الفصل الثامن عشر من قلب غافل الجزء الثاني من حياة قلب
مضى أسبوع كامل ولاتزال تالين موجوده في نفس المنزل تقضى أغلب وقتها فى العمل وتعود لها من جديد ولكنها دوما تدعوه لمراعاة الحدود في الاقتراب منها أو الحديث معها بشكل أثار تعجبه من زوجته التي يعرفها والتى تبدو بعيدة كل البعد عنها فقد توقع منها شيء آخر خلاف المقابلة البارده عديمه الاحساس منها اليوم ذهبت والدتها لرؤيتها فبعد حديث طارق وما علمته منه وعودة زوجها عماد المفاجئة ومازال على قيد الحياه ومن ناحية حبها لطارق وصدق إحساسه ومشاعره لابنتها وفى نفس الوقت كانت وماتزال موافقه على طارق وتراه الأنسب لابنتها لكن عماد غير مرحب به لا من جهتها ولا من جهة زوجها مالك عزيز وتراه الزوج الذي يستحق واحده مثل تالين لم تهتم بترحيب عماد بها ولم تلق عليه نظره ولا كلمه فليست مهتمة به ولا بسؤاله أين كان كل تلك السنوات ولما عاد بهذا الوقت وجدت نفسها تدخل حيث ابنتها تغلق الباب عليها حتى لا يتمكن عماد من الاستماع إلى حديثهما أو التدخل
- عامله ايه يا تالين وحشتيني يا حبيبتي بقى كده ما تكلمنيش في التليفون ولا اسمع صوتك ولا أعرف مالك واكتشف بالصدفه الموضوع
لم تحاول جورية الحديث معها عن سبب ملابسها المحتشمة الزائده ولا عن الحجاب الذي تراه على رأسها على غير العاده بينما تالين قامت برفع الحجاب من على رأسها وهي تتحدث وكأنها شخص تائه لا تعرف أين هى ولا مع ممن
- أنا ما بقتش فاهمه حاجه يا ماما أنا حاسه بحاجه غريبه خالص عنى وعن مشاعرى زمان ومش قادره اعمل حاجة ولا حاسة زى زمان بقيت بحس إنى فى مكان مش مكاني مش عارفه اخذ راحتي في المكان والشخص اللى بره ده شخص غريب عنى
ربتت جورية على ظهر ابنتها فما تمر به ليس سهلا من الصدمه أن عماد عاد من الموت بعد سنوات وبعد أن تزوجت وصار لها منزل ورجل غيره لذا عدت لسؤالها
- أوعى يكون حصل بينك وبينه حاجه أنتى حامل في ابن طارق
وضعت تالين يدها على كتفها تنفى الكلام وشكوك والدتها نحوها وقالت بصراحه
- لا ما حصلش حاجه ومش هيحصل حاجه أنا من ساعه ما جئت مش مرتاحة للبيت ولا للشخص حتى لما جه يمسك يدي لقيت نفسي بزقه بعيد مش عارفه ليه ما كنتش قادرة اسيبه يقرب مني ولا فى ايه أنا حاسه بلخبطة من جوايا مش فاهمها مش عارفاها
كانت أكثر من متفهمه لكلام ابنتها يبدو أنها تحب طارق لكنها غير قادرة على فهم مشاعرها الآن
- ما تقلقيش ممكن تكون من هرمونات الحمل عشان الواحده دائما بتبقى متلخبطه مش عارفه هي عايزه ايه أنا حملت ثلاث مرات وعارفه الاحساس ده قولي بقى ايه رايك ترجعى تعيشى معانا تانى على الأقل لحد ما تولدى ههتم بيكى أكثر ومطمنة عليكى واللي أنت عايزاها يتعمل وبعدين مش كفايه بقى كده على بابا بقى لك كثير قوي مقاطعه ما تكلمهوش
رفضت تالين عرضها فمازالت غاضبة من والدها لم توافق بعد على الصلح معه
- لا يا ماما أنا مش هرجع القصر أنا هافضل موجودة هنا بالنسبة بقى لموضوع بابا أنا لسه ماخدتش قرار مش سهل اسامح بعد كل اللي هو عمله صعب جدا انسى مهما فات الوقت عليا ومهما حصل ومهما كنت بحبه
ظل مهاب واقفا وهو يرى ذاك العجوز الذي بمكتب صولا لا يعلم من هو ولا ما يريده من صولا لكنه كان يرى أنه ملامح وجهه معبرة عن داخله من كونه الخبيث الماكر من الواضح أنه ليس سهلا وليست نيته صافيه أو جيدة لذا حاول التدخل حتى لو لم يعرف من هو فعلى ما يبدو من ملامح الفتاه أنها لا تعرفه خلافه الذى يبدو على معرفة سابقه بها بطريقه حديثه عنها وكأن بينهما شيء مخفي وكلمه زوجتي العزيزه تلك التي لا يعلم لما قال لها ذلك الرجل
- معقول يا حبيبتي هتسيبني واقف كده كثير تعبت من الكلام الكثير وحاجات بينا لازم نتكلم فيها
وكانت نظراتها المستنكرة أكثر من معبرة عنها ضد كلام العجيب الغريب
- أنت مين وبتتكلم معايا كده ليه أصلا ؟؟؟!!!!!
رد عليها العجوز إجابة ليست بريئة على الاطلاق
- أنا جوزك وأنتى تبقي امراتي وكنت مسافر في الشغل ورجعت البيت ما لقيتهاش لا أنتى ولا أمك لحد ما اكتشفت بالصدفه إنك بتشتغلى عنده ولو ممكن عايز اتكلم مع امراتي لوحدها فى أمور عائليه
*************
تجمد مهاب في مكانه وهو يسمع كلام ذاك العجوز فمن المستحيل أن تكون زوجته إنها فتاه شابة وهو عجوز جدا عليها وفوق هذا والدتها لم تقل أبدا إنها متزوجه الفتاه لا تعرفه
- شكلك مش عارف أنت بتتكلم مع مين الظاهر صولا هانم بنت شهاب بيه مش ممكن تكون مراتك ولا فى أى علاقة تربطها بيك
وضع العجوز يده بجيبه مخرجا له تلك الورقه التي عليها امضاء صولا واثباتا زواجه منها وعلى حد علمه إنها صحيحه وليست مزوره يعرفه جيدا سابقا ويبدو أن هناك أمرا لا يعلم به ومن سوء الحظ فقد أتى شهاب وسمع كلام العجوز عن ابنته وزواجه منها دون علمه وكأن الصفعة جعلته يفيق من الصدمة واتجه بنظره إلى ابنته بعدم تصديق
- ايه الكلام اللي الراجل ده بيقوله وامراته فعلا الكلام ده بجد ولا لا ؟؟؟!!!!!!!!
نظره طويله إلى الورقه بدون كلام لقد تزوجت من ذلك العجوز الذي يتخطى عمره عمر والدها في حياتها السابق والتى لا يعرف عنها شيئا مطلقا نزعت الورقة من يدي مهاب وهى تردد بانفعال زائد
- الورقه دي مزوره أكيد مزوره أنا استحاله اعمل عامله زي دي أنا معرفكش قبل كده ولا شفتك أنت كذاب مهاب بلغ البوليس الراجل ده كذاب ونصاب كمان
وها قد أتي شهاب إلى الشركه التى تعمل بها ابنته وتدخل بالحوار الصعب القائم وتلك التهم التى لم يتخيل سماعها ويرى أن ابنته تفاجئت من ذلك الموقف الصعب فانتبه ذاك العجوز وراءه لشهاب حماه العزيز والد صولا وهو كان يعلم ذاك جيدا لكنه يدعى الجهل كالعادة
- كان نفسي اقابلك من زمان بس بيري هانم كل ما اقولها تطلع بحاجه شكل بس المرة دى تقابلنا وشي في وشك
رفع يده كى يسلم على شهاب ولكن شهاب نظر إلى يده ولم يعطيه أي اهتمام بل قام بسحب ابنته من ذراعها ووجه الحديث إلى مهاب متجاهلا من يقف معه بالكلية
- الراجل ده يفضل هنا ما يتحركتش من مكانه لحد ما ارجع فاهم يا مهاب لو رجعت والراجل ده مش موجود هنا أنت اللي هتتحاسب
خرج من الشركه متجه إلى منزل بيري حتى يفهم ما يجري ويجد تفسيرا لذاك التصرف العجيب ويتمنى داخله أن تكون مجرد كذبه فقط وليست حقيقه لكن وللأسف بيري لم تتغير ولن تفعل مدعية البكاء والتأثر علها تتمكن منه لتقول بوقاحة
- هتفضل طول عمرك أنانى يا شهاب أنت السبب أنت اللي رمتنى أنا وابنتك في الشارع كنت عايزني اعمل ايه الراجل ده معه شيكات مضيتها على نفسي غصب عني نفسي عشان ابنتك ما كانش قدامي حل تاني ولا شايف إن أنت جيت موجوع عشانها وقتها كنت عايش حياتك مع مراتك ولا فكرت تسأل عليا ولا هاعمل بها ايه لوحدنا أنت جاي تلومنى عشان حاولت إن احافظ على ابنتي ونسيت إنك سيبتنا لوحدنا ما تلومنيش أنا حاولت وحافظت عليها
برغم تأثر صولا بما فعلته والدتها لكن شهاب كان يعرفها أكثر منها ويعرف عقلها الحرباء المتلونه لذا بقى يشاهد العرض صامتا حتى انهارت أرضا تبكي وابنتها صولا تربت عليها بحنان وتصديق
- طول عمرك فاشله في التمثيل يا بيرى أنتى عمرك ما حبيتى حد غير نفسك وبس أنا هدفع الشبكات اللي عليك وهافتحلك حساب فى البنك عشان لو عوزتى أى حاجة رغم إنك ما تستاهليش أي حاجه بس أنا عملت كده عشان ابنتي أما بقى الشو اللى عملتيه ما اظنش ليه لازمه ده كل اللى يهمنى دلوقتى اعرف الراجل ده مين ومتجوز ابنتى من امتى وياريت تردى بدل ما شكلك نسيت من شهاب واللي يقدر يعمله بس ولا يهمك أنا هافكرك كويس بنفسى
لم تملك إلى الآن كلام وقد زاد خوفه منه لا تعلم ما هى مقدمة عليه معه
***********
خطفت بمكر هاتفي قفزت لص*ري بدأ الحساب والتحري يا محب من هذه صاحبتها كم نمرة ألغيتها كم حلوة بغيابنا غازلتها هيا اعترف يا حضرة السلطان دلوعتي خاصمتها صالحتها لما بكت وتوسدت أحضاني ألقت علية القبض مشتاقاً لها فتحولت عصبيتي لحناني أعد كم صعب علية عدهن فلأعترف مجموعة وتجمعوا في واحدة هي أنت يا دلوعتي طيوبتي محبوبتي المتفردة المتجددة والمتوقدة
- كاظم الساهر -
لأول مره لا يكون حمزه متضايق ما إن يخرج مع امرأه وليست أي امرأه إنها لطفلته التي يعشقها وزوجته الصغيرة كمال قال لها الطبيبة الصغيره التي كانت أكثر من بارعه بجعله يعشقها ويحبها ويخرج معها في موعد لتناول العشاء ولمدينه الملاهي من كان يصدق أن ابن فوق الامبراطور مالك عزيز يفعلها ولكن تلك الطفله التي بجانبه تجعله يفعل أي شيء دون تفكير فقط لأجل ابتسمتها البريئه الخاليه من الرياء والنفاق الذي بات يراه في غالبيه النساء التي تحيط به كان قد اختار الطعام الفرنسى نسبة لحبه له فهو مكان ولادته وقضاء معظم حياته ولكن بالنظر لزوجته وهي لا تحبه ولا تفهم سبب طلبه لها مثله لذا نظرت له بغرابه
- جربى الأكلة دي هتحبيها أوى وحلوه قوي عايزك تدوقى وتقولى رأيك فيها
هنا تابع حديثه معها وكأنه يتكلم مع طفله صغيره
- طيب جربي بس لو مش عجبتك هاطلب لك حاجه ثانية عشان خاطري جربي بس
امسك بالملعقة يضع الطعام في فمها منتظرا رأيها بطعمه وهل نال استحسانها أم لا وبعد لحظات كانت تعبير وجهها معبرة عن رفضها زعم رضاها عن الطعام لذا لم يكن أمامه سوى الاستماع لكلامها وطلب طعام غيره ما دامت لا تريد هذا الطعام ولم تتمكن من حبه بينما هى كانت تنظر إليه كل دقيقه من تناول هذا الطعام الغريب والذي لم يعجبها طعمه
- أنا عشت حياتي تقريبا فى فرنسا عشان كده بعرف اتكلم لغات كويس ورغم إنك مش حبيته بس على العموم ولا يهمك يا حبيبتي اللي يريحك كده كده الطباخ هيعمل الأكل اللى احنا عايزينه
وهنا تركت الملعقة ونظرت إليه بغضب تقول له
- يا سلام طباخ يطبخ لينا ليه بقى إن شاء الله مش عايز تاكل من ايدي ولا فاكرني مش بعرف اطبخ
نال كلامها من حمزة الإعجاب ورغم عدم علمه أن زوجته يمكنها إعداد الطعام
- ايه ده بجد هايل أنا بس ما رضيتش أسال كل كده بس الظاهر كلك مواهب يا روحي واثق فيكى أكثر وأكثر
عضت شفتيها فهو دوما وطوال الوقت يدعوها حبيبتي وروحي وكل الأشياء التي تفضلها الأنثى وتدلالها لكنهما حاليا بالمطعم حولهما وبجانبهما ما يمنع وجود الكثير من الناس
- بس بقى يا حمزة فى ناس حوالينا مينفعش كده
وما كان رده عليها سوى
- مراتى وأنا حر اعمل اللى أنا عايزة وبعدين سيبك منهم وركزي معايا أنا وبس يا قلب حمزة وعيون حمزة
زاد خجلها أكثر وهو يقرب مقعدها من خاصته وبضع يده على خصرها بعبث ماكر خبيث يزيد من اللون الأحمر المنتشر بوجهها الفاتن
يتبع........
القصة تزداد مشاكلها وتقترب حلولها ولكن يبقى بالنهاية الحب هو كل المشاكل والنهاية السعيدة ????????