الفصل السابع

1712 Words
الفصل السابع (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك) كان مرسي يجلس على كرسيه المعتاد ليجد عماد يقترب منه ويجلس قبالته ليقول - : انت ايه الي رجعك من بورسعيد النهارده هو مش انا قايلك مترجعش قبل اسبوعين تلاته.. عماد : جرا ايه يابا انا زهقت من الاعده هناك لوحدي وقولت أجي ابص عليكم يومين وارجع... مرسي : والشغل الي انا مكلفك بيه هناك مين هيقوم بيه... نفخ عماد دخان سيجارته وهو يقول -: الشغل مش هيطير ، وبعدين دا هما يومين وهرجع تاني.... -: عالله بس..... -: استني اش اش ايه العربية الي داخلة الحاره دي ؟ دي بتاعت مين دي يابا -: معرفش تلاقي حد من المقاطيع سارقها وناوي يفكها ويبعها حتت.... دهس عقب سجارته اسفل جذاءه وهو يعدل من ياقه قميصه قائلا -: طب انا هشوف دي بتاعه مين وارجع... أوصل ذياد زينة على أول الشارع المؤدي للحاره التي تسكن بها ، بعد اصرارها على عدم دخول ذياد بها أهل الحي ، شكرته سريعا ، واستدارت حتى تذهب الى منزلها ، الا ان القدر قد أوقعها في شباك من لا يرحم ، وجدت من يقبض على ملابسها بقوة ويسحبها الى الخلف ، وما ان استدارت حتى انهال على وجهها بالصفعات المؤلمة ، وضعت يدها على وجهها وهي تحمي نفسها حينما رأت يده ترفع عليها للمره الثالثه إلا ان يده هذه المرة لم تصل اليها ، ازاحت يديها ببطئ من اعلى وجهها ، لتلمح ذلك الذي يقف أمامها بظهره العريض يحجب الرؤيه عنها ، مالت قليلا حتى تستطيع ان ترى عماد الذي قد حاول ان ينقض عليها مرة اخرى قاذفها بأب*ع الشتائم -: مانتي بتركبي عربيات اهوه يا بت ***** وتيجي عندي عملالي فيها خضرا الشريفه ، بقى انا بتقرطسيني يا بت ***** دفعه ذياد بقوة حتى تراجع الأخر الى الخلف وكاد ان يسقط.... ذياد : أنت ايه الي انت بتعمله ده انت اتجننت... ثم استدار وسأل زينه -: مين الزفت ده ؟ وهو يشير الى عماد الذي يطالعه بغيظ كانت زينة تبكي لتقول من بين دموعها -: ده.. ده خطي قاطعها عماد قائلا -: لا سبيني انا اعرفه بنفسي ، انا بقى المغفل الي كنت هتجوزها ، انت بقى مين يا حلتها.... الحبيب الجديد ولا زبون من بتاع اليوم الواحد.... صرخت زينة قائلة -: أخرس يا حيوان أنا أشرف منك ومن الي خلفوك... كاد ذياد ان ينقض عليه الا ان زينة استوقفته وهي تقول له باستعطاف -: ارجوك يا ذياد باشا امشي دلوقتي كفايه فضايح لغايه كده ارجوك سيبه وأمشي... كز على اسنانه بغيظ _: ولو مد ايده عليكي تاني... -: مش هيقدر يعمل حاجة بعد ما هيعرف انك ظابط لمح ذياد تجمع الناس وسمع همهماتهم ليهم بالانصراف قبل ان تزداد الحشود الا انه لم يستطع ان يكبح غضبه فاستدار لذلك الذي يقف ويطالعه ببرود ، وسدد له لكمه جعلته يترنح قليلا قبل ان يسقط ثم أقترب منه ليمسكه ذياد من ياقه قميصه ويرفعه امام وجهه قائلا بصوت كالفحيح _: لو جيت جنبها ولا مديت ايدك عليها تاني انا مش هكتفي بقطعها بس انا هدخلك تكمل بقيت عمرك فالسجن... ركب ذياد سيارته وانصرف تحت انظار الجميع منهم الشامت ومنهم الغاضب ، ليقف عماد وهو يمسح الدم من فمه ليقول - : عملالي فيها مؤدبه واقولك تعالي نخرج لا .....تعالي نعد مع بعض لا...... وانتي مقرطساني ........ ودايره علي حل شعرك ..... ومش بعيده يكون ابوكي الي بيدورك وي**ب من وراكي.... واقولك احدد الفرح تقوليلي لأ...... طب كتب كتاب لأ يبقى مع الفرح.... ... وانا الي كنت مفكرك شريفه طلعت الغ*ي الي هيحاسب عالمشريب..... نظرت له بكره لتخلع دبلتها وترميها امام قدميه قبل ان تجري مسرعه الي منزلها ، وهي تردد _: منكم لله حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منكم.... وصلت الي منزلها لتختفي داخل جدرانه وهي تحمي نفسها من عيون الناس الذي قد بدأوا بالحديث عليها وعلى سلوكها... عندما علم المعلم مرسي بما حدث أسرع الى عماد ، ليمنعه من ان يزيد الأمر تعقيدا ، فقد يتسبب بكشف مخططهم لو قامت زينه بالأفصاح عما طلبوا منها فعله .... مرسي : يلا... يلا كل واحد على بيته حارة غم متصدقوا جنازه وتشبعوا فيها لطم... عماد :شايف يابا بت **** مقرطساني ولا حتي عملالي اي اعتبار وجيباه يوصلها لغايه البيت كمان .. مرسي : تعالا بس نتكلم جوه الورشه بلاش فضايح قدام الخلق... عماد : فضايح هي لسه شافت فضايح ، دانا هربيها على الي هي عملته وهندمها عاليوم الي امها خلفتها فيه.... ثم انطلق سريعا نحو منزل زينة عازما على ت**ير عظامها لما فعلته في حقه... اثناء ذلك اوقف ذياد سيارته ليتصل بزينة للأطمئنان عليها والتأكد انها لن تنول من بطش ذلك المجنون ، لم ترد في بداية الأمر الا مع تكرار الأتصال قد ردت عليه ، تزامنا مع دخول عماد الى منزلها وعينيه مليئه بالشر متوعدا لها ، صرخت والدتها حينما اقتحم المنزل عليهم ولم يكن عزت موجودا ، سمع ذياد صراخهم ليعاود ادراجه سريعا الى الحارة ، اغلق سيارته حينما رأي عز نائما وتأكد من وجود سلاحه معه ، وانطلق الي منزل زينه حيث تجمهر الناس وتجمعهم ، اتصل بالشرطه ليستدعيهم وصعد الى السلم بخطوات متعجله. الى ان وصل الى مص*ر الصوت.... لم يحتاج الى طرق الباب لانه كان مفتوحا بالفعل على مصرعيه ، دخل ليجد عماد مماسكا بزينه من شعرها وهو يدفعها ناحية الحائط ، الا ان ذياد قد خلصها من بين يديه وتولى هو مهمه تأديبه ، حتى وصل رجال الشرطة بعد دقائق واستلموا عماد كالجثة هامدة بعدما تأكدوا انه مازال ينبض ، فلم تتضح معالمه من كثره ما تعرض له من ضرب.... بعث معه توصية خاصة لتجعله يندم بقية حياته عما فعله في حق تلك المسكينة.... بعد يومين في بيت ذياد هدي : ولله يا بني انا ماهاين عليه اسيبك ولا اسيب عز لوحدو كان هذا صوت "هدى" والدة ذياد التي كان يحمل صوتها الكثير من الاسف والحزن ذياد : يا ماما انا هتصرف وعز اهو فرصه اعد معاه اكبر وقت ممكن انتي عارفه انا كنت مقصر معاه بسبب شغلي وسفري.... بس انا خلاص استقريت هنا ولما يبقا في حاجه ضروري وهسافر ابقا اخدو معايا او اسيبه مع مامت سيف ما أنتي عارفه بتحب عز اد ايه..... هدي بدموع : يعني يابني انت مش زعلان اني هسافر مع ندا.. ذياد : لا طبعا ايه يزعلني... انا كده عالاقل مطمن ان ندا مش لوحدها وبعدين انتو هتنزلو فالاجازه يعني هشوفكم مرتين فالسنه .... وهما سنتين هيعدو بالطول وبالعرض ولما اخد اجازه اجلكم ممكن أجلكم انا وعز نغير جو.. استراحت قليلا حينما اخبرها بذلك ولكن قد خطر ببالها فكرة وهي ان تذكره بأمر زواجه الذي ربما قد يكون نساه ..... هدي: مش لو كنت متجوز كنت دلوقتي اطمنت عليك وعلي عز ... ذياد : تاني يا ماما السيره دي ..... انتي مبتزهقيش... كل حاجه بتيجي في وقتها.... ولو مجوزتش خالص انا فعلا مرتاح..... بصراحه الستات دول حاجه اخر نكد ، سبيني بقى انا اعيش وارتاح من غير نكد ... --------: مين دول الي نكد علي اساس ان الراجل هو الي فرفروش.... اوعا كده خليني سكته.. كان هذا صوت ندا الذي قد جاءت فور سماعها حديث ذياد الذي استفذها...... ذياد : ولله وطلعلك صوت.... امال الصوت دا كان فين.... اه ولا عشان وافقت عالسفر خلاص شايفه نفسك عليه .... احنا لسه فيها مفيش سفر .... تحولت نبره صوتها لتقول بنعومه -: كده بردو يا زيزو ..... ويرضيك تضيع مستقبلي .... ذياد : ايوه كده ارجعي في كلامك.... ها مسافرين امتى؟.... حجزتي التذاكر ولا احجزها أنا ؟؟ ندا :لا حجزتها هنسافر الاسبوع الجاي .. ان شاء الله .... هدي : انا نويت اعمل عيد ميلاد عز يوم الجمعه ذياد : بس هو عنده مسابقه يوم الجمعة .... هدي : اه ما هو قالي...... هعمل العيد ميلاد بليل ... ذياد : تمام شوفو انا مطلوب مني ايه وانا اعمله....... *********************** في بيت زينة عزت : ولله يا زينه انا مش مصدق نفسي لغايه دلوقتي انا كنت مفكرك هتطلعي خيبه زي امك مبتجيش من وراها منفعة ،بس ايه في ظرف يومين خليتي الظابط بقي تحت ايدك ..... زينه : بقولك ايه انا خلاص مش عاوزه فضايح اكتر من كده ،كفايه إلي الزفت عماد عمله وف*جت الناس عليه ، انا مش هكمل في اللعبه دي شوفولكم واحده تانية...... عزت : واحده تانيه مين يا روح امك هو احنا شغالين عندك.... زينه : ......... عزت بغضب وبصوت جهوري: مسمعكيش تقولي كده تاني كلها كام يوم وهيسافر القاهره وهتروحي معاه وتاخدي شنطه توصليها... ويطلعلنا قرشين حلوين... زينه بدموع وبغضب : اسافر معاه فين... وشنطه ايه انا مش هروح في حته والي عندك اعمله .... حتي لو موتني مش هروح...... وقف يزأر كالأسد امام وجهها ، بعد ان اجتمعت شياطينه امام عينيه لينقض عليها يوسعها ض*با حتى غابت عن الوعي .... لم يتحمل جسدها الضعيف وبم تستطع المقاومة ولكنه لم يأبه لذلك ليقترب منها وبصوت اشبه بفحيح الافاعي : انتي بتتحديني يا بت ***** أنا مش هعيد كلامي تاني ومفيش خروج من البيت تاني غير عشان تقابلي ذياد ..... تركها وذهب بعد ان أصبحت فاقده لمعالم الحياة ، بعد دقائق عادت والده زينة من الخارج لتجدها ملقاة على الارض والكدمات تغطي جسدها ، صرخت مستغيثة بجيرانها ، الى ان اجتمعوا داخل الشقه ، وساعدوها حتى تصل الى المشفى.... في المستشفى ........: ها يا انسه لسه مصره علي اقوالك انك وقعتي من عالسلم .... زينه بتعب وارهاق: ايوه .........: بس ايدك الم**وره ووشك المتشلفط بيقول انك مضروبه .. لو في حد مهددك قولي كادت والدتها ستخبره الحقيقة الا ان زينة قد استوقفتها حينما قالت - : مفيش حد مهددني انا وقعت من على السلم.... ........: طيب انتي حره احنا بنعمل الي علينا .... خرج الضابط المسئول ، وما ان اغلق الباب خلفه حتى انفجرت ودخلت بنوبة بكاء مريرة ، جذبتها والدتها داخل احضانها وهي تمسد على ظهرها بحنان ام زينه : كنتي سبيني اتكلم وكنا خلصنا منه وارتاحنا.... زينه بغل : الي زي عزت ده الحاجه الوحيده الي تخلصنا منه الموت ،وهو موته هيبقي علي ايدي... ام زينه : ربنا قادر يخده ويريحنا منه ، انشالله كانت ايده تتقطع قبل مايمدها عليكي ، هو ض*بك ليه ؟ زينه ببكاء : كل ده عشان عاوزني اسافر مع الظابط بشنطه الم**رات وانا قولتله لأ ده مكنش اتفاقنا نزل فيه ض*ب ، انا مش عارفه ازاي ده يبقى ابويا ، الاب الي يخاف علي ولاده ويحميهم ويخاف علي عرضه وشرفه ، مش يبعهم للي يسوا والي ميسواش ، ده حتي مهمهوش الفضيحه الي عماد عملهالي ، لا جاي يزود عليه اكتر ويض*بني .... ام زينه ببكاء : معلش يابنتي انا السبب ، انا الي غلطت لما اتجوزته من البدايه ، كنت عيله صغيره ضحك عليه وعلى ابويا ورسملنا البحر طحينه ، ومعرفتش انه بيتنيل يشرب ويلعب قمار غير بعد ماتجوزته ، وخلا ابويا مات بحسرته لما خسره كل فلوسه..... تن*دت زينه بألم : خلاص يا ماما نصيبنا هنعمل ايه ، بكره ربنا يخده ونرتاح يتبع ،،،،،،،،،
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD