الفصل التاسع

1573 Words
الفصل التاسع "تحالف" تعمدتُ قتلى فى الهوا وتعمدا ... فما أثمت عينى ولا لحظهُ اعتدى ! ..... عندما تكتشف أن جميع من حولك مخضوبين بخطأ لا يُغتفر يُصبح القريبُ غريباً حتى يستطيعَ القلبُ تقبله مرة أخرى -انت جبت رقمى منين ؟ هتفت بدهشة مشوبة ببعض الحدة وهى تتحدث فى الهاتف الذى تمسكه بيده اليُمنى وباليد الأخرى تُمسك حاجياتها التى ابتاعتها للتو من المتجر لتجد رقماً غريباً يدق بهاتفها ... لتجده ذلك المدعو كنان - اكيد مش محتاجه سؤال - عايز ايه ؟ أردفت ونبرتها الحادة مازالت موجودة بصوتها , وهى تحاول الموازنه بما تحمل بيدها الأخرى والهاتف الذى يكاد يقع , بينما أجابَ بنبرة هادئة -نتقابل تسمرت مكانها ليتلجلج صوتها بعد ذلك وتزدرد ريقها بتوتر وهى تحاول المشى -نعم !! ... لأ لأ مش هينفع رفعَ حاجبه بسخرية وهو ينظر لهيئتها المُزريه بذلك الجو الحار وشعرها يتساقط على وجهها ليضايقها ويمنعه من النظر لبندقيتى عيناها -ما فعلاً مش هينفع , لازم تظبطى شكلك الأول وبعدين نتكلم وميبقاش فى ايدك حاجة تلك المرة تلفتت حولها برعب وهى تضيق عيناها بحذر , اذاً هو يراها ويراقبها , ويبدو أنه على بُعدٍ قريبٍ منها الآن -انت شايفنى ؟؟ .. انت فين - اهدى اهدى بس ! كانت نبرته مازالت هادئه لتستفزها أكثر وى تهدر بسخط -خلاص شوفتك! أغلقت بوجهه ثم تقدمت بوجهٍ غاضب وهى تجر حاجياتها بثقل , لتجد نفسها واقفهُ أمام زُجاج سيارته وهو ينظر إليها وإلى ما آلت إليه حالتها بعد أن التصقَت غرتها بجبهتها إثر الحر المُفرط -انت عايز منى ايه , مش أخر مرة قلت انك مش هتساعدنى ؟ .. اتفضل امشى بقى -اهدى -ولا فاكر بقى لما تحب تتكلم تتكلم ولا مبتحبش يبقى خلاص -اهدى ! -لأ على فكرة أنا مينفعنيش الكلام ده , وياريت مشوفش رقمك على شاشة تليفونى تانى , ولا أشوفك من أصله -بقولك اهدى !! هدرَ بها بعصبيه تلك المرة ليقطع كلامها , فحديثها المُستمر وإلقاءها الإتهامات عليه أثارَ حفيظته . عبسَ وجهها وتن*دت بضيق قبل أن تهتف بنبرة طفولية وهى تلوى شفتيها -انت بتزعق .. طب وربنا منا واقفه! تركته وذهبت وتركته فاغراً فاهه بصدمه من فعلتها الطفولية ومن وجهه نظرة الحمقاء , لكنه ضحكَ بخفه بعدما رأها تبتعد عنه وتستقل سيارة أجرة , اطمئن حتى ركبت أخيراً ثم شغلَ مُحرك سيارته وانطلق هو إلى حيث يسكن! ................... كانت تنظر إليه بقلق وهو يرقد على الفراش مريضاً ؛بعدما اُصِبَ بنزلة بردٍ شديدة جعلته طريح الفراش . مدت له الدواء ليأخذه بعد تذمر ويغمض عيناه فى جولةٍ جديدةٍ من النوم الذى لا ينتهى منذُ يومين زفرت بثقل وهى تجلس بجانبه تضع يدها على وجنتها وتحدث نفسها وهى تنظر إليه بتفحُص ؛فذلك الذى كان بعيداً لا تراه عيناها لكنه محفورٌ بقلبها أصبحَ الآن أمامها يُطالب بالغفران , رغم أنه مُجرد بردٍ ! لكنها حزينه على ما أصابه , لتشعر كما لو أنها هى المريضة تشعر بكل آلمه الذى يعانيه ! ورغم ذلك لم يشعر هو بها حينما تركها بلا إتصال , بلا احتضان ساعة الذهاب وساعة المجئ , بل تركها فو غيامه انتظارها الذى طال وهى تستلهم الصبرَ من صغيرتها التى لولاها .. لكانت تلك العلاقة انتهت بلا رجعه -ايمى .. كان صوته خافتاً لدرجة أنها لم تسمعه المرة الأولى بسبب شرودها , ليعاود التفوه بإسمها بصوتٍ أعلى قليلاً , وأخيراً انتبهت إليه فإقتربت منه بلهفه وهى تسأله إذا كان يشعر بألم -أنا هنا , فى حاجة بتوجعك؟ وضعت يدها على جبهته تقيس حرارته التى وجدتها انخفضت قليلاً جراء الدواء , هتافه بإسمها لم يكن لألمه الجسدى بل النفسى الذى دفعه لأن يلتقط يدها الموضوعه على رأسه ويلثمها بضعف قبل أن يغط بنومٍ عميق مرة أخرى . تلك المرة أدمعت عيناها وقد لمست فعلته قلبها الذى اختلجَ من بين ضلوعه عند لمسه ليدها! صدحَ صوت صغيرتها من الغرفة الأخرى صغيرتها بتلك اللحظة لتعيدها لرشدها وتمسح دموعها التى خطت على وجنتها كأنها تخبرها بأنه حان موعد الحياة التى افتقدتها ..................... كانوا يجلسون جميعاً بباحة المنزل كعادتهم فى نهاية كل اسبوع تجتمع العائلة سوياً ,لكنّ تلك المرة شاركهم عبد العظيم فى جلستهم حتى تعجبَ البعضُ منها ليجول بخاطرهم أنه على وشك الموت فهو يجتمع مع أقربائه للمرة الأخيرة ! لكنه كالعادة سئم ودخل لينام لتتبعه حياة هى الأخرى بدورها ونظرات أسيل تراقبهم بسخط وهو يستند على جدتها . ألم يكفيه انحناء ظهرها له كل تلك السنوات أم أنه يريد أن يقضى على ما تبقى منها ! هو لن يهمه ذلك , لن يهمه سوى نفسهُ .. باتت الأن تخشى أن تفقد جدتها ويبقى هو على قيد الحياة وحتماً سيكون هو السب فى ذلك! -السلام عليكم انتشلها من شرودها صوته المميز لتلتف إليه بحدة وهى تراه يُسلم على الرجال الجالسين ويحدث أباها الذى لم يتوانَ عن إدخاله البيت والجلوس معه على انفراد أتاحت ل*قلها السفر بعيداً لتأتيها فكرة أنه سيطلبها للزواج هللت الفراشات التى ضجت داخلها بسعادة لمجرد أنها تخيلت طلبها للزواج منه! أى إبتسامةٍ تقاضى تلك التى ارتسمت على شفتيها بخجل وهى فقط على حدود مخيلتها التى اخترعت مشهداً زلزلَ قلبها للتو وأخيراً لحظتها المُنتظرة بعدما خرجا الإثنان وهما يبتسمان ويصافحان بعضهما ... حتماً ما تخيلته تم! انتظرت أن خرج كنان ليركب سيرتها وانسلت من بينهم خلفه وما كاد أن يفتح باب سيارته ليوقفه صوتها الذى أردفَ بنبرة لا مُباليه مُصطنعه - كنت بتعمل إيه عندنا ابتسمَ قبل أن يلتفت إليها هاتفاً بجدية وهو يستند على سيارته الزرقاء وينظر لها بتفحُص -كنت عايز والدك فى موضوع مُهم! ضمت ذراعيها لص*رها , وبإبتسامة بلاستيكية مُصطنعه رغم فضولها العارم لمعرفه ما حدثَ فى الداخل -اممممم , إيه هو الموضوع المُهم؟؟ زمَّ شفتيه قبل أن يجيب بإبتسامة حقيقة هو الأخر تخفى مشاعر بغضه التى لولاها لما أتى هنا أبداً -هيبقى فى بينا رابط مُشترك الفترة الجاية ... يعنى متتفاجئيش لما اجى هنا بقى كتير وياعالم انتو اللى ممكن تيجوا عندنا! استطاع رؤية تبدُل ملامحها من الجدية للسعادة وإبتسامتها الخجولة التى شقت ثغرها كأنما يعرض على طفله صغيرة حلوى فتأخذها منه على استحياء لم يفهم ما أصابها إلا أن تقدمَ منها ببطئ ليقف بطوله الفارع أمامها هاتفاً بصوتٍ آجش -وبعدين بقى انتِ تسبينى الصبح وتمشى وأنا بكلمك !! تفاجأت به يقف أمامها لتضطرب قبل أن تبتسم بلطفٍ زائف وهى تتخذ خطوه للوراء وتهتف - انت اللى عصبتنى , كل شوة اهدى اهدى .. انت شايفنى مجنونة ؟ - أه كلمة واحده مكونه من حرفان استطاعت أن تجعل غضبها يتقد فى ثانيةٍ واحده لتزم شفتيها بضيقٍ قائلة بنزق -شكراً يا مُحترم أجابَ ببرودٍ وهو مازال على نظرته لها -العفو لم تجد ما تقوله لذا تنحنحت قبل أن تحاول المُغادرة وتلك المرة استعادت بعضاً من مرحها متناسيه غضبها من الحاق الجنون بها -احم احم , طيب همشى أنا بقى عشان زمانهم بيدوروا عليا , سلام هربت من أمامه بينما هو ظلَ ينظر لظهرها وهى تبتعد من أمامه ليتابع بعدها سيره نحو السيارة مُتمتماً بإبتسامة - مجنونة والله ........................ -صدقنى هتزعل! كانت من تتحدث لأدهم الذى كان يبعث بأدوات رسمها وهى تحاول أخذها منه لكنها تفشل - اطولى شوية وانتِ تخديها هتفَ بمرحٍ , لتض*به على كتفه وتأخذ أشياءها عنوه -يخرب بيتك ايدك تقيله نظرت له من تحت نظارتها الطبيه المُقعرة وكادت أن تتحدث إلا أن والدة أدهم أتت وأردفت بإبتسامة سمجه -لو سمحت يا منه عايزة أدهم لوحدينا احمرت وجنتيها من طريقة حديثها الغير ودوده , لتنسحب من مكانها سريعاً وقد اشتعلت وجنتيها من الحُمره بينما نظرت آمال لإبنها نظرة مُحذره وهى تهتف بنزق -على فكرة انتو بتقفوا كتير مع بعض وكفاية كده بقى قطبَ أدهم حاجبيه بدهشة , وأذناه لا تصدق ما يسمع ليهتف بجدية -ماما انتِ بتقولى ايه منه بنت عمى وو.. قاطعته بإشارة من يدها وهى تستكمل بحدة بالغة -أنا قلت كلمة ومش هتنيها رفعَ حاجبه بسخريه قبل أن يهتف ببرود هو الأخر -ماما لو سمحت دى حياتى وأنا حُر فيها , أكلم مين ومكلمش مين دى بتاعتى وأنا مش صغير عشان تقوليلى الكلام ه شابت نظراتها التقزز وهى تتحدث من بين أسنانها كأنما قتلوا لها قتيل! -لا والله ده انت اتعلمت انك تبقى كبير على ماما بقى العفو أجاب بإقتضاب مُطرقاً رأسه لأسفل , لتستشيط هى غضباً وتخبره أخيراً -اعمل اللى تعملى بس متجيش تعيطلى بقى تركته وذهبت ليض*ب كفاً على كف وهو يحاول فهم المغزى وراء حديثها لكنه لم يتوصل سوى أن أمه تغار من عمه وعائلته فقط! شيمه ق**حة من هؤلاء الذين يُطلق عليهم " سلايف " لتبدأ ذات النفس السيئة بإشعال شراره صغيرة يتقاذفها الهواء لتشتعل وينشب حريقاً هائلاً بسبب كلمه أو فعلٍ كانت هى السبب به لطالما كان مُعظمهم مص*ر كل شئٍ سيئ إذا كانت النفوسُ مُشتعله ! ................. -حمزاااه .. انت بتغش ! أردفت أسيل بصراخ وهى تلتقط ورقة اللعب التى اخفاها بجانبه ليجيب هو بضحك وهو ينظر لملامحها الحانقة وبيدها ورقته الخاسرة -مسمهوش غش اسمه ذكاء , فن فى اللعب نظرت إليه بنفور قبل أن تلقى بالورق فى وجهه وهى تقول بنبرة حزينه كأنها ستبكى -وأنا أقول مش بفوز ليه .. مش بفوز ليه أتاريك يا كلب مخبى الورق -والله انك مجنونة انتبهت حواسها لكلمته المُحببه لقلبها لتترك ما كانت تصيح بشأنه جانباً وهى تلتفت لحمزه بلهفه ونبرتها لانت بعض الشئ -بجد أنا مجنونة؟ ضيقض عيناه بتساؤل وهو ينظر لجملتها التى تتناقض مع ملامحها الفرحة -ده سؤال ولا هتهزقينى بعدها؟ ظلت ملامحها التى تشوبها السعادة تغزو وجهها وأردفت بإمتنان وهى تقوم من المجلس متجهه صوبَ غرفتها -أنا .. لأ خالص ده انت حبيبى زونا رفعَ حاجبه بدهشة وهو يغمغم بلا مُبالاه -باينها اتجننت فعلاً .............. كان يجلس بجانب والدته التى كانت تعاتبه على مكوثه الدائم خارج المنزل وأنا لا تراه سوى وهى تطمئن عليه وهو نائم -ياريت بقى نقعد فى البيت شوية أنا مبقتش أشوفك خالص! قبلَ يدها ثم أردفَ بإبتسامة حانية -خلاص متقلقيش أنا الفترة الجاية الشغل هيبقى من البيت -من البيت!! أردفَ ناصر بتساؤل ويبدو أن جاء للتو من ملعب الجولف , ليترك كنان يد والدته ويقوم ليقف فى مقابلته واضعاً يده فى جيب بنطاله وبنبرة قوية أردفَ -أصلى ناويت أشارك إيهاب الشيخ .. وأسيبه هو اللى يمشى الشغل الفترة الجاية يتبع ... #سارة_عاصم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD