البارت الحادي عشر

1750 Words
Black cat's curse : البارت الحادي عشر #نايا كنت مجرد هره سوداء اختبئ خلف الصندوق، كهرة عاديه تقف عند القصاب تنتظر بعض اللحم.. اما انا فكنت انتظر سماع شيئاََ اخر.. كنت انتظر رؤيه و سماع إدانته و شهاده ذنبه بحواسي.. هو يظل يردد فقط انني لا اعرف اي شئ عما حدث.. انه لا يعلم كيف قتل والدي.. و كيف ان والده متورط بهذا العقد الذي افسده.. الان سنعرف.. شاهدته من زاويه عيني بدقه و قوه نظر الهرة تجعلني اري بجوده اعلي بكثير من عيوني في هذا الضوء الخافت لغرفه مكتب الخائن. هبط علي ركبته للامساك بتلك البرديه الصغيره التي سقطت منه،. و من ثم فتحها ببطئ.. لم استطتع ان لا يثار فضولي اكثر و انا اراه يعود الي الخلف لبرهه و تتسع عيناه و هو يمرر عينيه علي محتويات الرساله.. و كانما برد الدم في جلده، وقف و كانما قدميه قد ثبتت علي تلك الوضعيه.. كنت اعلم.. كنت اعلم ان الوالد العزيز سيترك اعترافاََ لابنه. هو يعلم انه مهما فعل سيكشف. انزلت ذيلي فوراََ و لففته حول جسدي برعب عندما تحرك فجأه و كانما قطار يمر.. ليغلق الباب خلفه في قبضه واحده و يصدر صوتاََ كاد يجعل القطه بداخلي تموء مواءاََ مزعجاََ من الخوف.. ما هذا..؟. الهذه الدرجة ازعجه ان يعلم انني كنت علي صواب.. ؟. لم انتظر ان اضيع لحظه اخري، فقد كنت اموت من الفضول هنا.. تسلقت بقوائمي الاربعه الي ان وصلت للمكتب و من ثم استخدمت تلك الحوافر جررت تلك البرديه الصغيره برفق.. اوف.. لعنت بداخلي و انا اري ان قوائمي عديمه الفائده تلك لا يمكنها ان تفتح الورقه الي نهايتها.. صدر صوت مواء منزعج مني و انا احاول مره اخري بكلتا قوائمي.. " سيده تي.. سيده تي.. هل انت هنا.. ؟" كنت قد تمكنت من فتح البرديه اخيراََ بقوائم يدي و قدمي و لكني اختبئت فورا ان سمعت صوت ماشطتي.. لماذا تنادي تي.. ؟ ظللت مختبئه في الظل و بما ان الغرفه ليست مضائه الا بالشمعه التي قد اضائها رمسيس و تركها في عجل.. لن يراني أحد .. طمئنت نفسي و اصبح عندي فضول اخر الان.. " ماذا تريدين..؟ الا ترين ان الوقت قد تاخر علي الطلبات..؟" ميزت تذمر صوت تي الحاد، من خمسين صوت لاتنهد بداخلي.. " اريد ان اعرف اين ذهبت بالصواني الذهبيه الخاصه بالتقديم.. الملكة نايا تحب ان تقيم بهم الصلاه في معبد الاله امون.." " اللعنه.. ليس ورائنا سوي طلبات الملكة فقط.. انا ابنه الكاتب ايضاََ.. " شعرت بشعور يغلي بداخلي و انا اسمع ازدرائها العلني.. حسنا انها الي الان لا تراني سوي نايا التي كانت تتنمر عليها في السابق،. لم تدرك الي الان مقامي و مقامها.. " حسنا.. سأبحث عنها.. " تحركت ببطئ و انا اسمع الاصوات تختفي.. لاتحرك بخفه ، حتي لا تترك قوائمي اي اثر من الاتربه علي البرديه النظيفه و اعيد فتحها ببطئ.. كانت مكتوبه مخط صغير يكاد يري و رغم الظلام و المسافه الصغيره المكتوب بها الخطاب اصررت ان اقرا.. لابدأ بقرائه الهيلوغرافيه المكتوبه بداخلها بتمهل . " من وزير البلاد باسمتك الي خليفتي و الرجل الذي تركته في الارض ليعمرها بعدي.. اكتب لك تلك الرساله و انا في ضيق من امري،. و لم يعد امامي اي مفر. لقد اتخذت خطوه لم اكن اعلم اذا كنت سانجو منها و لكني لم افعلها الا بعد ان تحريت الصواب و فكرت كثيراََ.. لقد عم الفساد البلاد و الملك لم يعد يحسن التصرف،. اصبحت نقود البلاد تنفق فقط في انشاء القصور الفارهه و العربات الخاصه لزينه الملك، اما اقتصاد بلادنا فصار في ركود بسبب ما تفرضه علينا البلاد الأخرى من نقود باهظه لسداد ديوننا. اكتب لك يا بني عما فعلت، و اعلم انك لن توافقني، انت تعلم انني من انشأتك و ربيتك علي الامانه و علي عدم الاسائه ابدا لمن اسائوا الينا، فكيف لمن احسنوا. لا انكر ابدا فضل الملك و نعمته علينا و لكن عندما وصل الامر للبلاد لهذا الحد لم استطتع الا فعل هذا لضمان عدم تعدي الملك علي البلاد اكثر.. لقد قام بتسليم ارضاََ من بلادنا بالفعل الي المملكة المجاوره لتسديد جزء من ديوننا، و ايضا وقع علي ان يزوج الاميره نايا للامير من دوله اخري ليعفي جزئاََ كبيراََ من الدين.. لقد نصحته.. و لكنه ابي نصيحتي، و لذا جعلته يوقع علي عقد التنازل عن البلاد لمن بعده .. اعلم أنني قد اكون خائنا بنظره و لكنني افعل ذلك من اجل حمايته... ان كنت تقرا هذه الرساله فانا قد مت.. اعلم انه سيتم الوصول للعقد المزور علي اي حال و سيتم كشف خديعتي.. لا تصدق اي احد منهم، و اهرب فوراََ من القصر لانك ستكون التالي.. " شعرت بشئ من الدوخة و انا اقرأ.. اللعنه.. ما هذا..؟ لم استطتع ازاله عيني من الخطاب الصغير المكتوب و الذي يكاد يصل لحجم كف الانسان،. الا ما هذا.. والدي كان سيبيعني.. ؟. ماذا.. تذكرت الولدين الغبيين اولاد ملك ملك سومر، لهذت كان يريد مني و يصر ان اتزوجهم و كان الامر مفروغ منه.. مررت قوائمي علي راسي و انا اكاد اجن من كم التسائلات التي دخلت الي عقلي الان.. لقد قتلته.. لقد قتلت باسمتك والد رمسيس لاني وجدت العقد بالفعل.. و لكن ماذا.. ؟ كانت الإجابات علي اسئلتي بدات تصبح مخيفه و سوداويه و كاني امر لاعماق بئر.. بئر مظلم لا نهايه له.. و لا املك الشجاعه علي دخوله... علي ان اخرج من هنا.. .. تسلقت بصعوبه الي شرفه غرفتي.. كان القمر بدراََ في السماء و صوت البوم و صراصيل الليل من يتصدر الاصوات.. و بفضل اللعنه التي اصابتني من الالهه سخمت حان علي التخفي طوال الليل في غرفتي الي الصباح.. مع لعنتي و ضميري و كوابيسي.. الطبول التي كانت تقلع بقلبي لم تكن تصمت.. هناك اجبات لعينه من ضميري عما اقترفته يداي.. عما استعملت به قوتي.. لماذا لم اتحري حتي؟ لماذا لم اتأكد اذا كان هو فعلاََ المذنب ام لا، و لماذا ؟ لففت ذيلي قوي حول جسدي و انا ارتجف كلما اتذكر نظرات رمسييس لي و قهره. رمسيس الذي انقذني بجسده و حجب عني السهم المسموم رغم ما نعته من اتهامات.. كلما اراه و هو يسأل الحراس و الخدم عن والده، و انا... من.. زاد ارتجافي و انا اسمع صوت طرق علي باب غرفتي.. اللعنه من يطرق غرفه احد في هذا الليل..؟ و يتجرأ لغرفه الملكة.. ؟؟ انتظرت ان ترد خادمتي و تمنع الزائر من الدخول و لكن الطرق ازداد.. " ملكة نايا.. علي ان اتحدث معك.. ان كنت مستيقظة من فضلك اسمحيلي بالدخول.." كان صوته مهذب من نبرته النافذه الصبر علمت انها فقط بدايه.. عندما يريد رمسبس شيئا.. لا يصمت عنه. كنت امر حول نفسي كفأر يدور في مصيده.. انا بالفعل عالقة.. ماذا سافعل.. ؟ بالتاكيد لن افتح له، لا يمكنه انه يراني الان.. و لكن ماذا سيحدث في الغد، ساقابله في القصر كل يوم.. كنت امشي رافعه هامتي لانني قتلت الجاسوس الخائن.. لاني انتصرت لأبي.. و لكني الي الان لا اعلم من قتله.. عدت للمربع الأول.. كيف سانظر في عيونه بعد ان عرفت ان والده برئ.. سيري بلا شك خوفي و ارتباكي.. سيفهم... ليزداد طرقه الباب و تصبح نبرته قاسيه.. " افتحي يا ملكة نايا.. اعلم انك هنا.. الوزير باسمتك ليس مسافراَََ و لكنه قتل و لا احد يعلم من قتله سواك يا ملكة.. اخبريني اين هو...؟" صمتت.. و زاد ارتعاشي و اشعر ان فرائي اصبح واقفاََ كاسنان المشط.. " اعلم انك تخفين شيئاََ.. و لكنك الملكة و انتِ خليفة الاله في تحقيق العداله.. الم تقولي ذلك.. ؟ الم تقولي ان المذنب لن ينجو من العقاب، و اشرت بدرع والدك و اقسمت بسيفه.. اين وعودك تلك يا ملكة نايا.. اين.. ؟" لم يصمت.. كنت اسمع انينه الصامت خلف كلماته القاسيه التي يوجهها كسهام في قلبي.. كلماته تدميني.. تؤذيني و مع كل قوتي لا املك الا ان اقص لساني.. مع كل ما فعلته كلماتي لم تصل صوتاََ اعلي من مجرد كلمات.. انا من اسلت دمائاََ بريئة.. انا من كسرت العهد.. .. #رمسيس ظللت طوال الليل انتظر.. و لكني كنت اعلم انها جالسه فقط هناك، لا تعلم ان كل دقيقه تتاخر هكذا هي تزيد من قناعتي بالحل الوحيد الذي لا اريد ان افكر به.. عدائها تجاهي.. و مناداتي باني خائن مثله، تصرفاتها المتهوره فجأه... لاي احد يعرفها مثلي ، نايا تخفي شيئا ثقيلاََ جدا و حتي مع كل الاقنعه التي ترتديها.. كانت المرارة في حلقي قد وصلت لغايتها عند بزوغ الصباح و بدا الضوء الازرق الخافت بالتغلب علي سواد الليل و كسره .. هنا اكتفيت.. لقد تركت لها مهلة كافيه.. ناشدتها بكل ما يمكن قوله، و ما لا يمكن قوله.. لو كان اي احد يعرفني بعد ابي في هذا القصر فهو هي.. و لكنها تخفي شخصاََ.. تخفي فعلاََ لا يمكنني ابدا التغاضي عنه.. و لو من.. ابي كالشمس التي تضئ كل شئ، الشمس المرسومه في معابدنا ، نقدسها و نستمد النور و الطاقه منها.. و ولائي له اكبر من ولائي لعلم بلادي الذي البسه علي صدري. الان كلمتها لم تعد تعني لي، انا ساكتشف ما ساكتشفه بنفسي و اعلم انه مهما فعلت فساجد من مستعد لاعطائي ما اريد و اكثر مما اريد.. صعدت مرة اخري الي الطابق التي تقع به غرفتها.. كانت فارغه.. حتي الخدم كانوا نائمين علي غرفتها، و ظلال الليل لا زالت تنتشر لعدم وجود اي شموع مضائه. صعدت لانظر الي غرفتها من الخارج لاجدها فارغه تماما و مفتوحة علي وسعها.. و للمره الثانيه يزداد الشك في قلبي، يؤلمني التفكير هكذا في الفتاه التي لم احلم ابداََ بسواها.. و لكن لماذا تهرب في هذا الصباح الباكر؟ قبل معاد الصلاه بثلاث ساعات.. التفتت لانزل مره اخري علي الدرج، لاصتدم بشاب اسمر لم اره هنا من قبل في القصر.. رآني فوراََ و تردد، لتنزل رجله الي اسفل برعب.. ضيقت عيناي فوراََ و قمت بالامساك به فور ان رأيته.. كان رجلاََ قوياََ و لكن كانت قوتي بسبب تدريباتي القاسيه تجعلني اضخم. ذاكرتي قوية للغايه و اعلم من يعملون هنا، اشكالهم جميعاََ مألوفه لدي.. الا هذا.. " قلي لي فوراََ من انت.." " انزلي فقط.. ساشرح لك.." جاء في بالي فوراََ غرفه نايا المفتوحة و ضاقت عيناي اكثر.. اللعنه.. هل هو..؟ لاهزه بقوة و انا اصر تحت اسناني " ستقول لي ماذا كنت تفعل.. و الا لن يعجبك ردي.." " انا.. لم افعل اي شئ صدقني.. لقد كنت.. " " ماذا كنت تفعل.." زمجرت.. بدأت اثار قبضتي القويه تظهر عليه ليصرخ " لقد جئت برساله.. لقد برسالة لك اقسم..!!" انزلته امامي و لا زلت امسك به، ليفتح حقيبته الجلديه بسرعه و يعطيني برديه.. اخفض صوته ليشير باصبعه " انها رساله مخصوصاََ لك من الملك سومر.. يريد مساعدك و كسب ودك.. ارجوك اتركني.. انا لم افعل اي شئ.. " نظرت للبرديه لاجد بالفعل البرديه مخطوطه بالطبع الملكي.. و لكن لماذا يريد الملك سومر مساعدتي.. ؟ نظرت للرسول بطرف عيني لاتركه يذهب.. يبدوا ان هناك المزيد منه في القصر، و امر معرفتي لوفاه والدي انتشر.. تنهدت و انا افتح البرديه و ربما ما كان فيها بدا معروفاََ بخبرتي. هناك شخص لديه معلومات و يريد ان يساومني عنها بمقابل.. نظرت مره اخري لغرفه الملكة نايا الفارغه من الخارج، لاتنهد.. ربما اي يوم اخر كنت مزقت تلك الرساله لمليون قطعه.. و لكن ربما لن اعرف ابدا ماذا حدث لأبي.. الا من خارج القصر ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD