- الفصل الثالث -
حاولت أن تقنع نفسها كم هو جيد بكل صفاته المُهذبة التي استمعت بسببها للكثير من المديح من والدتها وأخيها، فكرت بالجزء الجيد من الأمر بأنه أعاد لها شركاتها وألقى بعمها نفسه في السجن لتلاعبه بل وجعله يعتذر لها شخصيًا مما أرضى كبريائها وغرورها وتركته دون اكتراث ليُلاقي حتفه كمزور وكاذب!
أهدى لها طقمًا رائعًا من الألماس الخالص العريق الذي انتفضت مشاعرها كفتاة بمجرد رؤيته، نفذ جميع وعوده لها بأن الأمر سيتم كما تريد هي، ولن تنكر أن اقترابه من أمها وأخيها أ**به جزءًا بين ثنايا قلبها ولكن ما آثار حنقها هو جفاءه معها حتى الآن ولكنها أقنعت نفسها بأن هذا سيزول بعد الزواج.
توجها ليقضيا شهرًا معًا كبقية المتزوجون حديثًا كشهر عسل كما يطلقوا عليه، ولكن دهشتها بدأت تزداد يوماً بعد يوم. فكل ما فعله بدايةً من الإنتهاء من حفل الزواج إلي أن أقاما بهذا المنزل الخاص الذي يطل على البحر مباشرة كان أكثر مما فكرت به يومًا.. يبدو وأنها تتعامل مع شخص غريب للغاية، هذا إن كان هناك تعامل بينهما بالأساس!!
تفقدته وهو جالس في صمته الذي لا يبارحه، غموضه الغريب وقلة كلماته التي بالكاد تستطيع احصائها منذ أن غادرا على متن طيارته الخاصة وصولًا إلي اليوم مما جعلها تُعيد التفكير مليًا للمرة المائة في كل ما حدث منذ أن اصبحا بمفرديهما..
⬢
قد مرت عشرة أيام كاملة منذ أن أصبحا مقيمان بهذا المنزل، بعد حفل الزواج، بعد كل التحضيرات، كرمه معها ولباقته مع أُسرتها الصغيرة ثم لا شيء.. جمود وصمت ثم لا شيء!
في البداية وبمجرد دخولهما لهذا المنزل اعتراها الخجل القليل كمثل أي فتاة لم يسبق لها أن تمكث مع رجل لم يسبق لها البقاء معه في منزلٍ واحدٍ معزول، تذكرت كيف تصرف أول ليلة معها، ما إن دلفا إلي أحد المنازل الخاصة التي تطل على الشاطئ الساحر بهاواي تركها ثم توجه للغرفة فتبعته بتريث ظنًا منها أن هذه الغرفة ستكون لهما..
انتظرته بعد أن مكث بالحمام لبضعة دقائق فأخذت تبدل ثيابها بثياب أنثوية مثل التي ترتديها الفتيات بأول أيام الزواج ولكن خجلها وعدم اعتيادها على الأمر أجبرها أن ترتدي الرداء الملائم للملابس فوقها بينما رآته بعدها يخرج من الحمام مرتدياً ملابس نوم مريحة ويجفف شعره المبتل دون حتى أن ينظر لها ولو نظرة واحدة.
تعجبت يومها من طريقته الغريبة وكأن هناك أمرًا يحدث معه ولكن ما اقلقها حقًا هو المبالغة في صمته، سكونه وهدوءه الغريبان، وكأنها بالفعل هنا وحدها.. كل ما يفعله هو القراءة، بالكاد حتى تراه يتناول الطعام.. وكأنه غير موجود بهذه الحياة معها!
ظنت أنه ربما هذه الأيام الأولى لذلك لم يألف وجودها بعد، انتظرت ثلاث أيام وبعدها حاولت التحدث إليه بعد أن تزينت وارتدت أمامه بعض الملابس التي تظهر مفاتنها دون مبالغة مع المحافظة على اناقتها المعهودة ولكن لم تحصل منه على أي ردة فعل تُذكر، فكان الحديث ممتلئ بالإقتضاب ودفعها ذلك للتراجع.
لم تجد حلًا سوى أن تقابل جفاءه الذي أستمر بعدم إكتراث، لا تراه إلا يمارس الرياضة أو يقرأ مزيدًا من الكتب ويُرتب كل شيء ويُنظمه بطريقة غريبة مبالغ بها.. ولقد آثارت افعاله حنقها لتقرر هي أن تستمتع الأيام الباقية فهي لن تضيع مثل هذه الأيام في أن تلهث خلفه، هي ليست بمعتادة على مثل هذا الأمر، أن تسترضي رجُلًا هو من بادر بشأن هذا الزواج بأكمله لم يكن حلًا بالنسبة لها.
أرتدت فستاناً قصيراً يبرز مفاتنها ولا تزال مُحافظة على أناقتها فهي لطالما استطاعت أن توازن بين أن تكون فاتنة وبنفس الوقت غير مبتذلة ثم قررت أن تتوجه كي تقضي وقتاً بأحدى الملاهي الليلة هنا التي بالطبع ستختلف عن ثقافة بلدها كثيرًا ليكون الأمر على سبيل التجربة لتستمتع قليلاً بتجربة شيئًا جديدًا ي**ر مللها بدلًا من المكوث بجانب هذا الجبل الذي لا يُحرك ساكنًا ولن تترك اجازتها التي لا تعلم متى ستستطيع الحصول على مثلها لتذهب هباءًا.
