ودخلوا القصر مخفين انبهارهم فهم لم يشاهدوا مثله أبدًا سوى في المسلسلا0ت و الأفلام وجدوا الجميع في انتظارهم وسلموا على الكل
شعرت دلال بإحساس غريب يتملكها وهي تسلم على جسار، حقًا لم تتمعن فيه جيدًا لكنها لاحظت طوله،
وأخذت القبلات والأحضان تنهال على نوال ودلال من جدتها وزوجات أعمامها و بنات عمها وزوجتي والدها، ماعدا دريه التي كان سلامها باردًا وحضنها لهما أبرد من الثلوج القطبية وكانت نظرات الحقد والكره تشع من عينيها، ض*ب الجد بعصاه على الأرض ثلاثًا فانتبه الجميع وساد ال**ت
- دلجيت العيله زادت وكبرت واللي دخل العيله جديد عندي في الثواب والعجاب كيه الجديم، الكل يعرف الكل الحدود والصح والغلط، جايز أسامح على الغلط مره انما ما عتحصلش واسامح مرتين، اللي هيدوس لولاد دياب ومرته على طرف هاودره،(كانت نظرته موجهه لدريه بالأخص( دلجيت تطلعوا ترتاحوا عشان عشيه عندينا جمعه كبيره للنجع كلاته رجاله وحريم.
وض*ب بعصاه السوداء الأرض ثلاثًا فانفض الجمع.
صعد دياب ونوال وأولادهما لجناحهم في الدور الرابع ما أن دخلوا وأغلق دياب الباب حتي تفاوتت رده الفعل على جمال الجناح
ما بين - اللهم صل علي النبي ، ايه الحلاوه دي. الصادرة من نوال
و- يا ربي مش ممكن الجمال ده بتاعنا وهنعيش هنا. الصادره من دلال
و - أوبا بقى ولبيضه لعبت معاك يا لطفي.
و "ما شاء الله ربنا يبارك لنا فيه، وسجد شاكرا لله" كان هذا رد فعل سامي
ترقرقت الدموع في عيني دياب:- تعالوا في حضني تعالوا .
واحتضنهم حضنًا جماعيًا وأجلسهم قائلًا والحزن ي**و ملامحه :- آني عارف إني غلطان.
فوضعت نوال يدها على كتفه :- ما عاش ولا كان اللي يغلطك يا قلب نوال .
فنظر لها وأمسك رأسها مقبلًا إياها ثم قال :- لا يا نوال غلطان والغلط راكبني من ساسي لراسي، وأيتها ست غيرك ما كانتش اتحملت غلطي ده واصل، أبوي زرع جواتنا من صغرنا الخوف منيه، كيه ما زرع جواتنا حبه بس خوفنا من عجابه كان مغطي على حبه.
ونظر للاولاد قائلا :- اللي حصل بيني وبين أمكم حاجه إكده زي الروايات و الأفلام، يوم ما جابلت أمكم في الكليه كان يوم ما لوش زي كانت واجفه كيه البدر في ليلة تمامه وسط البنته كنت ناظرها من بعيد وسابتهم ومشت وحديها، وآني كيه المسحور ماشي وراها لحد ما خرجت برات الكليه وجرب منيها واد ملزج أكده و عا**ها هي ولا عبرته لغايه ما مسك يدها آني ما اعرفش طرت عليه ازاي و الناس شالوه من جدامي بالعافيه، وهي جالت لي أول كلمه سمعتها من خشمها أنا متشكره لحضرتك، **مت إني أوصلها لحد دارها مشان ماحدش يتعرض لها تاني، ويوميها ما أعرفش كيه طلبت يدها من عمتها "ست ابوها"و جوزها "خليفه" اللي كانت جاعده عنديه بعد ما جدكم مات وفاتها، خليفه وافج لما علم أن ليا ناس و شركه وهلمه وخاف لأغير رأيي وجال (عاوزها تاخدها معاك) كان بني آدم ناجص ما صدج يخلص من حملها وجاب المأذون وكتبنا الكتاب وخدت أمكم ومشينا و رحنا شوجتي وتم جوازنا هناك.
جدكم فارس كان وجتيها مسافر للحج وأعمامكم كانوا ملهيين في جصه تار لناس جماعتنا في النجع وما كانش حد بيجيني أياميها.
وآني كت المسئول عن شركتنا في مصر مع علامي، ما اني كت خلاص في آخر سنه، وكمان أمكم، مرت اليام وآني وأمكم عايشين كيه الشهد هي روحي وآني جلبها ، ما عادش لينا غنا عن بعضينا، لحد ما في يوم طب علينا عمكم جابر وهو النار جايده في عنيه كان فاكر آني جايب حريم في الشوجه ولما عرف إنها مرتي بلغ جدكم، جدكم حددتني في التلفون وجال (اللي عندك دي تطلجها في التو وتسمعني في التلفون كلمه الطلاج وترجع ليا الليله) سمعته وآني باطلجها، وجفلت معاه وآني ما عارفش اعمل ايه، وديتها عند جوز عمتها وآني الدنيا غايمه في عيني، جيت لجدكم يا بوووووي علي اللي عمله معايا عصايته اللي جبل دي ان**رت على ظهري، لساتني فاكر كل كلمه جالها وهو بيوض*بني
)أنت عتخرج عن طوعي، رايد تمشي على هواك، تتجوز مصراويه لا اصل و لا فصل، وبناتنا يروحوا فين، من وراي، ما ناجصش غير انك تمشي في الحرام يا ولد الفرطوس آني جلعتك وزمن الجلع ولي)
وربطني بذات نفسيه في شجره المانجه اللي في الجنينه بعد ما خلع عني خلجاتي و ظهري كان عم ينزف ولا همه وجمع العيله
وجال (جدامكم أهو آدي جزات اللي يخرج عن طوعي، عبره ليكم مهمن كانت مكانته في جلبي، آني جلبي أدوس عليه بمداسي)
أمي ما بطلتش بكا كانت جاعده جاري تبكي وشيعت للجد سامي والجد لطفي هم اللي استسمحوه يفكني وإني مهمن كنت راجل و طول وعرض بس غلطت والعفو عند المجدره، فكوني وآني بين الموت والحيا وطببوني و وطيت علي جدم جدكم بوستها و طلبت السماح ووعدته إني ما أغلطش تاني من يوميها وهوضيج عليا في كل حاجه وبجيت الفلوس في يدي بحساب وبالجطاره بعد ما كت اصرف من غير حساب، عاودت مصر والشاهد الله إن أمكم ما فارجتش خيالي، وما جدرتش ما اشوفهاش، رحت البيت وجلبي انخلع لمن لقيته اتهد وعرفت ان عمه أمكم وجوزها ماتوا وإن أمكم بخير، دورت وسألت الكل لغايه ما عرفت مكانها،
رحتلها لجيتها حامل وما جدرتش اسيبها ورديتها والباجي إنتم خابرينه بس ما جدرتش أجول لجدكم كت خايف يجتلني وهي تبجي وحدانيه سامحوني، سامحوني كلكم.
فاحتضنوه جميعا وهم يبكون
أخرجهم لطفي من تدفق مشاعرهم قائلًا :- أنا جعان الثلاجه دي فيها أكل وإلا الأكل تحت بس.
انفجروا في الضحك قال سامي:- وربنا أنا خايف اصحي الاقيني ناقص دراع .
فربت دياب على بطن لطفي:- الثلاجه أكيد عامره بخيرات ربنا أملى كرشك.
وأخذ يقهقه ضاحكًا
واختارت دلال غرفتها وكذلك سامي الذي كانت السعادة تغمره، فسينجو أخيرًا من النوم بجوار لطفي الذي كان نومه مريعًا.
دخل دياب ونوال غرفتهما، وما أن دخلوا حتى احتضنها دياب من ظهرها
:- ياه يا نوال ياه، أخيرا عتبقي جاري وما تبعديش عني.
استدارت له :- جارك منين بقى، ده أنا مشاركني فيك ثلاثه.
ضحك وهو يحكم ذراعيه حولها:- الجلب ما فيش فيه غيرك يا نونو، والسبوع ده كلاته ليكي يا جمر ليلي، وبعد السبوع هاجضي ليله عند كل واحده منيكم.
- هاقول ايه بس يا ديب أنا ما ليش غيرك، ولا فقلبي غيرك، وكل اللي يهمني أبقي جمبك .
احتضنها بقوه:- مش يا الله بجي .
تململت بين ذراعيه:- يا الله إيه .
فحملها قائلا :- عنجربوا الفرشه الجديده دي، توكلنا على الله.
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح .
*****
أرسل الجد "مليحه" تنبههم أن الضيوف بدأوا في الوصول لينزلوا.
كان فتح الباب من نصيب لطفي الذي ما أن سقطت عيناه عليها حتى تسمر فاغرًا فاه ولم يسألها حتى من هي أو ماذا تريد .
بادرت هي:- السلام عليكم أبا الحاج بيجولكم يالله إنزلوا عشان كبارات البلد وصلوا، وبينبه على الست الكبيره والست الصغيره يبجوا كيه العرايس.
لم يرد لطفي فقد كان أسيرًا لتلكما العينان الساحرتان.
تنبه سامي أن لطفي متسمر أمام باب الجناح فذهب تجاهه، ورآه واقفًا ومليحه تقول:- يا بيه سامعني يا بيه.
فسألها سامي عما تريد ، وأعادت له ما قالت
فرد : حاضر يا..
بادرت : مليحه يا بيه آني مليحه، آني متربيه هنيه في الجصر.
- حاضر يا مليحه هنجهز ونحصلك.
نزلت مليحه السلم وهي تتساءل ما بال ذلك الفتى الذي لم ينبس ببنت شفة.
لكز سامي أخاه في جانبه قائلًا : نثبت كده و نتلم بدل ما جدك يدفنك بالحيا لو شاف بحلقتك فيها.
خرج لطفي من تيهه وقال:- صح يا سامي صح.
بدل الجميع ملابسهم ونزلوا للأسفل
نزل الكل تعرف الرجال على أولاد دياب وتعرفت النساء على دلال ونوال .
بعد فترة أرسل الجد في طلب دلال ونوال همتا بالخروج كما هما بتلك العباءات الموشاة المطرزة، زاهية الالوان، إلا أن الجدة دلال نبهتهما بأن ترتديا الملس، و أهدتهما ملسين من عندها، فارتديتاه وخرجتا للجد الذي عرفهم على كبار البلد و على أقاربهم وطلب من سامي ولطفي الدخول للتعرف على كبيرات العائلة من النساء.
بعد التعارف أعلن الجد أن لديه نبأ هام ويجب أن يسمعه الجميع ف**ت الكل حتى أنك لو القيت إبره لسمعت رنة ارتطامها بالأرض
"دلجيت شمل المفارجين التم، والعيله كملت، وجيه الوجت أن دم العيله ينخلط و جذورها ترسي في الجيل الجديد، وعشان أ كده آني
بانبه عالجميع إن اللمه دي هتتكرر تاني بكره عشيه لأجل نعجدوا فيها العجد
ونربطوا الجيل الجديد في العيله، بكره عشيه عجد جسار على دلال، رضوان على رجيه، عمار على زهره، وبعد ست بدور بالكمال والتمام هنتجمعوا تاني عشان الدخله، وعجبال عند أحبابكم.
بادر الجميع بالمباركة للرجال وللفتيات وعلت أصوات الزغاريد، ودوت الأعيرة النارية تشق السماء.
ودلال تقف مشدوهة فاغره الفيه غير مصدقه لما سمعت، تظن أنه ربما ينتابها كابوس ما.
فطن والدها لما ألم بها فسارع لاحتضانها:- مبارك يا دلال.
وهمس في أذنها:- إياكي تنطجي بأي كلمه تخالف كلام جدك إن كتي خايفه على حياتك وحياه أمك.
نظرت له دلال والدموع محبوسه تترقرق في عينيها، بينما حماتها راجيه تحتضنها
"الله أكبر، من ساعة ما نظرتك وأنا اتمنيتك تكوني نصيب جسار، وربنا برد جلبي واستجاب ليا، واه يا بوي، مرت ولدي كيه البدر بليله تمامه ربنا يسعدك يا بتي.
وبالطبع كانت تلك امنية جابر لكن النية تختلف جملة وتفصيلًا، لقد راقه أن يماثل تفكير والده تفكيره، و أثلج ص*ره بما ص*ر عن قرارات وأحكام واجبة النفاذ، و اقترب منها واحتضنها مباركًا لها.
وقبل الجميع يد الجد بما فيهم دلال التي كانت كما المسيرة المسحورة، تتحرك كرجل آلي مطيع للأوامر.
انتهت الليلة وصعد كل منهم لجناح نومه.
ما أن أغلق باب جناح دياب حتى حاولت دلال أن تتجاذب طرف الحديث مع ابنتها وتقول:- عارفه إنك متفاجئه، كلنا كده، بس والله ابن عمك شكله يتحب، وكفايه إنه من لحمك و ...
قاطعها دياب:- انتي مش عارفه بتك، مش هتتكلم هي دلجيت بتفكر وأنا خابر إنها هتفكر زين، هي كيه جدتها بالملي ساكته بس عاجله.
وبالفعل كانت دلال صامته هادئة لك بداخلها كانت البراكين تثور، والصراعات تعتمل، دخلت غرفتها وجلست على السرير تفكر وتحدث نفسها
)إيه يا دلال هتتغصبي على آخر الزمن ودراعك يتلوي ويفرضوا رأيهم عليكي، جدك يحكمك كده من أولها، ثم تراجع نفسها، وليه لاء يا دودو الواد طول بعرض و دقن وشنب ونظام وزي القمر، أنا بصيت عليه كويس في الخباثه كده وما يقدرش يقولك بم، جدك هيطلع روحه، وأكيد جدك ليه نظره طب اشمعن قال جسار أكيد هو ده اللي يناسبك، نامي يا دودو وانتي مطمنه، وحماتك شكلها ست طيبه، وبعدين إنتي طول عمرك قافله قلبك، خلاص يبقي نفتحه بقي، وإن شاء الله خير، اتخمدي يا بت بكره كتب كتابك(
أشرقت الشمس على نجع العزايزه بتمهل وكأنما تحتفل بفرحة القصر.
استيقظ دياب و أيقظ الكل
:- يا الله يا عيال الجد مستنيكم عشان الفطور.
نزلوا للأسفل
بادرهم الجد :- صبحكم الله بالخير يا عزايزه، كل واحد من العيال يجعد جار مرته ،وهتبجي دي جعدتكم من هنا ورايح.
تناولوا الإفطار وطالبهم الجد بالاستعداد لعقد القرآن، مص*رًا أوامره لنوال وراجيه باصطحاب الفتيات للبندر لشراء فستان مناسب لعقد القران.
بينما كانت التجهيزات في القصر على قدم وساق تسابق الساعات.
ذ*حت الذبائح وجهز الطعام وجاء المنشدون وعقدت حلقات التحطيب ورقص الخيل حتى وصل الشيخ عصرا لعقد القران واستمرت الاحتفالات والموائد للمساء،
في موعد تناول العشاء أمر الجد أن يجلس كل واحد منهم مع عروسته في غرفة منفصله ليتناول معها أول عشاء وهي في ع**ته
.......
ما أن دخل عمار ووجد زهره جالسة بثوبها الزهري حتى نزل على ركبتيه أمامها
- والله يا زهره لو عمري يخلص دلجيت لأموت وأنا طاير من الفرحه إنك بجيتي مرتي حلالي.
فوضعت زهره يديها على شفتيه:- بعد الشر عليك يا واد عمي إن شاالله العدوين.
فامسك يدها قائلًا:- خايفه عليّ يا زهره.
فسحبت كفها منه خجلا:- إن ما كتش أخاف على واد عمي وجوزي أخاف على مين إياك.
فقال :- واد عمك و جوزك بس.
وأمسك يدها مقبلا إياها
- يا زهره أنا عاشجك من يوم ما وعيت عالدنيا، يالله نلحجوا ناكلوا لقمتين قبل ما جدك يض*ب بالعصا ويقول لنا انتهت الزياره.
أخذا في الضحك وكان عمار يطعمها بيده وهي تحمر خجلًا.
في غرفه عشاء رضوان ورقيه
دخل رضوان قائلًا:- السلام عليكم يا بت عمي ومرتي.
فردت عليه رقيه السلام.
فجلس بجوارها واقترب منها مقبلًا رأسها :- مبارك علينا وربنا يسعدنا، اسمعي يا رجيه آني ما أعرفش أزوج الحديت، بس يا بت عمي كل اللي أجدر أجوله، أنك معزتك في جلبي كبيره وإن شاء الله أسعدك، أبوي وأمي على راسك وكديه اشيلك آني جوات جلبي .
فردت رقيه:- كلام زين يا ولد عمي ربنا يجدرني واسعدك.
فابتسم و قابل الطعام:- يا الله بسم الله يا ست الصبايا.
وأخذا في تناول عشاءهما
أما في غرفه دلال وجسار
دخل جسار الغرفة وهو يرغي ويزبد ثم انفجر قائلا:- اسمعي يا بت الناس آني ما اعرفش انتي اتربيتي كيه، ولا اتعودتي على ايه، بس كل اللي فات ده تنسيه خالص، اهنيه كلام تاني غير مصر، آني خابر بنات مصر زين لأني اتعلمت هناك وعارف لفهم ودورانهم، ومش بعيد تكوني تعرفي حد هناك وإلا حبيتي جبل سابج .
فقاطعته بحدة وبصوت عال وهي غاضبة :- لا كده كتير اتلم واحترم نفسك واتكلم بأدب، انت فاكر ايه، أنا بميت راجل ولا ليا في كده ولا في كده.
وأشارت بيديها يمنه ويسره "أنا كده" وأشارت باستقامة "فتقف كده وتعمل لنفسك استوب .
فاحمر وجهه ورفع يده ليض*بها بينما حمت هي وجهها بكلتا يديها في لحظه دخول الجد الذي هدر قائلًا:- يدك يا جسار مرفوعه ليه؟
فأنزل يده وخفض صوته:- جلت أدبها عليّ يا جد وكنت هاربيها.
فصاح الجد قائلا :- كت هتربيها، ليه معطيهالك ناجصه ربايه إياك، وإلا ما لهاش أهل ،عاوز تض*ب حفيدتي وهي ما بجاش ليها على ذمتك ساعتين، أمال لما ينجفل عليكم جاعه عتعمل ايه.
والتفت لدلال قائلًا :- دلال أنتي جولتيله إيه؟
فردت :- والله يا جد قالي كلام ما ترضاه حره على نفسها، بيقولي انتي اكيد كنت ماشيه مع حد، ما استحملتش الصراحه، ده مش كلام يتقال ليا.
فاستدار له معاتبًا:- ده كلام يجوله حد في ليله زي دي .
وقال موجها كلامه لهما:- انتوا التنين ما تعرفوش عوايد بعض ولا طريجه كل واحد في المعامله، سموا بالله و خلو نيتكم خير عشان عيشتكم تبجي مليحه، وانتي يا دلال صوتك ما يعلاش على جوزك أبدًا ولا تتنرفزي عليه كيه ما تجولي، خليك هاديه وراسيه تملكي جلبه وان زعلك تاني آني ها**ر لك راسه يا الله كملوا عشاكم.
وخرج فساد ال**ت بينهما فتره ثم قالت دلال بهدوء:- أنا آسفه إن صوتي علي و إن شاء الله مش هيحصل تاني، بس أنت لازم تفهم حاجه يا جسار ( وقع اسمه من بين شفتيها كان له رنين خاص (
أنا ما كنتش عايشه في مصر مدلعه، ما يغركش الهدوم اللي أنت شف*ني لابساها دي، واحنا جايين بابا اشتراها لينا، أنت خلاص بقيت جوزي ولازم أفهمك كل حاجه، أنا كنت باشتغل وشفت كتير واتبهدلت ياما وشغلانات كتير ما كنتش باقعد فيها إلا كام يوم وامشي يا إما بخناقه مع البنات الغيرانين مني، يا اض*ب صاحب المحل، عشان عاوز يتحرش بيا، أنا لا عمري فكرت لا في حب ولا في ولاد، أنا كنت بافكر في لقمه العيش، عشان لو كنت قعدت كام يوم من غير شغل ما كناش هنلاقي ناكل.
رق قلبه لكلامها فربت عليها:- خلاص يا دلال انسي اللي فات، وآني ان شاء الله ما عازعلكيش تاني، خالصين أكده.
فهزت راسها بنعم فبادرها:- يا الله ناكلوا جبل جدك ما يطب علينا تاني.
ومرت الليلة وصعد كل منهم لغرفته
الكل سعيد يغرد قلبه وترفرف الفرحة عليهم بين من تحققت أمانيه وبين من يرجو الله أن يكون القادم أجمل، ما عدا دريه التي كان قلبها يغلي من الحقد والكره و تشتعل النيران بها لبعد دياب عن سريرها وهي تحدث نفسها
(والله لاحرج جلبك يا دياب على عيالك ومرتك، واخليك تجيلي راكع وانت مسلم إن ما لكش غير حضني وإن ما حدش عيحبك جدي(
في صبيحه اليوم التالي بعد تناول الإفطار وإعلان إذن الانصراف من الجد استعد جسار للانصراف لمباشرة الأرض
فنادت عليه دلال:- جسار عاوزاك في كلمه لو سمحت.
- خير يا دلال .
- انا كنت عاوزه أنزل مصر عشان أشوف مواعيد الامتحانات وأجيب الكتب اللي ناقصاني، وبابا قالي اكلمك وأقولك عشان الامتحان بعد شهرين فيا دوبك الحق أذاكر.
قال لها:- واه، أنتي في الكليه إياك.
فاجابته:- أيوه.
- كليه إيه؟
- تجاره.
فقال لها مبتسما:- حاضر من عنيا هاكلم الجد وآخد الاذن ونندلوا نخلصوا اللي وراكي.
كلف دياب رجاله بنقل أوراق ولديه لمدرسه النجع.
ولكن لطفي صارح والده بعدم رغبته في اكمال تعليمه
فغضب دياب قائلًا له:- يا ولدي مش معني ان عندينا أراضي وأملاك إنك ما تكملش علامك مش مهم الدرجات بس تاخد شهادتك وتكمل علامك كيه ولاد عمامك .
فرد لطفي :- حاضر يا بوي.
ضحك دياب:- كده صوح اتحددتوا صعيدي، سيبكم من لغوه المصاروه المتجلعه دي، آني ما عرفتش اتحتت كيه المصاروه واصل، ومن بكره هتروحوا المدرسه و مش معني انكم ولاد العزايزه انكم تتكبروا على زملاتكم لاه، أنا عاوز الكل يحبكم وما يجبش سيرتكم غير بالطيب.
فردا بالإيجاب:- حاضر يا بوي.
وقال سامي:- بس احنا لينا طلب يا بوي.
رد دياب:- اللي تعوزوه يحضر في التو واللحظه عاوزين ايه؟
فقالا:- عاوزين نتعلم نركب خيل.
ضحك دياب:- أيوه هم دول ولادي، من عنيا حمدان السايس هيعلمكم، ويخليكم كيه الفوارس، تعالوا معايا.
اصطحبهم للإسطبل وطلب منهم اختيار الحصان الذي يعجبهم، اختار سامي حصانًا أبيض، بينما اختار لطفي حصانًا أ**د.
ابتسم دياب قائلا:- كان جلبي حاسس باللي عتختاروه، حصانك الابيض ده يا سامي اسمه "الزين" وهو زين وهادي زيك تمام، وانت يا لطفي حصانك الاسود اسمه "الصياح " وهو صعيب ومش أي حد يقدر يركبه ولا حتى يجرب منيه شوف اكده هيرضي بيك وإلا لاه.
اقترب لطفي من الصياح وهو واثق من نفسه ووضع بضعه قطع من السكر النبات في يده.
فضحك دياب وقال :- عتفكر تضحك عليه، هو ما بيهموش الكلام ده لو ما حبكش مش هيخليك تجرب له.
فنظر لطفي في عين الصياح واقترب منه قائلًا:- إيه يا صياح أنت مش هتحبني زي ما حبيتك.
وملس على شعره وأخذ يربت على عنقه واحتضنه، وكان الصياح هادئًا فمد لطفي يده له بالسكر فالتقمه من يده وصهل صهيلًا هادئًا، كأنه يوافق لطفي في محبته له ثم قرب الصياح رأسه من لطفي فعانقه لطفي قائلًا:- وأنا كمان حبيتك من أول نظره.
ضحك دياب وهو يقول:- الله أكبر والله عمره ما عملها جبل سابج مع حد غيرى، كنه حاسس إنك من دمي، مب**ك عليكم يا ولاد.
جري الولدان على أمها ليفرحاها بتملكهم للأحصنة.