البارت العاشر

2030 Words
رواية : black cat's curse البارت العاشر #نايا انا الملكة نايا.. رددت هذا الأسم علي مسمعي و جعلت لساني يتذوقه.. و لكن وانا اقف امام المرآه.. لم أري ابدا اي دلالات علي كوني قد تغيرت عن الاميره، ابنه الملك المدلله.. الابنه التي لم تستطع ان تنقذ والدها، و تم اغتياله علي فراشه.. الابنه التي مع قوتها و جبروتها امامهم، استهانوا بها و كادو يقتلون حارسها لأنه وقف الي امامها.. حتي هو عرف انني لن استطتيع ان انقذ نفسي، ربما لانه نسي من انا.. و نسي كيف اتحول.. و لكن حتي لو عرف، كان رمسيس ليقف امامي.. لأنني في عينيه لست الا امرأه ضعيفه. تنهدت في قهر و في عجز بداخل غرفتي الواسعه، و تمشيت برداء نومي الحريري غير عابئه بما قد ينتظرني اليوم من المهام الثقيله للوصول للشرفه.. نظرت للاعلي ، حيث توسدت الشمس عرشها المهيب وسط السماء، قويه لامعه، و لا احد يجرؤ علي قول ان وجودها و سلطتها ليسا واضحين.. لو تحولت الان و خرجت اليهم بهيئتي الملعونه لن يخافني احد..و لكن ان فزت في حرب، و جعلت الجميع يري قوتي و ذكائي في الاستخدام العربه المقاتله و الرماح و دهائي في التخطيط حينها لن يجرأوا علي قول لي كلمه تتعلق باسمي.. سينقش اسمي علي المعابد للابد تمجيداََ لي، و سيراني الناس خليفه لوالدي بحق.. لم اسمع طرق الماشطه و هي تدخل الي الغرفه لالتفت بغضب ناظره اليها، هي تعلم انني لا احب مقاطعه خلوتي ابداََ.. و لكنها ابتسمت بحنان و هي تمسك طبقاََ كبيراََ من العنب الاحمر لتذوقه عيناي، و تقبل بابتسامه موده. " اعلم انك لا تتناولين فطورك جيداََ،. لذا جلبت لك من افضل انواع العنب.." ابتسمت لها، و انا اخذ واحده منه و اضعها في فمي، عندما جلست علي السرير و عيونها تذهب و تجئ عرفت ان بفمها شئ لا تقدر علي كتمانه. ماشطتي و اعرفها.. " قولي لي.." وضعت يدي الي خصري و انا اذهب الي خزانتي.. " اتركي يا سيدتي و ارتاحي.. انا ساجلب لك الفستان الذي تريدينه.." هززت راسي و اشرت اليها، لتبقي مكانها و يسود وجهها من الخوف مبلغه .. " حسن.. حسنا.." رفعت حاجبي بعدم فهم.. تري مما خافت.. ؟ " انا اريد ان اختار فستاني اليوم.. اخبريني انتي بما عرفت" و لكنها استوعبت سريعاََ تلك المشاعر المفاجئه و عادت الي ثرثرتها المعتاده.. " اتعلمين يا ملكتي، السيد رمسيس ظل يتجول طوال الليل مع جرحه المفتوح .. جرحه عميق و مخيف للغايه،. عندما انظر له اخشي من تحمل وجعه.. كنت اعلم انه لن بسمع ابداََ ما يقوله الطبيب، و حتي تلك الفتاه تي، ظلت في غرفته طوال الليل.. " شعرت بعقده في معدتي تتشكل منذ بدايه حديثها،. و لكن استوقفتني تلك الكلمه لاردد بلا قصد " طوال الليل..؟ ماذا تفعل بغرفته؟ " سعلت ماشطتي قليلا ، لتردف بابتسامه يملوها الخجل " و كيف سأعرف يا سيدتي.. تعلمين ان رمسيس له الكثير من العشيقات،. و هذا امر لا يخفى عليك يا ملكتي.." نظرت اليها نظره واحده لتصمت تماما.. مهما فعلت لا يمكنني إخفاء دليل الحمره التي في وجهي الان، و اعلم انها قالت هذا الحديث قصداََ.. اردت الالتفات و صرفها، و لكن صوت بداخلي تذكر.. كيف مال علي البارحه لينقذني، و حتي عندما ضربت ظهره بالسوط و عذبته.. كان ينظر الي فقط.. " انا اسفه سيدتي.. لم اقصد.." التفتت الي الماشطه و ابتسمت لها ابتسامه هادئه.. " لا تقلقي.. اريدك ان تذهبي و تخبريني اين رمسيس الان و تخبريني .. و لا تشعري احداََ حسنا.." " امرك سيدتي.." اعلم ان التجسس من اختصاصها، و لكني مع ثقتي بها لا يمكن ان اجعلها تري ماذا سأفعل.. لأنه لو انتشر هذا الخبر، فلن اسلم ابداََ من السنتهم.. ... #رمسيس تحت السماء المنقوشه بالنجوم، جلست طوال الليل.. حتي اعمق الجروح لم تستطتع ان تؤذيني عندما علمت ان غرفه ابي موصده.. و ممنوع دخولها و لا الاقتراب منها بأمر من الملكة نفسها.. اليس والدي الوزير قد سافر كما يقولون.. لماذا يغلقون غرفته.. انا ابنه الشرعي، علي الاقل من حقي ان ادخل لممتلكاته.. سيأتي الصباح و سأعرف.. لقد اختفي لأسبوع هكذا و لا اعلم مكانه و لا من يدري تحديداََ اين سافر و كأن الجميع تاتي ذاكرتهم عند تلك اللحظه و تتوقف. اريد ان أعرف اين والدي بالتحديد و ان كان قد تم اغتياله من احد القوافل ام ماذا و لكن قلبي يخبرني بأنه توفي في مكان مكان.. مع ان التفكير بذلك يؤلمني اكثر ، لم يكن أبي فقط، كان اخي و صديقي المقرب لاشعر بالوجع بظهري يتضاعف.. و لكن احساسي لا يكذب علي.. والدي لا يختفي باي سفر من دون ان يرسل لي احدهم برساله علي الاقل يخبرني بموقعه حتي لا اقلق عليه.. انا مساعده الاول و امين اسراره، مستحيل ان يغيب كل تلك الفتره و لازيخبرني.. سمعت خطوات خلفي، جعلتني اخرج من شرودي و اركز بها.. ربما قد اخبرها احد ان الخلخال في قدمها يجعل خطواتها مرئيه اكثر للناس.. و لكنها لا تعلم ان دقات كعبها الخفيفه وحدها طبول للمستمع.. تنهدت و مع ذلك لم ارد الالتفات، كتمت بشده رغبتي في انشاء السخريه و جعل وجنتيها تتوردان بدفاع.. اعلم اننا بعداء كل البعد عن ان تكون تلك علاقه.. فلا يمكن لمجرد حارس و لو كان كبير الحراس في القصر ان يكون حبيباََ لملكة البلاد كلها. و لكني اريد ان اشعر بها معي في تلك اللحظه.. كنت اشعر بسهام نظراتها علي ظهري، و لاني ارتديت مجرد طوق يكشف صدري لذا فقد كان الجرح واضحاََ جدا، و مع انه المي انا.. الا انني لم ارد ان تشعر بالخيبه.. لانها بالفعل تشعر بها ، و منذ ان كانت صغيره. كانت حساسه، تريد ان تكون مثاليه لكي لا يشار لها بالبنان بأنها قد فشلت و تبكي كثيراََ اذاََ لم تصل لمستوي الذي تبتغيه من الكمال .. بمجرد ان تسمع كلمه الفشل تظل تلوم نفسها و كأن كل الظروف تجمعت علي احباطها. و هذا بات واضح جدا بعد وفاه والدها الملك.. اعلم انها لا تزالت تشك بي للان.. بل تشك في خيالها حتي، لا تثق لأي احد.. و مهما فعلت اعلم ان ما تشعر به مفهوم لما عاشته لليوم.. استندت علي مرفقي قليلا و بدون ان التفت بكامل جسدي املت عيناي قليلاََ ، لاراها قد اختفت.. .. استيقظ جسدي قبل ان استيقظ.. كنت اشعر بالشمس تملئ الغرفه المتواضعه التي انام بها، و انا اشد الغطاد لصدري و متكائاََ علي بطني توقفت يدي فوراََ عن الحراك لهذا الفعل الروتيني و انا اشعر بانامل تلامس جرحي.. لم اصرخ و لم لم ائن حتي مع انني كنت ارتدي ملابسي بصعوبه فقط من المه.. و كأنما تضع الترياق عليه، لا اشعر سوي باناملها تترك في دوائر علي جلدي.. لم احتاج الي تخمين من، فرائحة شعرها الطويل كانت تداعبني بفجور و انا اتمدد فقط سامحاََ لها بممارسه ما تريد علي.. حتي لو القت علي تعويذه و قتلتني.. انا اقبل.. و لكن بدون حذر و حواسي كلها مخدره بهذا النعيم من وجود ملكتنا فوقي، تداوييني.. لم احسب حساب لذره التراب التي اتت الي انفي لاسعل.. ارتعشت يديها علي ظهري، و شعرت انها ستفر هاربه، و لم تلبث الا ان استقامت من علي السرير لتنزل.. "انا فقط اتيت لوضع هذا.. لقد صنعته احدي خادماتي.." قمت فوراََ و انا اراها ترتدي صندلها،. و تنظر لاسفل دون النظر الي لاستقيم و اقف امامها .. " و لكن خادماتك لم يدرسن الطب.. انتِ من كنت تساعدين طبيبه الملك..؟" و عاد المشهد الذي اشاهده انا فقط، و انا اري بشرتها القمحيه تتورد كطفله معاقبه، عند النظر اليها و الي وجهها الصغير من اجلي و شعرها الطويل للغايه الذي يصل لاسفل موخرتها تبدوا جدا صغيره.. بدون المكياج المبالغ به و لا فساتينها المثيره تبدوا اجمل و ارق.. و هنا لم استطتع تمالك نفسي ، مددت ذراعي لظهرها الصغير و املتها بخفه لتتكا علي صدري المشعر، و اضم قدها الصغير بيد و بيد علي كتفها.. شعرت بها تتصلب في حضني ، و اللحظات تمر . لاردف بسرعه " انا لا اقصد الاسائه لك يا ملكتي و لا التطاول.." رفعت عسلتياها الي، و لم تبتعد لانظر الي عيونها الكحيلتين و ازداد هياماََ.. " لقد كان تصرفاََ متهوراََ مني فقط.. و لكني اردت ان اشكرك.." سخر قلبي علي،. و حتي عقلي.. لو كان علي فانا اريد ان اضمها هكذا عمري باكمله. لو تقف هنا لدقيقة و تستمع لقلبي و هو يهتف باسمها، في كل نبضه مثقله بالكتمان. و لكنها ازاحت وجهها عن صدري و كأنه جمره حمراء.. لتضع يداها الناعميتن علي صدري و هي تدفعني بخجل.. " ايمكنك ان تبتعد.. " ضحكت بقهقه و انا اراها تحاوب ان لا تنظر لي،. و لكنها تعافر فقط.. ابتعدت قليلا لانظر لها، لاجد ان لم يكن جسدي فحسب الفرح و يرحب بها بحراره.. و لكن كان قضيبي واقفاََ كاعمده المعبد يقدسها.. كانت مجرد قطعه قماشه بخط طويل منقوش بين قدمي و مع ذلك فشلت في تخباه انتفاخه و طوله عنها.. نظرت لها تماما في عيونها، و انا اري ان جسدها ينكمش من الخجل امامي.. لأمسك بيدها و هي تلتفت للباب، و انا اشعر بجرأه اقوي. اعلم ان عيونها ستصبح حمراء عندما تغضب و لكنها لا تخيفني.. بل تغريني. " هل لا تزالين تعتقدين انني الخائن حضره الملكة المبجله؟" عقدت حاجبيها و لا ادري امن الحيره ام من الغضب.. و لكنها التفتت عاقده ذراعيها اسفل صدرها " لا بل اتيت لانني لا اريد ان تكون مدينه لأي احد.. انا لست بحاجة لحمايتك سواء الان ام فيما بعد.. فانا اقوي و اجدر من احمي نفسي بنفسي.. " و من ثم رفعت ذقنها بكبرياء .. و نظرت لي.. " هناك لك عائله بحاجتك.. والدتك.. و حبيبتك تي.. لا تخذلهما.." و لأني لا اقدر علي البوح لها مره اخري صمتت.. فهما كان هي رفضتني مره.. و لكن رنين الغيره في كلماتها يخبرني بأنها لن ترفضني