مشت بخطواتها الرشيقة متوجهة حيث يتواجد هو وفكرت أن تخبره أنها ذاهبة للخارج من باب الإعلام وليس أخذ الإذن عله يشعر بأنه يشابه الصخر الصلد الذي لا يفعل سوى الثبات :
- سأذهب للخارج وسأعود الليلة
تركته بعد انتهائها من التحدث وأكملت طريقها نحو الخارج ولكنها وجدت من يجذبها من يدها موقفًا اياها بقوة ومرغمًا اياها على الإلتفات وهو يسألها:
- أين تظنين أنك ذاهبة؟
تفقدته مليًا بملامحه الجامدة التي تغيرت كثيرًا عن السابق.. فلقد أصبحت لحيته كثيفة وحتى شعر رأسه اجتذب طولا وكلاهما حالكان للغاية بينما لم تتبدل تلك النظرة الثاقبة بعينيه ولكنها لن تكترث الآن لإهتمامه المُفاجئ المستهزأ فصيغة استفساره لم ترقها أبدًا فما كان منها إلا أن اجابته سائلة بإستهجان:
- إلي أين تظن؟
ازداد جمود وجهه ولكنها لمحت طيفًا يكاد يكون منعدمًا من الغضب بعينيه الداكنتين ليقول ببرود:
- قلتُ لكِ سابقًا لا تجيبي سؤالي بسؤال آخر.. وأنا لا أكرر ما أقول..
قلبت عينيها ولم تكترث لتلك التعليمات التي لطالما يتلفظ بها بتسلط شديد ولم يُكفها الغضب الطفيف هي تريد المزيد، تريد أن يتعامل معها كبقية البشر الطبيعين، فسكوته لعشرة أيام قد افقدها عقلها مما جعلها تعقب على كلماته بكامل كبريائها وإشارات كثيرة بأنها لا تقبل طريقته في التعامل وفي إصدار الأوامر التي لا تنتهي فتأففت منه مُطلقة زفرة بإمتعاض:
- حسناً.. سأذهب لأستمتع بوقتي فقد سأمت المكوث مع صخرة مثلك
انتظرت عله يُحرك ساكنًا وادعت ملامح السأم المبالغ به لعله يغادر فقاعة صمته المنيعة ويتحدث بأي شيء لتجده يُخبرها بجفاء:
- سنذهب سوياً
أطلقت زفرة مُستكنرة في تعجب من تلك الطريقة التي يتلفظ بها كلماته مما جعلها تزم شفتاها وتعقد ذراعيها أعتراضًا لتجده يُضيف:
- لا تغادرين حتى أغير ثيابي
تريثت لدقيقتان تُفكر في تلك المواجهة التي لم تتعد ثوانٍ، كلماته المقتضبة تثير جنونها، ما الذي حدث من رجل فجأة يجد إمرأة مناسبة مثل ما أخبرها وطلب منها الزواج ليُصبح منذ الوهلة الأولى لبقائهما مُفردًا بمثل هذا البرود الغامض الفج الذي، ذلك الو*د اللعين لا تعلم حتى ما الكلمات المناسبة لوصفه!
اتجهت نحو الغرفة كي تتبعه وبداخلها شعورًا غريبًا لا تستطيع النطق به ولا صوغه، ولكنها تشعر بالإنزعاج وعدم القبول، نعم هذا تمامًا ما تشعر به، هي غير موافقة على كل ما يفعله وينطق به ذلك الو*د الذي تزوجته لتتوقف متفقدة اياه بإستغراب..
لأول مرة عن قرب عار الص*ر دون ملابس تستر جسده، رغماً عنها تأملته دون إدراك منها، كيف بدت عضلاته تلك مثيرة للغاية، وجسده الرياضي الرشيق فاتن كثيرًا.. ما الذي يمنع رجل مثله من الإقتراب منها؟
ولماذا ليس لها ألا تتلمسها وتستمتع بكل جسده وهو زوجها، وهي إمرأة فاتنة لا ينقصها من الأنوثة شيئًا، رفضت الكثير من الرجال ووافقت على هذا الزواج لتعامل هكذا وكأنها بها عيبًا ما؟ أسيُكتب لهذا الزواج الفشل لأنه بكلماته وتصرفاته الغريبة لا يريد الإقتراب منها أو لمسها كما يفعل أي رجل وزوجته؟!
ألتهمت شفتها السفلى وعضت عليها ببطء شاردة بتفكيرها بينما لاحظ هو تلك النظرة العطشة بعيناها وشرودها الذي وضح له أنها تُفكر بشيء ما فلم يكترث لها وأكمل ما يفعله وعندما أرتدى أحد القمصان القطنية فاقت من شرودها عند ملاحظة اختلاف مظهره لتنظف حلقها بعد سكوتها ثم قالت بإستياء ولهجة مُص*رة للآوامر كلهجته في ندية شديدة:
- أنظر، أنت لا تبدو كالرجل الذي سأستمتع معه بوقتي، فلتمكث أنت وسأذهب أنا، لا أريدك أن تأتي معي!
توجهت للخارج لتشعر بجذبه قوية لخصرها وتلك أول مرة يتلمس بجسدها شيئاً سوى يدها فلم يكن منها إلا أن أراحت يديها على ص*ره المشدود بعناية فائقة أثر جذبته إليها في تفادي عفوي للسقوط كي تستطيع الإعتدال بوقفتها لتجده يحدقها بتفحص لملامحها بدقة وكأنه أول مرة يراها بينما هدر صوته:
- أنا من أقرر ولست أنتِ
ازداد إنزعاجها الذي اختلط بتعالي أنفاسها المتوترة لقربهما هكذا فهي لأول مرة تختبر الإقتراب من رجل للغاية، بينما هو علم أنه بدأ فيما يخطط له وسيصل له عما قريب ليتكلم من جديد بنبرة آمرة:
- هيا
تبعته حانقة وبداخلها تُفكر ما هذه الدونية المبالغ بها والتعجرف الشديد، ما الذي يقصده بأنه من يُقرر، وأنا لا اكرر كلماتي وكل ذلك الهراء الذي لا طائل منه!!
زفرت متحاملة على انزعاجها وقررت أنها ستغضبه حد ا****ة الليلة انتقاماً منها على تلك الأيام الماضية وعلى إغضابه لها هي الأخرى.
اتجها بالطريق في صمت دون تبادل كلمات أو حتى عدة نظرات وكل منهما يريد الوصول لهدفه، فهي لن تفشل مع هذا الرجل، "روان صادق" بعد انتظارها كل تلك السنوات وبعد ذلك الزواج الضخم لن تكون نهاية أول زواج طلاق وإنفصال بسبب غموضه.. ستغضبه إذن ولترى ما بجعبته، فعلى كلٍ الشخص يبوح بالكثير عند غضبه!!
أما عنه فهو يعلم ما يفعله تمامًا بخطواته المدروسة، كما أن بداخله يقين تام ولهفة بلغت عنان السماء بأن يرى هذه المرأة تتألم منه وهو يرد لها كبريائها الزائف أضعافًا مضاعفة من العقاب بطريقته الخاصة..
وصلا أحدى البارات التي أختارتها وجلسا سويًا وبعد دقائق من ارتشاف مشروباتهما سمعت أغنية قد صدحت لتغلف مسامع الجميع وبدت أغنية ممتعة راقصة فبدأ جسدها بالتمايل معها وهي تصغي لها غير عابئة بما قد يظنه هو ولكنها سألته بعدم اكتراث:
- هل تريد أن ترقص؟
أكملت ارتشاف ما أمامها لتحصل منه على هزة نفي لتنهض في لمح البصر وهي تخبره بنبرة لا تدل سوى عن رفضه وعدم إرادتها سماع المزيد ولا حتى قضاء الوقت معه:
- حسناً.. سأذهب أنا
ذهبت مسرعة فقد سبقته قبل أن يعطيها آوامر وأحكام واستفزاز قد يقتلها الآن وهي تريد أن تستمتع بوقتها، فلقد اكتفت من هذا الو*د غريب الأطوار بكل تصرفاته معها وغموضه المبالغ به لن يشفع له الآن في هذه اللحظة التي قررت أن تستمتع بها!
بدأت في الرقص ولم تكترث لما يظن بها أو رفضه من عدمه وأخذت ترقص وتتمايل على أنغام الموسيقى بجسدها الرشيق وبدأ أحد الرجال في الإقتراب والرقص معها فهي لم تمانع حقًا، لو كان يشاهدها فليفعل، على كلٍ لم يقم بشيء واحد يجعلها تكترث بغضبه أو عدم تقبله، هو ببساطة لا يملك رصيدًا تستند عليه كي تعطي له في المُقابل إهتمام!
ظلت مستمرة فيما تفعله ولم يفيقها إلا من جذبها بشدة لينهاها عما تقوم به فحاول الرجل الغريب أن يبعده عنها ويدعها وشأنها فما كان إلا أن أصابه بلكمه شديدة مُندفعة أوقعته أرضًا وجذبها وذهب لتتبعه مهرولة خلفه وأدركت خلال قيادته للسيارة أنهما عائدان للمنزل..
تفقدته بعينيها المُعترضتان ثم تسائلت بضيقٍ شديد:
- ما الذي فعلته أيها المجنون؟ لماذا قمت بلكم الرجل؟
لم ينظر لها ولو بطرف عينيه ليجيبها بجفاء ونبرة لا تع** أي من المشاعر حتى الغضب الذي كانت تأمله لم تحصل عليه:
- أوقفك عن العهر الذي كنت ترتكبيه!
لم تعلم شدة صعوبة سيطرته على غضبه وغيرته عندما رأى ذلك الرجل يتقرب منها وأراد أن يتلمس جسدها، لقد أخذته فعلتها بل وتساؤلها كل ذرة تحكم في دمائه أن يكبح ذلك الغضب الذي افجعته هي به وسببت اندلاعه بداخله، لو كان فقط الأمور مختلفة لكانت تعلمت جيدًا ألا تفعلها ولو مرة واحدة أو تكرر فعلتها طوال حياتها معه..
انف*جت شفتاها دهشةً من قوله والتفتت تتفقده بعسليتيها الرائقتان وعروقها كادت أن تنفجر من تلك الكلمات التي لم تتقبلها بالإضافة لغموضه وتصرفاته الغريبة لتصيح متسائلة:
- عهر!! هل تُسمي استمتاعي بوقتي عُهر؟
هي حقًا لم تنتظر إجابة ولا ردًا منه على ذلك السؤال المستهجن الهازئ ولم تعطه فرصة للتحدث بالمزيد من تُراهاته وزيلت حديثها مُردفة:
- لقد عرضت عليك أن ترقص معي وأنت من رفضت، أتريد أن أحيا في كآبتك ومللك هذا وسكوتك وغموضك وتصرفاتك التي لم أرها في بشر طبيعي قط! حسنًا.. فلتعلم أنك لن تستطيع أن تمنعني مما أريده!
رمقها بطرف عينيه وقد استطاعت استفزازه بالتقليل من قدرته وما يستطيع فعله ولكن وجهه من الخارج لم يكن سوى مُحاكاة بارعة وتجسيد مثالي لجبل جليد وعقب بمنتهى الصرامة والجفاء:
- سأمنع زوجتي عن عهرها فقط لأن هذا يخصني وحقي، أي تصرف يبدر منك هو بمثابة وجهتي وسُمعتي أمام الجميع.. أما عن رأيك ونظرتك لما تفعليه فأنا لا أكترث إلي كيفية تقييمك إستمتاعك بوقتك بعهرٍ من عدمه وظنك أنك تفعلين شيئًا عفويًا، سأتصدى للأمر أول بأولٍ وما تعتقديه لا أهتم به.. لطالما أنا لا زلت زوجك سيكون لي الحق فيما أفعله وسأمنعك عن التصرفات غير المقبولة من وجهة نظري!
اتسعت عيناها بشدة بعد أن أثار جنونها بحقٍ بعد تلك الكلمات التي لم ترقها وهو يتلفظ بها وكأنه يملكها له كأحد قطع الأثاث في حياته يتصرف بها كما يحلو له، ولم تجد إلا غضبها الذي صرخ به وجهها ثم واجهته بكبرياء رافعة أحد حاجباها عندما خرجا من السيارة:
- حسنًا.. لنقل أني ع***ة وأستمتع بوقتي بعهر.. أنت ليس لك في الأمر شيئًا كي تعترض على ما افعله.. على كُلٍ أنت منذ عرضك الزواج علي ونهاية بسفرنا إلي هُنا لا تعاملني مثل زوجة لك.. لذلك أنا أيضًا لن آخذ في الإعتبار أنك زوجي كي اكترث بما تظنه وبما تقرره وبوجهات نظرك المتخلفة، بل ولن أحاول أن أجد حلًا وسط بيني وبينك لأنك من البداية لا تحاول معي!!
ولأكون محقة وعادلة معك، أنا منذ عرفتك لا أرى أنك تؤدي دور الرجل والزوج كي اكترث في النهاية لما يريده ويظنه، وكل ما فعلته معي لا يدل سوى أن ليس بك أي ملامح من الرجولة ولا تحمل المسئولية بل لم تجعل لي أي أولوية في حياتك كي تجعلني اهتم أنا بما تريده أنت..
فلتدعني وشأني كي أفعل ما يحلو لي بعيدًا عن ترهاتك.. احتفظ بها لنفسك علها تعزز من غموضك واكتئابك وصمتك أيها المُختل!
تحدثت له بنبرة استفزازية ساخطة حتى تثير حنقه علها تجد سبيلًا للتعامل مع غريب الأطوار هذا الذي تزوجت منه.. كلماتها المنطوقة ربما هناك بها الكثير من الحقائق ولكنها تريد أن ترى النهاية مع هذا الغريب بأي شكل من الأشكال، وستفعلها، فهي لم تفشل أبدًا بشيء مهما كان! وفضولها ورغبتها في النجاح في هذا الزواج مثل نجاحها بأي أمر في حياتها حتم عليها أن تدفعه لأعلى درجات الغضب علها تعرف ما وراء شخصيته العجيبة!
وجدته ينظر لها نظرة أجفلت خفقات قلبها وظنت أنها ستموت خوفًا منه ولكنها لجزء من الثانية حافظت على جدية ملامحها بينما حاولت أن تتقهقر للخلف بخطوات بطيئة وعندما وجدته يقترب منها بتلك الملامح التي لا تدري لماذا تصيبها بذعرٍ فريد من نوعه لم تختبره قط قررت أن تلتفت ذاهبة للداخل كي تتخلص منه!
استمعت لخطواته خلفها وهو يتبعها مما أزاد رعبها ولا يسعها سوى التفكير في ملامحه التي تغيرت بشكل مفزع، فأدركت أن لا مفر منه ولا من مواجهته، هي لم تكن تظن أن دفعها اياه للغضب والإستفزاز ستزيد ملامحه رعبًا يجعلها تتوتر وترتبك بهذه الطريقة الغريبة التي لم تشعر بها قِبل أي الرجال!
شعرت بيده تجذبها لتوقفها مرغمًا اياها على الإلتفات له لتجد بملامحه تلك الغريبة جمودًا هائلًا لا يُبشر بالخير وهي لم تتأقلم بعد على لحيته الطويلة وشعره الغريب وكأنه أحدى رجال الكهف، هذا ليس المحام الذي يبدو عليه الأناقة والرسمية، بل بدا رجُلًا مختلفًا تمامًا!
ابتلعت وهي تنظر له لا تتقابل حتى جفونه ثم وجدته يتسائل بلهجة آمرة ونبرة صوت لائمت تلك الملامح الغريبة:
- فلتعيدي ما قلتِ للتو!
ساد الهدوء حولهما ولم يتخلله سوى تردد صوته الذي لائم ملامحه المخيفة فلم يكن منها إلا أن صمتت وأنعقد لسانها الذي لم تدر لماذا تحول الآن للسان مُصاب بالشلل التام وشعرت بمزيد من الإرتباك وهو ينظر لها هذه النظرات الغريبة ومقتربًا منها للغاية لتلعن بداخلها، ربما لم يجب عليها استفزازه وإغضابه منذ البداية! هل عليها أن تتراجع أمام هذا الو*د غريب الأطوار أم ما الذي عليها فعله معه؟
تكلم بنبرة ازادت ارتباكها حد الجنون وسألها وهو يحدقها بأعين ثاقبة تحمل شيئًا ما لا يُمكنها تفسيره ولا التعرف عليه:
- ألم تستمعي إلي ما قلت؟
تفقدته آخذة وقتها لتجد أن هناك المزيد من المشاعر قد **ت ملامحه، العنف، المزيد من الغموض والهدوء المُخيف وظل ينظر لها بتلك الأعين التي تُربكها، هي حقًا لم تعرف كم ذلك الغضب بداخله الذي قد يندلع أمامها مُلحقًا اياها بلهيبٍ مستعر سيلتهمها إلي أن تتحول إلي رماد.. فحديثها عن رجولته بمثل هذه الطريقة استطاع أن يحوله من الهدوء الذي يتظاهر به لبركان متأجج لا تخمد حممه وسيذيق كل من يقترب منه بالإحتراق!!
تفقدت المزيد منه لتجد ص*ره من كثرة أنفاسه الغاضبة يتحرك علوًا وهبوطًا في صخب ثم وجدته قد مد يده يحاوط عنقها وتكلم بنبرة آمرة مهددًا بصوتٍ جهوري:
- فلتعيدي ما قلتِ وإلا أحذرك لن يعجبك ما سيحدث
أوجلها أكثر صوته الجهوري بصحبة مسكته على عنقها، هي لم تواجه مثل تلك التصرفات، لماذا يُمسك بعنقها هكذا؟ وتلك النظرات المُصاحبة لحديثه الغريب لماذا لا يتوقف عنها؟ ولكن لا، لن تقبل الهزيمة في هذه المعركة..
حاولت التحلي بالشجاعة، فهي ليست تلك المرأة التي ترتجف لمجرد مواجه مع و*د غريب الأطوار مثله، وحتى لو بدا كالوحش وسيقبع أمام عينيها بتلك الملامح عليها أن تواجهه، فهي تريد أن تعرف ما سبب كل تلك المُعاملة الغريبة والجافة من تجاهه لها فقالت محاولة إظهار عدم خوفها وسألته:
- ما الذي تريد أن تستمع له، لقد قلت الكثير! وابعد يدك اللعينة عن عنقي!
بالرغم من تردد نبرتها الذي دل على ارتباكها وخوفها منه ولكنه كذلك كاد أن ينفجر من ذلك الكبرياء الذي سيقتله غضبًا وهو يحاول أن يُفتته وعنادها وجرأتها بالحديث ليقول محاولًا التحكم بآخر ذرات احتماله للأمر ثم عقب ببرود:
- كل ما قلتِ!
تفقدته برفض قاطع ورفعت يدها لتمسك بيده كي تُبعدها عن عنقها لتجد ملامحه الثابتة لا تتغير بينما انع**ت قوة يده حول عنقها وهي تحاول أن تتذكر ما قالته فلم تُسعفها ذاكرتها لتقول بصوت متردد مُغلًا بإنزعاجٍ شديد من كل تلك الحالة الغريبة التي تواجهها وطريقته ولمسته على عنقها:
- لا أدري، ربما كل ما قلته كنت اعني به أنك لا تعاملني كزوجة لك، لذا لن آخذ في الإعتبار أنك زوج لي وابعد يدك اللعينة عني أيها المختل!
هدأ صوته وتغيرت نظرته لتجده يتفحصها ولأول مرة بإعجاب وزاد من قبضته على عنقها وكأنه يفعل نقيض ما طالبت به:
- جيد.. لا زلتِ تتذكرين فلتُكملي إذن! كرري ما قلتِ!
اندلعت الدهشة على ملامحها المصدومة من طريقته وهدوءه وبدأت حقًا في الشعور بالإختناق بفعل يده التي لم تنجح في ازاحتها لتصيح به:
- أيها المختل لا أتذكر وابعد يدك عني! لن أقول شيئًا حتى تُخفض يدك وقتها سأتكلم!
هدرت أنفاسه المتثاقلة في استمتاع برؤيتها تُعاني فقط بوضعه ليده حول عنقها ليُزيد من فعلته لتبدأ هي في عدم التحمل اطلاقًا ما يفله وشعرت بخوف غريب، هي لم يقم أحدًا أبدًا بفعل شيء مماثل معها فتعالى لُهاثها لتصرخ بصوت متقطع:
- ابعد.. يدك.. عني..
تظن أنها ترى طيف ابتسامة شاحبة تتلاعب على شفتاه فوق لحيته وأسفل شاربه لا تدرى ما المُضحك في الأمر الآن ولماذا ملامحه فجأة قد **اها إعجابًا غريبًا ربما هذا ما استطاعت فهمه ولكنه لم يتوقف عند هذا فحسب بل دفعها لأحدى الجدران وهو يُحرك جسدها كي يستقبل دفعته لها بل وأزاد من قوة يده حول عنقها ليزداد لهاثها، هي لا تشعر بالإختناق فقط بل هناك تشويشًا غريبًا وكأن رأسها تدور أو لا تعمل مثل السابق هي لا تعلم ما تلك ا****ة التي تصيبها ليباغتها بسؤال من جديد بنفس نبرته الجامدة التي لا تهتز:
- أنتِ تعصي أوامري، حسنًا.. لا تريدي تكرار ما قلتِ، فلتخبريني إذن هل تنتظرين أن اعاملك كزوجة؟ لماذا تظنين أنني سأفعلها؟
نظرت له مشدوهة وبنفس الوقت هناك تلك المعركة بين ايديهما فهو لا يزال محاوطًا لعنقها بخاصته بينما هي تحاول أن تخفض يده بكلتا يداها ولكنها لم تنجح في فعلتها لتصرخ به ناطقة للكلمات بإندفاع دون ترتيب ولا تفكير وأنفاسها تزداد في تذمر مما يفعله بها:
- ما تلك ا****ة التي تتسائل بها؟ لقد عرضت على الزواج، ولقد قبلت أنا بعد اجبارك الخفي، حسنًا، قلت ربما سيتغير الأمر، ربما سنستطيع انجاح هذا الزواج، ولكن منذ أن أصبحت بمفردي معك لم تفعل سوى صمتك وازداد غموضك وتختلي بنفسك بين القراءة وممارسة الرياضة وترتب الأشياء كالمهووس ولم يبدر منك أي تصرف يدل على اننا متزوجان، أنت حتى لم تقترب مني مثل أي رجل من الطبيعي أن يقترب من زوجته!
زيلت حديثها بالتهكم وتعالى لهاثها أكثر ثم لم تعد تتحمل هذا الموقف لتقول في النهاية بوهن وعفوية منها متوسلة بعد أن خارت قواها بالمقاومة:
- وأرجوك اترك عنقي، لماذا تفعل ما تفعله؟ ما الذي اخطأت أنا به؟
وجدته يستمر بالنظر لها بنفس تلك الطريقة الغامضة التي لم تفهم منها شيئًا ولكن لاحظت ارتسام ابتسامة إعجاب على شفتاه وبدأ بمكرٍ أن يُزيد من قوة خنقه لعنقها بأحدى المناطق حتى اتضح عليها التشويش واستمتع هو بملاحظة زيغ عيناها وهو يُخيل لها تلك الملامح التي منذ الوهلة الأولى صمم على امتلاكها وعقابها بل وينتظر بفارغ الصبر أن يؤلمها لو كانت فقط الآن تشعر بهذا الدوار والآلم بموقف آخر تمامًا لكانت سعادته في أوج وأعلى درجاتها بينما تحولت ملامحها بشدة إلي المزيد من المعاناة فأرخى قبضته قليلًا وإصبعه الذي كان يُسبب عدم مرور الدماء لرأسها ثم سألها بهدوء مبالغًا فيه:
- أتريدين أن أقترب منك؟
حدقته بتعجب وهي لا تشعر بالراحة من تواجده قريبًا منها بينما بدأت في التركيز نسبيًا بعد أن أستطاعت التنفس وشعرت أن رأسها أفضل نوعًا ما ولكنها لم تستطع أن تجيب عن تساؤله لأنها تُفكر بالفعل، أليس هذا هو الطبيعي بين الأزواج؟ أليس هذا ما يحدث بينهما؟ لماذا حتى يتسائل بذلك؟ أعليها أن تذيع الأمر على منصة إعلامية في سبق صحفي بأنه لابد من أن يقترب منها ويعاملها معاملة الأزواج؟
استمرت في صمتها ولم تدر ماذا عليها أن تقول لتجد يده الأخرى تمتد لمؤخرة رأسها وتجذب شعرها بقوة لتتسع عينيها لتصرفه غير المألوف وبدا له أمرًا وحشي للغاية بأن يُعامل رجل زوجته بمثل هذه الطريقة لتستمع لنبرته الآمرة من بين أسنانه المتلاحمة وكالعادة ببرود لا يع** أي مشاعر:
- أجيبي!!
أستفزها الأمر كثيرًا، هي تعاني وتلهث بينما هو في كامل هدوءه وثباته، يخنقها بيد والأخرى تجذب شعرها، من هذا الو*د اللعين وما الذي يفعله بها؟ ما تلك الطريقة الحيوانية؟ أهذه ستكون أول مرة يقترب لها بها؟ أهذه أول مناقشة بينهما بصراحة؟ ما لعنة هذا الرجل الغريب؟ لقد تمزق عقلها من محاولة معرفة من هذا الرجل غريب الأطوار!!
اكتفت لتصرخ من كثرة استفزازه اياها ثم قالت:
- أوليس هذا ما يفعله الرجل وزوجته؟ أليس هذا بالزواج الطبيعي!! تبًا.. أنت حتى لم تحاول أن تتحدث معي ولو لمرة واحدة منذ أن آتينا إلي هنا!
لم تُرد أن تتآوه كي لا يشعر بضعفها عندما جذب شعرها أكثر وهي تقول تلك الكلمات لتحدقه بغيظٍ شديد فرآى هو مدى صلابتها مما قهر ذلك المتسلط بداخله ليُزيد من قوة جذبه لخصلاتها الطويلة المعقود حولها قبضته بالفعل فصرخت رغمًا عنها متأوهة كإنعكاس فطري لما يفعله ولكنه لم يكترث هو إلا لما يريد أن يحصل عليه منها كما إن ضعفها وصراخها راقاه للغاية ليهسهس مقتربًا منها أكثر وعينيه لا تتركا خاصتها:
- لقد قلت لكِ قبل ألا تجيبي سؤالي بسؤال أليس كذلك؟ ألن تتوقفي عن عصياني؟
ومرة أخرى ازاد من حدة يداه التي تجذب شعرها وعاد ليُزيد حدة يده الأخرى فوق عنقها لترتجفا شفتاها المزمومتان في غيظ ورفض قاطع لما يفعله بها الذي لم تعرف ما سببه ولا لماذا يفعله بها فهمست بعد أن انسابت احدى دموعها دون أن تقصد فهي لم تتعرض لمثل هذه الإهانة على يد رجلٍ من قبل:
- أرجوك أن تتركني أنت تؤلمني .. ابعد يد*ك عني!
حدقها بنظرة مليئة بالزهو بل والفخر برؤيتها تعاني هكذا لتتحول دموعها لبكاء وليس مجرد مشاعر طارئة من الموقف، لقد اكتفت، اكتفت مما يفعله به وصمته وجموده بل وإهماله الشديد لها، أهذه هي "روان" التي ينظر لها الرجال بنظرة تمني لها، أهذه هي التي يطري الجميع على انوثتها ونجاحها؟! ما الذي فعله هذا الرجل بكبريائها الذي لم تفقده أبدًا؟ ما كل تلك الوحشية والبرود الذي يعاملها بهما؟
رمقته بغلٍ اختلط بوجعها ولكنها لم تر ما الذي يحدث بداخل عقله المختل، لم تدرِ ماذا فعلت تلك الجملة به، اعترافها أنه يؤلمها وهي لا تحتمل هكذا بين يديه أطرى ساديته المرضية، أعجبه توسلها هذا وهي أول مرة تفعلها، ربما قد بدأت في تفتيت عذا الكبرياء وتلك النظرات القوية الفولاذية التي تنهمر من عينيها، ولكن هناك المزيد بعد!!
هي لا تعرف إلي الآن ما خطورة أن تتعامل مع رجل مثله، رجل لا يُناسبها أبدًا، رجل مريض بالتسلط والتحكم.. لقد رسخ ببراعة شديدة بداخل رأسها أنها أخطأت في حين أن الحقيقة الجلية أنها لم تفعل أمر خاطئ، بل كل ما فعلته طبيعي للغاية من شخصية لا تتلقى الأوامر، فتاة مُستقلة، وفتاة أُجبرت على الموافقة على عرض زواج أمام أن تستعيد ما تملكه هي وأُسرتها! ولكنه بخبثٍ شديد جعلها تسأل نفسها ما الذي أخطأت أنا به؟ ما الذي فعلته أو ارتكبته من أخطاء حتى أُلاقي تلك المعاملة الجافة؟
لقلة خبرتها بالعلاقات، هذه فقط كانت البداية التي يجب عليها أن تُلاحظها ولكنها لم تكن بعلاقة قط.. لو كانت لاحظت هذا لكانت استطاعت النجاة بنفسها.. لو تتوقف عن التفكير بأمر زواجهما أنه مجرد صفقة أو اتفاق عمل لابد من أن تظفر به لكانت انتبهت على ما يحدث ولكن خوفها من الفشل يعميها مثل ما يفعل دائمًا.. فهي كل الأمور بالنسبة لها إما النجاح وإما الفشل.. وهي لن تفشل في أمرٍ أبدًا..
شعرت بأنفاسه الدافئة تنع** بجانب أذنها بعد نزالٍ ضاري دام لعدة لحظات من نظرات وتحديقات يحاول كلاهما خلالها أن يُفرض طريقته وشخصيته في التعامل ثم وجدته يهمس متسائلًا:
- فلتجيبي إذن، واحذري، فقط هذه المرة سأكرر ما قلت، أتريدين أن أقترب منك؟
كرر عليها ما سأله منذ بُرهة ثم تفحص وجهها الباكي والآلام التي **تها وبدأت أنفاسه في التثاقل رغبةً بتلك الملامح فلم تجبه وتهاوت المزيد من دموعها، ما الذي يريده؟ عقدًا آخر وتوثيق رسمي بأن هذا ما تريده؟ لماذا عليها حتى المُطالبة بذلك؟ هل ستتطالب بأمرٍ بديهي بين الأزواج؟ ماذا عن خجلها وكبرياء أنوثتها في التعبير عما تريد الفتاة الشعور به عند زواجها؟ هي حتى لم تستمع منه ولو إطراءًا ضئيلًا على ملامحها أو أنوثتها أو حُسنها الذي لطالما أطرى عليه الجميع!
اطالت من صمتها وهي تنظر إليه بمقوت فما كان منه إلا أن جذب شعرها بين يديه أكثر مما جعلها تصرخ وملامحه ازدادت وحشية وتحذيرات شتى انهمرت من نظرته المُربكة بأن تُجيبه وهناك نفاذ صبر استشعرته من تحديقه ليتطاير الكلام من بين شفتاها أثناء بُكائها:
- ا****ة!! هل هذا سؤال!! بالطبع أريدك أن تقترب مني.. لقد أصبحت زوجتك وأنت زوجي وهذا ما يحدث بين الأزواج!!
امتعضت شفتاها كراهيةً لما يفعله ولم تعد تحتمل جذبه اياها ويده التي تحاوط عنقها لتتوسله بصراخ:
- آه أتركني أرجوك، لا أتحمل الآلم..
تن*د وهو يخفض يده من شعرها، لم تعرف أنه قد بدأ في الوصول لما يُريده، التوسل منها والذُل بعينيها هو تمامًا ما يريد أن يناله كلما لمحها.. ولكن هذه مجرد بداية، لن يتنازل على الحصول على كل ما يُريد، المرأة بالنسبة له ليس عليها سوى الإذعان والرضوخ له تمامًا، وما لا تعلمه ويرغبه هو منذ أن وقعت عينيه عليها بمكتبه، أن هذه المرأة تحديدًا ينبغي له أن يُذيقها أشد عذاب عذبه لإمرأة بحياته.. هي خاصةً دونًا عن سائر النساء بالدنيا بأكملها!!
لم تتحرك يده الأخرى التي استمرت في محاوطة جيدها فتوقفت عن ذرف الدموع وهي تنظر له بتساؤلاتٍ عدة تمزق عقلها وبعد أن نظر لها مليًا في تفحصٍ شديد وجدت ابتسامة غريبة لم ترها على وجهه قط، هذا إن رآت ابتسامة على وجهه من الأساس.. هل هذه ابتسامة زاهية يملؤها شرًا لا تعلم ما سببه؟ وا****ة، ما هذا الذي يقوله ويستفسر عنه؟!
- أوتعلمين لماذا لم أقترب منك؟
ابتلعت بصعوبة في تردد وعدم معرفة وهزت رأسها نافية فهي لا تعرف الإجابة عن سؤاله، أهناك حقًا سببًا وراء ما يفعله؟ هل هناك حُجة خلف معاملته اياها بهذه الطريقة؟ هل حدث أمرًا لا تعلمه؟ هل أخطأت بشيء؟!
وجدته يقترب منها مرة أخرى حتى دنت شفتاه من أذنها وبدأ في التحدث بصوت خافت غريب أسرى القشعريرة بجسدها التي لم تختبرها مع رجل قط وأغمضت عينيها تعتصرهما لمواجهة تلك الغرابة الشديدة:
- لأنك ع***ة تخالف كل ما أقول، تعصاني كل مرة أخبرها بشيء فتفعل ع**ه..
لاحظ كيف تحكمت كلماته الهامسة بجسدها الذي تصلبت على اثرها مسامه وشعيراته.. هناك استجابة إذن.. جيد للغاية.. لقد أغمضت عيناها من كثرة تأثير بحته الرجولية وهمسه فقط بالرغم من عدم تقبلها داخليًا أن تنعت بمثل هذا اللفظ.. هذا ما كان يُريده تمامًا، أن يعاملها بنفس طريقته التي يتعمد بها إهانة النساء دون اعتراضهن وهو يثيرهن.. هو فقط يُشغل تفكيرهن بأفعاله التي تثير أجسادهن بينما يتفوه هو بما يُريده دون ملاقاة أي منهن برفض أو اعتراض!! هذا هو التوقيت المناسب ليبدأ معها، في هذه الحالة بتأثيره عليها يجب عليه الإستفادة كي يترك لها تلك اللحظة لتُفكر بها لاحقًا..
تلمس بأنملة سبابته أعلى عظمة ترقوتها وهبط بهدوء مميت إلي أن استقر بلمسته أعلى مفاتنها وهبطت يدها التي تحاوط عنقها لتلتف حول خصرها ليعيق تحركها ولكن بلمسات ماكرة يعرفها هو جيدًا بينما تجهل هي ماهيتها وما تحتوي عليه ليُكمل في النهاية حديثه في خضم استغلاله لمُقدمات الإثارة التي بدأ جسدها في الإستجابة لها بمنتهى الفطرية:
- ولأنني لن أقبل إلا أن تنفذ أوامري، وسماعك لما أقول جيدًا
ترك نبرة صوته الهامس أن تكتسب مُسببات إثارة من درجة أعلى من التي سبقتها، فبمجرد همسٍ سيستطيع أن يؤثر ببراعة على فتاة مثلها لم تختبر التواجد مع رجل قبله، هو يعرف كل شيء عنها بالفعل، لقد تحكم في الأمر وفي استجابة جسدها اياه بمنتهى الإستغلال، فهو من يعرف ما يفعله، وهي مفتقرة لمثل تلك الخبرة.. هو ي**عها ببساطة، هو يفعل ما لا يجب فعله بمنتهى الخبث والمكر!!
بدأ بتعرية فستانها القصير من أعلاه بعد أن تنقل اصبعه ليُخفض جانب الثوب عن كتفها اليُمنى وآخذ في ملامستها بمزيد من اللمسات الخبيثة التي لن تستطيع مواجهتها ثم اقترب أكثر من أُذنها ليهمس بنبرة يعلم أنها تُذيب النساء ولن تقدر هذه الفتاة البريئة في امتلاك أي مواجهة أمامها:
- ولقد نسيتِ أن هناك الكثير من العقاب ينتظرك بسبب مخالفتك لأوامري
حرك وجهه ليتلامس وجهيهما وأقترب من شفتاها لتأجج أنفاسه الساخنة أحساسها الممزق بين اعتراضها وبين الإستجابة الفطرية بعفوية شديدة لإقتراب رجل منها بتلك اللمسات وهذا الهمس وشعرت بلحيته الطويلة كلما نطق بحرف تنع** على بشرتها مسببة لها المزيدًا من القشعريرة أكثر وهي ما زالت موصدة عيناها لتعتصرهما أكثر وتعالت أنفاسها في سباقٍ غريب بينما أردف بنفس النبرة التي تحوي الكثير من الخبث الذي يُمارسه عليها كي تقبل لاحقًا كل تحكماته وترضخ لها:
- لقد اخطأتِ كثيرًا.. لذا.. ستعاقبين أولاً لمخالفتك أوامري.. ثانيًا لأسلوبك وألفاظك التي تفتقر للإحترام,, ثم لننظر.. قد .. أقترب.. من.. زوجتي.. حينها
تريث في كلماته ناطقًا كل كلمة بهدوء غريب ولكنه لم يحو البرود، بل هناك سخونة تنبعث من أنفاسه، لقد كان بارعًا بخبثه، لقدعرف جيدًا كيف يلهو بأوتار مشاعرها واستجابة جسدها ليُطلق المزيد من الأنفاس الدافئة أمام شفتاها وأخذت يده حول خصرها احتواء جسدها بطريقة أخرى تمامًا بعيدة كل البعد عن العنف ليتجمد مكانه متفقدًا ملامحها ليراها تقترب بعفوية بشفتاها منه فآخذ هو بالإبتعاد حتى فتحت هي عيناها.
استمتع بالنظر إلي تلك الملامح، كم كانت منتشية وعيناها زائغتان كأنها في عالم آخر، لقد جعلها تُحلق بعيدًا عن تحكماته بفعل لحظة حميمية، لم يُعطها بها الإطراء على انوثتها الذي ارادته، لم تجد إجابة على أسألتها، وبنفس الوقت تحكم بجسدها بالكامل جاعلًا اياها تتطالب بالمزيد!
ابتلعت وهي تنظر لها بأنفاس متوترة وهي لا تفهم ما يُعنيه بينما استطاعت التركيز بكلماته بعد صعوبة أن تخرج من حالة إثارة فطرية إلي أرض الواقع لتسأله بحروفٍ متقطعة وهمس متلعثم:
- عـ ـقـاـب مـاذا؟
وفي لمح البصر عاد لجفائه وبروده مرة أخرى وهو يُجيبهـا:
- على كل ما فعلت منذ أن حذرتك تلك الليلة بالسيارة.. أظنك تتذكرين جيدًا
ابتعد عنها لترى أنها تكاد أن تكون مجردة من ص*ريتها وحاولت السيطرة على كل ما تشعر به من إثارة جراء ما فعله بها وأدركت لتوها أنه قد فعل الكثير دون إدراكها، متى استطاع تجريدها هكذا من ثوبها؟ هل هذا عندما أغلقت عينيها؟ ما كل تلك الترهات التي نطق بها؟ عقاب! حقًا؟! أهي لا زالت بالمدرسة ولا تعرف؟ أم تقوم والدتها بتربيتها؟ أهي طفلة لتُعاقب؟! حسنًا.. هذا الرجل مختل بالتأكيد!!
استعادت وتيرة أنفاسها بعد لحظة وهي تتابعه بعسليتيها يغادرها وجزءها العلوي شبه عاريًا فأرتدت ثوبها مرة أخرى وتقدمت بخطوات سريعة لتتبعه ليباغتها بالإلتفات فجأة وكادت أن تتحدث ولكنه أسرع وبادر هو بالحديث بمنتهى الهدوء المُستفز وحافظ على ثبات ملامحه ع** ملامحها التي **اها الإحمرار بل والإثارة التي تحاول التخلص منها كي تستطيع أن تتكلم معه وترد عليه:
- إذا كنتِ موافقة أن تُعاقبين كل كل أخطاءك فلتعلميني..