الفصل السادس

1208 Words
................. كانت تجوب الغُرفة ذهاباً وإياباً وعلي أذنها الهاتف النقال , كانتتسير بعصبية شديدة وهى تطلق اللعنات على زوجها الذي هاتفته ثلاث وخمسين مرة ولكن لا مُجيب , إعتقدت لوهله أن أصابه شئ ما ! وضعت يدها علي قلبها الذي دقَ بعنف إثر تفكيرها أدمعت عيناها وهي تدعو ألا يُصيبه مكروه وفي غضون لحظات اهتدى تفكيرها لصديقه كينان الذي يعمل معه حتماً يعرف أخباره لم تنتظر وبحثت عن رقم كينان وهاتفته وانتظرت الرد الذي جاء بعد لحظات لتُجيب بلهه لم تستطع إخفاءها وضهرت في تلعثم كلامها -السلام عليكم .. كينان هو رائد معاك ولا فين قطبَ كينان حاجبيه بدهشه فهو على الأكيد لم يخبر زوجته بما حدث ,فهم كينان جدية الموقف وتن*دَ قبل أن يعطيها الجواب رغم أن هذا سيشعره بالحرج -رائد نازل مصر هو تقريباً في الطيارة دلوقتى لم يأخذ منها رداً سوي صوت أنفاسٍ مُنتظمه فهي لم تستطع تصديق ماحدث لكنها فكرت بنية سليمة وهتفت بأمل -يعنى هوهيوصل إمتي عندنا ,بما انه عاملنا مُفاجأه كده نظرَ كينان من النافذة الزجاجية للخارج ناحية المزرعة الخضراء والذي يحاوطها سورُ قصير خشبي تتداخل بينه الأشجار الكثيفه لكنها تترك فتحة واسعة تستطيع أن تمر منها سيارة ضخمه استعاد وعيه بعدما سمع كلامها ليبتلع ريقه قبل أن يُجيب -مدام إيمى .. رائد هيجى علي المزرعة على طول عشان الشغل , معتقدش إنه هينزل المنوفية غير بعد إسبوع -طيب تمام شُكراً ... مع السلامة رغم حشرجة صوتها , وتهدج شفتاها إلا أنها أنهت المُكالمة برقى كعادتها , تلك المرة بكت لأجل نفسها ومن إهماله المُستمر , وضعت يدها على فمها تكم ما انسلَ شفتيها بغير قصد من شهقاتٍ متتالية إلى أن تحولت لبكاء مرير كالعلقم فى حلقها تفكر في طلب الطلاق الأن هى بحالة الغضب تلك تقرر ما ليس به أساس من الصحة هي لا تستطيع الإستغناء عنه لكنها لا تعرف إذا كان يفعل هو الأخر وصلت لها رسالة منه التقطت الهاتف بحنق لتجده يخبرها إلكترونياً انه وصل لمصر لم يكن لها البال للحديث أو العتاب فأرسلت له رسالة مُقتضبه من كلمة واحدي فحواها " عارفة " لا تدرى كم من الرسائل تلقت حتى الأن لكنها عديدة وعلي الأحري أنها منه هي تتعجب من نفسها الأن كيف لدموعها أن تتحول لبسمة ساخرة كائدة كانت رسائله عبارة عن " عرفتي إزاى ؟" " متزعليش إني مقولتلكيش هى جت فجأه والله " " المُهم متكونيش زعلانة" الأن طردت فكرة الطلاق من عقلها وراحت تقلب عيناها بخبث وأرسلت له علي نفس وتيره الإقتضاب "حصل خير" هو الأخر كاد يُجن من طريقتها الغامضة استشعر شيئاً ما فى نفسها لهذا قام بالإتصال حتى يطمئن نفسه - انتِ لسه زعلانة منى ردت بغيظِ دفين استطاعت حجبه -لأ مش زعلانة .. أكيد كان عندك شُغل نظرَ للهاتف بأعين مُمتلئه بالدهشة وكان هذا جلياًفي نبرته حينما أردف -انتِ مالك إنهارده كده -مالى إزاى منا كويسة أهو -حاسس إن في حاجة نظرت لأظافرها وفردتهم أمامها وهي تتحدث ببرود حتي تذيقة ما كانت تشعر به -لا مفيش حاجة هتلاقيك انت اللى مش مركز أجاب بقله حيله وهو يدلك جبهته جراء تعبه من السفر -يمكن ثم استطردَ بخفه وهو ينظر من النافذه لما هو أسفله من زرع أخضر , و الورد الزاهي ألونه كانت نبرته مائلة للإشتياق أكثر من كونها دعوة -تعالوا نقضى إسبوع هنا في المزرعة اصطنعت التفكير لوهله رغم أن قلبها دقَ بعنف فور دعوته لها , للمرة منذ سنة تشعر أنه مُهتم حقاً -ماشي هشوف ونيجى , هبقي أكلمك أقولك -تمام اُغلقت المكالمة الهاتفيةالتي عرفَ كُل واحدٍ منهم ما سيغيره بنفسه هى ستحد من لهفتها اللانهائية به حتي تذيقه ما عانت , لتكبت شوقها إليه الذي يُقابَل بالتجاهل , تضع حداً لمعاملته وتعاقبه علي غيابه عنها الذي غلفه الجمود أما هو استشعرَ للحظة أنه يفقدها علي الرغم من الفتور الذي غلف علاقتهما وكان هو السبب فيه إلا أنه لا يستطيع الإستغناء عنها تبادلا الأدوار قلبت الحياة رأسهم علي عقب من يُسامح أصبح يجلد والقاسى رقَ قلبه ! ................ ظلت تنظر للمرآه أمامها وتتحدث مع نفسها كما اعتادت أن تفعل , كان تربط شعرها بإحكام وترتب خصلاته -هو يعرف أدهم منين , وإنه يلاقى موبايله قدام البيت دي مش حاجة غريبة يعنى رفعت حاجبها الأيمن بتعجب ورأسها يروح ويجئ بشأن من اقتحم حياتهم منذ يوم ! لم تدم حيرتها طويلاً إذ جاءت سلمي تخبرها بذهاب عائلتهم جميعاً لمزرعة المدعو " كينان " فغرت فاهها بدهشة وهي تنظر لش*يقتها وحاجبيها معقودين بتساؤل , لتهز سلمي كتفها بقلة حيله هاتفة بلا مُبالاه -متبصليش كده هما اللى قالوا زفرت أسيل بحنق والتفتت لما كانت تفعله وهتفت بتعب -لو سمحت يا سلمى بلغى ماما إنى مش جاية اقتربت سلمى منها ووضعت يدها على جبهتها تتفحص حرارتها وعندما وجدتها طبيعية أردفت بتساؤل -منتى مش تعبانة أهو مش هتيجي ليه ردت أسيل وهي غير راغبه بالذهاب لسببٍ لا تعلمه -كده مش عايزه أروح تهللت أساريرها حينما رأت سلمي تتجه نحو الباب فإعتقدت لوهله انها ستخبر والدتها وتقنعها حتي تذهب لتجد سلمي تلتفت إلبها قائلة بنبرة مُخيبة للأمال -قومي حضري شنطتك يا أسيل عشان محدش هيوافق إنك تقعدى ف البيت لوحدك أص*رت صوت البكاء المُصطنع وهي تدفس رأسها علي زجاج التسريحة التى تجلس أمامها لاعنه ذلك اليوم الذي جاء فيه ذلك المدعو ....! ................. -منة متبقيش غ*يه مبتترسمش كده هتفَ أدهم بإنفعال وهو يرى رسم منة الخاطئ رغم ما علمه لها نظرت هي للأوراق بيدها بحزن ثم طوتها وألقتها بلا إهتمام حتى مُلئت الأرضيه بهم -الظاهر إنى غلطت لما حبيت اتعلم الرسم , لأنه موهبة ! زمَّ شفتيه بحزن على شعورها ذلك , لكنه ما لَبِثَ إلا أن التفتَ إليها قائلاً بهدوء -الموهبة ممكن نتعلمها ومش معنى إنها موهبة يبقى مش من حق أى حد إنه يمارسها أنصتت إليه جيداً وهى تراه يتحدث بأريحية شديدة كأنه نادم علي ما قاله , كم أحبت حديثه الذي يشعرها بالإطمئنان ويعيد إليها ثقتها المعدومة في نفسها -على فكرة الكاتب اللي بيبقي عنده موهبة مش أقل من اللى اتعلم واشتغل علي نفسه عشان يوصل الإتنين متساويين أدام في تعب وشغل عشان يطلعوا أفضل حاجة , وكذلك الرسم اللي بترسميه أهم حاجة الثقة فى اللى بتقدميه استكمل حديثه وهو يخرج من حقيبته رسم مخطوط علي الورق ببراعة لم تفهم ما هي بالأول إلا حينما فرد الورقة الكبيرة وظهرت فراشة زرقاء ملامحها تشبه ملامحها المُنمقه -الرسمة دي خدت منين شهرين عشان تطلع بالمستوى عشان كنت بشوف فيديوهات وببحث عن الرسومات وكده , لو كانت الموهبة اللي عندى بس مكنتش هعرف أطلعها بالمستوي ده ظلت تنظر للورقة بيده وهي مُندهشة كيف استطاع أن تجتاح ملامحها تلك الورقة وتظهر عليها بتلك البراعة ابتسمت بوجهه وقد اكتسى وجهها بالحُمرة ليصيبه هو الأخر الخجل ويطوى الورقة ويهتف بصوتٍ مُضطرب -أنا بوريكِ بس ايه اللي ممكن يحصل يعنى ... أنا تليفوني بيرن جوا ثوانى اختفى من أمامها من الحرج , بينما هي ظلت ساهمة فيما حدث , تريد إستجماع نفسها لكن ما يحدث هو أن وجهها يزداد سخونه من شده اندفاع الدماء إليه اقطتعت ورقة من دفتر رسمها وكتبت بخطٍ لائق " بعضاً فى حياتنا مثل أجنحة تلك الراشة لا تعيش بدونهم .. سلمت يداك " وضعتها بين دفتره بحيث تظره له ثم تركت المجلس بعدما لملمت حاجيتها ونزلت لشقتها ................... -بتعمل إيه ؟ أردفَ رائد وهو يجلس بجانب كينان الذي كان منشغل مع بعض العُمال ليجيبه كينان بنبره هادئة -في ضيوف هيجوا المزرعة ومُهمين جداً -حفلة شوى زي كُل سنة .. بين مين تعيس الحظ المرادي كان رائد يتحدث بسخرية فهو لن يتوقع ما يجئ في تفكير ذلك الشيطان -عبد العظيم الشيخ ! كان صوته خبيثاً بقدره ولم يبالي بعد أن نطق عبارته وضع يده في جيب بنطاله ومشاهده خيوله الأصيله التى تتهادي فى ساحته هدرَ رائد بعدم تصديق وهو ينظر إليه باهتاً -مييين ؟؟! يتبع ... #سارة_عاصم
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD