الفصل الثانى عشر

1702 Words
الفصل الثاني عشر " استغفر الله العظيم وأتوب اليه " يقال ان الأمل هو تلك النافذة الصغيرة التى مهما صغر حجما الا انها تفتح افاقا جديدة نحو الحياة .. لا تقنط من رحمة الله فبعد الأيام العجاف ستحصد ثمار صبرك وستتعجب من حكمة الله فى تدبير شئونك .. جاء ذياد ليطمئن علي زينه .. استقبلته والدة زينه و عزت بترحاب ، بينما تجاهله ذياد وتحدث بمضض: انا عاوز شوف زينه .. والده زينه: ثواني يا بني اشوفها صحيت ولا لسه بعد قليل خرجت زينه برفقه والدتها .. ويبدو علي وجهها الشحوب والانهاك عزت : صباح الخير يا زينه البنات.. لم ترد عليه واكتفت بنظرات الاحتقار والكره له قاطعهم ذياد قائلا : لو سمحتم سبونا لوحدنا وانا هتكلم معها .. حينما لاحظ وجهها المنهك وعينيها المنتفخة من اثر البكاء وقسوة عزت عليها تأكد حينها من صدق حديثها وانها لم تكن سوى طعما ألقاه عزت واتباعه عليه ليلتقطة ذياد .. ولكن صحوة ضميرها قد افاقها قبل ان تخوص فى هذه المؤامرة الحقيرة التى دبرها ذلك الاب صاحب القلب المتحجر .. حتى الآن لا يعرف لما كا يلتمس لها العزر دائما .. بعدما خرج عزت ووالدتها وتاكد ذياد من انهم بعيدا عن مسامع عزت وغيره قال لها بهدوء ع** الثوران البركان الذي يغلى بداخله وبصوت لم يصل سوى لها -: انا منكرش اني اتصدمت فيكي اول ماعرفت موضوع الشنطة بس لما فكرت عرفت انك كنتي مجبره والدليل انك بتسلمي نفسك بشنطه م**رات تجبلك اعدام مش مجرد كام سنة سجن بس لما فكرت وكنت شايف الحزن والخوف الي في عنيكي عرفت انك كنتي مجبره واهو عزت اثبتلي بالصور الي عاملها انه مش بني أدم... ورخيص.. وانه مستعد يعمل اي حاجة في سبيل انه ينجح فى الى بيعمله .. -: طب منا سلمتها يعني بقيت زيهم .. قالتها زينة بصوت باكى حزين ثم اكملت بندم قائلة -: ربنا هيعاقبني على الناس الى هتموت بسببى .. انا ولله قولتلك عشان اخلص ضميرى من الى هيحصل .. اراد ان يطمئنها ليقول :لا متقلقيش انا خليتك تسلميها عشان نراقبهم ونعرف نجيب كل الي ليه يد في الموضوع... انا شغال عالقضية دي بقالي شهور ، والى انتى سلمتلهم الشنطة دول مجرد عيال شغالين باليومية ولو قبضنا عليهم هما الى هيشيلوا الليلة ولا حد فيهم يعرف حاجة ...انما انا عاوز الراس الكبيرة الى بتحركهم .... -: يي يعنى انا دلوقتى مش عليه مسئولية قانونية .. التفت جيدا وهو يتأكد من عدم وجود من يستمع اليهم ليقول -: كون انك جيتى واعترفتى بموضوع الشنطة قبل ما تسلميها فده بحد ذاته طلعك من أى مشكلة كنتى هتتورطى فيها ... -: الحمد لله .. تمتمت ببعض كلمات الحمد بعدما ابتسمت برضا حينما اطمئنت لتقول -: كك كتر خيرك انا ولله مستعدة اعمل اى حاجة بس تقبضوا على عزت والزفت الى اسمه مرسي .. -:ما اهو انا كنت جيلك عشان نكمل اللعبة الى رسموها ... -: مم ماشي طب انا مطلوب منى ايه دلوقتى !! -: المفروض دلوقتي انتي لازم توافقي علي موضوع الجواز.. -: هوافق ازاي بس هو لعب عيال ده جواز.... ثم انت ايه ذنبك ترتبط بواحده زيي.. ': احنا لازم نمشي ورا عزت لغايه ما نجيب اخره.... ونشوف هو ناوي علي ايه ... وبعدين عشان الفضيحه الي حصلت.. -: لا شكرا... انت مش مضطر تعمل كده انا عندي اموت اهون عليه من اني احطك في الموقف ده دي مشكلتي وانا احلها بمعرفتي شكرا ليك .. -: متخفيش الجواز ده لمصلحتي ولمصلحتك وهيبقي صوري علي الورق بس.. لا يعلم هل هو يحاول ان يقنعها من اجل القضية ام لشيئا اخر في نفسه - : طب مصلحتي وفهمتها انك هتنقذني من كلام الناس.... طب ومصلحتك ايه ؟ - : هما لفقو الصور دي وحطونا في الوضع المخل ده عشان اتجوزك وابقى تحت ايديهم .... وانا هريحهم لغايه ما اوصل للراس الكبيره الي بتحرك عزت ومرسي.. **تت زينة وهى تدير الفكرة بعقلها لتجده يعود بسؤاله مرة اخرى قائلا -: ها ايه رأيك بكره هجيب الماذون ونكتب الكتاب واخدك تعيشي معايا.. توترت حينما اخبرها انها ستنتقل للعيش معه لا تعلم لماذا دق قلبها بهذه السرعة .. هل سترفض وتخسر مركب النجاة الوحيدة التى ستخلصها من عزت ام سترضخ له وتوافق على امر هذة الزيجة التى ستخلصها ايضا من امر الفضيحة التى لحقت بها .. فاقت مش شرودها علي صوت ذياد : ها ايه رأيك ؟ نظفت حلقها وهى تجيب بصوت هادئ: م م.... موافقه.. - : بلغي عزت بالقرار ده انا همشي عشان النهارده كتب كتاب ندا وسيف هبقى اكلمك باليل افتحي تليفونك .. -: مم ماشى خرج هو بينما هى ظلت موضعها تفكر مليا في حالها وفي مصيرها الا ان قاطع شرودها صوت ذلك البغيض قائلا -: ولله وبضيتلك في القفص يا بت المحظوظة هتتجوزي ظابط مره واحده... لا وايه غني كمان ...... زينه اكتفت بنظرات الق*ف والاشمئزاز التي كانت توجهها لعزت.... ودخلت الي غرفتها صافعه الباب بقوه خلفها مساءا في بيت ذياد كانت حديقة الفيلا قد تزينت بالكثير من الاضواء والزينة حيث قد بدا المدعويين بالحضور من اجل تهنئة العروسين ، بينما يقف سيف وذياد متاهبين لاستقبال المدعويين سيف : كل ده حصل في الكام ساعه الي سبتك فيهم !! ذياد : اه شوفت انا عن نفسي مزهول من الي حصل -: بس انت تضمن منين ان زينه متكونش متفقه معاهم عالحوار ده ويدبسوك في جوازه - : معتقدش انها تعمل كده الي خلاها كانت عاوزه تسلم نفسها بشنطه الم**رات الي اقلها كانت تاخدلها فيها اعدام مش هتعمل كده وتخلي الناس تطعن في شرفها ... وبعدين انا راجل معتقدش ان الجوازه دي هتخسرني حاجه ، بالع** انا ال**بان لانى ببساطة في اى وقت هطلقها واقول انى مكنتش اعرف الى بيعملوه من ورايا .. - : وانت عملت ايه في الشنطه دي - : ولا حاجه سلمتها عادي زي ما هما طلبو منها - : انت هتجنني انت مقبضتش عليهم ليه في التسليم .. - : لان ببساطه احنا كنا مراقبين والي جه يستلم الشنطه مجرد عيال مأموره تستلم وتسلم مش اكتر... ودول ميهمونيش ... انا عاوز الراس الكبيرة... والي فاهمته انه في حد معانا فالدخليه بيوصلهم معلومات فا وجود زينه في وسطهم هيأذيها ده اسلم حل انها تبقي في امان.. - : انت بس بتتحجج شكلك واقع لشوشتك... : ماتلم نفسك يلا بدل ما اقوم ا**ر دماغك - : لا وعلي ايه... انا عاوز اتجوز يا عم هو المأذون اتاخر ليه..... اه صح انت هتقول لندا ايه ومامتك علي حوار جوازك من زينه. - : مش هقولهم حاجه محدش هيعرف حاجه... انا هتجوزها وهجبها البيت بعد ما يسافرو .... ونبقى نشوف بعدين هيحصل ايه قاطعهم دخول الماذون الذى اسرع سيف لاستقباله متلهفا من اجل عقد القران .. بعد قليل انتهي الماذون من عمله وجلس الجميع سعداء ويتبادلون الحديث بينهم في مواضيع شتى... الي ان قطع حديثهم صوت سيف بعدما امسك بيد ندا -: بعد اذنكم انا هخد ندايا واخرج شويه ... : لا... ندا بتنام بدري وكفايه عليك كده قوم روح .. - : نعم يا خويا وانا كنت متجوزها عشان اسبها وامشي مش كفايه هتسافر وهتبعد عني سنتين بحالهم.... انا بايت معاكو هنا اليومين دول .. - : امشي يلا من هنا احنا مبنيمش عدنا حد غريب حاولت هدى تلطيف الاجواء بينهم لتقول - : ما غريب الا الشيطان... سيبه بقي يا ذياد يخرج بعروسته.... - : امري لله ..... اتفضلو قدامكم ساعتين وترجعو قبل الساعه 12 .. وما ان انهى كلامه حتى سحب سيف ندا خلفه وخرج معها مسرعا قبل ان يشا**ه ذياد مرة اخرى .. عند المعلم مرسي كان يجلس على كرسيه الوثير يمسك باحدى يديه خرطوم النرجيلة .. بينما عزت يجلس على احدى ركبتيه ليضع الفحم المشتعل .. مرسي: عفارم عليك يا عزت عجبتني لما اقنعته بموضوع الجواز ده .. - : تربيتك يا معلم - : ألا موضوع الصور ده مين وراه - : ولله منا عارف... بس المهم انه جيه لمصلحتنا. -: ا****عه بتوع القاهره عاجبهم الشغل ده اوي وكلها كام شهر وهنبعتلهم طلبيه جديده بس المره دي علي اكبر - : اذا كان كده ماشي خلاص ناسيبنا الحكومه وبقينا حبايب .. عند ندا وسيف علي شط البحر في مكان بعيد عن عيون الناس - : انت هتفضل رابط البتاعه دي علي عيني كتير وبعدين انا رجلي وجعتني كنت قولي ولبست كوتشي .. سيف : خلاص يا روحي تعالي احنا وصلنا....فتحي عنيكي ازالت ندا ذلك الشريط الاسود الزذى قد وضعه سيف على عينيها قبل قليل لتلتفت حولها بذهول وفرحه من جمال المنظر.... الرمله مليئة بالشموع المضيئة بحروف اسم ندا.. اما هى فتقف في منتصف دائرة الشموع على يمينها منضدة تحمل بعض الوان الطعام التى تحبه .. اقترب سيف منها ليحتضنها ويرفع يده كاشاره لترتفع اصوات الاعيرة النارية فالسماء شاهدتها ندا بعيون لامعة سعيدة بان كل هذا من اجلها هى وهي واقفه وسط دايره من الشموع : كل دا عشاني انا بحبك اوي يا سيف... لم يكن حاله افضل من حالها فكان يشعر بدقات قلبة تقرع كالطبول لم تخمد هذه الحرب سوى بقربها منه .. لم يتردد للحظة في ضمها منه والتلذذ بنعيم قربها الذى طالما كان يحلم به مؤكدا لنفسه انها اصبحت الان ملكا لا زوجته ولا يقوى اى شخص في هذا الكون ان يفرقهما .. وبعد لحظات دفعته ندا بقوه بعيدا عنها وهي تصرخ ندا : الحقني يا سيف انا.... النار فى بداية الامر لم يستوعب سيف ما تقول او سبب صراخها الا حينما نظر الى اسفل وتفاجأ بذلك الوهج المنبعث منها فيبدو ان طرف فستانها قد سقط على احدى الشموع لتلتقطه النار سريعا .. لم يفكر لثوانى فحملها سريعا واتجه نحو البحر ليقذفها به وهو معها : ندا انتي كويسه ؟ سألها بخوف حينما رأى الشحوب على وجهها والدموع التى قد غطت اهدابها .. - : عااااااا انت جايبني هنا تولع في يا سيف بتنتقم مني : انتقم ايه دانا عاملك جو رومانسي وشموع ومكلف .. ثم اكمل بغيظ وانتي ملقتيش الا الفستان ده ديله اطول منك.... ده كويس اننا مولعناش احنا الاتنين .. - : عاااااااا الفستان بااااااظ انا غلطانه اني جيت معاك - : تصدقي انا كنت حاسس ان الجوازه دي منحوسه ، هو مفيش غيرو ذياد اخوكي - : مالو بقى ذياد ؟ قالت ذلك بعد ان خرجت من الماء ووقفت تعتصر فستانها لتنفض عنه الماء ومتجهه نحو السياره.. سيف : رايحه فين ؟ ندا : هنروح فين يعني هنروح طبعا .. وهو يحاول ان يلحق بها -: ندا استني طب والعشا دانا مستني اليوم ده من زمان.... خدى يا ندا هنا رايحه فين .. : رايحه اركب العربيه.... وروحني انا حاسه لو أعدنا اكتر من كده سمك القرش هيطلع ياكلنا، ايه النحس ده بس يا ربي ..... اخذت تسير تجاه العربيه وهي تتمتم بعض الكلمات بسخط..... : ده مش نحس دي عين اخوكي ذياد بصصلي في ام الليله .... - : اسكت يا سيف ... وسبني بالي انا فيه .. وروحنا وانت ساكت
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD