Black cat's curse :
البارت الثاني عشر
#نايا
كان الرياح العاتية تتلاعب بشعري و تعيده للخلف و تزيح الدموع في عيني..
انا وحدي في هذا القصر العظيم..
بل انا وحدي امام هذه العاصفه،. في هذا الصباح الباكر و قبل ان يستيقظ باقي الخلق..
اتيت الي هنا، اتيت لمراجعه ما فعلت، كنت قد بدات مسبرتي لتملك مقاليد الحكم كملكة و لكني.. و للاسف فشلت حتي قبل ان ابدأ..
مسحت دموعي الوحيده بخلف يدي..
فكرت كثيرا..
ماذا كنت لافعل لو كنت مكان رمسيس..؟
لو علمت ان الملكة التي وقفت امام الجميع و هي تصدح عالياََ باقسام العداله و كانها اتت بمراسيم اللالهه لتقرأها علي الناس... و بعدها قتلت والده ..
ماذا سيفعل بي..؟
شددت قبضتي بالم و امسك احدي الحجاره و القيتها في النهر امام، مشيت كثيرا علي اساس اجد حلاََ..
انا ملعونه و لكن لا يمكنني اعاده الاموات الي دار الحياه..
لست بساحره و لا شيطانه..
و الاجابه البسيطه انني لو كنت مكانه لذهبت و قطعت رقبتي..
انا حتي لم افكر..
لم اتحري..قتلته علي الفور..
اغمضت عيناي بألم و انا انظر الي المدي، الي الطيور المحلقه و ترحب بالصباح بحرارة فيما اذوي من البرد و يرفرف الموت علي جلدي..
وضعت اصابعي المرتعشه علي صدري و قبضت اكثر علي ردائي الابيض القماشي العادي كأي فتاه مصريه ليس به زينه و لا اي شئ.
ربما اليوم سيكون اخر يوم لي..
مشيت اكثر بقدمي الحافيه علي الرمال المبتله و اغمضت عيني..
كلما اغمضتها اري تلك البرديه..
اري عجزي في الرد عليه ،و لاول مره اختبئ هكذا و انا بصورتي البشريه
حتى ابي..
لم يري بي الا صفقه ينقذ بها دولته من الاعداء..
بما ان لديه ابنه و البلاد تمر بشكل سئ،. لماذا لا يهدي لهم تلك الابنه، مقابل النقود و العطايا لبلاده.. صفقه سهله.. ؟
عدت الي القصر و بعقلي شئ واحد فقط..
كانت ماشطتي تبحث عني و بالفعل شعرت بالراحة عندما اتيت..
حاولت فرد وجهي و هي تخبرني بما المهام التي علي اليوم..
كالتجتمع مع امهر البنائين و بناء المجانيق و العربات الحربيه، و ان اذهب بنفسي لألقاء خطبه الي الجنود لتحمسهم..
و اعلن انني خفضت تصدير الفاكهه و القطن المصري و الزيوت منها زيت الزيتون و البترول للدول المعاديه و سنجعل حلفائنا يوقفوا امدادهم بالمواد العذائيه الازمه..
تنهدت لأرفع يدي لها..
قبل ان تبدا انا اعرف ما علي فعله..
اشرت لها الي الكرسي الذي امامي للجلوس
" اريد منك شيئاََ اخر
انا اريدك ان تخبري رمسيس انني اريد لقائه لأمر هام..
و اجعلي امراََ هاماََ هذا في عقلك،. اي ما كان يفعل ، حتي لو كان سيذهب لاي مكان يأتيني اولاََ..
هل فهمت..؟"
لمعت عيونها فوراََ و اومات لتقف..
" لقد كان هنا يا سيدتي امام غرفتك في الصباح و سأل عنك "
تنهدت بثقل..
لا احد يعلم سواي و سواه ماذا كان الامر البارحة..
لقد تعبت من الاختباء حقاََ.. تعبت
" حسنا اذهبي اليه و اخبريه.. فوراََ "
اولاََ و مهما حدث ، مهما ستكون ردة فعل او ماذا سيفعل سأقف امامه و اخبره انني القاتله..
انني من قتلت والده الوزير باسمتك..
و انني مستعده لأي عقاب قد يعطيني اياه..
...
#الراوي
وضع الملك سومر يديه علي ذقنه المحددة بعنايه و قد جمع مستشارينه حوله..
كان من العار ان يعترف ان امر الملكة نايا و التي لم تبلغ عمر احد اصغر ابنائه يقلقه و بوتره و لكنها كانت الحقيقه..
"انها ليست عاديه.. انا اقسم انها ملعونه يا سيدي..
و اخشي ان حاولنا قتلها ان تأتي لعنه و تحل علي جميع بلادنا.."
سكت احد المستشارين عندما رفع الاخر يده و اوما الملك له ليردف مكملاََ لكلتم الاخر
" انت تعرف ان قبور المصريين تكون محاطه باللعنات..
اسمح لي يا حضره الملك بأن نجعل شخصاََ منهم من يقتلها..
لانه لو اتت اللعنه لتحل علي بلادهم هم.. و هنا نكون قد كسبنا ربحين بدلاََ من ربح واحد "
اوما الملك باستحسان ليبتسم و يقف اخيرا ليقف جميع الجالسين..
" لقد حددت و خططت لما اردت فعله بالفعل.. و لكني اردت السماع منكم..
هناك بيدق بالفعل في يدنا..
شخص من شعبها تمت اذيته من تلك الملكة الشابه الطائشه و ان اتخذنا الخطوات السليمه سيكون هو المفتاح لتخليصنا منها و الي الابد..و هو رمسيس الخادم الاول للملكة و ابن رئيس الحراس و كبير الوزراء السابق "
اتسعت ابتسامه الملك سومر و هو ينظر الي الامام متجاوزاََ مستشارينه..
الجميع كان ينظر فقط بغرابه..
"و لكن سيدي.. ".
تجرأ احدهم علي القول و لكن الملك كان سعيدا و مزهواََ و هو يتناول عصيره
" لقد قتلت والده..
قتلت والده بتلك القوه التي تملكها و التي كانت تقتلنا بها انا و ابنائي..".
اسود وجهه و لكنه ابتسم عندما وجد التاييدات العاليه لقتلها..
" سنجعلها عبره و سيضاف ذلك لمجدنا..
سنجعل من جثتها المحنطه مزاراََ حتي لا يتجرا اي ملك او ملكة علي التهاون معنا "
ثم صفق بيده..
" اريد اراء نافعه..
اريد منكم ان تفكروا في كل شئ يجعل رمسيس يفكر في الانتقام.. الانتقام فحسب..
اريد منكم ان تجسدوا مشهد قتلها لوالده، اريد ان نجدثه عن المال الثروه..
اريد كل شئ قبل مغيب هذا اليوم. "
....
رمسيس
اخذت عربتي من امام القصر و ذهبت، كان اخر ما في عقلي ان يراني احد الجواسيس و يبلغ الي اين كنت ذاهب..
كان تنفسي الشديد من انفي و انا افكر بما سمعته كان ثقيلاََ جداََ..
" عليك اولاََ ان تعرف انها لا تصلح ابداََ لملك..
انها مجرد فتاه عاجزة..
و مهما فعلت.. ستخطأ..
هي من تسببت بقهرك و هذا الألم الذي انت به.. و لا ندري ماذا ستفعل بعدها بتلك القوه الملعونه التي لديها
نحن دعوناك لاننا قد تضررنا كثيرا من تصرفاتها الهوجاء
و نطلب فقط منك التفكير بأمرنا و بما قلناه .."
ضحكت بسخط في سري..
هل يروني غبي لهذه الدرجة..
لان اتجه الي بلد اخر لأخذ ما هو المفترض ان يكون حقي.. ؟
اذا كانوا هم يكرهون الملكة، هذا سهل..
يخبروني ان الملكة نايا و التي اعرفها منذ كانت طفله..
كانت حقاََ طفله و انا كنت امسك بيدها للمعبد تقتل والدي؟
باي عقل ساصدق هذا..
ببضع رسومات قام راسم المعبد بصنعها لي و لا بتلك القصص التي لا تدخل العقل..؟
" ان استطعت منعها من التوقيع على هذا العقد الذي ستوقعه اليوم.
نحن نريد ان نوقفها فقط عما تفعله..
و هنا ستظهر كملكة فاشله و لن يريدها اي احد ..
و هنا ستعتزل وحدها.. و طبعاََ لك كل ما تريد من الاموال..
اي شئ تطلبه و ستكون هنا محمي في بلدتنا.. "
حقاََ.. ؟
ربما اكثر ما كان يؤلمني هو نعتها لي بالخائن..
اقوم انا بخيانه المملكة التي اكلت منها و تربيت بها؟.
انها تتهرب مني لانها لا تريد ان تفشي عن احد ما..
انا اعرف نايا جيداََ ربما يكون قد هددها شخص ما.. ؟
ربما تكون تخفي احداََ..
انا اليوم ساقابلها و سأعرف.
و سأتكاد هذه المرة انه لن يكون لها فرار ابداََ مني..
دخلت الي القصر و ما ان اقتربت من البدخل رأيت ماشتطتها تتجه الي هروله
" سيدي.. سيد رمسيس.."
صلبت ظهري فور ان رأيتها، و انتظرت حتي اتت لامسك بيدها بقوه..
" قولي لي هي سيدتك.. ؟
اين الملكة نايا؟"
زفرت بفوه من الصدمه لتنطق بسرعه
" هي تريد مقابلتك..
انها تنتظرك في البهو الكبير"
لم اصدق في البداية..
البارحة اتيت لملاقاتها و كانت تتهرب مني...
و اليوم في البهو الكبير و امام اسماع جميع من في القصر..
هل حقا ستريد لنفسها الفضيحة.. ؟
" انت تكذبين.. ؟.
الملكة لا تستخدم ابدا البهو الكبير في اي من.. "
لتومئ بسرعه..
بلي بلي..لقد قالت لي منذ الصباح ان ابحث عنك و انا قد اتيت و رتبت كل شئ.. "
لم ارد ابدا التصرف بهذا الشكل و كان هناك عشاوه حمراء تعلوا عيني، غضبت اكثر من نفسي و انا اري الدموع في عينيها..
لم افعل ذلك مع امرأه ابداََ..
انزلتها الي الارض و دخلت فوراََ الي الباب و خطواتي تسبق تفكيري..
جرت بسرعه و ببكاد امسكت بيدي
" سيدي.. لماذا انت غاضب..
هل حدث شئ ما.. ؟
هل هناك.."
تجاهلتها مررت بجانبها و الغضب يكاد بفتك بي..
لم ارد الان ان افشي اي شئ..
لا يجب ان يعلم اي شئ.. و لا اي احد
الحوائط هنا لها اذان
و حتي ان ارادت مقابلتي في البهو الكبير ساخذها لاي مكان اعرفه لنتحدث لا يمكن ان يسمع اي احد هذا..
ان علم اي احد يمكن ان يكون ذلك فيه إيذاء لها..
و لكن لا افهم بما تفكر تلك..
مشيت بين الغرف الملكيه في القصر و انا اتحرق شوقاََ لرؤيتها..
هل قررت اخيرا ان تخبرني بما تخفي عني؟
ان تقول من تعرفه و تخفيه؟، من يهددها؟
و لكني عندما ذهبت لم تكن تنتظرني بمفردها..
كانت واقفه و بجانبها اثنين من القضاه، واحد علي يمينها و الاخر علي شمالها..
لماذا القضاه هنا..
محكمة من ؟
ظللت واقفاََ بلا حراك في انتظار ان افهم..
لتتحرك الي فور ان رأتني، ابتلعت ما بحلقها و وجهها اصفر و كأنما قد اتي الموت في وجهي..
" اخيراََ قد اتيت..
لقد اتي الخلاص.."
تحركت ايها فوراََ ما ان رايت عيناها،. تنهيدتها العاليه و الدموع الذي نزلت علي طول وجهها الجميل..
لم افهم ظللت واقفاََ فقط عندما اقتربت و رأيت زوجين من السيوف علي عنقها.
" قف مكانك.."
ليتحدث احد الرجال الذين يقفون الي جانبها و يرتدي زي الحكيم الخاص بالقصر بنبره غليظه و هو يمسك برديه ملكية طويله..
" انظر الي المكتوب هنا.. ؟
تريد ان تجتمع مع الدول و تمنع دولتنا حتي عن السكر؟"
قهقه الجرذ الذي يرتدي رداء الحكيم بسخريه لاقبض علي قبضتي و اخرجت سيفي..
" اتركها...!"
اخذ الملكه و جروها للخلف و هي واقفه فقط بصمت..
الملكة نايا التي لا تسمح ابدا بتجاوز الكلمة معها مستسلمة تماما لمصيرها ؟
لماذا.. ؟
هي تعلم انني حتى لو مت انا سانقذها..
عدت الي الخلف بصدمه و انا اري عيونها تذوي من الدموع و وجهها احمر من البكاء و تلتقط انفاسها بصعوبة .
" لا رمسيس.. لا..
اتركهم.."
خرج صوتها كهمسات فقط ليمسكها الرجل من علي يمينها بخشونه..
" اخرسي..!!"
" انظر رمسيس لقد كنت احمق و صدقت مجرد وجه جميل و قلب كقلب الوحش.."
مرر يده علي وجهها و مع احتراق قلبي مع كل كلمة كانت تخرج منه الا انني ارد قطع اصابعه للمسها..
" لم تقبل ان تساعدنا طواعيه و تأخذ بقصاص والدتك من تلك الشيطانة ..
و لكنك اليوم ستساعدنا و يدك علي عنقك..
لقد قلنا لك ان ملكتك الجميلة.. هي قاتله..
هي الوحش الذي هجم علي الملك و قتل والدك و هي نفسها معترفه بذلك.. "
نظرت الي وجهها بعدم تصديق لتلقي عيونها الي اسفل و لم ترد ابداََ ملاقاه عيني..
" لقد ظللت تدافع عنها، بانها بريئه و اننا فقط نحاول إفساد سمعتها.. اليس كذلك.. ؟"
قهقه مره اخري و هو يمسك بالعقد الملكي و يمزقه الي شقين..
" اليوم نهايه هذا العبث...
لقد تحدتنا ملكة صغيره لم تري حتي النور و اليوم سنضم البلاد الي بلادنا..
سواء ارضيت ام لا.. "
" الان.. اما ان تجعلها توقع علي هذا العقد و تحافظ علي روحك ..
اما ان نقتل ملكتك هنا.. و في البهو الرئيسي..
ماذا تقول؟ "