الفصل الثامن

1239 Words
" شك " وماهو الجديد ! , حياتنا أصبحت دوامة من الشك تدور حول بعضها حتى تنسى من فرط الدوار من أين بدأت , لعلك تقول نسيان الماضى سهل ... لكنك تلقاه أمامك فى كل مرة تُحاول فيها إيجاد المخرج بتلك الدائره المُكتظة بالناس الذين أتوا يذكرونك بما فعلت بهم يوماً ................. ثبَت مُقلتاه عليها ومن فرط صدمته لم ينطق بشيئًا حتى نزلت منها دمعة الخزى أمامه وهى تُطرق برأسها أرضاً عسى أن تُزيح خيبة أبيها التى وصلت لمسمع ذلك الغريب التر تحاول التوارى منه . أطلق زفرة قوية قبل أن يهتف بشك وهو يُطالع المنزل الذى يبعد أمتاراً عنهم -يبقى هو .. -هو إيه ؟ أردفت هى الأخرى بتساؤل رافعهً رأسها تلك المرة لترى تلك النظرة بعينيه , نظرة الإتهام الواضح الذى جعل جسدها يتلبد واقفاً بلا حراك كأنما اُلقى عليه دلو ماءٍ بارد -هو اللى عمل كده فى جدك.. نبرته الواثقة جعلتها تزدرد ريقها الذى وجدته بصعوبه بالغه ,لتجدها ودون وعى تصرخ به قائلة -لأ لأ .. استحالة ده أقرب واحد لجدو استحالة يعمل فيه كده -وليه لأ مش يمكن عشان يورث الشركة كلها لوحده استطاع إثارة الشك داخلها ليرتسم على جانب شفتيه ابتسامة مُتشفيه لرؤيتها مُشتته لذلك الحد , وهى كانت بعالم أخر هى خجلة لسماعها ذلك الكلام منه أكثر من صدمتها به .. فكيف يعرف كل تلك الخبايا عن عائلتها التى ظنتها يوماً ... مثالية! - مش وقته .. مش وقته كان صوتها مبحوحاً ساندته دموعها الغزيرة المُنسابة على وجنتها بنعومه بدون قيدٍ أو منع! حك رقبته وهو ينظر لصدق دموعها لينتبه بعد ذلك لوقوفهم خارجاً , أمسكَ يدها بقوة ليسحبها وراءه نحو المنزل وما إن إقتربا من الباب حتى أفلتَ يدها وأشار لها بالتقدُم أولاً لترمقه بنظرة إستفهام قبل أن تدلف للداخل ليُجيبها بأخرى تُخبرها بأن تنتظر! دخلت بلهفه على جدها المُسطح على الفراش لتجد الطبيب يخبرهم بأنها حالة تصلُب شرايين وأن المريض يُعانى من القلب ... صدمتهم جميعاً كانت بادية على وجوههم خصوصاً أنه لم يعانى من أى مرض ولم يشكو ألماَ ! لكنها كانت سعيدة داخلها .. يكفى أن أباها لم يكن هو الفاعل كما زعم كنان .. رأته يتقدم من الخارج وقد وصلَ لتوه لترمقه بنظرة زهو قبل أن تستدير لتقبل يد جدها النائم جراء ما أخذ من أدوية وجدته يغادر بعدما رأت خياله بطرف عينها لتن*د سريعاً وهى تحاول البحث عن أباها لتجده فى الجهه المُقابلة لها من سرير جدها يجلس بجانب والدته وهى تمسحدموعها التى انسابت بغزارة أطلقت ضحكة ساخرة فى الخفاء حتى لا يلاحظها أحد , فجدتها التى كانت تشكو منه جالسة عند رأسة تبكِ وتقرأ مما حفظت من القرآن ..حقاً أن ذلك القلب هو العضو الخائن بالجسد ! فال*قل يُنادى بالإبتعاد وتؤاذره جميع أعضاء الجسد ويبقى القلب فى الجهه المُقابلة العدو المُتأهب لأى فرصة للإقتراب ............ -ياربى اليوم ده كان صعب أوى مش قادرة أتحرك من مكانى أردفت بها إيمى بتعبٍ واضح وهى تتسطح على الفراش بعدما أبدلت ملابسها ووضعت صغيرتها فى الفراش الصغير المُخصص لها . ليجيبها رائد بنزق وهو يجلس على الأريكة مُمسكاً أحد الأوراق بيده -أيوة .. معرفش تحسى حد حاطط عينه فى السفرية دى ثم هبَ واقفاً وهو يقف أمامها هادراً بحنق - بعدين أنا قلتلك تعالى المزرعة .. تقومى جاية وجايبة عيلتك كلها معاكِ ؟؟ هتفت بنبرة ضائقة وهى تقف قبالته مُطبقه زراعيها لص*رها ونبرتها لم تختلف عن خاصته -ومالهم أهلى يعنى مش عايزهم ليه , ثم انها دعوة كنان اتقنت استخدام كلماتها تلك المرة وعيناها تتبدلان من الغضب للعتاب الحانى .. حتى لو كنت ستعاتبه فعلى الأقل يكون عتاباً حانياً حتى ترضى جزءًا من قلبها الثائر بعشقه -على الأقل هو قريبنا من بعيد وعزمنا ..انت من يوم ما اتجوزنا مشوفناش منك حاجة , ولا بنشوفك أصلاً قالت جُملتها الأخيرة وهى تستدير نحو الفراش مرة أخرى وتلك المرة أعطته ظهرها مع تغطية وجهها وكان أمر إخفاء إبتسامتها تم بنجاح بينما هو بقى طوال الليل شارداً فى حديثها الذى أيقظه من غفلته .. لم يشعر بما عانته وهو بعيدٌ عنها , الآن يذوق مراره ما فعل وكأن القدر يخبره أنك مدين لها بوجعٍ مثلما تألمت هى ... ألقى عليها نظرة أخيرة مُتالمة ثم جلس تلك المرة على الأريكة يفكر فى كيفيه استعادتها مرةً أخرى .......................... - انتِ اتجننتى ؟؟ استحاله اعمل كده طبعاً .. وكلمة أخيرة كمان ان شالله ماعنك صدقتى ! كانت كلماته غاضبه ماعدا الأخيرة التى قالها بسُخرية وهو يرمقها من فوق كتفه وقبل أن يتقدم خطوة واحدة كانت أمامه تحاول منعه من الذهاب ففردت ذراعيها أمامة وأردفت بصوتٍ عالٍ مشوبٍ بالحدة والدموع تتهادى على وجنتيها الحمرواتين - مش هتمشى غير لما نتكلم ... لازم أعرف كل حاجة قبل ما نمشى نفضَ ذراعها عن مساره وتقدم غير آبهاً بها , لكنها رغمَ ذلك أردفت ولكن بصوتٍ أكثر خفوتاً تلك المرة كافٍ ليسمعه هو فقط بتلك المنطقة خلف المنزل التى أصبحت مقرهم لمقابلتهم الليلية - حرام عليك , انت كده بتعذبنى - التفتَ إليها بحدة مُمسكاً بذراعها ليهزها بقوة وهو يتحد والشرار يتقد فى عينيه مع كل كلمةٍ يلفظها - ومش حرام عليكو لما تموتوا جدى ! , وتستولوا على أرض مش بتاعتكو .. وكمان عايزين تاخدو أملاكنا .. مين اللى حرام عليه بقى زادت دموعها وهى تراه مُنفعلاً لتلك الدرجة لتضع يدها على فمها تكتم شهقاتها التى انسلت بعضها مُنبهً إياه لما يفعله . أفاقَ على بكاءها الصاخب ليترك يدها كما ينفض الأتربه عن ثوبه . وجدها تقترب منه مرة أخرى ولكن على وجهها نظرة خائبه لتصدمه بقولها -أنا عارفة اننا يمكن أذينا عيلتك , بس كلنا ملناش ذنب ولا نعرف حاجة عن البلاوى دى .. لكن كل اللى هقوله .. سيب ربنا ياخد حقك أفضل! - لن أرحمَ أحداً .. فأنا لستُ الرب! هتفَ بها بتحدٍ سافر وهو يرفع حاجبه الأيمن تأكيداً على تهديده العلنىّ أمامها نظرت فى عيناه لتجدها أعلنت الحرب عليها وهى بغباءها استسلمت لسحابته الرمادية التى أمطرت على قلبها سنين الذُل ! ................... كانت تضع ملابسهم فى الحقيبة حينما أردفت بنبرة ماكرة وهى تتعمد فتح فجوة بين الأخوين -هى مالها حسناء يا محمود حطانى فى دماغها ليه أردفَ محمود بنبرة واهنه وهو يتضجع على الفراش بإنهاك -ماهى بتعاملك كويس أهى .. تلاقيكِ انت بس اللى مش واخده بالك يا آمال التوت شفتاها وهى تستكمل حديثها السام كالأفعى الرقطاء - لا دى قدامكو بس انما هى بتغل من ناحيتى أوى , حتى انهاردة دخلت قلت السلام عليكم مردتش نظرَ لها بشكٍ ليتحول بعدها لضيقٍ ليشيح بوجهه عنها وهو يتدثر جيداً -ان شاء الله نشوف الموضوع ده بعدين , محدش أصلاً كان مركز انهاردة أنا نفسى مخدتش بالى انك قلتى حاجة قلبت فمها وهى ترمقه من ظهره بق*ف قبل أن تهتف تلك المرة بنبرة تُشبه الفحيح -طيب ماشى .. صحيح ابقى قول لأدهم يخف شوية مع منه مش كل شوية يقعدوا سوا عقدَ حاجباه بتعجُب وهو يتحدث باستغراب -ما احنا كلنا بنبقى قاعدين مع بعض وشايفينهم فى ايه يعنى -مفيش أنا بس بنبهك .. يلا تصبح على خير ألقت ما كتمته داخل ص*رها الذى اشتعلَ بالغيظ تجاه حسناء وزوجها لتتركه هو هائمُ بين بحور الشك التى على وشك إغراقه .. .......................... تقف فى الشرفة تُمسك بهاتفها التى كانت تتصفحه بشرود فعقلها بمكانٍ أخر ذهبت إليه بقدمها بعد من أرادت معرفة الحقائق . لم تعتقد يوماً أن رجلاً كجدها كان عاشقُ يسعى وراء محبوبته وأنا كان يتألم عندما تزوجت من غيره لتُثار غيرته ويهُم بإحراق بيتها التى تسكنه ليخطئ التوقيت المُناسب لإلقاء بعض الأعواد فى أثاث المنزل ليحترق جده بدلاً منها ويظل حفيده يسعى لإنتقامٍ يظن أنه منه بناجٍ ........ كنان منذ متى وأنا أبوحُ لأحدهم بما يكنه ص*رى , ستحترق هى بنيران الألم والشك كما سيحترق جدها بأفعاله المُشينة .. لتسقط رايات الحُب التى أعلنها ذلك المدعو " عبد العظيم " على جدتى يوماً . فالحبُ لا يجلب سوى الموت بعدما يُعذ*ب الذى ذاقه مراراً وتكراراً على خطأه كُلٌ سيلقى جزاءه عما فعل ...وتباً للجميع ! يتبع ... #سارة_عاصم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD