الفصل التاسع

1536 Words
الفصل التاسع " اللهم وفقنى لما تحبه وترضاه " " الحياة لم تكن سوى مسرح كبير وكلنا نتنافس على البطولة .. ولكن لن يفوز بها الا من يستحقها " شعرت زينة بأنها كعروسة الماريونيت التى يتحكم بها عزت ، فعزمت على الثأر لها ولحياتها التى قد ساءت بسبب عزت .. اتصل عزت بزينة وأخبرها بما أملاه عليه مرسي ، وكذلك تخبر ذياد انها ستسافر القاهرة لتزور ش*يقة والدها ، متحججة بمرضها ... عزت : انتي هتقوليله انك مسافرة تزوري عمتك عشان هتعمل عملية ، ولما تقولي قدامه انك مسافرة كمان يومين هيقولك خلاص تعالي معايا على سكتي... زينة : وأفرض كاشفني وعرف اني بكدب.. عزت : هيعرف منين.. اجمدي كدة يا بت وخليكي واثقة من كلامك ومتتهزيش وانتي بتتكلمي... زينة : طب أنا تعبانة خلينا نأجل الموضوع ده شوية.. صاح عزت بها قائلا -: بقولك ايه يا بت دلع البنات الماسخ ده مبحبهوش ، اتعدلي معايا كده ونفذي الي قولتلك عليه يا أما يمين طلاق لأجي أ**ر بقيت عضمك الي فاضل.. زينة بدموع : خلاص حاضر الي انت عاوزة أنا هعمله... عزت : ايوه كده أتعدلي معايا ، يلا أنا هقفل معاكي عشان تكلميه ولما يرد عليكي قوليلي عملتي ايه... أغلق عزت الهاتف وهو يبتسم بمكر ظنا منه انه بذالك قد نجح بخططه النيئ ، إلا انه لا يعرف انه بذلك قد أوقع نفسه في عش الدبابير .... أسرع نحو المعلم مرسي وجلس أمامه ، وهو يبتسم أبتسامته الخبيثة قائلا -: أعتبره حصل يا معلم.. مرسي : يعني البت كلمته ورد عليها ولا لأ.. عزت : هتكلمه.. دي حتى قفلت معايا عشان تكلمه .. مرسي : انت مالي ايدك من البت دي ؟ عزت بسخرية: طبعا دي واخده علقه متخلهاش ترفع عينها قصادي لمده سنه قدام... مرسي: اممممم طب خد الألفين جنيه دول من تحت الحساب وزيهم بعد التسليم... عزت: مش شويه 4000 بس يا معلم .. ده البضاعه دي تجلها بربع مليون ولا أكتر... مرسي : كتر الطمع يقل ما جمع ، لو مش عاجبك هاتهم ونشوفلنا صرفه تانيه للبضاعه .. عزت : لا صرفه ايه ، في حد يرفس النعمة برجليه ، كله رضا ونعمة وفضل من عند ربنا .... ******************** لم تهاتف زينة ذياد فقررت أن تخبره بأمر سفرها ، عندما تقابلة عقب انتهاء امتحانها.. بعد الامتحان في الكلية كانت زينة تسير بعدما انتهت لتتجه نحو البوابة الرئيسية للجامعة ليستوقفها أحد الزملاء ......: ازيك يا زينه.. ألف سلامه علي ايدك. عملتي ايه فالامتحان ؟( خالد زميل زينة) زينه : الحمد لله بخير... حليت كويس .. خالد: انا معايا ملخص للماده الي هنمتحانها الاسبوع الجاي ... لو محتجاها اد*كي نسخة منها ؟ زينه : ياريت دي جت في وقتها فعلا انا كنت محتجاها ... خارج الكلية وقف ذياد امام البوابة الرئيسية وترجل من سيارته ، ووقف يستند بظهره عليها عاقدا يده أمام ص*ره ، مرتديا نظارته الشمسية يتابع خروج الطلاب ... ابتسم حينما رأها قادمة من بعيد ، لم تراه زينه في بداية الأمر ، لانها كانت منشغلة بما يقوله خالد خالد : انا مش شايفك لابسه الدبله !! زينه: اه محصلش نصيب... ممكن تديني الورق اصوره وارجعهولك .. خالد : طيب ممكن اخد رقمك انا كنت عاوز اكلمك في موضوع وبعدين عشان اصورلك الورق واوصله لغايه عندك... زينه لمحت ذياد : لا خلاص انا همشي ومش مهم الورق دلوقتي هبقي اشوف مع اي حد من صحباتي ... حاولت زينة أختصار الأمر حتى لا تطيل الأمر على ذياد وينتظرها طويلا... سارت عدة خطوات باتجاه ذياد ، الا ان يد خالد كانت الاسبق لها ، حيث امسكها من ذراعها حتى يجبرها على التوقف والتحدث معه ، غافلا عن تلك العينين التي تراقبهما كالصقر المتربص لفريسته.... خالد : زينه انتي بتهربي مني ليه ؟ انا كنت... قاطعه وقف ذياد كالسد المنيع أمامه ليحجب زينه عن رؤيته ، نفض ذياد يد خالد بعيدا عنها.. تعجب خالد من تدخله ليقول خالد: نعم... عاوز ايه ؟ ذياد بغضب : انت الي عاوز ايه ؟ خالد : زميلتي وبكلمها ، انت مالك!! لا يعلم لماذا يشعر بالغيظ ، حك أنفه بخفه محاولا التحكم بغضبه ليقول -: زينه تبقى قربتي ، وياريت متفكرش تقربلها ولا تشدها زي ما شدتها دلوقتي ... عشان المرة الجاية هس**رهالك!! خالد بغضب : انت مين انت عشان تكلمني كده .. ذياد لسه هيرد زينه قاطعته..... زينه : خلاص يا خالد ، انا مش عاوزه الورق هاخده من اي حد متشغلش بالك ، يلا بينا يا ذياد باشا.... نظر ذياد لخالد بانتصار ، اما خالد فقد كاد أن ينفجر من شده الغضب ... صعدت زينة الى سيارة ذياد أمام خالد الذي كاد ان يحترق من الغضب ، وقبل ان يلتف ذياد لجلس خلف عجلة القيادة مال على اذن خالد التي توهجت من من شدة الغضب قائلا بهمس -: احسنلك متحاولش تكلمها تاني او تشوفها حتي صدفه مش هيبقي كويس عشانك ، وبعدين من الواضح انها ولا طيقاك ولا عاوزة تعرفك من أساسا... لم ينتظر رده ليصعد الي سيارته وينطلق الى وجهته.... كانت زينة غارقة بأفكارها تحاول ترتيب أفكارها فهل ستستطيع ان تخبره الحقيقة ام لا.... ذياد : هو الي اسمه خالد ده كان عاوز ايه ؟ زينه بتوتر :لا ... اصل... مفيش حاجه ده كان بيسألني علي الامتحان....... ذياد : وانا مش عاوز اعرف كان بيقولك ايه اقفلي بقي عالسيره دي... مش هنضيع اليوم عليه ... هنا لمح ذياد الجبيرة الملفوفة بها يدها اليسرى ، وكدمة زرقاء خفيفة في وجهها فشلت هي في أخفاءها ، أوقف السيارة سريعا ، تفاجأت هي من رد فعله لترتعد خوفا ... ألتفت لها يفحصها بعناية قائلا ذياد بشر : مين عمل فيكي كده ؟ زينه بخوف :ااااااا انا.... عمل ايه؟ ذياد : مين مد ايده عليكي ؟ ..... زفت عماد؟؟؟ زينه : لا... لا طبعا... انا وقعت من علي السلم... ذياد بصوت جهوري: انتي شيفاني عيل برياله بتضحكي عليه .. لم تستطع ان تمنع دموعها من الهطول لتقول بصوت باكي - : انا مش قصدي ولله بس ... لم تستطع ان تكمل حديثها ، لتضع يدها على وجهها وتبكي ذياد بحزن : انا اسف مقصدش اخوفك .... بس انا ظابط واعرف افرق بين الض*ب وبين انك واقعه من عالسلم.... وبعدين في كدمات في وشك وانتي بتحاولي تداريها بالطرحه..... اهدي كده وقوليلي الزفت عماد الي عمل كده ؟ قاطعته زينه بدموع: لا مش هو ده... ذياد : مين ؟؟؟ زينه بتردد وبدموع : بب... بابا شعر ذياد بعدم قدرتها على اكمال الحديث ، نظر امامه بشرود قليلا قبل ان يعود الى مفتاح التشغيل ويتحرك بالسيارة مرة أخرى... بعد وقت وقف ذياد بسيارته بمكان ما على البحر ، اشترى بعض العصائر والحلويات ،حين انتهى رجع الى سيارته وطلب من زينة النزول.... زينه: ايه المكان ده... :؟ ذياد بابتسامه: تعالي هود*كي المخبأ السري بتاعي زينه لنفسها : ده هيخ*فني ولا ايه!! ذياد بابتسامه: متقلقيش مش هخ*فك ... زينه بأحراج : انت سمعتني ازاي ؟ ذياد : انا بقرا الافكار كان الكورنيش ملئ بالصخور الكبيرة والأحجار هبوطا حتى الوصول الى مياه البحر ... أمسك ايدها حينما تعثرت قدمها ، هبطا الاثنان سويا الى أسفل باتجاه الشط ، كادت أن تسقط أكثر من مرة ولكن كانت يده هي الدرع الحامي لها .. حينما وصلت الى الأرض تفاجأت بجمال المكان حيث كانت الأرض عبارة عن صدف ملون وشعب مرجانية بألوان رائعة والمياه الزرقاء تزحف على الشاطئ ببطئ مع ضوء الشمس اللامع وكأنها خطوط زهبية تنشر الأمل الى الكون ، كان المكان كقطعة من الجنة خلقت على الأرض... ظلت تجول بعينيها يمينا ويسارا تتأمل ابداع الخالق... زينة : انا عمري ما شوفت حاجة بالجمال ده!! ابتسم ذياد : عجبك!! زينة بانبهار : جدا... ده احلي حاجه شوفتها في حياتي ده ولا الاحلام....طول عمري كنت بعدي من هنا كتير بس مخطرش في بالي ابدا انه يكون كده... ذياد بغرور : ولا يخطر في بال حد.... المكان ده ملكيه خاصه...... زينه : ازاي يعني البحر والكورنيش بتاع الناس كلها ذياد بابتسامه : تؤتؤ.. المكان ده بتاعي انا وبس انا كنت ناوي اعمل مطعم هنا .. زينه : اها يعني انت اشتريته؟ ذياد : ايوه.... وده سر ما بينا محدش يعرف المكان ده لسه غيرك انتي وسيف صاحبي... زينه بابتسامه : طيب تدفع كام ؟ ذياد قرب منها وجنب ودنها: عمري كله... ورجع مكانه.... تفاجأت زينة بما فعله لتقول -: هو ايه الي عمرك كله !! تأملها قليلا وابتسم حينما رأى لون عينيها الذي قد امتزج مع ضوء الشمس ليصنع تناغما يسلب ال*قل.... بعد وقت ليس بقليل حتى مالت الشمس الى الغروب ، بعد ان تبادلا الاثنان الكثير من الاحاديث الى ان جاءت موجة البحر الثائر لتبلل ملابسهم وكأن البحر اراد ان يوقظهم من هذه الغفلة... ذياد : احم... اتفضلي العصير ده اشربيه ... عشان تحكيلي باباكي ض*بك ليه زينه : دااااا..... ده خلاف يعني.... عادي ذياد : اشربي الاول ، وبعدين أحكيلي... كان قلبها يخفق بشدة ، لا تعلم سببه هل خوفا من قول الحقيقة ام من توترها ، لاحظ هو تهربها من أخباره ، فأراد الا يضغط عليها بذلك ليقول - : زينه لو الموضوع هيضايقك بلاش دلوقتي خلينا بعدين بس توعديني انك تحكيلي الحقيقة ، وصدقيني اني فعلا مش هسيبه غير لما أخدلك حقك ... زينه: بجد !! ذياد : عندك شك في كده!! زينة : أنا قصدي انك هتصدقني وفعلا هتساعدني مهما حصل ؟ ذياد : أطمني يا زينة اني هكون جنبك وهساعدك مهما حصل.. تنفست الصعداء اخيرا لتقول -: بص انا هحكيلك بس مش دلوقتي ذياد: امتي؟ زينه : قريب... قريب اوي هتعرف كل حاجه تبادلوا الحديث قليلا عن أمر عيد ميلاد عز والذي أصر ذياد على حضورها بعد ان ابدت رفضها وتججها بعدة اسباب تمنها من الحضور ، الا انه اثر عليها الى ان وافقت ، وكذلك نفذت زينة خطة عزت حول السفر الى القاهرة وعرض ذياد عليها السفر معه كما توقعت ووافقت بالأخير. ......
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD