توقف لوهلة ثم تمعن بوجهها محدقًا اياها بإبتسامة هادئة جعلتها تتسائل بعقلها ما المُضحك في الأمر لينطق مجيبًا:
- تبدين رائعة الليلة!
حسنًا.. شكرًا لك.. ولكن هذه ليست الإجابة المرجوة من قبلها، لقد ظنت أن الإجابة على مثل هذا السؤال ستكون بنعم أو لا، ولكن أن يُطري على مظهرها، هذه ليست إجابتها..
ما لا تعرفه هي بعد هو من تتعامل معه، عقله، طريقته في الحوار والنقاش، لن تنجو أبدًا أمامها، ربما ستدرك ذلك ولكن بعد الكثير والكثير من الوقت.. فهو لا يزال لغزًا لها لا تستطيع حله!
اكتسبت ابتسامته معنى آخر تمامًا وخصوصًا عينيه الثاقبتين جعلتها تتوتر من تواجدها أمامه ليُباغتها بمزيد من الحديث:
- لست بسادي، ومن سؤالك إما أنكِ قمتِ بالبحث أو تعرفين بعض المعلومات عن الرجال مثلي.. ولكنها ليست كافية، لذا أنتِ تسأليني.. تابعي.. ما الذي تريدين معرفته؟
نظفت حلقها وهي تتفقده في حيرة والإرتباك بداخلها يتصاعد بطريقة غريبة، ولكنها عليه أن تجد حلًا لهذا الأمر، وفي نفس الوقت وجودهما مقتربان بهذه الطريقة يوترها ويسلب أنفاسها خاصةً بنظراته تلك لتشعر أنها بداخل قفص محاصرة بوجوده حولها في كل مكان وبالرغم من أن كلماته واضحة وبسيطة تشعر وكأن كل إجابة ينطق بها غير كافية وليست مُقنعة!
رطبت شفتاها بعد أن ابتلعت وهمست له بملامح مستفسرة:
- هل هذا يعني أنك ستقوم بتقيدي وإجباري على أشياء أنا لا أريدها، هل ستمارس نوعًا من أنواع العنف معي؟
ساذجة، هو بالفعل يمارس معها التجاهل العنيف منذ البداية، لكنها لم تلحظ بعد.. وفي نفس الوقت هي ببساطة لم تتعامل مع رجل مثله بالسابق!
انتقلت شفتاه لإبتسامة ماكرة لأحدى الجوانب وهو يتفقدها مليًا، يداه لا تزال حول خصرها، بل شعرت حتى أنه يحاول أن يُقربها له أكثر ثم اجابها:
- سأفعل الكثير، بعضًا مما سألت عنه سيحدث بالفعل، ولكن أهم شيء بالأمر أنني لن أفعل سوى ما تُريديه، ولو كنتِ تريدين التفاصيل فسنتفق اتفاقًا مُفصلًا يحتوي على أصغر التفاصيل فضلًا عن التفاصيل الأعم والأشمل، ولكن كل شيء سيكون بموافقتك.. أنا لا أجبر النساء على فعل شيء!
كاذب.. كاذب.. كاذب.. يتيقن بداخله أنه يكذب، يتيقن لماذا هي بالتحديد الذي يريد أن يؤلمها ويُهينها، فقط ينتظر إشارة البدأ منها وبعدها سترى حقًا من تتعامل معه!
ليس بسادي، ولن يفعل شيئًا دون موافقتها، إذن لماذا يريد أن يعاقبها أو يحاسبها على أفعالها؟ هي لا تفهم.. ربما قد اطمئنت قليلًا بأنها ستكون موافقة على كل ما سيفعله، وفي نفس الوقت بالرغم من كل احاديثهما معًا ولا زال هناك جزءًا مفقودًا لا تستطيع تبينه فسألته:
- إذا لم تكن ساديًا، فما الذي أنت عليه؟ أنا لا أفهم شيئًا من كل هذا..
حدقها بمزيد من النظرات التي كادت أن تصرخ به أن يتوقف عنها، فهي تُربكها ولا تجعلها في كامل حالة الثبات التي من المفترض أن تكون عليها حتى تستطيع أن تناقشه في الأمر لتجده يُخبرها:
- هيا اجلسي.. أرى أنكِ لا تستطيعي التركيز، تبدين شاحبة للغاية!
هل ظهر الأمر عليها؟ لم تُفكر في ذلك.. تفقدته في استغراب وابتلعت ثم توجهت إلي الكرسي من جديد وحدقت بالطعام وهي حقًا تُفكر في الأمر ولا تكترث بالطعام لتجده يسألها:
- هل تريدي إكمال طعامك؟
ماذا؟! ما الذي يسأله؟ لقد ذهبت شهيتها بالفعل! لحظة واحدة، كلماته لم تكن الإجابة التي تنتظرها لسؤالها، ا****ة، ما كان سؤالها؟ لقد نسيت ما سألته اياه!.. رفعت عينيها نحوه وهي تتلمس رأسها بيدها بعفوية عليها تتذكر وكادت أن تقول شيئًا ليمنعها بتحدثه هو:
- أنا مسيطر.. أنا من أقود هذه العلاقة.. كلماتي تُسمع، تعليماتي تُتبع، وأوامري تُنفذ.. الأمر غاية في البساطة، إذا اتبعتِ هذا يكون كلانا سُعداء، إذا خالفتِ أيًا من هذا فسيكون هناك عقاب لتقويم سلوكك ألا تُخطئي مرة أخرى.. هذا كل ما في الأمر.. أنا رجل لا يقبل سوى أن يكون قائدًا..
ما تلك التُراهات التي تستمع لها؟ هل هناك شيئًا يقول هذا؟ لُعن هذا اليوم الذي اضطرت أن تتعامل فيه مع هذا الرجل غريب الأطوار الذي كلما ينطق بكلمة واحدة تدفعها للتوتر، لا تدري كيف يجعلها، يا له من سلطان مغرور ملعون متغطرس وتبًا لإبتسامته الجذابة!
رطبت شفتاها بينما لاحظ وتيرة أنفاسها المتعالية وشحوب المزيد من ملامحمها وتردد نبرتها وهي تسأله بإندفاع دون ترتيب افكارها وفضولها جعلها تتشتت أكثر، فهي تريد أن تعلم ما خلف هذا الرجل الذي أصبح زوجها وما الذي خلف طريقته الغريبة تلك:
- ما الذي يعنيه هذا؟ ولماذا عليك أن تعاقبني؟ ألا يكفي أن تخبرني أنك لا تقبل تصرفي أو أنك معترض على أمرٍ ما ووقتها سنحاول سويًا أن نجد حلًا، لقد قلت لك مُسبقًا أنا اريد إنجاح هذا الأمر.. لن استيقظ مثلًا وأنا أقرر أن أفعل شيئًا أنت لا تقبله.. فقط عمر ما كل الذي تتحدث أنت عنه، الأمر يُشبه وكأنك تعاقب سجينًا أو فتاة صغرى بالمدرسة، بل حتى الصغار لا يعاقبوا بمثل هذه الطريقة في المدارس! ما الذي تقصده من كل ذلك؟
رمقها في استمتاع وابتسامة بالرغم من جاذبيتها الشديدة ولكنها مُستفزة لدرجة تجعل دمائها تغلي بعروقها وتُجبرها أن تُمسك بواحدًا من هذه الكؤوس المليئة المياة لتريقها بوجهه ولكنها تحلت بالثبات في انتظار سماعه عله يقول شيئًا واحدًا منطقيًا وهذا ما قاله:
- ولقد قلت أنا مسبقًا.. الأمر غاية في البساطة، لا أقبل بعلاقة سوى تلك التي أخبرتك عنها، الذي يُخطأ معي يُعاقب، والذي يلتزم بتعليماتي أكافئه.. وصدقيني أنتِ بالفعل أخطأتِ بالكثير..
حسنًا هذا منطقي، ولكن فطرتها العفوية البسيطة بالرغم من منطقية ما قاله لا تقبل تلك الكلمات، كلماته تبدو غاية في العقل والرزانة ولكن هذا لفتاة صغيرة، أو لأحدى الموظفين، أو ربما يليق مع الأشخاص الذين يرتكبوا الجرائم لذا يتم عقابهم بالسجن أو بغرامة، ولكن ليس بالتقييد والإجبار، ولكنه لم يقل أنه سيجبرها، بل هو يريد موافقتها، لقد سألها أكثر من مرة هل هي موافقة أم لا.. حسنًا هذا جنون محض.. ليس هناك منطقية، شيئًا يخبرها أن تهرول بعيدًا عن أي مكان يتواج به هذا السلطان الملعون الصارم المغرور ومن جديد تبًا لهذه الإبتسامة وتلك الملامح وهذا الجسد وتلك السُمعة ولكن مهلًا، هل هذا يعني إنفصالها عن زوجها بعد عشرة أيام؟
نظفت حلقها من جديد وهي تحاول منع ذلك الإنفجار برأسها لتحاول استلهام الثقة والثبات بداخلها كي تضع حدًا لتلك المناقشة السخيفة فسألته:
- حسنًا، ماذا لو لم أقبل؟ يعني ذلك إنفصالنا أليس كذلك؟
المزيد من النظرات التي لا تفهم منها شيء، لا تستطيع وصف ما يحدث بعقلها سوى بأن هناك أحدًا قد أشعل الموقد لتتعالى الحرارة بجسدها وهناك آخر يُمسك بعقلها وهو يُمزقه بين يديه، هل هي غ*ية؟ هل هو يقول كلمات واضحة وهي التي لا تفهمه؟ وا****ة لماذا الأمر صعبًا؟
ولماذا ينظر لها بتلك الإبتسامة؟ ونظراته الآن تبدو نظرات رجل مُعجب بل مُفتتن بها؟ كيف يملك ذلك المزيج الغريب به؟ هي تريد الصراخ حتمًا والإبتعاد من هنا! هي حتى لا تستطيع التنفس.. وفقط لو لم يُجبها بإجابة منطقية ستفعل بالتأكيد، هي تشعر وكأنما أنفاسها محتبسة داخل رئيتيها ولا تستطيع التنفس أمام ملامحه الغريبة!
آتاها رده في النهاية بمنتهى الهدوء الذي جعلها تصل لأقصى درجات الإختناق:
- بالطبع لا، سنستمر كما نحن، متزوجان وهذا كل شيء..
عقدت حاجبيها بإستغراب وهي تحاول التحمل وإيجاد آخر ذرات الهواء اللازمة لتنفسها كي تتحدث كالبشر الطبيعين ولكن نبرتها آتت مندفعة مُهرجلة وهذا ما استخدمه ضدها تمامًا بمنتهى الإستغلال:
- كيف؟ أعرف أن الزواج مشاركة ومناقشات وود وربما يتولد نوعًا من العشق بين المتزوجان وأطفالًا وأُسرة.. إمّا هذا وإما الإنفصال! أنا لا أفهمك عمر! كيف سنستمر على هذا الحال؟ هذا ببساطة يُشبه وكأنك تُشارك المنزل مع شريك سكن وليس زوج يريد تكوين أُسرة وعائلة!
ابتسامة قتلتها تمامًا ذاهبة بكل ثباتها وما أزاد ذلك الإعتصار المميت الذي يحدث لها هو قوله الهادئ:
- سنستمر كما نحن طالما أنتِ لا تريدي أن تعاقبين ورافضة طريقتي في العلاقة.. طالما أنتِ لا تقبلي بي وبطريقتي إذن لكِ مُطلق الحرية.. الإنفصال لن يحدث إلا عندما نُجرب ونحاول استخدام كل الطُرق المتاحة.. وقتها بعد أن تحاولين الإلتزام بطريقتي وتعليماتي وأوامري وتخضعي للعقاب وتكافئين على يداي، سنرى ربما سيستمر الأمر وربما سننفصل.. وقتها يكون الإنفصال منطقيًا..
ولكن أنا بعد تعاملي معكِ لا أستطيع قبول إمرأة مثلك.. لذا، فلتبقي كما أنتِ ولأبقى كما أنا.. وكلًا مننا يفعل كما يحلو له.. هذا هو الحل القائم الآن، وإذا أردتِ علاقة أخرى معي فلقد أخبرتك عما أريده بالفعل وكيف تكون علاقاتي.. تعاقبين وتختاري بعدها الإنفصال إن أردتِ أو تكوين عائلة وأُسرة وإنجاب الأطفال يا إمّا اكملي كما أنتِ وأنا سأُكمل كما أنا.. لا ضرر بالأمر!
نهضت وقد شعرت بالإختناق من تلك الكلمات وكأن الهواء انعدم حولها بكامل الغرفة وقد شابهت ملامحها ملامح الموتى لتقول بنبرة مسلوبة الأنفاس وهي تُمسك بحقيبتها الصغيرة التي تلائم ثوبها:
- عفوًا.. أريد استخدام المرحاض!
لانت ابتسامته وتوسعت شيئًا فشيء وهو يُشير لها بعجرفة مستخدمًا يده بالسماح لها، ا****ة!! يبدو **لطانًا ملعونًا متعجرفًا حقيرًا بالفعل، هي لم تُخطئ بتسميتها اياه!
مشت بخطوات مترنحة وبعد سؤالها عن مكان المرحاض دخلت لتهرول نحو الحوض وفتحت الصنبور لتحتوي المياة بين يديها وهي تمررها على وجهها غير مكترثة لتبرجها وتناولت المزيد لتمرره على عنقها المكشوف بالفعل علها تستطيع التخلص من تلك الحرارة التي اندلعت بجسدها بأكمله..
أخذت احدى المحارم المطوية واخذت تجفف بقايا المياة ثم نظرت إلي نفسها بالمرآة، ما الذي يعنيه كلامه؟ إمّا أن يستمرا هكذا، وإمّا أن توافق وتختبر الأمر وبعدها الإنفصال؟
طلاق "روان صادق" بعد عدة أيام من زواجها! النجاح على صعيد العمل لا يعني النجاح في الحياة الإجتماعية! محامٍ مرموق يُطلق زوجته بعد عدة أيام من عقد قرانهما والسبب غير معروف! لماذا؟ لقد كان رجل جيد للغاية، لقد شعرت وكأنه الإبن البكري، لماذا؟ ما الذي حدث لقد كان يُعاملني مثل أخيه الأصغر؟ لماذا قمتِ بالإنفصال؟
الفشل يواجه سيدة الأعمال الشهيرة "روان صادق" في زواجها الأول! لماذا لم تستطع "روان صادق" النجاح في زواجها مثل ما تنجح في صفقاتها؟ سيدة أعمال شهيرة تسيطر على مجال البرمجيات تلقت صفعة موجعة بإنهيار زواجها والسبب غير معلوم!
الديد من تلك العناوين لاح برأسها، الكثير من التساؤلات التي استمعت لها بنبرة والدتها وأخيها الأصغر! نظراته وابتساماته وطريقته الغريبة المتحكمة! عقلها قارب على الإنهيار وكأنه مُصاب بالعطل، وكأن هناك احدى الأكواد التي طُبع بجانبها باللون الأحمر خطأ!
لا تزال أنفاسها مسلوبة، لماذا انعدم الهواء؟ والحرارة بعد محاولتها بتخفيفها بالمياة تزداد.. تبكي! لماذا تبكي؟ هي لن تفشل بهذا الأمر.. لن يُقال ولن يُشاع أنها فشلت في زواجها، لن يرحمها المجتمع ولا نظرة الناس ولا تلك المواقع الشهيرة فضلًا عن الجرائد الصفراء والمواقع مجهولة الهوية التي لن تتهاون في خلط حقيقة الأمر بتلفيقات عدة!
حاولت ترتيب شهيقها وزفيرها، هي تُفكر في الأمر، كبريائها أمام الجميع، بل وأمامه، لقد ظنت في البداية أن يكتم افتتانه بها أو رؤيتها كأنثى جميلة، ولكن، كيف له أن يظل بعيدًا عنها بمثل هذه الطريقة وا****ة هو زوجها، ليس رجل قابلته لقضاء ليلة عابرة معه..
هذا الأمر قتلها آلاف المرات، هي لا تطالب بأي أمر غير طبيعي.. هي فقط تطالب بحياة مستقرة هادئة ناجحة.. هي ليست بمجبرة، أو هي بالفعل كذلك.. ولكن لا، لن يحدث، هي لا تُجبر على شيء، أم حدث ذلك وهي لم تلحظ؟
لقد كان زواج بالإجبار أم مقايضة منه على الزواج أما الترافع لها في القضية بعد أن وجدت كل مكتب محاماة وكل محامي مستقل يرفض رفضًا قاطعًا بأن يترافع لها في قضيتها.. استخدم نفوذه، لماذا؟! لأنه يريدها ويراها مناسبة؟!
لا تدري هل ما تُفكر به صحيحًا أم لا أم هو في الأساس هكذا سادي أم مسيطر أم ما تلك ا****ة التي هو عليها، هي لم تبحث سوى عدة ساعات بالأمر وليس هناك مص*رًا موثوقًا واحدًا.. ماذا عليها أن تفكر وشعرت بدوامة أفكار تمزق عقلها وتدفعه للشتات وحالة ارتباك لم تختبرها قبل في حياتها مثل الآن..
لطالما كانت فتاة ذات كبرياء ولا يتحكم بها أحد، هل يا تُرى تزوجها لي**ر ذلك الكبرياء بداخلها؟ لماذا تشعر أنه سيتخلص منها في النهاية بعد أن يفعل ما يريده ويسأمها؟ هل يريد اختبار علاقة مُعينة قصيرة المدى معها ولم يجد سبيلًا لها سوى الزواج؟ تعالى انتحابها في انهيار لمجرد تواتر هذه الفكرة على رأسها وشعرت بأنها بمأزق حتمي!!
اهدأي.. تمالكي نفسك.. لا يزال الأمر في البداية، هذا هو اليوم الحادي عشر لزواجك.. هو رجل، وأنتي امرأة، وهناك الكثير بعد بينكما لم تختبراه! جربي الأمر.. لن يحدث انفصال.. لن يحكم عليكِ الجميع بشيء.. ليست هناك أي نظرات.. لم يحدث الإنفصال وليس هناك طلاقًا.. ربما طريقة تعامله غريبة قليلًا ولكنك تستطيعي التعامل مع الجميع وإقناع الجميع بكل ما تريديه.. لقد علمك والدك هذا ولقد أصبحتِ لد*كِ خبرة في الأمر ولقد عقدتِ مئات الصفقات ونلتِ الكثير والكثير من الإنتصارات..
ستنجحي في هذا الزواج، سيكون جيد للغاية.. فقط اهدأي.. كفي عن البُكاء وعودي له ولتري ما الذي سيحدث.. تنفسي روان أرجوكي!
حاولت الهدوء وجففت دموعها التي انهمرت وهي تتخيل تلك السيناريوهات الكثيرة برأسها.. عليها العودة متحلية بالقوة لتستطيع التفاوض بالمزيد.. عليها أن تعرف ما النهاية وما الذي يريده حقًا..
عدلت من مظهرها قدر المستطاع وكذلك فعلت بزينتها ووضعت المزيد من أحمر الشفاة القاتم الذي يلائم لون بشرتها ثم توجهت من جديد عائدة إليه لتشعر وكأن نظراته التي قد أُرهقت من تفسير فحواها ومعانيها كالخناجر التي تطعن داخلها دون هوادة وجلست بكبريائها المعتاد ليفجعها تساؤله الهادئ:
- لماذا كنتِ تبكين؟
رفعت حاجباها دون ملاحظة لما تفعله بإندفاع ملامحها العفوي هي فقط مندهشة أنه تبين ذلك ليستطيع هو بسهولة استشعار رفضها بل وكذبها بالأمر الوشيك فأجابته:
- لم أفعل
كيف استطاع بسرعة قراءة هذا بمنتهى البساطة بالرغم من محاولاتها في أن تُخفي الأمر؟ ولكن لم يكن هذا كل ما في الأمر بل فجعها بالمزيد ومن جديد بهدوء مريب ربما لن تتخلص منه أبدًا:
- لا تكذبي.. كل ما في الأمر أنكِ لم تتوقعي ولو للحظة واحدة أن أحدًا سيرفضك أو لن يريد أن يتودد إليك، ظننتِ أنه بزواجنا رجل مثلي لن يتحمل وسيتلهف شوقًا للإقتراب منك، ولكن هذا لم يحدث فجرح كبريائك وكرامتك بل وتجدين نفسك مضطرة أن تتفاوضي على الأمر، أليس كذلك؟ لم يُخيل لك أنكِ ستتفاوضي مع زوجك كي تتجنبي الفشل وتكون حياتك الزوجية ناجحة، أليس هذا هو كل ما يدور بعقلك؟
أخبرها بمنتهى البساطة لتنظر لها مشدوهة، شعرت بالإهانة الشديدة لسماع ذلك، كلامه يصف ما تشعر به ولكنها انزعجت أنه يستطيع أن يفهم بسهولة ما تمر به، إذن هو يعلم، لماذا يُصعب عليها الأمر برُمته؟ نظرت له بمزيد من التعجب والصدمة وملامح شاحبة دون أن تتحدث فمد يده إليها بكأس المياة ثم قال:
- تناولي البعض، إنها باردة، ستخفف من وطأة ما تمري به..
ترددت قليلًا ولكنها أمسكت بالكأس منه وارتشفت القليل لتجده يباغتها بنبرة صارمة هادئة، تبدو عادية لكن في الحقيقة جعلتها تشعر بالإرتباك:
- فلتبدأي بالتعود أنني عندما أسأل أحب أن أُجاب بصوت مسموع.. ولم أحصل على إجابتي بعد..
تفقدته بإستغراب لتحمحم ثم قالت وهي تضع الكأس جانبًا:
- لا أدري.. لم أختبر مثل هذا الأمر من قبل فلا أستطيع موافقتك على ما أخبرتني به ولا أستطيع المعارضة..
حسنًا، إجابة دبلوماسية حصيفة، ولكن هو لا يُريد هذا وقد بدأ الأمر في اغضابه بشدة.. المرأة الوحيدة التي أخذ معها كل ذلك الوقت كي تخضع له ولكنها ليست أي إمرأة، بل هي المنشودة تمامًا لكل ما حاول خلال سنوات أن يحصل عليه ولم يجده سوى بها ليقول محافظًا على هدوئه:
- فلتخبريني إذن ما يدور في خُلدك..
حمحمت بتردد وهي تتفقده وبدأت في أسألتها التي شغلتها منذ قليل بالمرحاض:
- هل تزوجتني فقط لمدة ما أو لسبب ما ثم ستتركني؟
هي خائفة من الإنفصال إذن، تؤكد كل كلماتها وتصرفاتها هذا، جيد، نقطة بصالحه يستطيع الإستفادة منها.. اجابها بهدوء وهو يتفقد ملامحها متفحصًا اياها في استمتاع:
- لن أترككِ إلا أن أردتِ أنتِ هذا..
ابتسم لها لتتشتت لتلك الإبتسامة ورمقته بنظرات مستفسرة بينما قال بإعجاب:
- تُعجبني هذه..
اشار بسبابته متلمسًا وجنته لتندفع هي بعفوية تلقائية لتفعل مثله متلمسة وجنتها بأناملها لتعلم أنه يقصد تلك الشامة لتبتسم بإرتباك، هي حقًا لا تعرف لماذا ذكر الأمر الآن، هي لا تعرف أن الحقيقة البازغة أنه يريد تشتيتها عن كل ما في رأسها لتقول معقبة على إطراءه:
- شكرًا لك..
لانت ابتسامته ورمقاته لا تريحها بينما سأل مجددًا:
- ما الذي يدور برأسك أيضًا وتريدين إجابات عليه؟
زمت شفتاها تقضمهما وهي تتذكر تلك الصور التي شاهدتها عند بحثها فسألته بطيف خوف اتضح بصوتها:
- هل معنى العقاب أنك ستعذبني أو ستقيدني؟
حصلت منه على همهمة بالإيجاب وردًا مقتضبًا:
- جزءًا من العقاب!
ضيقت ما بين حاجبيها في استغراب شديد لتسأله بعفوية ساقها اندفاعها إليها وخوفها من أن يُفعل بها مثل كل ما رآته:
- ألا يكفي التكلم لو أخطأت؟ أعني.. تستطيع اخباري أنك لا تقبل ما أفعله.. وأستطيع أنا التوقف عن فعل ما لا ترضاه وسنصل إلي حل وسط فيما بيننا!
اتسعت ابتسامته فلم يُعجبها استهجانه بينما قال:
- من قال أن الكلام لا يكفي.. بل النقيض تمامًا.. أحيانًا يكون الكلام أشد وطأة من التقييد أو العذاب كما تسميه، وفي واقع الأمر أنا لا اصف الأمر مثل ما تصفيه أنتِ.. هو ليس بعذاب ولا تقييد.. هو فقط محاولة لتقييم سلوك المُخطئ ليس إلا!
اتسعت عينيها في تعجب لما يقوله وشعرت بجفاف حلقها فارتشفت المزيد من المياة لتجده ينهض متجهًا نحوها لترفع رأسها له وهي تتابعه بعسليتيها لتجده من جديد يقدم يده وقال:
- لم نُكمل رقصتنا!
رفعت حاجباها في دهشة وتوقفت الكلمات على لسانها، هل هو مجنون وهي لا تعرف؟ هما يتحدثا بشيء ربما سيحدد استمرارية علاقتهما وهو يُريد الرقص؟ ما الذي يفعله معها بحق الجحيم!!
ادهشها أكثر معرفته ما تتحدث به لنفسها عندما أخبرها:
- هيا، سنُكمل حديثنا أثناء الرقص!
أهو محامٍ؟ أم زوجها؟ أم سلطان ملعون متعجرف مغرور صارم مجنون؟ أهو الرجل الذي يبتسم ويرقص؟ لقد أُرهقت حقًا من محاولة التعرف على هذا الرجل غريب الأطوار!
اقترب منها محاوطًا خصرها وهذه المرة اقترب للغاية ووجدت نفسها تشعر برائحة عطره، بل ورائحته هو نفسه، شعرت به كمن يُحاصرها، هذه ليست رقصة إذن بل تشعر وكأنه سجن، قفص وضع حولها احتواها تمامًا.. هكذا بدا الأمر لها:
- أكملي تساؤلاتك..
شعرت بلمساته تتغير على خصرها وكذلك ظهرها مسببة لجسدها بأكمله قشعريرة ليزداد تشبثها به قليلًا حول عُنقه ولكنها لم تكن تريد هذا هي تريد أن تعرف حقًا ما الذي ستكون عليه علاقتهما وزواجهما فحاولت التحلي بالشجاعة وهي لا تُصدق أنها ستسأل عن هذا بصوت مسموع فارتبكت انفاسها قليلًا ولكنها حاولت التفكير في الأمر أنه زوجها وليس هناك خجل في هذا الشأن ولكنها في الحقيقة كانت تنصهر خجلًا لتقول بتردد:
- وهل ستؤلمني عند.. عندما.. أقصد.. عند اجتماعنا، أثناء.. أثناء العلاقة؟
ا****ة، لماذا يحاول النظر لوجهها الآن؟ ألم يكن يعانقها مستمرًا في حركاته الراقصة منذ قليل؟ كيف تتفادى الآن النظر إليه؟ كيف تفعلها؟
نظرت للأسفل حاجبة عينيها عنه وهي تشعر وكأنما عينيه تختراقاها بعنف بتلك النظرات الثاقبة خاصته التي لا تستطيع التفلت منها لتجده يتلمس أسفل ذقنها بسبابته الدافئة وبداخله استمتاع شديد برؤية خجلها بل وإحمرار وجهها ليقول بلهجة هامسة آمرة:
- انظرِ إلي..
فعلت تلقائيًا لتجده يتأملها بإستمتاع ونظراته الجريئة لا تتوقف عن تفحص مُقلتيها العسليتين ليسألها:
- هل تقصدين عندما اضاجعك؟
ما إن قال تلك الكلمة حتى **ت الحمرة وجهها بأكمله بشكل مبالغ فيه وشعرت وكأن وجهها سيُخرج لهيبًا مستعرًا بينما تسمرت غير قادرة على التنفس ليتابع حديثه:
- ليس ضروريًا، الأمر كله يدور حول المتعة، ليس ضروري أن أؤلمك حينها، وسيتوقف عليك أنتِ الأخرى.. وعندما أحدثك دائمًا تنظرين إلي لطالما أنا لم آمرك بع** هذا وإلا لن أتحدث معك ثانية، هل هذا مفهوم؟
شعرت بالخوف ربما أو مزيدًا من الإرتباك والخجل والكثير والكثير من المشاعر غير المفهومة وتوترت عندما انع**ت أنفاسه على وجهها وهو يتحدث لتهمهم متلعثمة وقالت بعفوية دون أن تُدرك ما تفعله:
- حسناً.. آسفة.. لم أقصد..
تملك الإعجاب ملامحه ولمعت عينيه فقط من تلك الكلمة التي تفوهت بها وسألها:
- لماذا اعتذرتِ؟
حمحمت وهي تحاول التركيز أمام ملامحه وأنفاسه الدافئة ولمسته على ذقنها بل ويده الأخرى حول خصرها لم تترك لها سوى الإرتباك لتقول أول ما طرأ بعقلها:
- لأنني قمت بشيء لا يعجبك.. لم أنظر إليك وأنت تحدثني.. لذا اعتذرت
لم تدر ما هذا الهراء الذي تفوهت به بينما أعجب هو بذلك كثيرًا وكاد أن يبتسم في سعادة ولكنه لم يرد أن يبالغ بينما همس لها:
- فتاة جيدة..
جذبها له من جديد وأكملا رقصهما، هو يريد أن يُشتتها بالمزيد، بينما هي لديها الكثير من التساؤلات ففعلت وقد ارتاحت قليلًا أنه لا ينظر لها مباشرةً فسألته:
- هل من الممكن أن تتحدث معي عن طبيعتك قليلًا؟ فأنا بالكاد أعرف عن مثل هذه العلاقات التي يقودها المُسيطر والعقاب وكل هذا!
جذبها له أكثر حتى بات جسديهما متلاصقان وأكمل حركاتهما الراقصة في تأني بينما اجابها هامسًا بأذنها:
- أعلم أنك حاولتي البحث بخصوص هذا الموضوع ولكن كل ما وجدتيه هو أنني شخص سادي بينما أنا بعيد كل البُعد عن هذه الكلمة..
تن*د مما جعله يُطلق المزيد من الأنفاس الدافئة لتُصيبها بالشتات التام ولكنه تابع:
- أظنك وجدتِ أيضًا كيف أن الطرف السادي هو الذي يُعذب ويتحكم ويسيطر حتى بدا لكِ عن أن عالم الس***ة ملئ بالعنف والآلم وربما يظهر للبعض إنه كمرض نفسي ولكن، العلاقة بين مسيطر مثلي وخاضعته مليئة بالثقة، هل تسائلتِ كيف تثق المرأة بأن الذي أمامك وهو يملكك ويملك زمام كل شيء بين يديه لن يضرك بالرغم من أن في استطاعته ولكن لا يرضى لكِ هذا، كيف وأن ذلك المُسيطر ينظم حياتان معًا، يعمل دائمًا على حماية الطرف الآخر، ومهما بلغ أمر تقبل الخاضعة له لن يضرها ولن يأذيها وسيعاملها بكل ما تستحق وتتحمل..
ما هذه الكلمات، خاضعة؟ أهي شريكته بالعلاقة؟ مهلًا، ستكون هذه هي، ستكون خاضعته؟ وا****ة أنفاسه وهمسه بتلك الكلمات يجعلها لا تقدر على الوقوف؟ وما تفعله أنامله بخصرها وظهرها مارًا عليه بتلك الطريقة تجعل جسدها يزداد حرارة ولا تستطيع التركيز في شيء..
لمحها بطرف عينه ناظرًا لها ليرى تأثير كلماته عليها بل ولمساته الماكرة ليجد أنها وقعت في حيرة مشتتة بين تلك الأحاسيس الفطرية واستغرابها للكلمات فحاول النظر لوجهها مباشرة ليُلاحظ أنفاسها المتعالية وثبت نظرته دون أن يُغلق جفونه ليزداد توترها ولكنها تسائلت بأنفاس متلاحقة:
- هل أنت هكذا منذ أن كنت صغيراً؟
همس بطريقة جعلتها تذوب بين يديه:
- أكتشفت ميولي وأنا بالثامنة عشر..
رطبت شفتاها وهي تحاول أن تمرر الهواء لرئيتيها وتلعثمت وهي تنظر له:
- هل كان لد*ك رفقة.. يعني أقصد..
تلعثمت لعدم علمها ماذا تقول فسكتت رغمًا عنها بعد عدة همهمات بإيجادها التعريف المُناسب لما تستفسر عنه ليتسائل هو بجرأة:
- تقصدين نساء، أملكهن، كجواري وخاضعات؟
اجابها بمنتهى البساطة وهي التي قد توترت من تلك الكلمات التي شعرت أنها غريبة عليها للغاية فأومأت ليجيبها بإقتضاب:
- بالطبع، لقد أخبرتك أنني أُجاب بصوتٍ مسموع.. لا أكرر كلماتي..
انعكاس همسه الدافئ لم تعد تتحمله ولا سبابته اللعينة التي تعبث ب*رهها ولكنها سألته من جديد محاولة أن تصمد أمام أنفاسه ونظراتها وحضوره القوي الذي تنهار أمامه كلما اقترب إليها فحاولت ألا تنظر إليه وذهبت بنظراتها إلي الأرضية:
- هل وقعت في حب احداهن من قبل؟
نظر لها وصمت ولم يجبها، لن يستطيع الإجابة على هذا التساؤل، ولكن هناك حيلة أخرى لا تزال يملكها، الضغط عليها كما يفعل بقضاياه:
- انظرِِ إلي..
من جديد سبابته أسفل ذقنها بدفعة خفيفية أجبرتها أن تنصاع لما قاله بينما وجدته هذه المرة يُحدق بشفتاها المصبوغة بالأحمر القاتم وهمسه يكتسب نبرة أخرى لم تستطع تبين معناها ولكنها تملك تأثيرًا عليها غريب من نوعه:
- اخبريني بكل ما تُريديه، كل شيء، فقط أسألي دون توتر، دون ارتباك، لا تخافي، هل كل ما تريدي معرفته هو انني قمت بهذا مع النساء قبلك؟ هل هذا ما تريديه؟ هل هذا ما تسعي له؟
لماذا أنفاسه تربكها أكثر وهو ينطق هكذا بمثل هذه الطريقة؟ ما الذي يفعله بها؟ هي حتى تظن أنها غير قادرة على الوقوف! ا****ة كيف يفعلها؟ ولماذا اندفعت أنفاسها لتتثاقل في ارتباك وكأنها لا تستطيع التنفس بالرغم من أنها تفعل؟ لماذا يُمزق عقلها هكذا؟ وا****ة أيها السلطان الملعون كف عن العبث بظهري بأناملك تلك فإنها تُشتتني!
- هيا.. تحدثي.. لا تخافي.. أخبريني بالأمر كله، والآن تحديدًا أريدك أن تخبريني بما تريدين! ما الذي تنتظريه بعد وضعك أحمر الشفاه القاتم هذا؟ أجيبي روان..
همس بإسمها همس يكاد يكون غير مسموع، لحظة واحدة!! هل هذه المرة الأولى التي ينطق بها اسمها؟ تبدو كذلك.. ا****ة! عليه التوقف عما يفعله بتلك الطريقة وإلا، لن تحتمل أمام همسه الدافئ الذي بعثر مشاعرها للغاية و.. حسنًا هو يُقبلها!! كيف فعلها وكيف سمحت له.. هل هذه هي قبلتهما الأولى؟
لقد أراد أن يُنسيها هذا السؤال الذي انتظرت اجابة منه عليه، ولكن قربها وفتنتها التي يحاول أن يصمد أمامها دفعه لتقبيلها قبلة لحوحة أجبرت كلاهما عن الغياب عن الواقع وكل ما حولهما لينتبه على ما فعله فجأة ففرق قبلتهما لينظر لها ثم همس:
- ستعلمين المزيد لاحقًا.. ولكن ليس الآن..
جاء صوته غريبًا ربما يبدو متألمًا أو منزعجًا هي لا تعرف، فأدركت أنه شبه يقوم بتوديعها فهتفت بلهفة وخوف:
- هل ستؤذيني عمر؟ هل ستـ..
اجاب على عجالة من أمره مقاطعًا اياها بلهاث من تلك القُبلة الغريبة التي لم يتذوقها قبلًا ولم يحصل عليها من إمرأة مثل ما حصل عليها منها هي تحديدًا:
- لن يحدث.. سألخصُ لكِ الأمر، لا تعصيني، لا تفعلي شيئًا دون استشارتي، عليكِ طلب الإذن مني بكل شيء، انتقي كلماتك وتحلي بآداب الكلام معي واحترميني، اخضعي لكل ما آراه مناسبًا بشأنك.. وستجدين السعادة معي حتمًا..
ارتبكت أنفاسها التي لا تزال متأثرة بقبلتهما لتهتف به:
- كيف ستعاقبني إذن؟
زفر زفرة طويلة بينما اجابها بصرامة:
- ستختبري هذا بنفسك لاحقًا.. هيا لقد أنتهت الليلة فلتذهبي للنوم.. سنعود غدًا إلي مصر..
تحدث بلهجة متسلطة تُشابه إصدار الآوامر تمامًا لتتعجب وكادت أن تتحدث وتسأله، ما الذي حدث حتى يعودا؟ أليسا بإجازة من كل أعمالهما؟ انتظر واجيبني.. هكذا صرخت ملامحها ولكنه سرعان ما قاطعها قائلًا بنبرة هادئة دافئة خالفت السابقة:
- طابت ليلتك!
من جديد كادت أن تقول شيئًا بينما غادر سريعًا لتشعر وكأنما تخلى عنها أو اصبحت بمفردها، لماذا ذهب فجأة واحدة دون مُقدمات؟ تابعته بعينيها إلي أن ختفى عن نظرها لتشعر وكأنها تركت بمنتصف طريقًا موحشًا بمفردها تمامًا والآن عليها تبين كيف لها أن تعود وحدها من منتصف هذا الطريق الذي تركها به بصحبة أسئلتها التي لم يُجبها ومشاعرها الفطرية المختلطة بالكثير من التسميات التي وضعتها برأسها!!
⬢ ⬢ ⬢