Black cat's curse :
البارت الخامس عشر
#الراوي
كان رمسيس يفك الخيط القماشي التي كانت الرساله ملفوفة به..
و قلبه يهتز، يعلم بداخله،. و قلبه يصرخ بها انها مهما كانت فهي نايا..
ستسطتيع بكلماتها الناعمة استمالة قلبها عن الطريق الصحيح،. و يعود عقله للتفكير بخرفات و احلام لن ينال منها شيئاََ.
" ايها الغريب... الي اين تذهب؟"
رفع رمسيس راسه الي الجماعه الذي كانوا يقدمون تجاهه..
وضع رمسيس الرساله في الحقيبه مرة اخري،. عندما تقدم رجل اسمر يمشي علي قدمه و هو يجر راحلته
" هل كنت تقصد البئر القريب من هنا..؟"
بدا من تصرفات الرجل انه لا يثق برمسيس، و لكنه كان معه جماعته ايضا، اقام رمسيس ظهره و ابتسم بثقه ليظهر لهم المرسوم الملكي الذي يحتفظ به معه في حقيبته..
" انا رمسيس باسمتك، كبير حرس القصر الملكي، و انت من؟"
عاد الرجل خطوات و خلع قبعته مخفضاََ رأسه..
" عفواََ سموك..
نحن اطباء رحاله، اتينا الي بلاد النوبه"
اتسعت ابتسامه رمسيس و ابتهجت اساريره..
" اذا سالحق بكم..
لطالما احترمت ، كثيرا الاطباء و اردت كثيرا ان اتعلم من خبرتكم.. "
كان يركض حصانه بعربته و صدره ممتلئ من الفخر و هو يحدثهم عما عرفه من القصر من علوم، كان وسط كلامه يشغله تلك الرساله المتروكة من حبيبه قلبه ، لكنه كان يذكر نفسه مرارا بما ان ما ينتظره هو الافضل..
" بالتأكيد حاكم بلانا سينبهر عندما يعرفك..
انا متأكد.. "
" هل انت مستعد للبقاء هناك اذا طلب الملك من ذلك، ام انك متعجل بالرحيل؟"
" لا لست متعجل ، و بالتاكيد سيكون شرف كبير لي اذا طلب الملك بقائي"
هي ستتدبر امرها افضل من دوني..
بدون شخص تلقي عليه اللوم في كل مره.. و تلتجأ اليه حينما تقع في مصيبه..
**ستتعلم حينها كم ان قوتها كافيه..**
اشعل الرحاله النيران في المساء ،. فكما كان الصيف حاراََ يكاد البيض يقلي من حرارته،. كان البرد يأكل العظام..
ساعد رمسيس في حمل الاجذاع الجافه ببنيته الضخمه،. و قام بتقطعها بسهوله بالفاس..
**" لماذا انقذتني..
لماذا لم تدعهم يقلوني.. ؟".**
و كأن صوتها استطتاع عبر جمبع هذه الاميال و يأتي اليه..
مسح قطرات العرق، و هو يفكر بها و بحلاوه نبرتها حتي و هي تبكي ، ليتنهد بقسوة و يهبط علي اخر قطعه خشبيه باقوي ما يمكنه..
**" لقد اردت ان اخبرك.." **
" كفي... فقط كفي...!! "
و في وسط هذا الظلام الدامس للصحراء، حيث كثبان الرمال فقط الي اخر المدي و ما تبقي من اعشاب تكاد تري..
" اعتقيني..!! "
نظر حوله، بعد ان شعر بالحرارة تغمر وجهه، من الجيد انه لم يكن هناك يري انفعاله السافر علي نفسه في هذا الفراغ و الا لكان قد خسر احترام الاطباء..
اخذ الحطب الي المجلس،. و قاموا فورا بمساعدته..
لم يكن مستعدا ابدا لسماع حكايتاهم اكثر..
كان قلبه اكثر من ممتلئ..
اخذ كيس نومه من عربته، ليدخل في الخيمة الكبيرة..
وضع راسه المتعب علي الوساده ، ليفتح حقيبته بعد الكثير من التقلب بدون فائدة..
بحث بيده بسرعه في الاوراق التي في الاعلي، مرة و مرة لكن لم يخرج بيده اي شئ سوي الاشياء التي حملها منه من زاد و مؤن ، و الكتاب الذي حمله معه..
" اين الرساله؟"
وضع راسه علي الوساده اكثر،. بغضب و سخط شديدين..
" اللعنه.. اللعنه.."
اخذ الغطاء و قام بتغطيه وجهه..
" لتقل ما تريد.. علي اي حال..
ماذا ساسمع منها مثلاََ.. ؟"
.....
#رمسيس
كانت مرة اخري رائحة البخور التي تملئ القصر تلامس انفي، اشتممتها بعمق و اغمضت عيناي،. لبرهه..
ربما يكون فقط الاشتياق..
اللعنه الا يمكنها ان تتركني حتي في نومي..
رأيت عيونها الجميله تتوسلني، كنت اسمع منها آهات..
كنت اتمني لو لم اكن اراقبها احيانا بالساعات لاتذكر وجهها و احمله معي مهما ذهبت بهذه الدقه..
اغمضت عيناي مرة اخري، و انا اجد نفسي مرة اخري بهذا القصر..
لم اتسائل لما..
لم ابحث..
بل اول غرفه جريت عليها هي غرفتها..
لاسمع صريخ عالي و يرتجف قلبي من الداخل..
الغرفه تغرق في الظلام الدامس و لكني استطعت رويه اثار ممن يحاول خنقها..
" اخرسي.."
و كآن المشهد يتكرر بالنسبه لي،. لكن قلبي اصبح الان مظلم..
جريت فوراََ لأجد شخصاََ قويا يجثوا علي الملكة و عنقها في يديه..
كان الغضب لا يزال يملئني منها،. كلما اراها اري فيها صوره من خدعتني و قتلت ابي..
اخرجت سلاحي و اشرت اليه..
" ماذا تفعل..؟ '
" انا لن اقتلها بل ساخدرها فقط..
لن اؤذيها..
و لكنها لا تستحق ان تكون ملكة..
" لا تستحق
لم اتحرك تجاهه و لم اوقفه..
بكل مرة انا من انقذها من ورطتها..
" هل تقسم انك لن تؤذيها؟ "
كان قلبي يوجعني و انا اراها و لكن جانبي المظلم من كان يطغي علي..
و يصرخ عقلي علي :
اتركها ماذا سيحدث انها هرة و لديها تسعه أرواح ..
لتتعلم بواحدة و تري كيف هو قتل رجل برئ..
اتركها هي تستحق..
" لا.. لن اجعلها فقط تذهب للاجتماع..
انها تخطط لانهائنا..
ستقتل كل شعبنا من الجوع "
اومات له، و ما زلت انظر لها..
لن اتدخل..
ابتعد الدخيل فور ان رآني و لكن لم ابتعد
شعرت بالم شديد يغزوا صدري و انا اراها..
تذوي امامي كورده ضعيفه..
ابتعد و اقتربت انا، كنت اشعر و كأنها سراب..
مجرد رؤيه فقط في عيني و كلما اقرب لالمسها يذبل لونها اكثر..
تك.. تك..
و كسرت تلك القشرة التي تحاوطني و التي تمنعني عن رؤيتها.
كان جسدها الضعيف مستلقي فقط علي السرير بلا حراك..
عيونها الكحيله مغلقه و رموشها الطويله ترتاح علي وجنتها..
و مع كل وجعي منها لم استطتع تحمل رؤيتها هكذا.. ، هرب الدخيل هارباََ..
وضعت يدي علي وجهها الصغير، كان يدي الكبيره تاخذ اغلب وجهها في يدي، لاجد دمعه كريساليه ساخنة تسقط علي ابهامي..
حملت رأسها علي صدري و وضعت اصبعي خلف رقبتها لاجد نبض قلبها يقل بشكل رهيب ..
" رمسيس لقد أتيت..
انا... اسفة "
فزعت فوراََ و قمت بحملها... .
لن اتركها...
لن تموت مني..
سأحميها..
حاولت ان اجعلها تفتح عيونها و لكن بلا فائدة..
و من ثم اقتربت اكثر من فمها، لاشتم ما به..
اللعنه.. تلك الرائحة الكريهه
انه الزرنيخ..
ضاق قلبي و انا اسمع صوتها، كانت تسعل بغرابه و كانها تعافر لتتنفس..
حملتها فوراََ.. و اخذت الغطاء من غرفتها لاخبا به وجهها بخفه..
اعترضنا بضع رجال ليمنعوني و انا احملها، لتضع الملثم السيف علي صدري و يزمجر..
" اتركها..
لقد تاخر الوقت بالفعل...
ستموت.. لن يمر وقت.."
اخرجت سلاحي و لكن الاخر وضع سلاحه بالفعل علي الجزء المكشوف من رقبتها المتدليه من يدي..
" ان تحركت..
ساقطع عنقها..."
كنت اشعر بها..
امسكت براسها و قربته اكثر الي صدري و وضعت طرف السيف علي صدري العاري..
" اسمح لي ان انقذها..
لن تكون ملكة فقط.. لا تموت."
كان العجز بداخلي يتضاعف و الروح تغادر جسدها ببطئ..
صرخت بقوة بها، كنت ابكي و اصرخ بها بلا فائدة و انا احاول منها علي الاستلام و اغلاق عيونها بالكامل..
كانت تموت بالفعل بين ذراعي ببطئ..
" نايا...!!! "
صرخت بقوه و انا اقوم من الخيمة مغطي بالعرق..
لم يكن هناك احد مستيقظ ..
كان الظلام حالك حتي انني لم اري كفي..
و لكن وجهها العاجز و المتألم كان لا ينقشع عن وجهي..
تري ماذا حدث لها.. ؟
انا لا احلم بها اضغاث احلام فقط..
هناك شئ ما سيحدث لها..
**" هل ستتركني اموت..؟"**سمعت همسات من بعيد..
الملك في المملكة هنا، قوي و سيعطيني قيمتي انني طبيب و ساتعلم من الاطباء هناك..
انه مجرد حلم..!!
ادرك انه مجرد حلم، و لكني لم اقدر..
خرجت من الخيمة و وضعت الشال علي كتفي..
كان القمر مضيئاََ لامعاََ في السماء و لكني رايته بتشوش لاعلم انه هناك دموع في عيني...
لم افعل سوي انني بحثت مرة اخري في حقيبتي، لا شئ..
لا يوجد اثر عن الرساله التي تركتها..
تري ماذا كتبت.. ؟
هل اعتذرت فحسب.. ؟
ام قررت ايذاء نفسها؟
هل سأقدر علي التحمل لو عرفت انها تموت..؟
هل ساستطتيع العيش هنا بسلام كطبيب و أنشأ اسرة بعيداََ عنها بعد كل السنوات التي بقبت بها بجانبها احميها..؟
كان الاختيار صعب ، كان قلبي لا يزال يتقلب علي جمرات النيران كلما اسمع اسمها فقط..
و لكن..
هل كنت لاتركها تموت..
لا.. ؟
وضعت بعض العملات الذهبيه في الخيمة مكاني، واخذت بعض المؤن التي لديهم بما يكفي لحصاني للذهاب لهناك..
اذا بقيت هنا سأجن..
ساذهب لمرة اخيرة لرؤيه فقط ما تريد قوله، و ان لم يعجبني لدي الخيار..
بدا الجفاف يشتد في حلقي و انا استمر في العودة من نفس الطريق الذي ذهبت منه، كانت الحرارة العالية لشمس صيف مصر توثر علي عربتي النحاسيه القويه و حتي الحصان بدا انه لم يعد بنفس قوته..
و مع كرهي للمرور في الأسواق، و السماع لما يصعد و يهبط من الاخبار التي لا تمت للصحة بصله..
كان حصاني بالفعل بحاجة الي مؤن..
ظللت طوال الليل اعدوا به الي هنا بدون راحة، و بصدر مثقل لم استطتع الاعتراف
كان فراقي لها مؤذي حد اللعنه..
رغم ما فعلت..
نزلت في السوق، و انا اجر حصانه من قيده برفق و اربت علي شعره..
اخرجت الشال الصوفي الذي احتمي به من البرد لاضعه علي وجهي ، اخر شئ اريده الان ان يعرفني اهل السوق..
ذهبت بين الحشد و انا اجر حصاني المسكين، ذهبت الي الرجل الذي يبيع العلف، و ما ان رآي حصاني..
" سيدي،. لدي ما تريده في رحلتك..
تعال انظر عندي.."
اومات له و ذهبت ابحث في جوده العلف الذي لديه..
" اجل هذا ما سمعته..
لقد كنت هناك عندي الاميرة ديا و هي قالت ذلك..
لقد راتها و هي خارجة من المعبد "
تنهدت بسخط و انا اري ما هربت منه قد جاء الي، اشرت الي البائع انني ساخذ من علفه، و تركت باقي البائعين مع انني في العاده احب الاختيار بين الانواع و لا اشتري اول ما تقع عيناي عليه..
و لكني ايضاََ مستعجل..
" هل سمعت ما قيل..؟ '
هززت راسي بلا اهتمام
" انه كلام فارغ.. "
" الاشاعات عن الملكة.. ؟"
اتسعت عيناي، و لمعت بغضب و انا اخرج النقود و اسلمها له..
لاردف و انا احارب الرغبه عدم الجز علي اسناني..
" ماذا.. الملكة نايا ؟"
سالت البائع ، لياخذ مني قطع النقود و يعدها بسعاده و من ثم اردف ببشاشه..
" اجل انها الملكة نايا..
الجميع يتحدث انها هائمه بحارسها ، و انها فقط مشتته لانها لا تريد خسارته..
و لكنه قام برفضها..
هي بصراحة الي الان تحاول النهوض بالبلاد لا انكر
و لكنها ستقيم حفل كبير الليلة لذا هي تحاول استعادة.. كبريائها"
كان غضبي تماما الي انفي في هذه اللحظه و لم اري ما امامي، لامسك بهذا الرجل و ارفعه، لاعطيه كفاََ يسقطه علي الارض..
_" احترم لسانك و انت تتحدث عن الملكة يا هذا.. انها ليست اختك و لم تكن رفيقتك التي تلعب معها في الشارع..!! "
_
تجمع الجميع حولي و ال جل يسقط علي الارض و يتعفر ثيابه وسط التراب.
رفع عيناه الي،. و لم يستطتع التكلم بسبب بنيتي القويه، قطبت ذراعي امام الواقفين لتحدي..
" الجميع هنا سيحترم نفسه..
ليس لان الملكة لا ترد عليكم انها لا تقدر علي الرد،. تلك الاشاعات مجرد كلام فارغ..
لا اساس له من الصحة.."
صمت الحشد لبرهه و من ثم صاعد الهمسات و القادم و الذاهب يحاول معرفه ماذا حدث للرجل الذي استعاد طوله و وقف يمسح التراب عن ثيابه ..
اخذت العلف الخاص بي في اكياس قماشيه و وضعته
علي عربتي.
اريد الذهاب من هنا..
اريد فقط الاطمئنان و حتي لن ابقي ، لاعرف حتي ماذا ستقول من البدايه و اذهب..
حقاََ سأمت من تلك البلده.. حقاََ سأمت..
" و لكن يا سيدي..
لقد قالت الخادمة التي في القصر.. "
خرج صوت فتاه علي استحياء من الحشد..
لتتشجع اخري و هي تساندها " لقد قالت ان الاميرة ديا هي من قالت.. "
ابتسمت و انا اكتم غضبي ، لن اتفاجئ حقاََ ان عرفت من نشر تلك الاشاعات... ؟
و مشيت اليها..
لم يكن اخر همي الاختباء الان ..
هي علي اي حال لن تهتم بمشاعري..
و ربما ستظل للابد هي مجرد مشاعر بين خلجات قلبي لا يعرفها سوي الموتي و الرياح و النهر ..
و ربما ساخبرها للفتاه التي ستصبح زوجتي فيما بعد..
لكني لن اكتمها اكثر...
ازلت الشال، و بدا للجميع جلياََ لماذا انا لست فقط غاضب..
**بل انا علي وشك قتل احدهم الان... **
"الجميع يقول انني رفضتها..
اليس كذلك..
و انا رمسيس باسمتك ، اقول لا..
هل يعجبك ذلك.. ؟
ام لا تصدقين بعد.."
...