الفصل الرابع عشر

1661 Words
الفصل الرابع عشر " اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " "سيدتى .. كونى على يقين انا وجميع الرجال كاذبون " نزار قبانى .. " فالرجال جميعا كلهم مفترسون ... والنبيل فيهم " ذئب صبور " بعد يومين في ألمانيا تقف ندا وسط مجموعه من الفتايات من بلدان مختلفه يتبادلون التعارف بينهم الى ان قطع حديثهم ذلك الشاب ذو الملامح الشرقية صاحب البشره الخمرية والعيون البنيه والشعر الاسود الغزير ليقترب منها ويبتسم وكأنه يعرفها قائلا: -: انتي اكيد الدكتوره ندا مظبوط؟ تفاجأت هي من لكنته العربية وبالأخص المصريه لترد عليه قائلة بسعادة - : انت مصري!!!!! مد يده لها بالسلام ومعرفا بنفسه : انا الدكتور شريف الانصاري .. المسئول عن متابعه رسالة الدكتوراة بتاعتك ، اول ما عرفت انك مصرية ، قولت أجي وأعرفك بنفسي ... ابتعدوا قليلا عن الفتايات ثم قالت : -: انا سعيده جدا اني اتعرفت علي حضرتك ، وخصوصا انك عربي وكمان مصري ، انا اكتر حاجه كانت مضيقاني ان كل الي الزملا الي معايا اجانب ملقتش عربي يوحد ربنا ... شريف : هههههههه ، طيب الحمد لله ، عموما انا جيت اعرفك بنفسي ومن بكره هتجيلي مكتبي ونتكلم عن موضوع الرساله وانا هساعدك في كل حاجه ، ولو احتجتيني في اي حاجه انا مش هتاخر ... ندا : متشكره لحضرتك اوي ، يارب اكون عند حسن ظنك ... شريف : انا مضطر امشي دلوقتي عشان عندي ميعاد وبكره نتقابل تاني ان شاء الله ... ندا : ان شاء الله بعد اذنك ابتسمت وهى تعود الى اصدقاءها التي تعرفت عليهم للتو ، بينما هو ظل ينظر لأثرها ويبتسم بعد ان تن*د براحه قائلا -: يظهر ان الزمن بيعيد نفسه تاني ، ومكتوب عليه اعيشه مره تانيه .... في الصباح استيقظت زينه علي اشعه الشمس تداعب عينيها... لتنهض وتفتح عينيها بحب... لتذكرها للحلم الذي رأته مع فارسها ... الذي يحملها علي حصانه الابيض... ويجري بها وسط الحدائق ........ الي ان افاقت من شرودها علي دقات الصغير علي الباب طلبت منه الدخول عز بسعاده :ميرال جايه تتعرف عليكي زينه بابتسامه وتحاول كتم ضحكتها : انت حكتلها عني قولتلها ايه؟ عز : قولتلها اني بحبك اوي زيها ... فهي زعلت وانا صلحتها وقولتلها تيجي نرسم سوا ذياد بضحك : مين دي الي هتجبها البيت انت لسه صغير عالكلام ده والتفت لزينه الجالسه فوق السرير التي تبحث عن اي طرحه او غطاء لرأسها تأملها ذياد بحركتها العشوائيه وهي تدور في الغرفه الي ان وجدت منشفة وضعتها فوق راسها... متناسيه ما ترتديه من منامه قصيره لا تتعدي الركبه ... اخذ يتاملها... وطلب من عز الخروج من الغرفه ... حتي اقترب منها.. وازال المنشفه لتترك العنان لسلاسل الذهب للتمرد علي وجنتيها وخلف ظهرها بعشوائيه .. وضع يده فوق شعرها يتحسسه برفق ثم ازال خصله شارده ووضعها خلف اذنها ، ظل يتفحصها بعينين هائمه وكأنه يحفظ ملامحها داخله ...حاولت هي الابتعاد.... لاحظ ذياد توترها... ابتعد عنها قليلا.... ذياد محاولا كتم ضحكته : بداري ده مني ( مشيرا لشعرها) وسايبه رجليكي كده عادي... ثم تعالت صوت ضحكته الرجوليه اندفعت هي نحو السرير... حاجبه نفسها عنه تماما أسفل الشرشف الذي كان موضوع علي السرير .. انطلق نحو باب الغرفه وقبل ان يخرج قال -: انتي مراتي يعني من حقي اشوف الي انا عاوزه.... ومن حقك كمان تعدي براحتك في بيتك مش لازم تداري نفسك مني.... وطول مانتي جوه الفيلا مشوفكيش بالطرحه....ويلا عشان الفطار جاهز........ ثم خرج ، وبعد ان سمعت صوت اغلاقه للباب استطاعت بالكاد ان تلتقط انفاسها بعد هذه العاصفه التي كادت ان تهلكها.... بعد قليل نزلت زينه الي أسفل مرتديه فستانا من اللون الأزرق المزركش ببعض الورود البيضاء ... وقررت ترك شعرها يتنفس دون تكبيله أو اخفاءه كانت تخطو علي استحياء ...... لم يستطع ذياد ابعاد عينيه عنها فكان يتأمل هذا الجمال.... ويلعن نفسه انه ينصاع ل*قله الذي ايقظه علي ان هذا الزواج صوري.... لاحظ خجلها وتوترها... اراد ان يدخل في حديث معاها.... لعل بعض الكلمات تهدئ طبول الحرب التي تقرع بداخله... ذياد : احم زينه انتي عندك امتحان النهارده ؟ زينه : اه... الساعه 11 ذياد : يعني كمان ساعتين من دلوقتي زينه : اها ذياد : خلاص تمام عم حسن السواق هيوصلك ... زينه : مفيش داع قاطعها ذياد : زينه احنا قولنا ايه زينه بمضض :ماشي حاضر.... ذياد: ياريت كل الي قلت عليه يتنفذ زينه : ذياد لو سمحت... انا مكنتش بحضر فالكليه كتير وفي بعض الزمايل او معيديين منهم ولاد بيساعدوني ف قاطع حديثها ذيادبغضب : زينه انا قولتلك ان في حاجات معينه مينفعش فيها الجدال (ثم أكمل بغيظ محاولا التحكم بغضبه لجلوس عز معهم ) خلصي فطار وتعالي ورايا عالمكتب....... دلف ذياد الي المكتب وخلفه زينه .. وما ان اغلقت الباب .... اقترب منها.... حاولت الرجوع بخطوات متعثره الي الخلف خوفا من هيئته التي لا تبشر بالخير حتي التصقت بالباب.. اقترب اكتر حتي التصق بها.... ومال علي اذنها.... وقال : لو شوفتك بتكلمي راجل غيري هقتله ، ومتزعليش من الي هيحصلك ابعد رأسه قليلا لاحظ توترها و جسدها الذي ينتفض زعرا .. اغمض عينيه للحظات محاولا التحكم بغضبه ، حتي هدأ قليلا ، ليفتح عينيه لتقابل عينيها ، للحظات قبل ان يغوص معها راسما نقطه البدايه لعشق ذياد لزينه حاولت هي المقاومه و الأعتراض ولكن في النهايه انصاعت لنداء قلبها ... بعد لحظات ابتعد عنها قليلا وقد تعالت اصوات الطبول معلنه ولاده العشق في هذين القلبين ...... تأمل هو تورد وجهها الذي اصبح مشتعلا من شده الحمره ، وقبل ان ينطق دفعته سريعا بعيدا عنها ثم فتحت الباب متجهه الي اعلي... في ذاك الحين حاول ذياد جمع شتات نفسه حتي لا يفقد اخر ذره توجد بعقله ويفقد هيبته امامها .... عند سيف... الذ كان يتحدث سيف على الهاتف يبدو علي وجهه علامات الغضب سيف بصياح: ازااااي يعني ؟؟... طب انا هعمل ايه في المصيبه دي.... لو حد عرف انا حياتي هتدمر ....... ده مش ذنبي لوحدي انا مض*بتكيش علي ايدك...... لا انا مبتهددش..... لو متخلصتيش منه . انا الي هاجي وهخلص عليكو انتو الاتنين... ثم اغلق الخط.... واخذ بهاتفه يقذفه بقوه ناحيه الحائط ليسقط مهشما عند زينه في الكليه تتحدث لأحدى صديقاتها زينه : ياااااه اخيرا خلصنا امتحانات صديقتها: متفرحيش اوي كده كلها اسبوعين ونرجع للهم والدراسه تاني... ملحقناش زينه: يا ستي خليكي متفائلة... حلوين اوي إسبوعين اهو نغير جو.... صديقتها: نغير جو ايه محسساني اننا هنطلع نصيف.... دانا هموت من البرد زينه : طب يالا بدال ما نتجمد من الواقفه ... انا هروح بقي عشان متأخرش صديقتها : مش هتستني خالد نسأله عمل ايه في الامتحان ؟ زينه بتوتر : لا لا استنيه انتي انا همشي سلام لاحظت زينه اقتراب خالد منهم... همت بالخروج سريعا قبل ان يوقفها.... ولكنه ظل ينادي عليها.... فخرجت سريعا متجاهله لنداءه.... وما ان خرجت تفاجأت بذياد يقف مستندا علي سيارته وعلي وجهه ابتسامه هادئه... اشعلت نيران الحب داخلها.. فبادلته ابتسامه خافته واقتربت منه.... وقبل ان تتفوه بكلمه لاحظت انصراف هذه الابتسامه التي كانت ترسم وجهه بحب الي علامات الغضب ونظراته التي كانت تحرق ماهو خلفها... استدارت سريعا... لتجد خالد ينادي عليها..... ابتلعت ل**بها في غصه وألم.. خوفا من ان يفتك ذياد بهما.... اقتربت هو منها ليقف جانبها بعد ان شدد حصاره علي كتفها واسناد كتفها لص*ره ، معلنا تملكه لها امام الجميع ،ثم اشار لخالد بالاقتراب منهما ، وعندما اقترب.... حاول ذياد التحكم بغضبه ليقول: نعم... بتنادي ليه ؟ خالد ببرود : انا بنادي لزينة ذياد وهو يضغط علي اسنانه : وانا وزينه واحد خالد : انا كنت عاوز اكلمها في موضوع خاص ذياد : اتفضل إيه هو الموضوع زينه بخوف : مفيش داعي للكلام اكيد عشان يسالني علي الامتحان... يلا بينا يا ذياد لو سمحت ذياد متجاهلا لزينه : ها ايه هو الموضوع؟ خالد بعند : منا قولتلك خاص ذياد لم يتمالك نفسه وهنا وصل غضبه لقمة الذروه واقسم بداخله علي قتل هذا الأ**ق ، فاقترب منه وأمسكه من ياقته ليتحدث اليه بصوت أشبه بفحيح الافاعي قائلا: أمشي من وشي احسنلك ، عشان لو فضلت ثانيه كمان متلوش الا نفسك.. خالد بعند : انا مبخفش ، والي عندك اعمله اما الاخر فلم يتمالك نفسه فقام بتسديد له لكمه اوقعته ارضا... ثم مال عليه وعينيه اصبحت **واد الليل تندلع داخلها البراكين قائلا : المره دي انا اكتفيت بتحزيرك.... لو لقيتك بتحاول تكلم مراتي تاني.... انا هندمك عاليوم الي الست الوالده خلفتك فيه .... ثم تركه مبتعدا عنه ليقف بهيبته واضعا يده في جيبه ، اما زينه فتدخلت بعد شعورها بالخوف وبايدي مرتعشه ،حاولت سحب ذياد الي العربيه... وهي ترجوه ان يتركه ، بعد تجمع الحشد حولهم ،وعندما التف لها ذياد يحاول ان يصب عليها غضبه وجدها ترتجف وقد انهارت في البكاء ... فلام نفسه كثيرا علي حالها ، ، وشعر بالذنب قليلا ... ثم فتح لها باب السياره وبعدما ركبت ، استدار ليركب خلف المقود ، ليعودا الي المنزل في المانيا ندا : الناس هنا افكارهم مختلفه وثقافتهم كمان، كنت بدعي ربنا اني ألاقي حد عربي ، احس ان طباعه زي طباعنا الي اتربينا عليها شريف : اول ما جيت هنا كان معظم الي بيدرسو معانا من دول مختلفه من العالم كنت نادرا لما الاقي حد عربي .. ندا : الحمد لله ان ربنا حطك في طريقي .... لولا انت مكنتش لحقت التسجيل وكنت هرجع مصر زي ماجيت شريف : لا متقوليش كده احنا ولاد بلد بردو... انا قولت اكيد في حاجه شديده اخرتك عن ميعاد التسجيل فقدمت الورق الي اتبعتلي من مصر مكانك لغايه لما تيجي وتقدملهم باقي الاوراق المطلوبه ... ندا بحزن : انا مواعيدي مظبوطه ، بس قبل ما انزل من البيت ماما تعبت شويه ، ومقدرتش اسيبها غير لما أطمن عليها .. شريف : ألف سلامه عليها ، لو محتاجه حاجه انا المستشفي بتاعتي قريب من هنا ، وممكن ابعتلك احسن طبيب يتابع حالتها .. ندا : لا مش للدرجه دي ، ده هو دور برد بس شديد شويه ، فرق كبير بين جو مصر وهنا شريف : شويه شويه هتتعودو علي جو ألمانيا .. ندا : هو حضرتك عايش هنا بقالك كتير شريف : يعني بقالي 15 سنه تقريبا... جيت مع والدي كان طبيب بردو ندا : ياه ومنزلتش مصر خالص طول الفتره دي ؟ شريف : نزلت مره مع والدي يوم وفاة جدتي ومن ساعتها وانا عايش هنا ، بشتاق لمصر كتير وكل ما افكر اني اسافر افتكر ان مليش حد هناك ، برجع في كلامي ندا : طب وولدك شريف :ولدي مشغول ديما بشغله وديما بيسافر من بلد لبلد .. اكيد سمعتي عن دكتور حامد الانصاري ندا : طبعا ده أشهر دكتور جراحه القلب فالعالم .... شريف : احكيلي بقى مصر بقيت عامله ازاي ؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD