البارت الرابع عشر

1914 Words
Black cat's curse : البارت الرابع عشر #الراوي " هل تعلمون لماذا خرجت الملكة نايا باكية من معبد الاله اتون العظيم؟" قهقهت نايا في المجلس و هي تمرر يدها باستمتاع علي طرف كوبها الفضي المزخرف .. لم تنتظر فوراََ و جمعت جميع فتيات العائلات الثريه و ابناء حكام الاقاليم و اتت بهن.. لتردف احداهن بسرعه.. " لا اعرف كاذا حدث.. لقد رفض كبير الحراس رمسيس الافشاء عن اي شئ مما حدث ،.حتي أبي نفسه عندما حاول ان يستفسر لم يجبه احد سوي ان الملكة تعرضت لمحاوله اغتيال.." انتظرت نايا بصبر الي ان انتهت لتتشوق الاخري علي يمينها لما قيل و تنظر الي نايا و تنكزها بخفه. " ارجوكي تي اخبرينا.. اعلم انك ما جمعتنا لهنا، الا و لديك اخبار مشوقه كعادتك.." ضحكت تي عندما اوما الباقي و زادت ابتسامتها و الاخري تخبرها.. " نحن نصدقك انت اكثر من خادماتنا و وصيفاتنا لانك من بداخل القصر" رفعي تي يدها، لتمسك قليلاََ وشاحها الازرق و التي قد سعدت قليلا انها راته في السوق بعد ان ارتدت الملكة نايا مثله.. " لقد قلت لكم كلمة من قبل.. هي ستفشل لانها لا تعرف ابدا كيف تدير سمعتها في القصر.. كيف ستدير مملكة.. البارحة كنت امر بجانب الغرفه السريه و هي البهو الكبير،. رأيتها تتوسل له، كعادتها فقط.. رئيس الحرس رمسيس رفضها مرة اخري و هي ما كان منها الا ان قتلت الجنود الذين كانوا في الغرفه لأن لا يشهد اي. منهم علي فضيحتها.. " فتحت الحاضرات افواههن، ليشهقن جميعاََ بصدمة.. " اذا ما كان هذا كله الا اختلاق من الملكة؟ " نظرت اليهن، لترفع احدي حاجبها توكيداََ و تضع قدم علي قدم لتظهر خلالها الذهبي الكبير .. " انها فقط تحب الاهتمام،. تحب ان يكون دائما الكلام عنها،. و لأن الحارس الشخصي لها و اوسم رجل في القصر لا يعطيها اهتماماََ هي فقط تريده.." هزت كتفيها و نظرت الي الارض لتتنهد بدرامية " لا اعلم ما هو تفكير هؤلاء الناس عندما يكون لها من الملك و السلطه ما لها.. و تظل تنتظر ايضاََ ان يكون مل شذ لها.. غريب اليس كذلك ؟" و لكن يبدوا ان احداهن لم يعجبها مجمل الكلام، لتردف ابنه حاكم اقليم هيليوبلس بتيبس " و لكنها بالفعل اشارت ان هناك حرباََ، هل سمعت ما قيل،. ام انك تكهنت بحسب؟ "كانت نبرتها بها من امارات السخرية ليسود وجه تي و الجميع بدأوا ينظرون لها بتشكيك. " الملكة نايا في العادة لا تهتم لحب احد، لقد تقدم اليها في حياه والدها الأمراء و السفراء و لم تقبل.. هل ستجري خلف حارس لها؟ هل يعقل؟ " لتردف الاخري عندما سكتت تي و وجهها احمر من الغيظ " اجل.. انه مجرد حارس لها،. مهما كان؟" " جميعكم لا تعرفونها.. انا فقط من معها في القصر. انها لا تبدوا ابداََ كما تظهر.. " كانت عيون نايا الحمراء تلمع في وضح النهار و وجهها اصبح احمر ليس فقط من البكاء ، و لكنه شعور اليم يكوي كل دواخلها.. هل صار و اصبحت بالفعل سيرتها علي كل لسان..؟ نظرت حولها بعيون لامعه الي القصر الكبير، الزخارف التي تزين كل كزد منه و الكريستالات المجلوبه من بلاد مختلفه، تلك النوافير الكبيرة المطليه بالذهب و التي توفر رطوبه للجو في هذا الحر.. لم تستطع ان تسمع اكثر.. لانها حتي لو دخلت بينهم و اذلتها و خنقت حلقها هي محقة غي شئ واحد : **انها كانت تبكي و نادمة باشد الندم انها فقدت شخصاََ ربما لن تجد شخص ما يحبها كحبه ابداََ.. ** مسحت دموعها بطرف يدها و سال الكحل علي يدها.. لديها فقط ستين دقيقة بعد ان يبدأ الموكب .. مر في بالها هذا الصباح لم يراها احد و هي تذهب للمعبد و لكن هيئتها تلك ، و مع قوتها بدأت تعذبها. لقد اخطأت من قبل خطائاََ فادحاََ لكنها قد عوقبت بالفعل. تحولت لهيئتها البشريه و بكت.. بكت بقدر كل كلمة اخترقت قلبها، قدر الالم الذي تشعر به بطة وحيدة رفعت رأسها الي تمثال الالهه سخمت و بيدها القرابين، لم تعرف ماذا بتبداََ.. " انا.. انا..." سال الدمع من عينيها و جف، تشبتث يدها بصدرها و جثت.. " اعلم انك تعاقبيني، لانني ذات مرة تطاولت.. لم اكن اصدق اي شئ، لم اكن اعرف ان السحر سيؤثر علي حياه الناس.. و لكني الان اعرف. لقد تعلمت خطأي.. لقد تعلمت.. و لكني حقاََ في اشد الحاجة لمساعدتك.. " لم يتحرك التمثال.. كان ظلها تحت الشموع التي تزين المعبد كبيراََ ضخمها بعكس حجمها الصغير لتنظر له بيأس.. و تحاول تغيير عبارتها.. " انا كنت اظن نفسي شيئاََ كبيراََ فقط لانني ابنه الملك.. اعلم انني اخطأت، و تماديت حتي بعدما حل العقاب بي.. لكني تعلمت.. لكني سعيت للتغيير .. و ما زلت.. لقد وضعت خطة للنهوض بالدولة.. لقد وقعت العقد..". " و لكنك لا زلت لا تحبين سوي نفسك..." لزيادة المها تحدث التمثال من صمته.. اوجعها ان تسمع نفس كلمات رمسيس تردد عليها و توجعها.. " انت لم تتغيري يا نايا.. انت لم تفعلي اي شئ سوي لنفسك فقط..!! حتى عندما وقفت امام الناس لم تقفي الا لتري قوتك و يرو عظمتك.. هل كنت حقاََ تريدين الخير للناس؟ " هزت الملكة نايا في رأسها بالم و لم ترفع راسها و هي ترى هيئه زرقاء متصوره بلون ازرق مشع لفتاه نصفها اسد و نصفها هرة من الثمثال امامها.. " انت لم تحاولي ان تسمعيني حتي في البداية يا نايا.. لم تعتبري بنصحي.." اقتربت الملكة نايا اكثر ، و وضعت يديها علي قلبها.. " كنت مخطأه.. كنت فعلا ضاله.. و لكن ارجوك اريد فقط مساعدتك اليوم.. لن اقول لك خففي عقابي لكن لاقصر مده.. اريد ان.." " لا.. لن يحدث.. انت لم تتغيري الي الان.. و لا يمكنني ان اساعدك .." ليعلوا صوت نايه في توسل اليم و كانها تستغيث " ارجوك.. اتوسل اليك.. ليس من أجلي .. بل من اجله هو.. لا استطتيع ان اخسره، اريد ان اثبت له انني ليس مثلما قال.. " توقعت ان تضربها كلمات الرفض فوراََ و تقطع لسانها و لكن روح اللهه سخمت صمتت لتكمل نايا بصوت مترجي " لقد خسرته بالفعل اعرف، و اعلم انني مهما فعلت فلن اعيد له ما اقترفته يداي.. و لكني ساحاول.. من فضلك.. ساعديني.. " صمتت اللهه و نايا تنظر فقط بعيون دامعه و جفونها المبلله تمنعها من النظر جيداََ.. كانت قدميها الحافيان حمراوتان من حرارة الرمل الساخن و دقات قلبها اعلي من اي شئ في هذا الظلام الدامس.. و بعد صمت طويل اردفت " هل تريدين حقاََ مساعدتي.. ؟" اومات نايا بسرعه " اجل يا سيدتي.." " تعرفين انه لا يوجد هناك شئ بلا مقابل.. ان قبلت فعليك ان تنفذي شيئا بالمقابل.." شددت.. " اي شئ سيدتي سافعل اي شئ.." اقتربت نايا بحماسة و هزت راسها و دموع الفرحة تنساب من وجنتيها.. " سافعل اي شئ " " ستكون لديك امنية تستعملينها في ما تريدين و لمدة ستون دقيقة.. ستون دقيقه فقط و سينتهي اي شئ مما سحرته و كل شئ سيعود كما كان.. تذكري هناك امور يمكن ان تعاد و هناك امور لا، كوني ذكية في اختيارك.. و بعدها اي مما اخترته سيختفي للابد.. و يختفي ايضاََ شئ اخر.. شئ احببته كثيراََ و دائما ما اعتززت به.. لكن لكل شئ هناك تضحيات. هل تقبلين بهذا... ؟" امتدت شراره عبر قلبها، و لكن ليس ابداََ من التفكير بما ستخسره.. بل بالتفكير بما ستفعل ، هناك جبال من الأحلام رسمتها،. ربما لم تحاول ابدا التضحيه من اجل احد،. و لكنه هو.. تذكرت لمعه عيناه الدافئة لها،. ليست تلك الاخيره قبل ان تري في عيونه كم هو نادم حتي علي مقابلتها.. اغمضت عيونها الدامعه و كان اكثر من واضح تدفق الدم في وجنتيها.. " انا مستعدة.. لخسارة اي شئ.. من اجله" و لأول مرة تري نايا تلك الالهه التي يتسم وجهها بالحدة و الشراسة مع جمال عيونها و قوه شخصيتها تبتسم.. " اذاََ.. لك هذا.." ... #رمسيس استيقظت في الصباح الباكر بعد ان جمعت ما ساحتاجه من زاد و مؤن،. و خبأته في حقيبتي الجلديه.. اعلم ان فور ما ساذهب لن تبقي هذه الغرفه كما هي،. و ستسرق.. لن انعم بالمكوث هنا ابداََ،. ستظل قيمتي كما هي.. شاركت في حروب، و كدت اخسر حياتي لمرات دفاعاََ عن هذه البلاد و لكن مع ذلك.. لا شئ يتغير.. رجل فقط في مكان غير مكانه، مهما فعل في البلاد و مهما حارب يظل ذلك اللاجئ الطريد.. دخلت الي حجرة الوزير باسمتك مرة اخري للمرة الاخيرة. كنت اري نفسي هذا الولد ذو العشر سنوات و هو يجلس بجلنب والده و يعلمه.. كنت اري ذكرياتنا معاََ، حكمته التي درستها علي مرار هذه السنوات و التي جمعها هنا في كتبه.. كل شئ كان يمر امامي كشريط و انا امر علي المكتبه العظيمة في حجرته.. و لكن اغلاهم لي، كان هذا.. لم نكن ابدا عائله عاديه، مررنا بصعوبات و تنقلات من مكان لاخر و لكن كان حب والدي لأمي اكبر من تصفه اي رواية،. اي كتاب.. لم يكف علي ان يشرح لي مرارا كيف فعل المستحيل ليؤمن لها الراحة و هي تحملني في بطنها، كان والدي قد فر من بلاده و بسبب ظلم وقع عليه و التجأ الي حاكم مصر.. تنهدت و انا امسك بالكتاب و اضعه في حقيبتي ،. جميع حكمته احملها هنا في صدري.. و لكن هذا.. كانت هناك فتاه فقط من اريد ان اشرح لها معانيه، و أخبرها بقصته. و لكنها منذ البارحة اختفي هذا الحلم .. ربما كنت قد وقعت في حب سراب.. تذكرت كيف ذهبت له هنا، علي هذا المكتب الكبير.. مررت يدي عليه و كاني اودعه و انا اتذكر مراهقتي الطائشه.. كيف ابتسم بتفهم عندما اخبرته عن حبي الأميرة.. لم يكن ابدا يهمني اي من الفتيات المعجبين بي،. مع انه كان يسعدني ان تراهم حولي.. كنت اريدها هي.. ان تنظر لي لمرة، اكثر من مجرد حارسها ذلك.. كشخص يمكنه ان يحميها حقاََ، ان يعطيها هذا الامان التي تختبئ من الجميع بحثاََ عنه.. و مع انتهاء محاولاتي، نظرت الي هذا الليل السرمدي الذي يواجني كصفحة سوداد خاليه من النجوم بغير دراية لما ينتظرني و انا اخطوا اول خطواتي خارج هذا القصر في دلك الليل.. هي لم تعد لي.. لقد كنت مجرد واهم.. و الان و مهما حدث لا يمكنني ان اخون رماد ابي و اتزوج ممن لعبت دور الاله و قضت عليه. ابدا.. امسكت السوط و ضربت الحصان بخفه ليصهر بقوه و تصدح الغربان. اتجهت بعربتي و عيناي في اشتياق لرؤية اي ارض اخري.. ارض غير التي تمت اراقه عليها دماء والدي. رأيت في وسط الظلام شغله حمراء مشتعله لأحد يرتدي رداء عليه الختم الملكي و يمشي من القصر و صوته يصدح في اعلان.. كيف لقد انطلق من القصر و انا لم ابتعد الا من اقل من ساعه؟ " قرار مهم من الملكة المبجلة نايا.. قرار.. فليتجمع الجميع.. في الساحة الكبيرة.. الجميع... ليتجمع الجميع.." اكمل الرجال يطوفون بالنبأ لابتعد بعربتي.. اكمل السير وسط الصحراء، و لم اهتم ، سيقابلني البحر عما قريب.. و ساستاجر مركباََ للجانب الاخر من النهر.. سفري طويل و لكني متأكد انني سارتاح فور ان اذهب لاي مكان اخر.. اعلم انها تريد انشاء اصلاحات في البلاد، و تريد حفر اسمها بقوة لتظهر انها الملكة التي لم يوجد هناك قبلها و لن يوجد بعدها.. هي تحب اجواء القوة و السلطة.. هذا فقط ما تريده و تحلم به.. و بهيئتها تلك و قوتها اظن انها ستعرف. هي تفهم الاستراتيجيات الحربيه و الادارية بسبب جلوسها مع والدها في جلسات المشاورات و لكني قلت انني لن اهتم.. لتفعل ما تريد ان تفعله بعد الان.. ليس من صالحي.. لن أكون لا صديقاََ و لا عدواََ لبلادهم بعد الان.. و ربما ان كنت محظوظاََ سابحث عن طبيب في البلده الجديدة التي ساذهب لها.. من يدري ماذا ينتظرني هناك و لكني ساعدها و اعد نفسي انني لن اكون ابدا مجرد حارس اذا قررت ان اعود. شعرت بالعطش لاضع يدي في حقيبتي، لامد يدي و اخرج جرة المياه من الحقيبه.. لاجد اصابعي تصدم في شئ يصدر خشخشة.. فتحت الحبل الذي يغلق الحقيبة لاري ما هذا لاجد برديه مغلفه في الداخل.. نظرت حولي بتنهد.. كنت تماما في منتصف الصحراء و لكني اشعر بها ، لا تعلم ان مجرد رائحه عطرها فقط.. هززت راسي لافك الحبل الخفيف الذي يربط البرديه لأفتحها.. اعلم انه بعد ما فعلت لا يمكن لأي شئ ان يقنعني.. و لكن لنري ماذا ستقول..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD