ذهب للخارج وتركها كمن لم يكن بالقرب منها منذ عدة لحظات لتشعر بالإهانة وكأنه مثلًا كان يُريد شيئًا وحصل عليه ثم انهى استخدامه لهذا الشيء وتخلص منه بإلقاءه في سلة المُهملات لتسيطر الدهشة المختلطة بالإستغراب على ملامحها وهي تُفكر، عقاب ماذا الذي ستوافق عليه؟!
تجمدت في مكانها ناظرة نحو الطريق الذي ذهب به وهي لا تستطيع أن تصف ما فعله سوى الإختلال التام.. هذا الرجل مختل وبشدة، بل هو لا يملك عقلًا بالأساس ولا لغة للحوار.. أو ربما يملك واحدة، لغة لا يفهمها سوى هو فقط ولغة لا يفهما من يتبعه ويذعن له.. وللأسف الشديد هي ليست واحدة ممن يتبعه! هي زوجته، شريكة حياته، عليه أن يفهم هذا شاء أم آبى!
ما تلك التُراهات التي تحدث عنها؟ ماذا يقصد بكلماته الغريبة؟ ولماذا، فقط لماذا اقترب منها هامسًا لها بتلك الطريقة التي في مُعجم عقلها الذي لا يمتلك خبرة مع أي رجل لا تعبر سوى عن رجل يريد الإقتراب من إمرأة ويرغب بها!!
صرخ عقلها بملايين التساؤلات بينما أنتهت من كم المياة المثلجة التي حاولت أن تهدأ به بعد تلك الحرارة الغريبة التي لأول مرة تسيطر على سائر دمائها بعروقها لتقول متهكمة:
- عقاب!! ربما بأحلامك أيها المتملك الوضيع، وليكن بعلمك.. أنا لست بع***ة!
توجهت وأرتدت رداء نوم رقيق الملمس وردي اللون وأتجهت للسرير وأشعلت حاسوبها وأخذت في البحث حتى أُرهقت فأغلقته، هذا كل ما تعرفه للتعامل مع أمر لا تعرفه.. هي تبحث دائمًا.. ومجال عملها بالبرمجة لا تفعل به شيء سوى استخدام الحاسوب!! هي تأخذ مُعطيات المُشكلة وتبحث عن حل لها لتجد في النهاية ما هو مطلوب اثباته!! تجد حلًا غبر لغات البرمجة العديدة.. تجد لغة جديدة بها الحل.. هكذا اعتادت أن تتغلب على الثغرات التي تقابلها بتكويد وبرمجة احدى الأنظمة!! لم تكن تعرف كيف تقابل الأمور سوى بهذا الحل!
ولكن ما فاق دهشتها هو معطيات ذلك الرجل، ليس لها سوى تعريفًا واحدًا.. تعريف غريب عليها لا تعرف عنه شيء، كل ما به يفجعها لتردد بنبرة مصدومة:
- ا****ة!! أتزوجت رجلاً سادي؟!
كيف لها أن تكون بهذا الكم من الغباء، فهو كان واضحاً منذ أول يوم كبزوغ الفجر، مُتحكم، متسلط، لا يقبل إلا أن تُنفذ كلماته وتحكماته وكل ما يقرره، يريد أن يستمع لنعم وسأفعل وأمرك!! ا****ة!! هل حقًا تزوجت من هذا الو*د!! كيف عليها أن تحول الأمر من زواج بالإجبار إلي زواج سعيد، ولكن هناك كارثة بالمنتصف.. هو رجل سادي.. ولو كان ساديًا مثل تلك الكلمات التي قرآتها ستكون مصيبة بحق!
هي لم تعرف الفشل أبدًا.. الرجال الذين تواجههم تستطيع صدهم.. البعض يحتاج لتدخل سلطات أو القانون مثل ما واجهت عمها وابنه.. المشاكل في العمل تستطيع حلها.. الفشل لم يعرف لها طريقًا منذ أن ولدتها أمها.. كيف عليها النجاح مع رجل مثله؟!
حسنًا.. هي لن تقبل أن تطالب بالطلاق بعد عشرة أيام من زواجها، هذا يعني إما الفشل مع زوجها أو الفشل.. ليس للأمر تعريفًا آخر.. وهي قد تفعل كل شيء تجنبًا لتلقي الأحكام المُجتمعية بداية من أُسرتها الصغيرة ونهايةً بسمعتها **يدة أعمال يافعة بالفشل!
أين كان عقلها؟ كيف لها ألا تلاحظ بعد ما قاربت على معرفته لشهران بتصرفاته الغريبة أنه سادي، هل ستتنازل له ليُعاملها بتحكم شديد؟ هل ستدعه يُمارس معها كل ما أدركته لتوها من عقاب وعنف وتحكم وتملك وتسيُد؟ أهذا ما كان يقصده بالعقاب.. أن يُقيدها مثل ما رآت بتلك الصور على الشبكة العنكبوتية؟!
زفرت بإرهاقٍ شديد ولا تزال مأخوذة بصدمتها.. هي حقًا استمعت للمصطلح قبلًا ولكنها لم تكن تعرف ما الذي يعنيه هذا الأمر! هل حتى نتائج ما رآته صحيحة؟ هناك الآلاف من النتائج.. يا تُرى أين الصواب وأين الخطأ؟ وهل هو مرض أم مجرد شخصية؟! هل هو إضطراب أم الأمر مثل شخص يُفضل التفاح ويمقت الفراولة!!
حاولت أن تنام وأخذت الشراشف تحاوط جسدها به ولكن لم تستطع. فكرت كثيرًا بأن لم يكن لها تجارب جنسية وموت والدها لم يدع لها مجالاً أن تُفكر بشأن الرجال قط.. فهي لم تتوقع أن تكون أنثى خاضعة من قبل مثل تلك النتائج التي رآتها..
هو زوجها في النهاية ولكن أين ما تعودت عليه من كبرياء؟ أين لحظات الرومانسية التي ظنت أنها ستختبرها عند زواجها وهو كل ما يستمتع به إيذاء الآخرين؟ هي أيضاً لم تعرف شيئاً عن هذا العالم الغامض. أخذت تفكر وتفكر وكم آلمها أبتعاده عنها بمثل ذلك الجفاء وطريقته الفظة التي لا يتوقف عن معاملتها بها!! ما الذي ستفعله معه؟! وفجأة في خضم تفكيرها شعرت بباب الغرفة يتحرك فتصنعت النوم وهي تعتريها الدهشة ماذا آتى به وهو ينام منذ أول يوم بغرفة آخرى.
⬢ ⬢ ⬢
منذ قليل..
حاول أن يتظاهر بأخذه للخطوات بمنتهى الهدوء بينما بداخله كان كالبركان الثائر، عقله يصرخ بالكثير، ولكنه كان دائمًا بارعًا بالمحافظة بشدة على ما يع**ه مظهره وعلى ما تع**ه تصرفاته، ولو كان غير ناجح لما كانت هي فهمت أنه لا يريد التعامل معها بالأيام السابقة..
استمر فيما يفعله علها تُراقبه بتلك العسليتان التي لم يرهما بملامح أنثى قط، فإذا أردت أن تقتل أحدًا عليك أن تتجاهله وتجعله يشعر بأنه غير موجود وليس هناك قيمة لتواجده، وهذا ما يفعله وسيكمل فيه فجذب كتابًا ليطالعه ولكنه كان يبدو ناظرًا للحرف بتركيز إنما في الحقيقة هو لا يدري ما المكتوب ولا يُفسر منه شيء وعقله لا يتوقف عن الصياح:
-ا****ة عليكِ.. ا****ة على تلك الشفتان وهذا الخصر النحيل.. تلك المؤخرة الرائعة التي أردتِ أن تريها تهتز لكل لاهث ويفترض أن آرها أنا وحدي.. سأتملكك برضاك روان.. ستركعين أسفل قداماي كي تتمني أن أرضى عنك ولكن الصبر جميل، سأفتت ذلك الكبرياء العنيد الذي لا يتحرك وستقرين بذلك بمحض إرادتك..
فكر بالأمر، هو يعلم لماذا يريد فعل كل ذلك بها هي وحدها! هي أكثر من رآها مناسبة مثل ما أخبرها يومًا ما كي تتحمل كل ما يحمله منذ سنوات وبالرغم من معرفته للكثير من النساء بمجرد رؤيتها ذلك اليوم بمكتبه جددت بداخله الرغبة من جديد ليُخيل إليه ليلًا نهارًا كل طريقة ممكنة كي يسحق تلك المرأة بكل الطرق والسُبل التي يملكها..
نفوذ، أموال، خبرة مع النساء، كل ما تعلمه يومًا، سيستخدمه فقط لإلحاق الأذى بها، فكل ما يراه منها يُجبره على ذلك.. هي الوحيدة التي يوجد بها كل ما لم يجده في إمرأة قط.. أو ربما كان يملكه يومًا ما وسُرق منه ووقتها هو لم يقدر على التصدي للأمر!
كاد الإرتباك أن يفتك به والأفكار تتصاعد بداخل عقله، أصوات كثيرة هنا وهناك تصيح به، لو كان إنفجار الرأس يحدث للبشر فعليه أن يكون ما يمر بعقله تمامًا في هذه اللحظة بالتحديد..
ولكنه لن يدع نفسه وأفكاره لتهيم، كما أن الطرق على الحديد وهو ساخن أفضل الطرق لتشكيله كما يرغب، وهذا بالفعل ما سيفعله الآن ولن يترك الفرصة لتضيع من بين يديه..
أغلق الكتاب ووضعه جانبًا وبالرغم من الحمم التي تسير بعروقه بدلًا من الدماء كل تحركاته وخطواته بدت في منتهى الهدوء والبرود الذي لو رآته سيستفزها بالتأكيد ولكن لسوء حظه ولوقوف القدر في صفها هذه المرة لم تكن متواجدة..
أدرك أنها بغرفتها ففتح الباب ليلمح تحركها بفراشها فأدرك أنها تتصنع النوم فأقترب نحوها وشعرت هي به يتكأ ليعتليها دون أن يدع جسده يتلمس جسدها بالكامل وأخذ في ملامسة وجهها بظهر يده مما غلف قلبها رعبًا لإقترابه منها مجددًا لثاني مرة بنفس الليلة فهو كان يُعاملها وكأنها غير متواجدة بالحياة فتسارعت دقات قلبها عما قد يُريده منها وآتى به إلي هُنا لتستمع لهمسه الآمر:
- أعلم أنكِ تتدعين النوم.. أفتحي عيناكِ وأنظري لي
فتحت عينيها تلقائيًا وليس إنصياعًا لرغبته ونظرت بعيناه اللتان كانتا مليئة بأشياء كثيرة لم تتعرف عليها ولم تعتد رؤيتها بعينيه، لم تكن تعرف أنه يبدو هكذا عندما تشتعل الرغبة بعينيه.
دفن وجهه بعنقها يُلثمها وأخذ في التحدث قرب أذنها مما جعلها في حالة عدم تركيز وسألها وهو كالعادة ينتهج خبثه في التعامل معها، يريد أن يستخدم الإثارة كورقة ضغط على جسد فتاة لم يسبق لها التعامل مع رجل حتى تنطق بكل ما يبتعد عن العقل والمنطقية:
- هل قررتِ؟
أستمر في تلثيمه لها ولكنها لم تدرك حقاً ما قاله، فهي الآن تموت شوقاً لتقبله، لماذا الأمر صعبًا معه؟ لماذا هما ليسا كبقية الأزواج؟ حتى تلك المشاهد الرومانسية التي رآتها يومًا لم تُشبه أي مما يحدث بينهما! ولماذا عليه أن يُحدثها وهو مقتربًا منها بهذه الطريقة الحميمة؟ لماذا هي الأخرى لا تستطيع التركيز وقول جُملة واحدة تستطيع أن تُكونها بمنطقية؟!
حاولت تلمس رأسه وشعره الذي راقها منذ أن رأته أول مرة لتجد تلثيمه يزداد لها وبدأت تدرك تلك العضات التي يوزعها على رقبتها وبدأت تتجه للأسفل أعلى مفاتنها، حسنًا هل هذه هي اللحظة التي سيحصل عليها كزوجة وستبادله هي كزوجها؟
- هل أنتي موافقة؟
سألها مرة أخرى فلم يحصل منها إلا على همهمات إستمتاع وحاولت تنظيف حلقها للإجابة بعد أن استمعت لسؤاله بينما ما يفعله بها كان أكثر مما تعرفه ومما تستطيع تحمله لتشعر بشتاتها يزداد ورغبتها الفطرية تمنعها عن كل شيء سوى المطالبة بلحظة حميمية مع زوجها وفقط.. هذا كل ما تستطيع التفكير به الآن!!
ابتسم هو في زهو واختال بقدرته على تملكها فقط بفعل القليل وبدأت يده بجذب شعرها مرة أخرى ولكن بلطف ليس كالمرة السابقة وبالغ في فعلته ليجدها تتوسله بكلمات مُتلعثمة:
- عمر.. ما تفعله بي يجعلني.. أريد المزيد.. أنا لا أستطيع التحدث الآن
همست وسط نشوتها والإثارة الجمة التي تشعر بها، لم تفهم أنه خبيث بشدة بما يفعله، هو حتى لم يُقبلها بحنان أو مودة كالتي يستخدمها الرجال مع زوجاتهن، ولكنها تفتقر لمثل تلك الخبرة، هي تعلم القليل وليست لديها التجارب ولا حتى صديقات ليخبرنها بما يجب أن يحدث بمثل تلك الأوقات!
لم تكن اجابتها التي يرجوها ويرغبها، لذلك سألها للمرة الثالثة:
- أعلم أنكِ تريدين المزيد ولكن علي أن أعقابك على كل ما فعلتِ.. هل توافقين؟
وجدت شفتاه تتلمس المزيد من مفاتنها التي برزت عنفًا مما يفعله بها ولكنها انتبهت على صوته الذي تخلل مُقدمات ممارستهما الحميمة الأولى.. أليس ما يفعله يُعتبر مقدمة؟ أم ما الذي يفعله لو أنها مخطئة؟ تأوهت بغتةً دون أن تدرك متى خلع عنها ثيابها ووصل لما يتلمسه الآن لتتوسله متأوهة:
- عمر.. أرجوك كفى..
توسلت له ولكنه أستمر فيما يفعل وآخذت يداه تداعب عنقها وخلف أذنها ومن ثم إلي شفتاها وأخذت في الإنخفاض أكثر حتى رفع ثوبها القصير وأمتدت يداه ليجد انعكاس استجابة جسدها بثوبها التحتي الذي أعلن له عن اقترابه لمراده منذ أن رآها.
أزاد من حدة تلثيمه لجسدها وآخذ في رسم علامات على جسدها وقد أيقن جيدًا ما يفعله سيوصله حتمًا عما قريب بإقرارها واستماعها تنطق بأنها تُريد العقاب..
أمّا عنها فهي فتاة لأول مرة تواجه كل ذلك، لم تتعرف قط على تلك الأحاسيس من قبل ولم تدرك أنها وقعت فريسة ليدان خبيرتان يفترساها بمنتهى الخبث ويجبرا جسدها على الإستجابة الفطرية.
لم تتوقف عن الأنين والهمهمات وتارة الصراخ المكتوم لشعورها بالخجل، مُشتتة بين النظر إلي نفسها كإمرأة لا تريد سوى ممارسة علاقة حميمة مع زوجها وبين أن الزواج الناجح ينتج عنها ممارسات مليئة بالرغبة وتقبل الزوجين وبعدها أطفالًا تريد أن تنجبهم.. وما يفعله بها ليس هينًا.. لم تكن تعلم أنه سيجعلها تشعر هكذا!!
همست بعد أن وصلت لأقصى حد من التحمل استطاعت أن تجده وتوسلته:
- أتوسل إليك.. كفى.. توقف.. الأمر يتحول إلي.. أنا لا أعرف
توقفت عن التحدث وتفقدته لتقول بصوتٍ مهزوز:
- أنا لا أدري ما الذي تفعله، كأنك تقترب ثم تبتعد وهذا يُثير جنوني! توقف وإما تكمل الأمر لنهايته!
ابتسم بعدم إعجاب لسماعها تلك اللهجة الآمرة منها ولوهلة شعر وكأنما هي من تتحكم بالأمر وهي من تُخيره، ربما ملكت أنوثتها عليه سُلطانًا لعدة لحظات ولكنه خبيرًا بالتحكم بنفسه والسيطرة على جسده أمام النساء، ولن يُكمل هذا حتى يحصل منها على الإذعان التام بتحقيقه لرغبته فسألها مرة أخرى:
- وماذا عن عقابكِ؟ اجيبي!!
جولة خاسرة له.. و**بت هي المزيد من الوقت في التفكير.. حدث هذا بعد لحظات من صمت دامت وزفرة اعتراض فهي لا تعلم ما الذي يفعله معها ولكن كل ما في الأمر أنه سبب إثارة لجسدها ثم لم يُكمل ما عليه فعله كي يُطفئ ما جعله يشتعل فنظرت له بإرتباك ثم اعتدلت بجلستها لتقول هاكمة:
- عقاب ماذا عمر!! هل تظنني لا زلت طفلة صغيرة بالمدرسة بالمرحلة الإبتدائية وستعاقبني لأنني لم أؤدي فرضي المدرسي! كف عن الترهات أرجوك..
لمحها بغيظ شديد وقد أطفأت شعلة الرغبة بداخله بفعل كلماتها ولكنها أيقظت شُعلات أخرى بأن يهشم كل ما برأسها من أفكار ومعتقدات ليبني أفكارًا أخرى تمامًا ولم يتلق تهكمها واستهجانها جيدًا ليقول ببرود:
- حسنًا..
نهض وهو يتجرع تلك الخسارة متجهًا نحو باب غرفتها كي يغادرها بينما اوقفته هي منادية بعد أن نهضت واقتربت آخذة خطوات نحوه:
- انتظر!
التفت ناظرًا لها بتفحض في هذا الضوء الخافت الذي لم يُكشف الكثير من ملامحها بينما سلط تركيزه على نبرتها، هل تزال راغبة بإستكمال ما حدث منذ قليل لذلك توقفه أم ما الذي برأسها العنيد ولكنه ترك لها الفُرصة كي تعبر عما ترغبه فقالت بتردد متسائلة:
- أنا لا أدري ما الذي تقصده بعقابك، أنا حقًا لا أعرف.. وأنت تبدو وكأن..
تلعثمت في اختيارها للكلمات لتحمحم ثم تابعت بثقة أكثر:
- كأن هناك نوعًا من المساومة خفي.. كأنك لن تحدثني ولن تقترب مني كزوجة لك ولن تعاملني إطلاقًا إلا لو نفذت كل ما تقوله بل وتلقيت عقابك هذا الذي تتحدث عنه.. ما الأمر عمر؟ عقاب ماذا الذي تتحدث عنه؟ ولماذا عليّ أنا اعاقب؟
عقدت ذراعيها في انتظاره كي يُجيب بينما سؤالها الذي يحوي الكثير مما أجاب عليه مُسبقًا ليس له سوى معنى واحد، ألا وهو أنها تريد المُناقشة بالأمر، تريد الجدال، وتريد من يُقنعها.. وبعد سنوات من عمله هو أفضل رجل لهذا، ولكن كزوج سادي هو يعرف كيف يتلاعب بالكلمات والمواقف لصفه..
اقترب آخذًا خطوة نحوها ثم اجابها ببرود:
- هل سيدة الأعمال غ*ية ولا تفهم معنى ذلك.. حسنًا.. سأبدأ في اعتبار أن لد*ك ذاكرة ضعيفة وسأكتفي هذه المرة بلفت نظرك لما تحدثنا بشأنه سابقًا منذ ساعة تقريبًا.. أظن أنني اجبت سؤالك عن العقاب..
التفت ليُغادرها مرة أخرى ولكن فُرصة أن تحظى بالشرف الهائل لزيارة هذا الوضيع لها بغرفتها فرصة لا تعوض!! للحظة شعرت أنها بعصر السلطان "عمر يزيد الجندي" ويغدق عليها بزيارته لزوجته السلطانة "روان الجندي" مع ايقاف التنفيذ لأنهما ببساطة لم يتعاملا كالأزواج بعد..
نفضت تلك الفكرة المُستهجنة من رأسها تمامًا ثم أوقفته قائلة:
- حسنًا.. لقد جاوبت سؤالي ولكن..
استحثت التفاته إليها ففعل على مضض عله يصل لما يريده لتفجعه هي بواحدة من الحيل التي سرعان ما أدرك ما خلفها:
- لكن هناك الكثير من التفاصيل بهذا الشأن..
نظفت حلقها وهي تقارب على التحدث بنبرة سيدة الأعمال التي تملكها وحاولت التحلي بالجرأة لتهتف بنبرة مقترحة:
- ما رأيك بدلًا من أن تطرح على هذا التساؤل وأنت تقترب مني مسببًا لي الإثارة التي لا أستطيع التركيز خلالها أن نتحدث بكل شيء غدًا بوقت العشاء.. مثل أي زوجان متحضران طبيعيان يتحدثا بشأن ما ستكون عليه حياتهما! ما رأيك؟
ضيق عينيه متفحصًا اياها، تبدو أنها تتفاوض بشأن عقابها.. جيد.. ليس هناك من هو بارع أكثر منه بالأمر ولكن ما قالته بعدها لم يكن أفضل ما يستمع إليه خاصةً وأنها تنطق كلماتها بتهكم:
- لو كنت فتاة غير جيدة لابد من أن تُعاقب على اخطائها لماذا لا نطنب في الحديث، كي اتحاشى أنا العقاب وتُصبح أنت زوجي مثل أي زوج طبيعي وننهي هذا الأمر؟
أومأ لها متفهمًا وقال بشبح ابتسامة:
- حسنًا.. ليكون الأمر غدًا بالمساء ونحن نتناول العشاء!
⬢ ⬢ ⬢
لقد أ**بها هذا اليوم الذي تحاشت هي فيه التعامل معه أن تبحث، وكل ما لاقته معقولًا ومنطقيًا أنه مرض، إضطراب الشخصية الس***ة، هذا لو كان ساديًا مثل ما وجدت المعلومات تُشير إلي أن الرجل المتحكم المتسلط الذي ينادي بالعقاب وتنفيذ الأوامر وألا تُرفض من قبل المرأة يُطلقون عليه سادي!
هناك قلة قليلة يقولوا بأن هذا نمط حياة وأن هذا ما يميل إليه البعض لطالما لا تسبب أذى للطرف الآخر فهو واقع في بند المقبول ولكن هذه الكلمات هي عبارة عن جنون محض!! هل هناك نمط حياة يمنع إنسان خلقه الله أن يرفض ويقب ويتذمر ويحب ويكره بإرادته المُطلقة دون تحكم وتأثير أي شخص أو كيان على عقله؟! هذا نمط المختليين بالتأكيد..
وضعت اللمسات الأخيرة على مظهرها الأنيق المُكون من ثوب أ**د اللون وتصفيفة شعر اعتادت أن تصففها بسهولة عاقدة كل شعرها للخلف بعد سنوات من رسمية وعملية من التحلي بمظهر أنيق رسمي!
توجهت للخارج بعد أن اتفقا على أن يذهب كلًا منهما بمفرده وهذا ما آثار تعجبها، فهي لا تدري منذ متى وقد أصبح لينًا سهل المراس، منذ ليلة أمس بعد أن تحدثا بغرفتها وجدته يتغير.. يتغير بطريقة حديثه وتصرفه وموافقته على هذا العشاء بل والتحدث أيضًا.. يا له من كرم أخلاق من قِبَلك أيها السلطان الملعون!
السلطان الملعون.. حسنًا ستُلقبه بهذا اللقب، يبدو ملائمًا له كثيرًا، خاصة وأنه أحيانًا يبدو كأحدى الحكام ويتصرف في كل من حوله كالعبيد تمامًا.. السلطان الملعون لقب يناسبه بحرفية..
تذكرت كلماته بالأمس قدر استطاعتها وهي تتوجه بخطوات رشيقة بحذائها الأنثوي نحو المائدة التي عرفت أنه ينتظر عندها بعد سؤالها عنه لتجد أنها بجزء ناءٍ عن الجميع.. وذهب من جديد عقلها ليُفكر، لو أن السلطان الملعون يريد أن يعاقبها، هل سيعاقبها الآن أم متى؟ أمام الجميع أم بمفرديهما؟هل ستشعر بالآلم؟ ماذا لو آذاها أو سبب لها شيئاً مبالغ فيه؟! وكيف سيكون العقاب؟
عفوًا لماذا تُفكر وكأن هذا سيحدث حتمًا؟ ما الذي يحدث لعقلها حتى تتقبل هذا الأمر بسهولة؟ كما تذكرت ما فعله معها أمس وكم أخجلها ذلك، ولكن ما دفعها للجرأة أن ذلك طبيعي بين الأزواج، أن يقترب رجل من زوجته ليس مُخجلًا في شيء.. هل لم تكذب عندما أخبرته بأنها تريد المزيد؟ ولكن لماذا وافقت على مجرد المبدأ بالعقاب وكل تلك التراهات بكل هذه السهولة؟
تشتت أفكارها بين كل ما حدث وأرادت أن تعرف الكثير والكثير عن ذلك العقل الغريب الذي بداخل رأس هذا الرجل، زوجها، السلطان الملعون، وهي تجلس أمامه محافظة على ابتسامة لبقة تعودت أن ترتديها!
تنظر له وعقلها يتمزق، هل هو سادي؟ هل ما قرأته كان صحيحًا؟ وما يظن الس***ة عمومًا؟ كيف ينظر للأمر؟ هل هو معترف أن ما هو عليه عبارة عن مرض أم من هؤلاء الذين يقولون أن الأمر نمط حياة؟
وهل هذا مستمر دائمًا أم مجرد أثناء اللحظات الحميمية بين الرجل والمرأة؟ مثل ما اقترب منها ليلة أمس متسائلًا عن عقابه لها!! وحيرتها الأكبر كانت ما إذا ستتحمل أن تعيش معه بهذا الشكل أم لا!
قاما بطلب الطعام وبالرغم من أنها حاضرة تمامًا ومتواجدة على بعد مترًا ونصف منه إلا أن عقلها غاب بما فتشت عنه طوال اليوم عن طريق حاسوبها ولكنها لم تجد اجابة وافية.
عليهما إذن أن يبدأ احدهما بالكلام، ولأن هي من طالبت بهذا العشاء سيكون عليها هي أن تبدأ! هكذا تنص الآداب العامة على كل حال.. أو هذا ما تعلمته بعد سنوات من إدارة شركات والدها..
حدقته للحظات، لا تدري هل شكله مخيف أم شكله هذا يروقها، خاصةً بعد تلك اللحية والشعر الطويل الفاحم، مظهره مزيج من الجاذبية والإرباك!!
نظفت حلقها وهي تحافظ على نظرتها التي إلي الآن لا تزال تتحلى بالكبرياء بعينيها ثم بدأت في الحديث بثبات:
- حسناً.. أردت أن أسألك بعض الأسئلة لأن ذهني أصبح مشتتًا ولأكون صريحة لم أستطع النوم جيدًا أمس بشأن كل ما قلت عن عقاب وإلي الآن أتسائل ما الذي يمنع رجل عن الإقتراب من زوجته! لذا..
تن*دت وهي تحاول اختيار سؤالها جيدًا وسألته في النهاية:
- كل البشر شخصيات مختلفة، أنت على سبيل المثال قد تفعل أمور لا تعجبني فسأعترض عليها وسأخبرك أنني لا أتقبل هذا، ولكن سؤالي هو، لماذا عليك أن تعاقبني من الأساس عمر؟
ضيق عينيه نحوها وبداخله يسخر بشدة من مجرد أن تعترض هي أو غيرها على أحد تصرفاته ولكنه اجابها بهدوء دافئ لا يُعد برودًا مُطلقًا:
- لأنني هكذا.. هذه هي طبيعتي.. هناك ثواب وعقاب.. إذا التزم من أمامي بآوامري اكافئه، ومن يُخطأ الأوامر أو لا يُنفذها يُعاقب بما أرى مناسبًا كعقاب سيقوم سلوكه أن يلتزم تعليماتي بالمرة القادمة!
رفعت حاجباها بملامح أدرك أنها لا يُعجبها ما أخبرها به لتنظف حلقها وسألته بمُقدمة لم تنل إعجابه:
- وبإفتراض أن الجميع لابد من أن يُعاقبوا عند الخطأ، هل لو رفضت عقابك، هل هذا يُعنيه فشل زواجنا؟
حدقته بنظرات متسائلة وهي تتمعن بتلك الأعين ثاقبة النظرات بينما من جديد أدهشها بملامح هادئة، ليست باردة مثل ما اعتادت منه بالأيام السابقة وكأنها تجالس رجل غريب لم تلقاه سوى اليوم لتزداد حيرتها بشأنه ولكنها انتظرته حتى يُجيبها ففعل:
- وبإفتراض أنك سيدة أعمال جيدة للغاية مثل ما يُقال عنكِ، هل لو أخطأ احدى موظفيكِ، هل ستتركيه ليفلت دون عقاب؟
السلطان الملعون يُجيب تساؤلًا بآخر، من يفعل ما يكرهه الآن؟ حسنًا يقلب الأدوار، لترى إذن ما خلفه! تناولت نفسًا وزفرته في تفكير ثم اجابته قائلة:
- ليس هناك مقارنة، أنت تتحدث عن موظفيني، ولكنني سأجيب.. على حسب الموقف والأمر والخطأ، هناك أخطاء لابد لها من عقاب رادع وهناك أخطاء واردة يرتكبها جميع البشر، كالتأخر مثلًا صباحًا بسبب حادث سير لاقى واحدًا من موظفيني بطريقه! ماذا على الفعل إذن؟ امنع كارثة وحادثة سير حدثت بالفعل كي لا يتأخر الموظف عن عمله!
ابتسمت له بزهو واعجبتها اجابتها كثيرًا ليبتسم هو لها وكاد أن يتحدث ولكنها سبقته:
- وأظن أنني سألتك عن فشل زواجنا وعدم نجاحه إن لم أقم بالموافقة على عقابك.. هل تتذكر أم أن ذاكرتك ضعيفة؟
ها هي تقتبس من كلماته ليلة أمس لتتسع ابتسامته وبدت لها حقيقية للغاية، هل هذه أول مرة يبتسم بصدق أمامها؟ يبدو ذلك.. ما الذي غيره كثيرًا اليوم؟ منفتحًا للمناقشة، يبتسم، يتحول فجأة لرجل تود أن تتعرف عليه.. حسنًا.. ستغير اللقب من السلطان الملعون إلي السلطان الصارم المغرور! همهمت بعقلها لتقول لنفسها، وقد نُزيد السلطان الصارم المغرور ذو الإبتسامة الجذابة!! جيد.. لقب طويل ولكنه جيد!
تن*د وهو يتفقدها محافظًا على ابتسامته بينما تلاعب جيدًا بالكلمات فهذه هي مهنته وشغفه منذ أن كان شابًا في مقتبل عمره:
- لا.. انا اتمتع بذاكرة فولاذية حلوتي.. ومن قال شيئًا عن أن الزواج سيفشل.. سيظل كما هو قائم! ولو أن الجميع يتبعوا قوانين المرور والقيادة لن يُصاب أحد بأذى ولن تتواجد الحوادث ولن يتأخر أي من الموظفين عن موعدهم، هذا مثلًا كما قلتِ.. من ينفذ الأوامر والتعليمات لن يُصاب بعقاب ولن يُحاسب ولن يضطر لتحمل العواقب..
حلوتي!!! هي تحلم بالتأكيد.. ما كل هذا المزاج الرائق الذي يتمتع به اليوم؟ ما الذي حدث؟ هل أشرقت الشمس من مغربها أم ماذا؟! ولكن لا، لن تسلط تركيزها سوى على ما آتت للتحدث به فقالت مستفسرة:
- عمر! إذا استمر زواجنا كما هو قائم بهذه الطريقة، أن تُصبح بداخل فقاعة غموض وصرامة وجفاء ولا تفعل سوى إلقاء الأوامر، حسنًا.. دعني أخبرك، هذا ليس زواجًا.. لذا سأكرر تساؤلي بطريقة توضح لك الأمر أكثر وأنت أكثر رجل بالحياة يكره أن يكرر تساؤله على ما أتذكر، لو لم أُعاقب مثل ما قلت لي سابقًا، هل هذا يعني أنه لن يكون بيننا علاقة؟ هل هذا يعني نهاية زواجنا؟
اتسعت ابتسامته من جديد ليزداد يقينها بأن إمّا حدث شيئًا دفع مزاجه للتغير وإمّا أن هناك أمرًا لا تعلمه قد حدث وهذا ما يُسعده للغاية هكذا ليجيبها مرة أخرى في النهاية بصوتٍ دافئ ونبرة مميزة لا تع** سوى الإبتهاج الخفي الذي لا تعلم ما سببه:
- لا، سيستمر الزواج بالتأكيد ولكنني لن أقترب منك.. اقترابي من إمرأة يعني موافقة مُسبقة منها لما ستكون عليها العلاقة بيننا، وأنا لا أحظى بعلاقة سوى تلك التي تستمع المرأة بها إلي كل ما أقول، وتنفذه، ولا تعصى أوامري.. هذا كل الأمر..
حدقت بملامحه متعجبة، الكلمات تبدو هادئة، لائقة، لبقة، ولكن لا يزال يوجد بها تعجرف وغطرسة وتحكم ولم يغب تسلطه بالكامل مما آثار حنقها أن تواجه كل هذا بمصاحبة ملامح جذابة وملابس رسمية وابتسامة لم تعهدها.. حسنًا.. هي لا تزال تتحلى ببعض العقل لذا لن تحيد عن هدفها الأساسي فقالت مستهجنة:
- وهل عندما لا يقترب الرجل من زوجته ويحدثها ويشاركها بكل أوجه الحياة سيُسمى هذا زواجًا؟..
ابتسمت بهدوء وقد أُرهقت من تلك الطريقة التي عندما يتحدث بها تُقنعها كلماته ولكن شيئًا بداخلها يُخبرها أن تلك الكلمات ما هي إلا عبارة عن جنون محض في أوج صوره فأضافت بقلة حيلة ونبرة حزينة بالرغم من محافظتها على ابتسامتها:
- عُمر.. أنا لم أر في حياتي سوى الزواج الناجح بين أمي وأبي.. منزلنا كان لطالما يصرخ بالسعادة وتنتشر به الأُلفة والمودة.. كان هناك عِشقًا بين أمي وأبي ومن كثرة وشدة حُزنها عندما فارق والدي الحياة قد أُصابت بالشلل الدائم! لا أدري لماذا لا أجد في كلماتك مثل تلك الأشياء التي تربيت عليها بمنزل والداي، لا أعرف لماذا دائمًا كلماتك تُنبأ بالإرتباك والخوف والعقاب والشدة!
أطلقت زفرة ساخرة تجاه ما تنطقه وما تتحدث به وهي لا تُصدق أنها تقول ذلك ولكن على كُلٍ هو يبدو اليوم متقبلًا للحديث فاستغلت فرصتها بحصافة قدر المستطاع لتقول:
- أنا لست عدوتك، أنا زوجتك.. أنا أريد إنجاح هذا الأمر لنحظي بحياة سعيدة هادئة تُبنى على الإحترام والود والألفة والتقدير مثل ما رأيت بين أبي وأمي.. لا أريد لزوجي الذي سأُكمل معه حياتي أن يجذب شعري ويخنق عنقي.. هذه ليست سوى همجية.. وأنا صدقتك عندما قولت لي بالسابق أنني مناسبة لذا فكرت بك أنك مناسب لي أنت الآخر! ولكن منذ أن تزوجنا والأشياء الغريبة تزداد وأنا حقًا لا أفهم شيئًا مما تفعله!
أطلقت بعض الأنفاس بعد حديثها الطويل لتجده يستمر في النظر إليها بنفس الإبتسامة ثم نهض وهو يُقدم لها يده متسائلًا:
- هل تريدين الرقص؟
بالأمس كان يستفزها بطريقة فظة لاذعة، واليوم هو يُقدم لها الإستفزاز على صحن من مزاج رائق وابتسامة جذابة، يُشتت عقلها أكثر بتغيره المُفاجئ فما كان منها إلا أنها رفعت رأسها كي تنظر له ووضعت يدها بيده لتقترب منه هذه المرة وبدأ كلاهما في الرقص، ليفاجئها أكثر بأنه رجل آخر غير الذي راقصته يوم زواجهما! مع من تتعامل حقًا؟ ومن هو زوجها؟ هل هو المحامي الصارم؟ أم الرجل الذي اجبرها على الزواج؟ هل يكون الرجل الصامت الذي لا يتحدث عكر المزاج؟ أم هو من يراقصها الآن ويبتسم لها؟
هل هو السلطان الملعون أم السلطان الصارم المغرور ذو الإبتسامة الجذابة؟! لقد فاق تحملها محاولة التعرف على هذا الرجل!!
لم تكن تلك الأسئلة وحدها هي ما يُشغل بالها، بل هي تود أن تسأل الكثير بعد، الثوب والإبتسامة والحُلة الرسمية والعشاء والهدوء لن يفقدوها هدفها الرئيسي، ولا حتى تلك الرقصة الشاعرية التي اكتشفت خلالها أنها تتعامل مع رجل جديد لم تعرفه من قبل..
لا يده حول خصرها ستمنعها من التحدث ولا إقترابهما الحميمي ولا هذا الدفء والمشاعر الجديدة ومزاجه الرائق سيوقفاها عن سؤالها له الذي همست به أخيرًا:
- عمر.. هل أنت سادي؟
⬢ ⬢ ⬢