محاورة حب من كتابات روفان

4830 Words
كتبْتُ لها من وتيني كلمات رَأَيـْتُكِ مَـأْسُورَةً بِقَلْعَةِ الأَحْـزَان !!؛يَعْجَزُ صَوْتُكِ عَن الوُصُولِ إِلَى سَمْعِي !!؛وَلَكِنَّ اسْتِغَاثَةَ رُوحُكِ تُصِيبُ فُؤادِي !!؛فَانـْتَفِضُ مُنْـزَعِجَـاً !!؛ وَأَضَعُ اللِّثَامَ عَلَى وَجْهِي إِيـذَانـَاً مِنِّي بِالحَـرْبِ عَلَى مَن جَعَلُوكِ فِي مَنْأَىً عَنِّي !!؛وَأَنـْظُرُ إِلَى فَرَسِي؛ثـُمَّ أُخَاطِبُهُ قَائِلاً:كُن بِمَوْضِعِك !!؛فَوَاللهِ لاَ ذَهَبْتُ إِلَى حَبِيبَتِي إِلاَّ عَلَى قَدَمِي !!؛وَيَرْخَصُ لَهَا جَهْدِي وَنَصَبِي وَكُلَّ مَا بِيَدِي وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ فُؤادِي !!...؛وَأَقْتَرِبُ مِنَ الحِصْنِ !!؛وَيَعْلُو صَلِيلُ السُّـيُوفِ !!؛ وَأَنْتِ تَنْظُرِينَ مِن نَافِذَتِكِ تَرْقُبِينَ الأَمْرَ وَقَلْبُكِ يَضْطَرِبُ فَزَعَاً وَخَوْفَاً عَلَى الفَارِسِ المُلَثَّمِ !!؛وَيَسْتَبِدُّ بِكِ الـرُّعْبُ حِينَمَا تُشْكَلُ عَلَيْكِ الـرُّؤْيَةُ مِن أَثَرِ مَا أَحَاطَ بِمَوْضِعِ المَعْرَكَةِ مِن غُبَار !!؛ثُمَّ يَنْجَلِي الخَطْبُ !!؛ وَإِذَا بِحُمَاةِ الحِصْنِ صَرْعَى !!؛وَالشَّابُّ المُلَثَّمُ يَقِفُ بِسَاحَةِ القَلْعَةِ مُعْلِنَاً عَن انـْتِصَارِهِ !!؛وَفَجْأَةً حَدَثَ مَا لَم يَـكُن بِالحُسْـبَان !!؛صَوَّبَت السَّاحِرَةُ سَهْمَاً غَادِرَاً خَائِنَاً أَصَابَ الفَتَى فِي مَوْضِعِ قَلْبِهِ ثُـمَّ وَلَّت هَارِبَة !!؛فَجَاءَت صَرْخَتُكِ مُدَوِيـَّةً كَأَنَّ صَدَاهَا قَد تـَرَدَّدَ فِـي أَطْرَافِ العَالَمِ !!؛وَنَظَرَ الفَارِسُ إِلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ؛فَإِذَا بِهِ يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ !!؛وَلَكِنَّ فَرَحَهُ بِنَجَاةِ حَبِيبَتِهِ جَعَلَهُ يَغْفَلُ عَن الأَلَمِ الرَّهِيبِ الصَّادِرِ مِنَ الجُـرْحِ الغَائِرِ !!؛وَهَرْوَلَت الحَبِيبَةُ نَحْوَ فَتَاهَا !!؛ فَإِذَا بِدُمُوعِهَا تَتَحَدَّرُ !!؛وَإِذَا بِهِ يَبْتَسِمُ إِذْ قَـد حَظِىَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَن رَآهَـا !!؛وَفِي لَحْظَةٍ أُسْطُورِيـَّةٍ !!...؛تُقْدِمُ الحَبِيبَةُ عَلَى فَارِسِهَا !!؛ فَتَشْتَبِكُ الشِّفَاه !!؛ وَيـَا عَجَبَـا !!؛كَانَ الدَّمُ يَغِيبُ وَيَخْتَفِي رُوَيْدَاً رُوَيْدَاً بَيْنَمَا الشَّفِاهُ لَم تَزَل فِي عِنَاقٍ وَكَأَنَّ القُبْلَةَ كَانَ لَهَا أَثَرُ الدَّوَاءِ النَّاجِعِ الَّذِي لاَ يُدَانِيهِ دَوَاءٌ بِهَذِهِ الأَرْضِ !!؛وَمَا إِن شُفِىَ الغَلِيلُ الَّذِي كَانَ بِالقُلُوبِ بِهَذِهِ              القُبْلَةِ؛إِلاَّ وَصَارَ الجُرْحُ قَد انـْدَمَلَ وَكَأَنـَّهُ لَم يَكُن !!؛لَقَد كَانَت قُبْلَةً بَينَ رُوحَينِ تَـعَـاهَـدَا عَلَى العِشْقِ المُـقَـدَّسِ مُـنْـذُ الأَزَلِ مِن قَـبْـلِ أَن يـُوجَـدَا بِـهَـذِهِ  الـدُّنـْـيَـا !!   يـَا مَــن شَـكَـا أَلمَــاً لِلـحُــبِّ شَـبَّـهَـهُ                                 بِالنَّارِ فِي القَلْبِ مِن حُزْنٍ وَتَذْكَارِ !! إِنِّـى لأُعْــظِــمُ مَــا بـِي أَن أُشَــبِّــهَـهُ                                 شَـيْـئَاً يُـقَــاسُ إِلَى مِــثْـلٍ وَمِــقْــدَارِ !! لَــوْ أَنَّ قَـلْــبِىَ فِي نـَـارٍ لأَحْـــرَقَــهَـا                                  لأَنَّ أَحْـــزَانــَهُ أَذْكَـى مِــنَ الــنَّــارِ !! ..... ردَّت علي كاتبة ً: سّأعود أواجِّهُ قدّري وحدي: أُعْلِـنُ تـَوْبَتِي اليَوْم !!؛وَأَمَامَ المَلأ !!...؛تَوْبَتِي مِن حُبِّكَ وَمِن قُـيُودِكَ !! ...؛سَأَعُودُ وَحْدِي أُوَاجِهُ قَدَرِي !!؛وَبِحُزْنٍ كَبِيـرٍ !!؛وَأَلَمٍ عَمِيق !! ...؛ وَلَكِن سَأَحْتَفِظُ بِكِتَابِكَ !!؛بِكَلِمَاتِكَ !!؛وَبِأَشْعَارِك !!...؛وَسَأُهْدِيكَ قَلَمِي وَمَحَابِرِي وَدَوَاتِي !!؛وَسَأُعِيرُكَ خَيَالِي وَإِلْهَامِي !! التَّوْبَةُ مِنْكَ !!؛وَلَكِن بِطَرِيقَةٍ حَدِيثَةٍ وَبِأُسْلُوبٍ رَاقٍ !!؛وَسَتَبْقَى حُبِّىَ الأَوَّلَ وَالأَخِير !!  أَكْتُبُكَ إِحْسَاسَاً مَلاَئِكِيَّاً وَعَاطِفَةً سَامِيَةً !!؛وَأَخُطُّكَ رِسَالَةً تَكُونُ مَدْرَسَةً يَتَعَلَّمُ مِنْهَا العَاشِقُون !! أَهْوَاكَ !!؛وَأَتـُوبُ مِنْكَ !!؛وَأَتـُوبُ مِنْكَ لأُكْمِلَ حَيَاتِي وَأَنـْتَ فِي أَعْمَاقِ وُجْدَانِي !! وَتَوْبَتِي هِىَ مُكَافَأَةٌ لَكَ وَعِقَابٌ لِي !! لاَ تـُعِـر الدُّنـْيَا أَبْلَغَ اهْتِمَامِكَ !!؛تَابِع صُعُودَكَ؛وَسَأُحَاوِلُ أَنَا السَّـيْرَ وَرَاءَكَ وَعَلَى مَهَلٍ يَا رَجُلَ المُسْتَحِيل !!؛وَيَا قَادِمَ مِـنَ الـزَّمَنِ البَعِـيد !! قَرِيبٌ مِن قَلْبِي وَأَحْلاَمِي !!...؛بَعِيدٌ عَن عَقْلِي وَأَيـَّامِي !! عُـذْرَاً أَيـُّهَا الحُبُّ !!؛لَن أَفِيكَ حُرُوفَكَ وَلاَ كَلِمَاتَك !! وَعُذْرَاً يـَا حَبِيبَاً مِن عَالَمٍ ثـَانٍ !!   ...... ومن ثم رديْتُ عليها وأنا حزين:   لاَ أَدْرِي وَاللهِ مَـا أَقُـول !!؛أَنـَا أَعْلَمُ دَائِمَـاً كَيْفَ تـَكُونُ نـِهَـايـَةُ حِكَايـَاتِي مَهْمَا كَانَـت البِدَايـَاتُ جَمِيلَةً رَائِقَـة !!؛ذَلِكَ هُوَ حَظِّي مِنَ الـدُّنـْيَـا الَّذِي أَصْبَحْتُ أُوقِـنُ بـِهِ !!؛أُنـْشُودَةُ الخَـرِيفِ أَنـَا !!؛زَهْـرَةٌ ذَابـِلَةٌ عُمُـرِي !!؛ظَـلاَمٌ فِي ظَـلاَمٍ طَـرِيقِي !!؛فَلاَ بـَأْس !!؛لاَ بـَأْسَ يـَا أَيـَّامَ حَيَـاتِـي !!   ...... رَضِـيـتُ بحِبُّكْـمِ اللهِ فِـي كُـلِّ أَمْــرِهِ                                           وَسَلَّـمْـتُ أَمْرَ اللهِ فِـىَّ كَمَـا مَـضَى بَــلانـِـي وَأَبـْـلانـِي بـِحُـــبِّ قَصِيَّـةٍ                                      وَصَـبَّرَني حَتَّى امَّحَى الحُبُّ فَانْقَضَى لَعَمْــرِىَ !! مَا حُبِّـي بـِحـُبِّ مَــلاَلَــةٍ                                          وَلا كَـانَ وُدِّى زَائِـــلاً فَـتـَـنـَـقَّـــضَا وَلَـكِــنَّ حُـبِّــي مَـعْــهُ دَلٌّ يـَــزِيــنُـــهُ                                          وَيُعْـرِضُ أَحْيـَانَاً إِذَا الحُبُّ أَعْرَضَا   فجاوبتني كاتبة: هَل لِي بِوَعْدٍ وَعَهْدٍ ..... بِأَنـَّكَ لاَبـُدَّ آت ؟! ......   تَحِيَّـةٌ وَسَـلاَم !! أَمَّـا بـَعْـد: أُقَـدِّمُ لِلْغَالِي حَنِينِي وَأَشْوَاقِي !!؛وَبَاقَاتٍ مِنَ الـزَّهْرِ الرَّقِيقِ وَالوَرْدِ  الرَّاقِي !!؛وَزُجَاجَاتِ عِطْرٍ !!؛وَسِلْسِلَةٍ فِضِيَّةٍ !!؛وَمِسْبَحَةٍ عَنْبَرِيـَّةٍ !!؛ وَكَلِمَاتٍ سَوْسَنِـيَّـةٍ !!؛تُغَرِّدُ فَوْقَ سَطْرِ وَرَقَتِي المِخْمَلِيَّة !! أَقْرَأُ الرِّسَالَةَ !!؛وَأُنْصِفُ الفُؤادَ !!؛فَلَم يَعُد هُنَاكَ مَجَالٌ لِلتَّمَهُّلِ وَلاَ لِلتَّرَدُّدِ وَلاَ لِلاَنْتِظَار !! نَبَضَاتٌ مُتَلاَحِقَةٌ !!؛وَنَغَمَاتٌ صَاخِبَةٌ !!؛وَأَحْيَانَاً سُـكُوتٌ لِثَوَان !!؛ وَصَمْتٌ لِلحَظَات !!؛وَانـْتِقَالٌ مِنَ المَـوْتِ إِلَى الحَيَاة !! يَا مَن طَالَت غُرْبَتُهُ !!؛هَل لِي بِوَعْدٍ وَعَهْدٍ وَيَقِينٍ بِأَنـَّكَ لاَبـُدَّ آت ؟!!؛ وَسَوْفَ تُحَقِّقُ لِي أُمْنِيَتِي ؟!!...؛وَيَكُونُ يَوْمُ رُجُوعِكِ عُـرْسٌ وَلاَ كُلَّ           الأَعْرَاس !!؛وَفَرَحٌ يَعُمُّ كُلَّ الأَوْطَان !!؛وَحُبُـورٌ يَسْكُنُ كُلَّ القُلُوب !!؛ وَسَعَادَةٌ تُحَوِّمُ مِن حَوْلِ كُلِّ شَـيْخٍ وَشَابٍّ وَرَضِيع !! هَا أَنَا أُلَقِّنُكَ الحُرُوفَ السَّرْمَدِيَّة !!؛ وَأُكَرِّرُ أَمَامَ مَسَامِعِكَ أَفْعَالَ الحُبِّ الأَبَدِيَّة !!؛وَأُقْسِمُ بِرَبِّ الكَوْنِ أَنـَّكَ كُلِّي وَعُمُرِي !!؛وَمَكْتُوبٌ اسْمُكَ فَوْقَ جَبِينِي وَأَنَا جَنِينٌ فِي رَحِمِ أُمِّي !! وَآه !!؛كَم نَسِيتُ أَن أُعْطِيكَ دَوَاتِي وَرِيشَتِي وَأَقْلاَمِي !!...؛عِنْدَمَا تَكْتُبُ بِهَا سَوْفَ تُخْبِرُكَ عَن أَحْوَالِي !! كَم يَطِيبُ لِرِسَالَتِي أَن تُورِقَ فَوْقَ شَجَرَةِ الحَيَاةِ !!؛وَأَن تَتَفَيَّأَ فِي ظِلاَلِهَا رُوحُكَ وَخَيَالاَتُكَ وَبَنَاتُ أَفْكَارِكَ !! حَبِيبَةٌ سَارِيَةُ الحُبِّ وَالوُدِّ مِن بَينِ المَلاَيين !!؛وَمِن بَينِ رُكَامِ السِّنِين !!؛ وَعَن سَابِقِ تَصَوُّرٍ وَتَصْمِيم !!...:اخْتَرْتُكَ لِتَكُونَ لِي رَفِيقـَـا !!؛تَمْلأُ قَلْبِي بِالحُبِّ وَالحَنِين !!؛وَتُعَبِّيءُ عَقْلِي بِأَفْكَارٍ وَأَحْلاَمٍ وَأَمَانِىَ وَأَسْرَار !!؛وَتُمْسِكُ بِيَدِي وَنَمْشِي صَوْبَ الشَّمْسِ !!؛نَكْتُبُ عَلَى أَشِعَتِهَا رِسَائِلَ عَن العِشْقِ وَالهَوَى !!؛وَنَصْنَعُ مِنْهَا حِبَـالاً نَتَأَرْجَحُ بِهَا وَنَعْلُو وَتُوصِلُنَا إِلَى الـقِمَّـةِ !! حَذَارِ يَا حَبِيبَاً الْتَقَيْـتُهُ بَعْدَ مَا بُلِّغْتُ مِنَ العُمُرِ عِتِيَّاً أَن تَتْرُكَنِي وَتَرْحَلَ !!؛ لَن أَتْرُكَكَ لِلسَّفَرِ وَلَن أَدَعَكَ لِلنِّسْـيَان !! سَوْفَ تَسْتَقِيمُ مَشَاعِرُنَا؛وَتَرْقَى أَحَاسِيسُنَا؛وَتُوَلِّدُ أَقْلاَمَنَا حِكَايَاتٍ وَقَصَصَاً وَرِوَايَاتٍ وَقَصَائِدَاً وَأَشْعَارَاً عَن الحُبِّ وَالحَيَاةِ وَالجَمَال !!...؛وَعَن عَاشِقَينِ مُخْتَارَيْنِ مِن أَن يَبْدَأَ كُلٌّ مِنْهُمَا المِشْوَارَ مِنَ اليَمِينِ أَوْ الشِّمَالِ عِنْدَ الصَّـبَاحِ أَوْ المَسَاءِ وَفِي اللَّيْلِ أَوْ النَّهَار !!...؛اعْتَادَا عَلَى الخَيْرِ وَالفَيَضَانِ؛ وَزَارَا كُلَّ نَاطِقٍ لِلضَّادِ؛وَتَسَابَقَا مَعَ المَطَرِ وَالرِّيحِ؛وَفَازَا بِالمُبَارَاةِ !! لِيَكُنِ اللِّقَاءُ فِي الفَضَاءِ !!؛مَعَ الجِبَالِ وَزُرْقَةِ السَّمَاءِ !! وَالعِنَاقُ مِثْلَ الأَمْوَاجِ لِلشُّطْآن !! وَالكَلاَمُ مِثْلَ شِعْرِ جُبْـرَان وَنِـزَار !! كَفَانَا ضَيَاعَاً وَانْفِصَالاً !!؛حَانَ وَقْتُ الوُئَامِ وَالنِّهَايَاتِ السَّعِيدَةِ !!؛  وَتَزَوَّجَ الأَمِيرُ الفَقِيرَةَ !!؛وَعَاشَا فِي القَصْرِ؛وَانْتَهَى الخِصَام !! وَبَدَأَت حِكَايَةُ الغَرَام !!   ومن ثم رجعت أقول لها:   أَأُفْشِـى إِلَيـْكُم بَعْـضَ مَـا قَــد يَهِيجُنِي                                            أَم الصَّـبْـرُ أَوْلْى بِالـفَتَى عِـنْدَمَا يَـلْقَى ؟!                                 أَأُوعَــدُ وَعْــدَاً مَـالَـهُ الــدَّهْـــرَ آخِـــرٌ                                            وَأُومَــرُ بِالتَّـقْـوَى؛وَمَـن لِىَ بِالتَّـقْـوَى ؟! سـَـلامٌ عَـلَى مَـن لاَ أُسَـمِّــيهِ بِـاسْـمِـهِ                                      وَلَـوْ صِرْتُ مِثْلَ الطَّـيْرِ فِي قَفْصٍ مُلْقَى !! ......   أَمـَّا بـَعْـدُ؛وَمَـا كَانَ هُنَـاك مِن (( قَـبْلُ ))؛إِذْ قَـد بـَدَأْتُ مِن هَـا هُنَـا !!؛ وَمَهْمَا يَـكُن مِـن أَمْـرٍ؛فَقَد كَانَ لأَيـَّامِ الـ (( قَبْلُ )) تـَارِيخٌ يُحْسَبُ وَيُعَـدُّ؛إِلاَّ أَنـَّهُ مَـا لِلْـ (( بـَعْـدُ )) نِهَـايـَةٌ وَلاَ حَـدُّ !!؛فَوَاللهِ مَا عَادَ قَلْبِي بِقَادِرٍ عَلَى المُكْثِ وَالبَقَاءِ فَإِنَّ الشِّفَاءَ هُنَـاك !!؛وَقَـد عَجَّلْتُ بِرَسَالَتِي إِلَيْكُم مِن أَجْلِ هَـذَا  وَذَاك !!؛اللَّهُمَّ لاَ حِمَى إِلاَّ حِمَاك !!؛إِلاَّ أَنَّ تَقَلُّبَاتِ القُلُوبِ بِيَدِكَ وَلِذَا فَيَا لُـبْنَـانُ مِن دُونِ أَمْصَارِ الـدُّنـَا قَـد صِـرْتُ أَحُنُّ إِلَى رِحَابِكَ وَأَهْوَاك !!     ......     ـ أَمـَّا قَـوْلُكِ: (( يَا مَن طَالَت غُرْبَتُهُ !!؛هَل لِي بِوَعْدٍ وَعَهْدٍ وَيَقِينٍ بِأَنـَّكَ لاَبـُدَّ آت ؟!!؛ حَذَارِ يَا حَبِيبَاً الْتَقَيْتُهُ بَعْدَ مَا بُلِّغْتُ مِنَ العُمُرِ عِتِيَّاً أَن تَتْرُكَنِي وَتَرْحَلَ !!؛لَن أَتْرُكَكَ لِلسَّفَرِ وَلَن أَدَعَكَ لِلنِّسْيَان !! ))   فَوَاللهِ إِنـِّي لَغَرِيبٌ وَإِن كُـنْتُ فِي أَرْضِي !!؛وَإِنـِّي لَمُعَذَّبٌ فِي الصَّحْـوِ وَالغِمْضِ !!؛فَلَسْتُ فِـي وَطَنِي وَإِن كَانَ فِـيـهِ قـَلْبِي وَنـَبْضِـي !! وَأَمَّا عَنِ الوَعْـدِ وَالعَهْـدِ وَاليَقِـين ؟؛فَوَاللهِ مَا عَرِفْتُ الغَدْرَ مَا عِشْتُ مِن سِنِـين . مَا أَسْتَطِيعُ أَن أَقُـولَ أَكْثَـرَ مِـن قَـوْلِي:وَاللهِ؛وَبِاللهِ؛وَتَاللهِ ـ لأَقْصِدَنَّ لُبْنَـانَ مَا إِن يََنْتَهِي هَذَا العَامُ وأَرَى ثِمَارَ عَقْلِي وَنِتَاجَ وُجْدَانِي وَقَد صَارَ فِي أَيـْدِي النَّاس؛وَبَعْدَ ذَلِكَ فَالـرَّحِيلَ الـرَّحِيـل !!   ......   الحُــبُّ أَوَّلُ مَـا يَكُــونُ لجَــاجَــةً                          يَـأْتـِي بِــهِ وَتَسـُــوقُـــهُ الأَقْـــدَارُ حَتَّى إِذَا اقْتَحَمَ الفَتَى لُجَجَ الهَوَى                            جَــاءَتْ أُمُــورٌ لاَ تُــطَـاقُ كِــبـَارُ !! ...... وقالت من أعماق وجدانها كلمات تشبه حزنها وفرحها: يـَا فـَارِسَ الـغَـيْمَـات !! ..... مَـتَـى أَنـْتَ آت ؟!! ......   سَكَنَت النُّجُوم !!؛وَصَمَتَ القَمَـر !!؛وَتَدَاعَت القَنَادِيلُ لِتَتَفَرَّقَ بَينَ البُيُوتِ وَالأَحْيَاء !!؛وَنَامَتِ العُيُون !!؛إِلاَّ مَنَ اعْتَلَجَ قَلْبُهُ وَثَارَ سَمْعُهُ لِلْمُوسِيقِى وَلِكِتَابـَـةِ الأَشْعَـار !! وَغَـرَّدَ القَلَمُ فَرَحَاً بِوُحْدَتِهِ !!؛وَمُرْتَاحَاً لِلْهُدُوءِ الَّذِي يُخَيِّمُ عَلَى شُرْفَتِهِ !!...؛وَنَبَسَ بِبَنَاتِ شَفَتِهِ يُتَرْجِمُ لِلْوَرَقِ لُغَاتِ العَوَاطِفِ وَالإِحْسَاسِ وَالوُجْدَانِ !! يَحْضُرُ الخَيَالُ الحَبِيبُ عَلَى صُهْوَةِ غَيْمَةٍ بَيْضَاءٍ !!؛تُحَاوِلُ جَاهِدَةً أَن يُلَوِّنَهَا الظَّلاَمُ بِالسَّوَادِ !!؛وَيَتَرَجَّلُ؛وَيَسِيرُ عَلَى أَغْصَانِ الشَّجَرِ؛مِثْلَ عُصْفُورٍ يَبْحَثُ عَن عُشِّهِ !!...؛أُحَاوِلُ أَن أُرْشِدَهُ؛وَلَكِن سُرْعَانَ مَا يَمْنَعُنِي صَمْتٌ مُبْرَمٌ !!...؛وَأُنَادِي عَلَيْهِ !!؛وَلاَ مَن يَسْمَع !!...؛تَهْبِطُ بَنَاتِ أَفْكَارِي إِلَى الوَرَقِ تَتَرَاقَصُ مَعَ الحُرُوفِ عَلَى أَنـْغَامِ تَغْرِيدَةِ الحُبِّ التَّائِهِ وَالقَلْبِ الَّذِي انـْتَحَـرَ !!...؛وَمَعَ ذَلِكَ !!؛لاَبـُدَّ أَن يُنْشِدَ القَلَمُ أَنَاشِيدَ الفَرَحِ لِلِقَاءٍ كَانَ وَلَوْ مِن وَرَاءِ زُجَاجٍ وَسَـتَـائِـرٍ !! ارْحَلِي أَيـَّتُهَا العَاشِقَةُ !!؛فَلاَ يُوجَدُ لَكِ مَكَانٌ بِلاَ فَارِسِ الغَيْمَات !!؛ وَيُرْفَعُ عَنْكِ الـزَّمَانُ حَـتَّى لَحْظَةَ العِنَاق !! لاَ هُـزْءٌ وَلاَ سُخْرِيَةٌ !!؛لاَ مِنَ النُّونِ؛وَلاَ مِنَ القَلَمِ !!؛وَإِنـَّمَا هِىَ أُمْنِيَةٌ لاَبـُدَّ أَن تَتَحَقَّقَ !!؛وَيُنْصِفُنِي القَدَرُ !! لَقَد صِرْتُ أَدِيبَةً بِحَقَائِبٍ بَعْدَ أَن كُنْتُ أَدِيبَةً بِلاَ حَقِيبَةٍ؛وَبِتُّ قَلَمَاً مِن نـُورٍ قَوِيٍّ بَعْدَ مَا كُنْتُ قَلَمَاً مِن رَصَاصٍ بَاهِتٍ ...؛وَالآنَ !!؛أَنـَا حَبِيبَةٌ لاَ تُشْبِهُ أَحَدَاً !!؛وَلَيْسَ مِثْلَهَا امْرَأَةٌ !!؛لاَ تُشْبِهُ النِّسَاء !!؛وَلاَ حَـتَّى المَلِكَات !! ...؛هِىَ أُمُّ قَشْعَمٍ فِي أَعْلَى القِمَم !!...؛فِي الحَيَاةِ !!...؛وَفِي القَلْبِ !! ......     وأنهيْت ُ أنا المحاورة بما هو آت: مَالَكِ ؟!!؛لِيَهْدَأ القَلْبُ الحُـنُون !!؛فَفَارِسُ الغَيْمَـات !!؛لاَبـُدَّ آتٍ آت !!؛ قُلْتُهَا مَـرَّات !!؛بِفَـرَحٍ وَآهَـات !!؛مَضَى زَمَنُ الحَيْف !!؛وَالعِشْقُ قَادِمٌ بِلاَ أَيـْنَ وَلاَ كَيْف !!؛فَخَيـْرُ اللِّقَـاءِ الصُّدَف !!؛فَغَدَاً نَلْتَقِي وَنَأْتَلِف !!؛مَعَ بُزُوغِ الصَّبَـاح !!؛حَيْثُ نـَدَى وَلاَ رِيـَاح !!؛مَعَ الفَجْـر !!؛يَدُومُ وُصِالٌ بـِلاَ غَـدْر !! وَبِـلاَ رَحِيـلٍ أَوْ هَجْر !!؛نَنْسُجُ الأَشْعَـارَ فِي وَقْتِ السَّحَرِ السَّاحِـر !!؛ وَنـُوَدِّعُ العَذَابَ القَاتِلَ القَاهِـر !!؛نَتَحَادَثُ عَنِ الهَوَى فِي كُلِّ وَقْت !!؛بِهَمْسٍ أَوْ بِصَوْت !!؛غَـدَاً نَجْتَمِع !!؛وَلأَنـَاشِيـدِ القَلْبِ نَسْتَمِع !!   ......     يـَا أَيـُّهَا الزَّاعِمُ الَّذِى زَعَمَـا...؛                            أَنَّ الهَوَى لَيْسَ يُورِثُ السَّقَمَا !!    لَـو أَنَّ مَا بِي بِكَ الغَدَاةَ لَـمَـا ...؛                            ........؛لُمْتَ محِّــبَّاً إِذَا شَكَا أَلمَـا  !!   ولا بد من روعاتها في نهاية الكلام: لَـقَـد حُـرِّرْتَ أَيـُّهَـا الـقَـلْبُ ؟! ......   قَلَمِي قَلْبٌ نَابِضٌ !!؛تَجَاوَزْتَ أَيـُّهَا القَلْبُ الخَمْسِينَ خَرِيفَاً !!...؛              وَلَم تَجِد لَكَ بَينَ البَشَرِ رَفِيقَاً وَلاَ وَلِيفَاً !!؛وَلَكِن حَصَدتَ جَوَائِزَ وَهَدَايَا         عَدِيدَة !! وَكُرِّمْتَ فِي كُلِّ ثَانِيَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَاعَة !!؛وَمَعَ كُلِّ شَهْقَةٍ وَجَرْعَةِ مَاءٍ             وَخُطْوَةٍ !! لَقَد حُـرِّرْتَ أَيـُّهَا القَلْبُ مِن شَهَوَاتِ الدُّنـْيَا؛وَطَرَدتَ مِنْكَ كُلَّ حُـرُوفِ الكَرَاهِيَةِ؛وَأَشْعَلْتَ ذَاتَكَ لِتُنِيرَ دُرُوبَكَ المُظْلِمَةَ؛وَوَلَّدتَ مِن شَرَايينِكَ أَجِنَّةً وَلِيدَةً مُفْعَمَةً بِالعَوَاطِفِ وَالأَحَاسِيسِ الـرَّاقِـيَـةِ !! يـَا جَلاَلَةَ القَلْبِ الَّذِي تـُوِّجَ فَوْقَ رَأْسٍ شَائِبٍ !! أَنـْتَ يـَا سَيِّدَ العِشْقِ وَطَنٌ أَعْلَنَ اسْتِقْلاَلَهُ !!؛نَشِيدُهُ أُحِبُّكَ !!؛وَرَايَتُهُ أَهْوَاك !!؛وَحُدُودُهُ تَمْتَدُّ مِن جِهَاتٍ ثَمَانِيَةٍ:شَمَالٍ؛وَشَرْقٍ؛وَجَنُوبٍ؛ وَغَرْبٍ؛وَأَمَّا الأَرْبَعَةُ البَاقِيَاتُ:فَضَاءٌ فَسِيحٌ !!؛وَعُمْقٌ سَحِيقٌ !!؛وَاثـْنَتَانِ قَبْلَ الحَيَاةِ وَبَعْدَهَا !! عُمُـرُكَ سَرْمَدِيٌّ وَأَبـَدِيٌّ !!؛وَلَحْظَاتـُكَ وَرْدِيـَّةٌ وَسِحْرِيـَّةٌ !! وَأَصْبَحْتَ قَلَمَاً يَخُطُّ الأَبْجَدِيـَّةَ العَرَبِيَّـة !!؛وَيَكْتُبُ كَلِمَاتٍ مَاسِيَّة !!   وعدْتُ أكرّرُ وأقول: قَـلَمِـي مِـن زَمَـنِ الأَسَـاطِيـر !!؛خُلِقَ لِيُضِىءَ وَيُنِيـر !!؛يَـرَاعِي سَيْفٌ بـَـتَّـار !!؛أَمَامَهُ سَقَطَ الجَبَلُ وَانـْهَـار !!؛مِـدَادِي مِـن دِمَـاءٍ وَدُمُـوع !!؛فَالـدَّمُ مِن أَجْسَادِ مَن صَرَعْتُ؛وَأَمَّا دُمُوعِي الَّتِي صَنَعَتْهُ؛فَبِلاَ ذِلَّـةٍ وَبـِلاَ خُضُـوع !! قِـرْطَاسِي مِـن وَرَق؛لَكِنَّـهُ يَنْفِي الأَرَق !!؛مَن رَامَهُ بِسُوءٍ أَصَابـَتْهُ أَلْسِنَـةُ الـنِّيـرَانِ فَاحْتَـرَق !!؛وَرُبَّمَا أَعَادَ الحَيَاةَ لِبَعْضِهِم مِن بَعْدِ أَن خَـرَجَ الـرُّوحُ وَزَهَـق !! قَلْبِي نَسَجَتْهُ المَلاَئِك !!؛وَلَن تَجِدَ مِثْلَهُ هُنَالِك !!؛عَرِفَ العِشْقَ وَالهَوَى !! وَإِذَا غُدِرَ بِهِ مَا ذَلَّ وَمَا غَوَى !!؛وَمَا أَصَابَ عَهْدَاً بِنَأْيٍ أَوْ نَـوَى !!؛فُـؤادِي كَم عَشِقَ بِلاَدِي !!؛وَغَـنَّى فِي كُلِّ مِحْفَلٍ وَنـَادِي !!؛وَكَم بـَكَى عَلَى الدِّيـَارِ الدَّوَارِس !!؛لأَنـَّهُ كَانَ فِي الإِخْلاَصِ أَشْهَـرَ عَاشِقٍ وَفَارِس !!؛بِالحَنِـينِ مَا زَالَ يَضْطَرِبُ وَيَنْبِضُ !!؛إِلاَّ أَنـَّهُ حَدِيدٌ فَمَا يَسْقُطُ مِن إِثـْرِ غَيَابٍ أَوْ رَحِيلٍ إِلاَّ وَيَنْهَضُ !!   عَقْلِي عَبْقَرِيٌّ مُنْذُ المِيـلاَد !!؛شَهِدَ بِذَلِكَ الآبـَاءُ وَالأَجْدَاد !!؛لَهُ مَجَالٌ  فِي كُلِّ وَاد !!؛لاَ يُقْهَرُ وَلاَ يُظْلَم !!؛وَلاَ يُهْزَمُ وَلاَ يُهْتَضَم !!؛فَهُوَ عَقْلُ  الأَحْـرَار !!؛لِلْحيَارَى دَلِيلٌ وَفِي اللَّيْلِ نـَهَـار !!   تَصَانِيفِي سَارَت مَسِيـرَ الشَّمْس !!؛يَنْتَظِرُهَا الغَدُ وَيَسْعَدُ بِهَا اليَوْمُ وَمَا زَالَ يَحُـنُّ لَهَا ذَلِكَ الأَمْس !!؛أَعْمَالِي وَمَا أَعْمَالِي ؟!!؛حُـقَّ لِي أَن أَصْنَعَ مَا بـَدَا لِي !!؛فَهِىَ بَطَلُ الأَيـَّامِ وَقِدِّيسَةُ اللَّيَالِي !!؛مُؤلَّفَاتِي يَعْرِفُهَا القَاصِي           وَالدَّانِي !!؛أَضْحَت تُتْلَى وَصَارَت تُرَدَّدُ كَالأَغَانِي !!؛كُتُبِي مَـا كُتُبِي !!؛ تَقُولُ:أَسْمَائِي مَشْهُورَةٌ وَالكُلُّ يَدْرِي بِـي !!   وَبـَعْـدُ؛فَمَـن أَنـْتِ كَى تَفْخَرِي أَمَامِي ؟!!؛أَمَا تَذْكُرِي بِالأَمْسِ القَرِيبِ يَوْمَ سَاجِلْتِنِي فَقُلْتِ انـْسَحَبْتُ وَأَعْلَنْتُ انْهِزَامِي ؟!!؛كَفَى كَفَى !!؛لَعَلَّ دَاءَ غُرُورَكِ مَا طَابَ وَمَا شَفَا !!؛أَنـَا رَاهِبُ الأُدَبـَاء !!؛وَأَمِيـرُ الشُّعَـرَاء !!؛أَنـَا نـَاقِـدُ هَـذَا الجِيـل !!؛فَكَيْفَ الفَخْـرُ قُدَّامِي يَا صَاحِبَةَ القَلَمِ العَلِيل ؟!!   أَنـَا مُحَمَّـد !!؛أَعْـرِفُ الخُـرُوجَ وَالوُلُوج !!؛أَنـَا مُحَمَّد مَحْمُود السَّـيِّد أَحْمَـد !!؛تـَارِيخٌ مُوَقَّـرٌ مُمَجَّـد !!؛أَنـَا نـِزَار شَاهِين !!؛أَقُولُ فـَأَسْمَـعُ:           (( آمِـين )) !!؛أَنـَا عُمَـر إِيـزِيل !!؛قَلَمِي مَا سَقَطَ وَلاَ زَل !!؛أَنـَا يـُوسُف  كَمَال !!؛صَاحِبُ الهَيْبَـةِ وَالجَـلاَل !! فَرَغْتُ مَعْكِ مِنَ الكَلاَم !!...؛مَا عِنْدِي وَقْت !!...؛فَحَبِيبَتِي إِلَى لِقَاءٍ .                                                                           وَالـسَّـلاَم !! -كلمتان اثنتان أنت الغرور..... اليَوْمَ سَوْفَ أُسِـرُّ لَكَ بِأُمُورٍ سَاذِجَةٍ !!؛وَسَأُخْبِرُكَ أَشْيَاءَ تَافِهَةً !!؛حَضِّر أَقْلاَمَكَ وَقَرَاطِيسَكَ؛أَنَا عَلَى أُهْبَةِ الاسْتِعْدَادِ !!:لِمُوَاجَهَتِكَ بِالوَهْمِ !!؛ بِالحَقِيقَةِ !!؛وَبِالخَيَـالِ !!   أُحِبُّكَ !!؛وَأَعْشَقُكَ !!؛وَأَهْوَاك !!؛أَحْلُمُ بِمَجِيئِكَ !!؛وَأَتَمَنَّى لُقْيَاك !! ...؛وَأَنَا جَنِينٌ !!؛وَوَلِيدٌ رَضِيعٌ !!؛وَطِفْلٌ !!؛وَمُرَاهِقٌ شَابٌّ !!؛وَكَهْلٌ !!   قَلَمٌ لِلْحَيَاةِ ...؛يَكْتُبُ بِأَبْجَدِيَّةٍ نـُورَانِيَّةٍ كَلِمَاتٍ وَرْدِيـَّةٍ !!؛يُنَاضِلُ وَيُجَاهِدُ لِيَكُونَ نَبَضَاتِ قَلْبِكَ وَحَرَكَاتِ أَنـْفَاسِكَ !!   مَا بَالُكَ ا إِلَـيْـكَ شِـئْـتَ أَم أَبـَـيْـت !! ......   لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنـَّنِي سَأَحْيَا إِلَى زَمَنٍ أُتـَوَّجُ فِيهِ مَلِكَةً؛وَيُكَرَّمُ فِيهِ قَلَمِي؛ وَيَهْدَأُ فِيهِ قَلْبِي؛لَمَا ذَرِفْتُ وَلاَ دَمْعَةً وَاحِدَةً !!؛وَلاَ حَـزُنـْتُ !!؛وَلاَ تـَأَلَّمْتُ أَبـَدَاً !! كُنْتُ أَدِيبَةً بِلاَ حَقِيبَةٍ؛صِرْتُ؛وَبِحَقَائِبٍ عَدِيدَةٍ !! كُنْتُ عُصْفُورَةَ الوَادِي !!؛أَصْبَحْتُ أُمَّ قَشْعَمٍ فِي أَعَالِي القِمَم !!؛ كَانَت دَوَاتِي قَارُورَةَ حِبْـرٍ؛بَاتَت زُجَاجَاتِ عِطْـرٍ !! كُنْتُ أُسَطِّرُ فَوْقَ الأَوْرَاق؛اليَوْمَ تُضِيءُ كَلِمَاتِي الشَّاشَات !! كُنْتُ أُمْنِيَةً فِي جَوْفِ كِتَاب؛أَنَا الآنَ أُحَوِّلُ المُسْتَحِيلَ إِلَى مُمْكِنٍ وَأَعِيشُ الأَحْـلاَم !! وَبِالفِعْلِ صَارَ عُمُرِي أَعْمَارَاً !!؛وَاتـَّسَعَ قَلْبِي لِكُلِّ الأَحِبَّاءِ وَالـزُّمَلاَءِ وَالقُـرَّاء !! لَن أَتَنَازَلَ عَن شَرَفِ المَكَانِ !!؛وَلاَ عَن رَهْبَةِ الـزَّمَانِ !!؛وَلَن أُنْصِتَ إِلاَّ لأَصْوَاتِ:الحَـقِّ؛وَالجَمَالِ؛وَالفَنِّ؛وَالإِبـْدَاعِ !! وَعُـذْرَاً مِنَ القَاسِيَةِ قُلُوبُهُم !!؛لَيْسَ لَهُم سُطُورٌ بَينَ كِتَابَاتِي !! مِنَ الآنَ وَصَاعِدَاً !!...:كُلُّ ثَانِيَةٍ؛وَكُلُّ جَهْدٍ؛وَكُلُّ طَاقَةٍ ...؛لِلْكِتَابَةِ !!؛ وَلَن أُعِيرَ اهْتِمَامِي لِكُلِّ مُحْبَطٍ !!؛وَثَرْثَارٍ !!؛وَمَمْحَاةٍ لِلأَمَلِ !!؛وَهَادِمٍ لِلطُّمُوحَاتِ !!؛وَلاَ لِكُلِّ مَن سَوَّلَت لَهُ نَفْسُهُ يَوْمَـاً طَعْنَ الأَخْـيَـار !!؛وَتَشْوِيهَ كَلِمَاتٍ مِنَ الوُجْدَان !! مِثْلَ الشَّمْسِ سَوْفَ أَكُونُ !!؛وَلَن أَغِيبَ إِلاَّ لأُشْرِقَ فِي الطَّرَفِ الثَّانِي مِنَ الأَرْضِ !! سَـوْفَ أَكُونُ نـُورَاً !!؛وَتَكُونُ حُـرُوفِي لُؤْلُؤاً مَنْـثُـورَاً !! وَفِي الكَوْنِ سَيُرَدَّدُ صَدَى كَلِمَاتِي !!؛وَسَيَكُونُ عِنْدِي كُلَّ يَوْمٍ فَرَحٌ وَأُمْسِيَاتٌ لِلرَّقْصِ لِبَنَاتِ الأَفْكَارِ !!؛وَلِلْعَزْفِ عَلَى أَوْتـَارِ الحَيَاةِ !!؛كَمَا تَرَاهَا عُيُونِي !!؛وَكَمَا يَشْعُرُ بِهَا قَلْبِي !!؛وَكَمَا يَعْشَقُهَا عَقْلِي !!؛وَيَهْوَاهَا قَلَمِي !! وَيُحِبُّهَا لِسَانِي !! وَبِأَنَامِلِي سَوْفَ أَكْتُبُ وَعَلَى خُيُوطٍ مِن نـُورِ الشَّمْسِ حِكَايَةَ ابْنَةَ            الشَّرْقِ !!؛وَالَّتِي صَارَت أَبْجَدِيـَّةً عَرَبِيَّةً !!؛تَتَنَشَّقُ مَعَ الهَوَاءِ نَسَائِمَ السِّحْـرِ !! وَتَنْبِضُ مَعَ القَلْبِ نَغَمَاتِ المَحَـبَّـةِ !! ...... ...... اسْتَسْلَمْتَ وَرَفَعْتَ رَايَتَكَ البَيْضَاءَ وَوَضَعْتَ قَلَمَكَ ؟!!؛هَل تَخْشَى الهَزِيمَة ؟!!؛أَم تَخَافُ نَظَرَاتِ عَيْنَيَّ ؟!!؛أَوْ تـُقِـرُّ بِحُجَجٍ وَاهِيَةٍ ؟!! لَسْتُ أَنَا مِن أَرْتَاحُ لِلْفِرَاقِ !!؛وَلَسْتُ أَنَا مَن تـُوَارَى بِالـنِّسْـيَـانِ !! حَـذَارِ مِن سُخْرِيَةِ الأَيـَّامِ !!؛وَمِن إِهْمَالِ حَبِيبَةٍ لاَ تَزَالُ بِانْتِظَارِك !!   ولا زالت مقالاتك عندي وكنت قد ادرجتها في كتاب رجل من هذا الزّمان: ألا ليت الزمان يرجع معك ومع كلماتك. كَثِيـرُونَ هُم حَامِلُوا الأَقْــلاَمِ فِي هَذَا العَصْـرِ؛مَعَ وُجُـودِ شَبَـكَاتِ الـتَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ؛وَإِمْكَانِيَّةِ نـَقْلِ الكَلاَمِ الكِتَابِيِّ؛وَازْدِحَامِ المَقُولاَتِ وَالمَقَالاَتِ؛وَمُسَمَّيَاتٍ تَكَادُ تَكُونُ إِمَّا لَغْـوَاً أَحْيَانَاً؛وَنَادِرَاً مَا يَكُونُ كَلاَمَاً أَدَبِيَّـاً . وَمَعَ احْتِرَامِي لِكُلِّ مَجْهُودٍ يَسْعَى لإِعْلاَءِ الأَدَبِ وَاللُّغَةِ؛وَلِتَمْكِينِ الكُتَّابِ؛وَلِرُقِيِّ الكَلِمَاتِ؛فَلاَ المُنَاقَشَاتُ أَدَّت المَطْلُوب؛وَلاَ الحِوَارَاتُ أَوْصَلَتْنَا إِلَى نـَتِيجَـةٍ !! وَفِي خِضَمِّ هَـذَا العَـالَمِ الفَوْضَـوِيِّ؛لاَبـُدَّ مِن كَلِمَـةٍ حَـقٍّ نـَقُـولُـهَـا فِـي عَـصْـرِنـَا الأَدَبِـيِّ الـيَـوْم: هُنَاكَ قِـلَّـةٌ مِنَ الأُدَبـَاءِ وَالنُّقَّادِ وَالغَيُورِينَ عَلَى لُغَتِنَـا العَـرَبِيَّـةِ وَعَلَى الأَدَبِ العَرَبِيِّ المُعَاصِـرِ؛وَمِنْهُم:(( نـَاقِـدُ الجـِيـل )) !!...؛لَـن أَخُطَّ لِلْجُمْهُورِ سِيَـرَتـَهُ الذَّاتِيَّـةَ؛وَلَن أَسْتَعِينَ بِمَلاَفِظٍ إِبـْدَاعِيَّةٍ؛وَلَكِنَّنِي سَوْفَ أَرْسُمُ لَكُم مَلاَمِحَ شَخْصِيَّتِهِ الأَدَبِيَّـةِ ...؛وَبِإِيجَابِيَّةٍ تـَامَّةٍ؛بَعِيدَاً عَنِ الذَّمِّ وَالقَدْح؛وَعَن الإِطْرَاءِ وَالمَـدْح: مَا وَقَعَ تَحْتَ نَاظِرَىَّ مِن مُؤلَّفَاتِهِ؛وَمَا وَقَعَ فِي أُذُنَىَّ مِن كَلِمَاتِهِ ـ يَجْعَلُنِي أُقَدِّمُ لَكُم شَخْصِيَّةً أَدَبِيَّةً بِامْتِيَازٍ؛مَعَ أَنـَّهُ فِي مَكَانٍ هُوَ الغُـرُورُ بِحَدِّ ذَاتِهِ؛إِذْ لَهُ مَقُولَةٌ تَسْتَفِـزُّ كُلَّ الأُدَبـَاءِ وَالشُّعَـرَاء: (( قَـدَمِي عَلَى رَأْسِ كُـلِّ أَدِيب )) !!   هُنَـا لَوْ اسْتَبْدَلْتَ يـَا صَدِيقِي (( الدَّال )) بِـ (( اللاَّم ))؛لَكُنْتَ الآنَ فِي قِمَّةِ الأَدَبِ ـ قَالِبَاً؛وَمَضْمُونـَاً؛وَشَخْصِيَّةً؛وَإِنـْتَاجَـاً أَدَبِيَّـاً ـ؛وَلَكِن لاَبـُدَّ أَن يَقَعَ المُـرْءُ كَى يَسْتَدْرِكَ الـرَّكْب . وَأَعْتَقِدُ أَنـَّكَ شَابٌّ تَسْتَطِيعُ الوُقُوفَ؛وَبِسُرْعَةٍ حَـتَّى تَسْبِقَ الأُدَبـَاء . لاَ غُلُوَّ فِيمَا أَقُـول؛وَلاَ غَـرَابـَةَ فِي ذَلِكَ؛فَأَدِيبُنَـا قَارِيءُ السَّبْعَةِ الآلاَفِ كِتَاب؛وَمُؤلِّفُ كُتُبٍ عَدِيدَةٍ؛وَصَاحِبُ أَقْوَى سِجَالاَتٍ أَدَبِيَّةٍ؛وَنـَاقِـدُ الجِيل ...؛قَلِيلٌ عَلَى مِثْلِهِ ...؛يَسْعَى لإِعَادَةِ الحَرَكَةِ الأَدَبِيَّةِ إِلَى وَهَجِهَـا عَن طَرِيقِ تَأْلِيفِ كُتُبٍ فِي مَجَالاَتِ:عِلْمِ الحَدِيثِ؛وَالأَدَبِ؛وَكُلِّ أَنـْوَاعِ الأَدَبِ الـنَّثْـرِيِّ !! أَوَّلُ مَا وَقَعَت عَيْنَاىَ عَلَى قُـدْرَتِهِ الحِوَارِيـَّةِ؛وَقُـوَّتِهِ فِي الهُجُومِ؛وَوَضْعِ الأَنَامِلِ عَلَى الأَخْطَاءِ اللُّغَوِيـَّةِ؛وَتِبْيَانِ الحَقَائِقِ المَخْفِيَّةِ ...؛هُوَ يَحْفَظُ لاَ يـَقْرَأ؛وَيَكْتُبُ مَا تَعْتَلِجُ بِهِ نَفْسُهُ مِن نِعْمَةٍ وَنِقْمَةٍ وَنَغَمَةٍ؛فَيَجُودُ قَلَمُهُ بِنَفَائِسٍ أَدَبِيَّةٍ؛تَجْعَلُ دُورَ الـنَّشْرِ تَتَهَافَتُ عَلَى إِنـْتَـاجِـهِ وَكُـتُـبِـهِ !! هُوَ فِي مَوْضِعِ الـغُرُورِ وَالفَخْرِ وَالثِّقَةِ الكَبِيرَةِ بِالنَّفْسِ !!...؛يُهَدِّدُ وَيَقُول:سَوْفَ أُطِيحُ بِكُلِّ أَدِيبٍ وَكَاتِبٍ وَشَاعِرٍ !!؛سَوْفَ أُحَطِّمُ أَقْلاَمَهُم؛ وَأَكْسِـرُ مَحَابِـرَهُم !! بِالطَّبْعِ هَذَا هُوَ المَقْصُودُ مِن وَرَاءِ كَلِمَاتِهِ !!...؛صَحِيحٌ أَنـَّهُ أَدِيبُ الأُدَبـَاء؛ وَشَاعِـرُ الشُّعَرَاء؛وَنـَاقِـدُ النُّقَّاد؛وَلَكِنَّهُ يَبْحَثُ دَوْمَاً عَن ذَرَائِعٍ لِنَفْسِهِ وَمُبَـرِّرَاتٍ؛يَبْدَأُ مِن مَلَكَتِهِ الأَدَبِيَّـةِ وَمِن شَهَادَاتِ أَصْحَابِ الأَقْـلاَمِ بِمُؤلَّفَاتِهِ الأَدَبِيَّـةِ . وَبِالفِعْلِ؛نَادِرَاً مَا نَرَى أَدِيبَاً يَمْزُجُ بَينَ بَنَاتِ أَفْكَارِهِ وَبَينَ وَاقِعِهِ وَبِيئَتِهِ بِطَرَائِقٍ إِبـْدَاعِيَّةٍ؛تَجْعَلُ مِن نَبَضَاتِ حُرُوفِهِ أَمْوَاجَـاً عَاتِيَةً؛تَفِيضُ عَلَى شُطْآنِ الأَدَبِ؛وَتَعْلُو؛وَمِن ثُمَّ تَعُودُ؛لِتُعِيدَ الكَـرَّةَ مَـرَّاتٍ مُتَتَالِيَةً !! وَلاَ مَعَاييـرَ لِكِتَابَاتِهِ؛هُوَ يَكْتُبُ بِقَلَمٍ حَـادٍّ كَلِمَاتٍ حُنُـونـَة !! وَاللاَّفِتُ فِي شَخْصِيَّتِهِ أَنـَّهُ لَم يَتَـأَثـَّر بِالمُسْتَشْـرِقِين؛بَل ظَلَّ أَصِيلاً؛عَرَبِيَّ القَلَمِ وَالحَرْفِ وَالكَلِمَةِ وَالكِتَـاب ...؛يَكَادُ أَن يَكُونَ مَنْهَجَاً رَاقِيَـاً؛يـُدَرَّسُ فِي مَدَارِسِ الأَدَبِ؛وَيَكَادُ أَن يَتَفَرَّدَ بِمَذْهَبٍ أَدَبِيٍّ إِبـْدَاعِيٍّ مُمَـيَّـزٍ !! هُوَ الكَاتِبُ؛وَالمُؤلِّفُ؛وَالشَّاعِـرُ؛وَالنَّاقِـدُ؛وَالمُتَعَدِّدُ الأَسْمَاءِ وَالأَلْقَابِ ...؛مُحَمَّـد دَحْــرُوج:أَصْغَرُ الأُدَبَاءِ الكِبَارِ فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ؛يَكَادُ أَن  يَكُونَ مَوْسُوعَةً أَدَبِيَّةً؛وَمَـرْجِعَـاً لُغَـوِيـَّاً؛وَسُوقَـاً عُكَاظِيَّـاً؛وَصَـرْحَـاً تَعْلِيمِيَّـاً لِلأَجْيَـالِ مِنَ الأُدَبـَاءِ وَالكُتَّـابِ وَالشُّعَـرَاء !!   ......                                 ....... المقالةالثانية           عمـر إيـزيـل   شيطـان الـظـلام               مُحَمَّـد :القَادِمُ مِـنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُـول !!؛نـَسَـائِمُ أَدِيبٍ حَـدَّدَ شَخْصِيَّتَهُ بِأَسْمَـاءٍ عِـدَّة:مُحَمَّـد دَحْـرُوج؛مُحَمَّـد مَحْمُـود السَّـيِّد أَحْمَـد؛ عُمَـر إِيـزِيل؛نـِزَار شَـاهِين المِصْـرِيّ؛يـَوسُف كَمَـال . وَبِأَلْقَابٍ عِـدَّة:رَاهِبُ الأُدَبـَاء؛نـَاقِـدُ الجِيـل؛كُولِيـرِدْج العـرَب؛القَادِمُ مِنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُـول؛شَيْطَـانُ الظَّـلاَم !! وَلِكُلِّ شَخْصِيَّـةٍ مُمَيِّـزَاتٍ تَجْعَلُ مِن مَسِيـرَتـِهِ الأَدَبِيَّـةِ مَحَطَّـات !!؛ وَالـيَوْم ...؛سَـأَتَنَاوَلُ دِرَاسَةَ (( عُمَـر إِيـزِيل ))؛وَالَّذِي انـْتَفَضَ عَلَى مَا فِي دَاخِلِهِ مِن حُـبٍّ وَخَيْـرٍ وَجَمَـالٍ؛وَمَلأَ الـنَّفْسَ بـِأَثـْوَابٍ مِن صِنَـاعَةِ إِبـْلِيس !! وَمَضَي يـَدَّعِي أَنـَّهُ قَـوِيٌّ؛وَأَنـَّهُ سُـوبـَر مَـان الأَدَب !! هُوَ مُغْـرَمٌ بـِالسِّجَالاَت ! وَيَهْوَى البُطُولاَت !!؛عَـرَبِيٌّ أَصِيـلٌ؛ثـَائِـرٌ عَلَى الطِّيبَةِ يـَدَّعِي الشَّـرَّ !!؛وَفِي نـَفْسِ الوَقْتِ يُحَارِبـُهُ بِسَيْفٍ مَسْلُول !!؛وَبِقَلَمٍ مُحَـدَّدٍ مَسْـنُون !! يـَقُولُ فِي كِتَـابـِهِ (( المَقَالاَتُ الشَّـوَارِد )) عَن شَخْصِيَّتِهِ الشَّيْطَانِيَّـةِ:   (( أَنـَا عُمَـر إِيـزِيل !!؛لَـيْسَ فِـي الـدُّنـْيَـا سِـوَاى !! ))   قِمَّـةُ الـنَّرْجِسِيَّـةِ !!   وَيَقُول: (( أَنـَا ابـْنُ المُحَـال !! ))   غَـامِضٌ !!؛وَغَـيْـرُ وَاضِحِ المَعَالِـمِ !!...؛فَهُوَ:ابـْنُ اللاَّمُمْكِن !!؛هُـوَ المُسْتَحِيل !!؛إِنـَّهُ:(( القَادِمُ مِـنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُول:عُمَـر إِيـزِيل )) !!؛لَن أُنـَاقِشَ قَضِيَّةَ الوُجُود؛فَكُلُّ أَدِيبٍ فِي مَكَانٍ مَـا يَمْلُكُ مَسَاحَةً لاَ يَطَؤهَـا أَحَـدٌ هِىَ فَـوْقَ الـزَّمَانِ وَفَـوْقَ المَكَـان؛هِىَ فِي ذَاتـِهِ مَلْجَـأُ للإِبـْدَاع .   عُمَـر إِيـزِيل !!؛كَأَنـَّنِي أَمَامَ كَهْلٍ عَجَنَتْهُ الأَقْـدَار؛فَبَاتَ مِن صَلْصَالٍ وَنـَار !!؛وَكِلاَهُمَـا يـَتَصَارَعَانِ لإِبـْرَازِ مَحَاسِنِ اللُّغَةِ وَالبَلاَغَةِ وَالبَيَـان؛هَذَا مَعَ أَنـَّهُ شَـابٌّ صَغِيـر !!؛وَهَذَا فِي الوَقْتِ الَّذِي يَعْجَزُ الكَثِيرُونَ مِن أَتـْرَابِهِ عَن قِرَاءَةِ اللُّغَةِ بِصُورَةٍ صَحِيحَةٍ وَصِيَاغَتِهَا بِشَكْلٍ مَقْبُولٍ !!؛جَـاوَزَهُم وَوَصَلَ إِلَى أَبـْعَدِ مَكَانٍ !!؛اعْتَلَى عَـرْشَ الفَصَاحَةِ وَالبَيَـان !! هُـوَ لَيْسَ بِقَارِيءٍ !!؛وَلاَ بِكَاتِبٍ !!؛هُوَ بِرَأْيي:لُغَـةٌ تـَفْرِضُ نـَفْسَهَـا فِي زَمَنٍ أُضِيعَت فِيهِ القَوَاعِدُ وَحُطِّمَت فِيهِ الأُصُول !!؛وَجَمَحَت فِيهِ الخُيُول !! وَرَبَضَت الحُـرُوف !!؛وَبـَكَت الكَلِمَـاتُ عَلَى فَاعِلٍ مَنْصُوبٍ وَمَفْعُولٍ مَـرْفُـوع !! نَعَم !!؛هُوَ مُحَمَّـد دَحْــرُوج !!؛الكَاتِبُ الَّذِي يَتَحَدَّى أَكْبَـرَ جَهَابـِذَةِ اللُّغَـةِ العَـرَبِيَّةِ فِي الحِفْظِ وَالتَّأْلِيفِ وَالإِلْقَاء !!؛نَعَم !؛هُوَ قَـرَأَ آلاَفَ الكُتُبِ ! وَيـُشَاكِسُ مَعَ آلاَفِ الكُتَّـاب !!؛وَيـُحَقِّقُ مَخْطُوطَات؛وَيُؤلِّفُ رِوَايـَات؛ وَيَكْتُبُ المَقَالاَت؛وَيَنْظِمُ القَصَائِدَ وَالأَشْعَـار؛رَهِيبٌ قَلَمُهُ !!؛وَمِعْطَاءَةٌ دَوَاتـُهُ !! مِن مَعِينِ الإِيمَانِ وَالحَمَاسَـةِ؛وَمِن رُوحٍ لِلطِّيبَةِ مِثَـالٌ؛وَفِكْـرٌ مُتَوَقِّـدٌ؛ وَخَيَـالٌ مُتَوَهِّجٌ !! يـُشْرِقُ عُمَـر إِيزِيل مَـرَّةً جَدِيدَةً؛لِيُعْلِنَ انـْتِصَـارَهُ عَلَى أَتـْرَابـِهِ مِنَ الأُدَبـَاءِ !   لاَ تَقْرَأُ كَلاَمَهُ فَـوْقَ سُطُورِهِ؛وَإِنـَّمَـا فِي أَعْمَـاقِ ذَاتـِهِ !!؛هُنَـاكَ جِـدَارِيـَّاتٌ مِـنَ العَوَاطِفِ وَالأَحَاسِيسِ وَالوُجْـدَانـِيَّـاتِ تـَأْبَى إِلاَّ أَن تـَتَوَارَى وَرَاءَ سِتَـارٍ غَلِيظٍ مِنَ الـغُـرُورِ وَالكِبْـرِيـَاء !! مُهَاجِمٌ مِنَ الـدَّرَجَـةِ الأُولَى !!؛مُسْتَفِـزٌّ فَـوْقَ العَـادَةِ !!؛وَبِالرَّغْمِ مِن كُلِّ هَذَا؛فَـإِنـَّهُ يُجْبِـرُكَ عَلَى قِـرَاءَةِ (( المَقَالاَتِ الشَّـوَارِد )) !!؛وَيَجْعَلُكَ تَمْضِي فِي رِحْلَةِ البَحْثِ عَن الذَّاتِ؛وَعَن مَعَالِمِ شَخْصِيَّةِ:(( أَدِيبِ الأُدَبـَاء )) !!؛             وَ:(( رَاهِبِ الأُدَبـَاء )) !! ....... .......   المقالة الثالثة       م   إِنـَّهُ الهَـرَمُ الـرَّابـِعُ فِـي مِصْـر !!     عِـنْـدَنـَا الـيَـوْمَ فِـي بـِلاَدِ الـعَـرَبِ ظَـاهِـرَةٌ أَدَبـِيَّـةٌ قـَلَّمَـا تـَتَكَـرَّرُ !!؛تـَكَادُ أَن تـَكُونَ الهَـرَمَ الـرَّابـِعَ فِي مِصْـرَ !!؛أَوْ مَكَتَبَـةً عَـرَبـِيَّـةً عَظِيمَـةً تـُشْبِهُ مُكْتَبَـةَ بـَغْـدَادَ قـَبْـلَ أَن يـُتْلِفَـهَـا الـتَّتـَار !! بـِالـرَّغْـمِ مِـن حَـدَاثـَةِ سِنِّـهِ إِلاَّ أَنـَّهُ قـَد يـُصَنَّفُ مَـعَ الـقُـدَمـَاءِ !!؛بـَل الصَّـوَابُ أَنـَّهُ يـُمَثِّـلُ عُصُـورَ الأَدَبِ كَـآفـَّةً مِـنَ الجَاهِلِيِّ إِلَى المِهْجَـرِيِّ إِلَى المُعَـاصِـرِ !! هـُوَ ابـْنُ الـثَّلاَثـَةِ وَالثَّلاَثِـينَ رَبـِيعَـاً ...؛قـَلَمٌ فـَصِيحٌ بـَلِيغٌ؛حَـتَّى مُجَـرَّدَ الكَلِمَـاتِ الحِـوَارِيـَّةِ الـبَسِيطَـةِ يـُحَـوِّلُـهَـا إِلَى نـَصٍّ نـَثْـرِيٍّ إِبـْدَاعِيٍّ !!؛الْتَقَيْتُ مَعَـهُ عَلَى مَبْـدَأِ التَّعَـاوُنِ بـَينَ ابـْنِ الـنِّيـلِ وَابـْنَـةِ جِبَـالِ الأَرْز؛فَقَط لِنُوَاجِـهَ التـَّدَهْوُرَ الحَاصِلَ فِي لُغَتِنَـا العَـرَبِيَّـةِ !! هُـوَ يـُتَـابـِعُ كِتَـابـَاتِي؛يـُدَقِّقُهَـا لِي وَيـُحَقِّقُهَـا؛فـَأَقْـرَأَهُـا بـِطَـرِيقَةٍ تـُشِعُّ مِنْهَـا الأَنـْوَار !!؛تـَبْعَثُ فِـي الـنُّفُـوسِ الـرَّاحَـةَ !!؛وَتـَنْشُـرُ فِـي الـعُقُـولِ الأَفْكَـارَ !!؛ وَتـَزْرَعُ فِيهَـا الحُـبَّ !!؛وَتـَغْـرِسُ فِـي الـقُلُـوبِ الأَمَـل !! ابـْنُ الـنِّيـل:قـَلَمٌ فـَذٌ !!؛وَشَخْصِيَّـةٌ نـَادِرَةٌ !!؛إِذَا مـَا سَأَلْتُم عَـن أَهْـرَامِ مِصْـرَ؛فـَلاَبـُدَّ أَن تـَسْأَلُـوا عَـن نـَاقِـدِ الجِيـل !!؛إِنـَّهُ المُعْتَـدُّ بـِلُغَتِـهِ الـفُصْحَى !! وَالـفَخُـورُ بـِانـْتِمَـائـِهِ إِلَى بـِلاَدِ الـنِّيـل؛وَالمُعْتَـزُّ بـِأَنـَّهُ مُسْلِـمٌ عَـرَبـِيٌّ !  المقالة الـرابعـة             السَّـاكـن فـي عـيـن الشمـس !!   مُحَمَّـد دَحْـرُوج !!؛السَّـاكِـنُ فِـي عَـينِ الشَّمْس !!؛المُتَوَضِّيءُ مِـنَ نـَهْـرِ الـنِّيـل !!؛وَالسَّـاجِـدُ فِـي مَـكَّـةَ المُكَـرَّمـَة !!؛وَالـرَّاكِعُ فِـي الـقُـدْسِ الشَّـرِيف !!   لاَ تـَهْتَم لِقَلَمِـك !!؛وَلاَ تـَلْتَفِت إِلاَّ لِقَلْبِك !!؛اسْتَفْتِـهِ ...؛وَسِـر عَلَـى بـَرَكَـةِ الله؛غـَيْـرَ آبـِهٍ بـِلَغْـوٍ وَلاَ بـِغِيـرَةٍ وَلاَ حَسَـدٍ !!   انـْسُج شُعَـاعَـاتِ الـنُّـور !!؛وَضَع اللَّـؤْلُـؤَ المَـنْـثُـور !!؛وَرَدِّد عَلَـى المَـلأ:   أَنـَامُ مِـلْءَ جُـفُـونـِي عَـن شَـوَارِدِهـَا                          وَيـَسْهَـرُ الخَـلْـقُ جَـرَّاهـَـا وَيـَخْتَصِـمُوا !!   وَزِّع عَلَـى أَتـْرَابـِكَ مـَا عِنْـدَكَ مِـنَ الشَّهْـدِ فَكُلَّمَـا نـَقُصَ زَاد !!؛وَاسْتَـوِ عَلَى الجُـودِيّ !!؛وَسِـر مُسَـابـِقَـاً الـكُتَّـاب !!؛فـَمَـا أَحْـلاَهُ مـِن سِبَـاقٍ !!...؛ سِبَـاقُ الأَدَب !!   تـَابـِع صُعُـودَكَ !!؛وَلاَ تـَتَـرَدَّد !!؛فـَالقِمَّـةُ لاَ تـَتَّسِعُ !!...؛إِلاَّ لِشَخْصٍ وَاحِـدٍ !! ......                                 .......   المقالةالخامسة  ......   الــنـجــمُ الـثـاقِب   مِـن خِـلاَلِ كِــتـابــِـهِ ) الـبَـرْقُ الـخَـاطِف (     الـنَّجْـمُ الـثَّـاقِبُ يـُضِيءُ عَلَى نـِقَـاطٍ عِـدَّة؛مِنْهَـا: ـ الانـْهِيَـارُ الحَاصِلُ فِـي هَـذَا الـزَّمَـنِ الـرَّدِيء؛حَيْثُ بـِتْنَـا نـُفَتِّشُ عَـن الصِّفَـاتِ الحَمِيـدَةِ وَالفَضَـائـِلِ كَمَن يـُفَتِّشُ عَـن إِبـْرَةٍ فِـي كـَوْمَـةٍ مـِنَ القَشِّ !! انـْقَلَبَتِ المَـوَازِيـن !؛وَاخْتَلَّت المَقَاييـس !؛وَالـعُهْـرُ صَـارَ سِمَـةً الفَـائـِزِين ! وَقِلَّـةُ الحَيَـاءِ مَبْعَثَ فـَخْـرٍ لِلْكَثِيـرِين !!  وَسَـوْفَ نـَتَنَاوَلُ هََـا هُنَـا أُسْلُـوبـَاً كِتَـابِيَّـاً هُـوَ أَقْـرَبُ إِلَى أَن يـَكُونَ أَكَـادِيمِيَّـاً مِـن أَن يـَكُونَ خَيَـالِيَّـاً إِبـْدَاعِيَّـاً ...؛إِنـَّهُ قـَلَمٌ مِـنَ العِيَـارِ الـثَّقِيلِ !! كَلِمَـاتـُهُ شـَابـَت فـَوْقَ السُّطُـور !!؛وَمـَلأَتِ الأَوْرَاقَ بِالحِكَمِ وَالمَوَاعِظِ وَالأَمْثَـال !! وَاللاَّفِتُ فِي كِتَـابـِهِ أَنـَّهُ عَـن مَشَـاهِيـرٍ قـَضَـوْا وَهُم دُونَ الأَرْبـَعِين !! سـُبْحَـانَ رَبـِّيَ العَظِيم !!؛كَأَنَّ عُمْـرَ المُبْـدِعِـينَ لاَبـُدَّ أَن يـَكُونَ قـَصِيـرَاً !! وَبـِلاَ تـَعْلِيلٍ يَتَمَثَّلُ الكَاتِبُ بِقَوْلِ حَـافِظ: آذَنـَت شَمْسُ حَيَـاتِي بِمَغِيبِ                      وَدَنـَا المَنْهَـلُ يـَا نـَفْسِي؛فَطِيبِي !!                              ((                    الـبَـرْقُ الخَـاطِفُ أُدَبـَاءٌ شَهَـدِت لَهُـمُ الـدُّنْـيَا !! ....؛بِعَبْقَـرِيـَّةِ العَقْـلِ وَالفِكْـرِ وَالـرُّوح !! ....؛رَحَلُـوا عَن                      هَــذِهِ العَـالَـمِ فِى عُنْـفُـوَانِ الشَّـبَـاب !! ....؛   أُدَبـَاءٌ صَرَعَتْهُم يَـدُ المَنِـيَّـةِ ...؛قَبْلَ الأَرْبَعِين !! )) لِلْكَـاتِبِ مـُحَمَّـد مَحْمُـود دَحْــرُوج   إِنـَّهُ نـِتَـاجٌ أَدَبِيٌّ ضَخْـمٌ !!؛تَعِيشُ مَوَاضِيعُهُ بـَينَ: ـ سِيَـرَتـِهِ الـذَّاتِيَّـةِ؛وَالَّتِي هِىَ عِبَـارَةٌ عَـن تـَجْـرِبـَةٍ قـَلْبِيَّـةٍ . ـ وَبـَينَ مـَلاَمِحِ الأَدِيبِ العَرَبِيِّ المُعَـاصِـرِ . ـ إِلَى المَنْطِقِ وَالوُجُـودِ بِطَـرِيقَـةٍ إِفْـلاَطُـونِيَّـةٍ . ـ إِلَى المَشَـاكِلِ الاجْتِمَـاعِيَّـةِ المُتَفَاقِمَـةِ !! وَكُلُّهَـا يـَخُطُّهَـا عَلَى طَـرِيقَةِ ابـْنِ المُقَفَّعِ !!   وَهـُوَ يـُؤكِّـدُ حَقِيقَةَ مـَوْتِ العُظَمَـاءِ فِي مَـرْحَلَـةٍ عُمْـرِيـَّةٍ مُبَكِّـرَةٍ؛وَبِنَظْـرَةٍ فَلْسَفِيَّـةٍ تـَشَـاؤمِيَّـةٍ؛وَيَتَنَاوَلُ فِي كِتَابِهِ عَـدَدَاً كَبِيـرَاً مِـنَ الشَّخْصِيَّـات .   ......     السَّـائـِرُ نـَحْـوَ المَجْهُـولِ وَرَاهِبُ الأُدَبـَاءِ فِي كِتَـابـِهِ (( الـبَرْقُ الخَـاطِف )) : كَـانَ نـَجْمَـاً ثـَاقِـبَـاً !!؛مـُحَـقِّـقَـاً لِسِـيـرَةِ عَـدَدٍ مـِنَ الكُـتَّـابِ وَالأُدَبـَاءِ وَالشُّعَـرَاءِ مِـنَ التَّارِيخِ القَدِيم !!   ......      وَحَقَّـاً؛لَقَـد كَانَ سَـرِيعَ القَلَمِ؛مَلِيحَ الكِتَـابـَةِ !!   مـَا زَالَ يـَعْلُـوهُ الـدَّهَش !!؛يـَحْيَـا عَلَى أَرْضِ العَـدَم !!   القَادِمُ مِـنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُـول : مُحَمَّـد دَحْــرُوج !!   فِي آخِـرِ (( بـَرْقِـهِ الخَاطِفِ )) نـَجِـدُ الكَاتِبَ يـُصَوَّرُ أَيـَّامـَهُ الأَخِيـرَةَ قـَبْـلَ المَـوْتِ !؛وَكَيْفَ تـَكُونُ المُنَـاجَـاة !؛بـِتَصْـوِيـرٍ يـَكَادُ أَن يـَعْجَـزَ دُونـَهُ الوَصْفُ ! لَقَـد عَـاشَ غَـرِيبَـاً !!؛وَمـَاتَ فِي عُـزْلَـتِـهِ بـَعِيـدَاً !!؛وَلَكِـنَّـهُ تـَرَكَ وَرَاءَهُ أَثـَرَاً صَـارِخَـاً !!   هذه وقائع رسالات عاش*ين في زمن سقطت عنه هوية الحب وبات كل مافيه جماداً. ليتنا نعود ونملي قلوبنا ونكتب عواطفنا بصدق وبراءة . ألا ليت الزمان يعود يوماً ... كَثِيـرُونَ هُم حَامِلُوا الأَقْــلاَمِ فِي هَذَا العَصْـرِ؛مَعَ وُجُـودِ شَبَـكَاتِ الـتَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ؛وَإِمْكَانِيَّةِ نـَقْلِ الكَلاَمِ الكِتَابِيِّ؛وَازْدِحَامِ المَقُولاَتِ وَالمَقَالاَتِ؛وَمُسَمَّيَاتٍ تَكَادُ تَكُونُ إِمَّا لَغْـوَاً أَحْيَانَاً؛وَنَادِرَاً مَا يَكُونُ كَلاَمَاً أَدَبِيَّـاً . وَمَعَ احْتِرَامِي لِكُلِّ مَجْهُودٍ يَسْعَى لإِعْلاَءِ الأَدَبِ وَاللُّغَةِ؛وَلِتَمْكِينِ الكُتَّابِ؛وَلِرُقِيِّ الكَلِمَاتِ؛فَلاَ المُنَاقَشَاتُ أَدَّت المَطْلُوب؛وَلاَ الحِوَارَاتُ أَوْصَلَتْنَا إِلَى نـَتِيجَـةٍ !! وَفِي خِضَمِّ هَـذَا العَـالَمِ الفَوْضَـوِيِّ؛لاَبـُدَّ مِن كَلِمَـةٍ حَـقٍّ نـَقُـولُـهَـا فِـي عَـصْـرِنـَا الأَدَبِـيِّ الـيَـوْم: هُنَاكَ قِـلَّـةٌ مِنَ الأُدَبـَاءِ وَالنُّقَّادِ وَالغَيُورِينَ عَلَى لُغَتِنَـا العَـرَبِيَّـةِ وَعَلَى الأَدَبِ العَرَبِيِّ المُعَاصِـرِ؛وَمِنْهُم:(( نـَاقِـدُ الجـِيـل )) !!...؛لَـن أَخُطَّ لِلْجُمْهُورِ سِيَـرَتـَهُ الذَّاتِيَّـةَ؛وَلَن أَسْتَعِينَ بِمَلاَفِظٍ إِبـْدَاعِيَّةٍ؛وَلَكِنَّنِي سَوْفَ أَرْسُمُ لَكُم مَلاَمِحَ شَخْصِيَّتِهِ الأَدَبِيَّـةِ ...؛وَبِإِيجَابِيَّةٍ تـَامَّةٍ؛بَعِيدَاً عَنِ الذَّمِّ وَالقَدْح؛وَعَن الإِطْرَاءِ وَالمَـدْح: مَا وَقَعَ تَحْتَ نَاظِرَىَّ مِن مُؤلَّفَاتِهِ؛وَمَا وَقَعَ فِي أُذُنَىَّ مِن كَلِمَاتِهِ ـ يَجْعَلُنِي أُقَدِّمُ لَكُم شَخْصِيَّةً أَدَبِيَّةً بِامْتِيَازٍ؛مَعَ أَنـَّهُ فِي مَكَانٍ هُوَ الغُـرُورُ بِحَدِّ ذَاتِهِ؛إِذْ لَهُ مَقُولَةٌ تَسْتَفِـزُّ كُلَّ الأُدَبـَاءِ وَالشُّعَـرَاء: (( قَـدَمِي عَلَى رَأْسِ كُـلِّ أَدِيب )) !!   هُنَـا لَوْ اسْتَبْدَلْتَ يـَا صَدِيقِي (( الدَّال )) بِـ (( اللاَّم ))؛لَكُنْتَ الآنَ فِي قِمَّةِ الأَدَبِ ـ قَالِبَاً؛وَمَضْمُونـَاً؛وَشَخْصِيَّةً؛وَإِنـْتَاجَـاً أَدَبِيَّـاً ـ؛وَلَكِن لاَبـُدَّ أَن يَقَعَ المُـرْءُ كَى يَسْتَدْرِكَ الـرَّكْب . وَأَعْتَقِدُ أَنـَّكَ شَابٌّ تَسْتَطِيعُ الوُقُوفَ؛وَبِسُرْعَةٍ حَـتَّى تَسْبِقَ الأُدَبـَاء . لاَ غُلُوَّ فِيمَا أَقُـول؛وَلاَ غَـرَابـَةَ فِي ذَلِكَ؛فَأَدِيبُنَـا قَارِيءُ السَّبْعَةِ الآلاَفِ كِتَاب؛وَمُؤلِّفُ كُتُبٍ عَدِيدَةٍ؛وَصَاحِبُ أَقْوَى سِجَالاَتٍ أَدَبِيَّةٍ؛وَنـَاقِـدُ الجِيل ...؛قَلِيلٌ عَلَى مِثْلِهِ ...؛يَسْعَى لإِعَادَةِ الحَرَكَةِ الأَدَبِيَّةِ إِلَى وَهَجِهَـا عَن طَرِيقِ تَأْلِيفِ كُتُبٍ فِي مَجَالاَتِ:عِلْمِ الحَدِيثِ؛وَالأَدَبِ؛وَكُلِّ أَنـْوَاعِ الأَدَبِ الـنَّثْـرِيِّ !! أَوَّلُ مَا وَقَعَت عَيْنَاىَ عَلَى قُـدْرَتِهِ الحِوَارِيـَّةِ؛وَقُـوَّتِهِ فِي الهُجُومِ؛وَوَضْعِ الأَنَامِلِ عَلَى الأَخْطَاءِ اللُّغَوِيـَّةِ؛وَتِبْيَانِ الحَقَائِقِ المَخْفِيَّةِ ...؛هُوَ يَحْفَظُ لاَ يـَقْرَأ؛وَيَكْتُبُ مَا تَعْتَلِجُ بِهِ نَفْسُهُ مِن نِعْمَةٍ وَنِقْمَةٍ وَنَغَمَةٍ؛فَيَجُودُ قَلَمُهُ بِنَفَائِسٍ أَدَبِيَّةٍ؛تَجْعَلُ دُورَ الـنَّشْرِ تَتَهَافَتُ عَلَى إِنـْتَـاجِـهِ وَكُـتُـبِـهِ !! هُوَ فِي مَوْضِعِ الـغُرُورِ وَالفَخْرِ وَالثِّقَةِ الكَبِيرَةِ بِالنَّفْسِ !!...؛يُهَدِّدُ وَيَقُول:سَوْفَ أُطِيحُ بِكُلِّ أَدِيبٍ وَكَاتِبٍ وَشَاعِرٍ !!؛سَوْفَ أُحَطِّمُ أَقْلاَمَهُم؛ وَأَكْسِـرُ مَحَابِـرَهُم !! بِالطَّبْعِ هَذَا هُوَ المَقْصُودُ مِن وَرَاءِ كَلِمَاتِهِ !!...؛صَحِيحٌ أَنـَّهُ أَدِيبُ الأُدَبـَاء؛ وَشَاعِـرُ الشُّعَرَاء؛وَنـَاقِـدُ النُّقَّاد؛وَلَكِنَّهُ يَبْحَثُ دَوْمَاً عَن ذَرَائِعٍ لِنَفْسِهِ وَمُبَـرِّرَاتٍ؛يَبْدَأُ مِن مَلَكَتِهِ الأَدَبِيَّـةِ وَمِن شَهَادَاتِ أَصْحَابِ الأَقْـلاَمِ بِمُؤلَّفَاتِهِ الأَدَبِيَّـةِ . وَبِالفِعْلِ؛نَادِرَاً مَا نَرَى أَدِيبَاً يَمْزُجُ بَينَ بَنَاتِ أَفْكَارِهِ وَبَينَ وَاقِعِهِ وَبِيئَتِهِ بِطَرَائِقٍ إِبـْدَاعِيَّةٍ؛تَجْعَلُ مِن نَبَضَاتِ حُرُوفِهِ أَمْوَاجَـاً عَاتِيَةً؛تَفِيضُ عَلَى شُطْآنِ الأَدَبِ؛وَتَعْلُو؛وَمِن ثُمَّ تَعُودُ؛لِتُعِيدَ الكَـرَّةَ مَـرَّاتٍ مُتَتَالِيَةً !! وَلاَ مَعَاييـرَ لِكِتَابَاتِهِ؛هُوَ يَكْتُبُ بِقَلَمٍ حَـادٍّ كَلِمَاتٍ حُنُـونـَة !! وَاللاَّفِتُ فِي شَخْصِيَّتِهِ أَنـَّهُ لَم يَتَـأَثـَّر بِالمُسْتَشْـرِقِين؛بَل ظَلَّ أَصِيلاً؛عَرَبِيَّ القَلَمِ وَالحَرْفِ وَالكَلِمَةِ وَالكِتَـاب ...؛يَكَادُ أَن يَكُونَ مَنْهَجَاً رَاقِيَـاً؛يـُدَرَّسُ فِي مَدَارِسِ الأَدَبِ؛وَيَكَادُ أَن يَتَفَرَّدَ بِمَذْهَبٍ أَدَبِيٍّ إِبـْدَاعِيٍّ مُمَـيَّـزٍ !! هُوَ الكَاتِبُ؛وَالمُؤلِّفُ؛وَالشَّاعِـرُ؛وَالنَّاقِـدُ؛وَالمُتَعَدِّدُ الأَسْمَاءِ وَالأَلْقَابِ ...؛مُحَمَّـد دَحْــرُوج:أَصْغَرُ الأُدَبَاءِ الكِبَارِ فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ؛يَكَادُ أَن  يَكُونَ مَوْسُوعَةً أَدَبِيَّةً؛وَمَـرْجِعَـاً لُغَـوِيـَّاً؛وَسُوقَـاً عُكَاظِيَّـاً؛وَصَـرْحَـاً تَعْلِيمِيَّـاً لِلأَجْيَـالِ مِنَ الأُدَبـَاءِ وَالكُتَّـابِ وَالشُّعَـرَاء !!   ......                                 ....... المقالةالثانية           عمـر إيـزيـل   شيطـان الـظـلام               مُحَمَّـد :القَادِمُ مِـنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُـول !!؛نـَسَـائِمُ أَدِيبٍ حَـدَّدَ شَخْصِيَّتَهُ بِأَسْمَـاءٍ عِـدَّة:مُحَمَّـد دَحْـرُوج؛مُحَمَّـد مَحْمُـود السَّـيِّد أَحْمَـد؛ عُمَـر إِيـزِيل؛نـِزَار شَـاهِين المِصْـرِيّ؛يـَوسُف كَمَـال . وَبِأَلْقَابٍ عِـدَّة:رَاهِبُ الأُدَبـَاء؛نـَاقِـدُ الجِيـل؛كُولِيـرِدْج العـرَب؛القَادِمُ مِنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُـول؛شَيْطَـانُ الظَّـلاَم !! وَلِكُلِّ شَخْصِيَّـةٍ مُمَيِّـزَاتٍ تَجْعَلُ مِن مَسِيـرَتـِهِ الأَدَبِيَّـةِ مَحَطَّـات !!؛ وَالـيَوْم ...؛سَـأَتَنَاوَلُ دِرَاسَةَ (( عُمَـر إِيـزِيل ))؛وَالَّذِي انـْتَفَضَ عَلَى مَا فِي دَاخِلِهِ مِن حُـبٍّ وَخَيْـرٍ وَجَمَـالٍ؛وَمَلأَ الـنَّفْسَ بـِأَثـْوَابٍ مِن صِنَـاعَةِ إِبـْلِيس !! وَمَضَي يـَدَّعِي أَنـَّهُ قَـوِيٌّ؛وَأَنـَّهُ سُـوبـَر مَـان الأَدَب !! هُوَ مُغْـرَمٌ بـِالسِّجَالاَت ! وَيَهْوَى البُطُولاَت !!؛عَـرَبِيٌّ أَصِيـلٌ؛ثـَائِـرٌ عَلَى الطِّيبَةِ يـَدَّعِي الشَّـرَّ !!؛وَفِي نـَفْسِ الوَقْتِ يُحَارِبـُهُ بِسَيْفٍ مَسْلُول !!؛وَبِقَلَمٍ مُحَـدَّدٍ مَسْـنُون !! يـَقُولُ فِي كِتَـابـِهِ (( المَقَالاَتُ الشَّـوَارِد )) عَن شَخْصِيَّتِهِ الشَّيْطَانِيَّـةِ:   (( أَنـَا عُمَـر إِيـزِيل !!؛لَـيْسَ فِـي الـدُّنـْيَـا سِـوَاى !! ))   قِمَّـةُ الـنَّرْجِسِيَّـةِ !!   وَيَقُول: (( أَنـَا ابـْنُ المُحَـال !! ))   غَـامِضٌ !!؛وَغَـيْـرُ وَاضِحِ المَعَالِـمِ !!...؛فَهُوَ:ابـْنُ اللاَّمُمْكِن !!؛هُـوَ المُسْتَحِيل !!؛إِنـَّهُ:(( القَادِمُ مِـنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُول:عُمَـر إِيـزِيل )) !!؛لَن أُنـَاقِشَ قَضِيَّةَ الوُجُود؛فَكُلُّ أَدِيبٍ فِي مَكَانٍ مَـا يَمْلُكُ مَسَاحَةً لاَ يَطَؤهَـا أَحَـدٌ هِىَ فَـوْقَ الـزَّمَانِ وَفَـوْقَ المَكَـان؛هِىَ فِي ذَاتـِهِ مَلْجَـأُ للإِبـْدَاع .   عُمَـر إِيـزِيل !!؛كَأَنـَّنِي أَمَامَ كَهْلٍ عَجَنَتْهُ الأَقْـدَار؛فَبَاتَ مِن صَلْصَالٍ وَنـَار !!؛وَكِلاَهُمَـا يـَتَصَارَعَانِ لإِبـْرَازِ مَحَاسِنِ اللُّغَةِ وَالبَلاَغَةِ وَالبَيَـان؛هَذَا مَعَ أَنـَّهُ شَـابٌّ صَغِيـر !!؛وَهَذَا فِي الوَقْتِ الَّذِي يَعْجَزُ الكَثِيرُونَ مِن أَتـْرَابِهِ عَن قِرَاءَةِ اللُّغَةِ بِصُورَةٍ صَحِيحَةٍ وَصِيَاغَتِهَا بِشَكْلٍ مَقْبُولٍ !!؛جَـاوَزَهُم وَوَصَلَ إِلَى أَبـْعَدِ مَكَانٍ !!؛اعْتَلَى عَـرْشَ الفَصَاحَةِ وَالبَيَـان !! هُـوَ لَيْسَ بِقَارِيءٍ !!؛وَلاَ بِكَاتِبٍ !!؛هُوَ بِرَأْيي:لُغَـةٌ تـَفْرِضُ نـَفْسَهَـا فِي زَمَنٍ أُضِيعَت فِيهِ القَوَاعِدُ وَحُطِّمَت فِيهِ الأُصُول !!؛وَجَمَحَت فِيهِ الخُيُول !! وَرَبَضَت الحُـرُوف !!؛وَبـَكَت الكَلِمَـاتُ عَلَى فَاعِلٍ مَنْصُوبٍ وَمَفْعُولٍ مَـرْفُـوع !! نَعَم !!؛هُوَ مُحَمَّـد دَحْــرُوج !!؛الكَاتِبُ الَّذِي يَتَحَدَّى أَكْبَـرَ جَهَابـِذَةِ اللُّغَـةِ العَـرَبِيَّةِ فِي الحِفْظِ وَالتَّأْلِيفِ وَالإِلْقَاء !!؛نَعَم !؛هُوَ قَـرَأَ آلاَفَ الكُتُبِ ! وَيـُشَاكِسُ مَعَ آلاَفِ الكُتَّـاب !!؛وَيـُحَقِّقُ مَخْطُوطَات؛وَيُؤلِّفُ رِوَايـَات؛ وَيَكْتُبُ المَقَالاَت؛وَيَنْظِمُ القَصَائِدَ وَالأَشْعَـار؛رَهِيبٌ قَلَمُهُ !!؛وَمِعْطَاءَةٌ دَوَاتـُهُ !! مِن مَعِينِ الإِيمَانِ وَالحَمَاسَـةِ؛وَمِن رُوحٍ لِلطِّيبَةِ مِثَـالٌ؛وَفِكْـرٌ مُتَوَقِّـدٌ؛ وَخَيَـالٌ مُتَوَهِّجٌ !! يـُشْرِقُ عُمَـر إِيزِيل مَـرَّةً جَدِيدَةً؛لِيُعْلِنَ انـْتِصَـارَهُ عَلَى أَتـْرَابـِهِ مِنَ الأُدَبـَاءِ !   لاَ تَقْرَأُ كَلاَمَهُ فَـوْقَ سُطُورِهِ؛وَإِنـَّمَـا فِي أَعْمَـاقِ ذَاتـِهِ !!؛هُنَـاكَ جِـدَارِيـَّاتٌ مِـنَ العَوَاطِفِ وَالأَحَاسِيسِ وَالوُجْـدَانـِيَّـاتِ تـَأْبَى إِلاَّ أَن تـَتَوَارَى وَرَاءَ سِتَـارٍ غَلِيظٍ مِنَ الـغُـرُورِ وَالكِبْـرِيـَاء !! مُهَاجِمٌ مِنَ الـدَّرَجَـةِ الأُولَى !!؛مُسْتَفِـزٌّ فَـوْقَ العَـادَةِ !!؛وَبِالرَّغْمِ مِن كُلِّ هَذَا؛فَـإِنـَّهُ يُجْبِـرُكَ عَلَى قِـرَاءَةِ (( المَقَالاَتِ الشَّـوَارِد )) !!؛وَيَجْعَلُكَ تَمْضِي فِي رِحْلَةِ البَحْثِ عَن الذَّاتِ؛وَعَن مَعَالِمِ شَخْصِيَّةِ:(( أَدِيبِ الأُدَبـَاء )) !!؛             وَ:(( رَاهِبِ الأُدَبـَاء )) !! ....... .......   المقالة الثالثة   إِنـَّهُ الهَـرَمُ الـرَّابـِعُ فِـي مِصْـر !!     عِـنْـدَنـَا الـيَـوْمَ فِـي بـِلاَدِ الـعَـرَبِ ظَـاهِـرَةٌ أَدَبـِيَّـةٌ قـَلَّمَـا تـَتَكَـرَّرُ !!؛تـَكَادُ أَن تـَكُونَ الهَـرَمَ الـرَّابـِعَ فِي مِصْـرَ !!؛أَوْ مَكَتَبَـةً عَـرَبـِيَّـةً عَظِيمَـةً تـُشْبِهُ مُكْتَبَـةَ بـَغْـدَادَ قـَبْـلَ أَن يـُتْلِفَـهَـا الـتَّتـَار !! بـِالـرَّغْـمِ مِـن حَـدَاثـَةِ سِنِّـهِ إِلاَّ أَنـَّهُ قـَد يـُصَنَّفُ مَـعَ الـقُـدَمـَاءِ !!؛بـَل الصَّـوَابُ أَنـَّهُ يـُمَثِّـلُ عُصُـورَ الأَدَبِ كَـآفـَّةً مِـنَ الجَاهِلِيِّ إِلَى المِهْجَـرِيِّ إِلَى المُعَـاصِـرِ !! هـُوَ ابـْنُ الـثَّلاَثـَةِ وَالثَّلاَثِـينَ رَبـِيعَـاً ...؛قـَلَمٌ فـَصِيحٌ بـَلِيغٌ؛حَـتَّى مُجَـرَّدَ الكَلِمَـاتِ الحِـوَارِيـَّةِ الـبَسِيطَـةِ يـُحَـوِّلُـهَـا إِلَى نـَصٍّ نـَثْـرِيٍّ إِبـْدَاعِيٍّ !!؛الْتَقَيْتُ مَعَـهُ عَلَى مَبْـدَأِ التَّعَـاوُنِ بـَينَ ابـْنِ الـنِّيـلِ وَابـْنَـةِ جِبَـالِ الأَرْز؛فَقَط لِنُوَاجِـهَ التـَّدَهْوُرَ الحَاصِلَ فِي لُغَتِنَـا العَـرَبِيَّـةِ !! هُـوَ يـُتَـابـِعُ كِتَـابـَاتِي؛يـُدَقِّقُهَـا لِي وَيـُحَقِّقُهَـا؛فـَأَقْـرَأَهُـا بـِطَـرِيقَةٍ تـُشِعُّ مِنْهَـا الأَنـْوَار !!؛تـَبْعَثُ فِـي الـنُّفُـوسِ الـرَّاحَـةَ !!؛وَتـَنْشُـرُ فِـي الـعُقُـولِ الأَفْكَـارَ !!؛ وَتـَزْرَعُ فِيهَـا الحُـبَّ !!؛وَتـَغْـرِسُ فِـي الـقُلُـوبِ الأَمَـل !! ابـْنُ الـنِّيـل:قـَلَمٌ فـَذٌ !!؛وَشَخْصِيَّـةٌ نـَادِرَةٌ !!؛إِذَا مـَا سَأَلْتُم عَـن أَهْـرَامِ مِصْـرَ؛فـَلاَبـُدَّ أَن تـَسْأَلُـوا عَـن نـَاقِـدِ الجِيـل !!؛إِنـَّهُ المُعْتَـدُّ بـِلُغَتِـهِ الـفُصْحَى !! وَالـفَخُـورُ بـِانـْتِمَـائـِهِ إِلَى بـِلاَدِ الـنِّيـل؛وَالمُعْتَـزُّ بـِأَنـَّهُ مُسْلِـمٌ عَـرَبـِيٌّ !!   مُحَمَّـد ؛إِنـَّهُ الهَـرَمُ الـرَّابـِعُ فِـي مِصْـر !!                    .......   المقالة الـرابعـة          السَّـاكـن فـي عـيـن الشمـس !!   مُحَمَّـد دَحْـرُوج !!؛السَّـاكِـنُ فِـي عَـينِ الشَّمْس !!؛المُتَوَضِّيءُ مِـنَ نـَهْـرِ الـنِّيـل !!؛وَالسَّـاجِـدُ فِـي مَـكَّـةَ المُكَـرَّمـَة !!؛وَالـرَّاكِعُ فِـي الـقُـدْسِ الشَّـرِيف !!   لاَ تـَهْتَم لِقَلَمِـك !!؛وَلاَ تـَلْتَفِت إِلاَّ لِقَلْبِك !!؛اسْتَفْتِـهِ ...؛وَسِـر عَلَـى بـَرَكَـةِ الله؛غـَيْـرَ آبـِهٍ بـِلَغْـوٍ وَلاَ بـِغِيـرَةٍ وَلاَ حَسَـدٍ !!   انـْسُج شُعَـاعَـاتِ الـنُّـور !!؛وَضَع اللَّـؤْلُـؤَ المَـنْـثُـور !!؛وَرَدِّد عَلَـى المَـلأ:   أَنـَامُ مِـلْءَ جُـفُـونـِي عَـن شَـوَارِدِهـَا                          وَيـَسْهَـرُ الخَـلْـقُ جَـرَّاهـَـا وَيـَخْتَصِـمُوا !!   وَزِّع عَلَـى أَتـْرَابـِكَ مـَا عِنْـدَكَ مِـنَ الشَّهْـدِ فَكُلَّمَـا نـَقُصَ زَاد !!؛وَاسْتَـوِ عَلَى الجُـودِيّ !!؛وَسِـر مُسَـابـِقَـاً الـكُتَّـاب !!؛فـَمَـا أَحْـلاَهُ مـِن سِبَـاقٍ !!...؛ سِبَـاقُ الأَدَب !!   تـَابـِع صُعُـودَكَ !!؛وَلاَ تـَتَـرَدَّد !!؛فـَالقِمَّـةُ لاَ تـَتَّسِعُ !!...؛إِلاَّ لِشَخْصٍ وَاحِـدٍ !! ... المقالةالخامسة      !! ......   الــنـجــمُ الـثـاقب   مِـن خِـلاَلِ كِــتـابــِـهِ ) الـبَـرْقُ الـخَـاطِف (     الـنَّجْـمُ الـثَّـاقِبُ يـُضِيءُ عَلَى نـِقَـاطٍ عِـدَّة؛مِنْهَـا: ـ الانـْهِيَـارُ الحَاصِلُ فِـي هَـذَا الـزَّمَـنِ الـرَّدِيء؛حَيْثُ بـِتْنَـا نـُفَتِّشُ عَـن الصِّفَـاتِ الحَمِيـدَةِ وَالفَضَـائـِلِ كَمَن يـُفَتِّشُ عَـن إِبـْرَةٍ فِـي كـَوْمَـةٍ مـِنَ القَشِّ !! انـْقَلَبَتِ المَـوَازِيـن !؛وَاخْتَلَّت المَقَاييـس !؛وَالـعُهْـرُ صَـارَ سِمَـةً الفَـائـِزِين ! وَقِلَّـةُ الحَيَـاءِ مَبْعَثَ فـَخْـرٍ لِلْكَثِيـرِين !!  وَسَـوْفَ نـَتَنَاوَلُ هََـا هُنَـا أُسْلُـوبـَاً كِتَـابِيَّـاً هُـوَ أَقْـرَبُ إِلَى أَن يـَكُونَ أَكَـادِيمِيَّـاً مِـن أَن يـَكُونَ خَيَـالِيَّـاً إِبـْدَاعِيَّـاً ...؛إِنـَّهُ قـَلَمٌ مِـنَ العِيَـارِ الـثَّقِيلِ !! كَلِمَـاتـُهُ شـَابـَت فـَوْقَ السُّطُـور !!؛وَمـَلأَتِ الأَوْرَاقَ بِالحِكَمِ وَالمَوَاعِظِ وَالأَمْثَـال !! وَاللاَّفِتُ فِي كِتَـابـِهِ أَنـَّهُ عَـن مَشَـاهِيـرٍ قـَضَـوْا وَهُم دُونَ الأَرْبـَعِين !! سـُبْحَـانَ رَبـِّيَ العَظِيم !!؛كَأَنَّ عُمْـرَ المُبْـدِعِـينَ لاَبـُدَّ أَن يـَكُونَ قـَصِيـرَاً !! وَبـِلاَ تـَعْلِيلٍ يَتَمَثَّلُ الكَاتِبُ بِقَوْلِ حَـافِظ: آذَنـَت شَمْسُ حَيَـاتِي بِمَغِيبِ                      وَدَنـَا المَنْهَـلُ يـَا نـَفْسِي؛فَطِيبِي !!                              ((                    الـبَـرْقُ الخَـاطِفُ أُدَبـَاءٌ شَهَـدِت لَهُـمُ الـدُّنْـيَا !! ....؛بِعَبْقَـرِيـَّةِ العَقْـلِ وَالفِكْـرِ وَالـرُّوح !! ....؛رَحَلُـوا عَن                      هَــذِهِ العَـالَـمِ فِى عُنْـفُـوَانِ الشَّـبَـاب !! ....؛   أُدَبـَاءٌ صَرَعَتْهُم يَـدُ المَنِـيَّـةِ ...؛قَبْلَ الأَرْبَعِين !! )) لِلْكَـاتِبِ مـُحَمَّـد    إِنـَّهُ نـِتَـاجٌ أَدَبِيٌّ ضَخْـمٌ !!؛تَعِيشُ مَوَاضِيعُهُ بـَينَ: ـ سِيَـرَتـِهِ الـذَّاتِيَّـةِ؛وَالَّتِي هِىَ عِبَـارَةٌ عَـن تـَجْـرِبـَةٍ قـَلْبِيَّـةٍ . ـ وَبـَينَ مـَلاَمِحِ الأَدِيبِ العَرَبِيِّ المُعَـاصِـرِ . ـ إِلَى المَنْطِقِ وَالوُجُـودِ بِطَـرِيقَـةٍ إِفْـلاَطُـونِيَّـةٍ . ـ إِلَى المَشَـاكِلِ الاجْتِمَـاعِيَّـةِ المُتَفَاقِمَـةِ !! وَكُلُّهَـا يـَخُطُّهَـا عَلَى طَـرِيقَةِ ابـْنِ المُقَفَّعِ !!   وَهـُوَ يـُؤكِّـدُ حَقِيقَةَ مـَوْتِ العُظَمَـاءِ فِي مَـرْحَلَـةٍ عُمْـرِيـَّةٍ مُبَكِّـرَةٍ؛وَبِنَظْـرَةٍ فَلْسَفِيَّـةٍ تـَشَـاؤمِيَّـةٍ؛وَيَتَنَاوَلُ فِي كِتَابِهِ عَـدَدَاً كَبِيـرَاً مِـنَ الشَّخْصِيَّـات .   ......     السَّـائـِرُ نـَحْـوَ المَجْهُـولِ وَرَاهِبُ الأُدَبـَاءِ فِي كِتَـابـِهِ (( الـبَرْقُ الخَـاطِف )) : كَـانَ نـَجْمَـاً ثـَاقِـبَـاً !!؛مـُحَـقِّـقَـاً لِسِـيـرَةِ عَـدَدٍ مـِنَ الكُـتَّـابِ وَالأُدَبـَاءِ وَالشُّعَـرَاءِ مِـنَ التَّارِيخِ القَدِيم !!   ......      وَحَقَّـاً؛لَقَـد كَانَ سَـرِيعَ القَلَمِ؛مَلِيحَ الكِتَـابـَةِ !!   مـَا زَالَ يـَعْلُـوهُ الـدَّهَش !!؛يـَحْيَـا عَلَى أَرْضِ العَـدَم !!   القَادِمُ مِـنَ الـزَّمَـنِ المَجْهُـول : مُحَمَّـد دَحْــرُوج !!   فِي آخِـرِ (( بـَرْقِـهِ الخَاطِفِ )) نـَجِـدُ الكَاتِبَ يـُصَوَّرُ أَيـَّامـَهُ الأَخِيـرَةَ قـَبْـلَ المَـوْتِ !؛وَكَيْفَ تـَكُونُ المُنَـاجَـاة !؛بـِتَصْـوِيـرٍ يـَكَادُ أَن يـَعْجَـزَ دُونـَهُ الوَصْفُ ! لَقَـد عَـاشَ غَـرِيبَـاً !!؛وَمـَاتَ فِي عُـزْلَـتِـهِ بـَعِيـدَاً !!؛وَلَكِـنَّـهُ تـَرَكَ وَرَاءَهُ أَثـَرَاً صَـارِخَـاً !!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD