خلينا بعدين انا اتاخرت... انا لازم امشي دلوقتي ...
وكأن ما فعلته ساره كان لصالحه ليبتسم قليلا قبل ان يقول
_: خلاص يبقى المره الجايه تعزميني عالغدا ...
زينه : ان شاء الله
- : طب يلا زمان عز خلاص خلص تمرين تعالي ناخده ونوصلك في طريقنا...
بعد قليل
كان الجميع داخل السيارة ، اصر ذياد على ركوب زينة في الكرسي المجاور له بينما عز كان بالخلف ....
كان ال**ت هو السائد بين الجميع حتى قطعه عز قائلا
- : النهارده الكابتن قالي علي ميعاد المسابقه يوم الجمعة الجايه انت هتيجي يا بابا مش كده..
ذياد : طبعا يا حبيبي هاجي واشجعك ...
ثم وجه انظاره الى زينه واستكمل قائلا
-:ايه رأيك يا زينه تيجي معانا ؟
كانت متردده قليلا ، الا حينما لمحت ذياد وهو يرجوها بعينيه لتقول
-: معنديش مانع بس عز يوافق
عز : ماشي... انا موافق...
ذياد: عرف يا عز مس زينه بتعرف ترسم حلو أوي ، ايه رايك لو تعلمك الرسم .... مش انت كنت عاوز تتعلم الرسم زي ميرال...
عز : بجد!! ياريت انا بحب الرسم اوي...
ذياد : ايه رأيك يا زينة نبدأ امتي ؟
زينه : الوقت الي حضرتك تحدده انا تحت أمرك...
ذياد : الأمر لله وحده ايه رايك يا زيزو
عز : النهارده انا عاوزها تعلمني النهارده نشتري الالوان وكرسات الرسم وتيجي تعلمني النهارده...
ذياد : لا خلينا يوم تاني احنا اخرنا زينه معانا النهارده ... ووجه كلامه لزينه حددي اليوم الي يناسبك وعلي تليفون. ...
زينه : خلاص ماشي ان شاء الله ..... ياريت تنزلني هنا وانا هكمل للبيت
ذياد : لا وليه انا هوصلك للبيت
زبنه : لا معلش انا هنزل هنا واتمشي للببت
ذياد باصرار : انا مبحبش اتكلم كتير انا هوصلك للبيت زي قولت...
زينه لنفسها : ربنا يستر وعماد ميشفنيش منك لله يا عزت انت الي حطتني في الموقف الزفت ده.... يارب استر يارب ...