الفصل الثالث عشر

1613 Words
الفصل الثالث عشر " لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين " أسوء الخيانة .. هو من تعطيه الغفران والسماح وي**نك مرة اخرى .. بعض الوعود كالغيوم تختفى بانتهاء موسم الأمطار .. لا تجعلى قلبك كالنافذة المفتوحة فقد تصابى بالمرض ... ويختفى من وعدك بالبقاء حتى النهاية .. في اليوم التالي في المطار سيف بحزن : خلاص يا حبيبتي هتسافري وتسيبيني... احنا لسه فيها ممكن نلغي السفر وتخليكي معايا ندا : متصعبهاش عليه يا سيف كلها شهر ولا شهرين وانت تاخد اجازه وتجيلي تعد معانا شويه ذياد : دا مين دا الي هيسافر يقعد معاكو.... انسي انا مش هوافق بحاجه زي كده سيف : ليه يا عم وايه الي يمنع دي مراتي امتعضت ملامح ذياد وهو يقول : لا مش مراتك انتو في حكم المخطوبين سيف :والنبي سبنا في حالنا كفايه عينك الي كانت هتجيب أجلنا .. ذياد : انا لغايه دلوقتي مستغرب ازاي الفستان يتحرق. .. انتو كنتو سارحانين ولا بتعملو ايه ... بالظبط سيف : انا بقول كفايه كده سلامات ويلا يا ندا يا حبيبتي عشان متتاخريش علي طيارتك ضحكت ندا وهى تودع اخيها وسيف ووالدتها التى قد اعطت ذياد الوصايا العشر حول الاعتناء بعز وبضرورة جلب من يستطيع ان يهتم به .. بينما ذياد احتضنها ليطمئنها الا تقلق بشأنه وبشأن ولده وعليها الاهتمام بندا وبنفسها جيدا ... بعد ساعتين في بيت زينه دخل ذياد و معه سيف والمأذون استقبلهم عزت بحفاوه وجلسو في المكان المخصص لهم ثم بدأ الماذون في اتمام امر الزواج الي ان أمر بإحضار العروس للتوقيع علي عقد الزواج... خرجت الحوريه من غرفتها مرتديه فستان سماوي يع** لون عينيها الفيروزيه وطرحتها البيضاء مع بعض مساحيق التجميل البسيطه لاخفاء الكدمات التي بوجهها .... ولكن مالفت الانتباه هذا اللون الصارخ الذي يجمل شفتاها ... بادلها ذياد بابتسامه خافته وهو يتأملها ....ولكن تراجع من شروده من هيأتها عندما لمح كلا من سيف و الماذون يتابعونها بإعجاب من جمال هذه الحوريه... سرعان ما تبدلت ملامحه الي القسوه والغضب ، ارتجفت هي قليلا من نظرات عينيه القاتمه حيث اشار لها بالجلوس بجواره.... وما ان جلست في خجل خافضه رأسها حتي اخرج منديلا واعطاه لها واقترب من اذنها... وهو يهمس بغضب ويضغط علي نواجذه : اول واخر مره تحطي البتاع الي في شفايفك ده تاني ، والا هيبقى ليه تصرف تاني .. .... نظرت له في حيره وخوف ... كيف له ان يتبدل هكذا ، بعدما بادلها الابتسام وكان يبدو عليه الهدوء ، الي هذا الثائر الغاضب ، الذي يطلق حمم بركانيه من عينيه تكاد تحرقها .... ادركت حينها انه لا يحق لها بالاعتراض في هذا الوقت فالربما يحدث مالا يحمد عقباه.... اخذت منه المنديل سريعا وأزالت ما وضعته علي شفتاها... اكمل المأذون اجراءات الزواج.... وهي في شرود تام وتتسأل لماذا طلب منها ذلك هل بدافع الغيره والتملك.. ام اراد ان يوصل صوره الزواج الناجح لعزت حتي يثق به ... ولكن حدثت نفسها قائله: هيغير عليكي ليه فوقي ، الجواز ده مش حقيقي يا زينة ، فوقي قبل ماتلاقي نفسك بتحبيه ، وهنا قد امتلأت عينيها بالدموع ، وقد جاهدت حتي لا تخرجها ، حاولت التنفس ببطء حتى هدأت.... افاقت من شرودها علي صوت الماذون بالرفاء والبنين.. بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وبعد قليل خرج الماذون ومعه سيف.... طلب ذياد من زينه ان تستعد للانطلاق الي المنزل... بعد ساعه وصل ذياد الي الفيلا ومعه زينه دلفا سويا الي الداخل ونادا علي الخدم وعرفها بهم... فخيب امالها حينما اخبرهم انها جليسه أطفال... جاءت من اجل عز شعرت بغصه تعتصر قلبها ، لتتجمع الدموع في مقلتيها ، ولكنها جاهدت كي تمنعهم من الخروج ، فأخذت تتنفس ببطئ الي ان هدأت ، مذكره نفسها بمكانتها وانه من المستحيل ان يحبها... اما هو كان يتحدث مع احدى الخدم ولم يلحظ ذلك وطلب منها ان ترافق زينه لغرفتها ....ثم اتجه الي مكتبه يراجع بعض الاوراق ويعمل علي بعض القضايا....... صعدت زينه الدرج خلف الخادمة وهي تتامل حولها بابتسامه خافته... فهي لم ترا هذه الاماكن الا في احلامها.... حتي وصلت الي الطابق الثاني فكان يحتوي علي ثلاث غرف.... اخبرتها الخادمة ان غرفتها هي الاخيره بجوار غرفه عز.... دلفت زينه الي غرفتها وشكرت الخادمه لمساعدتها : وضعت حقيبتها ارضا واخذت تتأمل هذا المكان اصبح مملكتها ...... تتامل الكنبه بجوار الشرفه والسرير الذي يشبه سرائر السلاطين وحجره صغيره بجوار الحمام للملابس . ولكنها افاقت من شرودها ان هذا لفتره قصيره لا يجب ان تعتاد علي هذه الحياه.... اخذت حقيبتها وقامت باخراج ملابسها ودخلت الي الحمام... ثم خرجت وهي مرتديه اسدالا... وذهبت الي المرآه حتي تحكم اغلاق حجابها.... واخذت المصلي وصلت فرضها وقرأت بعض الاذكار.. حتي ان جاءها صوت عز من خلف الباب وهو يطرق بهدوء... فتحت الباب... مستقبله اياه بالاحضان والقبلات عز بمرح: بابا قالي انك خلاص هتعيشي معانا زينه : اه هعيش معاكو عندك مانع ؟ عز : لا انا مبسوط اوي.... هو ممكن تعلميني الرسم.؟... بابا قالي انك ممكن تعلميني ... زينه : ماشي انا موافقه حضر كراسه الرسم والالوان ونرسم سوا ... اندفع سريعا نحو غرفته حتي يجلب كراسه الرسم والالوان ولكن قاطعته الخادمه حينما طلبت منهم النزول لتناول العشاء ... وبدأ عز بالتزمر والاعتراض.... زينه : خلاص يا عز ايه رأيك لو أكلت طبقك كله هنعد نرسم كتير لغايه لما تزهق.. وبعدين انا اعده معاك علي طول هنرسم كتير .... عز بفرحه : طب يلا بسرعه ... احتضنت كفه بيدها واتجهو نحو الدرج ونزلو سويا ... التفت اليهم ذياد الذي جلس علي السفره في انتظارهم وابتسم حينما وجد عز يأتي سريعا جاذبا زينه خلفه ...ثم جلسوا علي السفره ... ذياد بابتسامه: انا شايف انكم اتصاحبتم مش محتاجين حد يعرفكم زينه بابتسامه: طبعا داحنا خلاص بقينا اكتر من صحاب كمان ولا ايه يا عز عز بفرحه : انا بحبك يا زينه اوي زي ميرال ذياد بغيره : لا ميرال دي تحبها انت براحتك..... انما زينه دي بتاعتي انا حاولت زينة ان تخفى خجلها وتوترها ولكن لم تستطع فكشفتها خدودها الوردية ، لاحظ ذياد ذلك فابتسم واكمل مغيرا لحديثه -: بعد الاكل عاوز اتكلم معاكي شويه فالمكتب ... لم تتفوه زينه باي كلمه واكتفت بهز راسها بايجاب وهي لم تستطع النظر الى عينيه بل كانت تعبث بالطبق امامها .. قاطعهم عز : لا... لو سمحت يا بابا انا عاوز زينه معايا في موضوع... انا اتفقت معاها قبلك ذياد لنفسه : الواد ده شكله مش هيجبها لبر ذياد يكتم غيظه : موضوع ايه يا حبيبي الي متفقين عليه ؟ عز : انا اتفقت مع زينه اني لو خلصت طبقي كله هنرسم ونلون كتير .... وانا خلاص خلصت طبقي... يلا يا زينه ذياد : لا زينه هتيجي معايا الاول عالمكتب هتكلم معاها شويه وبعدين تطلع ترسم معاك... وبعدين هي مش قدك عشان تقولها زينه بس ، اسمها طنط زينه واشتد الخلاف بين الطرفين... وقد لاحظت وجه ذياد الذي قد ظهر عليه اثار الغضب فتدخلت سريعا حاولت تلطف من الاجواء معلنه تدخلها لوقف هذا الجدال زينه : خلاص هنعد في الجنينه عز يرسم وانت تقولي علي انت عاوزه ابتسم ذياد واعلن موافقته علي الفكره...بينما الصغير ظل يقفز فرحا ... بعد قليل خرجوا الي الجنينه الخلفيه للجلوس حول المسبح ... بعد ان احضر عز كراسه الرسم والالوان..... ذياد : احم في شويه قواعد لازم تمشي عليها طول مانتي في بيتي ومراتي.... كانت زينه منصته له باهتمام وتكتفي بتحريك راسها بالموافقه كان هو يلقى عليها اوامره وكانها طفل صغير يجب ان تطيعه والا ستعاقب ليقول - : اول حاجه م***ع منعا باتا الخروج من الفيلا من غير اذني... ولو وافقت ومخرجتيش معايا يبقي معاكي السواق..... وم***ع المكياج بكل انواعه خارج باب الفيلا..... وم***ع تتكلمي او تتعاملي مع اي راجل غيري ... اغتاظت هى من نبرته المتملكة ، فعلى الرغم من انه زوجها ولكن ذلك مؤقتا ولكن لا يعطيه الحق ان يعاملها هكذا ، فهل لا يثق بها لهذه الدرجة حتى يملى عليها اوامره وكانها مذنبه لتحاول الدفاع عن نفسها قائلة - : طيب م***ع الخروج وفهمناها وبالنسبه للمكياج كده كده مش بحط كتير .. وطبيعي انا بروح كليه بتعامل مع دكاتره ومعيدين وزمايل ليه وكل ده في حدود دراستي وبس انا عمري ما تجاوزت حدودي مع اي راجل ... اقترب بكرسيه منها واضعا وجه امام وجهها حتى شعرت بانفاسه الحارقه ليقول من بين اسنانه - : الي قولته يتسمع .. انا مبحبش اعيد كلامي كتير ،ويا ويلك لو لقيتك خالفتي حاجه من الي قلت عليها... زينه بغيظ من اسلوبه : لو سمحت يا ذياد باشا اسمعني للاخر ويا تقنعني ياما اقن.... ابتلعت باقي كلامها عندما رأت عينيه التي تطلق شرارات من الغضب حتى انه قاطع كلامها قائلا -: انا اسمي ذياد بس وبعدين انا قلت الي عندي والموضوع ده منتهي اصلا ملكيش حق الاعتراض موضوع الزمايل والصحاب ده تمحيه من حياتك .. اغتاظت ولم تستطع السكوت لتقول بغيظ -: لا مش منتهي انا مش جاريه عندك عشان تديني اوامر حتي مش عاوز تناقشها معايا ، ده حتى الزفت عماد الي كنت مخطوباله متحكمش فيه كده .. قبض ذياد على زراعها بقوه وأقترب من وجهها حتى تأوهت بين يديه ، حاولت فك يده التي تقبض عليها بشده ولكنها فشلت ، أصبحت عينيه قاتمه **واد الليل ،تغلفها براكين علي وشك الانفجار... وانفاسه الحاره التي تكاد ان تحرقها .... ذياد بصوت كفحيح الافاعي : لو جبتي سيره الزفت ده تاني وانك كنتي مخطوباله ، انا هقطع ل**نك ... رمشت بعينيها عده مرات تحاول استيعاب ما قاله ، ابتلعت ل**بها بصعوبه من منظره الذي لا يبشر بالخير.. وهزت رأسها بمعني موافقه قبل ان يتركها ويعود لكرسيه هنا أيقنت ان الجدال معه دون جدوي وما هو الا اشعال لنيران الغضب التي كادت ان تحرقها فاكتفت بال**ت ، فركت زراعها موضع الألم ، متمتمه ببعض السباب في سرها -: تنشك في ايدك يا شيخ دا انا دراعى نمل .. ذياد : بتقولى حاجة يا زينة !! ادارت وجهها الى الناحية الاخرى ولم ترد عليه بينما هو ابتسم حينما شعر بخفقان قلبه الذى يخبره ب*عور لم يعيشه من قبل حتى حينما تزوج بزوجته الاولى سارة .. أخذت تداعب ذلك الصغير الذي سعيد برسم الزهور والالوان ،متجاهله هذا الفظ الذي يجلس جوارهما ينشغل بهاتفه...... بينما هو كان يتظاهر بانشغاله بالهاتف ، في حين انه يتابعهم بكل حواسه ،و مايشغل عقله تلك الحورية التي تملكت منه ولا يستطيع ايقاف عقله عن التفكير بها والتأمل في تفاصيلها .....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD