في غرفة جابر وراجيه
قام من تمدده وجلس على السرير فهو يشعر بأرق، تلفت ليجد راجيه تغط في نوم عميق فيقرر ايقاظها
"راچيه، راچيه اصحي"
فردت بنعاس "خبر ايه الصبح شجشج و إلا ايه؟"
ليرد عليها "لاه الصبح مشجشجش، آني اللي شجشجت، ما عارفش أنام جومي اجعدي معاي"
قالت بملل "باه يا جابر آني نعسانه جوم اطلع اتف*ج عالتلفزيون"
فاقترب منها بحنان قائلًا" يا وليه باجولك ما جاينيش نوم، جومي "
فتبرمت قائل’" وهي حبكت دلجيت، يا راجل عيب على شيبتك، ده انت بجيت جد و احفادك على وش جواز"
فقال غاضبًا " باه اما انت مره ما عتفهمش صوح، انا الغلطان، انتي شكلك عجزتي خلاص، بس اني لسه بخيري"
ضحكت "طيب يا ابو خيرك تصبح على خير"
و شدت الغطاء على رأسها ونامت بينما جابر خرج يشاهد التلفاز وهو يحدث نفسه" آني لازمن اتجوز واشوف لي صبيه زينه اكده تدلعني"
...........
بعد ان تناول الجميع الافطار وأعلن تعانق الآبنوسية بالأرض اذن انصراف الجميع نادى وهدان على دياب
"يا كبير"
"خير يا وهدان "
"أنا رايد الاذن عشان اسافر الحج مع صفيه "
"طبعا يا خوي ودي فيها اذن"
"طيب حد منيكم جاي معانا"
"لا النوبه دي خليكم انتم براحتكم "
"تمام يا خوي"
مرت أيام جهز وهدان أوراقه و أوراق صفيه للسفر وودعا الجميع وسافرا لأداء الفريضة.
......
بعد عدة أيام رن هاتف دياب حاملًا خبر وفاة وهدان وصفيه في تدافع للحجيج،
كانت وصيه وهدان أن يدفن بالمملكة العربية السعودية، إذا وافته المنية هناك ولم يكن دياب ليخالف وصيته.
سافر جسار لينهي الاجراءات ويدفن عمه بالمدينة المنورة
أما دياب فقد أقام السرادق لتلقي عزاء أخيه وزوجته وكأن الايام تأبي أن تفرح هذه العائلة فمن سرادق لسرادق ومن فقيد لفقيد.
خيم الحزن فترة من الزمن على القصر
إلى أن بدأ يتلاشى رويدًا رويدًا فالحزن هو الشيء الوحيد الذي يولد كبيرًا، ثم يصغر إنها رحمه المولي عز وجل بنا بني البشر.
عادت شيماء للقصر تعطي الدروس للأولاد، كانت دائمًا ما تبحث بعينيها عن عمار وما أن تراه حتى يدب الخجل إلى وجنتيها فتصطبغان باللون الوردي.
أما نوال فكانت تتحين الفرصة لترى رد فعل شيماء على مرأى عمار وتأكدت من أن شيماء عاشقة لعمار.
نجح الأولاد بتقديرات عالية في الترم الأول وأقيمت وليمة كبيرة احتفالًا بهم و لإدخال السرور على النجع وأهله.
توقفت شيماء بالطبع عن المجيء للقصر فترة إجازة للأولاد.
مرت عدة ايام لم يرها فيها عمار، لا يعلم لم يفتقد صوتها العذب وهي تشرح وتلك الضحكات الخجلى التي كانت تص*ر منها على ردود أفعال الأولاد
أتراه يحبها " لا بالطبع ويحك يا عمار أتسمح لذلك العقل أن يفكر بأنثى غير زهرتك تبًا لك، وأنت ايها القلب خير لك أن تتوقف عن النبض عن أن تبض لمرأي أي أنثى، سأقتلعك بيدي أن استطعت"
وأخذ يشغل نفسه بمتابعه الأرض بنفسه، بل إنه في بعض الأحيان كان يشمر عن ساعديه ليعمل بنفسه فيها، ففي ذات يوم كانت القناة مسدودة فخلع ملابسه لكي لا تتسخ فأصبح عاري الجذع وانهمك بتسليك القناة، كانت شيماء تشتري بضعة حاجيات للمنزل وفي طريقها للعودة مرت من أمام الارض ورأته يعمل بنفسه لتحدث نفسها
"يا الله ان ذلك العزايزي يعمل بنفسه في الارض بلا تكبر أو تعجرف"
كانت طلته بجذعه العاري وسلسلته الجلدية وجسده الملطخ بالطين يمنه ويسره تزيده جاذبيه في عيناها وفور أن اقتربت قليلًا حتى خفضت رأسها وألقت السلام و لكنه لم ينتبه إلى أنها شيماء إلا بعد أن مرت من أمامه ولكنه رد السلام بالطبع
.........
طلب دياب عمار
"خير يا كبير طلبتني فيه حاجه"
"تعال يا ولدي اجعد جاري اهنيه، انت خابر زين عمك وحيد بجي راجل كبير و اليمين دول صحته ما عاجبانيش واصل وبنته شيماء ما لهاش غيره"
ولم يكد دياب يكمل الجملة حتى وجد طرقًا شديدًا على الباب
"باه ادخل يا اللي عتدج"
كان الغفير شكري "خبر ايه يا شكري عتدج اكده ليه "
قال شكري بحزن "العفو والسماح يا كبير بس اللي عندي ما يستناش "
"انطج"
"وحيد المصراوي"
فز دياب من جلسته "ماله وحيد، انطج "
"البقيه في حياتك"
تماسك دياب قائلًا "لا حول و لا قوة الا بالله، جدامي جدامي يا شكري، نادم على الشيخ، وانت يا عمار رايد عزا ما يجلش عن عزا أي نفر من العزايزه"
"حاضر يا كبير"
........
بعد انتهاء مراسم العزاء ذهب دياب لشيماء
"جهزي خلجاتك يا بتي"
تساءلت والحزن يغزو ملامحها "ليه يا حاج؟"
رد بحزم "ما لكيش جعده هنيه لحالك البيت متطرف "
ردت بخجل "الدار أمان يا حاج دياب ما تخافش"
رد بغضب "لاه هي كلمه واحده ما عاتنيهاش"
قالت معترضة "بس يا حج اقعد عندكم ازاي ما يصحش؟"
قال بنفاذ صبر "الجصر يا بتي فيه كذا ملحج في الجنينه عتجعدي في ملحج منيهم ولحالك برضك ما حدش هيأثر على راحتك، بس عتبجي وسطينا وعنينا عليكي"
فرضخت لرغبته "حاضر يا حاج "
قال مربتًا عليها "لا ما فيش حاج خلاص من النهارده تجوليلي يا بوي"
واحتضنتها نوال قائلة "وتجوليلي يا ماما"
وذهبت معهم، رآها عمار وهي تدخل من باب القصر حزينة م**ورة
فتقدم قائلًا "البقاء لله يا ا**ه البقيه في حياتك"
ردت بخفوت "حياتك الباقيه "
ودخلت للملحق الذي ستقيم فيه، ولم يتركوها وحدها بالطبع ظلت دلال ورقيه و كذلك بدور معها، تصنعت النوم فنمن بدورهن وبقيت هي..
وحيدة يتيمة، لم تعرف شيماء طعمًا لحضن أمها فلقد ماتت وهي تلدها، رباها وحيد بعيدًا عن تأثير والدته وسلوكها الملتوي الذي لم يكن يعجبه أبدًا، الآن فقط علمت شيماء ما هو طعم اليتم، الآن فقط أحست بمعنى **رة الظهر،
ما أصعب أن ينهار جبلك الذي كنت تختبئ خلفه، وتجد نفسك في العراء تنتظر القادم المجهول، يا الله ماذا تحمل لي الأيام القادمة؟ يا الله فيك ثقتي ورجائي،
يا الله كن بجواري، فلتنعم عليّ بعطفك إلهي، ظلت تدعو الله ودموعها تتساقط بدون وعي حتى غلبها النوم.
...........
شهران قد مرا على وفاة والدها
لم تر فيهما عمار إلا قليلًا فلقد كان يسافر في عدة مهمات لإنهاء أعمال عالقة خاصه بالأرض وبيع المحاصيل وتجهيز الأخرى للتصدير.
يوم أن عاد أقام دياب وليمه لأهل النجع، الكل كان متأكدًا أن ثمة خبرًا مهمًا يلوح في الأفق، فلا يوجد مناسبة للوليمة، فبالتأكيد ثمة إعلان هام للعزايزه، الكل كان يتساءل وخاصة العزايزه بأنفسهم من سكان القصر.
وحدها نوال كانت تعلم، لكنها ما كانت أبدا لتخبر أحدًا عن ما نواه دياب
بعد تناول العشاء دقت الآبنوسية ثلاثًا فعم ال**ت
" بعد الصلاة على الرسول الكريم، وبعد الونس بالجمع الكريم، ليا حديت والكل يسمع زين، كنت طول عمري أجول لأبوي المرحوم فارس يا بوي الجواز و الطلاق مينفعش فيه الامر، بس دلجيت عرفت أن فيه أحوال ما يصحش نسيبوا فيها الامر للصغار لمن يجيلهم مزاجهم، لأن الوجت عيكون فات، وعشان أكده آني باعلن قدام النجع كلاته إن جمعتنا دي مش من غير مناسبه، لاه ليها مناسبه كبيره جوي، يا سيدنا الشيخ حبيب جهز الورج عشان هنعجدوا الليله العجد لابننا عمار على بت حبيبنا المرحوم وحيد ست البنته شيماء"
شيماء ما ان سمعت اسمها مقترنا مع عمار حتى كادت أن تسقط لكن دلال أمسكتها
"وعجد ابننا الدكتور سامي على ست الصبايا سمر بنت الشيخ نصراوي"
دقت الآبنوسية ثلاثًا معلنة الإذن بالزغاريد والهمس بين الحضور
جلست شيماء وهي لا تدري أتحلم هي؟ أم حقًا تعيش الواقع،
أما سمر فكانت تجلس متبرمه، ولكن ما كانت تستطيع الاعتراض، فلا اعتراض على حكم كبير العزايزه مهما كان
أنه قانون لا مجال لمخالفته فكلمه كبير العزايزه لا ترد
وفي ردها حد وحق عرب وأشياء لا قبل لها أو لوالدها النصراوي بها وهو أبدًا لن يخالف الكبير.
عمار وسامي لم يختلف حالهما عن سمر، فعمار لم يكن أبدًا ليرتبط بعد زهره (لماذا الآن يا عمي؟ لماذا بعد كل تلك السنوات؟) كان هذا تساؤله
وسامي كان يتساءل في نفسه عن تلك السمر التي سيقترن اسمه باسمها، تم العقد و أطلقت الزغاريد
دقت الآبنوسية ثلاثًا
"الف مب**ك لرجالتنا وبناتنا وبإذن المولى الجمعه بعد شهر عشان نتموا الفرح و يدخل الفرح بيوتنا والفرح هيكون سبوع ما تنجادش فيه نار في بيوت النجع "
اجتمع دياب بعمار
"ساكت ليه يا عمار"
رد باستسلام " وهو فيه جول بعد جولك يا كبير"
قال جالسًا بجواره واضعًا يده على كتفه "اسمعني يا عمار جعدت شيماء حدانا لحالها ما تصحوش، وآني ما اجدرش اعطيها لواحد ما اعرفوش، لازمن اعطيها لواحد ابن حلال يتجي فيها ربنا وي**ب فيها ثواب دي يتيمه وإلا ايه يا عمار؟"
رد موافقًا "كلمتك سيف على رجابينا يا كبير"
قال دياب مبتسمًا "يبجي تخرج من اهنيه على الجاعه اللي هتدلك عليها نوال و تجعد تاكل لجمه مع عروستك"
وأمره أن يدخل سامي
"مالك جالب خلجتك اكده يا ولد"
رد وهو يزفر "اهو قلبه الخلقه دي يا بوي هي اللي اقدر عليها ما انا مش هاخرج عن طوعك"
فقال دياب " تفتكر يا سامي إني ممكن اعمل حاجه مش في مصلحتك"
فقال "لا يا بوي بس انت خابر اني مش فاضي للجواز وعاوز اخلص الدكتوراه "
قال دياب بثقه " بتنا سمر عتساعدك وما عتجفش في طريج الدكتوراه"
رد مستهترًا بها "وهي هتفهم ايه؟"
قال دياب " انت فاهم اني جوزتك واحده مش متعلمه!! طب ازاي يا ولد نوال و دي تعجل بردك، سمر خريجه ألسن قسم ايطالي، مش واحده إكده و خلاص وتطلع من هنيه هتلاقي الحج نصراوي بره بعربيته هتطلع وراه بعربيتك تتعشي مع عروستك وتعاود، العجد اتعجد اهنيه عشان اللمه وهنيه بيت الكل، يا الله يا ولد على عروستك"
......
دخل عمار للغرفة التي بها شيماء
مر بخاطره ليله عقد قرانه على زهره وأول عشاء له معها
ولكنه نفض هذا الخاطر من رأسه وجلس أمام شيماء قائلًا
"مب**ك يا شيماء جابلي الزاد"
وبدأ في تناول الطعام
فردت "الله يبارك فيك"
وحبست حسرتها في قلبها وحاولت أن تأكل لكنها كانت تبتلع الطعام بصعوبة و كأنه غصه في حلقها
فتساءل "ليه ما بتاكليش؟"
ردت "معلش مش جعانه"
فقال "ولا انا جعان، الف مب**ك مره تانيه"
قالت وهي تجاهد لتكون متماسكة "الله يبارك فيك ممكن امشي انا مرهقه من
الصبح "
قال وكأنها فتحت له باب الف*ج "اتفضلي"
وغادرت الغرفة تحاول منع دموعها من الانفلات
دخلت الملحق حيث تقيم وأطلقت العنان لدموعها وهي تكلم نفسها بصوت عال
"عاوزه ايه يا ست شيماء؟ كنتي فاكراه هياخدك في حضنه وإلا حتى هيبوس راسك افهمي يا غ*يه ده مغصوب عليكي وعمره ما هيحبك "
ليأتي صوت دلال من ورائها
"تبقي غلطانه يا شيماء لو فكرتي كده"
فارتمت شيماء في حضن دلال تبكي بحرقه
"انتي ما شفتهوش يا دلال قالي مب**ك بالعافيه"
فقالت دلال وهي تربت على ظهرها "يا خايبه، انتي عارفه كل حاجه، بشطارتك تملي قلبه وتخليه يفكر فيكي انت وبس"
قالت والأمل يتسرب لنفسها "تفتكري يا دلال"
أجابتها دلال بثقة "طبعا صدقيني عمار طيب قوي وراجل، بس هو كان متعلق بزهره، وما سمحش لنفسه يفكر في غيرها، وبابا دياب لولا انه خابر انك تجدري تاخدي مكان زهره في قلبه ما كانش جوزه ليكي بعد المده دي كلها"
لتأتِ نوال قائلة "اسمعي يا شيماء انتي بتموتي فيه، عشجاه زي ما بيقولوا هنا ،خليه يحبك" واستغرقن في حضن جماعي لتاتي بدور
"الله الله وانا ما ليش في الحضن ده و الا ايه، يا غلبانه يا بدور يا اللي ما لكيش حد في سنك يحضنك يا بدور"
لتنال خبطه على رأسها من الجدة نوال "بس يا مقصوفه الرقبه"
.......
استقل سامي سيارته وراء الشيخ النصراوي ووصل منزلهم
دوار كبير أوقف سامي السيارة وراء سيارة الشيخ النصرواي ونزل
فجاءه الشيخ نصراوي "اتفضل يا ولدي احنا هنعزموا عليك في بيتك وإلا ايه انت خلاص بجيت صاحب دار انت جوز الغاليه حبيبه أبوها سنيورتنا سموره"
ابتسم سامي ابتسامه اغتصبها ا****با لترتسم علي شفتيه
و دخل مع الشيخ نصرواي جاءت والده سمر و سلمت عليه
"يا مرحب بولدنا الغالي ،الجيد ابن الاجاويد ربنا يباركلكم في بعض، يا ابني حط سموره في عنيك و اصبر عليها هي كييه الفرسه عاوزه المسايسه و انا عارفه انك خيال"
قال مبتسما بلباقة "في عنيا يا حاجه ان شاء الله ما ليش بركه الاهي"
فاشار النصراوي لغرفة "ادخل الجاعه دي عشان تاكل لجمه مع عروستك "
دخل سامي الغرفة و تابعت الخادمه في وضع الطعام علي الطاوله بينما هو جالس لتطرق سمر علي باب الغرفة و تدخل قام سامي ليسلم علي تلك المدعوه زوجته
لم يكن لديه في عقله تصور معين لها لكن ما رأه لم يكن في تصوره
فتاه قامتها معتدلة شعرها اسود غجري أطلقته وراء ظهرها كمريام فارس و لكنها وضعت طوقا عليه من الامام
ترتدي بنطالا من الجينز الازرق الداكن و عليه بلوزه لبعد الكمر بقليل حمراء بها عده قلوب زرقاء وقف سامي يتأملها ليفيق من تأمله علي صوتها
"ها عجبتك البضاعه يا دكتور "
تعجب من قولها "نعم بتقولي ايه!"
قالت بتحد "باقول عجبتك البضاعه ما هي الحكايه كده بيعه و شروه"
لياتي الشيخ النصراوي قائلا
"سمر احنا مش خلصنا منيه الحديت ده عاد "
فاوقفه سامي باشاره من يده "لما انتي شايفه يا آنسه سمر انها بيعه و شروه ما رفضتيش البيعه ليه"
قالت عاقدة ذراعيها "اذا كان الراجل الدكتور ما قدرش يتكلم هاتكلم انا يا بنت"
فرد بغضب "مش معني اني باحترم كلمه ابوي و ما عاراجهوش اني ما اقدرش اتكلم ،فوجي يا عروسه أنا سامي دياب فارس العزايزي،
تحبي أوريك اعرف اخالف ابوي و الا لا "
قالت متحدية اياه "وريني كده تقدر"
فتدخل النصراوي "استهدوا بالله يا ولاد اتلمي يا سمر ايه ما لكيش كبير"
فقبلت يد والدها
"اسفه يا بوي ما اقصدش،بس عاوزه اعرف الدكتور يجدر يخالف ابوه و الاايه "
و قالت بتحد "شكله ما يقدرش"
فصفعها نصراوي علي وجهها "آني ما عرفتش اربي "
وضعت سمر يدها علي وجنتها مكان الصفعه " بتض*بني يا ابوي عشانه "
فرد "لا باض*بك عشان انتي اتجلعتي و ما عرفاش بتجولي ايه"
أخذ سامي نفسا طويلا و أطلقه
"يا بنت الناس أنا اجدر اخالف ابوي و اجدر اتحمل نتيجه مخالفتي ليه من طرد و حرمان آني مش مولود في بجي ملعجه دهب أني شقيت كتير و اني صغير و الحج نصراوي خابر و عارف الحكايه زين"
قال نصراوي مؤكدا "خابر يا ولدي خابر"
و أكمل سامي "بس تقدري انتي تجوليلي لمن اخالف ابوي و اطلجك و افوت النجع واصل سيرتك هتبجي ازاي الناس يجولوا عنيك ايه ،
لو انتي ترضيها انا ما ارضهاش للشيخ نصراوي واصل "
فاحتضنه نصرواي "عاش ولد العزايزه ،لمن ابوك جالي انه عيجوزك لسمر ما اترددتش دجيجه واحده اني اوافج لاني عارف بتي هتبجي متصانه، اسمع يا ولدي اني ابوها اهه و باجولك ا**ر رجبتها"
"لا ازاي يا حج" و نظر لسمر" سموره علي راسي و حضرتك تنسي اللي قالته ده كانها ما قالتوش و ما تكلمها تاني فيه"
خرج نصراوي و اغلق الباب
ظلت سمر صامته
"ايه مش هتعزمي عليا عشان اكل يا عروسه، و الا انتي بخيله "
أشارت للطعام "الاكل قدامك اتفضل كل"
فقال "اكل ازاي بالبوز بتاعك ده ، ده كاني هاطفح اللقمه"
**تت
اكتسي صوته بلهجه غايه في الجديه
"سؤال واحد يا سمر و عاوز اجابه واضحه صريحه من غير كدب و لا لف و لا دوران عشان نبقي علي نور من اولها و اعرف راسي من رجليا و صدقيني مهما كانت اجابتك رد فعلي هيكون متحضر جدا "
نظرت له متحفزة "اسال عاوز ايه"
قال بهدوء "فيه حد تاني"
قالت بعدم فهم "يعني ايه مش فاهمه "
قال "يعني انتي متضايقه من جوازنا يا سمر عشان الطريقه اللي اتفرضت عليكي و الا عشان انتي قلبك مع حد تاني"
فقامت منتفضه من مكانها
"بنات النصراوي لا ليهم في الحب و لا الغرام احنا بنات ربينا كيه الرجال و البت منينا ما تحبش غير جوزها و بس"
فقال مبتسما محاولا استفزازها " بس حكم القلب مش في ايد حد يا سمر"
ردت بشموخ "بس حكم الجلب في يد العجل يا دكتور و ان عجلي ما قدرش علي جلبي اشيل جلبي من ص*ري و احطه تحت رجولي"
ابتسم لطريقتها في الكلام و امسك يدها ليقول "اقعدي و ...." لم يكمل الكلمه حتي سحبت يدها من يده في انتفاضه سريعه
"ايه حوصل ايه دي يدك، انتي نسيت و الا ايه انا جوزك" ف**تت فقال "اقعدي بقي ناكل عشان امشي"
جلست وتناولت الاكل في **ت
فقال "ما كنتش اعرف اني جبار كده (فنظرت له في غير فهم) بقي مسكه ايد تهد*كي كده امال لو( و اقترب قليلا منها) بوستك (فانتفضت سمر مبتعده) (فضحك قائلا) خلاص سماح النوبه "و وقف قائلا
"انا لازم امشي بقي الوقت اتاخر "و قفت سمر و هي صامته فخرج سامي وودع الكل وودعها ملوحا لها
ثم قال "تليفونك "
لم ترد
"نمره تليفونك يا سمر عشان اكلمك"
و اخذ النمره من والدها و غادر
فقالت امها لها "ايه يا سمر حوصل ايه مالك ساكته و مبلمه كيه اللي واكله سد الحنك"
نطقت اخيرا "ما فيش يا اماي" و ذهبت لغرفتها
ضحك نصراوي "ايون اكده اول مره اشوفها مش قادره تنطج براوه عليك يا ولد العزايزه"
غادر سامي و هو مسرور بهذه الزيجه لقد أعجبته سمر و ارتاح لها رغم طوله ل**نها الا ان انتفاضها عندما امسك يدها مكنها من قلبه و ذلك الشعر الغجري يناديه ليغوص فيه
دخلت سمر غرفتها تحدث نفسها
" يخربمطنك يا ولد العزايزه انت عملت فيا ايه ده ،انتي طلع جلبك رهيف يا سمر من مسكه ايد تبلمي اكده،يا بووي ده انا جلبي كن مسكته الكهربا لمن لمس يدي ،امال علي جولته لو باسني عيحصل ايه "
لتجد هاتفها يرن باسم عمار فردت و قد استعادت رباطه جأشها
"ايوه، رايد ايه ما لساك مفارجنا "
فضحك " اسمها ايوه ،ايه مفعول مسكه الايد راح تصدقي انا غلطان اني ما بوستكيش "
فابتسمت و تصنعت الجديه " ايه يا ولد العزازيه ، خلص رايد ايه مني الساعه آدي نعسانه "
قال بهدوء "عاوزاك"
ثارت ثائرتها " عازك جبر اتلم و اتحشم "
فرد " عازني جبر ، استغفر الله علي دي ملافظ و بعدين اتحشم ايه دماغك راح فين لا لا طلعت نيتك مش سالكه ، ده انتي ما سبتنيش اكمل الكلمه ،انا باقول عاوزك تعملي حسابك هننزل ننقي شبكتك بكره"
فاستعادت هدوءها "اذاكان أكده ماشي ،لمن اجول لابوي"
ضحك سامي" و انتي فاكره اني عاكلمك من غير ما اكون كلمت عمي الحج و خدت اذنه ،انتي بجيتي مرتي صوح بس لساك في بيته ،و انا اعرف الاصول يا بنت النصراويه ،
جايكم بكره بعد العصر سلام"
و اغلق الخط
تطاير الشرر من رأسها " باه باه بيجفل من غير ما يجول بيجفل في وشي، آه يا ولد العزايزه ان ما عرفتك بت النصراويه تبجي مين"
.........
هاتف عمار شيماء
ليرن هاتفها باسم نبض القلب
ردت "السلام عليكم" و ما زال صوتها متهدجا من البكاء
"و عليكم السلام ،ايه صحيتك"
"و عليكم السلام ،ايه صحيتك"
بهدوء "لا لسه ما نمتش"
"طيب زين بكره بعد العصر تجهزي حالك هنروحوا ننجوا شبكتك مع سامي و مرته "
"ما لوش لازمه "
"باه كيه ده ،عاوزه الناس تاكل وشي تجهزي بعد العصر"
"حاضر"
"تلاجي الخير"
"و انت من اهله"
و اغلق اهاتف