Black cat's curse :
البارت السادس عشر
#نايا
كنت ابتلع ريقي و انا اخذ الفستان الجديد الذي سالقي به الخطاب امام الملأ من الماشطة..
احتاج الي قوة اخري..
احتاج الي قوة عظيمة لتحمل من التزييف و المزيد من التمثيل بانني بخير، و انني لا اهترئ و اتفتت ..
لقد وقفت بصمود و امام كل من آذوني و قمت بتوقيع الاتفاقيه بالفعل في الاجتماع في الاسفل..
لقد اثبتت لهم انني لن اموت بتلك السهولة التي ظنوها..
و انني لن احترق..
حقاََ ؟
ناداني خيالي من المرآه لانظر له و لم اتهرب هذه المره،. كنت اري نفسي الحقيقية المتعبة خلف هذا المكياج الذهبي و الامع علي وجهي، كنت اري عيوني التعيسه خلف تلك الزينه..
هل نجوت وحدك؟..
تري ماذا كنت ستفعلين لو لم يكن موجوداََ خلفك ..؟
رفعت ذقني،. و نظرت..
انا لا احتاج له لأعيش...
انا لا احتاج لأجد، اي احد..
ساعيش من دونهم جميعاََ..
ذهبت و بدلت فستاني الي فستان باللون البنفسجي القاني و به مجوهرات باللون الذهبي المائل للوردي..
وضعت اساور الشعر الخاصه بي، و تعمدت عدم طلب مساعدة اي احد..
ماذا سيتغير لو ذهب..؟
لقد حاولت و صليت للالهه ان يأتي.
نظرت و انا احاول وضع قناع الثقه الخاص بي مرة اخري و انا انشأ ابتسامة مزيفه كدريب .
علي اي حال انا قد تحاملت عليه كثيراََ..
لقد عاني معي و تحملني حتي فاض الحمل به..
و من ثم قتلت والده..
اساساََ من سيتحملني انا.. ؟
مهما قلت انني كنت مأخوذة بالشك و انني ظننت انني ادافع عن والدي..
من سيتحمل ما فعلت؟
تنهدت و النار في صدري تكبر..
انا من فتحت علي نفسي النار، و ليس لدي سوي الدعاء و التامل أن يسمعني..
و يأتي..!
خرجت من حجرتي لاجد اثنين من الحراس الاشداء و الذين اخترتهم بنفسي بعنايه ليمشوا معي وسط قصري..
الي ان احكم قبضتي عليهم تماما انا لا يمكنني الوثوق بأي احد..
لاذكر نفسي للمرة المئة.
جميع من يحبني قد مات..
**ليس لدي سوي نفسي.. **
بدات الشمس تلالاء من الاسقف و انا امشي وسط الممر الطويل المؤدي الي الخارج.
استقبلتها بلا تغيير و اذهلني كم ان روحي اظلمت
لم اعد كما انا..
كانت ااشمس اسقط علي،. ارحب بها بروحي، تنيرني..
مررت نظراتي علي الخدم و الحراس و الحاشيه بالقصر،. هناك تغير في نظرتهم لي..
هناك همز و لمز خفيف شعرت به..
و يبدوا ان بعضهم يظل يبتسم فقط ببلاهه..
رفعت ذقني و اظهرت عدم الاهتمام، و لكن يبدوا ان احدهم لم يستطتع ان يبقي فضوله لنفسه..
و انا لا اريد ابداََ الانشغال بهذه الاشياء فلدي ما يكفيني..
صعدت علي عربتي الملكيه و بجواري احد الحراس، حارس مختلف عن الذي تعودت ان يكون دائما بجواري..
اوجعني قلبي و انا اتخيل كل شئ به ، اتخيله انه من هنا بجانبي.
اتخيل كلماته التي افهمها فقط من نظراته.
تحذيراته لي المتكرره التي حفظتها حتي عندما يشير لي بعينيه و حاجبيه الكثيفين.
ابتلعت ما حلقي بمرارة و نظرت بعيون مريرة الي المدي..
لقد قال انني لا شئ ابداََ..
لقد اوجعته الي هذه الدرجة..
قبضت قبتي و انا اشعر بالدموع تحارب مرة اخري للنزول و لكن الحصان تحرك و بالفعل نحن نمشي وسط الحشد و حتي لو لم يستطيعوا رؤيتي بسبب العربه، مهما كان انا الملكة..
ستكون النظرات دائما علي،. سيكونون منتظرين الكلمة التي ساذل بها..
سينظرون السقطه مني..
اخذت نفساََ مخنوقاََ لاجد انني بدل ان اهون علي نفسي، ارهقتها..
يا الهي..
كم افتقده..!!
ازداد حفر اظافري في راحة يدي، لازيلها اخيرا عندما اعلن الحارس اننا وصلنا..
رفعت راسي من العربه و نزلت، كان الصندل الذي ارتديه يظهر الجواهر المتناسقه تماما مع فستان البنفسجي الحريري و اظهرت فتحة الساق كم تفننت ايضاََ في جعلهم يفكرون في اشياء اخري، اذا كان من سينظر باعجاب من الرجال او بحسد من السيدات..
تكاثف الحرس حولي و انا انزل، اعلم ان الامور لم تعد سهله بالنسبه لمن يريدون موتي و لكني متاكده انهم سيحاولون..
نظرت الي ظل الشمس الخاص بي لبرهه..
لقد اعطاني ستون دقيقه و هي تبدأ من الان..
حاولت اخفاء تصلب كتفي و انا افكر في كل الاحتمالات التي ستحدث لو لم يات..
هل سافقد شيئاََ احبه كمن يقامر بجميع امواله و يخسر.
لا
اتمني لا..
مشيت الي المسرح فيما وقف الحراس بيني و بين المواطنين، لم يكن هناك من الاعتراض و الثوران كما كان من قبل..
و لكني لا اعرف..
و ما ان صعدت علي المسرح حتي تكاثرت الهمسات، حاربت الشعور بالمرض و التوتر و ابتسمت بخفه..
ليعلوا الهتاف بشكل كبير..
تفاجئت في البدايه و انا اري العديد يهتفون لي، و يرفون الورد..
لم افهم، لاسمع ما يقولون..
" تحيا الملكة نايا.. تحيا.."
شعرت بتورد وجنتي المفاجئ، مهلاََ..
مررت يدي في شعري الاسود لاجلب بضع خصلات طويله للامام علي كتفي، و انا اري مجموعه من الرجال يرفعون رجلا ليردف
" شكرا لك يا ملكة، بسبب المشفي التي افتتحتها..
لقد عالجت جدتي و ابني.."
ابتسمت بخجل و انا اومأ له، لينزله رفاقه كما جعلوه يصعد و من ثم صعد رجل اخر علي كتف رفاقه..
" و انا اريد شكرك بسبب فتحك مرة اخري المدارس..
بعد الفيضان الاخير جميع المدارس اغلقت، و الكثير من المعلمين و من ضمنهم انا،. ضاعت مشاغلهم.. اشكرك "
ابتسمت و انا ابدا بالشعور بالثقه في صدري اكبر،. و بخفه في قدماي و انا اتحرك..
لاقف في المنتصف و بصوت هادئ شكرت الجميع و حييتهم..
" اعرف انني جمعتهم اليوم حين غره،. بدون احتفال و بدون مقدمات..
و لكني لا يمكن ان اخبركم ان البلاد في سلام و ان الامور كلها بخير..
هناك محاوله لاخفاقنا و جعلنا نعود مرة اخري ضعفاء كما كنا..
هناك من يستكثر عليها اصغر شعاعات النور، و لا يريد لدولتنا ان تتقدم "
بدا صوت الحشد يسكن و انا اتحدث، الجميع رآي كيف اخذ رمسيس السهم بدلاََ عني، كيف كان سيقتل.
و كيف كان سيقتل مرة اخري لينقذني انا..
من لا استحق الحياه..!!
نظرت الي الظل اكثر، انا الان في ورطة كلما يمر الوقت..
نظرت بعيداََ و بين الحشد بشرود للحظات ..
هل يمكن بالفعل ان يكون في طريقه الي هنا..
ام انه تجاهل تماما رسالتي..
كانت الاجابه الثانيه الاقرب لتفكيري، و التي يضيق قلبي من التفكير بها..
" يا ملكة نايا.."
سمعت اكثر من نداء وسط الحشد و غالبهن من النساء ..
اللعنه ، هل هذا ما كان ينقص..
ان اشرد و افكر به و انا بين الناس؟؟
" تفضلن؟"
اقتربت من طرف المسرح و مع خوف الحراس و تحذيرهم الا انني شعرت انه لم يكن لدي شئ لاخسره علي اي حال..
اخفضت رأسي قليلا لاسمعهم
" هل يمكننا سؤالك عن شئ ما، لقد كثرت الاقاويل عن هذا الامر لذا اردنا السماع منك ."
اومات ، لترفع سيدتين سيده عجوز قليلا، عندما رايتها تنظر لي لم تكن تخفي حتي نظرات الشك و الغضب ..
" اسفه لسؤالك بمثل هذع الطريقه يا ملكة ، و لكن..
هل تحبين الحارس الشخصي الخاص بك؟ "
عدت براسي الي الخلف و شعرت بقلبي يكاد يقفز من صذري من الروع..
ما هذا..؟
من تناقل تلك الاشاعات و من اين عرفوا بها؟
مررت يدي بشعري و تصادم الكريستال البنفسجي و الملون في شعري ليصدر صوت..
اهدأي يا نايا..
انه سؤال سهل
عليك ان تجيبي بلا فحسب..
ما دخلهن و ما شأنهن بمن احب و من لا..؟
ام لأنني ملكة فمن حق اي احد التدخل بما اريد و بما اشعر؟
علت صوت الهتافات،. و بالفعل نسيت الحديث عن العقد الذي كنت محضرة ان اخرج و اتحدث عنه..
و بدلاََ عن ذلك اتي في بالي رمسيس..
الشخص الذي لم اجرأ ابدا الاعتراف بحبي له، حتي لنفسي..
لانني ملكة و هو حارسي..
لا..
بل لأنني دائما مجرد فتاه ضعيفه بالنسبه له..
احاول دائما اثبات نفسي، ابراز قوتي ليراني فتاه كامله كالتي يقضي معهن الليل..
كاللواتي يعجبونه.
هو فقط يخشي علي كاخته الصغيره..
و لانه يعرف ما مررت به، و كيف مات اخي..
انا في عينه لست الا امرأه مسكينه .
و ان اخبرته شعوري..
اكون انا خسرت امامه..
و انا...
" اخبرينا يا ملكة نايا،. هل ما تقوله الاشاعات صحيحة..
هل.. ؟"
تورد وجهي اكثر من السخط ..
كنت اتنفس و اخرج زفير و كأنني اقف علي حواف نار لم استطتع تمالك هدوئي.
و لم استطتع تحمل صوت العجوز الحاد مرة اخري..
" انا حتي لو كنت حتي ملكة انا مجرد فتاة ، لذا ساريد فقط رجل يحبني كنايا فقط ، ليس الملكة نايا..!
مهما كان هو من، و مهما كانت طبقته الاجتماعية.. "
تحدثت بما يوغر صدري بالحشد بلا اهتمام ان كان يسمع
علي اي حال من الواضح انه لم يأتي...
بحق امون هل لو كنت مكانه كنت سأقبل دعوة من قتل ابي؟؟
بدأت الشمس بالفعل بالزوال، و بدات بالارتجاف اكثر..
بعد قليل سيكون علي فقط تقبل جزاء ما كتبته علي نفسي!!
°°°
#رمسيس
لم اتوقع ابدا ان اجد نفسي وسط هذا الحشد..
كان قلبي يخفق بشدة، كلما امشي وسط هولاء المهللين و القادمين من كل حدب و صوب،. اشعر انني تقريباََ اكاد اغرق في دوامة من البشر و ربنا لانني من لدي عربه هنا، بدوت واضحاََ تماما..
لا يسير بعربه هكذا الا الاثرياء لذا، كان ذلك يجعل الناس يفسحون لي و مع ذلك بت بعيد كل البعد علي ان اراها..
صهر حصاني بتعب، و مع ذلك ظللت ادعوا ان يتحمل لفترة اكثر قليلاََ فقد اتيت من مسافه بعيدة جداََ..
لعنت في سري علي قسوة الاجواء و تلك المشاعر المتقلبة في صدري..
و العرق الذي كان يملأني اصبح الان ضعفين تحت حرارة الشمس الحارقه..
اتمني فقط لو استطتع رؤيتها حتي من بعيد و اتاكد انها بخير و دون ان تراني اذهب من هنا..
طالما ستكون بخير..
هذا يكفيني..
اخذت طريقاََ جانبياََ، لكنه سيجعلني اتجه من خلف الموكب..
كان بينه الكثير من المباني لذا كان ظليلاََ قليلاََ..
بت اقرب و اقرب من المركب الملكي و لكن بدون رؤيه الملكة..
انها دائما تكون ظاهرة كنقطه من النور بين الناس..
اين هي..؟
بت اشعر بقلبي يحترق يختنق..
نفس الشعور الذي استيقظت به..
اللعنه اين هي..؟
قررت ايقاف عربتي و التحرك لاقف وسط الحشد الامامين
لانظر الي المسرح و ايضاََ لم تكن موجودة ..
كان الجميع ينظرون في اتجاه تماما غير المسرح..
مسحت قطرات العرق من علي جبهتي بعدم فهم لاسأل شخص من جانبي..
" اين الملكة نايا.."
" لقد قفز ابن احدي السيدات الي النهر.."
اردت ان الكمه، و لكن بالفعل بدا كثير من الناس يتجهون الي السور بالفعل..
لا يمكنها ان تكون قد قفزت من فوق هذا السور صحيح.. ؟
لا يمكنها ان تكون بهذا الغباء؟
و بكل عزم و اخر ذرة من تمالك نفسي كنت،. ادفع الناس بذراعي، ذهاباََ و اباباََ..
" افسحوا لي الطريق..
انا رمسيس حارس الملكة"
صعدت بينهم، و نظرت الي السيده التي تمسك ابنتها في يدها و تبكي علي طرف السور
بشكل ما لم ارتح ابداََ الي ملامحها لتصرخ فور ان راتني و الناس يهداونها
"ارجوك انقذ الملكة..
لقد سقطت خلف ابني في النهر بعد ان كان يلعب بجوار السور..
و الملكة قالت انها ستحضره.."
لم اوفر لحظه..
...
#الراوي
" انها افضل من يضحي بها هبه للنيل..
سنرتاح جميعاََ منها
انا متأكد انه لو بحث طوال عمره لن يجدها..
احسنت.."
استقر الملك سومر علي عرشه و ابتسامة متسعه علي وجهه بعدما وصلته الانباء السارة..
لم يحتج الي التأكد..
بعد معرفه ما حدث.
كانت السيده التي تعمل في النظافه عاملة من قبل في قصر اخر من قبل..
و هي تستمع الي اجتماع الملك سومر، لتأتي علي استحياء و تخبر احد المستشارين بتلك الخطة..
" سنضع لها سم مخفف يجعلها تدوخ..
و من ثم عندما يحدث هذا الحادث امامها لن تتحمل و ستود انقاذ الولد لانها ستتذكر اخاها ، سيسقطها احدهم و يقول انها قفزت من اجل انقاذ الطفل.. "
كان الجواسيس يختبئون خلف السور فيما علت هناك الصيحات و البكاء، بدل ان يفرحوا لما حدث لها، تكاثر عدد الذين يخشون ان يحدث لها اي مكروه..
يا ال تغير القدر..
علت صوت هتافاتهم و هو يرون جسد رمسيس و هو يخرج من النهر و الملكة فاقده للوعي بين ذراعيه لتعلوا الهاتفات المشجعه..
خرج و صعد السور بنساعده الكثير من رجال المنطقه و مع ذلك لم يدع اي منهم يلمسها، بل كان يمسكها بذراع و يصعد بالاخر ..
" احضروا الطبيب حالا..
انا ساهتم بها.."
كان يستعيد بعقله ما تعلمه و لو القليل من الاطباء..
هناك رائحة بالفعل في فمها و لو كانت خفيفه كما حلم تماماََ.
كان يمسك بخصرها الصغير بشده اليه، و يناشدها كل دقيقه، يضع يده علي النبض في رقبتها..
لا يوجد نفس..
" تحملي نايا.. تحملي سنصل.. "
وضعها فوراََ في مقصورتها بداخل العربه و علي الاريكة المليئه بالوسائد..
وضع راسها الثقيل بخفه علي احدي الوسائد و قد ذاب المكياج الذي يجعلها تبدوا اكثر بلوغاََ ليتركها اغراء و فتنه و شفتيها الورديه مفترقه.
النفس انقطع...
لم يكن لديه وقت.
انها تحتاج الي كل نفس الان..
شعر بالوجع في صدره يقل و هو يقترب منها..
حياتها في يده الان..
ليذكر و هي تتوسل اليه ان بقتلها و يهز راسه بنفي..
" لا يا نايا.. لن اتركك".
و حتي لو كان لديه الاختيار للمرة الالف..
سينقذها..
مال عليها بعد ان فعل كل ما بيده لانعاش قلبها، تلامست شفتيهم و بدأ يمدها بنوبات متساويه من الانفاس بملئ رئته.
مسح العرق من جبهته لم تستجيب..
ليعود للخلف و ياخذ نفساََ اخر و يظل يضخها به..
" افتحي عيناك نايا...!!
لن ادعك تموتين اتفهمين..
اعرف انني تعلمين انني غاضب منك حد اللعنه لكني لن اتركك..
انتي تعلمين هذا.. اليس كذلك..؟؟ "
بدا يهزها و الدموع تسقط من عينيه و هو يري جسدها المبتل يصبح اكثر بروده..
هو لا يريد ان يري الامر و لكنها بالفعل تغادر..
اغمض عيناه و هز راسه ليبعد تلك الافكار عنه..
" لن تموتي يا نايا لن تموتي..!! "
اخذت نفساََ قوياََ اخر، و باقوي ما يمكنه،. لم يلامس شفتيها فقط بل قبلها بقوة..
كانت القبله التي اراد ان يخبرها بها منذ البدايه..
كان يخبرها انها انفاسه، و انه مهما كان..
هي حياته و موته...
" لن تغادري نايا..
ان كنت تعتقدين انك وحيده..
فانا وحيد ايضاََ.."
اهتز جسدها قليلا تحت جسده ليحملها الي صدره بسرعه و يقبل رأسها و يدفئها بحرارة جلده..
و هو لا يدري ايفرح ام يبكي..
كان يشعر انه استعاد روحها بين ذراعيه..
" رم... سيس"
فتحت عينبها ببطئ ليضمها بقوه لصدره.
كان متاكد انها بحاجة لمكان متسع و نفس هواء جيد ، ليفتح فقط باب المقصوره و يقف امامه ليطمئن المواطنين.
" الملكة نايا اصبحت بخير.."
ابتسم عندما رآي الهتاف، و قام بمناداه الطبيب ليأخذه من يده..
" سادخل معك..
الملكة في حالة سيئه جدا و عليك ان تكون حذراََ.."
تفاجئ الطبيب قليلاََ و رمسيس يلقي الاوامر عليه و لكنه من الرهبة علي وجهه لم يتكلم.
ظل ينظر اليها بشرود و هي تفتح عيناها ببطئ و يساعدها الطبيب علي الجلوس..
تاوهت و هي تجلس، لم تجرا علي رفع عيناها اليه و هي تراه يقف في اخر المقصوره ينظر اليها عبر السرير.
كان جسدها مكشوفاََ قليلاََ بسبب البلل و جعلت المياه ردائها اكثر شفافية و التصاقاََ..
اشاح عيناه ، لكن قلبه لم يطاوعه ان يخرج الان..
لقد كانت علي بعد نفس من ان تموت...
كيف سيستطيع المغادره و تركها فقط..؟
رفع عيونه المعاتبه اليها ليجد رموشها الطويله تنام علي خدها، الطبيب يفحصها و وجهها قد صار احمر كطفله معاقبه..
هو يعلم هي لا تجرا علي فتح فمها امام الطبيب الان.
و لكن هو الي الان لا يستطتيع مسامحتها..
انه ليس امر بسيط يمكن تجاوزه..
لا يمكن..
اخذ نفساََ معذباََ و هو يتجه بخطوات ثقيله الي الخارج..
مهما فعل..
وجوده معها لن يغير من هم.
لن يجعل كل شئ افضل..
و الاهم..
لن يجعل ابوه يعود للحياه.
و لكن قبل ان يفتح باب المقصوره ناداته الملكة نايا بسرعه..
" عذرا يا طبيب..
هل يمكنك الانتظار في الخارج للحظة..؟ "
أوما فوراََ ليخرج و من ثم رفعت عيناها جزئياََ..
كانت متاكده من الوقت قد انتهي..
و منذ زمن..
و لكنها رفعت يدها، و هي تأمل ان القوة تلك لا تزال بها..
و لو كانت اخر قوة في جسدها هي القوة المهداه لها من الالهه.
هي مستعدة لاعطائها له..
اقترب خطوه ، لم يفهم ماذا تقصد..
" ماذا هناك..؟"
خرج صوته رخيماََ من المشاعر المثقله في صوته و باب المقصوره يغلق خلفهم.
كان لسانها ثقيلاََ و يرفع حاجبه الكثيف في انتظر قولها،. ابتعلت ما بريقها و سخنت وجنتاها اكثر..
لا يمكن ان تقول له ما تري الان..
اخفضت عيناها مرة اخري عن نصفه السفلي..
هي تعلم انه كان يسبح بقوة و لم يهتم حتي، و لكن..
لانهها الوحيده التي رات راس قضيبه عن قرب و هو يحملها و يضمها.
نظرت الي قبضتبها الصغيرتين و قررت ان لا تكون وقحه و تقول فوراََ..
ربما لا يتبقي لديها وقت..
" اسفه.."
لم ترفع عيناها لانها تعلم انه لا يزال يستهزا بها..
" اعلم انني لن استطتيع تعويضك باي شئ..
و لكن هذا.."
رفعت يديها و نظرت اليه ..
" هل يمكنك الامساك بيدي.. ؟"
ظل واقفا مكانه، ليضحك..
" هل تظنين حقاََ.. ؟"
" اسمعني.. ربما لا يتبقي لدي وقت.. "
لم يفهم و لكنها لم تنتظر لتمسك بقوة بيده الضخمه و تشبك اصابعهما بقوة..
تورد وجهها بقوة و شعرت بوجهها يذبل و فجأه اخذت الرياح شعرها و اطارته في الرياح..
اراد ابعاد يده و هو يمسك بجسدها و هو يري كم انها ترتعش عليه..
اغمضت عيناها ، كانت تغمضهما بشده لمنع الالم من الظهور،. تضم شفتيها حتي لا تتاوه..
و كأن شرارة من الكهرباء انتقلت لتسحب كل طاقتها فقط خارجها..
" نايا.. " زمجر بها و هو يحاول ابعادها..
و لكنها تمسكت به بقوة بيدها الثانيه..
" ماذا تفعلين ..؟"
رفعت عيناها اليه اخيراََ..
و هي تشعر ان طاقتها المتبقيه فقط تكفي لتحريك لسانها..
دموعها تتلالأ و هي تحاول النظر تماما في عينيه و تردف بضعف .
" اعرف انه.. انه لا شئ..
بالمقارنه بما فقدت..
بالمقارنه بندمي..
بكل شئ ضحيت به من اجلي..
اعرف.. اعرف انك لن تسامحني ابداََ...
و لكني اعرف ان هذا حلمك.."
و كما ادخلها الي المقصورة..
سقطت مغشي عليها..
و لكن هذه المرة كانت هناك ابتسامة علي شفتيها.