الاخري. ... رأيتها من الدور الثاني كيف تجمع الكهنه باجلال حولها، و كيف تجمع اكبر المثقفين و المستشارين يستمعون لها بانصات.. اعلم ان لديها ما تقوله، و انها لا تريد حكم البلاد استعلاء و لا لأن والدها كان الملك. اتت تي بجانبي ، و لم اشعر بوجودها الا عندما نظفت حلقها لانطر لها.. " لماذا تظل تلاحقها.. الم تخبرك الملكة انها عينت طاقه حراسه لها اخر.. و جميعهم اختارتهم بعنايه هذا الصباح" لم اغضب.. علي اي حال ، انا اردت الذهاب لرؤيه غرفه ابي.. انا قلق عليه، و الصباح لم استطتع ان اسالها.. اشتعلت تي غضباََ اكثر عندما ابتسمت بفتور و تركتها لتلحقني " هل تعافيت من جرحك حتي؟ " لم اكن قد ابتعدت عن الشرفه بعد و رايت الملكة نايا ترفع راسها و تنظر لي.. نظرت الي الممر امامي و قلت لها " اجل، لقد دهنت ظهري لدي افضل المختصين العلاجيين.. و هو بافضل حال الان" اعلم انها توردت.. و ربما لو كانت تأخرت قليلاََ لكنت اريتها في غرفتي و علي سريري كم اني ممتن لها و تحسنت بسببها.. و لكن لم اجرأ علي النظر مره اخري لنايا حتي لا ترسم تي تخيلاتها و تنتشر الاشاعات .. و اكملت السير الي غرفه والدي، لاتفاجئ عند رؤيه ان القفل الذي عليها قد ازيل.. فهمت ان الامر بالبدايه فخ.. لقد ظللت الح عليهم ان يعطوني المفتاح، و مع ذلك لم يعطوني اي اجابه سوي عندما يعود الوزير.. تري هل عاد ابي، و انا لا اعرف.. دخلت الي غرفته بحذر ، و بحثت عن اي مكتوب قد تركه يخبرني انه عاد. اي رساله.. اي شئ يطمانني عنه.. دخلت و كأن الغرفه تماما كما هي، لم يتحرك حتي كرسيه الذي يستخدمه للقراءه و لا اي من بردياته.. كان عقلي يكاد يجن عندما وجدت انه لا توجد حتي اي اثار اخري سوي اثاري انا، اذاََ اين ابي..؟.. شعرت بالغضب يغلي بي و انا اشعر و كانه يتم التعامل معي كمغفل.. هناك موامره كبيره تصير و اعلم ان الجميع هنا يخفي مصير ابي و ماذا حدث له، و يحتفظون باجابه واحده.. لم يعد من السفر بعد. اردت ترك الغرفه و الذهاب فوراََ لسؤال الملكة..لقد قالت انني خائن مثل ابي.. ربما تكون تعرف ماذا حدث له.. او ربما هي.. هي من فعلت شيئاََ له..؟ تذكرت الرساله التي اخبرني بها ابي قبل ان يذهب، الملكة الان لن تسمح لأحد بالدخول.. و من يدري ان كانت ستخبرني حقاََ ام لا.. علي ان اضغط عليها، و اجعلها مضطره علي اخباري. اعلم انه سيحزنها.. و لكنها يجب علي اي حال ان تعرف، لا يمكنني ان اخفي عليها اكثر.. دخلت الي الخزانه الخاصه بابي، و تذكرت عندما كان يعلمني فك رموزها و انا صغير.. لم اطلع ابداََ علي كافه الرسائل التي كان يحافظ ابي بها هنا، و لكني اعلم شيئاََ، و رغم ان والدي الذي تعبره خائن وعدني و جعلني اقسم بروح أجدادي ان أخبرها.. سمعت صوت اهتزاز للصندوق الكرتوني الذي يضع فيه ابي المخطوطات الطويله في اخر الغرفه بجوار الباب لالتفت للخلف، و لم اجد اي شئ.. لابد ان الرياح شديده اليوم. اخرجت البرديه التي اقسمت علي عدم كتمانها، و لكني تفاجأت عندما سقطت برديه اخري صغيره بحجم اليد من جانبها.. لاهبط علي ركبتي و افتحها..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD