شعر شيون براحة كبيرة عندما سمع أحدا ينادي إسمه و قد كان يعرف بالتأكيد من قام بمناداته. لقد كان صوتها، تيفاني. أسرع بإتباع أثر الصوت.
“تيفاني، أين أنتِ؟” نادى بأعلى صوته. و قد كان هناك ملامح خوف بادية على عينيه.
رغم أن تيفاني كامت معصومة العينين إﻻ أنه كان بإمكانها الشعور بوجود شيون. أحست باﻷمل يعود ثانية “ﻻ أعلم! فقط إتبع صوتي!” ردت بصوت عال.
كانت سونيا تبكي بقوة. هذه هي المرة اﻷولى التي شعرت فيها بالذنب.
وصل شيون وقد كانت عينيه تشتعل غضبا. رأى سونيا جالسة على اﻷرض تبكي، فقام برفعها بقوة وهو ﻻ يستطيع السيطرة على غضبه.
“شيون؟ هل أنت هنا؟”
أفلت شيون يد سونيا فوقعت هذه اﻷخيرة على اﻷرض ﻷنها لم تعد تقوى على الوقوف.
إتجه شيون إلى تيفاني “أنا هنا… ﻻ تخافي” قام بتهدئتها بهذه الكلمات و هو يخلع العصامة التي كانت على عينيها، ثم قام بفك أسرها.
إحتضنته تيفاني بقوة وقد لم تعد تشعر بالخوف. إلتفت اﻹثنان بإتجاه سونيا. و حينها وصلا الرجال الذين قامت سونيا بتأجيرهم و قد كانوا على وشك الهجوم على شيون و لكن سونيا قامت برفع يدها تأمرهم بالتوقف. فأطاعوها.
اﻵن قد حان دور شيون للإنتقام.
“أنتي أيتها *********…..” و قبل أن يقترب شيون أكثر من سونيا، قامت تيفاني بإمساك يده تمنعه من ذلك. تن*د شيون ثم نظر إلى سونيا “ماﻷمر معكِ؟ كم من مرة علي أن أقول لك أنني ﻻ أحبك؟!!! تبا!!! أنا ﻻ أحبك!!! ﻻ أحبك!!! ﻻ أحبك!!!! حتى و إن مت فإنني لن أحبك!!!!” قال شيون بأعلى صوته مخرجا كل غضبه.
“شيون، توقف!” ترجته تيفاني.
سحب شيون يده من يد تيفاني مشيرا إلى سونيا بسببابته “سونيا، من اﻷفضل لك أن تستيقظي من أحلام يقضتك، فأنتِ بدأتي تتوهمين كثيرا. أنظري، أنا غاضب منك و بشدة ﻷنك قمتي بإختطاف تيفاني… و ﻷكون صريحا معك أنا لست غاضبا منك ﻷنك تحبينني، و لكن قلبي لن يكون لكِ… قلبي ﻻ ينتمي لكِ… قلبي ملك لتيفاني وحدها… لذا أرجوك تفهمي، أه؟”
سونيا كانت تستمع إلى كل كلمة قالها. كل كلمة كانت كالطعنة في قلبها… لقد كان ذلك مؤلما… حقا مؤلما بشدة… بقيت سونيا تبكي و تبكي إلى أن لم تعد هناك أي دمعة في عينيها.
“أ-أنا آ-آسفة…” قالت سونيا بصوت ضعيف.
شعرت تيفاني باﻷسف ﻷجلها، كانت تريد التخفيف عنها و لكن شيون سحبها معه خارج البناية تاركين سونيا غارقة في دموعها و ندمها.
****
في صباح اليوم التالي، إستيقظت تيفاني لتجد نفسها في فراش غير فراشها. جالت بنظرها أرجاء الغرفة لتجد شيون نائما على اﻷريكة بجانب السرير. اﻹثنان لم يغيرا ملابسهما فقد ناما بالملابس التي كانا يرتديانها في الحفل.
تذكرت تيفاني كل ما حدث البارحة. لقد تم إختطافها من قبل سونيا. بطريقة ما، شعرت سونيا بالذنب بعد ما قالته إليها تيفاني.
تحرك شيون على اﻷريكة ثم إستيقظ أخيرا “صباح الخير أيتها الجميلة!” مدد يديه و غمز تيفاني.
“حسنا، صباح الخير أيها القبيح” إبتسمت تيفاني بإمتعاض ثم قفزت من السرير.
“ماذ؟!! قبيح؟!! مقارنة بي أنتِ قبيحة أكثر!! أسوأ!!” إحتج شيون فنظرت إليه تيفاني بغضب و قالت “لننفصل!!!”
فتح شيون عينيه على وسعهما ثم أسرع إلى تيفاني و إحتضنها من الخلف “لقد كنت أمزح!! أنتِ أجمل بجعة على وجه الأرض و أنا أكون بطتك الصغيرة القبيحة”
داست تيفاني بقدمها على قدم شيون و إبتعدت عن قبضته ثم إلتفتت إليه مخرجة لسانها “بلاااا”
****
في تلك اﻷثناء، كان هيون جونغ قد قضى كل الوقت مع فيكتوريا.
و ما إن إستيقظت حتى إنهال عليها هيون جونغ بالعديد من اﻷسئلة و هي كانت تجيبه بكل صراحة بدون ترك دوافعها للقيام بذلك.
“أنا غ*ية جدا!!” ﻻمت نفسها و أكملت “لو لم أكن أنانية لما كانت تيفاني قد تأذت. بابوو! بابوو!” ضربت نفسها. فأمسك هيون جونغ بيدها لكي يمنعها من مواصلة ضرب نفسها و قال “أنا أسامحكِ… لكن ماذا عن تيفاني؟”
نظرت فيكتوريا إلى اﻷرض ثم رفعت عينيها ثم نظرت إلى هيون جونغ و قالت “سوف أخبرها بالحقيقة و أتركها تقرر إن كانت ستسامحني أم ﻻ”
****
كان شيون و تيفاني يتناولان فطور الصباح في صمت. كان اﻹثنان بين الحين و اﻵخر يسترقان النظر إلى بعضهما البعض و كلما إلتقت نظراتهما فإنهما يلتفتان إلى الجهة اﻷخرى مباشرة.
فجأة، سمعوا طرقا على الباب.
“سأفتح” قال شيون وهو يتجه إلى الباب و يفتحه.
“……” ( صمت )
شعرت تيفاني بالفضول فذهبت لتعرف من كان الطارق.
“سونيا؟!!” قالت تيفاني متفاجئة.
إقتربت تيفاني من شيون الذي بدت ملامح الحيرة على وجهه.
“سونيا، مالذي أتى بك إلى هنا؟” سألت تيفاني.
فجأة، ركعت سونيا وهي تطلب المغفرة “أنا آسفة… أنا حقا آسفة… آسفة….”
نظر شيون و تيفاني إلى بعضهما البعض. شيون لم يكن يرغب في مسامحتها، و لكن لما قامت تيفاني بمسامحتها هو فعل بالمثل.
ركعت تيفاني أيضا و قامت بمعانقة سونيا بإحكام “أنا أسامحك”
“يااا إنهضي، أعتقد أنني كذلك علي مسامحتك” أمر شيون ثم تن*د.
نظرت إليه تيفاني و إبتسمت. تفاجأ شيون بنظرات تيفاني وهي تترجاه أن يسامح سونيا و يعطيها فرصة أخرى.
إستسلم شيون و قال “سونيا، أنا أسامحك”
شعرت سونيا براحة كبيرة عند سماعها تلك الكلمات. قلبها الذي كان في إحدى المرات مليئا بالجشع و الظلام ولد الآن من جديد إلى آخر مليء بالسعادة و النور. اﻵن هي تعلم جيدا ماهو الحب الحقيقي.
‘إذا أحببت شخصا، دعه يذهب إن عاد إليك فقد كان ملكك دائما و إن لم يعد إليك فهو لم يكن لك أبدا!’ قالت سونيا في نفسها.
****
“أوني!!” دخلت تيفاني غرفة فيكتوريا في المستشفى و عينيها كلها دموع لسماعها أن صديقتها قد تعرضت للضرب في الليلة الماضية بسببها. تفاجأت فيكتوريا عندما قامت تيفاني بإحتضانها بإحكام.
كان هيون جونغ و شيون ينظران من الخلف.
“من آذاكِ هكذا؟ هل أنتِ بخير اﻵن؟ ماذا حصل؟” كانت تيفاني تملك أسئلة عديدة تجول في خاطرها، لقد كانت هي تعلم أن لهذا دخل بما حدث في الليلة الماضية.
“تـ-تيفاني…” لقد أصبحت فيكتوريا تبكي فعانقتها تيفاني ثانية “أوني، هل هذا بسببي؟” أصبحت تيفاني أيضا تبكي.
أخذ هيون جونغ نفسا عميقا وهو يشاهد الصديقتان معا ثم نظر إلى شيون و كأنه يخبره أن يتحدث معه خارج الغرفة. و عندما كانا على وشك المغادرة، ظهرت سونيا أمامهما.
إشتعلت عيني هيون جونغ غضبا وهو يرى المتسببة في كل هذا “ياااا، مالذي تفعلينه هنا؟ هل ستقتليننا جميعا اﻵن؟!”
قام شيون بإيقافه قبل أن يضربها. فقال هيون جونغ بغضب “شيون، لقد قامت بإخافتنا إلى حد الموت و أنت فقط….”
“أ-أنا آسفة جدا. لقد أخطأت…” قالت سونيا و هي تركع أمامهما.
تفاجأ هيون جونغ من ردة فعلها فنظر إلى شيون مستغربا.
“أنا أعترف، لقد أخطأت. لقد كنت متملكة جدا، طماعة و مهووسة و كل ما كان يهمني هو نفسي فقط. أ-أنا آسفة جدا” أكملت سونيا.
هيون جونغ كان مذهوﻻ من ردة فعلها و لكنه مازال ﻻ يعلم إن كان عليه مسامحتها أم ﻻ.
“تشش. ﻻ يمكنني أن أقول إن كنت سأسامحك أم ﻻ و لكن… إن رفعتي إصبعا ﻷذية تيفاني. فقط تذكري هذا، سوف أحفر قبرك!” توقف هيون جونج قليلا ثم أكمل يأمرها “قفي اﻵن فأنتِ تجذبين أنظار الناس!” ثم إلتفت إلى شيون و قال “شيون، هناك أمور عديدة علينا التحدث عنها” ثم غادر اﻹثنان معا.
****
“أرسليني إلى السجن اﻵن. لقد فعلت لك الكثير من اﻷمور السيئة. تيفاني… لقد…” قالت فيكتوريا وهي تبكي.
“مالذي تقولينه؟ هذا كله من الماضي!” قالت تيفاني.
“لقد قمت بخيانتك…”
“هي لم تفعل!” إلتفتت كل من تيفاني و فيكتوريا إلى مص*ر الصوت. لقد كانت سونيا التي دخلت الغرفة للتو.
“تيفاني… هي لم تقم بخيانتك. أنا كنت من أجبرها على ذلك….” قالت سونيا و عينيها مليئة بالدموع.
تيفاني كانت حائرة بسبب ما تسمعه.
“تيفاني، لقد إقتربت منك ثانية حتى أنتقم للخجل الذي سببته لي في آخر مرة… تذكري عندما ضاع سوارك. أعلم أنني بائسة ﻷطلب منك مسامحتي هذه المرة أيضا. إنني أشعر بالخجل من نفسي، لقد غادرت ﻷسابيع حتى أخطط ﻹنتقامي الذي كنت سأنفذه عندما أعود. سونيا و أنا إتفقنا على التخطيط لجعلك تتألمين. أنا إقتربت منك و هكذا يمكنني الفوز بثقتك و أنتي وثقتي بي حقا ما جعلني أشعر بالذنب ﻷنك كنتِ تهتمين بي و كأنني أوني حقيقية لك… في تلك اﻷوقات، شعرت أنني لم أعد أريد مواصلة الخطة أكثر… أنتِ كنتي طيبة جدا لجعلي أدرك ذلك، تيفاني….. و لكن رغم ذلك لقد قمت بخيانتك…” روت فيكتوريا القصة كاملة.
قامت تيفاني بمعانقة فيكتوريا “ششش… أنا أسامحكِ…” قالت تيفاني بينما كانت فيكتوريا ﻻ تكف عن البكاء فتمتمت “أنا آسفة…!”
“أنا آسفة أيضا فيكتوريا” نظرت كل من تيفاني و فيكتوريا إلى سونيا التي كانت راكعة على اﻷرض.
“أ-أنا آسفة…” قالت سونيا وهي تبكي.
أومأت فيكتوريا رأسها و قد سامحتها “أنا أسامحك. على اﻷقل اﻵن لقد فهمنا الدرس…” إبتسمت فيكتوريا و أشارت إليها لتعانقها. لم تتردد سونيا و أسرعت إلى فيكتوريا التي كانت مستلقية على السرير و قامت بإحتضانها بسعادة.
“اﻵن لنقم بعنااق جماعي!!” حاولت فيكتوريا توطيد اﻷجواء، فقامت الفتيات الثلاثة بمعانقة بعضهن البعض و هن تبكين.
فتح الباب فجأة، فتفاجأ هيون جونغ و شيون ما إن رأوا الفتيات الثلاثة سعيدات و هن يعانقن بعضهن بسعادة و إبتسامتهن بادية على وجوههن.
“تيفاني متسامحة كثيرا..” قال شيون بنبرة ظريفة.
إبتسم هيون جونغ لكلام صديقه ثم تمتم “على اﻷقل اﻵن كل شيء على ما يرام . لنأمل أن ﻻ يحصل شيء أكثر خطورة من هذا… ثانية”.
مرت اﻷيام بسلاسة مع شيون و تيفاني. كانا دائما يعيشان حياة عادية مثل ذي قبل.
شيون و رغم إنشغاله الشديد كمغني مشهور، كان دائما يخصص وقتا من الليل المتأخر حتى يستطيع مواعدة تيفاني.
بالنسبة لتيفاني، فقد واصلت عملها كخادمة لشيون رغم أن مدة إتفاقهما قد إنتهت.
عموما، كانا يبدوان كزوج و زوجة حقيقيين و يتقاسمان كل شيء.
من الجهة اﻷخرى، هيون جونغ كان مشغوﻻ جدا مع فرقته الجديدة التي إنظم إليها مؤخرا
SS501
و هم اﻵن يعدون ﻹنطلاقتهم. و لكنه كان دائما ما يزور تيفاني كلما سنحت له الفرصة حتى يطمئن عليها.
فيكتوريا أصبحت متدربة في
SM Entertainment
وهي اﻵن تعيش حياتها في سعادة و تقوم دائما بزيارة تيفاني و يقضيان ساعات طويلة في أحاديث الفتيات.
مؤخرا، سونيا، و بعد تلك الحادثة، قررت العودة على أمريكا حتى تفكر و تتوب بعد كل تلك اﻷمور السيئة التي قامت بها.
اﻷمر يبدو كما لو أن كل شيء عاد على طبيعته و جميعهم يعيشون في سعادة و سلام. لنقل أن كل شيء يسير جيدا، و لكن هل هذا صحيح؟…
****
“شوي شيون الشهير تم ضبطه مع فتاة!!”
“أيدول يواعد خادمته الخاصة!!”
“تم ضبط شوي شيون و فتاة وهما يتواعدان! و هذه الفتاة تكون خادمته!”
“كيم هيون جونغ و شوي شيون يواعدان الفتاة نفسها!!”
“ما هذا؟! شيون أنت تعرف القواعد، اﻷيدول ﻻ يمكنه المواعدة! أنظر إلى ما فعلته! إنك تقوم بهدم صورتك بسبب هذه اﻹشاعة!” صاحب المؤسسة التي ينتمي إليها قال بغضب وهو يرمي بقوة الصور على مكتبه.
شيون لم ينطق بكلمة واحدة، بقي فقط ينظر إلى صوره مع تيفاني بملامح وجه منزعجة ثم قال “سانسينيم هذا….”
لم يستطع شيون إكمال كلامه عندما قاطعه المدير ثانية “إذا هذا صحيح؟!”
إكتفى شيون بأيمأة رأسه بينما قام الرئيس بوضع يده على جبينه ثم تن*د بعمق.
****
“لقد كانت مفاجأة للجميع أن شوي شيون الشهير قد تم ضبطه وهو يواعد فتاة. ﻹيضاح اﻷمر فإن هذه الفتاة تكون خادمته الخاصة… كما أنه قد تم رؤيتها كذلك صحبة هيون جونغ في اﻹفتتاح الكبير لفندق سيوول الجديد و قد كانا شريكان خلال الحفل….”
“يا إﻻهي!!” قامت فيكتوريا بإرجاع البوب كورن من فمها ما إن شاهدت اﻷخبار في غرفة التدريبات.
“أوني هل أنتي بخير؟” سألتها لونا التي كانت تقف بجانبها.
نظرت إليها فيكتوريا و ملامح القلق بادية على وجهها ثم عادت إلى النظر إلى شاشة التلفاز.
****
هيون جونغ الذي فتح التلفاز لتوه، قفز من سريره عندما سمع اﻷخبار.
“شييت!!!” تأوه ثم أمسك بهاتفه ليتصل بتيفاني.
****
في شقة شيون، توقفت تيفاني عن تنظيف اﻷرضية ما إن سمعت إسم شيون على التلفاز. لقد كانت تتوقع أن يحصل هذا قريبا و قد حان وقت ذلك. شعرت بخوف يسيطر على قلبها. فجأة سمعت رنين هاتفها.
“تيفاني!!”
“هيون جونغ أ-أوبا”
“سمعتي الخبر أنتِ أيضا أليس كذلك؟” سأل هيون جونغ بنبرة عميقة.
“إممم”
“تذكري، ﻻ تتأثري بهذا، آراسوو. شيون و أنا سنهتم بكل شيء”
( صوت التلفاز) ‘العديد من المعجبات غاضبات بشدة بسبب ما إنتشر. و في الواقع إحداهن علقت “*** تقوم بمواعدة إثنان!!”
فقدت تيفاني قدرتها على الكلام بسبب التعليق. فهزت رأسها خوفا.
“تيفاني؟”
أعادها إلى الواقع صوت هيون جونغ وهو يناديها على الخط.
“نـ-نعم؟”
“كما أخبرتك، سوف نحميك مهما حصل!!” هذا جعل تيفاني أفضل و لكن اﻵن قد عادت العواقب لمنعهم من العيش بسلام.
****
“لقد أصبحتَ رقم 1 في البحث على الانترنت! هذه أسوأ إشاعة لك” قال الرئيس بغضب.
“إذا ماذا علي أن أفعل اﻵن؟” سأل شيون بصوت عال رغم أنه كان يعرف اﻹجابة مسبقا.
“إنفصل عنها!!!” قال الرئيس وهو ينظر إلى عيني شيون بعمق.
إقترب شيون أكثر من الرئيس ثم ضرب بقبضة يده على المكتب بقوة “لن أفعل! أنا أحبها كثيرا!!” قال بأعلى صوته ثم إتجه نحو الباب.
“و هل ستتخلى عن كل شيء فقط من أجل مجرد فتاة؟”
خرج شيون من الغرفة وهو في شدة الغضب.
*
***
في القصر، السيد شوي تلقى اﻷخبار. تن*د وهو يقرأ الخبر في الصحيفة.
“يا لهم من إعلاميين حمقى!! ألم يسبق لهم أن وقعوا في الحب؟!! هذه أخبار سخيفة” تن*د ثانية ثم أكمل “أعلم أنه بإمكانهما تخطي هذه العقبة… فحبهما أقوى من مجرد إشاعات…”
****
وصل شيون إلى شقته في ساعة متأخرة من الليل. ما إن دخل، وجد تيفاني في إنتظاره. رحبت به بإبتسامة صغيرة.
“أنتِ سمعتي اﻷخبار أيضا، أليس كذلك؟” توجه إليها شيون و جلس بجانبها على اﻷريكة.
“إممم… لهذا السبب لم أحلم يوما أن أصبح أيدول” قالت تيفاني وهي تظم دبها الوردي.
لفها شيون حتى تقابله. لقد كان يعلم أن تيفاني ليست بخير. لقد كان بإستطاعته رؤية الخوف في عينيها. “كل شيء سيكون بخير. ثقي بي. لن أدع أحدا يأخذك بعيدا عني.”
سالت دموع تيفاني بغزارة ما إن أحست بشفاه شيون تلامس شفاهها.
‘أنا آسفة أوبا… أنا أحبك…’ قالت تيفاني في نفسها.
****
اﻷيام الموالية كانت أسوأ. في كل صباح، كان دائما هناك من واحد إلى ثلاث صحافيين في إنتظار شيون أمام البناية، يسألونه بالطبع عن الخادمة التي يقوم بمواعدتها. كان شيون يتجاهل أسئلتهم ﻷنه ﻻ يريدهم أن يتدخلوا في حياته الخاصة، كذلك لم يكن يرغب في جعل اﻷمور تسوء بالنسبة لتيفاني فهو ﻻ يريدها أن يتعقبها العديد من الصحفيين و أن ﻻ يتعرف عليها معجباته ﻷن هذا قد يمثل خطرا عليها.
في اﻷثناء، صرح هيون جونغ أنها ليست سوى صديقة مقربة له لذلك كان شريكا لها أثناء الحفل. رغم أن هذا اﻷمر قد تم حله إﻻ أن الصحفيين لم يكفوا عن سؤاله عن علاقة شيون و تلك الفتاة (الناس لم تعرف إسمها بعد). هيون جونغ لم يكن يرغب التداخل في حياة شيون الخاصة، لذلك لم يكن يجيبهم، فهو يعلم أيضا أن شيون نفسه يريد حل مشاكله الخاصة بنفسه و بدون مساعدة أحد.
تيفاني من جهة أخرى، تم نصحها بأن تبقى في شقة شيون. فلن يكون آمنا إن رآها أحد وهي تتنقل بين شقتها و شقة شيون.
كانت تشاهد المقابلة الصحفية مع هيون جونغ، ما جعلها تشعر ببعض الراحة ﻷنه قام بإيضاح حقيقة أنها ﻻ تواعد إثنان في آن واحد..
لقد كانت مطمئنة ﻷن إسمها مازال لغزا ﻷنه إن لم يكن كذلك فإن حياتها ستتحول إلى فوضى أكثر مما هي عليه.
ألقت نظرة من النافذة، لترى مجموعة من الصحفيين يحاولون دخول البناية و لكن لحسن حظها أن اﻷمن كان يمنعهم من ذلك.
نظرت تيفاني على نحو خال من التعبير عندما تذكرت شيئا مهما.
“إلى اﻵن لم أستطع إتخاذ القرار. ماذا لو أنه كان محقا؟…” تمتمت لنفسها وهي تتذكر شيئا ﻻ يعلمه غيرها و شخص آخر فقط.
****
“سانسينيم، قم ببرمجة مقابلة صحفية لي! أنا بحاجة ﻹيقاف هذه اﻹشاعة الغ*ية!” قال شيون وهو يدخل مكتب الرئبس.
نظر إليه الرئيس و قام بفرك يديه. شيون كان ينظر إليه بجدية.
“حسنا، اﻷسبوع القادم. و لكن ﻻ تتصور أن كل شيء سينتهي ما إن تخبرهم بالقصة من جانبك.” قال الرئيس.
أومأ شيون رأسه “شكرا لك سانسينيم” إنحنى ثم غادر.
عاد الرئيس و جلس على مقعده و هو ينظر بإتجاه الباب بعد أن غادر شيون “هذا لمصلحتك الخاصة شيون… ﻻ يمكنني هدر عملك الطويل منذ سنوات عديدة، ﻻ يمكنني هدر حلمك. فكرت في كل اﻹحتماﻻت الممكنة التي بإمكاني القيام بها ﻷجلك، لكن هذا هو الشيء الوحيد الذي بإمكاني مساعدتك به رغم أنني أعلم أن هذا سوف يؤلمك كثيرا….” تمتم الرئيس بصوت خافت.
****