الفصل السابع

1969 Words
"هُدنة" لنرمى أسلحة الحرب الصارمة ونأخذ هُدنة سلام عهده .. إلى أن أكرهك سأدع نفسى القديمة تنساب بين يد*كِ , فلو كان لنفسى القديمة رجعه فسأكون سعيداً لو كانت بين يد*كِ .. ........... رفقاً بمن احترقت روحه بين غياهب الظلمات,تدفع الثمنَ وحدها لعلها ُكفر عن أخطاء الماضى الذى اندثر لكنّ أثره باقياً يكوى ما تبقى من رماد الروح وقفَ فى الشرفة يُطالع النجوم بنظرة خائبة , يحاول أن يقنع نفسه بأنه يستطيع الإرتقاء مثلها , فهى تُبحر فى السماء بغيرِ حساب ودون إهتمام لما تلقاه ى ذلك الفضاء الموحش , بينما هو يخاف أن يخطو خطوةً واحدةً يُحاسَب عليها , يتملكه الرُعب من التقدم ولو لإنش ! لطالما كان مُحاط بمن يساعدونه دون أدنى مجهود لكنه الأن شريداً فى وسط لك العواصف بتخاذل عمن حوله ! وجدها تقف بجانبه بعدما وضعت يدها على كتفه تنبهه بوجودها الذى قطع خلوته بتفقدة لخيبة أماله -مالك يا خالو واقف كده ليه ؟ أردفت سلمى بتساؤل وهى تنظر لجانب وجهه وهو مُستند على الشُرفة . أجابها بنبرة مشوشة ع**ت تفكيرة الذى عصفَ بذهنه , وهو لا يُخفى عنهاشيئاً فتلك صديقته التى عرف خباياه ونقاط ضعفه وهو بالمثل .. تشاركا ما بينهم حتى اصبحت العلاقة بينهما قائمة على الفهم غير أنها قرابة دائمة -مفيش يا سلوم, حابب أقعد لوحدى شوية بس -اشطا تعالى نتكلم بقى هتفت بها بمرح , لتجده يرفع حاجبه الأيمن بتعجُب وهو ينظر لها بإبتسامة .. يعرف أنها لن تركه حتى تعرف ما به وهى فرصة جيدة حتى يُفضى ما فى جُعبته لأحد قريب منه تولت هى دفة الحديث لتسأله بخفة لتسحب منه الكلام **لاسل من ذهبٍ -مش هتنسى بقى ولا إيه .. كفاية لحد كده ونبص لنفسنا ارتسمَ عل جانب شفتاه إبسامة ساخرة ومُقلتها التى **اهما الألم المشوب بلمعان الدموع فيها - انتى طيبة أوى يا سلمى ..مفيش حاجة هتتغير ابتلعت ريقها قبل أن تتحدث ونبرتها قوية كشخصيتها التى لم يستطيعوا طمسها -مش يمكن نقدر نرجع كُل حاجة مع بعض كانت نبرة مُخيبة للأمال كعادته , لا يمتلك ثقته بنفسه التى تجعله يقاتل! -نرجع ل حاجة , انتِ عايشة فى وهم للأسف .. مفيش أى حاجة هترجع زى ما كانت , الإنسان كُل ما بيكبركل ما بيواجه صعوبة فى إنه يرجع للماضى .. بيفضل بس جواه وعايش عشان يحسسه بالذنب تحدثت بحدة تلك المرة مُتناسية صلة قرابتهم وقد اشتعلت وجنتاها وتسربت الدماء إليها جراء غضبها وإنفعال تقاسيم وجهها -لو عندك أمل هتعمل كا حاجة ,كل حاجة هتهون مع الشخص اللى انت واثق أنك هتنجح معاه , مع الظروف اللى هتتحداها ..وفوق كل ده علاقتك مع ربنا مش بس هتغير لا .. دى هتبنيك من جديد ظلَ ينظر لها مشدوهاً من حديثها الذى لامسَ وتراً حساساً بقلبه , يعى أن حديثها صحيحٌ .. لكنه لن يستطيع حقاً لن يستطيع التخلُف مع حدثَ معه وجدته ينظر لها بتعجُب فأخفضت بصرها قائلة بنبرة هادئة بعض الشئ -أنا اسفة يا خالو .. بس لو وصل الأمر لكده فكان لازم الكلام ده يتقال وأنا إستحالة أسيبك متدمر كده ومتكلمش ملسَ على حجابها بإبتسامة باهته قائلاً بودٍ -على فكرة لو حد غيرك كان قالى الكلام ده مكنتش سكتله .. بس كلامك صح , بس محتاج وقت أردفت بإصرار وهى تنظر داخل بحره الثائر بمُقلتيه , كمن تلاطمت أمواجه ففتتَ الصخر الذى يحول بينه وبين الشاطئ -لازم الأول تعرف إنك هتنجح وهتقدر تعمل اللى انتَ عايزه.. ثم استطردت وهى تغمزه بعسل عينيها -نبقى نشوف موضوع مروة ده جحظت عيناه بصدمة وهو يلتفت لها بحدة تلك المرة , بينما هى ظلت ابتسامتها الماكرة تغزو شفتيها لتستطرد -عيب عليك, ان يمكن تكون نسيت حاجات من زمان , إلا مروة .. -يابنت الأبلسة ! هتفَ بإستغراب احتلَ نبرته وتعابير وجهه التى تنطق -عيب عليك .. ده أنا فهماك أكتر من أمك أردفت وهى تضع يدها على كتفه فى محاولة أن تعانق كتفه لكنها فشلت بسبب بعض السنتيمترات التى تحول بينهما . دفعها برفق وهو يهتف بنزق مُفتعل -أمك ؟؟ ... فى دكتورة مُحترمة تقول لخالها أمك! , مش ستك دى اللى بتأكلك وبتعملك اللى انتِ عوزاه لما مامتم تعملك سبانخ! اصطنعت البراءه وهى تقول بنرة هادئة مشوبة بالطفولة -خلاص يا طوفى .. دى تيتا دى قمر , لسه عملالى مكرونة بالبشاميل إمبارح -وقبلها كُشرى استكمل حديثها بشفتين ملتويتين , لي**تها برهة ثم ينفجرا بالضحك الجارف , حتى كاد جنوبهم تتقد منه ما أجمل أن تكون لحظةُ الصفاء بين من يفهمك ويقدر ما تمر به من ظروف , لا يجب أن يكون الحبيب هو الذى يُشارك الأوجاع .. يمكن أن تكون قريبة تمتص طاقتك السلبية وتهد*ك بدلاً منها .. قوة ..................... كانت تمشى بتمهُل لئلا يسمعها أحد وهى ترك فراشها فى ذلك الوقت من الليل وتتجه لذلك المكان ,خطواتها كانت محسوبة ستفعل ما أرادت سريعاً وبالكاد لا تُكشف .. لكنّ القدر لم يكن من نصيبها تلك المرة , إذ وجدت كنان واقفاً أمامها بتساؤل جلىّ وموجهاً إضاءه هاتفه فى وجهها لتضع يدها سريعاً على عيناها التى تفاجئت بالضوء الكثيف. أمسك يدها بقوة ثم أخذها بعيداً عن تلك الحظيرة , خلف البيت وهى منطقة مليئةُ بالورد الذى تفاوتت ألوانه وأشكاله -بتعملى إيه هنا .. دلوقتى؟! تلعثمت حروفها , وظهر الإرتباك على وجهها ليمنع شفتيها من الحديث .. ليهدر فيها بصوتٍ عالٍ -كنتِ بتعملى إيه .. ولا جدك هو اللى باعتك ! انطلقت تقول بلا تمهثل كأنما ما تُخفيه يثقل ص*رها , فكانت نبرتها مهزوزة لكنها احتوت كلاماً وقفَ هو بعدها منهُ ساخراً -والله لأ .. أنا بس حبيت الخيول دى و أ اا أنا بخاف منهم فقلت أجى بالليل ميكونش حد معايا وأجرب المسهم وأتكلم معاهم لوحدى .. عشان الصبح لما كنت معايا مخفتش ثم استطردت وهى تزدرد ريقها وتنظر إليه فى مُحاولة لسبر أغواره - فكنت عايزة أعرف وانت مش معايا هعرف أخد عليهم ولا لأ ظلَ مشدوهاً بعضاً من الوقت حتى فاقَ على إنسحابها الذى أعلنته دموعها الصامتة على وجنتيها , لذا أمسكَ يدها مانعاً إياها من الذهاب قائلاً بنبرة هادئة نوعاً ما -مكنتش أعرف أفلتت يده ببطئ قبل أن تسترجع ما قاله منذُ قليل , فتتبدل نظراتها إلى الشك وتهتف بتساؤل لم يخلو من الشك -تقصد بإيه بجدك اللي باعتك ! .. احنا مش عشان قبلنا دعوتك وجينا هنا يبقى تقول على جدى كده , مسمحلكش مازال على هدوءه المُميت وهو يراقب إنفعالها من أجل من لا يستحق حتى نظرة شفقة . نظرَ لسبابتها المرفوعة أمام وجهه لتلتوى شفتيه بسخرية قبل أن يُردف بقسوة -واضح انك متعرفيش حاجة أو عاملة نفسك مش عارفة كانت لا تُصدق ما تسمع , فمن كانت تتسكع معه نهاراً يصدُر منه إتهاماً الأن ! ماعساها أن تفعل غير السؤال الذى إجابته ستشبع فضولها .. أو ربما تُصيبه فى مقتل - تقصد إيه .. انت ايه حكايتك معانا ! ماذا سيقول , هل يحكى لها الماضى الذى يؤرقة ويجعله على حافة الإنهيار , أم ي**ت ويظل فى عينيها مُذنباً ويعذر عما بدر منه بدون وجهه حق ما سيزعم! لا .. سيقول لها ما يعرف وما يشعر به تجاه جدها الذى تدافع عنـه بضراوة -تمام انتِ اللى طلبتى تعرفى ... بس جو بقى انت كداب وبتبلى ده مش عايز أسمعه شعرت أنها مُجبرة على الإستماع خصوصاً لو كان أمراً يخص عائلتها التى تباهى بها أينما كانت ... هى الأن بيدها القرار قلبها يُخبرها أنه أمرُ جلل يجب أن تعرفة , وعقلها يزجرها بألا تستمتع لشئ من المُمكن أن يخدش صورة تلك العائلة أمامها ! -قول ! نظرَ لها بإستخفاف مُعترضاً على كلمتها الذى شابها الأمر , ليشيح ببصره قبل أن يهتف بجدية وقد تحولت سحابته الرمادية لأخرى عاصفة تحمل بين ثناياها أتربة اختفى بينها المطر! -من فترة لما كنت فى تركيا كان فى طلبيه فساتين على الطراز اليونانى جايه من اليونان , والصفقة دى كانت تهمنى أوى وبعد ما ظبطنا مع الشركة المُنتجة .. لقيناهم سحبوا العرض والطلبية راحت لشركة تانية .. استكمل حديثة بعصبية أكبر وهو يُخبرها السبب وراء كُل ذلك .. وتلك المرة ينظر فى عينها يُراقب ردة فعلها -شركة جدك اللى عرفوا يدخلو الإميل بتاعنا ويلغوا الطلبية وياخدوها لحسابهم! اتسعت مُقلتاها بصدمة وهى مُثبته نظرها نحوه , فاهها الذى فُغِرَ هو الأخر ..لم يكن يشغلها تصرف جدها الدنئ أكثر مما عرفته للتو .. جدها يمتلك شركة !! .. كيف , لقد حِيلَ على المعاش منذُ سنواتٍ , لا يكاد يخرج من المنزل إلا مراتٍ قليلة فى الشهر! أو للمسجد عندما يُصلى - انت متأكد إنه جدى .. أنا مش يمكن حد تانى ! جاء صوتها مُضطرباً كيدها التى ترتجف بجانبها , وقلبها الذى يخفق بجنون داخل ص*رها التى لولا ضلوعه لكان قلبها قد انبثقَ خارجها من شدة خفقانه ليعود هو ويستطرد بحدة وهويسير أمامها كالمجنون و يحدث كمن أعماه الغضب -لا هو , واللى ماسكله كل ده عمك إيهاب .. أظن ع***ة بعد كده مشوفتش , الأب وابن برافو بجد ! .. مكفهوش اللى عمله فينا زمان وجاى يكمل عليا دلوقتى التفتَ إليها بسرعة خاطفة وهو يتحدث بنبرة تحذير تُشبه الفحيح, كأن ذنبها الوحيد أنها حفيدته ومنهم لتتلقى التهديد -بس أنا مش هسيبه ولا هسيب حق جدى .. وده أكيد انتِ عارفة قصته بقى كانت جُملته الأخيرة ساخرة وهو ينظر لها بتقزز بينما هى حائرة , أى جدٍ يتحدث عنه وما علاقته بجدها اقتربت منه وتلك المرة شعرت بالدموع تغزو بندقتيها , لهذا استجمعت بعضاً من شجاعتها ووقفت أمامه بشكلٍ واثق وأردفت وهى تمحو ما علق من دموعٍ على أهدابها -احكيلى كل حاجة تعرفها عن جدى , وعلى فكرة انا معرفش أى حاجة عن جدك يريد أن يلتمس بها الصدق .. ولو نظرَ لعينيها سيعرف أنها لا تكذب , لكنه لن يفعل ليس بعد أن يُحقق إنتقامة الذى جهزَّ له , شعرَ أنه الوقت المُناسب الذى يستطيع فيه أن يُزيق أحدٌ ما ما شعر به يوماً دون أن يأتى أحدُ ويُربت على كتفه , لتشاركة بعضاً من آلامه .. أليست إبنتهم وعندما تكبر أكثر ستكون مثلهم .. ليتضح أمامها صورتهم الحقيقة حتى تصيبها خيبة الأمل ! -جدك قتل جدى ! .............. فى صباح اليوم التالى لو كان صباحاً مشرقاً فعندها صبحاً عصفت به الغيوم الكثيفه , ولو كانت الشمس عندهم تلمع وسط السماء ..فعندها قد اندثرت بين السحاب الرمادية حزينة عن إنطفاء بريقها الغازى! بينما هو ينظر بتشفىّ لمن حوله خصوصاً تلك التى يظهر على وجهها الأرق فما سمعته البارحة لن يمر مرور الكرام! -إيه رأيكو فى حفلة شوى إنهاردة يا جماعة ؟ هللَ جميعهم بترحيب خصوصاً أن الأجواء مُناسبة للإحتفال فالسماء تكاد تتراقص بين السماء تمنع حرورها وموارتها خل السحاب .. يومُ مُشمش يمكن أن يكون بداية لبعضهم ونهاية للأخر استعدوا جميعاً للحفل الخاص .. بالرغم من أن جميعهم سيحضرون لكنه بالنسبة لكل ثانئى مرحلة وبداية جدية , كنان وأسيل اللذات يتناطحان من أجل الحقيقة فكنان نجحَ فى جعلها تتألم وهى تحاول أن تتكيف مع ما سمعته .. وما ستسمعه! أدهم ومنة اللذان يحظيان بوقتٍ مُمتع بين الأشجار الكثيفة والتى تغطى سور البيت بأكمله .. أما وليد ومازن وحمزة الأشقاء الثلاثة فهم على عادتهم لا يفترقون بل ينضمون حينما يجلسوا مع إيمى أو سلمى عائلة مُتكاملة تكاد تشعر أنهم كالورد الذى اصطفَ بجانب بعضة فى حديقة ازهار .. لكنه اتضحَ أنها شائكة تتخابث لتحصل على الماء وحدها ! أردفت أمال بنزق وهى تتحدث لمازن الذى كان يتحدث إلى خاله " محمود" والذى هو زوجها -ايه يا مازن انت عشان دخلت هندسة بقى خلاص مبقتش تيجى عندنا .. استكبرت ولا إيه نظرَ لها وليد بغضب بينما أردفَ مازن بهدوء يُخفى مقته لتلك المرأه -لا يا مرات خالى .. أنا بس مشغول شوية عادى وبعدين أدينا متجمعين أهو - اممم .. طيب هسكت أنا بقى -ياريت ! أردفَ بها وليد الذى قام من المجلس ليقترب من كنان الذى يقف بعيداً ينظر للخارج بترقب كأنه يفكر -بجد أنا بهنيك على المزرعة والشغل ده .. بجد إجهاد ملوش مثيل ماشاء الله مبحسدش! يبدو أن جميعهم يشتركون فى صفة السذاجة ! التفتَ له بإبتسامة مُجاملة وهو يهتف بزهوٍ مُتقن -الحمد لله .. اللى بيتعب بيلاقى واحنا مخدناش حاجة على الجاهز -برافو فعلاً **تا قليلاً ليشعر وليد بعدم رغبه كنان بالحديث فإستأذنَ منه قائلاً بنبرة ودودة -طب عن إذنك همشى أنا بقى كاد كنان أن يتحدث لكنه فوجئ بأسيل تأتى مُسرعة ووجها لونه أصفر قائلة بلهفة -جدو شكله عنده تسمم ما إن سمعوا ذلك حى إنطلق وليد وهم خلفه يسيرون بسرعة لتستوقفة هى بيديها التى تعلقت بذراعه وعلى وجهها نظرة غريبة , ليهتف هو وقد فهمَ ما يجول بخاطرها -مش أنا اللى عملت كده ! هزت رأسها بنفى وقد فرت دمعة من عينيها وأردفت بألم وصوتٍ مبحبوح -على فكرة .. إيهاب دة أبويا مش عمى ! يتبع... #سارة_عاصم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD